روايات

رواية أجنبية بقبضة صعيدي الفصل السادس 6 بقلم نور زيزو

رواية أجنبية بقبضة صعيدي الفصل السادس 6 بقلم نور زيزو

رواية أجنبية بقبضة صعيدي البارت السادس

رواية أجنبية بقبضة صعيدي الجزء السادس

رواية أجنبية بقبضة صعيدي
رواية أجنبية بقبضة صعيدي

رواية أجنبية بقبضة صعيدي الحلقة السادسة

ظل”عاصم” يحدق بوجهها وهو جالسًا على المقعد جوار الفراش ونائمة، حديثها وكلماتها تتردد كثيرًا فى أذنيه، الجميع يعاقبها ويعنفها على ما لا تفعله، ما زالت طفلة كما يقول لكنها تحمل على أكتافها بقلبها أثقالًا كثيرًا…
أستيقظت “حلا” بصباح اليوم التالي وشعرت بثقل على أكتافها من ذراعيه فتنهدت بخفوت وأختناق ثم تسللت من بين يده وجلست على الفراش تحدق بوجهه فى صمت لا تصدق ما أنها نائمة هنا بين ذراعي رجل لا يعرف سوى القسوة فتساءلت كثيرًا ماذا يختلف “عصام” عن “ليام” جميعهم يقسون عليها ويدمرون حياتهم، ترجلت من الفراش وذهبت إلى المرحاض تأخذ حمام دافيء وأرتدت شورت قصير أزرق اللون وتي شيرت أصفر بحمالة ثم جلست تصفف شعرها فى صمت، سمعت صوته وهو يمطي جسده ويعتدل فى الجلوس على الفراش لم تنظر إليه بل تشبثت بغضبها منه وخصامه، نظر “عاصم” إليها وهى تتجاهله هناك وعادت ترتدي هذه الملابس مرة أخرى، نزل من فراشه وسار نحو المرحاض لتقف “حلا” مُسرعة وأخذت هاتفها تستعد للخروج فأستوقفها بأندهاش من ملابسها ثم قال:-
-أنتِ رايحة فين؟
أجابته بنبرة غليظة حادة دون أن تلتف إليه وقالت:-
-رايحة عند سارة في مانع
تحدث بحدة شديد وتحذير قائلًا:-
-متطلعيش برا الدار بالخلجات دى
لم تجيبه وغادرت ليدخل إلى المرحاض بضيق شديد من عقلها الطفولي المتمرد….
_________________________________

 

 

كانت “هيام” جالسة مع “جاسمين” فى الجامعة على الدرج غاضبة من “أدهم” وقد أختار موضوع بحثها الأصعب من بين الجامعة ولديها أسبوعًا واحدًا لتسليمه، تحدثت “جاسمين” بفضول شديد قائلة:-
-مش فاهمة أنا حصل أيه لكل دا؟
نظرت “هيام” إلى “أدهم” وهو يترجل من سيارته بعيدًا وكزت على أسنانها من الغيظ وبداخلها عاصفة قوية تتمني أن تقتله فى الحال ثم قالت:-
-أنا لازم أعمل البحث دا وأثبت له أنه أختياره ورهانه عليا خسران
جاء إليهم “تامر” وجلس جوارهم وهو يقول:-
-هو مين دا
تحاشت “هيام” النظر إليه ونظرت إلى صديقاتها ليُدهش “أدهم” وهو يسير نحو الدرج بها وهى تجلس مع “تامر” وتحدثه دون خوف من تهديده ليكز على أسنانه غاضبًا منها وخصيصًا عندما رأها تأخذ الدفتر من “تامر” وتساعده فى شيء، تمتمت “جاسمين” بنبرة خافتة وهى تنظر إلى الدفتر بمكر قائلة:-
-جاي عليا!!

 

 

تحدثت “هيام” بضيق شديد من صديقتها وأهتمامها بالنظر إليه:-
-همليه لحاله، مالناش صالح بيه
ذهب “أدهم” إلى المكتب مُنفعلًا جدًا من تمردها، طلب من رجل الأمن أن يحضرها إليه وبعد ساعتين جاءت إليه ببرود، رفع نظره إليها بضيق أكبر بسبب تأخيرها ليقول:-
-دا لسه فاكرة يا أستاذة
أجابته بنبرة باردة دون أن ترمقه بالنظر:-
-سورى يا دكتور كنت فى المكتبة بدور على اى حاجة فى البحث دى، أصل الدكتور بتاعي خلاني لوحدي وأختار موضوع بحث صعب فمحدش بيساعدني
عاد بظهره للخلف ببرود شديد ثم قال بغيرة مكبوحة بداخله:-
-والله يعنى أنتِ بتساعدي صحابك لكن هم مبيساعدوش
نظرت إليه بهدوء شديد ثم قالت:-
-والله انا حرة أساعد اللى انا عايزاه، لتاني مرة بلفت نظرك يا دكتور حضرتك معيدي مش ولي أمرى ولا خطيبي عشان تجولي أعمل أيه ومعملش أيه
غادرت المكتب دون أذن منه ليضرب المكتب بضيق أكثر، دلف صديقه بعد أن قابل “هيام” على باب الممكتب مُغادرة فتبسم إليه بعفوية وقالت:-
-معجول دى اللى معكر مزاجك أكدة
تأفف “أدهم” بضيق وهو ينزع رابطة عنقه بأختناق فتبسم صديقه وهو يقول:-
-دا الحب بيهدل بصحيح

 

 

 

_____________________________
بداخل شركة “الشرقاوي” للتجارة دلف السكرتير الخاص بـ “عصام” وعندما رأه “عاصم” تحدث بجدية وأغلق الأوراق الموجودة أمامه:-
-نبجى نكمل بعدين
خرج الموظفين معًا، رفع “عاصم” نظره إلى الموظف ليقول:-
-عملت أيه؟
أعطيه الموظف الظروف وهو يقول بحماس:-
-جدمت الورج ومن اللحظة دى الأنسة حلا طالبة فى كلية الهندسة سنة أولى
نظر “عاصم” لبطاقة الجامعة الخاصة بها ويتردد فى أذنيه لقب “الأنسة” الذي تفوه به هذا الشاب ليتمتم “عاصم” بخفوت وعينيه تحدق فى صورتها الموجودة فى البطاقة:-
-مرتي

 

 

أندهش الشاب من كلمته وكيف لفتاة بعمرها الصغير تصبح زوجة لراجل بمنتصف الثلاثينات وقليلًا من السنوات وسيصبح رجل أربعينى، تزوج بفتاة هو ضعف عمرها،غادر المكتب لينظر “عاصم” لأوراق الجامعة ثم قال:-
-أتمنى تتصالح
أكمل يومه كاملًا فى العمل ثم خرج من المكتب وأخذ الظرف فى يده بحماس رغم هدوءه الخارج وشموخه، بسمته التى حُرمت من الرسم علي شفتيه وكأنه رجلًا عجوزًا، أنطلق بسيارته إلى طريق منزله وعقله شاردًا بهذه الفتاة، حين يضمها إليه فى نومها يشعر وكأنه أبًا إليها أو بالأحرى يشعر بأنها جزءًا منه، كانت غرفته فارغة وبمثابة عالمه الوحيد الذي يسكنه وحده بعيدًا عن الجميع لكنها الآن أصبحت تشاركه فى عالمه الذي أقتحمته بكل سهولة وعبوس…
وصل للمنزل ودلف ليرى “مُفيدة” و”تحية” يتناولًا العشاء مع الفتيات، قالت “تحية” بعفوية:-
-حمدالله على السلامة، تعال أتعشي ويانا
أجابها بهدوء قائلًا:-
-بالهنا
صعدت إلى حيث غرفته وولج ليراها جالسة بفراشها فى صمت ولا مبالاة، خلع عمامته وترك نبوته من يده ودلف للمرحاض يغسل وجهه ويجففه بالمنشفة، نظر إليها وهى كما هى لا تتحرك أو تبالي بحضوره، تنحنح بحرج شديد ثم أخذ الظرف من فوق الطاولة وأخرج منه البطاقة ثم سار نحوها حتى جلس أمامها على الفراش وقال:-
-لساكي زعلانة
لم تجيب عليه فتنحنح بحرج شديد وهو يقول:-
-أنتِ اللى عصبتنى

 

 

 

تمتمت ببرود شديد دون ان تنظر إليه بل فتحت هاتفها تنظر به بأختناق:-
-وأيه الجديد أنا سبب كل حاجة بتحصل فى حياة الكل
تأفف بضيق من برودها ونظرها بالهاتف بأهمال لوجوده وحديثه ليسحب الهاتف من يدها بأنفعال وقال:-
-لما اتحدد وياكي تبصي ليا
لم تنظر إليه بل ظلت مُتحاشية النظر إليه، تضم ركبتيها إلى صدرها ومنكمشة فى نفسها بحزن شديد، قالت بهدوء:-
-لتكون جاي تضربني تاني؟؟!!
نظر “عاصم” إليها بصمت وتأفف يهدأ من روعته ثم قدم إليها بطاقة، نظرت إلى البطاقة غاضبة منه ثم رفعت نظرها إليه وقالت:-
-أيه دا؟
أشار إليها بأن تأخذه فأخذته بضيق شديد لتُدهش عندما رأت ماهيته وهو عبارة عن بطاقة دخولها للجامعة كطالبة رسمية، أتسعت عيني “حلا” على مصراعيها بأندهاش ولا تصدق ما تراه فرفعت نظرها سريعًا إليه وقالت:-
-أنت….
أجابها بهدوء ونبرة لطيفة خافتة:-
-جدمتلك فى الجامعة عشان متفوتكيش الإمتحانات وتجدرى من بكرة تروحي جامعتك
دهشت “حلا” من كلماته لكن سعادتها مُصاحبة بالخوف لتسأل بقلق:-
-أنت هتسيبنى أخرج

 

 

 

نظر لعينيها الخائفتين من الخروج وحدها ليقول بنبرة دافئة جادة مُطمئنة لها:-
-متخافيش، أنتِ فاكرة أن حد ممكن يجرب منك ولا يبص لك بصة متعجبكيش وأنتِ مرتي، متحطيش فى دماغك اللى بيحصل والمشاكل عيشي وانبسطي وحمايتك ومسئوليتك عليا
رغم غضبها من صفعه لها لكنه أختار أفضل طريقة يمتص بها غضبها، إعادتها للحياة وتنفيذ رغباتها كفيلين بأن تغفر له ما فعله، شعرت بسعادة تغمرها من الداخل خصيصًا أنه الوحيد الذي أهتم بترميم ما افسدته والدتها بها، ربما الصفعة إهانة لها لكن جامعتها بمثابة إعادة الروح المسلوبة من حياتها، رغم قساوته إلا أنه الوحيد من فكر بالأعتذار منها على ما فعله، حتى أخاها لم يهتم لمعانأتها أو بكاءها بل ظل بكل مرة يخذلها أكثر لذا لم تستطيع مقاومة لطف “عاصم” ودفئه الذي يظهر بمعاملته رغم اصطناعه للجحود والقسوة، أقتربت منه بحماس شديد للذهاب إلى الجامعة وقد قبلت بهديته الذي قدمها كأعتذار بل أصابها شعور الإمتنان إليه ووضعت قبلة على لحيته بعفوية وتقول ببراءة:-
-شكرًا
أتسعت عينيه على مصراعيها بأندهاش من فعلتها ليزدرد لعابه الجاف فى حلقه بأرتباك وهذا الشعور الغريب الذي أصابه كان جديدًا تمامًا على حياته فنظر إلي عينيها بتوتر، أرتبكت من نظراته الدافئة إليها فتنحنحت بحرج وتمتمت بتلعثم قائلة:-
-مكنش قصدى، من عاداتنا فى كاليفورنيا……
تحولت ربكته وملامحه للغضب السافر المُميت وابتلعت كلماتها بذعر حيث مسكها من ذراعها بقوة وجذبها إليه بأنفعال وقال مُحذرًا إياها:-
-إياكِ، إياكِ تعملي حاجة من عوايدكم هناك هنا، ناجص ألاجيكي بتحضني الرجالة وتجولي عشان عوايدنا
أومأت إليه بنعم خوفًا من غضبه الناري ونظراته القاتلة إليها، ترك أسر يدها بأختناق من كلمتها ثم وقف ليرحل لكنها استوقفته حين قالت:-

 

 

-عاصم
نظر إليها بضيق وهو لا ينسي كلماتها التى أغضبته لتقف على ركبتيها فوق الفراش ويديها تتشبث بوشاحه الموضوع حول عنقه لتضع قبلة أخري على وجنته الأخري وابتعدت بلطف تنظر إليه بعفوية عن قرب، حدق بها بذهول من فعلتها مرة أخري وكانت كأنها تلقي عليه تعويذة جديدة وهو لا يُدرك بأن حياته الهادئة ووحدة عزلته ستُدمر على يد هذه الفتاة الصغيرة، تحدثت “حلا” بلطف مُبتسمة إليه بإشراق:-
-أسفة لو عصبتك بكلامي
رمقها بنظراته الصامتة كلسانه الذي لم يتفوه بشيء، طريقة شُكرها وأعتذارها الجميلة جعلته يرغب بأغضابها مرة أخري أو تنفيذ شيء تريده حتى تشكره من جديد، أومأ إليها بنعم ثم غادر الغرفة وترجل الدرج مُرتبكًا وخجولًا من فعلتها العفوية، غادر الغرفة مُسرعة ووقف أمام الباب ووضع يده على وجنته بتوتر ملحوظ وشعر بحبيبات العرق تسيطر على جيبنه، أنفاسه الغير مُنتظمة وسرعة ضربات قلبه المُختلطة، هندم عباءته بخفوت ثم ذهب للخارج إلى حيث “حمدي” ليجلس معه فى الحديقة ويتذوق كوب الشاي الساخن المصنوع على الأخشاب الملتهبة من يديه بمثابة طقس يومي فى حياته، جلس معه شاردًا فى فعلتها ليقول “حمدي” وهو يضع الماء المغلي على النار:-
-مالك يا ولدي؟ فى حاجة غريبة النهاردة ما أنتش على بعضك
فاق “عاصم” من شروده ونظر إلى “حمدي” ليقول:-
-مفيش حاجة، تعب الشغل بس

 

 

تبسم “حمدي بخباثة شديد فليس هذه مرته الأولي فى العمل وأدرك أن هناك شيء بس تعرق “عاصم” الشديد وربما هذا الخجل الشديد سببه زواجه الذي أصبح شيئًا جديد فى حياته الهادئة والأنطوائية، ظل “عاصم” شاردًا ليتذكر ذلك الرجل الذي يسجنه فى الغرفة ثم قال بهدوء:-
-أبجى روحه لعياله
أندهش “حمدي” من قراره وسقط من الماء المغلي ولأول مرة “عاصم” يغفر لأحد أو يتركه يرحل بهذه السرعة، ظل يرمقه بدهشة وأدرك أن “عاصم” به شيء مُتغير بالتأكيد……
__________________________
أستعدت “سارة” و”هيام” صباحًا للذهاب إلي الجامعة وترجلوا للأسفل فقال “عاصم” بهدوء:-
-أستنوا حلا بتجهز وهتروح وياكم
نظروا الأثنين إليه ومعهم “مازن” الجالس على السفر مع “عاصم” فسألت “سارة” بهدوء وحذر شديد من حديثها معه:-
-هتروح ويانا فين؟
وضع المربي على قطعة الخبز ثم قال بهدوء:-
-الجامعة، أنا جدمتلها فى كلية الهندسة عشان الأمتحانات
نظر “مازن” إليه بأندهاش شديد من موافقته على خروج أخته للخارج وهناك من يترصد إليها فأخذه إلى مكتبه وقال:-
-هتروح الجامعة كيف؟ واللى برا
ألتف “عاصم” إليه بهدوء قائلًا:-
-وتفتكر الحل أننا نحبس هنا، مش هنستفاد حاجة غير نفسيتها اللى بتتدمر وعصبيتها اللى بتزيد، أنا عملت الحاجة اللى تبسطها

 

 

صاح “مازن” بأنفعال شديد ولأول مرة تكون نبرته ولهجته الغليظة هكذا مع “عاصم” قائلًا:-
-أنت عملت الحاجة اللى هتنزلها عن ودانك ورأسك، بمعنى أصلح تخلص منها ومن زنها ومهمش أبدًا هى ممكن يجري ليها أيه برا
ضرب “عاصم” مكتبه بيده بغضب سافر وقال:-
-أنا أعمل اللى انا عايزه، و دى مرتي ومحدش يجدر يرفع عينيه فيها، مهتخافش على مرتى أكتر منى يا مازن
فتح باب المكتب على سهو دون أذن ليتوقف شجارهما وكانت “مُفيدة” مُبتسمة بخبث شديد ثم قالت:-
-تعالي يا كبير شوف مرتك خارجة كيف؟
خرج معها دون ان يفهم كلماتها ورأها ترتدي بنطلون جينز ضيق جدًا كأنه أصبح جلد قدميها وقميص نسائي أبيض اللون بكم لكنه شفافًا يظهر ملابسها الداخلية لتتسع عينيه على مصراعيها وقال بغضب:-
-أيه اللى لابساه دا
تمتمت بعبوس شديد قائلًا:-
-مش قصير ولا عريان
صاح بها مُنفعلًا وقدميه تسير نحوها قائلاً:-
-زفت، أنتي لسبك كله مفهوش حاجة عدلة أبدًا، أمشي أسترى جسمك دا
كادت ان تتحدث ليستوقفها غاضبًا بكلماته:-
-من غير نجاش يا أكدة، يا تطلعي أوضتك ومفيش خروج

 

 

تذمرت بضيق شديد عليه وألتف تصعد الدرج وهى تضرب قدميها بالأرض ليقول بانفعال شديد:-
-متدبدبيش
تأفف بغيظ شديد حتى سمع أفأفتها من مكانه، رأى “حمدي” يدخل من باب المنزل فقال بوجه عابس وعينيه عليها وهى تصعد:-
-تعال يا حمدي
أخذه إلى المكتب وحدهما ثم قال بتحذير:-
-هتأخد حلا توصلها جوا الجامعة ومتسبيش الجامعة إلا لما ترجع معاك، طول ما هى مع أصحابها همهلها تعمل اللى هى عايزاه لكن متخرجش مع حد نهائيًا ولا تغيب عن نظرك، فاهمني زين
أومأ إليه بنعم ليقول “عاصم” بتحذير صارم:-
-بجول نهائيًا، وإذا عاندت وياك هبابة ولا حاجة متهملهاش تعمل اللى فى رأسها حتى لو أضطرت أنك تحبسها فى عربيتك وتكلمنى، حذري يا حمدي تغيب عن عينيك وأنا هبعت واحد من الشباب يحضر محاضراتها وياها وتكون تحت عينيه وياك من غير ما تعرف
أومأ إليه “حمدي” بنعم فى صمت على الرغم من فضوله الشديد لمعرفة سر خوف “عاصم” الشديد عليها، لم يرى “عاصم” خائفًا من قبل أو قلقانًا بهذا القدر ، تمتم “عاصم” بهدوء قائلًا:-
-من غير تفاصيلي، لازم تعرف أن الرجل اللى ضرب نارى على الدار بيراجبها وخطر عليها، عينك تبجي وسط رأسك يا حمدي دى مرتي
أومأ إليه بنعم ثم قال:-

 

 

-روح وطول بالك عليها النهاردة لأنك هتتعب معاها هبابة النهاردة عشان هتشتري حاجات وهى معاودة للدار
أشار “حمدي” على عينيه بعفوية وقال:-
-من عيني يا ولدي، متجلجش دى مرت ولدي وفى عيني
أومأ إليه بنعم ثم خرج ليراها تنزل من الأعلي مُرتدي تي شيرت بكم وفوقه سترة سوداء طويل مفتوح وبقط ولم تغير بنطلونها الضيق فهي لا تملك منه الفضفاض حتى هذه الملابس أستعارتها من “فريدة”، خرجت “سارة” و”هيام” من باب المنزل ليناديها “عاصم” بهدوء قائلًا:-
-حلا
ألتفت إليه غاضبة من تأخيرها بسببه، أشار إليها بأن تقترب فسارت نحوه مُتذمرة وعابسة، تتطلع بوجهه ثم قال:-
-أفردي وشك
رفعت نظرها إليه بضيق شديد ثم قالت:-
-بهدلتني قصاد الكل وعصبت عليا وعايزنى أفرد وشي
تبسم “عاصم” بخفة وهو يخرج من جيبه بطاقة بنكية ومدها إليه ليقول:-
-خليها وياكي عشان لو أحتجتي حاجة وعشان الحاجة اللى هتشتري
نظرت للبطاقة البنكية بهدوء وتردد ثم قالت بخوف شديد:-
-مش هتطلبهم منى بعدين، بصراحة مش هعرف أشتغل هنا زى كاليفورنيا عشان أدفع لك زى ماما
نظر “عاصم” إليها بأندهاش فهل كانت تعمل فى كاليفورنيا لأجل أمها ومصاريفها، تحدث بلطف ونبرة هادئة:-

 

 

 

-متجلجيش دى فيها مصروفك، أنتِ مرتى ومسئولة منى مش مدينة ليا، دا حجك، خديها ومتعوجش لليل، خلصي جامعتك على طول وتشتري اللى محتاجاه وتعاودي على طول وكيف ما جولت الصبح أوعاكي تجولي لـحمدي على حاجة لا أو ترفعي حسك عليه
أومأت إليه بنعم وهى تنظر إليه بأمتنان ثم أخذت البطاقة وهى تقف على أطراف أصابعها بعفوية ثم وضعت قبلة على وجنته ويديها تتكأ على ذراعه بسبب طوله وقصرها وقالت:-
-حاضر يا بابى
غادرت مُسرعة ليبتسم بخفة عليها وهى تدعوه بأبًا لها فهو يعاملها كأبنة له وقبلتها المًدللة الرقيقة تهمش شموخه ووقاره، حتى عبوس وجهه يتلاشي فور تقبيلها وتُرسم بسمة ناعمة على شفتيه، نظر حوله بحرج شديد من أهل منزله وكان شاكرًا بأن الجميع بغرفهم ولم يراه أحد وإلا سيصبح حديث المنزل كاملًا……
تعرفت “حلا” على الجامعة وكونت صدقات مع الجميع بعفويتها وبرائتها والجميع كان يرغب بالتقرب والتعرف على الفتاة التى تركت جامعة كاليفورنيا وجاءت لجامعتهم فالجميع يرغب فى السفر للدراسة فى الخارج، قصت لهم حياتها بعفوية لكن الذكريات الجيدة فقط ولم تخبر أحد عن زوجها، أنهت يومها وعادت مع حمدي والفتيات لمركز تجاري ضخمة وبدأت تختار الملابس الجديدة حتى يتوقف عن الشجار معها ولا تغضبه كثيرًا فهى أيَا يحاول جاهدًا فعل ما يسعدها، وشعورها الذي أصابها

 

 

اليوم بالذهاب للجامعة كانت سعادة لا توصف وشعرت بأنها ترغب فى شُكره كثيرًا وبأمتنان، خرج “حمدي” أولًا من المكان حاملًا للحقائب ليضعها بالسيارة ثم عاد للمكان وأتسعت عينيه على مصراعيها بصدمة ألجمته وخوف شديد عندما رأي “سارة” تركض فى المكان وملامح وجهها الخائفة أنذرته بشؤم قادم فقالت بهلع:-
-دور يا عم حمدي ويانا، أنا مش لاجية حلا
صُدم من كلماتها وأسرع ركضًا فى المكان بهلع لكنه لم يعثر عليها وبعد مرور ساعة شعر فيها بالعجز الشديد من العثور عليها فأتصل بـ “عاصم” يخبره بأختفاء زوجته التى حذره من فقدها…
أنتفض “عاصم” من مقعده فى الشركة بعد سماعه لخبر أختفاءها………

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أجنبية بقبضة صعيدي)

‫12 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى