روايات

رواية أهداني حياة الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم هدير محمود

رواية أهداني حياة الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم هدير محمود

رواية أهداني حياة البارت السابع والثلاثون

رواية أهداني حياة الجزء السابع والثلاثون

رواية أهداني حياة
رواية أهداني حياة

رواية أهداني حياة الحلقة السابعة والثلاثون

– اغتاظت حلا بشدة لكنها تجاهلت حديثه قائلة : طيب أتفضل حمزة معاك عشان عايز يقولك حاجة مهمة
ثم مدت يدها بالهاتف لشقيقها وخرجت من الحجرة سريعا قبل أن يلحق بها ويعنفها على فعلتها
أما حمزة ف ضرب كفا ب كف على أفعال شقيقته الطفولية وفكر سريعا ف الأمر الهام الذي يحتاج للحديث فيه مع الطبيب كما أخبرته تلك الحمقاء وأخيرا وجدها فتحدث قائلا:
– كنت بس عايز أقولك يا دكتور لما توصل القسم كلمني قبل ما تدخل وأنا هخرجلك يعني عشان متدخلش لوحدك عشان هناك ساعات مبيكونش في شبكة وممكن متعرفش توصلي
– زياد : خلاص أتفقنا يا حضرت الرائد لما أوصل هكلم حضرتك بإذن الله
أغلق حمزة الهاتف بعد الانتهاء من محادثة الطبيب وتوجه للخارج ليأخذ بثأره من تلك البلهاء والتي تقف الآن خلف شقيقته ندى
– حمزة بجدية مصطنعة : تعاليلي يا ست حلا بقا بترميلي التليفون وتجري وقااال أيه حمزة عايزك ف حاجة مهمة
– حلا بمكر: أيه ده هو أنتا مكنتش عايزة يا موزززة أومال ليه أنا سمعتك بتقولي أنك عايزه ف حاجة مهمة
– حمزة غير مصدقا لحديث شقيقته فقال متهكما : لأ والله !! بقاا سمعتيني وأنا بقولك إني عايزه ف حاجة مهمة أيه يا حبيبتي بقا بيجيلك تخيلااات وبعدين انتي بتكلميه عشان تعتذريله ولا تسخفي عليه مش فاااهم أنا والله بتعاملي الراجل كده ليه؟!
– حلا بنرفزة : عشان هو اللي مستفز يا ابيه والله أنتا بس اللي شايفه طيب بس هو بيعصبني بقااا
– حمزة وهو يقترب منها قائلا : طب أخرجي من ورا ندى وتعااالي هو أنا يعني مش هعرف أجيبك كده
– حلا وهي تتشبث بظهر ندى وهي تتحدث إلى شقيقها برجاااء : طب وحياة فلافليلو عندك ما أنتا متحرك من مكانك وسمااح بقا المرادي يا مووززة يا عسل أنتا
– ضحك حمزة ونسمة في آن واحد بينما تحدثت ندى بغيظ قائلة لتلك التي تقف خلفها : أسمها ليلووو مش فلافيلو بتاعتك ديه
– حلا بلامبالاة : يا ستي مش هتفرق ما هي كلها حيوانااات بتدققي أنتي في حاجات غريبة والله يا نودي
– ندى وقد رفعت حاجبها بغيظ قائلة : كلها حيوانااات طب ماااشي يا جزمة شوفي مين بقا هيدافع عنك يلااااا يا حمزة شوف شغلك معاها
قالت جملتها ثم ابتعدت من امام حلا التي باتت الآن أمام حمزة مباشرة فابتسمت له ببراءة مصطنعة قائلة بمزاااح :
– والله ما أنتا مزعل نفسك يا باااشا إلهي يااارب تترقى وتبقا لوااا اعتبرني عيل وغلط بص عشاان خاااطر الست الوالدة ست الحبايب يا حبيبة اللي واقفة هناك ديه سماح المراادي ثم توجهت ببصرها تجاه والدتها مستغيثة أيه يا حضرت النااظرة أنا مش بنتك ولا أيه سايباني كده للوحش يستفرد بيا أه ولا عشاان هو ابنك البكري وأنا اخر العنقود اللي وقع من قعر القفة تسبيه يفتري علياااا ثم بدأت في النحيب المصطنع أه يااااني ياللي ملكيش حد يدافع عنك يا حلا ياللي مظلومة دايما يا مكسورة الجناااح يا حلااا
– حمزة وهو يحرك رأسه يمينا ويسارا ويضرب كفا بكف بيأس من افعال شقيقته التي لم يتبقى لها سوى الوقوف أمام باب المنزل للتسول من المارة ف تحدث قائلا : خلصتييي خلاااص الفيلم الهندي بتاعك وعملتي الشويتين بتوع كل مرة على فكرة أداؤك فيييك أووي
– كريمة وقد خرجت عن صمتها أخيرا قائلة : بقولك أيه يا حمزة أنتا والهبلة ديه مش لازم الفقرة بتاعت السيرك النهارده أحنا اتاخرنا عل الشغل يلا عشان تلحقوا تفطروا وكل واحد يشوف رايح فيين
– حمزة وهو يبتعد عن تلك البلهاء شقيقته : حاااضر يا ماما عشان خااطرك أنتي بس
– كريمة وهي تتناول فطورها : صحيح يا ندى أنا هتأخر في الشغل شوية النهارده عشان عندي اجتماع أبقي روحي أنتي ومتستنيش
– حمزة موجها حديثه لنسمة متسائلا : وأنتي يا نسمة هتخلصي شغلك أمتا ؟؟
– نسمة : يعني على 3 كده
– حمزة : خلاااص عدي على ندى وتروحوا سوا بدل ما تروح لوحدها وافضل أنا قلقان عليها عشان عندي شغل ومش هعرف أروح أجيبها
– حلا وهي تلكز نسمة في ذراعها قائلا بمرح : هييييح يا نونو شفتي خااايف عليها ازاااي أوعدناااا يااارب باللي يقلق علينا كده قال يعني نونة هتتخطف ثم اردفت بهياام الحب وسنييينه
– نسمة وهي تجاريها في المزاح : لأ وقال ايه يا لولو يا حبيبتي عايزني أنا اعملها بودي جاارد وقال أيه أروح أجيبها من المدرسة يا خلااااثي الحلوة لسة صغيييرة ومش بتعرف تروح لوحدهاا
– ندى وهي ترمقهما بغيظ قائلة: لأ والله هي الحفلة هتبقا علينا ولا ايه بقولك ايه منك ليها انا قايمة رايحة الشغل مش فاضية أنا ل هبلكم
– حمزة : عندك حق والله يا ليلو عشان دول لو سلمتيلهم ودانك هياكلوها أنا كماان هقوم عشان متأخرش ثم توجه ببصره تجاه والدته قائلا : صحيح يا ماما أنا رايح عند آدم النهارده وهتغدى معاه ف متعملوش حسابي معاكم بقااا
– نسمة باندفاع : طب ما تجيبوا وتيجي تتغدا معانا بدل ما تتغدى مع طليقتك لوحدكم
علمت من ملامحهم المندهشة انها قد تسرعت بإلقاء جملتها الغريبة والغير مفهومة بالنسبة لهم فإن كانت نطقتها ندى لكانت أوقع فهي زوجته لكن لما قالتها هي ، هي نفسها لا تعلم فقط اندفعت وقالت ما قالت دون تفكير ف تنحنحت قائلة بتبرير :
– أنا قصدي يعني أنك بتقول أنها بتقعد ترخم عليك وأنك بتبقا متضايق منها ومش هتعرف تقعد مع آدم براحتكوا وبعدين بقالنا كتيير مشوفناش آدم ف يبقا معانا ونتبسط سوا كلنا وممكن نخرج كمان
– تحدث حمزة قائلا : مهو أنا مش هتغدا معاهم ف البيت أن رايح النادي ولو رضيت تسيبه هجيبه معايا ولو لأ هطلع على الشقة علطول
– ندى وهي تغمز حمزة قائلا : أبقي كلمني وأنا اقولك تقولها أيه تخليها تقتنع وهي بنفسها توصلهولك لحد هنا
– حمزة بابتسامة واسعة: حبيبتي يا ليلو أنتي وأفكارك العظيمة ياريتني عرفتك من زمااان والله
– حلا وهي ترفع حاجبها مستنكرة : ألا هو أيه حكاية ليلو ..ليلو ديه اللي طلعتلنا فجأة وقرفنا بيها
– حمزة : عااادي أصلي كنت بتفرج على فيلم كارتون بتاع ليلو وستتش فالبنت اللي أسمها ليلو حسيتها شبه ندى وبتتكلم زيها فاطلقت عليها اسم ليلو وبعدين مراتي وأنا حر أدلعها زي ما يعجبني أنتي حشريية ليه
– حلا وهي ترفع يدها باستسلام : حقك يا بااااشا محدش يقدر يقول حاجة براااحتك يا موزززة ربنا يهني سعيد ب سعيدة
– حمزة : اطلعي بس أنتي منها وهي تعمر يلا أنا هقوم بقا عشان ألحق الشغل عشان لو فضلت ورا الهري بتاعكم مش هخلص سلااام
حينما تحرك حمزة تحركت كريمة خلفه بعدما ابتعد عن الفتيات الثلاث وخرج من حجرة المعيشة المتواجدين بها ونادته قائلة :
– ثواني يا حمزة
– حمزة : خير يا ماما ؟؟
– كريمة بقلق : هو اللي أسمه كريم ده اتعرض لأختك تاني ؟؟
– حمزة : لأ يا ماما ليه بتقولي كده مفيش حاجة
– كريمة بعدم تصديق: أومال ليه مخلتش ندى تروح لوحدها أو مع السواق وخلاص وعايز حد يبقا معاها
– حمزة وهو يقرر مصارحتها : بصي بصراحة يا ماما هو رجع يراقبها تاني بس خلي بالك هي متعرفش مش عايزها تقلق وأنا مش عايز ندى تتحرك لوحدها أبدااا طول ما معاها حد مش هتبقى صيد سهل فهماني حضرتك يعني بحرص من أي غدر من ناحيته
– كريمة : أنا خايفة على أختك أوووي يا حمزة خايفة يأذيها
– حمزة بطمأنه وهو يربت على يد والدته ويقبلها قائلا بحنان : متخافيش يا ست الكل أنا مأمنها والله هو مش هيقدر يعملها حاجة طول ما هو فاهم أنها مراتي هو ممكن يكون بيراقبها عشان يعرف أخبارها أو يخوفها المهم أنا مش عايز حضرتك تقلقي مش أنتي بتثقي فيا ؟؟
– كريمة بحب : طبعا يا حبيبي بثق فيك أنتا سندنا وضهرنا يا ابني بس غصب عني أنا ما صدقت لقيتها
– حمزة : مهو عشان كده أنا وندى مكناش عايزين نعرفك بموضوع الزفت اللي اسمه كريم ده عشان متبقيش قلقانة طول الوقت كده
– كريمة : خلاص يا حبيبي يلا روح على شغلك عشان متتاخرش ومتنساش تسلملي على آدم وتبوسهولي
– حمزة : حاضر من عنيا يا ست الكل سلام عليكم
– كريمة : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته في حفظ الله يا ابني
انصرف حمزة لعمله وتوجه باقي الأفراد كلا إلى وجهته ….
بعدما وصل إلى القسم وأنهى بعض الأعمال وأخيرا وجد عدة دقائق فارغة اتصل بصديقه الذي ما إن فتح الخط حتى صاح بصديقه قائلا :
– طبعااا قعدت الراجل ب 100 ست لكن إن جت الست يغور الراااجل وأنتا مش عندك ست واحدة ماااشاء الله البيت بقا مليان ستات ف هتفتكر تسأل على صاحبك ليه ما طز ف عمر
– حمزة بملل : هااا خلصت لت الحريم بتاعك ولا لسه ؟؟ صحيح نسيت تقولي الاهتمام مبيطلبش ومبقتش تحبنيييي
– عمر بضيق : أديني سكت أهوه ممكن تفهمني مبتجيش الجيم ليه؟؟ مش كان في معاد بينا امبارح وزي عادتك الفترة ديه مجتش وحتى مكلفتش خاطرك تتصل بيا وتقول أنك مش جاي وأنا فضلت مستنيك لحد الفجر حتى لما كلمتك كنسلت عليا ومتصلتش بعدها تاني
– حمزة : أنتا عارف أنه أكيد غصب عني ولو مكنتش أنتا صاحبي وهتقدر مين هيقدر ثم حك جبينه بيده باجهاد قائلا : أنتا متعرفش امبارح عدا عليا أزااي ولا أيه اللي حصل الحمد لله أن اليوم انتهى بأقل الخساير
– عمر بقلق : ليه في أيه ؟؟ أيه اللي حصل ؟ وخساير ايه اللي بتتكلم عنها وكأنه أدرك أمر ما فجأة فصاح قائلا الحيوان اللي أسمه كريم اتعرض ل ندى ؟؟
– حمزة : الموضوع ميخصش ندى ولا الزفت ده الموضوع يخص حلا ؟؟
– عمر بقلق : حلا ؟! مالها أيه اللي حصل ؟
– حمزة بانهاك : لأ الموضوع طويل بس باختصار طلع عليها اتنين حراميه بفسبة وسرقوا شنطتها وجرحوها بالمطواة ف ايدها وايدها التانية حصلها تمزق في الاربطة من أثر الوقعة
– عمر بغضب : أزاااي يا حمزة كل ده حصل وأنا معرفش ليه هو أنا غريب مش احنا اخوات وحلا زي ما هي أختك أختي
– حمزة : يا ابني هو أنا كان فيا دمااغ لحاجة اصلا كفاية الخضة اللي خدتها وبعدين الحمد لله هي بخير ربنا بعتلها دكتور زياد في الوقت المناسب ولحقها وربطلها الجرح واتطمن على ايديها ووصلها لحد البيت أما أشوفك بكره هبقا أحكيلك
– عمر : وليه بكره متيجي النهارده ؟؟
– حمزة : لأ النهارده أنا رايح ل آدم وهتغدى معاه
– عمر بمزااح : هتتغدى مع آدم عند بيري أمممم أبقى خد بالك بقا لتشربك حاجة أصفرة وتتغرر بيك وأنتا موز كده وفيك الطمع
– حمزة : موز!! وفيا الطمع متظبط كده ياااض يا عمر أنتا انحرفت ولا أيه وبعدين متخافش يا أخويا أنا مبروحش البيت إلا لو كان سيادة اللوا موجود لكن أحنا هنتقابل ف النادي ثم قال مغيظا صديقه أنا راااجل متجوز بردو وبخاف على شعور مراااتي
– عمر متجاهلا شعوره بالغيرة ما إن نطق حمزة كلمة ” مراتي ” مشددا عليها وقال مازحا : وماااله يا حمزة باااشا على العموم كده كده أنا مش فاضيلك النهارده
– حمزة : ليه وراااك أيه الديوان ؟؟
– عمر : مسافر اسكندرية يا أخويا ومش عارف هرجع النهارده ولا بكره الصبح على حسب الظروف
– حمزة : مسافراسكندرية ! ليه ؟؟
– عمر : ابويا يا عم كلمني ومحتاج ورق مهم لازم أسافر أوديهوله أنا عايز أرجع بالليل عشان مسيبش ماما وسلمى يباتوا لوحدهم لكن ماما يا سيدي بتقولي بات وارجع الصبح خايفة عليا تقولي بلااش السفر والسواقة بالليل قال يعني هتخطف
– حمزة بمزاح : شايفاك فيك الطمع ياعموري
– عمر : ههههه أنتا بتردهاالي ماااشي على العموم لو هرجع هكلمك وأعرفك
– حمزة : ماااشي يلا أقفل بقا عشان الدكتور بيتصل أكلمك بعدين سلااام
أغلق حمزة الخط مع صديقه وأجاب على الطبيب الذي كان ينتظره في الخارج ثم خرج بنفسه ليحضره معه وما إن دخل مكتبه عرض عليه بعض صور المشتبه بهم في جرائم السرقة حتى تعرف زياد على أحدهم شكره حمزة بشدة وبعد عدة دقائق انصرف الطبيب عائدا لعمله وطلب حمزة ضبط واحضار المشتبه به الذي تعرف عليه زياد ….
بعدما أنهى حمزة عمله وكان في طريقه لمقابلة آدم اتصل بطليقته ليعلمها أنه في طريقه إليهما لكنها أخبرته أن موعد التمرين الخاص بولده قد تأخر ساعتين وبالتالي هما لم يذهبا للنادي حتى الآن وعرضت عليه أن يأتي للبيت إن أراد ذلك فهو مرحب به لكن حمزة اعتذر بلباقة وأخبرها أن سيعود ل بيته ليبدل ثيابه ثم يلحق بهما على النادي
وما إن عاد حمزة ل شقة والدته القديمة والتي يسكن بها هو حاليا
حتى أخذ حمامه وبدل ثيابه ليكن مستعد للذهاب لطفله الذي افتقده كثيرا لكن في تلك الأثناء وجد هاتفه يرن برقم العميد فأجابه على الفور ليستمع للطرف الآخر يخبره بضرورة الحضور لاجتماع هام في الادراة وانه تم تكليفه بمهمة عاجلة بدلا من أحد الضباط لظروف قهرية منعته من التواجد واتمام المهمة تلقى حمزة الأمر وأغلق الخط وهو يزفر بضيق فهو كان يرغب في رؤية طفله بشدة كما أنه وعده بحضور التمرين اليوم حتما سيحزن منه وستستغل بيري الأمر لكن ما باليد حيلة ف بالاضافة أن هذا واجبه المهني هوأيضا لا يمكنه الرفض أو حتى الاعتراض عاد ليبدل ثيابه مرة آخرى ويعد سلاحه ويضعه في غمده ثم تحرك خارجا متوجها للادارة
وفي طريقه للادارة اتصل ب طليقته ليخبرها أنه لن يتمكن من الحضور اليوم لكنه ما إن قال لها ذلك حتى صاحت به قائلة :
– وليه بقا يا حمزة باشا مش هتقدر تيجي مش احنا كنا متفقين ولسة قافل معايا من شوية وكنا على ميعادنا أيه اللي اتغير ؟؟
حمزة محاولا التحدث بهدوء والتحكم بأعصابه ف تلك المتعجرفة تتحدث بصوت عال يزعجه كثيرا لكنه التزم أقصى درجات ضبط النفس قائلا :
– ما أنا بقولك يا بيري العميد اتصل بيا وعايزني في الادارة عشان في مهمة لازم أطلعها وده شغلي وأنتي عارفة كويس أن الأوامر لازم تتنفذ
– بيريهان بعدم تصديق : مهمة فجأة !! وده من أمتا ؟؟ الظاهر أنك ناسي أن بابي لوا يعني عارفة أن أي مهمة لازم تكون عارف بمعادها من فترة وتكون مرتبلها تلاقي العروسة هي اللي مش عايزاك تشوف ابنك واتحججتلك بأي حاجة عشان تروحلها ومتجيش أكيد طبعا غيرانة مني
– حمزة بضيق : عروسة أيه ؟ وغيرانه لييه ؟؟ هو أنتي متخيلة أن في حد ممكن يمنعني أشوف ابني أنتي عارفاني كويس يا بيري وعارفة أني مبكذبش طالما قولت مهمة تبقا ديه الحقيقة تصدقي بقا أو لأ ديه مشكلتك وبصراحة ميهمنيش وميفرقش معايا أنا كنت جاي أشوف ابني مش اشوف حضرتك ف ياريت بقا تديني آدم أكلمه
– بيريهان بعناد : لأ مش هتكلمه مش فاااضي بيستعد عشان يروح التمرين بعدين بقا أبقا كلمه
– حمزة بصرامة: بيري هاتي الولد أكلمه ومش عايز نقااااش وإلا قسما بالله يا بيري آخده منك وما أخليكي تشوفيه تاني وأنتي عارفة كويس إني أقدر أنفذ كلامي طالما قولته
– بيريهان بإذعان : طيب هشوفه وأخليك تكلمه ثم تحدثت ل آدم قائلة خد يا دومي كلم بابي عشان عايز يكلمك أصله مشغوول عنك يا حبيبي ومش فاضيلك ومش هيجي التمرين زي ما وعدك
سب حمزة بيريهان في سره وكور قبضته وضرب بها على المقود عدة مرات لعله يهدأ بدلا من أن يذهب لتلك الحرباء يحطم رأسها ويأخذ ولده وينصرف لكن ما إن سمع صوت ولده الحبيب يحدثه حتي شملته السكينة وابتسم بحب وكأن طفله يراه ثم حدثه بحنو قائلا :
– حبيب بابا عامل ايه يا بطل ؟؟
– آدم : الحمد لله يا بابي أنا تويس”كويس” أنتا صحيح مش هتيجي التمرين زي ما وعدتني ؟؟
– حمزة : بص يا دومي أنتا راجل وعارف أنا بابا عمره ما يخلف وعد إلا لو حصلت حاجة غصب عنه وعارف أن شغل بابا بيحمي الناس حتى لو على حساب نفسه فأنتا أكيد مش هتزعل مني لو عرفت أن في ناس ف خطر ولازم بابا ينقذهم حتى لو هيعتذر ل دومي النهارده صح ؟
– آدم بتفهم : أتيد” أكيد ” يا بابي أنتا زي سوبر مان بتنقذ الناس اللي محتاجة المساعدة وأنا لما اتبر ” أكبر” عايز ابقى ظابط زيت تده “زيك كده ” بس توعدني تحضر معايا التمرين المرة الجاية لو معندتش”معندكش ” شغل
– حمزة : حبيب قلب بابا أوعدك يا بطل المرة الجاية لو مفيش أي عمليات هكون معاك ومش بس كده هتفق مع ماما وآجي أخدك بكره ونتغدى سوا ونتفسح كمااان وتشوف نادو ونيمو وحلوتي وتلعب معاهم كلهم هااا أيه رأيك يا بطل؟؟
– آدم بسعادة طفولية: يااااس أنا مبسوط أوي يا بابي وهفضل أعد فاضل تام” كام” ساعة لحد بترة ” بكرة ” صمت للحظات ثم نفخ بضيق طفولي قائلا :هو فاضل تتير ” كتير “على بترة ” بكرة ” بقااا ؟؟
– حمزة بمزاح : بترة !! أنتا ليه محسسني أني ببيع مخدرات يا آدم أسمه بكرة يا حبيبي أظبط حرف الكاف بقا مفيش ظابط بيقول بترة يتمسك علطول
– آدم : حااضر يا بابي هحاول أنطقها صح
– حمزة : إن شاء الله يا حبيبي ثم صمت للحظات كأنه يتشبع بأنفاس صغيره التي يخشى أن يفتقدها ثم تحدث قائلا بتأثر دومي خليك دايما عارف أني بحبك أوووي وأوعى تنسى باابا أبدااا حتى لو ربنا أراد أننا منشوفش بعض فترة ف خليك متأكد أنه مهما عدى الوقت أكيد ف يوم هنتقابل تااني
– آدم بعدم فهم : ليه يا بابي هو أنتا مسافر ؟؟
– حمزة بابتسامة : لأ يا حبيبي بس عشان لو سافرت فجأة وملحقتش أقولك متزعلش مني واعرف أنه أكيد كان غصب عني أتفقنا يا دومي
– آدم : أتفقنا يا بابي أتفضل مامي معات ” معاك “أهيه
أخذ حمزة شهيق طويل ثم زفره ببطيء لعله يهدأ نفسه قبل أن تثير غضبه تلك المتعجرفة مرة آخرى ف تحدث إليها وأخبرها أنه حينما يعود من عمله سيعاود الاتصال بها ثانية للاتفاق على موعد جديد يلتقي فيه بولده تحدثت بيري لكن حمزة كان قد ابعد الهاتف قليلا عن أذنه حتى لا يستمع لما تقول فيغضب وحينما انتهت من حديثها اعتذر منها وأخبرها أنه لابد وأن يغلق الخط على الفور لأنه قد تأخر على موعده مع العميد
أغلق الخط ثم أغلق هاتفه حتى لا يتصل به أحد وهو في الاجتماع وساق بسرعة حتى وصل للادارة
وهناك قام العميد بشرح المهمة المكلف بها حمزة وكلف أحد زملاؤه بشرح كافة تفاصيل المهمة له حتى يكن ملما بكل جوانبها خاصة وانه سيكن قائد مجموعته ….
لم يرغب حمزة في أن يخبر أحد من أسرته بالمهمة حتى لا يثير قلقهم عليه فهو يعلم أن استشهاد يوسف صديقه كان له عظيم الأثر على ثلاثتهم والدته وحلا وندى وزاد من خوفهم وقلقهم عليه كلما علموا بأنه في مهمة تخص عمله لكنه قرر الاتصال بهم واخبارهم أنه سيقضي باقي اليوم مع آدم وأن هاتفه ربما ينتهي شحن بطاريته وحينما يعود لبيته سيتصل هو بهم وبالفعل اتصل بوالدته وأخبرها بذلك ثم اتصل على شقيقته حلا ليستمع إلى صوتهن جميعا قبل أن يذهب إلى مهمته متحججا انه أراد أن يجلب لهن بعض الحلوى لذا طلب من كل واحدة منهن أن تحدثه بنفسها وتمليه ما تريد وسيحضرها غدا وهو قادم إليهن وبالفعل تحدث إلى شقيقتيه حتى نسمة تحدث إليها ولا يعلم لما رغب وبشدة أن يستمع لصوتها لعل مزاحها وخفة ظلها تبدد جزء من توتره
أغلق معهن الخط ثم هم بالاتصال بعمر صديقه ليوصيه على أهله إذا ما اصابه مكروه لكنه عاد وتذكر أنه سيسافر للاسكندرية اليوم وربما سافر بالفعل وربما لو أخبره لأجل سفره وهو لا يريد ذلك فقرر عدم أخباره هو الآخر وتوكل عل الله واستودع أهله عنده ثم أعاد غلق هاتفه مرة آخرى وتحرك مع فرقته لوجهتهم
مرت عدة ساعات كانت فيهما بيريهان قد ذهبت للنادى وأنهت التمرين الخاص بولدها وجلست قليلا مع أحدى صديقاتها التي أثارت شكوكها تجاه حمزة وأخبرتها أنه حتما يكذب عليها في أمر مهمة العمل التي ظهرت فجأة وأنه لابد أن يكن مع عروسه أو ذهب معها للتنزه بدلا من زيارة طفله فأشتعلت النيران في قلب بيري وأخذت آدم وقادت سيارتها حيث منزل والدة حمزة ….
بعد عدة دقائق كانت بيريهان تقف أمام باب شقة كريمة تضغط على جرس الباب بإلحاح حتى فتح الباب أخيرا وظهرت منه فتاة لم ترها من قبل لم تكن تلك الفتاة سوى نسمة لكن بريهان لم تتقابل معها حتى الآن ف تسائلت بصلف قائلة :
– وأنتي تطلعي مين أنتي كمااان بقا إن شاء الله ؟؟
في تلك الأثناء اندفع آدم من خلف والدته نحو تلك الواقفة امامه يعانقها بسعادة وهو يهتف قائلا :
– نيموووو وحشتيني خااالص
– بادلته نسمة العناق وشددت من احتضانه قائلة بحب : أنتا كماان يا دومي وحشتني أووي اووي
– بيري بضيق : آدم مش قولنا منحضنش حدغريب
– آدم بتلقائية : ديه نيمو صاحبتي يا مامي مش حد غريب
– بريهان بعجرفة وهي ترمق نسمة بإزدراء قائلة: والست نيمووو ديه تطلع أيه ؟ سمكة !!
– نسمة وهي تبتسم لها باصفرار قائلة: دول بيطلعوا أمتا ؟؟ يعني جاية بيتنا تتريقي علينا مش لما أتشرف الأول وأعرف حضرتك مين اقولك انا مين ؟؟
– بيريهان بغرور : أنا بيريهان هاانم راااشد …
– قاطعتها نسمة بجدية مصطنعة: أيه ده هو حضرتك منهم ؟؟
– بيريهان بعدم فهم : من مييين ؟؟
– نسمة وهي تكتم ضحكتها قائلة : من هوانم جاردن سيتي ؟؟ بس يا ترى الحقيقين ولا اللي في المسلسل ؟؟
– بيريهان بغيظ : بتقولي ايه يا بتاعه أنتي !! أنتي هتستظرفي ؟؟
– نسمة بجدية : أولا أنا مش بتاعة أنا الدكتورة نسمة ثانيا حضرتك اللي قولتي هاانم ف متهيألي أنهم مرجعوش الألقاب تاااني ولا يكون رجعت وأنا معرفش و…
– بيريهان مقاطعة ثرثرة نسمة بضيق : شششش أيه راديو واتفتح بقولك ايه يا أسمك أيه أنتي أندهيلي حمزة عشان مش ناقصة زهق وقرف هياا
– نسمة ببرود : أسمي نسمة حضرتك ثانيا بردو متشرفناش بمعرفة سيادتك صفتك أيه يعني ؟
– بيريهان بغيظ : أنا مرات الراائد حمزة بابا آدم أقدر أعرف بقا أنتي مين وصفتك أيه وبتعملي أيه هنا ؟؟
– نسمة وقد رفعت حاجبها بدهشة مصطنعة قائلة : مرااات حمزة ؟؟ اللي أعرفه أن مرات حمزة اسمها ندى وتبقا أختي وأختي ملهااش ضرة يبقا حضرتك غلطااانة في العنوان ولا ايييه ؟
– تحدثت بيريهان بغرور : أنتي أخت البتاعة اللي اتجوزها حمزة !! ثم رفعت حاجبها بدهشة قائلة :هو حمزة قلب البيت ملجأ ولا أيه ؟؟
وقبل أن تجيبها نسمة جاء صوت ندى شقيقتها من الغرفة وهي تسألها عن هوية الطارق ولما تأخرت هكذا فقالت نسمة بصوت عال مغيظة تلك الواقفة أمامها :
– ديه مداااام فيييري مامت آدم طليقة حمزة جوزك
– تحدثت بيري بغضب قائلة : فيري ده أيه يا بتاعة أنتي أسمي بيري مش فيري وبعدين …
– قاطعتها نسمة باستفزاز قائلة : يا ستي فيري ولا بيريل أهو كله منظف مواااعين ده حتى الفيري بقا أغلى
– بيري وقد كادت ان تصاب بأزمة قلبية من تلك المجنونة الواقفة امامها تسخر منها ف صاحت بها قائلة : أنتي مجنونة ولا أيه يا بت أنتي ؟!! أنتي مش عارفة بتتكلمي مع مين يا حثاالة انتي
– نسمة بحدة : لأ ألزمي حدودك يا مدااام مهما تكوني مين ولا يهمني أنا بس عاملة احترام ل حمزة وخاطر ل آدم ابنك اللي واقفة تغلطي قدامه لكن مش هسكت كتيير أ…
– قاطعتها ندى والتي أتت في تلك اللحظة وقد هتفت باسم شقيقتها قبل أن تجرها بيري لأهانتها وهذا ما ترغب به : نسمممة ! عيييب مدام بيري ف بيتنا يبقا واجب علينا احترامها
– بيري بانفعال : بيييت مين يا بتاعة أنتي كماان
– قبل أن ترد عليها نسمة بما يليق بها تحدثت ندى وقد وجهت حديثها للصغير قائلة : دومي ممكن لو سمحت تدخل أوضة بابا لحد ما نخلص كلامنا أنا وماما
– أماء الصغير رأسه في طاعة ثم تسائل بلهفة : هو بابي جوه ؟؟
– تعجبت ندى بشدة ثم تسائلت : لأ هو مش المفروض كان بابي هيجيلك النهارده التمرين وتتغدوا سوا هو مجاش ؟؟
– آدم : لأ مجاااش عشان عنده شغل مهم رايح ينقذ نااس تتير “كتير” زي سوبر مان
– ندى بقلق من حديث آدم : طيب يا دومي روح الأوضة شوية صغيرين وهنندهلك
فكرت بيريهان ف الاعتراض ومنع الصغير من تنفيذ ما طلبته غريمتها لكنها رأت أن هذا أفضل ل تتحدث بحريتها أكثر وما إن دلف آدم لحجرة والده حتى تحدثت ندى بقلق متسائلة :
– شغل ايه اللي راحه حمزة ؟؟ وقالك كده أمتااا ؟؟
– بيريهان بميوعة : أيه ده هو مقااالكيش أنه طالع مهمة ؟؟؟ أممم تلاقيه نسي ، أصله متعود يقولي أنا كل حاجة
– ندى وقد استبد بها القلق ف رددت بخوف : مهمة !! كلمك أمتاا؟؟
– بيريهان : كلمني بعد العصر وقالي وأنا قولت أنه ممكن يكون رجع ف جبت آدم وجيت عشان اطمن عليه بس شوفتي يا عروسة لما جه يتكلم ويقول حاجة مهمة تخص شغله قالها ل مين ؟ ليا أنا طبعاا وده يعرفك مين اللي ف قلبه
– أجابتها نسمة بدلا من ندى : لأ مهو باااين أنك في قلبه أوي عشان كده طلقك وأتجوز ندى
– بيري بعصبية : ومين قالك انه هو اللي طلقني أنا اللي طلبت الطلاق عشان كنت زهقت وبعدين هو أنا واقفة بتكلم مع واحدة زيك لييه أنا هااخد ابني وامشي
ثم صاحت باسم ولدها حتى أتي إليها فقالت له :
– يلا يا آدم عشان هنمشي ولما بابي يجيي هو هيبقا يجيلنا شقتنا
– آدم بطفولية : طب ممتن ” ممكن ” يا مامي أقعد مع نادو ونيموو لحد ما بابا يجيي
– بريهان بنرفزة : لأ مش هينفع وبعدين أنتا مش بتقعد غير مع بابي و مامي بس ملكش دعوة بحد تااني okay؟؟
صمت الصغير واكتفى بايماءة صغيرة من رأسه ف صاحت به بيريهان بغيظ :
– آدم say okay
– آدم بحزن : okaaay mamy ثم اقترب من نسمة ليحتضنها لكن بيري جذبت الصغير من يده واتجهت نحو المصعد وهي تصيح به قائلة :
– قولتلك ملكش دعوة بحد وخصوصا الاتنين دول أنتا ليه naughty boy ??
– نكس آدم رأسه في حزن قائلا : بس انا بحبهم يا مامي وبحب ألعب معاهم
في تلك اللحظة انفتح باب المصعد الذي قد وصل للتو ولم تستمع نسمة لبقية توبيخ بيري ل طفلها الصغير على حبه لهما ف ضربت كفا بكف قائلة
– مش ممكن أيه الكائن المقرف ده ثم قلدتها بغيط قائلة قال نوتي بوووي قاال نينينييي أوووف جتك ستين نيلة خسارة والله ولد زي آدم يكون ابنها أنا معرفش حمزة كان متجوزها أزاااي ؟! ولييه اصلا ؟؟ عجبه فيها أيه ديه ؟!
حينما لم تجيبها شقيقتها بل ولم تبد أي رد فعل يدل على سماعها أياها فأشارت بيدها أمام عيناها متسائلة :
– ندى هييي روحتي فين ؟؟ سرحانة ف ايه ؟؟أوعي يكون كلام المتخلفة اللي كانت بتضايقك ديه فرق معاكي معقولة تكوني نولتيها غرضها وعرفت توقع بينك وبين حمزة؟؟
كانت ندى شاردة تفكر في السبب الذي جعل حمزة يخفي عنهن أنه ذاهب لمهمة هي تعلم انه من وقت استشهاد يوسف وهو لا يخبر والدته وحلا حتى لا يقلقا عليه لكن لماذا لم يخبرها هي أيضا ؟؟ هل هذا يعني أن تلك المهمة خطيرة وقد تودي بحياته لذا خشى أن يعلمهما بالأمر الآن فقط فهمت سبب تلك الغصة التي لاحظتها في صوته حينما كان يحدثهن وربما أراد أن يتحدث معهن ليودعهن وحينما حدثتها شقيقتها بدأت تهمهم بكلمات غير مترابطة قائلة :
– حمزة مقلش .. طلع مهمه .. كلمنااا كلنا .. هو ف خطر .. هيتأذي .. يودعنااا
عند تلك النقطة دااارت رأسها وترنحت قليلا وكانت على وشك الاغماء
………………

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أهداني حياة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى