روايات

رواية همسات من الجانب الآخر الفصل الثاني عشر 12 بقلم روزان مصطفى

موقع كتابك في سطور

رواية همسات من الجانب الآخر الفصل الثاني عشر 12 بقلم روزان مصطفى

رواية همسات من الجانب الآخر الجزء الثاني عشر

رواية همسات من الجانب الآخر البارت الثاني عشر

رواية همسات من الجانب الآخر الحلقة الثانية عشر

أنزلها السائق من سيارة الأجرة أمام منزلها ، إحتضنت حقيبتها وهي ترتجف من الإرهاق والألم حتى وصلت أمام شقتها ودخلت بمفتاحها ، نظرت لها والدتها ثم قالت : ها إنبسطتي ؟ .. ماللك ! انتي معيطة ؟
نظرت ملك لوالدتها ثم قالت : لا لا دا بس ولاء قالتلي كلمتين زي انا جمبك وكدا ف اتأثرت بس
نظرت لها والدتها بشك ف إبتسمت ملك وقالت : أنا كويسة والله مفيش حاجة محتاجة أقعد في الأوضة شوية
دخلت غرفتها وأغلقت الباب خلفها ثم حذفت حقيبتها على الفراش وجلست أمام المرآة
تذكرت جملة ماجد ” ياعم بتطبطب على مين دي عيلة ! ”
أمسكت بأحمر الشفاة لتخطه على شفتيها وهي تتذكر خطيبته الشمطاء ذات وجه الأفاعي وهي تقول ” مش هجرح مشاعرك اكتر عشان انتي صغيرة يا حرام ”
لتفتح عينيها وهي تخط الكحل الأسود على طرف عينيها
كلاهما وجهان لعملة واحدة ، هو وخطيبته كالراقصة والطبال ولا تراهما سوا أشخاص سلبيون يملئون المجتمع ، ويشبهون الكثيرين غيرهم والأسوأ من ذلك لو تزوجوا وأنجبوا
فكت عقدة شعرها وهي تكمل زينة وجهها ، حتى بدت ك أنثى مجروحة ..

 

 

فتحت خزانتها لتخرج فستان من القطيفة أخضر داكن اللون ، ترتدته ليرسم جسدها في صورة الأنثى المثالية
ثم وضعت شريط قديم في المسجل لتنبعث أغنية منير ” يا لاللي ” * موجودة في الفيديو *
لتبدأ تتمايل على كلماتها وألحانها ، داعسه بقدميها على تلك الأرض التي جلست عليها عدة مرات تبكي على شخص لا يستحق
ظلت تتمايل والرؤية في عينيها مشوشة ، حتى ارتمت على فراشها وهي تتنفس بعمق وتنظر للسقف
وتتذكر ، لازالت تتذكر رغم كل شيء ..
《《 منذ عام ونصف
والدتها بصراخ من المطبخ : إفتحي يا ملك الباب إيدي مشغولة
ملك من غرفتها بكسل : طيب
إتجهت لباب شقتهم وفتحته لتجد ماجد أمامها ، رفع هاتفه في وجهها وقال ونظره مثبت عليها : أربع مرات أتصل ولا بتردي وحاليآ بتصل وفونك مش بيطلع صوت أساسآ
نظرت مل للأرض وهي تغمض عينيها ف قالت والدتها : مين يا ملك ؟ الله ماجد ! كل سنة وإنت طيب يا حبيبي ، كويس إنك جيت تعالى شوف الهانم مالها ، والله قولتلها يمكن عنده شغل يا بنتي
يا أهلآ وسهلآ إتفضل يابني
دخل ماجد ووضع الهاتف ومفاتيح سيارة والده على الطاولة الصغيرة ، وجلست ملك وهي تنظر للأرض وجلس هو أمامها ليقول : إرفعي راسك وبصيلي
رفعت رأسها لتنظر له ف قال لها : ينفع اللي عملتيه في شعرك دا ؟ ومبترديش ليه ؟
صمتت ملك قليلآ قبل أن تتحرك شفتيها لتقول : كنت فين إمبارح
أرجع ماجد ظهره للوراء ثم قال بنبرة عادية : كنت في الشغل يا ملك
عبثت ملك في هاتفها حتى أخرجت الصورة ووضعتها في وجهه لتقول : دا برضو في الشغل ؟ في العيد ! وأنا قاعدة مستنياك بس تكلمني تقولي كل سنة وإنتي طيبة ، لا والأسوأ إني شايلة همك
نزلت عدة قطرات من الدموع من عينيها لتمسحهم بطرف إصبعها سريعآ وتكمل لتقول : وعمالة أقول يارب يكون أكل حاجة طيب لأنه خاسس ، يارب ما يكون بيحرق سجاير كتير عشان بتتعبه ، كان نفسي أسمع صوتك وروحت نمت ومحستش بالعيد زي ما أي بنت في الدنيا حست بيه
وعماله بقى أدعي ربنا يعينك حتى في العيد شغل وفي نفس الوقت عاملة زي بت في ثانوي مبسوطه بحبيبها اللي بيعتمد على نفسه ومبياخدش فلوس من ابوه ولا بيمد إيده لأبوه
وفجأه بقى أكتشف إني هنا وحضرتك متصور ووشك منور مع واحدة معرفش مين دي وكتبالك كلام أنا عمري ما قولتهولك
لم يظهر على وجه ماجد التأثر بل بالعكس ، قال ببرود : خلصتي ؟

 

 

نظرت له ملك بصدمة ليكمل قائلآ : دي أصغر مني وبتعتبرني أخوها وجاتلي الشغل مقدرتش أكسفها
ملك بغيرة واضحة : دا مش مبرر إنها تكتبلك كدا ، أو تتصور معاك وأنا لا ، هو مين حبيبتك أنا ولا هي ؟
صمت قليلآ ثم ارتشف من كوب الماء دون أن يرد لتقول ملك : هعديها يا ماجد عشان تعبت
رفع ماجد كتفيه ليقول : لا هتعديها عشان مش عاوز وجع دماغ وأصلآ مفيش حاجة ، كبري مخك بقى متعمليش عقلك بعقل طفلة
أرادت أن تهديء الوضع لتقول بهمس : كل سنة وإنت طيب
ماجد وهو يقترب منها : وإنتي طيبة يا حبيبي .
《《 الوقت الحالي
صوت إهتزاز أيقظها من نومها لتتفاجيء بأذان الفجر ، أمسكت هاتفها لتجد أن شريف قد اتصل عليها مرتين وهذه هي الثالثة
ردت ببرود ثم قالت : في إيه ؟
شريف : هو إيه اللي في إيه ؟ انتي هتطلعي خناقتك مع ماجد عليا
ملك بنفاذ صبر : عاوز مني إيه يا شريف
شريف : أنا تحت إنزلي عند الكشك
ملك بغيظ : والله ما هنزل ! سيبوني في حالي
شريف بغضب : والله لو ما نزلتي لأطلعلك أنا
ملك بقلق : إحنا الفجر
شريف : مش هأخرك ع ستة الصبح هرجعك
قامت ملك وهي تتأفف وإرتدت معطفها الأسود ونزلت حتى وصلت إلى سيارة شريف
فتحت الباب وجلست بجانبه وهي تقول : في ايه
نظر لها شريف ثم قال : شكلك مرهقة كدا ليه ومبترديش ليه
ملك ببرود : كنت برقص ودوخت ونمت
شريف : طب واللي بيرقص دا مش لازم ياكل ويهتم بصحته عشان يقدر يقف على رجله ؟ وبعدين إيه المكياج دا ! شكلك من غيره أحسن بكتير
وضعت ملك اصابعها على شفتيها لتنغمس في اللون الأحمر
أغمضت عينيها لإنها نسيت تماما أن تزيل كل ذلك من وجهها قبل نزولها

 

 

ضحك شريف ثم أمسك بمنظيل وهو يزيل كل ذلك ويقول : المكياج بيخفي جمالك الحقيقي ، إنتي جمالك كله في براءة وشك ، متعمليش زي التانيين اللي بيحطوا أي كلام في وشهم عشان يطلعوا حلوين شوية بينما انتي ربنا خالقم جميلة أصلآ
أنتهى من إزالته من وجهها ثم ذهب للبحر ، نزلت برفقته ليمسك بعلبه ويضعها على الرمال ويقول : جبتلك بيتزا ، محل الساندوتشات كان قافل ف جبت بيتزا
ملك بحزن : مش قادرة أكل
شريف : مفيش الكلام دا إخلصي ، أنا ببقى شايل همك والله بما انك للأسف صاحبتي
كادت أن تبكي ولكن شريف إحتضنها مهونآ عليها ، كثيرون لا يستطيعون فهم علاقتها بشريف الذي كلما كادت أن تسقط يرفعها للأعلى ، منهم من ينظرون أنها أوقعت صديق خطيبها السابق ليحبها ومنهم من يرى شريف استغلالي وغير وفي
ولكنهم أصدقاء ، علاقتهم لا تتعدى ذلك الحاجز
وملك بعادتها ، لا تهتم بأراء الأخرين لو تعلمون ولكنها تتألم لتلك الأقاويل وتقتلها وهي وحيدة بين جدران غرفتها ..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية همسات من الجانب الآخر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى