روايات

رواية أصبحت خادمة لزوجي الفصل السادس عشر 16 بقلم هبة الفقي

رواية أصبحت خادمة لزوجي الفصل السادس عشر 16 بقلم هبة الفقي

رواية أصبحت خادمة لزوجي الجزء السادس عشر

رواية أصبحت خادمة لزوجي البارت السادس عشر

أصبحت خادمة لزوجي
أصبحت خادمة لزوجي

رواية أصبحت خادمة لزوجي الحلقة السادسة عشر

————<<<<< في دار الأيتام >>>>>————-
———————————————————
نجدها تتململ بكسل في نومتها ومن ثم تفتح عينيها بتثاقل لتنظر إلي أرجاء الغرفه وتقول بصوت متحشرج : أنا فين .
عايده : انتي ف الملجأ ي حسناء….نسيتي ولا ايه .
وهنا تتذكر كل ماحدث وكيف عانت كثيراً ليلة أمس فيعبث وجهها وتمتلئ عينيها بالدموع ومن ثم تبدأ بالبكاء ولكن ليس كأمس….عايده وهي تربت علي كتفها : خلاص ي حبيبتي ماعدتيش تعيطي….واهدي كده عشان تعرفي تتكلمي وتقوليلي أيه اللي حصلك امبارح وخلاكي منهاره بالشكل دا….ولكن الآخري لاتزال مستمره في البكاء فتكمل : خلاص لو سبب شخصي ومش عايزه تتكلمي فيه أنا مش هضغط عليكي وهسيبك براحتك….بس عشان خاطري اهدي وماتعمليش ف نفسك كده….شوفي عنيكي بقيت حمره وورمت إزاي….وهنا حسناء بدأت تهدأ تماماً وتحدثت من بين شهقاتها بصوت مبحوح : خلاص سكت اهو وماعدتش هعيط….أنا عايزه أقولك إني…..ولكن قاطعها دخول إحدي العاملات لتُعلم السيده عايده بأن الطبيب الخاص بالدار يريد لقائها وهو بإنتظارها في مكتبها….فتتحدث عايده : طيب روحي إنتي وأنا جايه وراكي….وبعدما إنصرفت العامله وجهت كلامها لحسناء قائله : أنا همشي دلوقتي وهنكمل كلامنا بعدين….اهو حتي تكوني هديتي أكتر .
أومأت لها برأسها ومن ثم خرجت الاخري….وهنا بدأت حيرتها….هل تخبرها بكل ماحدث معها أم تختلق كذبه جديده كعادتها….هل ستساندها أم ستتخلي عنها بحجة أنها لا تريد المشاكل وهذا حقها….فمن ذا الذي يقبل بحماية فتاه هاربه من بيتها وليس كذلك فقط بل مطارده من قبل بلطجيه….وتنتهي حيرتها بحسم الأمر ألا وهو أنها لن تخبرها بأي شئ سوي أنها تركت عملها لأن أصحاب المنزل قد سافروا وأثناء رحلتها إلي هنا كادت أن تتعرض لحادث فلذا تجد أن أعصابها قد تلفت مما كاد أن يحدث لها….يالكي من كاذبه….انظري الي نفسك….لقد أصبح الكذب يجري في عروقك….فلتخبريني كم من كذبه إختلقتي كي تهربي من واقعك….هيا أجيبي….لم أكن أظن بأن حسناء الخلوقه تفعل مثل هذا….ألا تعرفي بأن الكذب مرض….وعندما يتمكن منك لن تستطيعي التخلص منه….إلي متي ستظلي تدعي مالم يحدث….لما لا تخبري الجميع بمأساتك….أأنت تخجلي من واقعك ولا تخجلي من الكذب….حقاً أنا مشفقه عليك….أنت لست حسناء التي أعرفها….أين هي تلك الفتاه التي لم تكن تنطق بالكذب قط….أين تلك التي كانت تقول الحق حتي ولو كانت مخطئه….أين هي….هيا أجيبي….بما تريدي أن أجيب….أأعترف بخيبتي للجميع….أأقول بأني فتاه يتيمة الأبوين وأعامل كالخادمه في بيتي….أأقول بأني جاهله لم أُكمل تعليمي….أأقول بأني دائماً ضعيفه ومُهانه….لقد بُعثرت كرامتي كثيراً ولم يتبقي منها سوي القليل….ومن حقي أن أحفظ ماتبقي وأصون ماء وجهي .
وحان الآن دوري كي أسالك وإن كنتي تملكي إجابه فلتريحيني بها….هل سيقدر الجميع ظروفي أو بالأحري هل سيصدقون كل ما مررت به….من سيعوضني عن الأيام التي مضت من حياتي ولم أعش بها ككل من هو بعمري….هل كل زميلاتي يخدمن في البيوت مثلي….هل يعاملن بقسوه كما أعامل أنا….لا أعرف ماذا فعلت أنا ليحدث لي كل هذا….أقسم لك بأني دائماً أفكر بالإنتحار لكي أستريح ولكن ماذا أنا بفعاله لو مت كافره….فبهذا أكون قد خسرت دنيتي وآخرتي….دائماً مايتردد في مسامعي كلام أبي عمن مات منتحراً….كنت لا أزال صغيره آن ذاك ولم أكن أفهم مايقول….والآن فقط أدركت….فكان يقول : لا أعرف لما الجميع يريد أن يتخلص من مشاكله بالإنتحار وينهي حياته بإعلان كفره….أهذا هو الحل….أكل من يُقدم عليه مستعد للقاء ربه….ألا يعرف بأن خالقه أرحم عليه من نفسه….الله لن يتركك هكذا….حتي وإن أطال عليك فهو يختبر صبرك وحتماً سيجبر بخاطرك جبراً يعجب له أهل السماء….فهو لن يغلق كل الأبواب بوجهك ويجعل لك باب الانتحار هو السبيل الوحيد لتخطي ما أنت فيه….نحن فقط من نختار الطريق الأسهل….نحن من أصبحنا ضعفاء نخشي فقط هموم الدنيا ولا نخشي عذاب الاخره….فلتصبر وإن فرجه لقريب .
كم هو مريح أن أتذكر ماكان يقوله أبي….وأين هو الآن ليري حالي….ويري كيف أصبحت كالمشرده….بلا مأوي….رحمك الله يا أبي وجعل مثواك الجنه….ولكن دعونا من هذا فبما يفيد الكلام في حالتي هذه….من الأفضل أن أصمت وألا أفكر فيما مضي وأتطلع لما هو آت….وهنا تلتقط حقيبتها ومن ثم تفتحها وتخرج هاتفها….ماذا ستفعل به تلك….هل تنوي بيعه أم ماذا….ظلت شارده به لفتره ليست بالكبيره إلي أن قطع شرودها إضاءة الشاشه معلنه عن مكالمه وارده من جواد….ماذا أهو جواد أم أنني فقط أتخيل….كانت غير مصدقه لدرجه جعلتها تفرك عينيها للتأكد مما تراه….وسريعاً ما همت بالضغط علي زر الفتح ولكن تراجعت عندما تذكرت تجاهله لها طيلة تلك الفتره الماضيه….انتهي الاتصال ولكن الآخر عاود الإتصال ثانية….أما الاخري فكانت في حيره بين عقلها وقلبها….فالقلب يريد والعقل يمتنع….ظلت هكذا تتجاهل مهاتفاته إلي أن إنهارت حصونها وضغطت علي زر الفتح ووضعت الهاتف علي أذنها….وبمجرد أن سمعت صوته حتي دخلت بنوبة بكاء ولم تستطع الحديث فكلما حاولت التكلم داهمتها تلك الشهقات اللعينه التي تصحب البكاء….ظلت هكذا لفتره غير قادره علي الحديث أو حتي إيقاف البكاء….وفي النهايه قامت بإنهاء المكالمه وإنطوت علي نفسها تُكمل بكائها إلي أن نامت مره أخري….فهو الشخص الوحيد الأقرب لقلبها….ولمجرد سماع صوته أرجع لها الشريط الأسود لما حدث معها .
————–<<<<< عند جواد >>>>>—————-
———————————————————
نجده يكاد يموت خوفاً عليها وأخذ التفكير يلعب برأسه….تُري ماذا بها….لقد آلمني قلبي لسماع بكائها….ماذا أصابكي ي صغيرتي….ألم تكتفي الدنيا من إيذائك….ماذا فعلتي انت لكل هذا….ولكن إطمئني فأنا لن أتركك هكذا….وسأعوضك عن كل ماحدث لك….وهنا يتنبه لحازم وهو يقول : إنت سرحان ف أيه كده ي ابني….ايه حكايتك انهارده….وبعدين بمناسبة اي يعني بتكلم حسناء….انت ف أيه ولا ف أيه .
جواد بحزن : أنا لما فتحت تليفوني لقيتها متصله كتير قبل كده فخوفت يكون حصلها حاجه وإتصلت عليها لكن ماكنتش بترد ولما ردت قعدت تعيط جامد وبعد كده قفلت….أنا قلقان عليها اوي….ثم أمسك هاتفه ثانية واكمل حديثه قائلاً : انا هتصل عليها تاني….وكاد ان يفعل ذلك ولكن حازم اوقفه وقال : استني….انت هتعمل اي….انت دخلك اي بمشاكلها وحالها….وبعدين مش واخد بالك ي جواد انك مهتم بيها زياده عن اللزوم….انا كنت فاكر انك كنت بتعمل كده بحكم انها ف بيتكم وبنت ضعيفه مالهاش ف المشاكل وصعبانه عليك لكن شكل الموضوع غير كده لأن انت المفروض كنت تقطع علاقتك بيها من بعد ما سابت البيت بس انت ماعملتش كده….احكيلي بصراحه….وقولي اي حكايتك مع حسناء ي جواد .
جواد بضيق : حكاية اي ي حازم ماتكبرش الموضوع .
حازم بحده : لأ هكبره….عارف ليه؟!….عشان انت باين عليك اوي انك بتحبها….انت مش شايف وشك اصفر ازاي من الخوف عليها….بس للأسف انت حبيت واحده مستحيل تربط بيها….نصيحه مني ي جواد عشان لا تجيب المشاكل لا ليك ولا ليها ابعد عنها وطلعها من حياتك….لأن صدقني إنت لو خطيت خطوه واحده ف موضوع حسناء دا او فكرت انك تتجوزها حمزة مش هيعديها علي خير وهيقلب الدنيا وهتحصل مشاكل احنا ف غني عنها….فعشان خاطري ي جواد ابعد عن حسناء واقصر الشر لأن والله حمزة ماهيسيبها ف حالها .
جواد بعصبيه : وهوا داخله اي….اتجوزها ماتجوزهاش مالوش دعوه….وبعدين تقصد اي بمش هيسيبها ف حالها….هيعمل فيها اي يعني .
حازم : انت عارف كويس اوي ان حمزة مابيحبهاش وإنه فاكر إنها بتمثل دور البنت الغلبانه عشان تتجوز حد منكم ولو انت اتجوزتها او حتي فتحت الموضوع كده هتأكدله إن ظنه فعلاً كان صح….واكيد عمره ماهيقبل بكده وهيعمل المستحيل عشان يبعدها عن طريقك….فلو فعلاً بتحبها ماتجيبش سيرتها تاني ولا تقول انك بتكلمها لأن حمزة قاسي ومابيتفاهمش ولو الموضوع طلب انه يإزيها….هيإزيها….من غير مايتردد….لانه بيكرهها لدرجه ماتتخيلهاش .
جواد بعصبيه : يإزيها؟!….ازاي يعني مش فاهم؟!….ولما هوا بيكرهها شاغل باله بيها ليه؟!….كانت عملت فيه اي يعني للدرجه اللي توصله انه يعمل فيها حاجه….انا علي فكره مش هسكت ولا هسيبها….واول ما أخف بإذن الله هكلم بابا ف الموضوع .
جواد بتحذير : صدقني انت كده هضيعها من ايدك وعمرها ماهتبقي ليك….ماتتعشمش ف احبال دايبه وتمشي ف سكه هتوجعك ف الآخر .
لم يرد عليه الآخر وإنما أرجع رأسه للخلف وشرد فيما قاله حازم للتو….هكذا هي الحياه ي صديقي تخضع فقط لقوانين الأقوياء….وإن كنت تريد نصيحتي حاول نسيان حبها….لأن هذا الحب لن يأتي إلا بالأذي لك ولها….أعرف بأن ذلك القرار سيكون الأصعب ولكن ليس لديك خيار إن كنت تحبها….ماذا تقولي أنت أنسي ماذا….أتريدي أن أتركها بهذه السهوله….أقسم لك بأنني لن أتخلي عنها مهما حدث فليس لي سواها حبيبه .
——–<<<<< في غرفة ليلي بالقصر >>>>>——-
———————————————————
نجدها تتحدث بدموع : عملت ليه كده ي عز….معقول هان عليك حمزة واتخليت عنه بالسهوله دي أُمال لو ماكنتش ابوه….حرام عليك والله لما تحرمه مننا وتسيبه لوحده كده….وعشان تكون عارف أنا مش هعقد ف البيت ثانية واحده بعد كده لو مارجعتليش ابني .
عزالدين بحده : ايه الكلام اللي انتي بتقوليه دا….انتي عارفه كويس انا عملت كده ليه….صدقيني دي الحاجه الوحيده اللي هقدر اضغط عليه بيها….ابنك حمزة لازم يتغير .
ليلي بإنهيار : لا….لا ي عز عشان خاطري ماتبقاش قاسي عليه كده….ورجعه يعيش معانا….مش صعبان عليك قعدته لوحده كده بعيد عننا ومش عارفين عنه حاجه .
عزالدين بقلق : اهدي بس ي ليلي عشان نعرف نتكلم ونوصل لحل يرضينا كلنا .
ليلي : أنا مش ههدي ولا هسكت غير لما ترجعلي ابني تاني….انا ماكنتش أتوقع انك تعمل فيه كده….الله أعلم حالته دلوقتي عامله ازاي….أنا مش هسامحك ي عز لو جرالي حاجه ومالحقتش اشوف ابني تاني .
عزالدين بعصبيه : انتي ليه محسساني إنه مش ابني وانك هتخافي عليه اكتر مني….انا مش فاهم انتوا ليه مش عايزين تفهموا اني بعمل كده لمصلحته….ليه مش عايزين تفكروا ف شعوري لما كنت بطرده وشبه بتبري منه….ليه مش عايزين تعذروني وتقدروا موقفي….فاكرين يعني اني ماندمتش ع اللي عملته….والله ندمت وبتمني لو كنت مسكت اعصابي واتصرفت بطريقه احسن من كده….بس اعمل اي….مافيش اب هيستحمل يشوف ابنه وهو بيضيع عمره وحياته ويقف يتفرج عليه….بس عشان يكون ف علمك أنا مش هرجع عن القرار اللي اخدته دا .
ليلي بدموع : لأ عشان خاطري ي عز….خليه يرجع وعاقبه بأي طريقه غير انه يبعد عني .
لا ننكر أن قلب عزالدين لم يعد قادراً علي تحمل دموع زوجته وانهارت جميع حصونه وقرر الإستسلام رأفة بها وبحالتها فهي ان كانت تتحمل غيابه الآن فلن تتحمله غداً….إضافة إلي انه يعرف بأن أن حمزة عنيد ولن يخضع بسهوله لذا قرر أن يتراجع ويسمح له بالرجوع ولكن بشرط….ومن المفترض عزيزتي أن تكوني قد خمنتي ما هذا الشرط….لذلك نجد عز الدين يتحدث بهدوء : خلاص ي ليلي هدي نفسك وماعدتيش تعيطي واوعدك اني هرجعه تاني بس مش دلوقتي….هسيبه بس كام يوم كمان كده .
ليلي بفرح : بجد ي عز….كنت عارفه انه مش هيهون عليك….بس عشان خاطري ماطولش وقول لحازم يجيبلي رقمه عشان ابقي اكلمه .
عزالدين وهو يقبل رأسها : حاضر هقوله بس استريحي انتي وخلي بالك من نفسك عشان انا هروح لجواد دلوقتي وهبات معاه .
ليلي : ابقي كلمني لما توصل عشان ابقي اطمن عليه .
أومأ لها برأسه ومن ثم قبل رأسها مرة أخري وخرج من الغرفه عازماً علي تنفيذ ما رأسه….ينتابني الفضول لمعرفة ردة فعل ذلك الحجر علي قرار ابيه….هل سيوافق ام سيرفض كعادته….هل حبه لوالدته سيجبره علي الخضوع….يبدو أن القادم سيكون مشوقاً .
———–<<<<< في شقة حمزة >>>>>————–
———————————————————
نجده يقف في شرفته شارداً….تُري بماذا يفكر….أيفكر في مصيره بعدما هُدمت حياته وخسر كل شئ….أم يفكر بوالدته التي يموت شوقاً لها….أو أنه يفكر في تلك المسكينه التي يبدو أنه لا ينتوي لها الخير ابداً….ويفيق من شروده ذاك علي صوت قرع علي الباب فيخرج من غرفته سريعاً متجهاً نحوه وبعدما فتحه لم يجد أحد….فيقوم بصفعه بكل قوته ويقول بعصبيه : عالم ولاد **** انا ناقص جنان….جاتكوا قرف….تُري ما الأمر….لما بابه هو بالأخص الذي يدق في هذه الساعه من حين لآخر….هل فعلاً البنايه مسكونه من قبل تلك الكائنات مجهولة الهويه كما قال حازم….أم أن هذا يحدث لسبب مجهول سنعرفه فيما بعد….صارحة لا أعرف وليس لدي القدره علي التخمين….ولكن حدثي يخبرني بأن هذا سيترتب عليه أمراً ما لن يخطر ببالنا….بالتأكيد سنعرف….ولكن متي؟!….هذا ما لا اعرفه .

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أصبحت خادمة لزوجي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى