روايات

رواية أغصان الزيتون الفصل المائة وعشرة 110 بقلم ياسمين عادل

رواية أغصان الزيتون الفصل المائة وعشرة 110 بقلم ياسمين عادل

رواية أغصان الزيتون الجزء المائة وعشرة

رواية أغصان الزيتون البارت المائة وعشرة

رواية أغصان الزيتون
رواية أغصان الزيتون

رواية أغصان الزيتون الحلقة المائة وعشرة

||^ أغـصان الـزيتـون ^||
الفصل المائـة وعشرة :-
الجُـزء الثـانـي.
“وعد الحُـرّ دين.”
____________________________________
كانت تلك هي ذريعتها، المبرر الوحيد الذي قد ينجح في إلهائه قليلًا، ريثما تجد الحل لمواجهة رغبته الطاغية عليه للثأر.. لفتح النيران من جديد. وضع “حمزة” هاتفه في جيبه وعيناه تجوب كافة ملامحها ، فترآى له ذلك الإنعكاس القلق المتوتر، وكأنها علمت بشأن ما يفكر فيه ويدبر له. أسبل جفونه هربًا من الإفصاح الغير مباشر عن مكنونات صدره، ثم هتف بفتورٍ لا يتناسب أبدًا مع شغفه الذي كان عليه منذ قليل:
– انا مبسوط إنك غيرتي قرارك.
رمقته بترقبٍ وهي ترد بـ :
– مش باين ! ..في حاجه حصلت غيرتك !!.
مرّ من جوارها للخروج من الغرفة وهو يبتر ذلك الشك المزروع بداخلها :
– لأ مفيش .. أنا هخرج شويه وعقبال ما أرجع تكوني بعتي تجيبي زين عشان وحشني.
وقفت في طريقه تعترضه وعيناها تدقّان شررًا، ولم تتخلى نبرتها عن ذلك الحزم الذي غلفها وهي تسأله :
– انت رايح فين ؟؟
أراد بجوابه الهزلي الممازح أن يصرف عقلها عما تفكر فيه، أو أن يطيح بأفكارها الصحيحة بعيدًا عنه –على الأقل حاليًا :
– انتي هتعملي فيها مراتي بجد من دلوقتي ولا إيه ؟ .. اصبري شويه وهتبقى في إيدك زمام الأمور بس مش بسرعة كده.
نجحت دعابتهِ الخبيثة في إصراف ذهنها عما تفكر فيه، واجتذبها نحو توترٍ قصد أن يسببه لها، فـ اتجه مجهودها لأصراف تلك الفكرة عنه وتبرئة نفسها مما يدعيه:
– إيه اللي بتقوله ده ؟؟ .. أنا بسأل سؤال عادي مش قصدي كده طبعًا !.
لمس بأصبعيه الإبهام والسبابة خدّها، ضاغطًا عليه برفقٍ ناعم لطيف، وهو يقرّب وجهها من شفتيه اللاتي طبعن قبلة خاطفة على وجنتها، ثم همس قائلًا :
– ياريت لو بتعرفي تطبخي تحطي لمساتك الساحرة على الغدا النهاردة .. ليا شهور مكلتش أكل بيت .
وفي أوج توترها ومحاولتها العابثة للتملص منه كان يترك أثر قبلة أخرى على رأسها وتابع بنفس نبرته العاطفية :
– هتوحشيني …
برع في سرقة لُبها، في الأستحواذ على تركيزها الذي تبخر في الهواء خلال لحظات معدودة ، وبكل سهولة كان يمر من جانبها دونما تنتبه لما فعله، وكأنه ستار من التنويم المغناطيسي وقد مرت على مداركها للحظات، واستغرق الأمر منها ثوانٍ عديدة لتستطيع الخروج من تأثيره الغريب عليها، وهي التي كانت تحتمي بقدرتها على مواجهتهِ! .. حتى قدرتها تلك قد بدأت في خسارتها رويدًا رويدًا أمام سلطته العاطفية التي بدأ يستغلها ضدها. نفضت “سُلاف” رأسها بقوة وهي تنظر من حولها، وبدأ عقلها يستجمع ما كانت تفكر فيه قبيل أن يسطو عليه، وبعشوائية تحركت في المحيط وهي تفكر في المخرج الآمن للجميع ، المنفذ له ولها ولطفله الذي لم يفكر فيه قطّ. أصبح الأمر غاية في الصعوبة بعدما كشف “حمزة” كافة طرقها المتلاعبة معه، لكنها لن تيأس حتى تبلغ شاطئ النجاة، حتى وإن كانت من الهالكين بعدها؛ هي من الأساس لم تفكر يومًا إنها من الناجين في هذه الحكائة التي ورثتها وعاشت بها، وقد يكون هذا مهدئًا لشعورها بالذنب الذي يقتلها كمدًا.
*************************************
كان ينظر للماريّن في الشارع، وللسيارات التي تتحرك على جانبه بينما هو جالس بداخل السيارة المصفوفة على الجانب، يتناول من ثمر الخوخ بشراهةٍ غير مسبوقة، تقريبًا تخطّى ما تناوله السبع حبّات. حتى وجد من يطرق على زجاج السيارة كي يفتح له الباب، فـ فتحه وهو يستقبله بترحابٍ :
– أهلًا يا زلط يا اخويا.. طمني وقولي إنك جيبت التايهه!.
كان يتنفس بصعوبة بالغة بعدما بذل مجهود مضاعف للوصول إليه بأسرع وقت، فـ انتظر لحظات حتى أجابه بثقة شديدة :
– عيب عليك يا زيدان.. من أمتى طلبت حاجه من زلط ومعرفش يعملهالك!؟.
اتسعت ابتسامة “زيدان” العريضة وهو يهتف بـ :
– أيوة كده فرحني.. المحروس فين؟
مدّ “زلط” يده في الكيس البلاستيكي يأخذ ثمرتي خوخ منه، ثم أجابه قائلًا :
– نازل في فندق كده من التقال أوي.. مكان كده من اللي بيحرسوه على بعد ١٠٠ متر، بس أُبهه خالص.
قضم من الثمرة وهو يخرج ورقة من جيب قميصه وناوله إياها وهو يتمطق بالطعام في فمه :
– ده العنوان.
تفحص “زيدان” العنوان المكتوب بخط غير واضح، ثم قطب جبينه بإعتراض ونفور :
– إيه ياعم الخط ده؟!.. ده انت معاك إعدادية بحالها مش عارف تكتب حتة عنوان!.
لم يعيره “زلط” اهتمامًا، ونظر إليه نظرةٍ جائعة وهو يسأله عن نصيبه الكبير كما وعده :
– فين المعلوم يا زيدان؟؟.. لأحسن الحالة دايبة خالص ياأخويا، آه والله زي ما بقولك.
تلوت شفتي “زيدان” مستنكرًا وهو يضع يده في جيبه لإخراج حزمة النقود، ثم ناوله إياها وهو يردف بـ :
– مش خسارة فيك الخمس بواكي يازلط.
اتسعت عينا “زلط” بذهولٍ ساخط وهو يهتف بـ :
– خمسة إيه ياعم انت!!!.. أنا مش هاخد أقل من عشريناية.. ده انا شغلت أتنين رجالة معايا عشان اجيبلك المعلومة، آه وحياة النعمة دي على عنيا.
صاح فيه “زيدان” ليُسكت صوته الجهوري و :
– بـــــس.. خلاص انت ما صدقت انفتحت!!.
ثم أخرج له حزمة أخرى وهو يقول :
– دول خمسة كمان ومفيش مليم زيادة.. ده انا كده دافع من جيبي.. يرضيك يعني!.
طوى “زيدان” الورقة ليضعها في جيبه وهو يستطرد قائلًا :
– يلا اتكل على الله انت عشان عندي مشوار لجامعة الدول.
تغضن جبين الأخير وهو يسأله في عبثٍ مازح :
– رايح تشقط واحدة من هناك ولا إيه!؟.
أشاح “زيدان” وجهه للجانب الآخر وهو يتمتم :
– أستغفر الله ياأخي.. هو انا يملى عيني واحدة بعد الولية أم العيال!!.. يلا يابا أسرح وشوفلك لقمة عيش لحد ما أكلمك تاني متعطلنيش.
استعد “زلط” للترجل عن السيارة دون إبداء أي معارضة، بينما تابع “زيدان” تناول ثمرة خوخ جديدة وهو يجري اتصالا، حتى آتاه الرد خلال لحظات :
– أيوة ياباشا.. جيبتلك العنوان من بطن الحوت.
ثم ضحك هازئًا :
– قاعد في لوكانده كده على النيل.. لأ أنا مش نايم أنا باكل خوخ ولامؤاخذة يعني، تصدق الخوخ نزل في غير أوانه بس سكر والله يا أبو البشوات، بفكر أجيب كام كيلو للولية والعيال عشان منزلش لسه في المحافظة و…..
بتر “حمزة” عليه ثرثرتهِ بصياحهِ الهادر الذي أوقفه بغتةً :
– خلاص ياأبو البشوات روق دمك مش كده.. المهم يعني جيبتلك المفيد ومعايا دلوقتي، وحياتك كلفني ٢٠ الف بس فداك كله تحت رجلك والله.
فجأة أغلق “حمزة” الهاتف في وجهه، فأبعد “زيدان” الهاتف عن أذنه ليقول :
– الله.. هو زعل مني ولا إيه؟؟.
*************************************
صعدت “أم علي” برفقتها “زين” للأعلى، بينما بقيت عينا “عِبيد” على “سُلاف” لا يبعدها عنها، حتى نظرت إليه لتفهم رسالتهِ القلقة عليها :
– متخافش عليا يا عِبيد.. كلها أيام وارجع.
زفر “عِبيد” وهو يحنى رقبتهِ أمامها بغير اقتناع بما يحدث :
– انتي ميتخافش عليكي يا سُلاف، انا خايف منك.
تجهمت تعابيرها بعد بوحهِ بما يُشقيه، بينما تابع هو مفسّرًا :
– خايف ينقلب السحر على الساحر.. وتتوهي بمل تمشي ورا قلبك.
وكأنها أحست بنفسها، تخشى الأمر نفسه لكنها مازالت تكابر، تتعنت في الإعتراف بالحقيقة التي باح بها قلبها، ورغم كل تلك الحروب المعلنة بين أضلعها إلا إنها واصلت مكابرتها العنيدة :
– مستحيل يا عِبيد.. أنا عايزة أصلح وضع اتسببنا فيه مش أكتر، حمزة هو اللي شال الجزء الأكبر من الحرب دي.
بدأت ملامح الغضب تطغى على وجه “عِبيد” وهو يذكّرها :
– حمزة مش برئ يا سُلاف!.
لم ترغب “سُلاف” في مضاعفة غضبه، فـ أحنت رقبتها أمامه وهي ترد :
– عارفه، بس مكنش هو المذنب الحقيقي في اللي حصل، بس مكنش في قدامنا مدخل تاني لصلاح غيره.
إضاءة الكشافات القوية لفتت انتباههم، وإذا بسيارتهِ تعبر الردهه في سرعةٍ وعجالة. رؤية “عِبيد” هنا الآن كانت سببًا قويًا لبثّ الإنفعال والعصبية في نفسهِ، في إطلاق ذلك الضجيج في رأسه من جديد. ترجل عن سيارتهِ في حركة مندفعة، وبدأت خطواته تنتقل صوب “عِبيد” مباشرة وهو يزأر بصوته السائل :
– انت بتـعمـل إيـه هـنا؟ ؟.
أحست “سُلاف” ببداية شجار حامي على وشك أن يقوم، فـ أسرعت خطواتها تسبق “عِبيد” وقد تبدلت معالم وجهها لأخرى أكثر حزمًا وصرامة وهي تردف بـ :
– أي حد جاي عشاني مش من حقك تسأله سؤال زي ده يا حمزة.
لم يجد رغبة في مجادلتها الآن، فلم ينظر حتى حيالها وهي تصيح بعصبيتها تلك، وتابع توجيه حديثهِ لـ “عِبيد” :
– أطلع بـرا مش عايز أشوفك في بيتي.
ذكّره “عِبيد” إلى من يعود ذلك المنزل الذي يطرده منه :
– بلاش قلبك يقويك أوي كده.. انت عارف إنه خلاص مبقاش بيتك.
مدّ “حمزة” يده يقبض على ياقة قميصه، فـ انتفضت “سُلاف” بهلعٍ وهي تحاول الوقوف بينهما :
– بيتي غصب عن عينك يا *****
دفعته “سُلاف” بقوتها الضعيفة أمام قوتهِ :
– أوعى يا حمزة بقولك..
لم ينتظر “عِبيد” أن تفرّق هي بينهما عراكهما، فـ سحبها بقوةٍ لتبقى من خلفهِ قبل أن يُسدد له لكمةٍ في أسفل وجهه، فـ شهقت “سُلاف” وهي ترى أمامها ذلك الشجار الذي بدأ يتصاعد لحدٍ لن يقوَ أحد على تفريقهِ، حيث أنقض عليه “حمزة” يناوله من الضرب ما يستطيع، والآخر لا يتهاون في ردّ الصاع صاعين. وظل الوضع بينهما في أقصى مراحل العنف إلى أن توجهت نحوهم رشاشات المياة الباردة. فتحت “سُلاف” خرطوم المياة المسؤول عن رشّ الأشجار والمزروعات في الحديقة لتتدفق المياة على كلاهما حتى ينفض الإشتباك، وبالفعل كانت لحظات قليلة فصلت بين انفصالهم عن بعضهم البعض، ثم توجهت الأنظار كافة إليها بينما كانت تهدد :
– لو حد اتحرك من مكانه أنا هرشق الميا في وشه.
تبادل كلاهما نظرات الغيظ الحاملة لكل معاني الكراهيه، وكأنها شظايا من نار لم تنطفئ أبدًا، ستحرق الوسط كله إن دامت هكذا. ألقت “سُلاف” بخرطوم المياة من يدها وأسرعت تجاه “عِبيد”، دفعته للخلف وهي تهمس بخفوتٍ راجي :
– أمشي دلوقتي يا عِبيد عشان خاطري.
انتقلت نظراته الحانقة نحوها، وكأنه يلومها على ضعفٍ انتاب شخصيتها ولم يكن من طباعها يومًا؛ فـ تغافلت هي عن ذلك المعنى المستور في نظرته وتابعت رجائها :
– وحياتي تمشي.. مش عايزة منك غير إنك تحميني عند عمي ومتقولش إني هنا، قوله أي حاجه لحد ما أرجع.
تراجع “ِعبيد” عن نيتهِ في أذاه لأجلها فقط، وسار معها نحو الباب وهو يهتف بنبرةٍ خشنة :
– براحتك يا سُلاف، بس انا مش هسيبك هنا كتير عشان يكون في علمك.
كان صوته المنادي يقترب منها :
– سُــلاف..
تجاهلت هي ندائه مقابل أن تطمئن على مغادرة “عِبيد” أولًا، حتى أولاها الأخير ظهرهِ بالفعل وبدأ يبرح المنطقة كلها، عاجزًا عن السيطرة على نفسه طالما إنه في ذلك المحيط القذر -في نظرهِ-. التفتت “سُلاف” ترمقه بحزمٍ حتى رأته قد أصبح على مقربة منها، فصاحت في وجهه قائلة :
– آخر مرة هسمحلك تتمادى مع حد يخصني.. وده إنذار يا حمزة.
مسح على شعرهِ المبلل وقد ارتفعت ابتسامة هازئة على وجهه مستخفًا بتعبيرها :
– بتسمي الكلب الحارس ده حد يخصك!!.. طب حتى استنضفي.
بسبابتها كانت تدفعه في صدرهِ حتى آلمه ظفرها الطويل، وهي تكرر تحذيرها بلهجة أشد وأعنف :
– الإنذار التاني.. لو غلطت في أخويا تاني مش هتشوف وشي باقي عمرك ياحمزة.
ملأت تعابير الذهول وجهه المبلل، وأحس كأن ريحًا صرصرًا عاتيًا يضرب كافة أنحاءهِ المبتلة. ازدرد ريقهِ وخفت صوتهِ كأنه مبحوحًا، بعد أن تلقى صدمة جديدة، بينما الأخرى لم تبرد بعد :
– أ… أخوكي؟؟!.
***********************************
وضعت “أم علي” مكعبات الثلج بداخل الصحن المملوء بالماء البارد، ثم حملته وصعدت الدرج إلى أن بلغت الغرفة العلوية، طرقت على الباب فـ فتحت لها “سُلاف” وتناولته منها، دخلت وبدأت تُطبق قطع القطن الكبيرة بالماء المثلج، بينما كان “حمزة” ممدًا على الفراش وقد ارتفعت حرارتهِ. خطت بإتجاهه وجلست على طرف الفراش، فرأت منه تلك النظرة الغريبة التي لم تستطع ترجمتها. بغتةً.. وعلى حين غرة.. كان تصدم وجهه بقطعة القطن المثلجة وقد آلمه موضع يدها العنيف، فتآوه معبرًا :
– آآه.. براحة دخلتي القطن في عيني!.
تلوت شفتيها بإستخفافٍ لتقول :
– بجد؟؟.. sorry مخدتش بالي.
كادت تنهض من جواره، فـ أمسك برسغها ونظر لداخل عينيها لوهله قبل أن يسألها :
– مخبية إيه تاني يا سُلاف؟.. كل شويه أقول لنفسي خلاص كل حاجه بانت أكتشف إن في الأسوأ!.
تخلصت من يده الممسكة برسغها ونهضت وهي تحرر صدرها من ذلك الزفير الثقيل، حينها اعتدل “حمزة” في جلسته، رفع عن صدره الغطاء الذي يُدثره وأبعد القطن عن رأسه ليسأل في جدية :
– إزاي أخوكي؟.. أنا عارف إن أبوكي مخلفش غيرك!.
تحشرج صوتها، وكأنها لا تقوَ على الكلام، وفي لحظةٍ ما استطاعت أن تتخلص من هذا الذي يجثم على لسانها وتحرره من قيدهِ لتقول بصوتها الخفيض :
– أخويا في الرضاعة.. مامته رضعتني لما……
وانقطع صوتها هنا، بالجزء الأحزن في حكايتها، فـ انبثقت أمام عيناها صور من طفولة يتيمة مرّت في شوقٍ ولوع، لم يطفئهم حنان عمها ولا وجود أطفال من عمرها، لم تبرد نيران اللهفة يومًا، كأنها كانت تبيت والحسرة في أحضانها.
أحست بحرارةٍ تغلف بدنها كله، فظنت إنه غضبها الأعمى الذي لا ترى في حضورهِ؛ لكنه كان جسدهِ الشبه عاري الذي حاصر ظهرها، وضمها لصدرهِ وهو يهمس جوار أذنها :
– آسف.. لو كنت اعرف عمري ما كنت اعترضت وجوده جمبك.
أرخى ذراعيهِ عن خصرها قليلًا وجعلها تستدير لمواجهتهِ، ثم حصر رأسها بين راحتيهِ ودنى ليُقبّل رأسها، ألصق وجهه بصدغها، ولمست شفاههِ الرطبة جلدها الأملس، بضع قُبلات حتى وصل لأذنها، فهمس فيها بخفوت قشعر بدنها كله :
– أنا هبقى أخوكي وأبوكي وأبنك، هبقى كل حاجه.. أوعـدك يا سُلاف، ووعد الحُـرّ ديّن.
*************************************

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

الرواية كاملة اضغط على : (رواية أغصان الزيتون)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى