روايات

رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث الفصل السابع عشر 17 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث الفصل السابع عشر 17 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث الجزء السابع عشر

رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث البارت السابع عشر

أولاد الجبالي الجزء الثالث
أولاد الجبالي الجزء الثالث

رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث الحلقة السابعة عشر

أخرجت زاد زفيرا حارا بقدر حبها لمتيمها ورفيق دربها براء وقررت بعد أن بلغ الشوق إليه مبلغه أن تستعيده إليها ولكن عليها فى البداية أن تتعلم فنون العشق لتراوضه ، فلم تجد سوى تلك الحسناء “نهلة” ذو الخبرة فى فنون الحب والغرام أن تعلمها ، لذا
أرسلت إليها رسالة على الواتساب :
_ بجولك إيه يا جمر أنتِ لو فاضية وچوزك مش إهنه ، ممكن نقعد من بعض ندردش سوا .
فابتسمت نهلة عند قراءتها لرسالتها ثم كتبت لها :
_ أكيد يا جلبى ، وياريت والله ، ده أنا زهجانة جوى من ساعة ما محمود خرج مع براء ، أنتِ مشفتهمش عاد ولا إيه .؟
فصكت زاد على أسنانها بغيظ مردفة : وأنا هعرف ولا أشوفه كيف وهو إتقمص كيف العيال الصغيرة وراح بيًت فى أوضة تانية ، مش خابرة ليه يعنى وأنا مهتمية بيه وعاملة مسك .
_ بس هو أكده مهيطمرش فيه عاد .
_ راچل زنخ مبيحبش غير يبص بره لكن چوه هيعمل نفسه من بنها .
_ الجصد هكتبلها إيه عاد ، كان مزوغ منى ومش طايجنى ، يا عيب الشوم .
فكتبت لها : لا عاد مشفتهوش ، أصلوا خرچ وانا نايمة .
فكتبت نهلة : ايوه عشان أكده ، طيب تعالى يا حبيبتى ، ولا تحبى أجيلك انا .
فكتبت زاد : تعالى أنتِ يا حبيبتى ، عشان فرصة الواد الزرزور ده كيف أبوه نايم ، ولو حملته وچيت هيصحى ويسمعنا بجا صوت كيف صوت سرينة عربية البوليس اللى عيركبها أبوه .
_ شكله عايز يطلع ظابط كيف أبوه بردك بس يارب ما يطلع كيفه فى حاچة أكده ، عشان خطيبته ريحانة بت باسم متطفش منيه كيف منا طفشانة إكده .
قرئت نهلة ما أرسلت زاد ، فضحكت من قلبها ثم أرسلت ليها إيموشن يعبر عن الضحك وحدثت نفسها : شكلها معبية جوى من براء ، ربنا يهدى سرهم ويصلح حالهم .
_ وكل كوم وأنها خطبت الولد معاذ وهو لسه فى اللفة لريحانة اللى يدوبك عمرها يوم والفرح عيعملوه عاد فى الحضانة أكيد
ثم كتبت لها : عحط حاچة على راسى وچاية دلوك يا حبيبتى.
فقامت زاد لتستعد لزيارتها ومشطت شعرها سريعا ووضعت بعضا من العطر .
وما هى إلا لحظات وطرقت نهلة الباب ، فأسرعت زاد لفتح الباب وأستقبلتها بترحيب .
ثم تأملتها بإعجاب وحدثت نفسها : چميلة مفيش كلام عشان أكده دوبت منصور الچبالى حتة واحدة ومن بعده چابت رچل محمود ، أما أنا يا عينى عليه .
ثم أخفضت رأسها خجلا مردفة : اللهم بارك يا حبيبتى يا نهلة ، زى الجمر كيف ما أنتِ ويمكن أحلويتى زيادة كمان لما أخدتى اللى عتحبيه ، طبعا أحسن كتير مع منصور الچبالى .
فتنهدت نهلة بحرارة بعد أن سرى إدرينالين السعادة فى جسدها مردفة بحب : إيش جاب لجاب يا زاد يا حبيبتى.
فرق بين السما والأرض ، محمود ده عوض ربنا ليه بعد العذاب اللى شوفته فى حياتى ، كان كيف البلسم اللى أتحط على الجرح يطيب ولغاية دلوك مش مصدجة حالى أنه چوزى تصورى .
زاد بداعبة : متصورش ليه ، ما أنت كنتِ مرت منصور الجبالى ، عتيچى على محمود ومينفعش .
ثم صمتت زاد للحظة وأردفت بحرج : مهما بردوا مجدروش يوجفوا جدام چمالك يا نهلة ، اللهم بارك .
ابتسمت نهلة مردفة : تعيشى يا حبيبتى ، بس الچمال مش كله حاچة ، والحب الحقيقى ملوش سلطان بجمال أو غيره ، ده حاچة أكده من جلب لجلب تانى على طول .
زفرت زاد بضيق مرددة وهى تحاول ألا تبكى : ممكن ده يكون فى الأول بس ، لكن بعد أكده عتلاقى الراچل يتغير ويبص برا ويقارن بين مرته والستات الحلوة .
ضمت نهلة شفتيها واستشعرت ما بداخلها ولكنها لم تريد تشعرها بالحرج بل عملت على أن تزرع بداخلها الثقة لذا أردفت :
_ صدجينى يا جلبى ، طول ما كان الحب حقيقى ، عمره ما يتغير مع الزمن مهما طال واتبدلت الأحوال ، عتفضلى فى عينيه نفس البنوتة اللى حبها ومش شايف غيرها .
فضحت زاد بسخرية : أنتِ عتجوليلى عاد ، سيبك ، سيبك المهم دلوك ، أنا عايزة أتعلم منك كلمات وحركات من اللى كنت عتمليهم مع عمى منصور الچبالى وقدرتى بيهم توجعيه فى حبك ، عشان أنا خام شوية ومش بعرف فى الحچات دى .
فضحكت نهلة وأردفت بثقة : بصى أهم من الجمال والحركات والدلع والحچات دى ، إنك تكونى واثقة من نفسك وانك حلوة من چواكِ وقوية جوى ، لإن الراچل ديما يچى على الست الضعيفة ويحسسها أنها قليلة فى نظره حتى لو كانت حلوة .
أما الست اللى واثقة من نفسها حتى لو مش حلوة جوى .
الراچل هتلاقيه مدلوق عليها ، هو الراچل أكده مبيجيش منه غير لما يحس إن الست اللى جدامه تستاهل .
إستمعت لها زاد بإنصات وإنتباه لما تحدثها به وحدثت نفسها : صوح عنديها حق ، أنا عمرى ما كان عندى ثقة بنفسى وكنت بقوله إنت عتحبنى مع إنى شكلى مش قد أكده !!
_ لا من النهاردة لازم يعرف إنى حلوة وحلوة جوى كمان ومش أقل من أى حد وعمرى ما هضعف تانى جصاده ، يمكن يتهد ويهمد شوى بتاع النسوان ده .
لتستطرد نهلة بضحك : والله فكرتينى أيام دلعى على منصورى ، وكنت ساعتها هعصر على نفسى لمونة عشان أستحمل وأكمل .
زاد بضحك : ايوه أحكيلى كنتِ عتعملى ايه ؟
نهلة : بسلاح الأنوثة اللى عندنا كلنا يا حبيبتى ، كنت عضيق خلجاتى عليه وأنزل شعرى على وشى وامشى أدلع يمين شمال بخفة أكده وكنت أشوفه عينيه هتبظ منيه وهو عيطلعلى فى الداخلة والخارجة .
وأهم حاجة الصوت الشتوى ، صوت مدلع أكده ميتسمعش جوى .
وأهم حاچة الكلام الحلو ديما كنت بزن بيه على ودانه، وده بيكون عيكون عامل كيف السحر والله وبداية الحب .
ثم شردت فى ذكرياتها معه .
طالعت نهلة منصور بعشق مصطنع واطلقت تنهيدة حارة قائلة :
_اه من حبك اللى جايد نار فى جلبى يا منصورى .
إتسعت عين منصور بفرحة بعد أن دغدغدت مشاعره بكلماتها تلك فأردف قائلا …عتحبينى جوى أكده يا بت !!
نهلة بتأكيد …امال يا سيد الرچالة ، وانا فرحانة بچوازى منيك ، اكتر من فرحة العيال لما تبلبط فى الترعة .
خرجت نهلة من شرودها على صوت زاد : تفتكرى لو عملت اللى جولتى عليه ده ، براء هيرچع يحبنى كيف الأول ويشوفنى حلوة فى عينيه .
لمست نهلة ذقنها بلطف وحركت وجهها يمينا ويسارا مردفة : والله أنا شايفة إنك زى القمر مش حلوة بس .
ومحتاچة لمسات خفيفة أكده من الميكب وعتكونى زى الجمر .
ثم إستطردت بقولها :
_ ايه رئيك أقوم أتعلم فيكِ اللى اتعلمته من البت سيلينا هوينا .
فضحك زاد مردفة : مين دى ؟
نهلة : لا دى حكاية طويلة جوى ، بعدين هحكهالك ، دلوك جدامى على كرسى التسريحة ده عاد وسبيلى نفسك خالص وان شاء الله تنبسطى من النتيجة ، وبعديها تفتحى دولابك وتنقى حاچة أكده شفتشى .
ولما يچى تشغلى النغمة الشتوى اللى جولتلك عليها وتفضلى تتمايلى يمين شمال كأنك بتدورى على حاچة ، وبس هو عيكمل بجا وتيچى تحكيلى حوصل ايه .
فخجلت زاد وتوردت وجنتيها وأومئت رأسها ، لتقوم بعد ذلك مع نهلة التى جعلت من وجهها بدر فى ليلة تمامه بلمسات بسيطة من مستحضرات التجميل.
وهذا لأن لا يوجد امرأة على الأطلاق قبيحة ولكن هناك إمراة لا تعلم كيف تظهر جمالها الحقيقى .
لذا فأنا أرى أن كل إمرأة ما هى إلا قطعة من السكر ، تذوب عندما تجد الحب الحقيقى .
*****
علم حمدى من زرارة من القبض على جابر ، فتهلل وجه فرحا مردفا : أكده حلو جوى ، نفرح بجا الأول مع ست الحسن والچمال وبعدين نستعد عشان نطير اللوح المغفل چوزها وتتطلق منيه لما يتقبض عليه واتجوزها أناااا ونچيب حمدى وحسنية صغيرين ، وكده العالم يو…لع ايه والله .
فصفق زرارة إعجابا بتفكير حمدى قائلا : وا…لعة معاك يا واد عمى .
_ بس جولى هتعمل إيه مع قمر ، ولا حسنية خليتك تنسى الدنيا كلاتها .
فتشنجت معالم حمدى وضغط على يديه بقوة مردفا: ودى حاچة تتنسى بردك .
_ لا أنا بس مستنى ، أشحن النهاردة من البت حسنية ، وأتفرغ بكرة للمحروسة قمر وأخليها تندم على اللى عملته معايا الخاينة دى .
فغمزه زرارة مردفا : طيب وأنا يا سيد الناس مش هينوبنى من الحب چانب .
فقام حمدى من مجلسه وتقدم منه وقرص وجنتيه وضحك ضحكة شيطانية مردفا : لو على قمر ، براحتك جوى من بعدى ولو إنى خلاص زهدتها بس عشان محتاچ أتصور معها سليفى وابعتها للخرونج چوزها وبعدين هسبهالك انت والرچالة تعيشوا زى ما يعجبكم .
زرارة برضا : تعيش يا سيد الناس .
طيب والقمر التانى حسنية ، وهنا تجعد وجه حمدى وأصدر فحيح يشبه فحيح الأفعى وأمـ..سك زرارة من عنقه حتى كاد يختلـ…عه من جسده نادرا : حسنية دى عتبجا مرتى ، فاهم يعنى ايه ، يعنى حتى إسمها متچبهوش على لسانك تانى .
_ انت فاهم !
فأخرج زرارة لسانه من شدة الاختـ…ناق وأزرق وجهه حتى كاد أن تخرج أنفاسه وعندما لاحظ ذاك حمدى تركه سريعا ، فسـ….قط زرارة على الأرض وصدره يعلو ويهبط ويحاول ببطىء أخذ أنفاسه بصعوبة .
وحدث نفسه : إتچنن ده إياك ، عيموتنى عشان بت الجهوجى المايلة اللى سمعتها على كل لسان .
_ ماشى يا حمدى ، إما دوجت حلاوتها أنا كمان ، عشان تعرف مش بس چوزها اللى خرونج .
لا أنت الطور الكبير سيادتك .
********
زرعت فيك أرضك خيراً فحصدته خيبة منك .
وصل خبر القبض على جابر إلى بانة ، فضربت على صدرها بفزع مرددة : إيه _ چابر جوزى انا عيتاجر فى المخدرات .
لتصرخ : يا مصيبتى السودة ياما ، أنا جوزى تاجر مخدرات .
يا فضيحتك بين الناس يا بانة .
_ لا وكان عامل نفسيه مفيش زييه وهيتأمر عليه ويزعل وبجا شايف نفسيه بعد ما كان عيبوس الأيادى عشان أرضى عنيه ولا أبصله بصه حلوة .
_ أكده يا جابر ، دى أخرتها .
_ طيب معملتش خاطر لولدك ، اه ما أنت تلاجيه عايزه يطلع شبهك زى ما أنت طلعت لأبوك فاااچر .
_ منك لله يا أخى ،إكده أنا كرهتك كره العمى .
ويستحيل أفضل على ذمتك ثانية واحدة بعد الآن وعروح لمحامى يطلجنى منيك .
فولجت إليها زهيرة بعد أن استمعت لصوتها العالى الخارج من غرفتها .
زهيرة بذعر : فيه إيه حوصل إيه تانى يا بتى ؟
بانة بحدة : اللى حوصل ولا يتشاف ولا يتجرا يمّا .
_ واللى كنتِ عتجولى عليه خسرتيه وهتأنبى فيا بسببه ، كأنه هو اللى إبنك مش أنا .
_ طلع شيخ منصر وتاجر مخدرات ، ودلوك فى الحبس بعد ما أتقبض عليه متلبس بالصنف فى المخازن بتاعته .
شوفتى بجا الخيبة اللى فيها بتك ، بس أنا مش هسكت وهطلق منيه .
فضربت زعيرة على صدرها بصدمة مردفة : جااااابر ، لا يستحيل أصدق فيه أكده ابدا .
_ ده اكيد ملعوب من حد عيكرهه يا بتى .
_إياكِ تصدجى على جابر أكده ابدا ، الا أنتِ يا بانة حتى لو الكل شهد ضده .
_انتِ مرته ولازم توجفى چمبيه وتسانديه ، يمكن دى تكون فرصة تخليه يحن ليكِ زى الأول وبعد ما يطلع بالسلامة يرچع تانى يعشش فى بيته .
فحركت بانة شفتيها ساخرة : انا أوجُف چنب تاجر الحشيش ده .
_ لا وألف لا ، هى أصلا جوازة شوم من أولها وأنا مكنتش ريداه .
_ كنت بحلم بواحد متعلم وابن ناس مش زى جابر اللى انكتب عليه راچل .
_ لا انا هطلق منيه واتچوز سيد سيده .
ليشتعل الغضب فى قلب زهيرة ، فأسرعت إليها وهوت على وجنتها بصفعة قوية مردفة : يا ناكرة العيش والملح يا بت بطنى .
فصرخت بانة ووضعت يدها على وجهها مردفة : هتضر..بينى ياما عشان ابن المجنونة .
ظهيرة بحدة : إبن المجنونة ده هو اللى إستحمل چنانك وفرشلك الأرض ورد ، وخلاكِ ملكة تأمرى وتنهى على حسه ، لكن للأسف مطمرش فيكِ .
_ وصراحة هو خسارة فيكِ وبكرة تندمى يا بت الجبالى لما ياخد ست ستك وأنتِ بجا ابجى جبلينى لو لجيتى حد يستحملك عاد .
ثم تركتها فى حالة ذهول ،ولكن سيطر الشيطان على عقلها ووسوس لها إنها مازالت صغيرة وجميلة وجامعية ومن حقها الإرتباط بمن هو أفضل من جابر الذى ساءت سمعته بعد القبض عليه .
بانة بتصميم : هطلق منيه وهوريكم كيف هاخد سيد سيده ، وأنتم اللى عتندموا على اللى عملته فيه ده .
لتلمع عينيها بالشر ، ثم نظرت إلى خزينة ملابسها والتقطت عباءة سوداء ، لترديها فى الحال وأخذ صدرها يعلو ويهبط بغل مردفة : عچيلك يا چابر وهشمت فيك ، كيف ما أنا هونت عليه وسبتنى ومشيت وهان عليك دموعى وخلتهم يشمتوا فيه وصغرتنى جدامهم .
_ مهو خلاص بانة اللى كنت بتبوس يدها بقت كوخة وأنت بقيت عسل النحل وشايف نفسك عليه .
_ لكن دلوك خلاص وجعت على رقبتك ومحدش هيسمى عليك يا ابن المجنونة .
تحولت بانة من الأنكسار بسبب رفض جابر لها إلى وحش كاسر لا يرى أمامه ولا يدرك ما يفعله ، إنما يحركه الغضب للإيقاع بفريسته فقط من أجل الإنتقام .
لتخرج بعد ذلك متوجهة بسيارتها نحو قسم الشرطة.
ثم خطت خطواتها بداخله بقلب مرتجف ويد مرتعشة وخطوات بطيئة وأخذت عينيها تدور حول المكان بذعر مردفة : هو جلبى خايف أكده ليه كانى عاملة عملة ، أنا بجول أعاود الجصر أحسن ، عشان رچلى مش حملانى وحاسه هجع من طولى .
وإبجا أطلق وقت تانى مش لازم دلوك يعنى محبكتش .
وبينما هى تعود لأدراجها لتخرج من هذا المكان الكئيب الذى أصابها بالخوف ، وجدت براء أمامها ، فطالعها بإندهاش قائلا : بااااااانة !!
_ إيه چابك إهنه ، أنتِ وصلك الخبر ؟
طأطأت بانة رأسها خجلا مردفة بحرج : چيت عشان أشوف چابر .
فابتسم براء ظنا إنها أتت من شدة القلق والخوف عليه لتواسيه .
فربت براء على كتفها بحنو قائلا : طيب تعالى لمكتبى وهچبهولك ، هو فعلا محتاچ يسمع كلمتين منك يطمونه عشان موقفه صعب جوى .
فحركت بانة شفتيها بإستياء مردفة بسخرية : أطمنه !!
_ اه جوى جوى .
ولج براء مكتبه ومن ورائه بانة ثم التفت إليها قائلا : إجعدى يا بانة ، بس عايزك تمسكى نفسك عاد ومعتبكيش جدامه .
حدثت بانة نفسها ساخرة : أبكى ، لا ده انا اللى عخليه يبكى عاد .
ولكنها فى النهاية أومئت له برأسها ، ثم استدعى براء العسكرى .
_ تحت أمرك يا براء بيه أؤمر.
براء : هتلى جابر من الحجز بسرعة.
_ حاضر يا باشا .
فذهب العسكرى سريعا وأتى لجابر الذى ظل طوال سيره إلى المكتب يذكر الله ويدعوه : يارب مفرج الهم ، فرج همى .
وعندما وصل إلى المكتب ، وقف له براء مردفا بشفقة : كيفك دلوك يا جابر .
حرك جابر رأسه وعينيه تملؤها الحزن مردفا : نحمد ربنا فى السراء والضراء.
ليستمع جابر إلى صوت يعلمه جيدا من ورائه
_ كيفك يا شيخ جابر ؟
فهمس جابر ” باااانة ” بعد أن أرتفعت نبضات قلبه ، فكم يعشق هذا الصوت ، وكم أوحشته كثيرا وجفاه النوم لبعده عنها وكأنها هى مصدر إطمئنانه وراحته .
وظن لوهلة إنه ربما بسبب زيارتها له وهو على هذا الحال سيغفر لها ما حدث وسيبدء معها من جديد لإنه تأكد إنها بنت أصول وستقف معه فى محنته تلك .
لذا إستدار بلهفة إليها ، بكل ذرة فى كيانه وود لو ألقى نفسه فى أحضا……نها لعلها تخفف عنه وطء هذا الأبتلاء ويسمع منها ما يثلج صدره ويعينه على التحمل ، حتى يمضى هذ البلاء بسلام .
ولكنه صُدم عندما وجد فى عينيها نظرة الغل والتفشى ، فتجمد مكانه وشعر بصوتها الذى أخترق أذنه كرصاصات قائلة : ايوه بانة يا مچرم يا بتاع الحشيش والبودرة ، ما أنت ابن مين يعنى !
_إبن حمدان بتاع الكيف ، اللى مرمى فى السجن دلوك .
وأنت أهو عتحصله .
_ اه ما هو من شابه أباه فما ظلم .
_ لا وكمان ايه !
_ كنت شايف نفسك عليه وكنت عتبعد عنى بعد ما كنت بتبوس الأيادى عشان أرضى عنيك.
_ أنا بانة الجبالى اللى قبلت أتچوز واحد زيك ،وقولت بتاع ربنا ، وفى الأخر ألاجيك بدل ما تطلع شيخ تطلع فاچر ..
وقع كلام بانة على جابر كالسيف الذى أزهق روحه وجعلها أشياء ، ففتح فاهه بصدمة ولم يستطع النطق ولم تتحمله قدميه ، فاهتز فى وقفته ، ليشهق براء ويسرع إليه يستنده ، وأجلسه على المقعد ثم صرخ فى بانة : إيه اللى عتجوليه ده يا مچنونة أنتِ .
_ كيف صدجتى أنه يعمل أكده ، مع إنك أكتر واحدة خابراه زين .
_ ده حتى لو العالم كله وقف فى وشه ، يبقى الا أنتِ يا بانة .
عيب أوى أكده ، حرام عليكِ الراچل .
_ والله لو أعرف انك جاية عشان تجولى ليه أكده ، ما كنت وافقت أبدا تجابليه .
_ يلا روحى دلوك وليه حساب عسير معاكِ هناك
ولكن بانة لم تأبه لتعنيف براء لها ولم يرمش لها جفن .
بل طالعته بانة بتحدى مردفة بإنفعال : مش هروح قبل ما يرمى عليه اليمين إبن المجنونة ده ، يأما هرفع عليه قضية خلع ، عشان متعايرش بيه بعد أكده .
فاشتد غضب براء ووجدته يقف أمامها وقد رفع يده ليصـ..فعها مردفا : أنتِ اللى متخلفة ومچنونة ومعندكيش دم .
ولكنه وجد يد من خلفه تمسك يده قبل أن يصـ…فعها بعد أن أغمضت بانة عينيها خوفا ووضعت يدها على وجهها .
جابر بقهر : مش أكده يا براء ، بانة محدش يمد يده عليها وأنا موجود .
ثم طالع بانة بحسرة وندم ومر أمام عينيه شريط ذكرياته معها ، لتفر الدموع من عينيه ، كبركان ثائر .
ثم أشار إليها بقوله : بااااااانة .
لترفع عينيها بانة بحرج ، لتشق رؤية دموعه قلبها الذى أحبه ولكنه تكبر بسبب رفضه لها .
ثم أدركت ما سيفعله ، فتوسلت بعينيها ألا يفعل فهى مخطئة ومازالت تحبه .
ولكنه ألقى بكلمته التى أخترقت قلبها كالخنجر فأماته .
_ أنتِ طااااااااااااالق يا بت الچبالى .
ثم أشار إلى براء بقوله : أرجوك يا سيادة المقدم ، خليهم يرجعونى السجن ، أنا راضى بيه دلوك .
_ صدجنى دى جدرانه أحن عليه من البشر .
اااااه من قلب لم يجد من الحب سوى عذااااابه
جعلنى حبك أشتهى الموت بعد أن كنت لا أرى الحياة بدونك
ولا أدرى ما هو ذنبى غير إنى أحببتك
ولكن كنتِ لى كالنار التى أحر..قت كل حصونى
سامحك الله يا قرة العين .
ليرمق براء بانة بغضب ، فأجهشت بالبكاء ، ثم ركضت نحو الخارج هاربة من نظراتهم إليها .
أو تهرب من نفسها التى قضت عليها بتكبرها .
*******
أطالت النظر حسنية من النافذة فى إنتظار قدوم حمدى كما وعدها لقضاء سهرة خاصة معهم بعد القبض على جابر .
ولاحظ جاسر شرودها فتعجب من أمرها قائلا : ما تخشى يا بت ألا تستهوى بعدين .
_ تعالى تعالى إجعدى چارى عشان عايز أجولك كلمتين أكده .
فزفرت حسنية بضيق ولم تعيره إهتمام وظلت تنظر من النافذة لعلها تراه يقترب .
فأحتنقت الدماء فى عروق جاسر ، لأنها تجاهلت طلبه ، فخطى إليها بخطوات سريعة ، وقام بجذ…بها من شعرها من الخلف ، فصر…خت حسنية : اااااااه ، هملنى يا مچنون ليه عتعمل أكده ،
أنا عملت ايه ؟
جاسر بحنق : مش خابرة عملتى إيه ،مش بكلمك وعتطنشينى ، أنا عربيكِ عشان لما أكلمك بعد أكده ، تنتبهى وتسمعى كلمتى على طول .
ثم أخذ يضر…بها وير…كلها بكل قوته حتى صدى صوت صرا….ختها بين يديه .
وأخذت تستغيث : بس حرام عليك يا ظالم يا مفترى .
_ غيتونى منه يا ناس ، عيمو…تنى
حتى فجأة سمع صوتا جعله ينتفض من مكانه ..؟
فمن صاحب هذا الصوت ؟

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى