روايات

رواية خطاياها بيننا الفصل السابع والعشرون 27 بقلم هدير نورالدين

رواية خطاياها بيننا الفصل السابع والعشرون 27 بقلم هدير نورالدين

رواية خطاياها بيننا الجزء السابع والعشرون

رواية خطاياها بيننا البارت السابع والعشرون

رواية خطاياها بيننا الحلقة السابعة والعشرون

بعد مرور خمس سنوات…
كان جابر جالساً بمكتبه يتفحص بعض الاوراق الخاصة بالعمل عندما صدح بالارجاء صوت رنين هاتفه الموضوع فوق سطح المكتب
تناوله ليرى من المتصل لكنه عقد حاجبيه فور ان رأى اسم ازهار على شاشة الهاتف اجاب قائلاً بسخرية
=خير يا مرات ابويا…
قاطعته ازهار بانفعال و حدة
=بقولك ايه مش وقت دمك السم ده…و تعالى الحق مراتك
اختفت ابتسامته الساخرة فور سماعه ذلك انتفض واقفاً هاتفاً بهلع و الخوف يتملك منه
=مالها غزل… فيها ايه..؟؟
زفرت ازهار بحنق قبل ان تغمغم بتهكم
=يقطع الحب و سنينه ياخويا اهدى مراتك زى القرد اهها قدامى بس ماسكة عيالك مذنباهم على الحيطة و كل ما اكلمها تقعد تصوت فى وشى مش عارفة اتكلم معاها شكلها اتجننت..

 

عقد جابر حاجبيه قائلاً بعدم فهم
=ليه عملوا ايه..؟!
اجابته ازهار قائلةةبحدة
=تعالى و انت تشوف بنفسك… المهم تيجى وتلحق بنت المجنونة دى لان مش قادرة عليها..
همهم جابر بالايجاب قبل ان يغلق معها و يغادر المكتب مسرعاً عائداً الى المنزل..
༺༺༺༻༻༻
فور دخوله الى المنزل توقف متجمداً فى مكانه عندما رأى اولاده الثلاث واقفين امام الحائط يرفعون ايديهم عالياً و على وجههم يرتسم الألم.. هتف بغضب و هو يبحث عن زوجته التى بالتأكيد فقدت عقلها لكى تفعل بهم هذا
=غزل…..
التفوا الاولاد نحوه فور سماعهم صوت والدهم هاتفين برجاء
=بابا… الحقنا
غمغم تميم قائلاً بحزن مصطنع
=شوفت يا بابا ماما عملت فينا ايه…..
اتجه جابر نحوهم قائلاً بهدوء وهو يحاول السيطرة على غضبه
=نزل ايدك يا حبيبى انت و هى

 

اخفضت تمارا يديها و انطلقت مندفعة بين ذراعى والدها هامسة باذنه
=ماما زعلانة مننا… اوى… وعمالة تصرخ و تصوت
ربت بحنان فوق رأسها قائلاً
=عملتوا ايه خلتوها تعصب كدة
اتجه نحوه تيم قائلاً ببرائة زائفة و هو يمسك بذراع والده
=ولا حاجة يا بابا….
هم جابر بالتحدث لكنه وقف فاغر الفم و هو يشاهد غزل تدلف للغرفة و هى تصرخ بعصبية
=ايه اللى نزل ايدك انت ارفعوا ايديكوا….
تراجع جابر خطوة للخلف وعينيه المتسعة بالصدمة منصبة على زوجته التى كان شعرها مشعث ملئ بمسحوق لونه ابيض اشبه للدقيق بينما كان وجهها ملطخ بالوان عديدة جعلت منها اشبه بالمهرج فقد كان اللون الاحمر يملئ وجهها و الاسود حول عينيها
هتف و هو يخفض طفلته ارضاً متجهاً نحو زوجته
=ايه دة.. ايه اللى عمل فيكى كدة…؟؟
اجابته بحدة و عصبية و هى ترمق الاطفال الثلاثة بنظرات تنطلق منها شرارت الغضب

 

=عيالك الشياطين…
لتكمل وهى تتلمس شعرها المشعث الشائك تحاول نفض مسحوق الدقيق عنه
=خلونى نايمة و عملوا فيا كل ده
هز جابر رأسه متلمساً خصلة من شعرها باطراف اصابعه
=و انتى نايمة… لية يا غزل كنت فى نايمة فى غيبوبة محستيش بهم
عقدت ذراعيها فوق صدرها قائلة بحنق و غضب
=اعمل ايه الايام دى بنام زى القتيلة.. معتش بحس بنفسى ولا بحاجة…
لتكمل صارخة بغضب وهى تزجر اطفالها بنظرات مشتعلة
=وشك للحيط انت و هى… بدل ما اتجنن عليكوا
هم الاطفال بتنفيذ امرها لكن اوقفهم جابر قائلاً بصرامة
=لا مينفعش كدة يا غزل عايزة تعاقبيهم عاقبيهم بس مش بالشكل ده
وقفت غزل تنظر اليها باعين متسعة ممتلئة بالدموع عدة لحظات بصمت قبل ان تنهار جالسة ارضاً منفجرة فى البكاء
جلس جابر على عقبيه امامها و هو لا يستطع فهم ما الذى حدث لها فهى دائماً حنونة على اطفالها فقد ارتكبوا اخطاء اكبر من هذة بكثير و لم تقسو عليهم ابداً
ربت بحنان فوق رأسها

 

=فى ايه يا حبيبتى… مالك بس بتعيطى ليه؟؟
هزت رأسها بصمت دافنة وجهها بين يديها تنتحب بشهقات ممزقة مما جعل الاطفال ينفجرون بالبكاء فور رؤيتهم لبكاء والدتهم اندفعوا نحوها يحيطون بها جلست تمارا فوق ساق والدتها تضمها اليها بينما وقف على كل جانب منها تيم و تميم يحتضنونها بشدة و هم يبكون مغمغمين بكلمات معتذرة
همس تميم من بين شهقات بكائه وهو يقبل رأس والدته
=اسفين يا ماما و الله مكناش نعرف انك هتزعلى….
اندست تمارا بحضن والدتها اكثر وهى تهمهم باكية
=والله يا ماما كنا بنهزر معاكى..
بينما تعلق تيم بعنق والدته هامساً بشهقات ممزقة
=حقك علينا يا ماما… متزعليش
احتضنتهم غزل مقبلة اياهم قبلات متفرقة وهى تضمهم بحنان الى صدرها فلا تدرى ما الذى حدث لها حتى تصبح هذة ردة فعلها عليهم فقد بالغت فى ردة فعلها فهى تعلم مدى حب اطفالها لها و تعلقهم بها..
ظلوا على وضعهم هذا عدة دقائق حتى ابعدهم جابر برفق من بين ذراعيها ممرراً يده بشعر اطفاله قائلاً بهدوء
=يلا يا حبايبى روحوا العبوا مع ولاد عمتكوا بسمة..و لينا سوا كلام فى اللى حصل بس بعدين
التفت تمارا تنظر الى والدتها قائلة بتردد
=ماما لسه زعلانة مننا…

 

هزت غزل رأسها محاولة رسم ابتسامة فوق شفتيها قائلة
=لا يا حبيبتى مش زعلانة..
ارتمت بحضن والدتها مرة اخرى تحتضنها قبل ان تستدير و تحتضن والدها الذى حملها بين ذراعيه مقبلاً خدها بحنان فقد كانت نسخة صغيرة من زوجته تملك ذات العينين و الشعر بينما كان تميم و تيم على الرغم من ان كل منهما له شكله المميز الخاص به الا انهما يشبهانه حيث كانا يملكان ذات لون الشعر الاسود و العين…
احتضنا والدتهما مقبلين اياها قبل ان يندفعوا نحو والدهم يحتضنونه هو الاخر قبل ان يخرجوا من الغرفة..
انحنى جابر حاملاً غزل بين ذراعيه متجهاً بها نحو الاعلى نحو غرفتهم اخفضها ارضاً جاذباً اياها نحوه ليستند جسدها الى جسده
رفع يدها مقبلاً اياها بحنان محيطاً خصرها بذراعه بينما يده تمر علي شعرها الاشعث حيث وضعوا عليه الكثير من مواد لا يعلم ماهيتها فقد كان صلب بينما وجهها كان ملطخ باللون الاحمر و الاسود
=نفسى افهم..ولاد الذين دول كانوا بيفكروا فى ايه علشان يعملوا كده
ليكمل بأسف بينما يحاول فك شعرها من عقدته
=اها يا ولاد الـ……
انهى جملته رافعاً اياها بين ذراعيه يحملها و يتجه بها نحو غرفة الحمام من ثم دلف الي كابينة الاستحمام و هو لايزال يحملها بين ذراعيه…
انزلها ببطئ علي قدميها

 

نزع ملابسها برفق قبل ان يحيط خصرها ويضعها اسفل الدش الذي فتحه لينساب فوق رأسها الماء الدافئ
اغلق المياة متناولاً السائل الخاص بمعالجة الشعر واضعاً منه بوفرة علي شعرها الذي اخذ يفركه باصابعه محاولاً فك تشابكه بحنان ظل يفعل مهمته تلك عدة دقائق حتى نجح اخيراً فتح المياة مرة اخرى و غسل شعرها من الشامبو حتى اصبح نظيفاً لامعاً
ترك يدها جاذباً اياها اليه ليلتصق جسدها بجسده قائلاً بمرح محاولاً استفزازها
=بقى تذنبى العيال اكتر من ساعة يا مفترية
امسكت بيده مسندة خدها على راحته وهى تهمهم متنهدة بتعب
=اعمل ايه العيال جننونى……
لتكمل وهى ترفع رأسها ناظرة اليه بتحدى و مرح
=بيفكرونى بيك و انت صغير كنت شرير كدة و بتاع مقالب
ضحك جابر بمرح فور تذكره لافعاله و هو صغير فقد كان يدفع الجميع الى حافة الجنون بسبب افعاله…
دفعها برفق اسفل المياه التي اعاد تشغيلها مره اخري يغسل وجهها مزيل الالوان التي كانت تملئ وجهها…
و بعد ان انتهي قام بدفعها خارج كابينة الاستحمام متناولاً منشفة و اخذ يجفف بها جسدها قبل ان يعقدها حولها ثم تناول منشفة اخرى و جفف بها شعرها طبع قبلة فوق جبينها مغمغماً بحنان
=هروح اغير هدومى وانزل اطمن على الولاد و هاجى على طول
امسكت بيده قائلة بلهفة
=لا.. استنى هغير هدومى و اجى معاكى…
هز رأسه مبعداً بيديه شعرها المبتل عن عينيها الى خلف اذنها بحنان
=لا اعتبرى النهاردة اجازة ليكى من الولاد و دوشتهم…
ليكمل و هو يطبع قبلة دافئة فوق جبينها
=ارتاحى يا حبيبتى هنيمهم و هجيلك على طول..
اومأت برأسها بينما استدار هو خارجاً
بعد مرور نصف ساعة…

 

دلف جابر الى الغرفة لكنه فور ان ادار رأسه و رأى غزل واقفة تمشط شعرها ارتسمت ابتسامة مشرقة علي وجهه قبل ان يقترب منها ويضمها الى صدره هامساً باذنها
=كويسة حبيبتى.. ؟!
اومأت برأسها وهي تبادله ابتسامته تلك تناول من يدها الفرشاة و بدأ يمشط شعرها برفق محاولاً اغداقها بكامل اهتمامه و حنانه فهو لا يعلم ما بها هذة الفترة فقد اصبحت اكثر عصبية تبكى من اقل شئ…
ظل يمشط شعرها حتي اصبح مسترسلاً بنعومة علي ظهرها
همس باذنها وهو يمرر يده برفق علي جانبي جسدها و عينيه تتفحص مظهرها الرائع في قميصها ذات اللون الاحمر الذي كان يصل الي منتصف فخديها
=فراولة و عايزة تتاكلى اكل…
ابتعد خطوة الي الخلف حتي يستطيع ان يتفحصها بعينيه التي اخذت تمر بشغف فوق جسدها الذي اكتسب بعض الوزن لكن هذا زادها جمالاً فوق جمالها حيث اصبح جسدها اكثر استدارة بشكل رائع..
=بقيتي بطاية

 

احمر وجهها بشدة ليسرع بالاطباق علي شفتيها بشفتيه يقبلها بحماس و اشتياق…
ظل يقبلها حتي احتجت رئتيهما طلباً للهواء ابتعد عنها موزعاً قبلات فوق وجهها عاقداً ذراعيه من حولها جاذباً اياها نحو جسده اكثر حتى اصبحت ملاصقه به قبل ان يدفن رأسه بعنقها يلثمه بلطف يتخلله الالحاح من ثم حملها متوجهاً بها نحو الفراش ليسقطوا اخيراً في عالمهم الخاص الذي لا يوجد سواهم به….
༺༺༺༻༻༻
بعد مرور بعض الوقت..
كان جابر جالساً على الفراش يتفحص هاتفه لكنه رفع رأسه عندما سمع صوت باب الحمام يفتح لترتسم ابتسامة على شفتيه فور ان رأى غزل تخرج من الحمام و هى ترتدى قميصه الذى كان يصل الى نصف فخديها مما جعلها تبدو مغرية..
اقتربت منه وجلست فوق ساقيه تحيط عنقه بذراعيها تحتضنه بقوة دافنة وجهها بعنقه الذى اخذت تطبع فوقه قبلات قصيرة قبل ان تصعد بشفتيه الى اذنه هامسة بصوت مرتجف بعض الشئ
=انا حامل….
اهتز جسد جابر بصدمة فور سماعه كلماتها تلك ابعدها برفق ينظر اليها باعين متسعة و هو لا يصدق ما قالته همس ببطئ و صعوبة
=حـ..حـ.. حامل..

 

اومأت رأسها بتردد و عينيها مسلطة عليه بخوف تشعر بالقلق من ردة فعله على خبرها هذا فقد اتفقوا بعد ولادة اطفالهم الثلاث ان يكتفوا بذلك..
فقد اجرت اختبار الحمل منذ اكثر من اسبوع و كانت خائفة من اخباره لكن ولمفاجأتها اشرق وجهه بابتسامة واسعة و قد التمعت عينيه بالفرح هاتفاً بحماس و سعادة حقيقية بادية على وجهه
=بجد حامل؟؟
ليكمل و هو يضمها اليه بقوة طابعاً على وجهها قبلات متفرقة شغوفة
=الف مبروك.. الف مبروك يا حبيبتى…
ابتسمت غزل شاعرة بالراحة من سعادته الغير متوقعة تلك عقدت ذراعيها حول خصره تحتضنه و هى تغمغم بفرح
=الله يبارك فيك يا حبيبى..
حملها برفق و انزلها على الفراش واستلقى بجانبها امسكت يده بطرف قميصها مظهراً بطنها المسطحة طبع فوقها قبلات حنونة كما لو كان يقبل طفله بينما دفنت غزل يدها بشعره تدلك رأسه بلطف وعلى شفتيها ابتسامة حالمة…
رفع جابر رأسه ممسكاً بيدها طابعاً قبلة فوق راحتها قبل ان يجذبها الى بين ذراعيه دفنت غزل وجهها بصدره مقبلة موضع قلبه بحنان

 

لكنها اسرعت بالابتعاد عنه فور ان سمعت طرق فوق باب غرفتهم ليفتح بعدها الباب وتدلف الى الغرفة طفلتهم تمارا و هى تفرك عينيها و النعاس مرتسم على وجهها..
تقدمت نحوهم قائلة بصوت ناعس
=ماما.. عايزة انام فى حضنك..
فتحت غزل ذراعيها اليها مبتسمة لها بحنان و حب لتصعد تمارا فوق الفراش وتستلقى بين ذراعى والدتها دافنة وجهها بصدرها قبل ان تستغرق بالنوم سريعاً و الاطمئنان بادى على وجهها..
ابتسم جابر بحنان و هو يراقبهم مرر يده فوق شعر طفلته يتحسس نعومته بلطف..
لم تمر دقائق الا و دلف تيم و تميم الشبه نائمان الى الغرفة..
صعدوا الى الفراش بصمت استلقى تيم فوق صدر والده بينما اندس تميم بسن جسدى و الديه
احتضن جابر اولاده وقلبه يعصف بسعادة فى صدره فقد كان يحتضن بين ذراعيه اجمل و اغلى ما يملك بهذة الحياة عائلته
تبادل النظرات مع غزل التى نظرت اليه باعين تلتمع بعشقها له رفع يدها وقبلها بحنان هامساً من فوق رؤوس اطفاله الغارقين بالنوم
=بحبك يا فراولة..
اشرق وجهها فور سماعها كلماته تلك هامسة بصوت اجش ملئ بالعاطفة

 

=وانا بعشقك يا جابرى
ابتسم جابر و اغلق عينيه و هو يتنهد براحة مشدداً من احتضانه لهم شاكراً الله على عائلته الرائعة تلك..
༺نــهـاية الروايــة༻

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية خطاياها بيننا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى