روايات

رواية أميرة القصر الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم مايسة ريان

رواية أميرة القصر الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم مايسة ريان

رواية أميرة القصر الجزء الحادي والثلاثون

رواية أميرة القصر البارت الحادي والثلاثون

أميرة القصر
أميرة القصر

رواية أميرة القصر الحلقة الحادية والثلاثون

من رواية ..أميرة القصر
كان يوسف فى حجرته يرتدى ملابسه يتحرك وكأنه جسد بلا روح , سيتزوج أيمان الليله وفى اليوم التالى سيذهب الى جينا ويأخذها ويسافر بها الى دبى ويطمئن الى أنها بخير مع أمها , لن يقول لها الحقيقه , سوف يخبرها بنفس الأكاذيب التى أخبر بها شريف ويعود الى مصر بعد أن يواجه ليليان بمعرفته للحقيقه ويتركها تتكفل بالباقى , يجب عليها أن تتحمل جزء من وزرها .
لا أحد غير أمه وشريف يعرفان بحقيقة زواجه من جينا حتى جدته لم تعرف شيئا وأكتفى بأن أخبرها أن جينا رفضته وأصرت على الذهاب الى أمها وكانت قد رفضت زواجه من أيمان وتعبيرا عن هذا الرفض قررت عدم حضور زفافه والبقاء فى غرفتها ومن داخله أستحسن هذا الأمر ولم يجادلها .
******
رفضت أن تضع الطرحه على الشعر المستعار فلو جذبها أحد لسقطت به فأكتفت بوضع تاج من الزهور الزرقاء والبيضاء على رأسها , كانت عروس خلابه وطفرت الدموع من عينى ريهام ونرمين تأثرا وعندما نزلت الى بهو الفندق صفق لها العاملين وبعض النزلاء فقد أعجبتهم تلك العروس بجمالها وروعة ثوبها والفرحه التى جعلتها تدور راقصه وهم يصفقون من أجلها , تأبطت ذراع صهيب الذى كان ينتظرها وقال لها مازحا
صهيب : زمان الناس دى للأسف فاكرة أن أنا العريس .. يا بخته سى يوسف .
******
فتح لهم رجل الأمن البوابه ودخلت السيارة الليموزين يقودها السائق , كانت ريهام ونرمين طوال الطريق يغنيان ويصفقان حتى كاد رأس صهيب أن ينفجر من الضوضاء التى يصنعونها وقال لجينا
صهيب : صحباتك دول مجانين .
ضحكت جينا
جينا : هما بس فرحانين عشانى .
كانت الأنوار معلقه ولكن لا يوجد صوت موسيقى فعلقت نرمين
نرمين : تلاقيهم مستنينك عشان يبدأوا.
نزل صهيب من السيارة وطلب منها البقاء فى السيارة كما هى حتى يعلمهم بوصولها ويكون العريس فى أستقبالها .
شعور سئ بدأ يتصاعد بداخلها , نفور غريب من المكان وأنقباض فى قلبها ولاحظت ريهام شحوبها المفاجأ
ريهام : مالك يا جينا .. وشك أتخطف كده ليه .
نظرت اليها جينا
جينا : متوترة بس شويه .
******
كان صهيب يتوقع أن يكون الزفاف كبيرا .. فرقه موسيقيه والكثير من الناس يملئون القصر من الداخل والخارج ولكنه وجد أن كل المدعويين فى بهو القصر وكان عددهم قليل جدا يقتصر تقريبا على العائله وعدد أقل من القليل من الأصدقاء لايوجد موسيقى كما علقت صديقة جينا , وقد جعل هذا الصمت الكئيب دخوله ملفتا للنظر وأستدارت الوجوه اليه بعضهم بدهشه والبعض الأخر بفضول ولكن عيناه تركزت على العريس الجالس فى آخر القاعه والفتاة الجالسه بجوارة والتى ترتدى ثوب زفاف , ليس هناك ألتباس فى الأمر فما يراه واضحا وضوح الشمس , تصاعد غضبه وعيناه تلتقى بعينيه , سيعود اليها ويخرجها من هنا حتى لا تصدم بما ستراه وقبل أن يستدير تعالت الشهقات وتركزت العيون على شئ ما وراءه وشعر بالدماء تتجمد فى عروقه وهو يستدير.
******
أطرق برأسه وأغمض عينيه .. كان يعلم بمجيئها , سبقها عبيرها الى أنفاسه , كان يسمع بأحاسيسه هفهفة النسيم حول خطواتها , كل شعرة فى جسده هللت ترحب بقدومها أما عن قلبه فما عاد يسكن جسده ليعرف ما أصابه .. خوفه حذرة لو نظر الى عينيها لأذابت عظامه ورغب فى المعصيه وقضت على ما تبقى من عزيمته .
أنكمشت أيمان فى مقعدها , الزفاف الذى حلمت به كان كابوسا يتحول الأن الى كارثه .
وبدأت ليلى تندم على دفعهما لتلك المواجهه فجينا فتاة لا ترفض التحدى ولم تكن لتذهب دون معركه وأبنها الأن ضعيفا ومهزوزا ومازال تحت تأثير عشقها .
توقفت الأنفاس والعيون تلاحق العروس الوحيدة التى تقترب بخطوات هادئه يعلن عنها صوت كعبى حذائها الحاد على الأرض الرخاميه .
وقفت على بعد خطوة منه ومدت له يدها وقالت بحزم
جينا : يلا بينا يا يوسف نمشى من هنا .
أنتفض جسده وأشتعلت النيران به , لماذا لم تصرخ وتكيل له الأتهامات بالخيانه والنذاله وتخبره كم تكرهه ثم تخرج راكضه وينتهى الامر ؟
عندما ظل مطرق الرأس لا يتحرك ركعت أمامه وفرشت حاشية ثوبها الواسعة على الارض من حولها ورفعت وجهه اليها بكلتا يديها ورأت العذاب يطل من عينيه فرقت له أكثر وضغطت بجبينها على جبينه وهمست
جينا : أنا مش زعلانه منك .. عارفه أنه غصب عنك.
شهقت أيمان بالبكاء بجواره وجينا تتابع
جينا : أنا بحبك .
دعا الله أن يمنحه القوة ليقاومها .. وهمس لها بصوت مخنوق.
يوسف : أنا طلقتك .
أغلقت عينيها وتمنت لو أستطاعت أغلاق أذنيها عن سماعه يقولها , وقفت ببطئ وقالت بتوسل وصوتها يرتعش
جينا : لأخر مرة بطلب منك أنك تيجى معايا .. ماتسيبهاش تأثر عليك .
تقدمت ليلى منها لتسانده فهو الأن فى أمس الحاجه اليها
ليلى : يوسف أخد القرار الصح وأختار اللى تناسبه .
جاء صوتها كريها على قلبها وأذنيها , هذه المرأة هى سبب شقاءها وشقاء أمها وعمها وتريد الان تدمير أبنها .. ألن تكتفى ؟ وفعلت ما تمنت أن تفعله طوال حياتها وبكل غضب السنين ومرارة اللحظه أستدارت وصفعتها بقوة زلزلت لها كيانها وتردد صداها فى المكان , تراجعت ليلى مذهوله من هول المفاجأة , وبلحظه عاد الجنون يسكن عقلها, سالت دموع الغضب من عينيها وكانت أيمان هدفها التالى
جينا : لو كنتى فاكره أنه هييجى يوم ويحبك فيه يبقى هيخلص عمرك قبل ما ييجى اليوم ده .. هتلاقينى تحت جلده .. بجرى فى دمه .. صورتى مطبوعه فى عينه .. مش هيشوفك ولا يسمعك .. هتعيشى طول عمرك ملعونه بلعنتى .
ألتفت ذراع صهيب حولها يسحبها معه
صهيب : كفايه يا جينا كده … الطيارة مستنيانا فى المطار .
ألقت نظرة على يوسف المطرق الرأس وخيبة أملها فيه تفتك بروحها , سحبت الشعر المستعار وتاج الورد عن رأسها وألقت بهما أمامه على الأرض وهزت رأسها بمرارة
جينا : مش هسامحك أبدا يا يوسف .. أبدا .
أنضم شريف الى صهيب وأحاطا بها يحميانها من العيون ومن الألم لو أستطاعا , رفعت حاشية ثوبها بيديها المرتعشتين وأستدارت لتخرج محنية الرأس والكتفين مهزومه مكسورة القلب والروح .. خرجت تاركه وراءها صمت القبور .
أمسكت هدير بيد عبدالرحمن بكلتا يديها والدموع تنهمر على وجهها
هدير : ممكن نتجوز بسرعه .. عايزة أمشى من البيت ده يا عبد الرحمن .
بلع غصه فى حلقه وضغط على يدها
عبدالرحمن : حاضر .
جلست سارة على درجات السلم تحتضن سما بقوة بين ذراعيها تبكى وتلعن قسوة الدنيا
وعدم رحمتها وغياب العدل عنها .
******
أطرقت أيمان برأسها غير قادرة على مواجهة نظرات الخيبه والألم فى عيونهما.
صعدت الى حجرتها بعد المشهد المذل الذى وضعت فيه أمام والديها وزملاءها فى العمل
وفاء : مكنتش متخيله أنك تعملى فينا كده .. مش قادرة أصدق أن أنتى بنتى اللى ربيتها على أيدى .. أيه اللى قلب كيانك وخلاكى تقبلى تهينى نفسك؟ .. بتحبى ؟.. الحب اللى يهين صاحبه قلته أحسن .
بكت أيمان بصمت
طلعت : ممنوش فايده اللوم والعتاب دلوقتى أنتى كبيرة كفايه عشان تتحملى نتيجة أعمالك .. أنا قررت أقبل وظيفة قنصل فى جنوب أفريقيا .. رجوعى لمصر كان عشانك وأنتى مابقتيش محتاجالنا بقيتى بتعرفى تتصرفى من غيرنا .. بقينا مجرد ديكور فى حياتك .
لم تستطع الكلام , ليس لديها شئ تقوله يمكن أن يخفف من الوضع .
*****
بعد ضياع حلم عمره لم يعد هناك حاجه لحياة لا يملك فيها حلما .. حياة لا يستطعم فيها سوى طعم المرار فى حلقه فأصبح ربيب حلقات الذكر فى الحسين يتلهى بذكر الله عن تذكر لياليه معها .. نادرا ما يحلق لحيته ينام بعد صلاة الفجر ويستيقظ قرب أذان العصر وترك العمل لشريف وزوج عمته يديرانه فى حين ظلت أيمان تقيم فى حجرة الضيوف تصبرها ليلى وتشجعها على عدم اليأس وتقنعها بأنه يمر بحاله نفسيه سيئه سيفيق منها قريبا ويجب أن تكون صبورة وفى أنتظاره .
وبعد زواج هدير السريع بعبد الرحمن وسفرهما الى السويد تركت فيروز البيت وسافرت لتقيم عند شقيقها بصفه دائمه وأخذت معها عايده فلم تعد تطيق البيت بعد مغادرة جينا له وقالت أنها ستبقى هناك حتى يواريها الثرى بجوار زوجها وولديها .

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أميرة القصر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى