روايات

رواية أهداني حياة الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم هدير محمود

رواية أهداني حياة الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم هدير محمود

رواية أهداني حياة البارت السادس والثلاثون

رواية أهداني حياة الجزء السادس والثلاثون

رواية أهداني حياة
رواية أهداني حياة

رواية أهداني حياة الحلقة السادسة والثلاثون

حينما وضعت رأسها على الوسادة على الجانب الآخر من الفراش مدت كريمة ذراعها ف توسدته ندى وضمتها لصدرها بحب وظلت تعبث بخصلاتها حتى تنام أغمضت ندى جفونها لكن النوم لم يزورها بل يبدو أن أحداث اليوم الكثيرة قد جعلته يجافيها لكنها تصنعت النوم حتى تترك الفرصة لوالدتها لتنام هي وحينما شعرت بانتظام انفاسها تأكدت أنها راحت في سبات عميق ففتحت عيناها وظلت تتأملها بشفقة حقا قد عانت تلك المرأة كثيرا لكنها مع ذلك صامدة قوية كالشجرة التي ضربت بجذورها في أعماق الأرض لا تقوى على زحرحتها الرياح لم تكن تعلم كل ما مرت به إلا من دقائق قليلة فقط حينما كانت مع حمزة في غرفته أغمضت عيناها بألم وشرد عقلها في ذكرى الدقائق الماضية
فلاش باااك
أسندت حمزة لغرفته حتى لا يراه أحدا سواها بهذا الضعف وحينما دلفا معا للغرفة طلب منها أن تغلق الباب خلفها وفعلت ما طلبه منها ربما لو كان طلبه هذا بالأمس لشعرت بالخوف والرهبة تعتريها لكن سبحان مغير الأحوال فمن كانت تحذر قربه باتت الآن لا تشعر بالأمان سوى في كنفه حقيقة كونهما أخوات بالرضاعة كشفت لها حقيقة مشاعرها تجاهه مشاعرها التي كانت تتخبط بها كل يوم والتي كانت تؤرق ليلها وتشعرها بالذنب لأنها على يقين تام أنها لا تحب حمزة كزوج لكن لا تستطيع أن تتخيل حياتها بدونه لكنها كانت دوما تتسائل كيف تظل في حياته دون أن تبقى زوجته ؟ كيف تنعم بقربه لكن كأخ لا زوج ؟؟ ويبدو أن أبواب السماء كانت مفتوحة حينها فاستجاب الله لنجواها دون أن تنطلق بها شفتيها وباتت بين ليلةوضحاها شقيقة هذا الجالس أمامها فاقت من شرودها حينما تحدث حمزة بعدما وضع وجهه بين كفيه وهو جالس على الفراش قائلا :
– عارفة يا ليلو كان نفسي يكون حازم معايا أوي عشان أفضفضله ويقسم معايا وجعي لأني مكنتش اقدر أشارك حلا حملي لأني كنت هأذيها زي ما أنا اتأذيت وأنا مرضاش تعيش ذرة واحدة من الاحاسيس اللي جوايا لكن أنتي أقدر أحكيلك وافتحلك قلبي عشان الكلام اللي هقوله ميخصكيش والراجل اللي هتكلم عنه ميقربلكيش يمكن لما أتكلم معاكي أرتاح أو ألاقي عندك حل ينسيني أو على الأقل يخليني أقدر اسامحه
بابتسامة مترقبة نطقت ندى وهي تربت عليه لتحثه على الحديث قائلة :
– قووول كل اللي أنتا عايزه يا حمزة وأحكي لو شايف أن الكلام هيريحك قول كل اللي جواك وكأنك بتكلم نفسك متخافش الكلام ده مش هيخرج برانا
تنهد حمزة تنهيدة طويلة ثم بدأ يقص عليها مآساته المنغلقة بداخله لعلها تستطيع أن تبرأ جرحه المتقيح بعد تنضيفه تحدث بصوت كأنه خارج من الماضي قائلا :
– بعد ولادة حلا بمدة بسيطة بابا سابنا وسافر مع واحدة حبها واتجوزها وفكر ورتب كل حاجة ساب شغله وظبط المكان اللي هيعيش فيه هناك عمل كل حاجة بس الظاهر في زحمة خططه نسي أنه اب وزوج سافر واتجوز ومقلش لماما أي حاجة لحد ما افتكر بعدها بشهر بعت لماما جواب سطر واحد تقريبا أنه اتجوز واستقر ف دبي وأنه هيبعتلها مصاريفنا كل شهر ماما مكنتش بتمد ايدها على فلوسه وسابتهالنا في البنك وأنا لما كبرت وعديت السن رفضت أخد منها حاجة حطتها كلها ف حساب باسم حلا كأن الفلوس ديه لعنة كل واحد خايف يقرب منها تصيبه أو كأننا لو خدنا منها حاجة هنكون وافقنا على جريمته ف حقنا ونكون سكنا ضميره من ناحيتنا وياريته وقف عند الجوازة ديه وسكت لكن كنا بنسمع كل شوية أنه عرف واحدة واتجوز جوازة جديدة أمي رفضت الطلاق منه أو بمعني أصح معرضتهوش عليه عشان تحمينا من المجتمع خافت من لقب مطلقة عشانا استحملت وداست على كرامتها عشان محدش يقول عننا أي حاجة أو يبصلها بصة مش تمام كأنها هي الغلطانة ووهبت حياتها كلها لينا حلا متعرفش أي حاجة من الحقيقة كنا بنضحك عليها ونقولها انه مسافر والسنة الجاية هيرجع وكنت ساعات أنا وماما بنكتبلها جوابات ونقولها ديه منه مكناش عايزينها تكرهه أنا بالذات اللي اصريت على ماما عشان تعمل كده مكنتش عايزها تحس باللي أنا حاسه الشعور بالخذلان من شخص المفروض أنه أكتر واحد ممكن يحبك ف الدنيا احساس مؤذي أووي لحد ما عرفنا أنه مات بعد 10 سنين ..10 سنين طاقة الغضب اللي كانت جوايا ناحيته بتكبر كل يوم لحد ما كانت هتحرقني ساعدني اللواء راشد صديق قديم ل بابا وقف معايا لحد ما دخلت شرطة وكنت بحاول أوجه طاقة الغضب ديه في شغلي وأحول كل موقف يعدي عليا وممكن يضايقني لحاجة تضحكني عشان عااارف أن غضبي لو استسلمتله هحرق الأخضر واليابس تخيلي يا ليلو بعد عشرسنين غياب مفكرش فيهم يبعت لنا جواب واحد بعتلنا أول وآخر جواب بعد اللي بعته لامي وقالها فيه انه اتجوز بعت الجواب الاخير مع آخر واحدة اتجوزها قال أن وصيته يدفن في مصر كان نفسي يسيبلي جملة واحدة كان نفسي يطلب مني السمااح صدقيني كنت هسامحه مش عشااانه هو بس عشاااني أنااا يمكن أتخلص من حملي التقيل يمكن أعيش من غير ما اكرهه واكره نفسي لأني أبنه لكن الواضح أنه مكنش حاسس بأي ذنب ناحيتنا للدرجة اللي تخليه يمووت من غير كلمة اعتذار واحدة استحملت وكتمت كتيير جوايا وشيلت وجعي ووجع أمي ووجع فراق حازم دفنت كل ده جوايا وداريته ورا الهزار والضحك وأقسمت على نفسي إني مقصرش أبدا ف حق أمي وأختي وإني مكنش زي الراجل اللي شايل أسمه مش بس كده والأهم أن حلا عمرها ما تعرف حاجة عن السر اللي بيني وبين امي واللي اتدفن بموته عشان يفضلها ذكرى حلوة لأب يمكن متفتكرش شكله غير من الصور وعشان كده مكنتش عايز أتجوز أبداا ولا أحب حتى لما اختارت بريهان واتجوزتها كان بعقلي وكان نوع من رد الجميل للواء راشد وعشان أفرح امي بحفيد يسعدها إلا إني لقيتني بمد ف اسم الراجل اللي لو بايدي أمسح اسمه من ورا أسمي بقوله بابا وأنا عمري ما حسيتها ناحيته وبالرغم من كل اللي عيشته وكل الوجع مكنتش ساخط أبدا على قدر ربنا وكنت راضي واستكفيت بحلا وماما عن الدنيا كلها وبعد ما جه دومي للدنيا حلفت إني عمري ما هعيشه اللي أنا عيشته وإني هكونله أب حقيقي مش مجرد كلمة وإني أديله كل اللي كان نفسي ألاقيه وأعيشه ..
مجرد تخيل بس أن حد من التلاتة دول وعليهم ليلو حبيبتي يحصله حاجة أو يمسه سوء ده كفييل يدمرني ويهدني فأرجوكم خلوا بالكم من نفسكم عشاااني لأني لو لسة واقف وصامد ف ده عشانكم لأن الحقيقة إني أنا اللي مسنود بيكم
– ندى وقد سقطت دموعها تباعا تأثرا بحديث حمزة ثم علقت قائلة : أزاااي شااايل كل ده جواك وساكت ؟؟ أزاااي قادر تضحك وتهزر وأنتا حملك تقييل بالشكل ده ؟؟حمزة أنتا حقيقي راااجل أوووي وحنييين حنييين أوووي قالت جملتها الأخيرة وقبل أن تكمل حديثها وجدت حمزة يلقي برأسه على فخذها ثم قال لها بصوت منهك :
– ليلو ممكن تلعبي ف شعري وتحكيلي حدوتة لحد ما أنااام
ابتسمت ندى من أفعال شقيقها ف مدت يدها إلى وجنتها ومسحت دمعها المتساقط وقالت له بصوت حاولت أن تكسوه ببعض المرح :
– مش كبرت أنتا يا موززة على الحواديت.. وبعدين سمعتك يا حضرت الرائد لو حد عرف أنك بتحب الحكايات وأنتا ظبوطة قد الدنيا
– حمزة ساخرا من نفسه: عايزه أيه يعني من واحد بيحب الجيلي كولا والشعرية الملونة يعني مش باقي على الدنيا جت على الحكايات يلا ربك يسترها المهم متفضحنيش أنتي
– ندى بمشاكسة: عييييب عليك سرك ف بير ده أنتا أخويا حبيبي هو بس ديتها هكتب بوست على الفيسبوك
– حمزة : ههههه لأ سر سر ده الواضح أن البير مفتوح من الناحية التانية يلا أنا متعود على كده من حلا حبيبتي خيرر المهم بس تكوني بتعرفي تحكي
– ندى : ماااشي يا سيدي عيوني ل موززة باااشا اسمع واحكم أنتا بقا يا سيادت الرائد
بدأت ندى تقص عليه أحدى الحكايات وهي تعبث بخصلات شعره برفق شديد قائلة :
كاان يا ما كان يا سادة يا كرام ما يحلى الكلام إلا بذكر النبي عليه الصلاة والسلام
– حمزة : عليه الصلاة والسلام
– ندى : كان في زماان شاااب وسييييم أووي ومن أغنى الأغنياء ف المملكة كان هيئة فارس بحق وكان أسمه
– قاطعها حمزة بمرح : معروفة اكيد كان اسمه حمزة طبعا
– ندى : لأ مكنش أسمه حمزة ومتقاطعنيش بقا عشان أعرف احكي
– حمزة : حاضر سكت أهوه أتفضلي أحكي
– ندى : كان أسمه فااارس كمان و
– حمزة مقاطعا مرة آخرى : يا سلااام واشمعنا فارس ليه مش حمزة بقا ؟؟
– ندى وهي تنظر لشقيقها بغيظ : هااااا ؟؟
وضع حمزة يده على فيه كأشارة منه أنه لن يتحدث ثانيا فأردفت ندى قائلة :
– الشاطر فارس الوسيم كان للأسف مغرور ومتخيل أن كل الستات جواري ملك يمينه وكان دايما بياخد اللي هوه عايزه ومتخيل أن مفيش ست ممكن ترفض تقرب من الوسيم الغني وإن محدش هيقدر يقاوم سحره وجاذبيته لحد ما في يوم قابل قدام باب قصره بنت جميلة جمااال فتاان كانت بتبيع مشغولات يدوية هي اللي بتعملها طلب من حراسه انهم يدخلوها القصرعشان هيشتري منها كل شغلها وأول ما بقت ف حضرته دارت عنه جمالها وخبته اتغاظ المغرور وسألها بعجرفة اسمك ايه ؟؟ قالتله شمس وف لحظة شد منها حجابها وكشف وشها ومجرد ما عيونها لاقته حس أنها سحرته مكنش قادر يحرك عنيه بعيد عن جمالها ولقى ايده بتلمس خدها لكن ف لحظه وقبل ما يتخلص من سحرها لقاها رفعت ايدها عليه وضربته وقالتله أزااي تعمل كده يا مغرور لا هبيعلك ولا هشتري وهخرج من قصرك حالا أنتا فاكر نفسك مين أزااي تقدر تعمل كده
كان لسة مصدوم من جمالها اللي زي الشمس نورها ساطع
فطلب منها بكل جرأة وغرور تعيش معاه في القصر وأن كل طلباتها مجابة وهتعيش زي الملوك ضحكت ضحكة عالية وف لحظة زقته وبكل غضبها منه زعقت وقالت أنا يمكن صحيح فقيرة لكن حرة والحرة عمرها ما تبقى ف يوم اسيرة قالها هديكي فلوس كتيييرة وكمان هعيشك أميرة بصتله باحتقار وخرجت من قصره وراسها مرفوعة لكن الشاطر فارس رفض الهزيمة جن جنونه وصاح ف حراسه أنهم يفضلوا وراها ويبعتوا خلفها جواري كتييير تقنعها بالهزيمة قدام ملكه ووسامته وفلوسه الكتييرة والعيشة الهنية فضل يحاول كتيير وبعد عن كل الحرييم مبقاش شايف غيرها ف راح طلبها للجواز لكنها بردو رفضت فقالها أنه حبها وقلبه خلاص بقا ملكها وانه اتغير عشانها ومبقاش مغرور وكل اللي عايزه انها تكون مراته وشريكته ويعيش معاها كل اللي باقي من عمرها فقالتله عايزني ليك يبقا تتبرع بكل فلوسك وقصرك للفقراء من الرعية ساعتها هتأكد أنك اتغيرت وإني عندك غالية حاول فاارس أنه يقنعها أن ده مينفعش وهيعيشوا منين وفين ؟؟ قالتله تشتغل وتتعب عشان لما ابقا ملكك تقدر تحافظ عليا وعندي كوخ صغير تقدر تشاركني فيه قالها أديني وقت أفكر الأمر فعلا عسيير قالتله معاك وقت لحد بكره وقت الغروب يتوافق وساعتها أكون ليك زوجة وشريكة يا ترفض وتبعد عن حياتي خاالص
فضل فاارس يفكر لحد ما حس أنه فعلا حبها وسعادته بس ف قربها وانه محسش بالسعادة إلا لما دخلت حياته حتى لو هيضحي بكل الفلوس ما هو عاش غني سنين لكن طول عمره كان جواه حزين فقرر أنه يضحي عشانها بكل ما يملك وكفاية عليه حبها وفعلا اتجوزوا واتبرع بكل شيء يملكه وعاش معاها ف كوخها الصغير ومرت الأيام والشااطر فاارس بقا فارس بجد اشتغل وتعب وبالرغم من التعب إلا أنه ومن الغريب كان جداا سعييد اتغير وبقا انسان جديد يمكن صحيح مش غني بالمال لكنه بحبها بقا اغنى وااحد في المملكة وف يوم من الأيام جاله رسالة من الملك بيطلب فيها مقابلته استغرب فارس من الطلب لكن مكنش قصاده غير أنه يلبي رغبته استعد وراح لمقابلة الملك اللي قاله انه سمع عنه وعن أخلاقه الطيبة وعن فعلته اللي معملهاش حد قبل كده وانه أزااي اتبرع بكل فلوسه للفقراء من الرعية فقاله أنه هيكافئه بمكافئة مالية كبيرة ومش بس كده ده كمان هيخليه الوزير والمسئول عن كل حاجة لكن قصاد كل ده الملك هيطلب طلب وهو أن فارس يتجوز من الاميرة بنت الملك ولو موافقش على الجواز مش هينول رضاه ولا هياخد المكافآة ولا هيكون الوزير قااله فكر كويس وبعدين بلغني بالقرار يا ترى الشاطر فارس هيختار أيه وهيقعد يفكر قد أيه ؟؟ لكن وقبل ما يخرج من قصر الملك رفع رأسه وقاله يا جلالة الملك ضحيت قبل كده بالمال عشان أنول الرضا من اللي ملكت قلبي لأجل تكون ليا زوجة وحبيبة ومعاها عرفت معنى العمل وقيمة الحب وأزاي يقدر يعمل البدع الشاطر فارس لا يمكن يخون الشاطر فاارس لازم يصوون سامحني بعتذر عن جوازي من كريمتكم اللي أكيد تستحق حد أفضل لكني أنا ب حبيبتي مكتفي أستأذنك في الانصراف لكن ف لحظة لقى النور ملا المكان والشمس سطعت قدامه استغرب لما شافها وانتبه للبسها فابتسمت بحب وقالتله كسبت الرهان كنت متأكدة أنك خلاص من الدرس اتعلمت بصلها فارس وهو مش فاهم ايه اللي جاب مراته هنا وليه لابسة كده فهمت سؤاله قبل ما يقوله لسانه وبسرعة جاوبته وقالتله أنها الأميرة بنت الملك سمعت عنه وعن غروره فقررت تديله درس يفهمه أن الرجولة مش بالوسامة والغنى لكن لما قابلته غصب عنها حبته وعشان تتأكد انه فعلا حبها طلبت منه يضحي بكل حاجة عشان يطلب ودها وطلبت من والدها الملك أنه يديها وقتها ويخلي السر ما بينهم لحد ما تعلمه واليوم كان آخر اختبار لحبها ومن النهارده هي اتأكدت انه بقا جدير للفوز بقلبها وكمان هيكون الدراع اليمين للملك ومن يومها عاش فارس وشمس في القصر الكبيير وبقا الوزير الأمين للملك والكل ف المملكة بقا بيحبه وبيثق ف حكمه وعدله ولما مات الملك اصبح فارس هو الملك ورجع تاني غني لكن مش مغرور المغرور هزمته شمس بحبها وعاشوا ف تبات ونبات وخلفوا صبياان وبنااات وتوتة توتة خلصت الحدوتة حلوة ولا ملتوتة ؟؟
انتهت ندى من سرد قصتها وحينما لم تجد أجابة علمت من انتظام أنفاسه أنه قد غرق في بئر نومه ف تحركت من جواره بهدووء وجلست على الكرسي المقابل للفراش قليلا حتى أتت كريمة وأخذتها معها لغرفتها ….
باااااك
عادت ندى من شرودها ثم طبعت على جبين والدتها قبلة حانية ثم احتضنت يدها حتى أتاها سلطان النوم فاستسلمت له لتنعم بحضن والدتها أخيرا بعد فراااق داام لأعوام طويلة
وفي الصباح استيقظت ندى لتعد طعام الافطار بمساعدة والدتها كان الجميع قد استيقظ لكن ليس جميعهم قد خرجوا من حجراتهم ف نسمة مازالت على فراشها تحاول أن تتخلص من الضيق الذي لازمها من الأمس خاصة بعدما شاهدت ندى وهي تدلف ل غرفة حمزة ويبدو أنها باتت ليلتها بجواره ففراشها كما هو لم تمسه لكنها في الأخير حاولت نسيان الامر وخرجت من الغرفة لتتناول معهم الافطار
أما حلا ف مازالت هي الآخرى تلزم حجرة والدتها ولم ترغب في الخروج منها حتى لا تواجه شقيقها كما أنها مازالت غاضبة مما فعله معها بالأمس
وأخيرا حمزة الذي كان يرتدي ملابسه فهو يفضل أن يستعد قبلا حتى لا يتأخر عن عمله لكن وما إن خرج من حجرته ولم يجد شقيقته المشاكسة الصغيرة على المائدة حتى سألهن عنها قائلا :
– أمال فين حلا يا ماما ؟؟
– كريمة : مش عايزة تفطر بتقول أنها عايزة تنام وهتبقا تفطر بعدين
– ندى بصوت خفيض وهي تتحدث مع حمزة : بقولك ايه روح صالحها وهاتها تلاقيها لسة زعلانة منك
– حمزة بغيظ : والله هي كمان اللي زعلانه !!
– ندى : خلااص بقا خلي قلبك أبيض يا موززة عشان خاطري روح اتكلم معاها وصالحها
– حمزة وهو يغمز ندى : عشان خاااطر الحلاوة بتاعت امبارح بس هروح
– ندى : عجبتك بجد ؟
– حمزة : أووي أووي معادنا النهارده بقا خلاص أنا اتعودت عليكي كل يوم كده تتسحبي من ورا جوز الخيل وتجيلي أشطة
– ندى : عيوني هجهزلك كام حاجة كده واستعدلك كويس
بينما كان يتهامسان بحديثهما هذا كانت أذن نسمة قد التقطت بضع كلمات كانت كفيلة بتأكيد شكوكها ف يبدو أن شقيقتها قد نسيت زوجها الراحل وصارت زوجة حمزة قولا وفعلا
قام حمزة من مكانه متوجها ل حجرة والدته القابعة بها شقيقته الحمقاء التي تختبأ منه بها لكنه قبل أن يذهب حرك يده أمام وجه نسمة الشاردة قائلا بمرحه المعتاااد :
– هيييي نحن هنااا خير يعني يا أخت نسمة سرحانه كده وساكتة مش عااادتك يعني على الصبح لا رخامة ولا سخافة ولا عشان صاحبتك مقموصة جوه لتكوني بتشاطريها الأحزان
– نسمة بمرح زائف: طبعاااا بس خد بالك بقا ل تشطرك هيا نصين عشان هي مستحلفالك
– حمزةوهو يعدل من ياقة قميصه قائلا بغرور مصطنع : عييب عليكي حمزة باشا يعلم على الكل محدش يعلم عليه أنا دااااخل
أدار وجهه ناحية حجرة حلا لكن قبل أن يتحرك نظر إلي ندى مرة آخرى قائلا بمزاح :
– ليلووو لو اتأخرت ابقي أسألي عني ولا أقولك أبقي بلغي البوليس أحسن
– ضحكت نسمة بسخرية قائلة : هههههه لأ مسيطر مسيطر مفيش كلاام
– حمزة : طبعا هو أحنا أي حد ولا أيه أنا بس باخد احتياطاتي محدش ضامن
ضحكت الفتاتان على مزاح حمزة الذي تحرك متجها لغرفة شقيقته طرق عل بابها عدة طرقات خفيفة حينئذ سمع صوتها من الداخل تصيح قائلة :
– مش عااايزة آكل يا ماماااا
– حمزة : أنا مش ماما ممكن أدخل قال جملته الاخيرة وكان قد دلف بالفعل ف ابتسمت حلا بسخرية قائلة :
– متهيألي حضرتك مش مستني الأذن يا أبيه لأنك دخلت فعلا
– حمزة وقد رفع حاجبه ولوى شفتيه بدهشة قائلا : حضرتك وأبيه ف جملة واحدة لأ ده أنتي كده زعلانة أوي بقااا
– صمتت حلا ولم تجيبه فتحدث حمزة قائلا : هو أنتي اللي المفروض تزعلي ولا أنا !! أنتي غلطتي بدل الغلطة الواحدة تلاتة أن مكنش اكتر
– حلا بدهشة : أنااا !! ليه بقا عملت أيه ؟؟
اقترب من فراشها ثم جلس بجوارها وأجلسها أمامه ثم أمسك بكفيها بين كفه ثم تحدث بحنو وهو يعد على اصابعها اخطائها الواحد تلو الآخر قائلا :
– الغلطة الأولي يا حلوتي لما عرضتي نفسك للخطر ونسيتي أن سلامتك عندي بالدنيا وأن الموت عندي أهون من أن أي أذى يمسك
– قاطعته حلا مدافعة : بس أنا ….
– قاطعها حمزة قائلا : متقاطعنيش واسمعيني للآخر الغلطة التانية لما كنتي هتعرضي الدكتور كماان للخطر من غير ما تحسبيها بعقلك لو كنتي فكرتي للحظة لحظة واحدة بس كنتي هتعرفي أنها معركة خسرانة من قبل ما تبدأ واحنا اتعلمنا ف الشرطة منهاجمش لو عندنا نسبة شك أن قوة الخصم أكبر مننا وف حالتك الخسارة مضمونة .. والغلطة التالتة واللي لولا صبري عليكي ومعرفتي أنك متهورة ومفكرتيش قبل ما تتكلمي كنت خدت رد فعل مش هيعجبك لما حضرتك أهانتي الدكتور قدامي ف بيتنا أزااي عملتي كده واحد حماكي وساعدك ومرضيش يسيبك لحد ما وصلك لبيتك ده يكون جزاؤه بدل ما نشكره نهينه وف بيتنا وف وجود أخوكي الكبيير ومامتك !! أنا معرفش عقلك كان فين وأنتي بتتكلمي كده
حلا وقد أخفضت وجهها أرضا وقد شعرت بالخزي مما فعلت ف رفع حمزة وجهها إليه بأصابع يده الآخرى ثم قال محدثا أياها برفق ممزوج بعتاب :
– عرفتي بقا أنك غلطانة وغلطاانة أووي كمان ومش من حقك تزعلي
– حلا : يا أبيه بالنسبة للدكتور أنا عارفة إني غلطت لما قولتله كده وأنا اعتذرتله لما كنا في الشارع وقولتله كده عشان حسيت إني زودتها لكن لما لقيت حضرتك بترد بنفس رده وبتدافع عنه كماان لقيتني بكرر نفس الكلام من غير ما أحس و
– قاطعها حمزة قائلا : أستني أستني افهم من كده أنك قولتيله الجملة الرخمة بتاعت يعني لو مراتك حد هيخطفها هتسيبهاله ديه مرة تانية في الشارع ورجعتي عدتيها هنا قدامي
– أماءت حلا رأسها بالايجاب وهي تتحاشى النظر نحو شقيقها
– حمزة بغيظ : جتك أوه يا شيخه يعني ماشاءالله الاهانة الدبل يا فرحتك يا حمزة بتربية أختك
– حلا : خلااص بقا يا أبيه متزعلش لو شفته تاني هبقى اعتذرله
– حمزة بجدية : لأ يا حلا مش هنستني لما تشوفيه تاني هتتصلي وحالا تعتذريله وتشكريه
– حلا برفض : بس يا أبيه أ
– حمزة بحزم : حلا قووولت هتكلميه وحااالا
– حلا : مهو ممكن يكون نايم هنقلقه ليه بس الوقت لسه بدري
– حمزة ساخرا: بجد والله ! قلقانة عليه أوي يا أختي لأ اطمني هو قالي امبارح أن عنده شغل الصبح ف أكيد هتلاقيه صاحي وبعدين الراجل مش بس ساعدك ده عرف رقم الفسبة وحفظه وكمان شاف واحد من الحرامية وهيجلي القسم النهارده عشان أوريه صور مشتبه فيهم يمكن يتعرف على حد منهم فيبقا أقل حاجة نعملها تجاه راجل محترم زيه اننا نعتذره على قلة أدبنا ونشكره على وقفته معانا ولا أييه ؟؟
– حلا بحماس: بجد يا أبيه هو شااف الحرامي ونمرة الموتوسكيل ! يعني ممكن تلاقوا الحرامية وتمسكوهم وترجعولي حاجتي
– حمزة : الله أعلم ده لو متصرفوش فيهم هنشوف وبعدين سيبتي كل الحوار ومسكتي ف ديه
– حلا بتردد : خلاااص هكلمه حااضر طااالما هيساعدني أرجع حاجتي
– حمزة : مصلحجية حقيرة
– حلا بتقدير : بصراحة هو امبارح عمل موقف احترمته جدا بعيدا عن أنه بينرفزني لكن موقفه خلاني ابصله بنظرة تانية لما وقعت على الارض ومقدرتش اسند بايدي على الأرض عشان أقف مرضيش يمسكني هوه عشان ميلمسنيش أداني ضهره وقعد نص قعدة وخلاني أنا اللي سندت على كتفه
– حمزة باعجاب من موقف الطبيب : هو فعلا راجل محترم وده اللي كنت بقولهولك أمبارح شوفتي بقا أنك غلطتي في حقه ولازم تعتذري
ثم أخرج هاتفه من جيب بنطاله وبعث به للحظات حتى ظهر رقم الطبيب زياد فأجرى اتصالا به في تلك اللحظات
كانت حلا تتحدث مع نفسها بصوت خفيض وهي تدعوا الله ألا يجيب الطبيب على شقيقها وهي ترفع يدها بالدعاء قائلة برجاء :
– يااارب ما يرد .. يااارب ما يرد .. يارب ميسمعش التليفوون ويكون لسة نااايم ..يااارب …
لكنها توقفت عن الدعاء وقد خاب رجائها ما إن سمعت صوته الناعس على الجانب الآخر فأخرج لها حمزة لسانه مغيظا أياها ثم تحدث إلى زياد متسائلا :
– هو حضرتك كنت نايم يا دكتور وأنا أزعجتك ؟
– زياد بتثاؤب : لأ خاالص يا حضرت الرائد مفيش ازعاج ولا حاجة أنا صاحي بس تقدر تقول مش من كتير ثم اكمل بتساؤل خير حضرتك معادنا زي ما هوه ؟؟
– حمزة : أه بإذن الله وف انتظار مكالمتك عشان تقولي هتيجي الساعة كام بالظبط لكن أنا بكلمك لسبب تاني
– زياد : أتفضل حضرتك خير
– حمزة: خير إن شاء الله حلا أختي كانت عايزة تكلمك عشان تعتذرلك عن الكلام السخيف بتاع امبارح لأنها من بعد ما حضرتك مشيت كانت متضايقة من نفسها جداا وكانت عايزة تكلمك بس أنا رفضت خفت تكون نمت ونقلقك ديه حتى معرفتش تنام من كتر ما هي حاسة بالذنب مستنية الصبح يطلع عشان تكلمك وتعتذرلك
في تلك اللحظات كانت حلا تقف بمقابلة شقيقها تستمع لما يقوله للطبيب بفم متدلي من فرط الدهشة عما يتحدث حمزة أليس هو من اقنعها وشبه أجبرها على الاتصال بالطبيب والآن يخبره أنها لم تنم ليلتها من فرط شعورها بالذنب تجاهه كان الغيظ والحنق قد فاضا بداخلها لكنها لا يمكنها تكذيب أخاها مهما فعل وهو يعلم ذلك لذا يتمادي فيما يفعل وأخيرا أعطاها الهاتف لتحادث الطبيب أمسكته منه بغيظ شديد ثم تحدثت بخجل قائلة :
– سلام عليكم
– أتاها صوت زياد الأجش من أثر النعاس : وعليكم السلام عاملة أيه دلوقتي يا آنسة حلا ؟؟
لا تعلم لما شعرت بقشعريرة قد سرت في جسدها ما إن استمعت لصوته في الهاتف ف نبرته الدافئة الناعسة قد أسرتها خاصة حينما بدأ حديثه معها بإطمئنانه عليها ف شردت للحظات حتى لكزها حمزة الواقف بجوارها فتنحنحت قائلة بضيق منه ومن الطبيب ومن نفسها :
– أحممم اسمي بشمهندسة حلا مش آنسة تمام يا كاابتن
على الجانب الآخر هرش زياد في رأسه فهو صباحا غير مؤهل تماما للخوض في مشاحنات مع تلك المشاكسة لكنه لم يستطع منع نفسه من الاستمتاع بمشاكستها فحدثها بسخرية متجاهلا حديثها قائلا :
– الواضح أنك حاسة بالذنب أووي ناحيتي يا آنسة
– حلا باندفاااع : ومين قالك أصلا إني …
– قاطع اندفاعها لكزة من حمزة فتراجعت قائلة : على العموم عشان معطلكش سوري يا دكتور على كلام امبارح
– زياد بمشاكسة بعيدة كل البعد عن طبعه الهاديء الخجول : بس أسفة أحلى بكتير من سوري ديه جربتي تقولي آسفة قبل كده هتعجبك
– اغتاظت حلا بشدة لكنها تجاهلت حديثه قائلة : طيب أتفضل حمزة معاك عشان عايز يقولك حاجة مهمة
ثم مدت يدها بالهاتف لشقيقها وخرجت من الحجرة سريعا قبل أن يلحق بها ويعنفها على فعلتها
أما حمزة ف ضرب كفا ب كف على أفعال شقيقته الطفولية وفكر سريعا ف الأمر الهام الذي يحتاج للحديث فيه مع الطبيب كما أخبرته تلك الحمقاء وأخيرا وجدها…

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أهداني حياة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى