روايات

رواية أميرة القصر الفصل السادس والعشرون 26 بقلم مايسة ريان

رواية أميرة القصر الفصل السادس والعشرون 26 بقلم مايسة ريان

رواية أميرة القصر الجزء السادس والعشرون

رواية أميرة القصر البارت السادس والعشرون

أميرة القصر
أميرة القصر

رواية أميرة القصر الحلقة السادسة والعشرون

بعد ذهاب شريف أستلقت فى سريرها وأنسابت دموع الشوق اليه من طرفى عينيها , أنبت نفسها على ضعفها وقد أقسمت على محاولة نسيانه ولكن من أين لها بالقوة لفعل ذلك وهى تعلم أنه يوميا يأتى للاطمئنان عليها , يفصل بينهما بابا لو فتحته لوجدت فرحة قلبها أمامها .
دخلت ليليان بهدؤ فمسحت وجنتيها ولكن ليس بالسرعه الكافيه فقد لاحظتها أمها وجلست بجوارها تحتضن رأسها على صدرها
ليليان : لو زيارة شريف كمان هتخليكى حزينه أنا ممكن ..
قاطعتها
جينا : لا أبدا يا مامى .. أنا بس نانا وحشتنى .
قبلت رأسها بحب وكانت تعرف بأنها تكذب ولكنها لم تجادل , بعد أن يسمح لها بمغادرة المشفى ستأخذها وتسافر ولن تتركها من وراءها مرة أخرى .
وقررت ليليان بعد سنوات من التهرب والمماطله أنه آن الأوان لمصارحة أبنتها بالسبب الحقيقى الذى جعلها تتركها لعمها رغم عدم حبها له ولعائلته .
أخرجت من حقيبتها صورة فوتغرافيه ثم جلست على المقعد الذى كان يحتله شريف وأعطت الصورة الى جينا .
نظرت جينا الى الصورة بدهشه , أنها صورة قديمه لفتاة فى مثل عمرها .. قريبة الشبه بليليان ولكنها نسخه طبق الأصل عن جينا , نظرت الى أمها بتساؤل
ليليان : دى ليندا .. أختى .
أستغربت جينا وصدمت فى الواقع
جينا : أختك ؟.. أنتى عمرك ما قولتيلى أن ليكى أخت .
أبتلعت ليليان ريقها وقالت بحزن
ليليان : كان ليا أخت .
وراحت تروى لها منذ بداية تعارف والديها .
******
جاءت مارجريت والدة ليليان مع والديها الى مصر وهى فى الخامسة عشر من عمرها وكان والدها السير فيليب لينكولن يعمل مع المندوب السامى البريطانى قبل قيام ثورة يوليو بعام وتعرفت وقتها على رفعت وهو شاب مصرى كان طالبا فى كلية الحقوق ووقعا فى الحب منذ أول لقاء وعند قيام الثورة رحل السير فيليب وأخذ معه أبنته الى أنجلترا ومرت السنوات دون أن تستطيع مارجريت نسيان رفعت وهذا ما جعلها تعزف عن الزواج وفى أواخر منتصف الستينات أخذها الحنين لحبها القديم وذهبت الى مصر فى رحله سياحيه وبحثت عنه ووجدته فى نفس الحى ونفس الشارع والبيت ولم يكن قد تزوج بعد بدوره , وكأنه كان ينتظرها ولم تعد مارجريت مع رفقاءها وبقيت فى مصر وتزوجت من رفعت وبعد عام من زواجهما رزقا بأبنتهم الأولى ليندا ولكن الحياة لم تكن سهله على مارجريت فى مجتمع شرقى لا يعطى للمرأة نصف الحق الذى يعطيه للرجل خاصة وأن زوجها كان رجل أصوله ريفيه وكان من الصعب أقناعه بالسفر والأقامه فى بلدها فأستخدمت الحيله معه وأخبرته برغبتها فى زيارة عائلتها التى أغضبهم زواجها بعيدا عنهم ودون معرفتهم فوافق على الفور وسافر معها مصطحبين معهم أبنتهم وهناك لم تدخر جهدا حتى أقنعته بالبقاء فى أنجلترا وأن والدها سيوفر له عملا مناسبا وفى النهايه رضخ رفعت لرغبة زوجته وكانت ليندا فى عامها الثالث عندما أنجبت مارجريت أبنتهم الثانيه ليليان ومع مرور السنوات بدأ القلق ينتاب رفعت وأبنتيه تكبران أمام عينيه وتتشربان الثقافه الغربيه من أمهما والمحيطين بهما حتى لغته العربيه كانتا تجدان صعوبه فى لفظها وفكر فى ديانتهما .. كيف سيتعرفان عليها وهو مشغول عنهم فى عمله وأمهما لا تدين بها لتعلمهم أياها؟ وماذا عن العادات والتقاليد المحافظه الغائبه عن هذا المجتمع؟ وكانت أبنته الكبرى ليندا هى أكثر من يقلقه فقد كانت شخصيتها جامحه تميل الى التمرد والمشاكسه والفضول الذى بلا حدود وجمالها يزداد كلما كبرت وتزداد معه خشيته على مستقبلها , وكانت ليندا قد بلغت العاشرة من عمرها عندما أتخذ رفعت قرارة بالعوده الى وطنه ليربى أبنتيه فى المجتمع المناسب لهما وكما تحايلت عليه مارجريت من قبل تحايل هو عليها هذه المرة وسافرا الى مصر بقصد قضاء أجازة عند عائلته ثم فاجأها برغبته فى البقاء بصفه دائمه وتشاجرا فخيرها بين البقاء معه ومع أبنتيها أو العوده وحدها الى بلدها وكانت مارجريت تعشق أسرتها ولا تتحمل فراقهم فوافقت مكرهه على البقاء وكانت ليندا هى أكثر من تأثر من هذا التغيير فقد أصابها الأرتباك وأخذت فترة طويله لتعتاد على الحياة الجديده وقوانين المجتمع وتقاليده فى الوقت الذى كانت فيه ليليان بسبب صغر سنها وطباعها الهادئه تعتاد على حياتها الجديدة بسرعه أكبر من شقيقتها , وبعد سنوات وبعد أن كادت الحياة تستقر بالفتاتين حتى أصاب المرض المزمن والدهما وأصبح طريح الفراش ولم يطول به الوقت وتوفى وبعدها لم تجد مارجريت حاجه لبقاءهم فى مصر فأخذت أبنتيها وعادت الى بلدها , وكما حدث لليندا من قبل تشوش عقلها وأرتبكت تصرفاتها لفترة وبعدها أنطلقت كالجواد الجامح الذى فتحت له الأسوار لينطلق على غير هدى وبدون لجام , كانت جميله ومرغوبه .. كانت كنجمه تلمع حيثما تظهر فتخطف العيون , سريعة الغضب تتخذ قراراتها دون النظر لعواقبها وفى الوقت الذى كانت فيه ليليان تلتزم المنزل ليس لها الا القليل من الأصدقاء كانت ليندا فى كل مكان تعمل وتسافر وتغيب عن المنزل بالأسابيع وعندما كانت ليليان تبدى قلقها عليها كانت مارجريت ترى أن هذا طبيعى بالنسبه الى شابه فى مثل سنها , ودخلت ليليان الى كلية الفنون وواظبت على السفر كل سنه لزيارة عائلة والدها وظهر عشقها لتصميم الأزياء وتفصيلها فى وقت مبكر وكانت ليندا أكبر مشجعيها فتجعلها تصمم لها ملابسها وتخيطها لها لتستعرضهم أمام أصدقاءها من الأثرياء والمشاهير وكان لها فضل كبير فى أنطلاقة ليليان الكبيرة فى عالم تصميم الأزياء حتى قبل أنتهاءها من دراستها الجامعيه , كانت ليليان تعشق شقيقتها وبعد وفاة مارجريت أزداد تعلقها بها ولم تخيب ليندا ظنها وظلت بجوارها حتى تخطت ليليان محنتها وبعدها عادت ليندا لتختفى وتظهر كلما عنا لها ذلك وقد أعتادت ليليان على جنون شقيقتها وأحبتها كما هى حتى جاء يوم رحلت فيه ولم تعد أبدا .
******
ربتت ليليان على وجنة جينا ودموع الحنين تنساب من عينيها
ليليان : بتشبيهيها بطريقه غير معقوله يا جينا .. وماقصدش فى الشكل بس .. فى طبعها وشخصيتها .. جنونها وعنفوانها .. فى بصتها ومشيتها .. تطابق غريب بينك وبينها .. فرحت فى البدايه لأن ربنا عوضنى بيكى عنها وخوفنى ليكون مصيرك زى مصيرها … مشكلة ليندا أن بسبب الأزدواجيه فى التربيه مع شخصيه زى شخصيتها خلى دايما جواها صراع .. عمرها ما حست أنها بتنتمى لوطن أو لدين .. كانت بتحب بابا وكانت عايزة ترضيه وفى نفس الوقت بتميل لأفكار ماما وتحررها .. عشان كده قررت أسيبك لعمك عشان يكون عندك عيله .. أساس وأصل .. جدور تربطك بالأرض وبالدين .. عملت معاكى اللى كان بابا نفسه يعمله مع ليندا لكنه مات قبل ما يحققه .
تأثرت جينا وتفهمت منطق أمها وليس بيدها دليل تثبت به أنها قد تكون مخطئه ولكنها تصرفت بدون أنانيه ونظرت فقط الى مصلحة أبنتها دون النظر الى عذابها فى حرمانها منها
جينا : وهيه ماتت أزاى ؟
تنهدت ليليان بأسى
ليليان : أنا ماعرفش اذا كانت ماتت والا لسه عايشه .. هيه أختفت وبس .
أعتدلت جينا وسألت بدهشه
جينا : يعنى أيه أختفت ؟.. ما دورتيش عليها .
ليليان : دورت كتير .. سألت عنها كل اللى يعرفوها .
جينا : وأيه السبب اللى يكون خلاها تختفى ؟
وقفت ليليان تفرك يدها وراح وجهها يتلون بالأنفعالات
ليليان : أحمد .
ذهلت جينا
جينا : عمى ؟
هزت رأسها أيجابا ..
قابلت ليليان أكرم فى أحد المعارض الفنيه فى لندن وكان يعرض بعض من لوحاته هناك وجذبتها اليه جنسيته المصريه وتعارفا وكان الحب الأول لها .. أتصل بعائلته وأخبرهم عنها ورفضوها دون أن يعرفوها فقرر الزواج بها ضد رغبتهم وعندما علم أحمد شقيقه الأكبر بذلك جاء الى لندن غاضبا .. كان يعتقد أنها فتاة أنجليزيه منحله أوقعت بشقيقه وكانت ليندا فى أحدى زياراتها لها ورأته وعلى الفور وقعت فى غرامه ولم تخفى مشاعرها عنه رغم علمها بأنه متزوج ولديه أولاد.. طاردته ولم يكن أحمد محصنا ضدها وقد حاول مقاومتها ولكن ليندا كانت مصرة على الحصول عليه وعندما سافر .. سافرت خلفه وأقنعته بالزواج منها لأنه رفض أن تكون بينهما علاقه من نوع آخر .
صرخت جينا بذهول
جينا : أتجوزها ؟
ليليان : أتجوزها من غير حد ما يعرف حتى أكرم .. أنا بس اللى ليندا قالتلى … أتغيرت كتير للأحسن فى طباعها وتصرفاتها .. لحد ما بدأت الخلافات تحصل بينهم .
جاءتها ليندا يوما منهارة تبكى وتقول أن أحمد سيتركها .. كانت قد توقعت أن يطلق ليلى من أجلها فهى لا تتحمل أن يكون مع أمرأة أخرى غيرها فرفض بشده ترك زوجته فثار غضبها وهددته بتركه فقبل على الفور وأخبرها أن فى أى وقت ترغب فى الطلاق سيلبى رغبتها فهو لا يقبل أن تهدده أمرأة مهما كان شأنها عنده .. ولما طالت أقامتها فى لندن ولم يسأل عنها أو يرد على مكالماتها كتبت له رساله تخبره فيها بأنها حامل وأنه ان لم يأتى ستخبر أكرم بكل شئ وتجهض الطفل .
جينا : كانت حامل ؟
ليليان : أبدا .. كانت بتكدب عشان تخليه يرجع لها .. أنا اللى كنت حامل فيكى .
جينا : وبعدين أيه اللى حصل ؟
هزت ليليان رأسها وطفرت الدموع من عينيها من جديد
ليليان : سافر أحمد على لندن بعد ما وصله الجواب ولما عرف أنها كدبت عليه غضبه منها زاد وهيه بقت زى المجنونه وأكرم كان موجود وأتخانق معايا لأنى خبيت عليه .. وبعدين الموقف كله بقى أشبه بمسرحيه دراميه .. نزلت ليندا من البيت وخاف عليها أحمد لتعمل حاجه فى نفسها لأنها كانت فى حاله هيستيريه مش طبيعيه .. فنزل وراها هوه وأكرم وبعدها بنص ساعه جانى تليفون من أحمد بيقول أنهم فى المستشفى .
ليندا كانت تقود السيارة بسرعه هائله وأكرم يلاحقها بسيارته ومعه أحمد ولم يكن أكرم سائقا ماهرا كما كان يكره السرعه فانقلبت بهما السيارة ومات أكرم بعد وصوله الى المشفى مباشرة ولم تبقى ليندا فى المشفى بعد معرفتها بموت أكرم وخرجت وأختفت من وقتها .
جينا : وعمى عمل أيه ؟
ليليان : صدمه موت أكرم ولام نفسه … وبعد ما رجع مصر طلق ليندا وأستمر فى زيارتنا أنا وأنتى رغم كرهى بأنى أشوفه .. بسببه خسرت جوزى وأختى .
قالت جينا بحزن
جينا : حملتيه كل الذنب ؟
صاحت ليليان بمرارة
ليليان : كان يقدر يحتويها .. كانت بتحبه ومستعده تقبل بأى حاجه عشانه لكنه كان قاسى ومرضيش يديها فرصه تانيه.
بدأت جينا تفهم أشياء كثيرة لم تكن تفهمها , كره أمها لعمها أحمد وغيرة ليلى من أمها وشكها فى أن زوجها كان يحبها , شغف عمها الشديد بها لشبهها الكبير بليندا وتنازله عن ميراثه من أخيه لها لأحساسه بالذنب لموته .
جينا : وليه أحتفظتى بالسر ده لحد دلوقتى ؟
ليليان : ده كان سر أحمد ودى رغبته أن ماحدش يعرف عن اللى حصل حاجه .. أنا قولتلك أنتى بس عشان تقدرى موقفى وليه سيبتك … وتعرفى ليه بطلب منك تبعدى عن يوسف وتنسيه .. أحمد كان بيحب ليندا بجنون ومع ذلك ضحى بيها لما خيرته بينها وبين عيلته ويوسف مايفرقش حاجه عن أبوة نفس الملامح ونفس الشخصيه وعنده نفس القسوة.
ليليان محقه ولكن هناك شئ واحد لم تأخذه فى عين الأعتبار أن يوسف لا يحبها كما أحب عمها خالتها .
******
وقف يوسف بحده عن مقعده من وراء مكتبه شاحب الوجه
يوسف : هيه قالتلك كده ؟… أنها تعبت من العيله دى ؟.. تعبت منى وهتسافر مع أمها ؟
شريف : حاول تقدر الحاله اللى هيه فيها .
لم يجد شريف كلاما يقوله يخفف به عنه.. يوسف وضعه سئ وجينا وضعها أسوأ ولا يعرف مع من يتعاطف أكثر .

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أميرة القصر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!