روايات

رواية أطياف الفصل الثاني 2 بقلم هنا عادل

رواية أطياف الفصل الثاني 2 بقلم هنا عادل

رواية أطياف الجزء الثاني

رواية أطياف البارت الثاني

رواية أطياف الحلقة الثانية

كنت قاعد ومن جوايا بقول:
– اعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
عنيها نظراتها مرعبة وهي بتبرق جامد جدا، وفجأة قالتلي بحدة وجدية مرعبة:
– انت ايه اللى بتعمله ده؟
سابتني ودخلت تجري على جوة وانا قاعد حاسس اني اتسمرت مكاني، صوتها وهي بتصرخ تقريبا فى وشي، ووشها اللى لونه اتغير خلوني مش عارف معنى اللى حصل، قولت لنفسي:
– ايه الخطوبة السودة دي ياوائل؟
قومت دخلت جوة كانوا كلهم قاعدين، اول ما شافوني وكانت اطياف قاعدة معاهم بصولي وضحكوا، ورجعوا بصوا لبعض لحظات وبصوا ناحيتي تاني وضحكوا كلهم وقال ابوها وهو بيضحك:
– هي عملتها معاك يا لول؟ باين عليك قلبك خفيف.
ضحكوا كلهم وضحكت أطياف وهي بتقولي:
– كده غلبتك للمرة التانية، معلش بقى اللى مالهوش فى الكورة مبيعرفش يلعب كويس.
قالتها وضحكت وانا استغربت هي عرفت منين اني مش من هواة الرياضة، لقيت نفسي بسألها:
– انتي عرفتي منين اني ماليش فى الكورة يا أطياف؟
ردت وهي بتضحك:
– انت اللى قولتلي.
رديت بتأكيد:
– انا مقولتش حاجة، احنا مجيبناش سيرة الهوايات اصلا.
ردت هي بجدية:
– قولتلي يا وائل فى وسط الكلام، هو فى ايه بالظبط؟
حسيت اني بهبل بتصرفات اللى حواليا هيفسروها بأنها قلة ذوق، حاولت اظبط تصرفي والحق اللى ينفع يتلحق، ابتسمت ابتسامة صفرا وقولتلها:
– ههههه، دخلت عليكي؟ كده عليكي واحد، اي خدمة.
لقيتها بتقولي بنظرة غريبة مش مفهومة وهي وشها للأرض وعنيها بصالي بتركيز:
– انت شايف كده؟ ماشي يا وائل وماله، خليك فاكر.
قالتها وابتسمت ابتسامة مريبة، مكنتش فاهم معناها ولا معنى كلامها ولا تصرفاتها، وعقبال ما فهمت معنى كل ده للأسف كان الوقت اتأخر جدا، اه انا اتأخرت فى اني افهم اللى بيحصل حواليا ومن البداية كنت مستغرب لكن فكّرت العيب والمشكلة فيا وفى عقلي، حاولت اتجاوز الموقف وقولت بصيغة هزار:
– طيب ايه يا جماعة، انتم نسيتوا تقروا الفاتحة ولا ايه؟
ردت اطياف وهي بتضحك:
– لالالا، انت اكيد فيك حاجة مش مظبوطة، انت لسه فاكر الفاتحة، دى اتقريت من بدري…اوعي تكون مقريتهاش يا وائل، ولا مش حافظها؟
اتكلمت بحدة وجدية وقولت بانفعال:
– لاء والله انا فاكر كويس، محدش قرأ حاجة، اصلا النور قطع قبلها.
لقيتها بتبتسم وبتقول:
– والله قرأوا الفاتحة، ركز يا وائل على فكرة التهريج مش طول الوقت.
كنت منفعل وحسيت ان وشي بيطلع سخونية، متوتر ومستغرب وبرغم اننا فى الشتا الا اني حسيت اني بطلع دخان من كل مكان فيا، ضحكت وقالتلي:
– علشان تعرف انا مبسيبش حقي يبات برة، كده عليك واحدة تانية يا وائل، وعموما يا سيدى الفاتحة خلصوها من واحنا فى البلكونة.
من جوايا قولت لنفسي:
– ايه البت المجنونة اللى وقعت فيها دي؟ شكلي كده داخل على ايام ما يعلم بيها الا ربنا.
فات اليوم وخلص وانا بحاول اقنع نفسي انه خلص على خير، رجعت البيت انا واهلي ودخلت اوضتي وهي واكلة دماغي الصراحة، غيرت هدومي وقعدت افكر فى كل اللى حصل ولقيت نفسي بقول:
– لاء، انا ادخل اشوفها على الفيس بوك لو فاتحة نقعد نتكلم شوية وافهم حكايتها، بدل ما انا كل ما بقعد قدامها بحس ان فيه كعبلة كده.
فعلا فتحت الكمبيوتر وعملت سيرش عنها، وظهرتلي…قمرررررررر، صورها كلها احلى من بعض، ركزت معاها وسرحت فى جمالها وانوثتها اللي تقريبا مهربتش منها بسببها، وقولت جوايا:
– مجنونة بس مالكيش حل.
مع تركيزي فى الصور بتاعتها لاحظت حاجة غريبة، عنيها فى كل الصور شكلها غريب، عملت زووم على عنيها اشوف ايه اللى انا حاسس بغرابته فيها، لقيت حاجة اغرب مما تتخيلوا، كان باين في عنيها خيال لكائن اسود ضخم، وكأن اللى واقف يصورها وصورتها واضحة فى عنيها مش بني ادم…حاجة كده شبه العفاريت اللى بنسمع عنها، فى كل الصور اللى ركزت فيها لقيت نفس الكائن ده لدرجة اني حسيت بسخونية جسمي بتزيد وكأننا فى شهر 7 ولا 8 مثلا من الصيف مش فى عز الشتا، وزود سخونيتي رنة تليفوني اللى لما بصيت فيه لقيت اسم أطياف…ايه ده؟ اطياف بتتصل بيا؟! فتحت الخط وابتديت هي بالكلام:
– ازيك؟
رديت:
– كويس.
قالتلي بضحكة:
– حلوة صوري؟ وحشتك ولا ايه؟
برقت عيني وانا بقولها:
– اييييييه؟!
ردت هي بثقة:
– هو فى ايه مالك؟ انت ليه مستغرب علطول كده؟ انت هتبقى مبسوط لما امثل عليك ومبقاش على طبيعتي معاك؟ لاء يا وائل انا مش بحب اكون مقيدة، بحب اتعامل واتصرف بتلقائية، وبعدين انت خطيبي يعني مفيش داعي لوجود الكسوف بينا.
رديت عليه بجدية:
– انا مقصدش انك تكوني مش على طبيعتك معايا يا اطياف، بس انا عايز اعرف انتي منين عرفتي اني بتفرج على الصور بتاعتك دلوقتي؟
رديت اطياف:
– انت اللى قولتلي.
رديت انا بأنفعال شوية:
– لاء، مقولتش.
قالتلي:
– هو فى ايه بقى يا وائل؟
قولتلها بجدية:
– أطياف، بعد اذنك انا بتكلم جد، مش كل مرة تقلبي الموضوع لهزار، انا عايز افهم فى ايه بالظبط، عرفتي منين؟
ردت هي بثقة وجدية اقنعتني:
– شوف يا وائل، انا عاملة دراسة فى تحليل الشخصية ولغة الجسد، يعني زى ما تقول كده بقدر افهم كويس جدا الشخص اللى قدامي وابقى متوقعة تصرفاته وردود افعاله من حركاته وإشاراته، بحب الموضوع ده جدا ومهتمة بيه علشان كده انا متميزة فيه، وده خلاني اتوقع اللى انت هتعمله بعد ما ترجع بيتك من خطوبتنا.
ابتسمت زى الاهبل وساكت، لقيتها بتقولي:
– انت قفلت ولا ايه؟
قولتلها:
– لاء، معاكي، بس الصراحة ممشيالي دماغي.
قالت بأستغراب:
– ممشيالك دماغك!! ازاي يعني؟ مش فاهمة!
قولتلها:
– يعني من وقت ما عرفتك وانا مشغول بتصرفاتك وطريقتك وكلامك، برغم ان فيهم غرابة بالنسبالي لكن اول مرة اتشد لواحدة بالطريقة دي، مش قادر افهمك وطول الوقت بفكر فى اي حاجة حصلت منك.
ضحكت وقالتلي:
– ليه انت اول مرة تعرف بنات ولا ايه؟
ضحكت انا وقولتلها:
– لاء، مش للدرجة دي، بس تقدري تقولي قلبي هو اللى معرفش بنات قبل كده، الحب ده شيلته بس للي هتكون مراتي، مش لأي واحدة مشيت معاها وقضيت معاها يومين.
ضحكت وهي بتقولي:
– قصدك ايه يعني.
ضحكت وقولتلها:
– قصدي انك شغلتيني وشكلك مش هتاخدي عقلي بس، باين عليكي هتعرفي تاخدي قلبي كمان.
ردت بثقة:
– لالالا، ايه الكلام الجامد ده؟
ضحكت وقولتلها:
– ما هو زى ما انتي مدوخاني ومحيراني معاكي كده، لازم ادوخك انا كمان، لاء انا مش سهل برضو.
ضحكت وقالتلي:
– حلو ده، بحب التحدي جدا، خلينا نشوف مين بقى اللى هيحير ويدوخ التاني.
قولتلها بثقة:
– متستهونيش بيا، انا مقطع السمكة وديلها.
ضحكت ضحكة جريئة شوية ولقيتها بتقولي:
– طيب ابقى سلملي على طنط بقى، ولو سألتك كنت بتتكلم مع مين؟ بلاش تقولها أطياف…علشان بس الوقت متأخر ومتاخدش الموضوع بشكل مش لطيف.
قالت كده وقفلت الخط وفى نفس اللحظة وقبل ما استغرب لقيت امي خبطت ودخلت عليا، وقالتلي:
– كنت بتكلم مين يا وائل دلوقتي؟
تنّحت وبصيت لأمي بأستغراب، لقيتها نسيت سؤالها وقالتلي:
– هنروح بكرة نزور جدك، الذكرى السنوية يا وائل، تعيش وتفتكر يا حبيبي، اعمل حسابك ومتنساش، يلا تصبح على خير.
خلصت كلامها كله وسابتني وطلعت وانا لسه على حالي مستغرب:
– ايه ده؟ هي عرفت منين ان امي هتدخل دلوقتي؟ هي عرفت منين ان امي هتسأل السؤال ده؟ طيب هي قفلت الخط ليه اصلا؟
فضولي خلاني اتصل بيها لكن…لقيت تليفونها مقفول، بصراحة اتضايقت جدا وانا بقول:
– كان وقتك يعني يا ماما؟ لازم تدخلي دلوقتي؟!
كنت متضايق اننا مكملناش كلام ولقيت نفسي مش عارف اغمض عيني بسبب التفكير فيها، لحد وش الصبح وانا بفكر فى كل حاجة حصلت بيني وبينها من يوم ما عرفتها لحد ما عيني قفلت لواحدها ونمت من غير ما احس، معرفش نمت قد ايه بس صحيت لقيت الدنيا بتضلم تقريبا، بصيت فى الساعه لقيتها 5 ونص، اتنفضت من مكاني:
– ياااااربي، اكيد امي هتزعل هي وابويا اني مقومتش روحت معاهم، دي النهاردة السنوية، اعمل ايه بقى فى الواقعة دي؟ انا اقوم اغير هدومي واروح ازور…وهي لما هتعرف اني روحت زعلها ممكن يقل شوية.
فعلا عملت كده، غيرت هدومي ونزلت روحت المقابر…مقابر ابوقير.. قرب البحر، مكان يرد الروح…هههههه، الدنيا ضلمة وليل، بصراحة الموضوع فيه رهبة شوية، برضو المقابر ليها هيبتها، دخلت ومشيت ناحية مقابر عيلتنا والدنيا ضلمة جدا، لكن كان فيه مصدر نور جاي من بعيد شوية، قولت لنفسي بفرحة:
– حلو، دول شكلهم لسه هنا، احسن بدل ما ابقى لواحدي اهو نونس بعض ونروح سوا.
كنت فاكر امي وابويا لسه مروحوش، مشيت على اساس ان هما اللى مولعين كشاف ناحية المدفن، لكن لما روحت ناحية النور وقبل البحر بشوية وناحية اخر صف فى المقابر لقيت بنت قاعدة على الارض على ركبها بتعيط بصوت مسموع وعطيالي ضهرها ووشها ناحية البحر، صوت عياطها خلاها تصعب عليا ولسه بتكلم، لقيتها بصيت ناحيتي بس وشها للأرض وشعرها مغطي، قولتلها:
– استهدي ب….
ابتديت ترفع وشها، وبرقت وعيني جحظت من مكانها لما لقيتها…أطياف، مبقيتش بعمل حاجة غير اني بردد:
– اعوذ بالله، بسم الله، بسم الله.
لقيتها بتنبش فى التراب بطريقة غريبة، وبضوافرها اللى مليانة تراب بتقطع وشها كله وبتعوي بصوت عالي جدا سامع صداه فى المقابر كلها، وفجأة…….

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أطياف)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى