روايات

رواية أوهام الحب الوردية الفصل الثالث 3 بقلم بتول علي

رواية أوهام الحب الوردية الفصل الثالث 3 بقلم بتول علي

رواية أوهام الحب الوردية الجزء الثالث

رواية أوهام الحب الوردية البارت الثالث

رواية أوهام الحب الوردية الحلقة الثالثة

تملكت السعادة من سمية بعدما سمعت اعتراف مراد بحبه لها ورغبته في الزواج بها فهي كانت تريد أن تتزوج من شخص يحبها؛ لأنها تكره كثيرا فكرة زواج الصالونات.
صحيح أنها تدرك جيدا أنه توجد علاقات حب فاشلة وأبسط مثال على هذا الأمر هو شقيقها محمد وزوجته “هانيا” فعلى الرغم من قصة الحب الأسطورية التي كانت تجمع بينهما قبل الزواج إلا أن هذا الحب بدأ يتلاشى تحت وطأة المشاكل والمشاجرات التي تحدث بينهما بسبب عناد هانيا لزوجها وعدم مراعاتها لظروفه.
على الرغم من شعور سمية بالفرحة الكبيرة إلا أنها تعمدت ألا تظهر لمراد هذا الأمر وهي ترد بخجل ناظرة إلى الأرض:
-“الكلام ده مش هينفع يتقال هنا يا أستاذ مراد، لو عايز تتقدملي يبقى تكلم محمد أخويا وتاخد منه ميعاد وتدخل البيت من بابه زي ما الأصول بتقول”.
انسحبت سمية من أمام مراد وتركته يبتسم متمتما بصوت منخفض:
-“اتقلي عليا براحتك مفيش عندي أي مشكلة، أنا هجيب رقم حضرة الظابط أخوكِ وهتكلم معاه عشان أطلب إيدك منه”.
خرج مراد من المكتب وهو يشعر بالراحة؛ لأنه تأكد من موافقة سمية على طلبه على الرغم من تعمدها عدم إظهار مشاعرها أمامه.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪

 

خرج رامز برفقة خطيبته حتى يقوما بشراء بعض الأغراض الخاصة بشقتهما فقد اشترطت عليه أن يشتري أغراضًا جديدة ويقوم ببيع القديمة التي اشتراها في السابق مع نادين.
-“داليا أنتِ مش ملاحظة أن السعر مبالغ فيه شوية؟ يعني ممكن نجيب واحد تاني أرخص من كده”.
قالها رامز معلنا رفضه لفكرة شراء بعض الأشياء التي اقترحتها داليا عليه ولكن الأخيرة لم تستسلم أمام هذا الرفض واستخدمت ذكائها حتى تتمكن من إقناعه:
-“يا حبيبي دي الموضة والحاجة اللي هتشرفك قدام الناس، صحيح هي غالية شوية بس فكر معايا كده، يا ترى هيكون الأحسن لينا أننا نشتري حاجة رخيصة وموضتها تروح بعد سنتين أو تلاتة ولا نشتري حاجة راقية موضتها تفضل موجودة لسنين طويلة؟”
اقتنع رامز بوجهة نظرها مثلما صار يقتنع بحديثها كثيرا في الفترة الأخيرة وكأنه دمية منعدمة الشخصية.
ذهب رامز برفقة داليا إلى أحد المطاعم وتناولا الطعام ثم خرجا وسارا معا وأثناء سيرهما توقفت داليا أمام أحد محلات الملابس وطلبت من رامز أن يرافقها لأنها تريد أن تشتري سترة جديدة.
دلفت داليا إلى المحل وانتقت العديد من القطع التي أعجبتها تحت نظرات رامز الذي استغرب كثيرا لأنه اعتقد أنها سوف تشتري سترة فقط مثلما أخبرته قبل دخولهما.
وضعت داليا القطع التي انتقتها على الطاولة حتى يتم حساب ثمنها وكانت تكلفتها باهظة للغاية واصطنعت داليا الحزن لأن الأموال التي بحوزتها لا تكفي لتسديد ثمن الفاتورة.
همست داليا متصنعة الأسف وهي تذرف بضع قطرات من الدموع حتى يصدق رامز تمثيلها:
-“الظاهر كده أني هضطر أرجع شوية حاجات عشان الفلوس اللي معايا مش هتكفي”.
منعها رامز من إعادة الأغراض هاتفا بحزم كادت ترقص فرحا بسببه لأن خطتها قد نجحت:
-“إوعي ترجعي حاجة يا داليا، أنا هحاسب على كل حاجة واعتبريهم هدية مني ليكِ”.
امتثلت داليا لطلب رامز وأرسلت رسالة لوالدتها تخبرها بها أن رامزًا قد اشترى لها الكثير من الملابس مؤكدة لها أنها كانت محقة عندما قبلت به رغم معرفتها بمسألة أن والدته ليست راضية عن هذه الخطبة.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪

 

صاح محمد بغضب بعدما شاهد فاتورة مشتريات زوجته من إحدى محلات الملابس الراقية التي لا يذهب إليها إلا الأثرياء:
-“ممكن أفهم إيه ده يا ست هانم؟!”
نظرت له هانيا قائلة ببرود أجج غضبه الذي وصل إلى ذروته:
-“فيه إيه يا محمد عمال تزعق ليه كده على الصبح؟! دي فاتورة عادية مش نتيجة تحليل بتقول أني باخد حبوب منع حمل”.
لكم الحائط بجواره ثم أشار إلى الكلام المكتوب في الفاتورة صارخا بصوت جهوري أصابها بالخوف:
-“أنا عارف كويس أنها فاتورة يا أستاذة بس اللي معصبني هو الفستان اللي حضرتك اشترتيه بخمسة وعشرين ألف جنيه”.
نظرت له هانيا قائلة بذهول شديد فهي لم تتوقع أن يغضب إلى هذا الحد ويصرخ في وجهها وكأنها ارتكبت جريمة خطيرة:
-“لا والله!! بقى هو ده اللي مضايق سيادتك أوي كده؟! يكون في علمك أنا استرخصت واشتريت الفستان ده بالذات لأن سعره قليل عشان حضرتك متتعصبش وبرضه أنت متعصب، أنا بصراحة غلبت معاك ومش عارفة أعمل إيه عشان تبطل زعيق”.
ألقى محمد الفاتورة جانبا هاتفا باستهزاء لاذع فقد استفزته بحديثها عندما وضحت له أنها ترى سعر هذا الفستان رخيص للغاية:
-“استرخصتِ!! يعني سعر الفستان ده رخيص بالنسبة لسيادتك؟! أنا مش فاهم إيه اللي خلاكِ أصلا تشتري فستان جديد وأنتِ أصلا عندك كوم فساتين جوة في دولابك؟!”
التقطت هانيا الفاتورة وأجابت بهدوء وهي تتوجه نحو غرفتها غير مكترثة بثورة زوجها:
-“اشتريته عشان أحضر بيه عيد ميلاد شيري صاحبتي لأن مش هينفع أحضر الحفلة بفستان قديم ويكون منظري وحش قدام الشلة كلها”.

 

تمتم محمد بسخرية بعدما ضرب كفيه ببعضهما:
-“أيوة طبعا مينفعش تروحي حفلة الأميرة شيري بفستان قديم، لازم تخربي بيتي وتطلعي عيني عشان مفيش واحدة في شلة التافهات أصحابك تقول عليكِ أنك بتلبسي هدوم موضتها قدمت”.
استكمل كلامه رافعا رأسه للأعلى هامسا بدعاء:
-“الصبر من عندك يا رب؛ لأني فعلا تعبت من عمايل هانيا”.
حمل محمد سترته وغادر المنزل وهو يشعر بالغيظ من تصرفات زوجته التي ستدفعه حتما إلى الجنون في يوم من الأيام.
أخرج محمد هاتفه من جيب سرواله بعدما سمع صوت رنينه وكاد يرفض المكالمة ظنا منه أن المتصل هي زوجته ولكنه تفاجأ بعدما وجد رقمًا غريبًا لم يتصل به من قبل.
أجاب محمد قائلا باقتضاب:
-“ألو، مين معايا؟”
سمع صوت المتصل وهو يقول:
-“معاك مراد يا أستاذ محمد، أنا قابلت حضرتك قبل كده في مكتب أستاذ شوكت”.
أومأ محمد برأسه بعدما تذكر أنه قد التقى به من قبل هاتفا بترحيب:
-“أهلا وسهلا بيك، أقدر أساعدك في حاجة؟”
-“أنا كنت عايز أقابل حضرتك وأتكلم معاك في موضوع يخص الآنسة سمية”.
أخبره مراد بغرضه من وراء هذه المقابلة موضحا أنه يريد أن يطلب يد شقيقته للزواج.
في المساء، التقى محمد بمراد وأعجب بطريقة تحدثه ومنحه موافقته على الزيجة ولكن أخبره أن الرأي الأخير بيد شقيقته فهي صاحبة الشأن وهو لا يمكنه أن يجبرها على أي شيء.
فرح مراد كثيرا لأنه قد ضمن سلفا موافقة سمية وهذا يعني أنه حصل على مبتغاه وسوف تُقام الخطبة في وقت قريب بعدما يذهب برفقة عائلته إلى منزل عائلة سمية ويتفق معهم على الأمور الأساسية.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
نشرت داليا صور الملابس التي اشتراها رامز من أجلها على الفيس بوك وانهالت عليها المشاهدات والتعليقات من صديقاتها ومن بينهن أمنية التي اشتعل صدرها من شدة الغيظ فقد أدركت من مظهر تلك القطع أنها باهظة الثمن.
ذهبت أمنية إلى غرفة والدتها ووضعت الهاتف أمامها حتى تريها الصور وهي تهتف بغضب:
-“اتفضلي يا ماما شوفي ابنك الموكوس الأهطل اللي راح اشترى للمحروسة هدوم كلفته فلوس كتير وهي قاعدة تتفشخر بالحاجات على الفيس بوك والأنستجرام”.
نظرت إلهام إلى الصور بعدم اكتراث وقالت:
-“سيبك منهم يا أمنية وبلاش تحرقي دمك عشانهم”.
صاحت أمنية مستنكرة برود والدتها وعدم اهتمامها بمسألة استغلال داليا لرامز:
-“إزاي يا ماما عايزاني أسكت وأنا شايفة الحرباية دي وهي بتستغل أخويا المغفل؟!”
ردت إلهام بهدوء وكأن الأمر يخص شخصًا غريبًا لا يمت لها بصلة:
-“أنتِ قولتيها بعضمة لسانك يا أمنية، أخوكِ أهطل ومغفل وسايب داليا تسوقه وتستغله وأنا اتكلمت معاه كتير في الموضوع ده وهو عامل نفسه مسيطر وأنه بيعمل كل ده عن طيب خاطر مش ضعف شخصية منه”.
تأكدت أمنية من خلال حديث والدتها أن شقيقها سيندم أشد الندم في يوم من الأيام على تركه لنادين من أجل داليا المستغلة.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪

 

أطلقت جميلة أغرودة عالية بعدما أخبرها محمد بأمر العريس الذي تحدث معه من أجل خطبة سمية وأكد لها أنه تحدث مع شقيقته وأخذ موافقتها.
هللت جميلة بفرح بعدما سجدت سجدة شكر للمولى عز وجل:
-“ألف حمد وشكر ليكِ يا رب، وأخيرا سمية وافقت على عريس وهتتجوز وهخلص من كلام الناس اللي قاعدين يقولوا بنتك عنست!!”
ضحك محمد بشدة بعدما رأى ردة فعل زوجة والده التي كانت قد فقدت الأمل في مسألة زواج سمية بسبب كثرة رفضها للخطاب الذين تقدموا لها.
اقترب منها محمد وحاول تهدئتها وهو يهتف من بين ضحكاته:
-“اهدي على نفسك شوية يا طنط جميلة وجهزي نفسك عشان الناس هيجوا عندنا بكرة بالليل”.
سيطرت جميلة على انفعالاتها وذهبت إلى غرفة سمية حتى تنتقي لها فستانًا مناسبًا لتقابل به عائلة مراد التي ستحضر من أجل رؤيتها في الغد.
مر الوقت بسرعة وحضرت عائلة مراد من أجل رؤية سمية التي نالت إعجابهم وأثنوا على اختيار مراد لها.
تبادلت جميلة أطراف الحديث الودود مع والدة مراد التي تُدعى “ميرڤت” واتسمت الجلسة بالقبول والراحة وانتهت بقراءة الفاتحة.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
ذهبت أمنية إلى الجامعة وحضرت جميع المحاضرات وعندما انتهى وقت أخر محاضرة حملت حقيبتها وخرجت من المدرج.
توقفت أمنية عن السير بعدما رأت أمامها داليا التي تقدمت نحوها قائلة:
-“إزيك يا أمنية عاملة إيه؟”
لوت أمنية شفتيها وزفرت بضيق قائلة:
-“الحمد لله كويسة جدا، خير يا داليا هو أنتِ عايزة مني حاجة؟”
أجابت داليا بصراحة دون أن تستخدم أي محاولة من محاولات المماطلة:
-“كنت عايزة أخد منك المحاضرات لأن زي ما أنتِ عارفة امتحانات التيرم الأول قربت خالص ولازم أظبط أموري عشان أنجح”.
اندفعت أمنية صارخة بغضب فقد فشلت فشلا ذريعا في تمالك أعصابها:
-“وأنتِ حضرتك كنتِ فين طول التيرم يا أستاذة داليا؟! ولا أنتِ مش بتفتكري نفسك غير في أخر السنة وبتفضلي تقضي السنة كلها لعب وفُسح مع أصحابك لأنك عاملة حسابك أن فيه واحدة هتديكِ مجهودها”.
رحلت أمنية وتركت داليا تضم قبضتها من شدة الغيظ الذي شعرت به بسبب ردة الفعل التي وجدتها من شقيقة زوجها المستقبلي.

 

أمسكت داليا بهاتفها واتصلت برامز على الفور وأخبرته بكل ما جرى دون أن تتردد لحظة واحدة في مسألة عدم إخباره.
هتف رامز بضيق فهو لم يكن يتوقع أن تتصرف أمنية مع خطيبته بهذا الأسلوب الوقح:
-“خلاص يا داليا اهدي وأنا هتصرف معاها لما ترجع البيت وهخليها تبعتلك المحاضرات”.
ابتسمت داليا قائلة برقة شديدة تتعمد استخدامها عندما تكون محتاجة إلى شيء له أهمية كبيرة من الشخص الذي تحاوره:
-“تسلملي يا حبيبي، ربنا ميحرمنيش منك”.
مر بعض الوقت قبل وصول أمنية إلى المنزل وقبل أن تدخل إلى غرفتها أوقفها رامز بصوته الصارم:
-“ممكن أفهم إيه سبب التصرف اللي أنتِ عملتيه النهاردة مع داليا؟!”
التفتت له أمنية ترمقه بنظرات مستهزئة وهي تهتف بتهكم:
-“بسم الله ما شاء الله، هي حبيبة القلب لحقت تتصل بيك وتقولك على اللي حصل!!”
صرخ رامز في وجهها بنبرة أفزعتها وجعلتها تتراجع خطوتين للخلف:
-“احترمي نفسك يا أمنية واتمسي وخلي يومك يعدي، اتفضلي قولي أنت ليه رفضتِ تدي المحاضرات لداليا؟”
رفعت أمنية حاجبيها وهي تجيبه ببرود شديد:
-“لأن ميرضيش ربنا أنا أتعب طول السنة وأحضر المحاضرات وأذاكر وألخص والحلوة خطيبتك تيجي تاخد تعبي على الجاهز لأن حضرتها موجود على إيديها نقش الحنة ومش عارفة تحضر المحاضرات بسببه”.
صاح رامز بنبرة حازمة رافضا منها الجدال والمعارضة بهذا الأسلوب الذي صارت تستخدمه في الحوار معه بعدما أعلن خطبته بداليا:
-“كلمي داليا وابعتي ليها المحاضرات لأن اللي عملتيه ده عيب وغلط في حق نفسك قبل ما يكون عقاب لداليا على إهمالها للدراسة”.
زفرت أمنية بملل وعقدت ساعديها هاتفة بصرامة فهي لن تسمح لشقيقها أن يجبرها على فعل شيء لا تريده:
-“إذا كانت خطيبتك اللي مش قادر على زعلها عايزة المحاضرات خليها تفتح الواتس وتدخل تنزلها من جروب الدفعة”.
دلفت أمنية إلى الغرفة تاركة خلفها رامز يزفر بغضب لأنه لم يتمكن من جعلها تتراجع عن قرارها.
ذهب رامز إلى غرفة والدته وأخبرها بما فعلته أمنية مع خطيبته فردت عليه والدته ببرود:
-“طيب وأنت عايزني أعمل إيه يعني؟! هو أنت متوقع مني أني هروح أضرب بنتي وأجبرها أنها تبعت المحاضرات لخطيبتك اللي مقضياها لعب وسرمحة طول التيرم وجاية دلوقتي تفتكر مستقبلها ودراستها؟!”
استشاط رامز غضبا بعدما أعلنت والدته عدم تدخلها في هذا الأمر فهو كان يريدها أن تضغط على أمنية وتجبرها على مساعدة خطيبته ولكنه فشل في هذا الأمر فشلا ذريعا.
انتظرت إلهام مغادرة رامز ثم ذهبت إلى غرفة ابنتها وأخذت تعاتبها على ما فعلته فبررت أمنية تصرفها بقولها:
-“أنا مش عايزة أتعامل مع داليا وبالنسبة للمحاضرات أنا أصلا نزلتها كلها إمبارح في جروب الدفعة وهي لو عايزة حاجة تقدر تدخل على الجروب وتنزل المحاضرات من غير ما تكلمني ولا أكلمها”.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪

 

أقيم حفل بسيط للاحتفال بخطبة سمية ومراد وقد حضرت نادين الحفل بعدما أخبرتها صديقتها وتمنت لها السعادة من كل قلبها.
-“ألف مبروك يا قلبي ربنا يتمم بخير”.
قالتها نادين فردت عليها جميلة وهي تبتسم:
-“الله يبارك فيكِ يا حبيبتي، عقبالك يا بنتي وإن شاء الله نحضر خطوبتك قريب”.
التزمت نادين الصمت ولم ترد على حديث جميلة فهي لا تفكر في الزواج في الوقت الحالي لأنها لا تزال حتى هذه اللحظة غير قادرة على تخطي الألم الذي شعرت به بعدما تركها رامز قبل زفافهما بهذا الشكل المهين.
لقد اكتوت نادين بنيران الحب ولكنها لم تستسلم للحزن ونهضت حتى تشاهد بنفسها بداية دمار حياة من تخلى عنها من أجل امرأة أخرى ولكن هذا لا يعني أنها مستعدة في الوقت الحالي لخوض أي تجربة جديدة فهي لا تريد أن تظلم نفسها مرة أخرى ولا تريد أن تكون سببا في تعاسة حياة شخص ليس له أي ذنب في كل ما جرى معها.
حضر حفل الخطبة عدد كبير من الأشخاص المقربين من عائلة سمية ومن بينهم شاب يدعى “آدم” وهو يكون ابن عم سمية وشقيق محمد في الرضاعة والذي ظل طوال الحفل يتابع نادين بنظراته فهي تذكره بملامح أخرى قد عشقها واكتوى بنيران فراقها.
انتهى الحفل وغادرت نادين فاقترب آدم من سمية ومال على أذنها يسألها عن أحوال نادين فاستغربت سؤاله وهمست بدهشة:
-“دي تبقى نادين صاحبتي من أيام الكلية وعلاقتي بيها كويسة جدا لدرجة أني بعتبرها زي أختي بس أنا مش فاهمة أنت ليه بتسأل عليها؟!”
لم يقم آدم بالإجابة عن سؤالها وإنما سألها سؤالًا أخر جعلها تفهم سبب اهتمامه بصديقتها:
-“أنا عارفها والله وعايز أسألك إذا كانت مخطوبة أو متجوزة؟! أنا صحيح لاحظت أن مفيش دبلة في إيديها بس قولت أسألك وأتأكد أحسن من التخمين اللي ممكن يبقى غلط”.
رفعت سمية حاجبيها وابتسمت بسعادة بعدما خطر في رأسها فكرة أن تكون صديقتها زوجة لابن عمها وشقيق محمد من الرضاعة:
-“لا اطمن يا أخويا، نادين حاليا مش مخطوبة ولا متجوزة، يعني لو عايزني أكلم والدتها وأشوفلك معاها ميعاد فأنا تحت أمرك وأهو أبقى وفقت رأسين في الحلال”.
حرك آدم رأسه وعبر عن إعجابه بالفكرة قائلا:
-“أيوة ياريت تعملي كده وأهو أكون استفدت منك في حاجة يا لمضة”.
ابتعد عنها آدم بسرعة بعدما لاحظ الغيظ الذي ظهر على ملامحها بعدما أطلق عليها وصف “لمضة” فهي لا تحب أبدا أن ينعتها أحد بهذه الكلمة ولهذا السبب يتعمد كل من شقيقها وابن عمها في بعض الأحيان وصفها بهذه الكلمة عندما يريدان المزاح معها.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪

 

مرت امتحانات الفصل الدراسي الأول على خير بالنسبة لأمنية التي نالت تقديرات عالية بسبب اجتهادها، أما بالنسبة لداليا فقد رسبت في إحدى المواد وأخذ رامز يواسيها ويخفف عنها بقوله:
-“بلاش تزعلي نفسك يا داليا، اتجدعني التيرم التاني وإن شاء الله ربنا هيوفقك وهتجيبي تقديرات عالية وبالنسبة للمادة دي ابقي امتحنيها في دور التصفية”.
انقضت فترة خطبة رامز وداليا التي تجاوزت خمسة أشهر وأتى يوم زفافهما فقد أصرت عائلة داليا على إتمام الزيجة بسرعة على الرغم من عدم انتهاء العام الدراسي.
تحدث رامز مع والدته أثناء جلوسه في صالون الحلاقة وأخذ يتوسل لها أن تحضر حفل زفافه حتى لا يكون مظهره سيئا أمام عائلة داليا ولكنها تشبثت بموقفها وأبت أن تلبي طلبه.
شعرت إلهام أن قلبها يؤلمها من شدة القهر؛ لأنها لن تحضر زفاف ابنها ولكن لا يوجد لديها أي خيار أخر فهي إذا حضرت الزفاف والتقطت الصور بجوار رامز وزوجته فسوف تتدمر علاقتها بشقيقتها التي لا تزال حتى هذه اللحظة غاضبة من أجل ما حدث لابنتها.
هتفت إلهام بصرامة شديدة بعدما اشتد إلحاح رامز عليها:
-“أنت اتجوزت واحدة أنا مش موافقة عليها ومع ذلك أنت اتجاهلت رأيي وأنا مش هينفع أحضر فرحك لأني لو عملت كده علاقتي بمنى هتخرب أكتر ما هي خربانة”.
أنهت إلهام المكالمة فزفر رامز بحنق بعدما قررت والدته أن تتخلى عن حلمها برؤيته واقفا بجوار عروسه في يوم زفافه حتى تحافظ على علاقتها بشقيقتها.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أوهام الحب الوردية)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى