روايات

رواية أميرة القصر الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم مايسة ريان

رواية أميرة القصر الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم مايسة ريان

رواية أميرة القصر الجزء السابع والثلاثون

رواية أميرة القصر البارت السابع والثلاثون

أميرة القصر
أميرة القصر

رواية أميرة القصر الحلقة السابعة والثلاثون

كريمان : معقوله دى ؟ .. ليلى متجوزة بقالها سبع سنين من غير ما نعرف ولا نحس .
كان وجه عمر متجهما وهو يعلق سترة بذلته على المشجب وتابعت كريمان ومازال الذهول مسيطرا عليها
كريمان : دى حاجه كانت مستحيل تخطرلى على بال .
قال عمر بحزن
عمر : كل اللى مضايقنى هوه حال يوسف .. الولد ده مش عارف هيلاقيها منين والا منين .. من ساعة ما أبوه مات وهوه شايل الهم .. مش كفايه عليه اللى حصله مع جينا وأيمان والشغل وكمان تطلعله حكاية أمه عشان تقطم ضهره هيه كمان .
قالت كريمان بأحتقار
كريمان : كانت بس فالحه تعملنا فيها خضرة الشريفه اللى ما بيعجبهاش العجب وتقول على تصرفات جينا أنها بتجيب العار للعيله .. فاكر لما أتجوزنا وعيشنا هنا كانت بتعاملنا أزاى فى الأول ؟ كأننا لاجئين عندها .. وقال زعلت من سارة وكانت هتتبرى منها لما هربت وأتجوزت واد صايع .. ورجعت تكدب وتقول أنه مات والنهارده نعرف أنه لسه عايش وباعت لجينا نصيبها فى القصر عشان تسكته وتخليه يطلقها .. شاربه الكذب والنفاق من أمها .. بنتها وطالعالها.
تضايق عمر فهو لا يحب الشماته ولا النميمه
عمر : هروح أشوف حسام .
كريمان : حسام بيذاكر .. لسه شايفاه من شويه .. تعالى عايزه أكلمك فى موضوع مهم .
عمر : موضوع أيه ؟
كريمان : اللى حصل النهارده فى الأجتماع .. أنت هتقبل فعلا أن شريف يبقى رئيسك المباشر .
عمر : أكبر المساهمين فى الشركه موافقين .. عايزانى أنا أعمل أيه ؟
كريمان : عايزاك تاخد حقك .. مفيش حد تعب فى الشركه دى قدك .. وكان المفروض تكون أنت رئيس الشركه بعد وفاة أحمد الله يرحمه .. يوسف ساعتها كان لسه حتة عيل ولولا وقفتك جنبه ومساعدتك ليه ماكنش عرف ينجح فى شغله .. ولما يجى الوقت اللى يتغير فيه رئيس مجلس الأدارة يبقى أنت أنسب واحد للمنصب مش شريف أبن عبد العاطى الجناينى .
قال عمر ساخرا
عمر : وأنتى عايزانى أعمل أيه .. أتحايل عليهم يخلونى رئيس مجلس أدارة .
أقتربت منه كريمان وتابعت
كريمان : الموضوع كله فى أيد جينا وزى مانت شايف يوسف مستعد ينفذلها كل اللى تقول عليه .. صحيح أنا مش عارفه هوه سامح لها تعمل كده ليه بس مش مشكله مادام هيكون فى مصلحتنا .
عمر : وهيكون فى مصلحتنا أزاى بقى .
كريمان : أنا عارفه أنك بتتريق بس ماشى هقولك .. ملاحظتش أنك الوحيد اللى جينا سلمت عليه وضحكت فى وشه .. ده معناه أن ليك عندها معزة خاصه عننا كلنا وأنها بتحترمك … جينا لسه صغيرة وماتعرفش مصلحتها ولما تطلب منها أنها ترشحك لرئاسة مجلس الأدارة ..
قاطعها بحده
عمر : ساعتها هفقد أحترامها ليا .. وقبلها هفقد أحترامى لنفسى .. للدرجادى كرامتى ما تهمكيش يا كريمان ؟
قالت بدهشه
كريمان : أنا يا عمر كرامتك ماتهمنيش ؟ .. أنا بقولك كده عشان مش عايزاك تبقى شغال تحت سلطة أبن الجناينى .. يعنى عايزة أحافظ على كرامتك .
قال بأسف شديد
عمر : أشك أن مصلحتى تهمك أو أنا نفسى أهمك .. أخواتك الله يرحمهم كانوا أعز أصحابى وكانوا دايما يوصونى أنى مازعلكيش ولأنى بحبك بالغت فى تنفيذ الوصيه زياده عن اللزوم لدرجه خلتنى قليل فى نظرك .. ومش دى جينا اللى كنتى مش طايقاها وبتخلى بنتك تنافسها فى حب يوسف ومشيتى ورا ليلى عشان تطفشيها من البيت ؟.. وبعدها حطيتى عينك على خطيبها تخطفيه لبنتك من غير أى تأنيب ضمير؟ واللى ماصعبتش عليكى وهيه مرميه فى المستشفى بين الحيا والموت بسبب أبنك ؟ ..وشمتى فيها وهيه خارجه من هنا مكسورة القلب والخاطر ؟ .
دمعت عيناها وقالت تلومه وهى تشعر بالغبن
كريمان : هوه ده رأيك فيا ياعمر ؟.. دانا كل اللى أنا عايزاه من الدنيا أنى أشوفك وأشوف ولادى أحسن الناس .
هز رأسه بحسرة , لا فائده لن تفهم أبدا
عمر : يا خسارة يا كريمان .. مش هحط اللوم كله عليكى .. أنا كمان محقوق .. من بكرة هلم هدومى وحاجتى وأمشى .
بهت وجهها وسألته متلعثمه
كريمان : تمشى ؟.. تمشى تروح فين ؟
رد بسخريه مريرة
عمر : نسيتى أن لينا بيت ؟.. أشتريناه وفرشناه وسيبناه للأشباح تعيش فيه .. أنا هروح على بيتى .. جينا خلاص هتشترى بقية القصر .. ومش هستنى لما أبقى شخص غير مرغوب فيه .. بيتك هيكون مفتوحلك يا كريمان وياريت ماتستنيش لحد ما جينا تقولك زى ما قالت لليلى .. أن بيت الست هوه البيت اللى فيه جوزها.
قالت كريمان منفعله
كريمان : أنا مش هسيب بيت أبويا .. أنا أتولدت هنا وكبرت هنا وولادى أتولدوا هنا وأتربوا هنا .
هز عمر رأسه بلا أكتراث
عمر : أنتى حرة .. أعملى اللى أنتى عايزاه .. بس أنا ماشى .
ثم تركها وخرج .
******
صعدت أيمان لتنام بعد أن فشلت فى معرفة سبب حزن عمتها وكآبتها , وتركتها وحدها فى حجرة الجلوس تنتظر يوسف
وقفت ليلى وراء نافذة الشرفه تنظر الى الليل بالخارج .. أصبحت الساعه الواحده بعد منتصف الليل ولم يعد بعد .. أنها قلقة عليه .. فبعد ذلك الأجتماع الكارثى وفضح جينا لأمرها أمام الجميع خرج يوسف وحده وأغلق هاتفه حتى شريف فشل فى معرفة مكانه .. لقد صدم وله كل الحق فى أن يغضب .. طوال سنوات وهى تخشى مجئ ذلك اليوم وكرهت جينا أكثر مما كانت تكرهها لأنها كانت السبب فيما حدث
دخلت سيارة يوسف من البوابه فتنفست الصعداء ثم عاد القلق من المواجهه ينتابها .
وقفت فى باب حجرة الجلوس تنتظره وعندما دخل وأغلق الباب نادت عليه
ليلى : يوسف .
تسمر فى مكانه للحظات ولكنه لم يلتفت اليها وقد قست ملامحه ثم أستأنف سيره الى الدرج فخرجت ليلى الى البهو ونادت عليه بأصرار
ليلى : يوسف .. أستنى أنا بكلمك .
وقف وقدمه على أولى درجات السلم ورأت يده تتقلص على الدرابزين
ليلى : أرجوك يا يوسف أنت لازم تسمعنى قبل ما تحكم عليا.
أستدار اليها بوجه عاصف من الغضب والمرارة
يوسف : أنتى اللى حكمتى على نفسك وعلينا بالعار .
قالت بحده
ليلى : عار ؟.. أنا أتجوزت ما زانتيش .
يوسف : فى حالتك الأتنين مايفرقوش عن بعض .. أتجوزتى فى السر ..
تقدم منها خطوتين وسألها ساخرا
يوسف : ياترى الناس اللى كانت بتشوفك داخله وخارجه من عنده يعرفوا أنك مراته ؟
طعنتها أهانته لها بقوة وقالت بصوت مخنوق
ليلى : أنا أمك لو كنت ناسى .. وماسمحلكش تكلمنى بالطريقه دى .
يوسف : لكن تسمحى لنفسك تهينينى وتستغفلينى السنين دى كلها وتفضحينى قدام الناس.
صفعته بقوة على وجهه وقالت بغضب
ليلى : أخرس .. لكن هيه السبب .. الشيطانه اللى رجعت تكمل اللى بدأته أمها وتدمر اللى فاضل منا .. لكنى مش هسمح لها تخرب البيت ده .
أحتقن وجه يوسف
يوسف : البيت ده مكتوبله يتخرب من زمان .
قالت بأصرار غاضب
ليلى : مش هسيبها تخربه .
قال بشراسه
يوسف : لأ هتسيبيه … ده ما بقاش بيتك .. بيتك هوه بيت جوزك مش كده ..
ودى آخر ليله هتباتى فيها هنا .. من بكره تخدى كل اللى ليكى وتسيبى القصر .
صعد الدرج بخطوات عنيفه ووقفت ليلى وسط البهو مذهوله ومصدومه .. لقد طردها .
******
جعلت سيارة الأجرة تنزلها عند البوابه وسارت فى الطريق الداخلى للقصر تستنشق هواء الصباح الباكر .
عادت الى قصرها , وبرغم الذكرى المؤلمه لخروجها منه الا أنها كانت تشتاق للعوده اليه
, هذا القصر ملكا لعائلتها منذ ثلاثة أجيال متعاقبه ويطلقون عليه قصرا لشبهه بالقصور الملكيه فقد كان جدها مهندسا وعاشق للفنون المعماريه الكلاسيكيه , وسيصبح الأن ملكها وحدها وملكا لأبنها من بعدها .
******
وضعت حنان أخر حقائب ليلى بجوار الباب حتى يأتى السائق ويأخذهم.
وقفت ليلى أسفل السلم والبؤس قد حفر علاماته على وجهها
جينا : خلاص ماشيه ؟.. هتوحشينا .
أستدارت ليلى بحده الى باب حجرة الجلوس حيث تقف جينا وشحب وجهها بغضب
ليلى : أنتى هنا من أمتى ؟
كانت تبتسم بهدؤ مثير
جينا : من بدرى .. ما حبتش المنظر ده يفوتنى .
قالت بحقد
ليلى : يا كلبه يا حقيرة.
جينا : مابلاش غلط .. دانا معنديش أكتر منه .. تحبى أسمعك .
لوت ليلى شفتيها بأحتقار ثم رفعت رأسها بكبرياء وسارت الى الباب وتقدمت جينا الى الأمام ونادتها
جينا : ممكن سؤال قبل ماتمشى .
ألتفتت اليها ليلى وسألتها جينا متجهمه
جينا : أنتى طول عمرك بتكرهينى أوى كده ليه ؟
سألتها ليلى ساخرة
ليلى : وأحبك ليه ؟
جينا : يمكن مايكونش فى سبب للحب .. بس أكيد فى سبب للكره .
لوت ليلى شفتيها بمرارة وقالت
ليلى : أبقى أسألى أمك .. هتعرف تجاوبك أحسن منى .
فتحت ليلى الباب ودخل ضؤ الشمس قويا بهر عينا جينا وخرجت ليلى كشبح أسود أبتلعته أشعة الشمس بداخلها وبددت ظلامه بنورها .
أستدارت جينا ورأتها تقف أسفل السلم بوجه غاضب وعينان مريرتان
أجفلتها رؤيتها لأيمان وبحيرة تساءلت أين رأت تلك النظرة وهذه الوقفه من قبل ؟ وتذكرت حلمها .. عروس يوسف فى الحلم .. ليلى .
أيمان : أنتى أيه اللى رجعك هنا ؟
مرت جينا بجوارها وهى تصعد الدرج وهمست بجوار أذنها
جينا : هنا بيتى .. أنا أميرة القصر ده
أنتفض جسد أيمان وضحكت جينا وتابعت صعودها لأعلى ونشوة الأنتقام تدغدغ حواسها .
******
تمسكت ليلى بباب السيارة المفتوح تقاوم دموعها .. تدور بعيناها فيما حولها .. سبعه وثلاثون عاما قضتها فى هذا البيت.. بحثت فى ذاكرتها .. تحاول أن تتذكر كم تحمل معها من ذكريات سعيده مقارنة بذكريات التعاسه والألم ؟
أندفع جسد أيمان خارجا من الباب الأمامى تجرى تجاهها
أيمان : عمتو ماتسيبنيش لوحدى خدينى من هنا .. دى رجعت تانى .
حضنتها ليلى
ليلى : متبقيش عبيطه .. دى فرصتك الأخيرة .. جينا ماتقدرش تفضل هنا .. نسيتى أنها متجوزة وجوزها مش هيسمح أنها تعيش فى بيت راجل كانت متجوزاه .. خليكى جنب يوسف هوه محتاجلك دلوقتى أكتر من الأول وفى الأخر مش هيلاقى غيرك يلجأله.
نظرت ايمان الى عمتها ببؤس وتعب .. أنها نفس الكلمات لا تغيير فيها .. أبقى بجوارة .. لا تستسلمى .. سيلجأ اليك فى النهايه .
ظلت واقفه فى مكانها تراقب سيارة ليلى تخرج من البوابه التى عادت لتغلق ببطئ خلفها .. أنها فرصتها للفرار .. للعوده الى الحياة .. للهرب من هذا القصر الملعون بلعنة صاحبته .. طريق النجاه أمامها وأى أنسان لديه ذرة من العقل والأدراك السليم كان ليختار الخروج من البوابه قبل أن تغلق فى وجهه ولكن قلبها داخل القصر كيف يمكن أن تتركه من خلفها وتذهب ؟

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أميرة القصر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى