روايات

رواية بنت المعلم الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم حسناء محمد

رواية بنت المعلم الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم حسناء محمد

رواية بنت المعلم الجزء الثاني والثلاثون

رواية بنت المعلم البارت الثاني والثلاثون

رواية بنت المعلم
رواية بنت المعلم

رواية بنت المعلم الحلقة الثانية والثلاثون

كان يجلس يحسب الأموال الموضوعة علي الطاولة قبل خروجه مع عبده لدفعهم للتاجر الممول إليهم بالأدوات الصحية …. انتشلت تركيزه الفتاة التي تأتي كل أسبوع في يوم محدد كي تنظف المنزل مع نيره وخلود وهي تقول :
عمي جابر في واحد عايزك بره
أخذ الحقيبة الورقية يضع بها حزم النقود متسائلاً :
مقلكيش مين ؟!
إجابته متعجبة :
لا، بس شكله غريب اوي
وقف عن عمله ورفع نظره إليها مردف بعدم فهم :
غريب ازاي !!!
هتفت بشرح والاستغراب يعتلي ملقتيها :
قد الحيطه وتقول بياكل بني ادمين ولابس بدله زي بتوع الافلام
قطب جابر جبينه ثم نهض وهو يقول :
روحي أنتِ وأنا هطلع اشوفه

 

 

انصاعت الفتاه واتجهت تكمل عملها، بينما أصاب القلق جابر قبل أن يري الزائر بعد وصفه،
: نعم ؟!
تسأل بتعجب عندما رأي بالفعل ذلك الضخم يقف أمام منزله، تقدم الحارس مردد برسميه :
استاذ جابر
” استاذ” رددها جابر مستغرباً من ذلك الوصف الذي لا يتماشى أبدا مع جلبابه، أمأ إليه بهدوء ليكمل الحارس يشير إلي الشارع الخلفي :
لو سمحت عليا هانم الصفواني مستنياك في الشارع التاني ياريت تيجي معايا حالا
رفع جابر حاجبيه متسائلاً بذهول :
بنت محمد الصفواني ؟!
أكد الحارس إليه مردد باحترام :
ايوا ولو سمحت مش هينفع نتأخر اكتر من كدا
تحرك جابر معه ومازال مدهوشا من صاحبة الاسم… محمد الصفواني صديقه القديم الذي ترعرع معه حتي شابا سويا، وفجأة قرر ترك البلدة والتخلي عن منصبه عمدة القرية، وقام ببيع كل أملاكه ورحل منذ عشر أعوام،
وانقطعت كل أخباره من وقتها حتي بعد محاولة جابر في معرفة احاوله ولكن اختفي تماماً كما يذاب الملح في الماء،
تسمر جابر محله عندما رأي تلك الفاتنة التي ترتدي ما لا يستر بجانب سيارتها الفارهة…… ما ذاد ذهوله عندما ارتمت في أحضانه معانقته بقوة وهي تردف بصوت محشرج :
عمو جابر
حدق جابر في المارة بتوتر عندما رأي الاستنكار يعتلي وجوههم، ثم بدلها العناق مغمغم بتعجب :
عليا فين ابوكي
خرجت من أحضانه تهمس بحزن والعبرات ملئت ملقتيها :
بابي مات يا عمو
وشهقت ببكاء علي والدها المتوفي منذ أربعة أشهر…. حوقل جابر بآسي علي رفيقه ثم رتب علي كتفها متمتم بحزن :
الله يرحمه فضلت ادور عليه سنين بس مليش نصيب أشوفه
واستكمل بحنو :
تعالي يا بنت الغالي مينفعش وقفتنا في الشارع

 

 

مسحت عليا وجنتيها وهتفت بخفوت :
مش هعرف امشي في الشارع دا
تطلع جابر إلي حذائها وقال ساخراً :
ما هو دا مينفعش تمشي بيه من اساسه
واستطرد وهو يشير إلي حراسها:
اركبي وأنا هاجي اعرفهم البيت مش بعيد
بالفعل فتح الحارس الباب إليها ثم اتبعها جابر وتحرك باتجاه منزله تحت نظرات الاستغراب والهمهمات من حولهم عن صلة تلك الفتاه بـ آل سويلم، بقلم حسناء محمد سويلم
؛؛؛؛؛؛؛
في ذلك الوقت خرج سعد من بهو منزلهم ذاهب الي مقابلة هند التي هاتفته تطلب مجيئه كي يوصلها الي مكان ما….
توسعت حدقتيه حتي كاد تخرج من مكانهما وهو يري عليا ترتجل من السيارة مع جابر، حدق لعدة ثوان ثم تحرك بسرعة باتجاههم قبل أن يدلفوا…
: عملتها يا جابر والله انا كنت عارف أنك خلبوص ومش هتستني كتير بعد ابويا
وقف حرس عليا أمامه يمنعه من التقدم بينما صاح جابر بضيق من تخلف ذلك الفتي الذي لا يعرف كيف هو من نسلهم :
اصطبح بعد ما اصبحك
عندما عملت عليا أن هناك صلة قرابه بينهم أشارت لحراسها بإفساح الطريق له، تقدم سعد باتجاهها متمتم بهيام :
لابسه اسود ليه وانا حي
لكزه جابر بحده هادر بحنق :
ياخي غور هي ناقصاك
رمقته عليا من أسفل إلي أعلي باستنكار، فهتف سعد بكبرياء :
ماشي يا عمي يا لولا أن مستعجل كنت دخلت معاكم بس تتعوض بقا
وجه جابر حديثه الي عليا مردد بهدوء :
مفيش داعي للتيران دول طول ما أنتِ موجوده في بلدنا
أردفت عليا بخفوت :
بس أنا مقدرش امشي من غيرهم
تفهم جابر حديثها ثم أشار إلي سعد بحزم :
خودهم يا سعد مع رجالتنا وخاليهم يضيفوهم
تكتف سعد بضجر وقال :
مش فاضي
ثم مال علي عليا مستكملا بحماس :
بس لو أنتِ ممكن اخدك عادي
احتدت نظرات جابر ليتراجع بملل واقتصار :
حاضر

 

 

ثم تحرك وخلفه الحرس والسائقان …. دلف جابر قائلا بحفاوة :
ادخلي يا بنتي دا بيتك
انتفض سالم من مكانه معتدل بعد أن كان يجلس بأريحية فوق المقعد، اخفضت عليا نظراتها بخجل عندما رأته يحدق بها بذهول …. هتف جابر بترحيب :
نورتي البلد بالـ فيها
جلست عليا وهي تمسك طرف فستانها القصير الذي ارتفع إلي أعلي ركبتها لجلوسها متمتم بصوتها الناعم :
مرسي يا عمو
عندما رأي جابر أن سالم مازال يقف متأملها بذهول وكزه بخفة قائلا من بين أسنانه :
ايه يا سالم مش هتسلم علي عليا
نظر سالم الي والده متسائلاً ببلاهة :
عليا مين ؟!
أشار جابر علي عليا مردفه بسعادة :
عليا بنت عمك محمد الصفواني
دهش سالم ثم رفع يده يشير إلي عليا مردد بذهول :
عليا الحزينه
رفعت عليا نظرها ترمقه بحده علي ذلك الوصف الذي اشتهرت به في صغرها لكثرة بكائها…. حمحم جابر بخشونة كي يعلم سالم ما يتفوه به ثم أردف بحده :
امشي نادي لأمك
ألقي نظره سريعة علي الأنثى الجميلة غير مستوعب أنها تلك الصغيرة الذي كان يستمتع بمضايقتها عندما كان تأتي مع والدها الي منزلهم أو رآها في الطريق صدفه، حتي بدأت بالاختباء منه في الأزقة كي لا يمزح معها بسماجة،
دخل الي المطبخ قائلا بشرود :
يا ام سالم ابويا جايب صاروخ بره
رجع في حديثه بسرعه وهتف بجديه :
قصدي ست وعايزك تطلعي
وضعت زينب الملعقة من يدها ثم أخذت المنشفة تجفف يدها وتسألت خارجه :
مين دي ؟!
نظر سالم الي نيرة بعبث وتحرك خلف والدته …. علي الجهة الأخرى أغلقت نيره البراد بعنف واتبعته هي الأخرى بقلق،
شهقة خافته خرجت من شفتيها عندما رأت فتاه مقابل عمرها بعد أن اعتقدت أنها سيدة مسنة، نقلت نظرها إلي سالم الذي ابتسم بمكر جعل التوتر يتملك من سبب وجود تلك الفتاه هنا،
بعد ربع ساعة دلفت الي غرفة خلود التي اتبعتها متسائلة بقلق :
مالك يا نيره ؟!
ظلت نيره تتحرك ذاهبا إيابا وهي تهتف بحنق :
يعني ايه الكلام الابوكي قاله دا ازاي البنت دي هتقعد أسبوع معانا
استندت خلود علي حافة المقعد مردده باستغراب :
طيب وفيها ايه!!

 

 

واكملت بتوضيح :
دي بنت صاحبه المات وجايه قصداه في خدمه اكيد مش هيسبها تقعد عند حد غريب وخاصه علاقة عمي محمد الله يرحمه وبابا كانت قويه زي ماما ما قالت
غمغمت نيرة باستهجان :
أنتِ مش شايفه لابسه ايه ولا طريقة كلامها عامله ازاي
واستطردت متهكمه :
دا انا اتكسف البس لاخوكي كدا في شقتنا
حركت خلود رأسها بفهم قائلة :
قولتلي دا الغيره عامله شغل عالي معاكي
وانهت جملتها غامزة…. جلست نيرة علي الفراش مردده بفتور :
اسكتي يا خلود عشان أنتِ متعرفيش اخوكي
تقدمت خلود منها مرتبه علي كتفها وأردفت :
بس اعرف حبه ليكي قد ايه
ربما كانت تحتاج لمثل ذلك التحفيز كي تنفض تلك الأفكار التي ملئت رأسها…. تنهدت براحه ثم خرجت خلف خلود كي لا تترك فرصة لقلق قلبها أبدا،
؛********************
بالجانب الآخر بالتحديد داخل منزل عبده الذي ترأس مائدة الطعام في جو يسوده الهدوء بعد رحيل رحاب إلي منزل أخيها في زيارة طويلة…… تحسنت حالة سالم الجسدية ولكن الم قلبه علي حال ندي المتدهور يوم تلو الآخر يجلد نفسه علي ما فعله ندما، أما محمود فقد بلغ اليأس منه بعد فشله في اصلاح لو شيء بسيط في حياته، خاصه بعد ابعاد حبه آلاف الأميال بعد خطبتها وصعوبة وجدهما في مكان واحد….. لم تكترث سمر كثيراً علي وجود سحر مكان والدتها فمن الأساس هي لا تشعر بالألفة مع تلك العائلة،
؛********************
أما بالمنزل الأخير لكبير تلك العائلة، في الطابق الثالث داخل غرفة رحمه …… وقفت رنا تمشط شعرها وهو لازالت تتحدث بحديثها المسموم داخل عقل رحمه :
يا بنتي افهمي مش لازم تكملي حياتك مع خيري
ثم دارت إليها مستكملة بحفاوة :
يعني ممكن تعتبريه شوقر دادي لفتره
رمقتها رحمه حانقه وهتفت بضيق :
أنتِ اتهبلتي يا بنتي، أنتِ عارفه بابا لو سمع كلامك دا هيعمل فيا ايه
مط رنا شفتيها مغمغم باستهجان :
لو مش عايزه تعلمي كدا خوف من باباكي يبقا هتفضلي طول حياتك خايفه
وقفت رحمه متجها الي الشرفة مردفه بفتور :
بعيداً عن كل دا فرق السن كبير ودا اقتنعت بيه لما فكرت بجد
اقتربت رنا منها تحفزها بحماس :
ومالو ما دا كويس تعيشي تجربه مختلفه وممكن يعوضك عن باباكي
جالت رحمه حولها وقد بدأت تقتنع بحديثها، ثم تسألت بنبرة باهته :
أنتِ شايفه كدا
أكدت رنا موافقتها بإصرار :
طبعا دي فرصه لن تعوض
في الخارج وقفت ناديه تلطم علي وجنتيها في صمت خلف سالم الذي وقف أمام باب الغرفة عندما وقع حديثهم علي أذنيه، حاولت ناديه الدلوف كي تقطع حديثهم ولا يسوء الوضع ولكن بإشارة منه كانت كفيلة بأن تبتعد عن الباب تماماً،
تنهد سالم بعد أن تأكد من انتهاء حديثهم المتبادل ثم طرق الباب بخفة….. ثوان وفتحت رحمه التي صدمت من وجوده، ابتسم بهدوء قائلا :
صباح الخير
تلجلجت رحمه مردده بتوتر :
صباح النور

 

 

أتت رنا من خلف رحمه وهي تهتف بابتسامة عريضة :
صباح الخير يا عمو
ابتسم سالم إليها بعد أن علم الآن سبب تشوش رحمه، ومن صاحب الأفكار الهوجاء التي تضربها من حين لآخر :
صباح النور يا رنا
ابتعدت رحمه عن طريقه قائلة باحترام ومازال شعورها بعد الارتياح يرودها :
اتفضل يا بابا
حرك رأسه رافضاً وقال بحنو :
مفيش داعي، في دكتوره جايه انهارده بليل زي ما طلبتي
هتفت بتعلثم :
دكتوره
أجابها بعدم فهم من سبب تغيرها :
ايه رجعتي في كلامك
أردفت باضطراب :
لا بس اتفاجأة
أمأ بهدوء وتحرك مغادرا من أمامهم، الآن حربه مع تلك الفتاة التي تسمي بصديقتها وترك رحمه في المنتصف بينه وبينها وهي الوحيدة عليها بالتحديد من منهم علي صواب….قبل أن يهبط أكد علي ناديه عدم التحدث مع رحمه في شئ يخص ما استمعوا إليه، وترك رنا علي راحتها ترحل وقت ما يحلو إليها، بالطبع كان من الصعب علي ناديه التزام الهدوء وهي تريد أن تمسك رنا من حنجرتها تفصلها نصفين، لكن أمام أمره الحازم وافقت بامتضاض، بقلم حسناء محمد سويلم
؛****************
شق الحزن قلبي بسكين بارد جعله ينثر إلي قطع صغيره…. شعور يتسرب ببطئ يسلب روحي رويداً، بدأ الاختناق يغزوني ….. الاف آلام احتلتني حتي بدأت بالخنوع إليها،
مشاعره مضطربة امتلكت اماني طيلة الليل، جالسه علي المقعد تنظر أمامها بشرود، غير عابئة بألم جسدها الذي لا يساوي انتشار ألم قلبها علي ما تمر به،
اجفلت من هدوئها علي صوت خرفشة اتيه من نافذة غرفتها، نهضت تحدق بتلك الاصوات المرتفعة بقلق حتي ظهر عمر وهو يصعد مستند علي الحائط…. ركضت بهلع تمسك يده تساعده حتي لا يسقط وقالت بفزع :
عمر أنت بتعمل ايه حاسب لتقع
تشبث بصعوبة حتي استطاع الدخول الي ارضيه الغرفة واردف هو يلهث :
رجالة منصور واقفين مستنيني فقولت اخدها من قصيرها
بتر حديثه مذهول من الكدمات التي تملئ وجهها ….. أمسك يدها متسائلاً بغضب :
عز العمل فيكي كدا
تأوهت اماني من قبضته فتركها سريعاً رافع أكمام منامتها…. احتدت نظراته هو يري علامات جلدها الحمراء تميل للزرقة، أبعدت اماني يده تعيد اكمامها قائلة بحسره :
صدقني لو عندي مكان تاني كنت هربت من الذل دا
هدر عمر بغضب جلي :
دا لا يمكن ينسكت عليه ابدا
وكاد أن يخرج في طريقه الي ذلك المختل الذي يتلذذ بإهانة أخته دائماً …. هتفت اماني تقاطعه :
استني ملوش لازمه لان مش عز لوحده العمل كدا
دار عمر يرمقها بعدم فهم لتكمل ساخرة :
الوالده ساعدته

 

 

صدم ألجمت عمر منعته من التحدث، ربما لعدم وجود كلمات توسيها أو لصدمته من جحود والدته…. رمت أماني نفسها علي المقعد متمتمه بفتور :
ياريت الاقي حد استخبي فيه من اهلي
حديث أخرجته من حرقتها لتكون إشارة جديرة وصلت إلي عقل عمر، اقترب منها ينحني علي ركبته أمام مقعدها وقال بتفكير :
أنا وأنتِ هنلاقي حد يقفلهم
واستطرد بدهاء :
بس عايز مساعدتك
قطبت اماني جبينها بعد فهم وتسألت :
أساعدك في ايه ؟! ومين الـ هيقدر يقف للناس دي
وقف عمر مردف بشرود :
موجود بس لازم يكون في أيدينا الـ هو عايزه
حدقت به تفهم مقصد حديثه المبهم …. فـ هتف يسهل عليها مقصده:
أنا لو قدر اخدك وأهرب من هنا هعملها بس مقدرش لان مش هعرف اقف لـ هاديه ولا لكلابها
واستطرد بحماس :
بس لو عرفنا ايه الـ هما مخبينه في البدروم نقدر نساوم سالم أنه يوفرنا الأمان مقابل أن احنا نقوله
شهقت اماني واضعة يدها علي فهما مغمغمه بفزع :
المعلم سالم
أمأ عمر قائلاً بنبرة هادئة يحاول بث الطمأنينة :
صدقيني دا الحل الوحيد وهو يقدر يقف ليهم طالما دخلنا في أرضه
واستكمل بهمس :
بس لازم تساعديني ادخل البدروم ونعرف في ايه
واخذ يقص إليها ما حدث معه بالأمس وحديث خديجه بخصوص شيء مريب يحدث داخل البدروم وسعي آل سويلم في معرفته للثأر المخفي خلف هدوئهم،
؛*****************
لم يكن حالهم علي ما يرام أبدا خاصه بعد فشلهم في إيجاد حل يساعدهم في الوصول إلى سر آل عزب……
جلسوا في المجلس منتظرين دخوله بعد أن طلب مجيئهم، دخل سالم بعد أن رحل يبدل ثيابه ثم جلس يخبرهم عن تلك الفاتنة التي ستمكث في منزلهم لبعض أيام، شعر البعض بمبالغته في وصفها إليهم والبعض الآخر أصابهم الفضول في رؤيتها للتأكد بأعينهم،
: مرتضي
صوت أنوثي استطاع يعقوب تميزه باحترافية، وكيف لا يعرف صوتها وهو اول شيء لفت انتباه إليها…….. نهض مرتضي تحت نظرات يعقوب المعلقة به، وقف أمام الباب يفتحه برفق ثم وقف أمامه حتي لا يري من في المجلس نساء المنزل،
التقط الطبق الممتلئ بالشطائر وكوب الشاي قائلا بامتنان :
تشكر يا ذوق متعرفيش انا جعان ازاي
هتفت حسناء بمراوغة :
أشكر الرنت واكدت الاكل ينزلك
رفع مرتضي حاجبيه متمتم بمكر :
علي الاكل برده، ولا كانت بتتأكد إذا كنت بكدب عليها ولا لا

 

 

ضحكت حسناء مردده ببراءة :
مليش فيه بقا المهم أن الاكل نزلك
جاء من الخلف محمود يدفع مرتضي بخفة ثم أمسك شطيرة يتناولها بنهم وهو يقول :
يعني هو ابن البطه البيضه واحنا ولا البطه السودا
ابتسمت حسناء وقالت بنبره يملئها الدلال :
اينعم انا عامله لمودي بس
” مودي ” تهكم يعقوب مردد كلمتها بحنق…. توسعت حدقتي حسناء من وجوده فهي أعتقد أن اولاد أعمامها فقط في المجلس، بينما التف مرتضي أردف وهو يلتهم الشطيرة قاصد استفزازه :
اه مودي عندك مانع
لوي يعقوب فمه مغمغم ساخراً :
ياختي بيضه ودا من أمته
ابتسم مرتضي وقال وهو يلاعب حاجبيه :
من ساعة ما دخلت البيت دا وسونا بتدلعني عي طول
قهقه الثنائي سالم وشاركهم اخوي يعقوب….. هدر يعقوب بحده استشفها الجمع بجديه :
ومالو عدن اجي اطفحك الـ في ايدك
اصطنع سالم عبده الضيق وصاح قائلا :
اسكت يا مرتضي وراعي شعور الراجل علي خطيبته
هدأت ملامح يعقوب قليلا ليكمل سالم بمزاح :
ونبي يا سمسم كوبايه شاي من ايدك الحلوه
نهض من مقعده يقترب منه هامس بوعيد :
شكل حرجك لم وعايز تفتحه تاني
صاح سالم عندما لكمه يعقوب بعنف مكان جرحه القديم …. قطعت المشاجرة صباح التي دلفت حاملة صينيه كبيره تمتلئ بأصناف شطائر مختلفة قائلة بحنق :
مش كبرتوا علي الكلام دا
واستطردت تحادث مرتضي الذي مازال يقف بجانب الباب :
هات يا مرتضي صينيه الشاي
إنصاع إليها ووضع الصينية علي الطاولة الآخر لتقول بحنو:
يلا افطروا الواد سعد قالي انكم مروحتوش من امبارح
رد كل واحد ممتن لكرم ضيافتها ثم شرعوا في التناول بعد خروجها….. الا يعقوب الذي ود أن يخرج ويستطيع التحدث مع تلك الفتاه الذي ستصيبه بالجنون حتماً، لفت انتباه مرتضي تعبيره الجامدة فقال بمزاح :
يعقوب حسناء اختي الصغيره واحنا وخدين علي الهزار لان يعتبر هي متربيه علي ايدي
ظلت تعبير يعقوب جامده حتي هتف عبدالله يمزاحه، ثم قدم مرتضي شطيرة فأخذها باقتضاب،
؛؛؛؛
بعد أن أعلمه جابر بوجود عليا وطلبها لمقابلته كي يجد حل لمشاكلتها باعتباره كبير القرية، دخل الي مجلسه فجاءة….. صدم الجمع من دلوفه وظل كل واحد علي وضعه ينظرون إليه بخضه، حدق سالم به مردد متضدد :
انتو فاكرين نسفكوا في بيت المخلفينكم
بلع علي ما في فمه مردف بسماجة :
تعيش وناكل في خيرك يا معلم

 

 

جلس علي مقعده هاتف بحنق :
ماشي يا خويا
وأكمل ساخراً بعد أن رأي الاطباق فارغة :
بسم الله ما شاء الله قاعدين زي خبيتها يعني
التزموا الصمت ليكمل بصرامة:
بما انكم محصلتوش علي حاجه يبقا كل واحد يخيله في حاله بس
نظروا الي بعضهم بتعجب وتسأل مرتضي مستفسرا :
مش فاهمين برده
غمغم بهدوء :
يعني لو عرفت أن في حد فيكم اتكلم كلمه من غير أذني هيزعل
سلاسة حديثه ومع نبرته الهادئة إصابتهم باضطراب من شخصية ذلك الرجل، أكمل سالم وهو يشير علي باب مجلسه :
ويلا اطلعوا بره ومتنساش يا مرتضي هتمسك مكان أحمد
فرك سالم جابر ذقنه متسائلاً بفتور :
وهنسيبه في المخزن كتير
أجابه بحزم :
روح طلعه وخاليه يخفي من وشي
دار محمود بنظره بينهم مستفسرا بفضول :
هو عمل ايه
احتدت نظرات سالم ليقوم محمود يتبع الباقي خارجاً، وقبل أن يخرج يعقوب هو الآخر وقف علي نداءه :
استني يا يعقوب
دار إليه متحدث باحترام :
خير يا معلم
هتف سالم بشرود:
يلزمني مجحر من عندكم يكون عند مخارج البلد لشهر
انكمشت ملامح يعقوب متعجباً وهتف متسائلا :
محجر لشهر مش فاهم بصراحه؟!
أجابه بهدوء :
هأجره منكم
واستطرد بدهاء :
لكن عايزك أنت تتكفل بتأمينه بما أنك ادري واحد بشغلكم
: تأمين لايه يا معلم ؟؟
تساءل باستغراب يعتلي قسمات وجهه بعدم فهم….. ابتسم سالم وهتف بسلاسة :
هنقل آثار فيه لحد ما اطلعها
تسمر يعقوب لدقيقة وردد بذهول :
ايه !!!
وضع سالم يده على المقعد وقال يؤكد جديته :
هنقل آثار لان مش هينفع اسيبها مكان ما هتطلع كتير عشان العين
رمش يعقوب عدة مرات متتالية وهتف بعدم تصديق :
هو حضرتك بتهزر

 

 

غمغم بمكر :
بهزر عشان المحجر ولا الآثار
أمأ يعقوب بهدوء وبلغه استخفاف سالم بعقله فهتف بجمود :
ماشي بس ليا نص الـ هيطلع
ضحك سالم مردد بحنكة :
متحاولش تلعب مع الاكبر منك عشان هتزعل
ثم أشار إليه بالتحرك خارجاً…. خطي يعقوب خارجاً والصدمة ألجمت عقله لدرجة لغت تفكيره ومازال الكلمات تتردد علي أذنيه، بينما جلس سالم لحاله قليلا قبل أن يهاتف جابر ويأتي مع ضيفته،
؛******************
: الو
انتفض عامر عند سماع الصوت الذي وقع علي أذنيه، أيقن أنه يتوهم بسبب تفكيره الدائم بها…. اجاب بترقب لسماعها مره اخري ليتأكد من أذنيه :
ايوا
هتفت خيريه برسميه :
أنا خيريه بنت المعلم سالم
نهض من الفراش ينظر إلي الهاتف في يده بدهشه ثم وضعه مره اخري عندما استعمها تكمل بهدوء :
أنا بكلم حضرتك بناءً علي أن العامل راح لحضرتك مرتين ومحدش بيرد عليه وانا عايزه اخر نتائج طلعت للمشروع معاك عشان اقفل الورق واسلمه بابا
: ايه
نطق بها ببلاهة جعلتها تقطب جبينها بضيق، فأسرع بالتراجع والتركيز في رده :
معلش مكنتش واخد بالي
واستطرد بجديه:
هو أنا خلصت ممكن اجيلك أمته
جاء ردها مقتصرة :
كويس جدا مفيش داعي تتعب نفسك وانا هبعت سعد أو اي حد ياخدهم منك، شكرا
ثم أغلفت المكالمة التي انعشت احساس جديد بداخله ….. مع الامل الذي ملئ قلبه في فتح طريق معها، وربما تلك رسالة إليه كي يبدأ دون أن يتأخر وتضيع من يده، ولكن سرعان ما اختفت بسمته واعتلي الجمود تعبيره مع تذكر أن من يريد الزواج منها والدها اكبر تاجر آثار بالمنطقة؟!
؛*************بقلم حسناء محمد سويلم
بعد أن أحضر ما يلزم هند ذهب إلي اصدقائه للاتفاق علي موعد خروجهم مساءا……. عندما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن قد لا تشتهي أنفسنا ما يحدث،
قطع صوت ضحكات سعد وقوف سيارة خلفه، اختفت بسمة الجميع وحدقوا بمن ارتجل متعجبين،
: مين حامد
نطق سعد بها ساخراً مما ذاد حنق حامد، الذي استمع الي حديث أخيه كسوط هبط عليه ليفيق
: فوق يا حامد ابوك بعدنا عن الساحه وهو شغال من تحت عشان بس ميعرفكش أن السنيوره الأنتِ كنت متجوزها هتتجوز حبيب القلب قريب وطلعوا مستغفلينك وهي علي ذمتك
كست الحمرة عينيه وهو يعيد مراراً وتكراراً ذلك السم الذي انتشر داخل رأسه، تأمل سعد بحده وبدأت أنفاسه تتصاعد متخيل علاقته مع سميه وهو زوجته،
هتف أحد الواقفين متهكما :
والله يا حامد بنحسبكم اتبخرتوا بعد ما اختفوا كدا

 

 

ضحكوا بسخريه وهو لا يستمتع الي شيء سوي لكلمات ممدوح وهو ترن داخل عقله، اقترب من سعد ثم ردد بنبرة مقتضبة :
مبروك يا عريس
ابتسم سعد بخبث بعد أن فهم مقصده واردف بغرور :
مع أن لسا فاضل سنه وتكون علي ذمتي بس مش مشكله مقبولة منك
كان فقط يريد استفزازه لا يعلم أنه أثبت إليه ما يدور في عقله مع نظراته العابثة، دار سعد يضحك مع اصدقائه ومزاحهم المغلف بالسخرية من حامد يزداد،
تسمر مكانه متأوه بألم مع دخول نصل مادية حامد في ظهره من الخلف مردد بهسيس :
وأنا لازم اباركلك بطريقتي
فزع اصدقاء سعد عندما وقع أمام عينيهم أرضا وظهرت يده حامد وهو ممسك بالماديه، التفوا حوله وبقوة جمعهم استطاعوا طرحه أرضاً وتكتفيه الآن، حتي يسعفوا سعد الذي فقد وعيه بسرعة والدماء ملئت الأرضية وكأنه يسبح في بركة من الدماء،
؛************
في نفس الوقت استطاعت اماني التفاني في اختلاق الكذب علي هاديه واخبارها أن عمر قد تم القبض عليه منذ ليلة أمس لعدم وجود في حوزته إثبات شخصية أثناء سيره في المنطقة الرئيسية، أخذت هاديه منصور واتجهوا علي القسم التابع للمحافظة ….. فين حين ذلك لم يتبقى سوي عز وسيف الذي مازال ينعم في ثبات عميق،
بصعوبة رسمت مخططاتها لتستغل سلاح الأنوثة في اغراء عز وإقناعه بالدلوف الي غرفتهم وينتظرها حتي تبدل ثيابها لتحظي معه بوقت لن ينساه تعويضاً لما بدر منها،
بعد أن هدأ المنزل من أولئك الثعابين تسلل عمر علي أطراف أصابعه يهبط الي الدرج الخاص بالبدروم…… اشعل كشاف هاتفه الخلوي، وخطي برفق وحرص شديد وهو يلتفت حوله بتوتر بأن يكشف أمره،
اول غرفة كانت عباره عن أدوات خردة قديمة…. الثانية أساس المنزل القديم، علي الجهة الأخرى وجد غرفة مغلقة بقفل كبير ويظهر من أسفل بابها الحديدي اناره خافته،

 

 

تقدم ببطيء ثم اغلق كشافه ووضع أذنه علي الباب يستنط بهدوء حتي أستمع لصوت أنفاسه من شدة السكون، برفق وضع يده علي القفل يفتحه بسهولة لوجود المفتاح معلق به، ثم فتح الباب بخفوت شديد ….. فراش قديم مهمل وطاولة صغيره مع إنارة مصباح مهلك تأملها بتعجب من محتواها الذي ظن أن يكون شئ ثمين يضع له باب حديدي وقفل كهذا ؟!
: أنت مين ؟!
انتفض عمر بفزع جعل الهاتف يرتطم أرضاً عندما استمع الى صوت اتي من خلفه،

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بنت المعلم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى