روايات

رواية العابثة الصغيرة الفصل الخامس 5 بقلم سولييه نصار

رواية العابثة الصغيرة الفصل الخامس 5 بقلم سولييه نصار

رواية العابثة الصغيرة الجزء الخامس

رواية العابثة الصغيرة البارت الخامس

العابثة الصغيرة
العابثة الصغيرة

رواية العابثة الصغيرة الحلقة الخامسة

الفصل الخامس (أحبه )
اليوم التالي.
-باسك؟!!!
صرخت منال بفزع لتزجرها دعاء وتقول بعنف :
-ما توطي صوتك يا ست… كفاية اللي أنا فيه!
اختنق صوت دعاء وتصاعدت الدموع لعينيها البنية وقالت :
-معرفش حصل ازاي… هو كان سخن… كان بيهلوس باسمها.
-اسم مين
-اسم نيرمين…. مراته اللي خانته… قربت بس عشان اسمعه بيقول ايه فقام شدني وباسني.
وضعت دعاء كفها علي فمها وشرعت تبكي… تشعر بغليان قلبها وليتها تعلم السبب… أو هي تعلم بالفعل ولكنها ترفض الاعتراف… فالاعتراف يعني تقبل مشاعرها وهذا مستحيل… مستحيل أن يحدث…
نظرت إليها منال بشفقة ثم ضمتها إليها وقالت برفق:
-خلاص أهدي… اهدي.
ظلت لبضع لحظات تبكي بين ذراعيها بينما منال تضمها أكثر وأكثر… أخيرا ابتعدت دعاء عنها وهي تمسح دموعها وقالت :
-أنا لازم اسيب الشغل… كده مينفعش هدور علي شغل تاني بس مش هستمر في المسرحية السخيفة دي مستحيل
أمسكت منال كفها وقالت بإعتراض :
-بس يا دعاء

 

 

-من غير بس يا منال…. أنا دخلت بيت واحد علي أساس إني راجل واشتغلت عنده… وصممت إني ابات عنده لما تعب وادي شوفتي اللي حصل.
-طيب ممكن تهدي…
زعقت دعاء :
-لا مش ههدي وهسيب الشغل… انتي ليه مش حاسة بيا…. ليه مش فاهماني.. أنا مينفعش أروح هناك بعد النهاردة…. أنا…..
-انتي بتحبيه
تجمدت دعاء وهي تنظر إليها بذهول… ثم ضحكت بسخرية وعصبية قائلة :
-بطلي تخلف أحب مين!
-طيب ورحمة أمي بتحبيه يا دعاء باين عليكي يا حبيبتي!
أحمر وجهها.. خجلا غضبا وإحراجا…. لقد واجهتها منال بما ترفض الاعتراف به…. واجهتها بالمشاعر الغامضة التي تخفيها في قلبها…. مشاعر فضلت ألا تطلق عليها اسم… فضلت أن تغطيها للأبد ولكن ها قد أتت منال ببساطة وعرت مشاعرها… هل هي حقا تحبه؟! هل وقعت أخيرا في حب رجل قاسي يكره النساء؟!… أغمضت عينيها وهي تتذكر الطريقة التي ينبض قلبها بها عندما تراه أمامها…. جسدها كله يرتعش بقوة وتشعر أن قلبها سوف يخرج من جسدها ويهرب…. عندما يعاملها بلطف ويضحك لها تشعر أنها أسعد نساء العالم…. كيف يمكنها التغاضي عن هذا هي فعلا تعشقه تحبه…. انسابت دموعها مرة أخري وهي تنظر إلي منال وتقول بصوت مختنق:
-مينفعش!
-مينفعش ايه يا دعاء
شهقت دعاء وقالت:
-مينفعش احبه… مينفعش..
ربتت منال علي كتفها وقالت:
-بس الحب يا دعاء مش بإيدينا.
هزت دعاء رأسها وقالت :
-انتي مش فاهماني يا منال… ليه مش قادرة تفهمي أنا مش هستفيد حاجة من الحب ده… قلبي هيتوجع وبس… روحي هتتحرق وأنا إلي هخسر في الآخر… هخسر قلبي وسعادتي وكرامتي كمان… رائد مش هيبص لواحدة زيي… رائد عامل زي النجمة البعيدة أنا مقدرش اطولها ولو حاولت هتحرقني الشمس… عرفتي ليه مش عايزة احبه… لأن هو لاغي الحب من حياته بسببها… رغم خيانتها مش شايف غيرها.
وضعت كفها علي فمها وهي تكتم شهقاتها… ربتت منال علي كتفها بمواساه.. نظرت إليها دعاء وهي تقول بنبرة تغلي غيرة وقهر:
-كان بيقول اسمها وهو نايم…. كان بيقول أنه بيحبها يا منال…. بعد ده كله بيحبها تخيلي
-الآه هو احنا هنبدأ نغير ولا ايه

 

 

 

أشارت دعاء إلي نفسها وقالت :
-أنا بغير عليه؟!
-أيوة بتغيري.
شهقت بكاءا وهي تقول :
-يعني باين إني غيرانة عليه صح!
ضحكت منال وقالت :
-بصراحة الاعمي ذات نفسه يشوف غيرتك دي..
بكت دعاء وارتمت بحضن منال وهي تقول:
-منال أنا مش عايزة احبه!
قلبت منال شفتيها بسخرية وقالت:
-تحبيه ايه بس انتي وقعتي وقعة سودة يا حبيبتي عيطي يختي عيطي.
…………
ذهبت إلي العمل وقد قررت وانتهي الأمر ستترك هذا العمل… ربما أن ابتعدت عنه ستنساه… هذا صعب صحيح ولكن ليس مستحيل…. فهي فتاة لا تملك رفاهية الحب خلقت فقط لتشقي… لطالما فكرت هكذا ولكن لم تقنط يوما بل اعتبرت الأمر ابتلاء من الله فعندما ماتت أمها صبرت وعندما تركها والدها وتزوج صبرت ولكن حقا تعبت الآن لا تريد أن تتعلق بأحد فيخذلها مجددا… لا يمكن… ولجت إلي المنزل لتجده أمامها بوجه متجهم للغاية… ارتبكت وأحمر وجهها وهي تراه أمامه يبدو ضعيفا للغاية… ما زال المرض يؤثر به… تكلم بصوته المبحوح قليلا وقال :
-ليه جيت يا داوود عم منعم قال أنك سهرت قصادي للصبح أنا حتي روحته… روح أنت كمان وارتاح
اطرقت دعاء وقالت :
-لا يا باشا أنا هقعد معاك النهاردة… مقدرش اسيبك وأنت تعبان كده
-بس انت منمتش أسمع الكلام ونفذه
-يا باشا لو سمحت انت لسه تعبان روح علي سريرك وأنا هجهز الفطار فورا…
نظر إليه رائد بحيرة لما كل هذا الاهتمام من قبله…..
…….
كان جالس علي فراشه ورأسه يعيد ذلك الحلم الغريب ويتسائل هل حقا كان حلم… بل كابوس غريب من قبله أم حقيقة… فتصرفات داوود تثير الريبة…. هل يكون ما يفكر به صحيحا… وضع كفه علي رأسه وقال :
-ده ايه الورطة دي يا ربي… لا يا رائد بلاش ظلم… بس أنا هتجنن ازاي حلمت أنه باسني!!! هو أنا اتجننت ولا ايه!! ياربي ايه اللي بيحصلي بس.
ولجت دعاء وهي تحمل صينية الإفطار ووضعتها علي الفراش ثم ابتسمت وقالت:
-الفطار أهو يا بيه أفطر عشان تاخد دواك.
ودون انتظار خرجت وأغلقت الباب سريعا وهي تضع كفها علي قلبها وهمست :
-الله يخربيتك أهدي شوية انت دايما كده فاضحني ما تضخ الدم من غير دوشة لازم تدخل في متاهات الحب… عاجبك الوجع اللي انت فيه دلوقتي…. يا ربي أنا قولت إني جاية عشان اقوله إني همشي ايه اللي خلاني اقعد وأحضر الفطار كمان!! أنا بعد الغدا بإذن الله هقوله كده. ثم هزت رأسها وهي تبرر:
-أيوة أنا همشي بعد الغدا ما هو ميصحش مغديش الراجل وهو تعبان كده.
ثم ذهبت لتكمل عملها.
…………

 

 

في مكان ما.
قدم لها جابر الملف بأكمله وقال :
-ودي كل تحركاته يا هانم…. روتينه نادرا ما بيتغير…. غير أن بيته مش مأمن كفاية أي حرامي شاطر يقدر يدخله.
ابتسمت سميرة بشر وقالت :
-جميل يا جابر.
ثم أعطته مبلغ محترم من المال وقالت:
-احنا كده عارفين كل تحركاته فاضل بس تقتله زي طلبت منك وهديك باقي المبلغ.
-تمام يا هانم.
ابتسمت وقالت :
-مش عايزة أي غلط يا جابر… أنا عايزة تحصل مجزرة حرفيا… رائد غنيم لازم يتعذب الأول قبل ما يموت…
………..
كانت تتطلع إليه بحنان وهو يأكل حساء الخضار الذي أعدته… فأخيرا رضخ لها وقبل بالحساء… حسنا هو تحسن كثيرا عن البارحة ولكنه ما زال مريضا قليلا.
نظر إليها رائد وعقد حاجبيه بحيرة….. نظرات داوود لا تريحه وما لا يريحه أكثر هو الحلم الغريب الذي حلم به….. لقد حلم أنه كان يقبله… يقبل داوود!!… لم يكن حلم بل كابوس بالطبع وشئ مقزز أيضا… فكيف يحلم بهذا… يبدو أن مكوثه طويلا مع الرجال جعله يفقد عقله… حمحم رائد وقال :
-معلش يا داوود ممكن تروح تعملي حاجة سخنة اشربها عقبال ما أخلص طبق الشوربة.
هزت دعاء رأسها بالإيجاب ثم ركضت للمطبخ… أخذت تجهز له “يانسون “بنشاط وسعادة….. لقد تقبلت الأمر هي تحبه.. فتلك النبضات ملكه… فالقلب لا يكذب هو ينبض فقط لمن يحب وهي وقعت في الحب ولا يهم ما الذي سيحدث بعد الان…. فلتعش كل يوم بيومه ولا تفكر بالمستقبل… انتهت من إعداد “اليانسون “ثم ذهبت به إليه وقالت مضخمة صوتها:
-أهو أجمل يانسون لأجمل رائد
-افندم بتقول ايه
-هو أنا بقول ايه صح… معلش يا بيه زلة لسان
نظر إليه رائد مضطربا وقد ازدادت شكوكه… هل يعقل أن هذا الشاب قد قبله فعلا وليس حلم…
شهق واضعا كفه في فمه… يا إلهي هل يكون لديه ميول منحرفة…… يا إلهي هل هو قد تخلص من النساء لكي يشتبك مع الرجال…. إن الأمر لفضيحة كبري….
نظرت دعاء إلي شروده واضطرابه بتوتر.. ودون وعي لمست كفه وقالت:
-خير يا بيه فيه حاجة.
انتفض رائد وزعق :
-متلمسنيش

 

 

ثم ذهب إلي غرفته وأغلق الباب وهو يضع كفه علي قلبه الذي يدق بقوة غريبة…
-فيه ايه اللي بيحصلي ده؟!
ثم أمسك هاتفه واتصل بلؤي
-الو لؤي…. تعالي فورا! من غير كلام تعالي أنا عايزك.
ثم أغلق الهاتف وجلس علي الفراش واضعا رأسه بين كفيه بينما ما زال يشعر بلمسة داوود علي كفه! وأخذ عقله يتساءل ماذا يحدث معه بالضبط!! .
………
بعد نص ساعة كان قد وصل لؤي تلبية لطلب صديقه الذي يتصرف مؤخرا بطريقة غريبة للغاية…
ابتسمت دعاء وهي تقول بصوت خشن :
-أهلا أستاذ لؤي رائد بيه مستنيك في اوضته فوق.
-شكرا يا داوود أنا طالع ليه.
ثم صعد الادارج بسرعة بينما عادت دعاء إلي عملها.
….
ولج لؤي لغرفة رائد فوجده قابع علي الفراش دافنا وجهه في كفيه… نظر إليه لؤي بخوف واقترب قليلا وقال :
-فيه ايه يا رائد خضتني.
نهض رائد وأمسك كفه قائلا :
-الحقني يا لؤي أنا واقع في مصيبة!!!
………….
-ايه اللي انت بتقوله ده يا رائد أنت مجنون؟! أكيد انت فهمت الموضوع غلط
قالها لؤي مصدوما…. ليهز رائد رأسه ويقول:
-ياريتني كنت فهمت الموضوع غلط زي ما بتقول يا لؤي… لكن أنا فعلا شبه متأكد أن داوود ده منحرف… نظراته ليا غريبة… ولو لمست ايده من غير قصد يتكسف ووشه يحمر… وبعدين أنا شاكك أنه باسني وأنا نايم
كان يحتسي لؤي العصير ولكن عندما أخبره رائد بهذا بصق كل ما شربه ثم اخد يسعل بقوة وهو يقول :
-متهزرش عمل كده!!!.
مط رائد شفتيه وقال :
-بصراحة أنا شاكك بس مش متأكد أنا كنت ساعتها سخن…. لؤي انا بدأت اخاف منه…. ما هو انا مش هخلص من الستات يجيلي رجالة.
ضحك لؤي وقال غامزا :
-أيوة يا سيدي حظك في السما مطلعش كل الستات بتحبك وبس ده طلع فيه رجالة كمان.
ثم أكمل لؤي ضحكه ليلقي عليه رائد الوسادة ويقول :
-بطل بواخة بقا وشوفلي حل.
-طيب ما تمشيه.
توتر رائد وقال :
-ازاي بس يا لؤي هقطع عيش الراجل بعدين هو مريحني
غمز لؤي مرة أخري مشاكسا وقال :
-مريحك ازاي يعني عندي فضول اعرف!
– يا أخي بطل سخافة مش وقت هزارك.
هز لؤي كتفيه وقال:
-ما دام متأكد أنه مش مضبوط خلاص اطرده يا رائد هو ده الحل الوحيد.
أطرق رائد وقد أوجعه قلبه لسبب مجهول وقال:
-عندك حق هطرده.
أبتسم لؤي وقال :
-صحيح ده عين العقل… ولو قدرت انصحه يستشير دكتور

 

 

هز رائد رأسه برفض قاطع:
-لا مقدرش اقوله كده وزي ما قولتلك احنا مش متأكدين بس أنا مش مرتاح لنظراته.
-تمام يبقي مشيه بس من غير ما تقول أي أسباب.
-هو ده اللي هيحصل
………..
كانت تنظف المطبخ عندما ولج رائد… تطلعت إليه دعاء بوجه محمر كالمعتاد لتجده يعطيها ظرف
-ايه ده يا بيه.
تنهد بعمق وقال :
-دي زي مكافأة آخر الخدمة أنت مطرود من الشغل يا داوود!!!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط علي : (رواية العابثة الصغيرة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى