رواية رفقا بي يا قاتلي الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم سولييه نصار
رواية رفقا بي يا قاتلي الجزء الثالث والعشرون
رواية رفقا بي يا قاتلي البارت الثالث والعشرون
رواية رفقا بي يا قاتلي الحلقة الثالثة والعشرون
الفصل الثالث والعشرون (صدمة )
عرفت إني أحبها عندما كدت أن أخسرها !!!
………..
-أنت بتهزر صح …قول انك بتهزر يا مراد ….
قالتها هنا وقد ترطبت عينيها بفعل الدموع …شعرت بألم حاد في قلبها وهي تبحث في عينيه عن أثر للمزاح فتختنق وهي لا تجد….
-مراد …انت بتهزر …اكيد.بتهزر …انت مستحيل تتخلى عني …أنت بتحبني …انت قولت كده !!!
أغمض مراد عينيه وضميره يجلده بسببها…ولكنه قرر المضي للنهاية …هو ليس مستعد لخسارة منار …لا يمكنه أن يخسر حبه الذي وجده أخيراً …
-تعالى يا هنا اقعدي واسمعيني كويس …
قالها مراد وهو يمسك كفها ويجذبها إلى الأريكة حتي تجلس عليها…جلست وهي تنظر إليه…الدموع لا تنفك تنفجر من عينيها وهي تنظر إليه …تشعر بشئ بغيض يطبق على صدرها ….
كان مراد يفرك كفيه بتوتر …لا يعرف من أين يبدأ …كانت هنا تنظر إليه وهي لا تتوقف عن البكاء …استطاع أن يرى الجرح العميق بأعينها ….
-مراد انت عايز تسيبني. تسيبني أنا يا مراد ؟!!
حرام عليك ليه تعمل فيا كده …ليه يا مراد …
-هنا أنا لو اعتذرتلك من هنا لبكرة مش هيكون كفاية …أنا عمري ما انكر غلطي في حقك …أنا غلطت وانا اسف…اسف جدا …كنت فاكر حاجات وحاسس بحاجات واكتشفت أن كل أفكاري ….كل مشاعري مش حقيقية …اكتشفت أن كان في أيدي السعادة وانا بغبائي ضيعتها …بس مش هضيع فرصتي اني ارجع سعادتي مرة تاني واصلح حياتي …
نهنهت ببكاء وقالت :
-م…مش فاهمة …قصدك ايه …قصدك ايه يا مراد ؟!
ابتلع ريقه وقال :
-هنا أنا بحب مراتي …بحبها اووي …صحيح مكنتش عارف ده من البداية وحطيت في بالي انها ملكي وكنت مطمن وطمعت لما ضمنت حبها ليا …بس ده كله تلاشى لما اتجوزتك…حسيت اني بخسرها…ومع كل خطوة كانت بتاخدها بعيد عني كنت بحس اني مخنوق اووي …حاسس اني بموت .. فكرة اني بس أطلقها هي الجحيم بالنسبالي …..الوضع ده عرفني اني مش هقدر اعيش من غير منار …عشان كده لو العالم كله في كفه وهي وبناتي في كفة هختارهم هما…هختار عيلتي …وأنتِ ربنا هيعوضك عني خير أنا متأكد من كده !
نهضت وهي تهز رأسها بعنف بينما الدموع تطفر من عينيها …
-أنت حقير …حقير …
صرخت به بقوة ….
نهض مراد وقال:
-عندك حق وانا مش هنكر غلطي ولا حقارتي وبعتذر منك …
-انا مش عايزة اعتذار …عايزة حقي …أنا مراتك زيها …
-أنا هطلقك وانتِ ربنا هي…
ولكنها قاطعته وهي تشد على ملابسه وتصرخ:
-انا مش عايزة غيرك ..ليه مش عايز تفهم …ليه …يا اخي عوضني على اللي اخوك عمله فيا …ليه يا مراد تعاملني زي ما اكون إنسانة وتخليني احبك وبعدين جاي ترميني دلوقتي …ليه …أنا هموت لو انت سيبتني …
أغمض عينيه بقوة …كان ما تفعله يؤلمه …يجلد ضميره…
امسك كفيها وأبعدهما ثم قال بعد أن فتح عينيه:
-أنا مش هتخلى عنك يا هنا. ..أنا هساعدك دايما …بس جوازنا مش هيستمر …أنا آسف …مش هضيع عيلتي من ايدي ….
ثم تركها وذهب لتسقط هي أرضا وتنفجر بالبكاء وهي تضرب وجهها وتصرخ ثم بدأت في شد شعرها حتى تمزق في يدها …
-ماما …
قالها الطفل وفي عينيه البريئة خوف من حالتها تلك …توقفت هنا عن البكاء ونهضت من مكانها وهي تحاول ألا تصرخ من الألم ثم حملت ابنها وقبلته وهي تقول بينما الكلمات تخرج متقطعة كقلبها من الداخل وتقول :
-حبيبي ايه اللي صحاك دلوقتي …يالا ننام …
………
في اليوم التالي ….
كان مراد قد أخذ إجازة من عمله …وايضا كان اليوم هو يوم العطلة برياض الأطفال قررت منار أن تخرج فيه أطفالها بعيدا عن المشاكل التي سوف تحدث اليوم …فهي تعرف أن اليوم سوف يتم طلاق كلا من هنا ومراد وبالطبع لن تسلم من تلميحات حماها وحماتها فالأسلم تذهب اليوم بعيدا ….
…
كانت منار في المطبخ تجهز طعام الإفطار عندما ولج مراد للمطبخ …كانت منار تشعر بوجوده خلفها ولكن لا تستدير …اقترب مراد اكثر منها لتنتفض وهو يعانقها من الخلف وكفيه يرتحان على بطنها ثم يبدأ بتقبيل عنقها بلطف ويقول:
-النهاردة هطلق هنا …
أغمضت عينيها بإنفعال ثم استدارت وهي تبعده وتقول بنبرة جافة :
-وده هيغير ايه يعني ؟!طلاقك ليها مش هيخليني اسامحك يا مراد …انت قولت هتحارب عشان ارجعلك ولسه قدامك المشوار طويل عشان اسامحك …ده لو سامحتك طبعا…عن إذنك بقا …
ثم تركته وغادرت المطبخ وهي تحمل اطباق الطعام ..
…………..
أمام مكتب المأذون الشرعي.
كانت هي ترتجف بقوة بينما الدموع تطرف من عينيها بقوة . .لا تصدق أن كل شئ سوف ينتهي…لا تصدق أن هذا الحلم الجميل الذي عاشته سينتهي ….نظرت الى مراد تبحث عن أثر للتردد فلم تجد…على العكس تماما وجدته مصر على فعلته تلك …لقد كان حبه كذبة …مشاعره مجرد خداع ……
-يالا يا هنا ..
قالها مراد وهو ينظر إليها …كان البؤس يرسم خطوطه البشعة عليها….ولكنه قرر أن يعوضها عن هذا كله …سيطلقها صحيح ولكنه سيدعمها في اي قرار يكون لصالحها …سيحميها من والدها واي شخص يريد ايذائها…لقد كانت جريمته في حقها لا تُغتفر وهو يجب أن يصلح خطئه !!
……….
في احدى الحدائق العامة
-معقول هيطلقها خلاص ..
قالتها تقى وهي تفشل في محاولة مسح الابتسامة من وجهها لتنظر إليها منار بضيق وتقول:
-بس ده ميهمنيش … يطلقها ميطلقهاش أنا مالي …
-يالا يا كدابة …مستحيل ده أنتِ هتموتي من الفرحة …وكده احسن يا منار عشان ترجعوا تتلموا تاني …
-صعب يا تقى ..اللي عمله صعب أنساه …
-صعب بس مش مستحيل ..
قالتها تقى بقوة ثم أمسكت كفها وقالت:
-مادام.بيحارب عشانك يبقى بيحبك ..وأنتِ متسامحيش بسهولة عشان ميكررهاش…طلعي عينيه وخليه يقول حقي برقبتي …اقعدي وارتاحي وأنتِ بتشوفي ازاي بيحارب عشان يرضيكي …بس لازم تسامحي …يعني فكري في بناتك يا منار هيكونوا مبسوطين لما يبعدوا عن ابوهم ….تفتكري هيكونوا مبسوطين وهما عايشين في تشتت ما بينك وبينه…وأنتِ لو فكرتي بكرة تتجوزي ..جوزك الجديد هيرضى يربي بناتك …هيكون احن عليهم من ابوهم…فكري في الموضوع كويس …
تنهدت منار وهي تنظر إلى طفلتيها التي تلعبان وقالت:
-حاضر …
…………
في منزل عائلة المنصوري …
ولج آسر بالمفتاح الذي يمتلكه وقال بأعلى صوت :
-يا ناس ياللي هنا أنا جيت …آسر جه اهو ….
أتت والدته وهي تهلل ثم توقفت فجأة وهي تراه يمسك كف فتاة جميلة الملامح ترتدي خمار وبيدها الآخرى يوجد طفل يبدو أنه في السابعة من عمره …
-مين دي يا واد …
قالتها صابرين بصدمة لترتبك سابين وتحاول سحب كفها ولكن آسر ابقى عليها وقال:
-دي كل حياتي يا ماما …دي مراتي …
اتسعت عيني والدته بقوة وقالت:
-اتجوزت امتى يا واد …ومين اللي معاها ده ابنكم …لحقت تخلف كمان ؟!
-لا يا أمي …جلال زي ابني وانا بحبه لكن هو ابن سابين .
-ده انت يومك زي وشك. ..متجوز واحدة متجوزة …
هزت سابين رأسها وقالت:
-لا يا طنط …أنا كنت مطلقة و…
وقبل أن تكمل كلمتها فقدت صابرين الوعي …
-أمي ؛!!
قالها آسر برعب ليقول جلال بصوت طفولي :
-يا ساتر يارب …ماتت دي ولا ايه !!
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية رفقا بي يا قاتلي)