روايات

رواية أصفاد الصعيد الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم ندى عادل

رواية أصفاد الصعيد الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم ندى عادل

رواية أصفاد الصعيد الجزء الخامس والعشرون

رواية أصفاد الصعيد البارت الخامس والعشرون

رواية أصفاد الصعيد
رواية أصفاد الصعيد

رواية أصفاد الصعيد الحلقة الخامسة والعشرون

تقدم للإمام في توتر كسى معالم وجهه .. فهو يلا يعلم ما هو مُقدم عليه ولكنه يتبع فؤاده ليري ماذا سيصيبه ، فمُنذ أن انهي خطوبته قبل ايامِ معدودة من زفافه ليتبع فؤاده ويأتي لها حتي إقامتها..
هبط من سيارته ليسأل أحد المارة عن منزل رحيم الهواري التي تسكنه روحه.. يجب عليه مواجهة ما سيُضع فيه ليفوز ب فوادها الذي تهشم بسببه!..
_ لو سمحت ممكن اعرف بيت رحيم الهواري فين؟..
نظر له الرجل من أعلى للأسفل في استفسار وتعجب بدى علي ملامحه ليردد قائلاً: رحيم بيه في الساحة عشان في مشكلة إكده وبيحلها ..
_ ممكن تقولي فين بالظبط الساحة دى واروحها ازاى !؟..
استكمل الرجل حديثه قائلاً: خلص الطريق دا وبعدين ادخل يمين وامشي طوالي هتلاقيها في وشك يا بيه ..
ابتسم الاخر قائلاً: تسلم يا حج ..
ليتركه ويستكمل طريقه فهو خسر من قبل ولن يستطيع الخسارة مره اخرى ..
أعاد ذكرياته التي جمعته بها من قبل ليُجبر علي السير في طريق آخر وتركها وحيدة ..
*******************
كانت الضجه تعم الإرجاء .. لتهدأ فور قدومه وجلوسه علي المقعد المخصص له .. بينما يجلس أمامه زوجها الباكي بشكلِ مضحك فكل من يراه يتأكد بأنه كاذب ومخادع وحوله يقف حشد من الناس في انتظار قرار كبير بلدتهم لإعادة حق تلك الفتاة المتوفاة بسبب زوجته كما يعتقدون..
شق الصمت صوت أمها الباكي وعويلها هي وبعض النساء حولها ..ولكن اسرعوا بالصمت عندما بدأ رحيم بالتحدث قائلاً: النهاردة مش أنا اللي هحكم .. اللي هيحكم هي نفس البنت اللي في نظركوا ميته ..
نظر خلفه لتأتي منة من ذلك الباب وخلفها يقف حسام بجسده الصلب يُحثها علي التقدم وأخذ حقوقها منهم جميعاً بدون خوفِ أو ترددِ ..
انتشر الهرج والمرج في أرجاء الساحة وعمت الفوضي بينما الصدمة مازالت مُسيطره علي زوجها جلال الذي مازال مُحتفظ بجلسته وكل ما يدور بعقله قرار رحيم وماذا سيفعل به بسبب كذبه!..
أرتجفت أوصاله وهو يرى تلك النيران المندلعة من رحيم لتُصيب خوفه في الصميم كالسهامِ الحارقة ..
تحدث رحيم بغضبِ قائلاً: هي دى اللي نزفت لحد ما ماتت يا جلال .. ازاى يجيلك الجرأة انك تتهم شخص برئ بإنه قتل وفي الأصل انت مخبيها وكنت بتعذبها كمان ها ؟!.. ولا كمان تتهم مرات الكبير كمان ..
أعاد رحيم أنظاره لمنة مره اخرى قائلاً: مين اللي اذاكي يا منه واي السبب اللي يخلي واطي زى دا يعمل كدا ؟.. قولي متخافيش انا معاكي وحقك هيجي من عين الكل..
نظرت للخلف لتجد ذلك الشخص المُنقذ لها يحثها للأمام في ابتسامة ارتسمت علي ثغره سريعًا مُرددا: خليكي شجاعه يا منة متخافيش ..

اقتربت منة من جلال الذي وقف أمامها لتري التهديد الواضح مُرتسم بمقلتيه الناظره لها في غضبِ وتهديد في آن واحد ..
ولكن أُصيب الكل بصدمة عند ارتفاع صوت قوى ارتطم بوجهه جلال وما هي إلا صفعه قوية تلاقها من تلك الضعيفة أمامه !؟ ..
تحسس وجنته وهو ينظر لعينيها التي تبدد فيهم الخوف الكامن اتجاهه ليحل محلهم نظره انتقام استطاع قراتها بوضوح.. ولكن اين ذهبت منة الضعيفة التي تهابه؟!..
خطي منها أكثر وهو يُكاد أن يرد لها تلك الصفعة بقوة أكبر ولكن تلك اليد قيدته في قسوة ..
نظر جلال للخلف ليجد حسام يقيده قائلاً: إياك تفكر تمد إيدك عليها ..
كانت عيون رحيم تفترس حسام بوضوحِ وقد قرأ أفكاره ارتسمت شبه ابتسامه علي ثغره لتتلاشي سريعًا وينصت لحديث منه المُنطلق في حزنِ ودموع متلاحقة بينما نبره القهر تُزين طيات حديثها..
كانت دموعها تتساقط على وجنتيها لتشبه الشلالات المُنهمرة ..
بينما حديثها كان كالسهام الموجهة في قلوب من حولها وخصوصاً أبيها..
_ كنت بحلم بالجامعة اللي هدخلها بمجهودي بس فجاءه لاقيت اتحكم عليا اني اتجوز من راجل في سن ابويا اتكلمت ورفضت بس كل ذنبي اني من عيله فقيره قدر جلال إنه يشتريها بفلوسه وتهديده لابويا اللي اضطر يجوز بنته عشان بقيت بناته التانيين .. اما جلال كان عاوزني عشان اجيب الوريث بس الحقيقي كنت هناك مجرد خدامة بتتصبح بعلقه وتتمسي بيها .. لحد ما جه في يوم ومراته الاولي خدتني عشان توديني لدكتورة مكنتش اعرف انا راحه لدكتورة اعمل اي ولا ليه .. بس دكتورة فيروز كانت اطيب حد اشوفه في حياتي عملتني وكأني بني ادمه بجد .. لما روحت لاقيته قاعد مع راجل كبير في السن بيخططوا في موتي وازاي هيوقعوا الدكتورة فيها ويقولوا انها السبب ..
اجهشت في بكاءِ عنيف مُردده : ولما اعترضت وبدات اقول لا .. ضربوني وحبسوني وطلعوا للكل اني ميته ، سمعت صوتهم عليا وكلامهم المزيف ومكنتش قادرة اتكلم ..
اقتربت والدتها منها وهي تحتضنها ليبكي كلا منهما في قهر ولكن والدتها تحمل نفسها الآثام بسبب ضعفها وفشلها بالدافع عن ابنتها .. اما ابيها كاد ان يبكي دما علي ما اصاب فلذة كبده التي القاها في تلك النيران بيده شعوره بالعجز وخوفه جعلت من ابنته الغالية دُمية تبكي قهراً امامه..
حاولت السيطرة علي دموعها ولكنها تفشل ..كلما هدأت تعود لتنهار حصونها مره اخرى بصوتِ يعلو سابقه..
مازال رحيم يحتفظ بمالمحه الحادة وهو يستمع لحديثها المُخترق لسمعه..ليخرج عن صمته قائلاً: تعرفي مين الراجل دا يا منة؟!..
اؤمت رأسها بالنفي بينما دموعها مازالت متمردة علي وجنتيها في ألم يعتصر فؤادها..
استكمل رحيم حديثه قائلاً: أنتِ اللي هتحكمي عليه واللي هتقوليه هو اللي هيتنفذ بس نسمع كلامه الاول لو عنده..
أعاد أنظاره لجلال المُرتجف قلقًا قائلاً: عندك كلام يا جلال عاوز تقوله!؟ .. عاوز تدافع عن نفسك ازاى ؟..
نظر جلال للأسفل في خزى مُردداً: كل اللي قالته هي صح ..
_ مين الراجل اللي كان معاك يا جلال ؟!..
اؤمي جلال رأسه بالنفي قائلاً: معرفوش ..
وقف رحيم أمامه بغضبِ قائلاً: ازاى يعني متعرفوش !؟..
استكمل جلال حديثه بينما عقله يعيد تهديد ذلك الرجل له بأبنائه إذا تحدث وأفصح عن اسمه.. قائلاً: مقدرش اقول اسمه يا رحيم بيه مقدرش ..
ابتسم رحيم بسخرية وقد صدق ما يفكر به .. ليتحدث قائلاً: براحتك بس هيروح مني فين ولا انت هتروح مني فين يا جلال ؟..
اقترب رحيم من تلك الباكية قهراً قائلاً: إنتِ اللي هتحكمي عليه وهتحددي عقابه والتعويض اللي عاوزاه كله ..
ازالت دموعها بعنفِ لتقترب من جلال الواجم لتقرأ ملامح القهر بعنيه ..
ابتسمت بسخريه مُردده بنبرآت شامته وشامخة في آن واحدِ قائلة: يتنازل عن املاكه كلها ويشتغل ويحس بالناس اللي بيبيع ويشترى فيهم .. وانا مش عاوزه اي حاجه من الاملاك دى في غيرى كتير محتاجينها اكتر .. انا كل اللي عاوزاه إنه يطلقني و يتوفر ليا شغل عشان اقدر اساعد ابويا ومخليش اخواتي يتعرضوا لنفس اللي اتعرضت ليه انا…
تعالت الضجه من حولها اثر طالبها الغريب ولكن ما لمس روحها صوت ما قائلاً: ودي هتشتغل اي بقي ..
ليأتيه صوت امراه قائلة: يعيني عليها ولا بقت بنت ولا بقت متجوزه .. مستحيل حد يقبل يتجوزها بعد كدا ولا حتي يشغلها ..
اغمضت عينيها في محاولة فاشلة للتحكم في دموعها اثر تلك الكلمات المخترقة لفؤادها قبل عقلها..
انتبه حسام للحديث المُدار بين الناس حولهم و تلك الواجمه أمامه بينما دموعها تُعبر عن مدى حُزنها .. كاد أن يتحدث ولكن صوت رحيم كان الأسبق..
_ كلامك هيتنفذ بالكلمة يا منة .. بس مصاريفك أنتِ وأخواتك هتكون عليا متشليش هم ..
ليعيد أنظاره لجلال قائلاً: طلقها يا جلال ..
_ أنتِ طالق طالق طالق..
ارتسمت ابتسامه علي ثغرها المُرتجف ببكاءِ ليشع أمل صغير بفؤادها..
جاءها صوت زوجته الأولى من خلفها مُرددة: منك لله روحي .. ذليتي الراجل بالطريقة دى منك لله ..
لتقترب منها أكثر قائلة: بس أنتِ كمان اتفضحتي وهتفضلي طول عمرك كدا زى بيت الوقف ولا هتلاقي حد يتجوزك ولا هتلاقي حد يبص علي اخواتك بسببك كمان ..
كادت أن تتحدث ولكن أوقفها حديث حسام قائلاً بصوتِ جهوري: منة من دلوقتي تخصني انا وبعد شهور عدتها هتكون مراتي ومن دلوقتي اللي هيغلط في حقها بكلمه واحده هيبقي غلط فيا انا شخصياً وانتوا عارفين اللي يغلط في حقي بيحصل فيه اي!..
ابتسم رحيم لحديثه ليستكمل هو قائلاً: منة من دلوقتي بقت واحدة من الهوارية واللي هيغلط في حقها ولا في حق أهلها هيواجه عقاب هيزعله.. ومن دلوقتي لحد ما يتم زواجها هتقعد معززه مكرمة في بيتها ..
كانت الصدمة حليفتها للمرة الثانية من حديث ذلك المجهول ودفاعُه عنها .. ولكن لماذا يتحمل خطأ ليس خطأه..
لتتقابل أنظارهم في تساؤلات ستظل مجهولة إلا أن يلتقوا من جديد وتعلم بالمجهول الذي ستواجه..
بينما علي الجهه الاخرى يقف ذلك الغريب وتلك الابتسامة تُزين وجهه من انتصار لتلك الفتاة.. فذلك رحيم الذي طالما سمع به.. الان علم لما كانت فخورة بيه لذلك الحد !؟..
****************************
تجلس فيروز بجانب ريم في شرود وكذلك ريم لم تقل حزن وصمت عن فيروز الجالسة بجانبها .. هل تحزن علي صديقتها وابنه عمتها ام علي أخيها ؟!.. ام تحزن علي حالها وتفكيرها الذي يزداد ل و
كريم الذي يُعقد قرآنه بعد يومين رغم هروبها المتواصل من ذلك الشعور ..
أغمضت مُقلتيها لتملي رئتيها بالهواء لعلها تسطيع محو ذكرياتها وتلك الأيام ..
بينما فيروز تسبح في شرودها وتغيره معاها .. لم تعلم ما السبب وراء تعامله الجاف معاها والان تنتظر قراره لتحديد مصيرها بشأن مشكله لم يكن لديها صلة بها ..
آفاق كلا منهما علي صوت ذكريا وهو يخطو للداخل لأخذ ورق خاص ب رحيم ..
أوقفته فيروز قائلة: حصل اي يا ذكريا ؟..
ابتسم ذكريا قائلاً: حصل معجزة يا فيروز هنام ..
قفزت ريم من محلها قائلة: حصل اي يا ذكريا..
استكمل ذكريا حديثه قائلاً: البت منة طلعت عايشة وجت في نص الساحة واعترفت عليهم واتضح أن في واحد هو اللي مخطط دا كله وعاوز يوقعك في مصيبة ومش بس كدا دا حسام بيه قال كمان أنه هيتجوز منة بعد العده ..
كانت فيروز تستولي عليها الصدمة ولكن ريم كانت صدمتها اكبر .. أليس ذلك حسام المُغني بحبها هل استطاع نسينها بتلك السرعة.!؟..
ارتسمت ابتسامه سخريه علي شفاتيها وهي تجلس محلها من جديد ..
بينما فيروز كسرت الصمت قائلة: رحيم فين يا ذكريا!؟..
_ الاستاذ رحيم قاعد مع واحد من البهوات كدا جاي من مصر وكان بيدور علي رحيم بيه عشان عاوزة ..
ليتركها ويذهب في حيرة من أمرها .. هو يعلم بمصدقيتها إذا لما عاملها بتلك الطريقة الجافة أمام الجميع؟!..
************************
في فيلا النجعاوي..
يجلس وليد مُستند علي جزع أحد الأشجار بينما عقله وفؤاده مع تلك التي أصبحت زوجتة في ليله وضحاها.. يشعر بالذنب اتجاها، فهو يعلم بأنه سيُحطم ما تبقي من فؤادها ولكن لن يستطيع التفوه بالحقيقة..
شعر بتلك التي تجلس بجانبه وابتسامتها تُزين ثغرها.. تمني أن تصبح صورتها أمامه دائما ليسبح في جمالها الخلاب..
قطع تأمله صوتها مُرددة بنبرآت خافتة: جبتلك شاي .. انا عارفه انك لما بتسكت كدا يبقي اكيد مصدع ومش طايق نفسك فقولي كدا حصل اي ومالك يا وليد!؟..
ابتسم تلقائيا من ثأثرها بشروده وصمته ليتحدث قائلاً: انا كويس بس الشغل مع جدك صعب شوية فمطلع عيني ..
قفز لعلقها العديد من التساؤلات لتستكمل حديثها قائلة: اه صح انت من عيلة الهوارية ليه قاعد هنا ولية شغال مع جدو مش مع عيلتك.. وشغال اي اصلا؟..
مازال يحتفظ بابتسامته ليردد قائلاً: اي كل الأسئلة دى ؟.. وبعدين اي قاعد هنا لية؟!.. اقوم امشي يعني ؟..
اؤمت رأسها بالنفي سريعاً قائلة: لا والله مش قصدى كدا .. انا بس..
أوقفها قائلاً: انا عارف قصدك اي يا فرح وكل الأسئلة دى هجاوبك عليها متقلقيش بس دا مش وقت الإجابة ..
كادت أن تتحدث ليوقفها صوت هاتفه المُعلن عن اتصال شخصِ ما ..
التفت وليد إليها قائلاً: اي رايك تروحي تجيبي شاي تاني بدل اللي سقع دا وتيجيبي لنفسك كمان وهاتي شويه بقسماط عشان القاعده تحلو ..
احتلت الابتسامة علي معالم وجهها لتتركه يتحدث بحرية وتذهب لتأتي بالشاي والمقسماط كما قال ..
اطمئن بأنها تبتعد ليجيب علي هاتفه قائلاً: عاوز اي دلوقت يا … لا استني كدا كفايه توريطه الجواز دى والبت الغلبانه اللي متعرفش حاجه عن هدفي من الجواز دا ..
كاد أن يستكمل حديثه ليصعق عندما رآها تقف خلفه في صمتِ ولكن عندما راي رجفة يديها وثغرها ودموعها التي تتسابق بالهبوط علم بأنها استمعت لحديثه….
********************

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أصفاد الصعيد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى