رواية غفران هزمه العشق الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم نور زيزو
رواية غفران هزمه العشق الجزء الثاني والعشرون
رواية غفران هزمه العشق البارت الثاني والعشرون
رواية غفران هزمه العشق الحلقة الثانية والعشرون
رواية
♡♡ غفران هزمه العشق ♡♡
الفصل الثـــانــي والعشـــــــرون ( 22 )
___ بعنــــوان ” إن كيدهن عظيم ” ___
أستيقظت “قُسم” من نومها صباحًا على صوت رنين هاتفها المُتصل دون توقف ففركت عينيها بتعب شديد ويدها الأخرى تبحث عن الهاتف بجوارها حتى ألتقطته فوضعته على الهاتف بعيني مُغمضة وسمعت صوت والدتها تقول:-
_ صباح الخير يا قُسم
_ صباح النور يا ماما
قالتها بتكاسل وهى تضم الوساجة لصدرها مرة أخرى تعانقها بتعب لتسمع حديث والدتها المُرعب حين قالت:-
_ ملك فى المستشفي
فتحت عينيها بفزع وكانت جملة والدتها كفيلة أن تقظها من نومها تمامًا فسألت بفزع:-
_ حصل أى؟ مستشفي أى؟
تحدثت “صفية” بصدمة ممزوجة بالحزن على ما حدث وقالت بتهكم شديد:-
_ لاقوها فى شقة مضروبة بسكينة فى بطنها وطلعت متجوزة والدنيا بايظة خالص يا قُسم وأمها منهارة وأبوها مصدوم وبيحلف لقتلها والدنيا مقلوبة هنا
لم تستوعب كل هذا الحديث الذي تتفوه به والدتها ولم تصدق أن صديقتها أخفت عنها كل ذلك وكان لديها أسرار تخفيها من وراءها، تمتمت بصدمة ألجمتها:-
_ لا طبعًا، ملك متربية ومستحيل تعمل كدة أكيد فى حاجة غلط، هى فى مستشفي أى
أخبرتها والدتها باسم المستشفي لتغادر “قُسم” فراشها سريعًا كي تذهب إلى صديقتها ….
__________________________
فتح “غفران” باب غرفة “كندا” وكانت جالسة بفراشها تضم قدميها إلى صدرها بضعف ووجهها شاحبًا ومُنهكة من أنقطاعها عن الطعام، تقدم للأمام وفتح زر سترته الرمادية وجلس على المقعد المقابل للفراش وقال:-
_ سؤال وقاتلنى الفضول لمعرفة جوابه، أنتِ قاطعة الأكل عقاب لنفسك وأعتراف بذنبك وقررتي تستلمي للموت ولا ….
قاطعته “كندا” بحدةٍ وعنادٍ متشبثة بنفس جوابها وإنكارها للخيانة قائلة:-
_ أنا مش مذنبة يا غفران ومش خاينة، أنت بس اللي مبقتش عايز تشوفني غير فى الصورة دى
_ أنا مش جاي أسمع مبررات وكذب جديد، أنا عشر سنين بصدق دموع التماسيح دى، أنا جاي عشان خاطر بنتي، نالا نفسيتها بتتعب ودا السبب الوحيد اللى مخليني باقي على عمرك يا كندا رغم جرائمك معايا وفى حقي، هتخرجي من هنا وتعيشي فى القصر زى ما كُنتِ لكن خلي بالك إنكِ مجرد مربية لنالا وقُسم إياكِ ثم إياكِ ثم إياكِ يا كندا ترفعي عينيكِ فيها وقتها مش هعمل حساب حتى لبنتي
ضحكت “كندا” بسخرية شديد على كلماته فقالت بنبرة حزينة واهنة :-
_قُسم..قُسم .. دا اللى جابك ليا يا غفران، قُسم مش بنتك بطل تكذب وتعيش أوهامك لأني تعبت وقرفت من تحمل كل الأوهام دى وتقريبًا كدة أنت بقيت زى الأعمي مبتشوفش أنى طاقتي معاكِ خلصت وشبعت من قرفك وقسوتك وجبروتك
وقف من مكانه مُغتاظًا من لعنها له بالأعمي وكز على أسنانه بغيظ شديد قبل أن يفقد أعصابه عليها وقال:-
_ أنا أعمي عشان مشوفتش خيانتك ليا السنين دى كلها
دفعته بقوة من طريقها وقد فاض بها الأمر وقالت:-
_ مخونتكش، كفاية بقي وأرحمني
تابعت سيرها للخارج وهكذا تتابع الحديث بانفعال شديد:-
_ مبتحسش ومبتشوفش، أنت طول الوقت بتجلد فيا وبتتهمني بحاجة أنا معملتهاش ليه كل دا ، كارهني ولا بتوجد لنفسك شمعة تعلق عليها خيانتك ليا
وصلت للطابق الأول مع صراخها وهو خلفها لتستدير إليه بجنون وقد وصلت لأأقصي درجة فى الإنفعال وقالت:-
_ الحقيقة بقي أن أنتَ اللى خونتني وأتجوزت عليا وبكل بجاحة وعين قوية جاي تحط علتك فيا، أنا جايز أكون كان عندي علاقات قبل جوازنا لكن من يوم ما أتجوزتني وأنا ملمسنيش راجل غيرك ولا يجرأ راجل أنه يعملها، أنا مش زبالة أوى كدة يا غفران لكن من الواضح أن القذارة دى جواك ووجعاك عشان كدة بتوجد لنفسك مبرر للخيانتك ليا معاها
صرخت بجنون وهى ترفع يدها نحو “قُسم” التى تقف على الدرج خلفه وتستمع للشجار الذي يدور بينهما، نظر نحو يدها ليرى “قُسم” واقفة تبكي بهدوء فتابعت “كندا” بعصبية شديد:-
_ لو فينا حد خاين يبقي أنت يا غفران، ولو في حد فينا مُذنب وبجح فهو أنت وبس
رفع نظره بها لتبتلع لعابها بخوف من نظرته وتلتزم الصمت وكأنه يُذكرها بتهديده الذي بلغه لها من قليل، أستدارت تعطيهم ظهرها بضيق شديد فصعد “غفران” درجتين حين محبوبته الجميلة وقال بهدوء:-
_ قُسم
_ ملك عملت حادثة ومحتاجة أروح لها ضرورى
قالتها بخوف على صديقتها وكأنها لا تبالي بهذا الشجار فى الحال فأومأ إليها بنعم وقال:-
_ ماشي روحي بس خلي بالك من نفسك وصابر هيوصلك
أومأت إليه بنعم ليضع قبلة على جبينها بلطف وهو يعلم قدر صداقتها مع “ملك” وهمس إليها بحب قائلًا:-
_ متقلقيش يا حبيبتي هتكون كويسة ولو أحتجتي أى حاجة كلميني
أومأت إليه بنعم وتمتمت بضعف ويديها ترتجف ليشعر برجفتها حين وضعت يدها على صدره قائلة:-
_ خايفة أوى عليها يا غفران
مسح على رأسها بحنان وقال:-
_ متقلقيش يا قُسم، خير بإذن الله
لم تبالي “قُسم” بحديث “كندا” لطالما كان المُذنب جبان ولم يعترف بذنبه، أستدارت “كندا” إليهما حين سمعت حديثه اللطيف معها لتجده على قُرب شديد منها وشبه يضمها ويده تمسح على رأسها لتشعر بخنجرها الموجود فى قلبها يمزقه أكثر ودمعت عينيها بوجع لتغادر المكان إلى الحديقة فى الخارج، نزل “غفران” معها وكان “عُمر” يقف مع “سمير” سائق “غفران” الخاص بجوار سيارته وفى الخلف سيارة “قُسم” وبداخلها “صابر” فى مقعد السائق، أقترب “عُمر” وهو يشير إلى شاب بأن يقترب حتى وصلوا أمام “غفران” ليقول “عُمر”:-
_ سليم، الحارس الشخصي اللى حضرتك طلبته
رمقه “غفران” بهدوء وكان وجهه ضبابي ليقول بحدة صارمة:-
_ سلامتها وحياتها أهم من روحك حتى
نظرت “قُسم” إليه وهو يتحدث مع هذا الشاب عن سلامتها ويشير عليها فأومأ الشاب له بنعم، تابع “غفران” بهدوء حاد:-
_ إياك تغيب عن عينيكَ لحظة
هز رأسه بنعم فأشار إلى “قُسم” بأن تذهب لتسرع إلى سيارتها دون أن تناقشه فى شيء الآن وعقلها لا يفكر بشيء سوى صديقتها ……..
_________________________
[[ قصـــر اللؤلؤ ]]
كانت “نورهان” جالسة على السفرة ترتشف قهوتها وفى يدها الأخرى جهاز اللوحي الإلكتروني (التابلت) تقرأ الأخبار عن جريمة قتل التى حدثت فى أحد الشقق وأخذت منعطف الأنتشار بسرعة جنونية على الأنترنت ( جريمة قتل فى شقة الزمالك) ظلت تقرأ الخبر وتشاهد الصور المُلتقطة للحدث ورغم عدم معرفة الصحافة بكل الأخبار والجريمة الكاملة لكن “نورهان” كانت مُهتمة جدًا وتقرأ بتركيز شديد حتى أنها لم تشعر بدخول “رزان” التى وصلت للتو وقالت:-
_ صباح الخير
لم تجيب “نورهان” بسبب أنغماسها فى الأخبار، تنحنحت “رزان” بلطف ثم قالت:-
_ الموضوع اللى حضرتك طلبتيه تم على أكمل وجه وبدون ترك أى أثر وراءه
تبسمت “نورهان” بأنتصار بسمة خبيثة شيطانية ثم قالت ورأسها ترفع فى “رزان” تاركة الجهاز اللةحي من يدها:-
_ برافو عليكِ يا رزان، دا اللى عاجبني فيكِ وخلاني دايمًا مُتمسكة بوجودكِ، مهما كانت صعوبة الأمور والطلبات بتنفيذها صح مظبوطة بالمسطرة
تبسمت “رزان” بفخر من دعم “نورهان” لها لتقف “نورهان” من مكانها بسعادة ونشاط مُستعدة لبدأ يوم جديد فى عملها لتغادر القصر مع “رزان” وقبل أن تصعد بسيارتها الزرقاء من ماركة رولز رويس لترى سيارة “غفران” تغادر القصر وأمامها سيارة جديدة إدركت أنها سيارة “قُسم” فأنطلقت سيارتها فى المؤخرة حتى قاطعهما على البواب ظهور سيارات الشرطة لتعبر سيارة “قُسم” أولًا مُنطلقة فى طريقها بينما توقف “غفران” ووالدته ليترجل “عُمر” أولًا من السيارة وتقدم نحو رجال الشرطة وعيني “نورهان” و”غفران” تراقبه عن الكثب حتى عاد “عُمر” إليه ففتح “غفران” النافذة ليقول “عُمر” بدهشة والصدمة تحتل عينيه قائلًا:-
_ بيسأله على أستاذ أنس بيقولوا متهم فى جريمة قتل زوجته
أتسعت عيني “غفران” على مصراعيها وقال بحدة:-
_ تيا!!
تنحنح “عُمر” بقلق شديد من رد فعل “غفران” وقال بجدية:-
_ لا، زوجته الثانية
فتح “غفران” باب السيارة بأندفاع شديد ليفصح له “عُمر” الطريق وهو يقول بجدية:-
_ زوجته الثانية
رأت “نورهان” صدمة “غفران” وملامحه التى تبدلت من القلق إلى الصدمة ممزوجة بالغضب كأنه طعن فى عقله بالغدر، فتمتمت بجدية صارمة:-
_ أنزلى شوفي فى أى يا رزان؟
هزت “رزان” رأسها بنعم وترجلت من السيارة حتى سمعت الحديث مع ضابط الشرطة الذي جاء باحثًا عن “أنس” ويقول بجدية:-
_ أنا بعتذر عن أقتحام المنزل يا غفران بيه بس للأسف دا قانون وأنا بنفذه وأنس مطلوب القبض عليه بجريمة قتل
تنهد “غفران” بهدوء جدًا ونظر إلى “عُمر” الذي جاء من نظرة واحدة إليه وقال بهدوء:-
_ هاته من جوا يا عُمر …..
وقف “غفران” ينتظر حتى دلف “عُمر” مع رجال الشرطة إلى قصر الحديقة وفتحت الخادمة لهم، كان “أنس” جالسًا على السفرة يتناول الإفطار و”تيا” جالسة على الأريكة تتناول القليل من الفاكهة ووجهها شاحبًا جدًا من التعب فسألت بتعب:-
_ مين يا إيريني ؟
أجابتها الخادمة بفزع من رؤية الشرطة أمامها بصحبة “عُمر” قائلة:-
_ البوليس
وقفت “تيا” بتعب رغم وصولها منذ ساعة من المستشفي لكن فزعها من وجود الشرطة فى قصر كان صدمة كفيلة أن تجعلها تقف على قدميها رغم تعبها، تمتمت بعبوس:-
_بوليس
أقترب “أنس” بدهشة بعد أن سمع حديث الخادمة وقال:-
_ فى أى؟
تحدث الضابط بهدوء شديد قائلًا:-
_ حضرتك أستاذ أنس
أومأ إليه بنعم فتحدث الضابط بهدوء:-
_ حضرتك مطلوب القبض عليك بتهمة محاولة قتل زوجتك السيدة ملك
أتسعت عينيه على مصراعيها بصدمة ألجمته من هول الفزع الذي أصابه مما حدث إلى “ملك”، لم يبالي نهائيًا بوجود “تيا” أو صدمتها بأنه متزوج من أخرى، بل كل ما شغل عقله بهذه اللحظة قتل “ملك” وتهمته بهذا الشيء، تمتمت “تيا” بصعوبة من الخلف بهدوء قبل أن تفقد أعصابها:-
_ أنت متزوج عليا؟
ألتف إليها بصدمة وكأن حديثها أفاقه من غيبوبته فحدق بها بقلق وقال:-
_ تيا .. تيا أنا هفهمك ، الكلام دا محصلش أنا مقتلتش حد
أسرع للذهاب نحوها ليمسكها من ذراعيها بقوة محاولًا السيطرة على الموقف فحدقت “تيا” به بعيني حائرة وقالت:-
_ مقتلتش بس أتجوزت عليا
نظر إلى عينيها لتبتسم بخبث شديد وقالت:-
_ تستاهل، تهمة متفصلة على مقاسك يا أنس وعلى قد خيانتك بالظبط، تعيش وتأخد غيرها
مرت من أمامه ببرود شديد وعقله لا يستوعب برودها ونظرتها الخبيثة فأسرع نحوها يمسكها من ذراعها وقال بصدمة:-
_ قصدك أي؟
_ دا ثمن خيانتك ليا ولازم تدفعه، أنا تيا الحديدى متخانش يا أنس
قالتها بحدة صارمة ونظرتها تخبره بأنها الفاعلة وكأنها كانت تعرف بخيانته وزواجه وهكذا تعرف القاتل الحقيقي، صرخ “أنس” بغضب سافر وهو يقول:-
_ متكلمنيش بالألغاز ، قصدك أي؟ أنتِ كنتِ عارفة
لم يتركه الضابط أكثر من هذا وأمر العساكر بسحبه للخارج فى حين أن “تيا” وقفت تشاهد فى هدوء تام لحظة القبض عليه وبمجرد مغادرته من القصر وأغلاق الباب، أستقامت فى وقفتها وقالت بحدة:-
_ يلا يا إيريني أجهزي
صعدت للأعلى بنشاط وكأن التعب قد تلاشي من جسدها ….
_________________________
وصلت “قُسم” إلى المستشفي لترى والدتها تقف بجوار والدة “ملك” المنهارة من البكاء ووالدها الذي يقف غاضبًا جدًا ولا يبالي بحالة أبنتها بقدر صدمته وغضبه من زواجها السري، كأن يشعر بأن ابنته كسرت ظهره ودهست رأسه فى الطين فأسرعت “قُسم” نحوهم وقالت بقلق:-
_ حصل أى يا طنط؟
مسكها والد “ملك” من ذراعها بحدة وقال بنبرة غليظة وغضب:-
_ أكيد كنتِ عارفة؟ ما هى سرها كله معاكي؟ هو مين؟ هو مين اللى جبتلي العار معاه وأتجوزته من ورايا ها
لم تُجيبه “قُسم” حين قاطعه “سليم” الذي مسك يده بقوة حتى يترك “قُسم”، أبتلعت لعابها بقلق وقالت:-
_ أستن بس يا سليم، والله يا عمي ما أعرف حاجة عن الموضوع دا، أقسملك بالله ما أعرف غير لما ماما كلمتني من شوية وقالتلي
تأفف الرجل بهدوء شديد ثم قال بحدة:-
_ ماشي ، أنا هعرف هو مين وهشرب من دمه
_ المهم نطمن على ملك بس
قالتها والدة “ملك” بأنهيار وصوت مبحوح ليصرخ زوجها فى وجهها وقال:-
_يكش ما تقوم منها، اللهي تموت زى ما موتني بالحي وأنا عايش وحاطط رأسي فى الطين
غادر المستشفي غاضبًا جدًا لتقول “ملك” بلطف:-
_ أهدئي يا طنط ومتقلقيش، أن شاء الله تقوم بالسلامة
______________________
وقفت “تيا” أمام موظفة المطار لتختم لها جواز السفر موافقة على خروجها إلى أستراليا مع خادمتها “إيريني” وأنطلقوا الأثنتين إلى الطائرة ووضعت “تيا” نظارة الشمس على عينيها وهى تسير نحو الطائرة على المدرج حتى وصلت إلى مقعدها فى الدرجة الأولى وجلست تنظر من الشرفة إلى أرض مصر والطائرة تقتلع عن الأرض لتقول “إيريني” بجدية:-
_ مش كنا أستنينا شوية عشان يكون الموضوع هدي شوية
_ كدة أحسن يا إيريني ، إحنا منعرفش البوليس هيوصل لأي وجايز يصدر قرار منع من السفر ودا رخم أوى، كدة أحسن
قالتها بجدية ونظرت للنافذة مرة أخرى لتعود بذاكرتها للوراء قبل ثلاثة أيام من الحادثة
كانت “تيا” جالسة فى الحديقة وتضع قدم على الأخرى وترتشف كوب الكاكاو المُفضل لديها وأمامها “رزان” التى قالت:-
_ مفيش أى حاجة ثُير الشك، مكالمات مع محمود زميل الكثير وزيارته لبيت محمود ودا الشيء الخارج عن المألوف علاقته بزميله محمود مش أكثر
أرتشفت “تيا” القليل من الكاكاو وعقلها يفكر بدقة فى حديثها لتقول:-
_ ماشي شكرًا يارزان، الظاهر أن أنا اللى كبرت الموضوع شوية
أومأت “رزان” إليها بنعم وتركت الورق أمامها على الطاولة ثم غادرت لتنظر “تيا” إلى الورق بدقة والمكالمات الكثيرة مع رقم “محمود” صديقه ومنها مكالمات ليلية فقالت بهدوء:-
_ إيريني
جاءت الخادمة مسرعة فقالت “تيا” بحدة:-
_ أديني تليفونك
أعطاها الخادمة الهاتف لتتصل “تيا” بالرقم وأنتظرت الجواب، جاءها صوت امراة شابة تقول:-
_ الو
صُدمت “تيا” من صوت المرأة وتأكدت من شكوكها التى أصبحت يقين وقالت بهدوء وهى تلهث بقوة من الوجع وتفتيت قلبها:-
_ معاكي روان من شركة اللؤلؤ للتجميل كان فى اوردر باسم أستاذ محمود
أجابتها “ملك” ببرود شديد دون أى أهتمام قائلة:-
_ لا يا حبيبتي الرقم غلط
_ بس أنا قدامي على السيستم دلوقت الرقم متسجل بأسم أستاذ محمود
قالتها “تيا” وهى تحاول كبح دموعها التى أنهمرت على وجنتيها بحسرة وألم شديد يمزق قلبها لكنها تحاول التماسك قدر الإمكان حتى لا تشعر “ملك” بأى شيء، تأففت “ملك” بضيق شديد قائلة:-
_ يا بنتى قلتلك مفيش حد اسمه محمود ، وربنا دا رقمي أنا
_ أنا أسفة لأزعاج حضرتك
قالتها “تيا” وأغلقت الخط فى وجهها سريعًا، لتسقط على المقعد منهارة من البكاء وتشهق بقوة ويدها الأخرى تضرب قلبها من الألم بحسرة لتقترب “إيريني” منها بهدوء وقالت:-
_ أهدئي يا مدام تيا، أهدئي أرجوكِ وكله هيتحل
_ بيخوني يا إيريني ، أحساسي كان فى محله، قلبي كان حاسس بالخيانة كنت بشم رائحتها فى حضنه، أحساسي كان صح
قالتها بأنهيار وتلعثم شديد فى الكلمات التى كادت أن ترتبهم بوضوح من بكاءها لكنها تواعدت بالأنتقام لتقابل رجل قاتل مأجور واعطته عنوان “ملك” ليراقب “أنس” فقالت بهدوء:-
_ عايزاك تقتلها بس قبل ما تنفذ وفى نفس اليوم تعرفني عشان أعمل أحتياطي
_ عينيا بس أنا بأخذ نص المبلغ مقدم والنص الثاني بعده
قالها الرجل بجدية فى عمله لتبتسم “تيا” وأخرجت من حقيبتها ظرف أبيض ضخمة وقالت:-
_ أنا بقي هطلع جدعة معاك وهدفعلك بدل ال50 ألف 100 ألف ومقدم كلهم بس بشرط تخلصني بسرعة
نظر للظرف بحماس شديد ولأول مرة يحصل على مبلغ هكذا ومقدم فقال بنشاط وحيوية:-
_ أعتبريه حصل النهار دا يا هانم
تبسمت “تيا” بخبث شديد وألم الخيانة يمزقها ثم قالت بجدية:-
_ النهار دا أو بكرة أو بعده المهم تعرفني عشان أعمل حسابي
بعد يوم واحد من مقابلتها بالرجل كانت الساعة الواحدة فجرًا و”تيا” نائمة بفراشها وجوارها “أنس” الذي تسلل للخارج بصحبة هاتفه فظلت محلها حتى رن هاتفها يخبرها الرجل أنه سينفذ غدًا لتبتسم “تيا” بخباثة وظلت تفكر كيف تتهرب من التهم وتبعد أى شكوك عنها، أتصلت بـ “إيريني” فصعدت لها وقالت:-
_ فكري معايا
_ أنا كنت عاملة حسابي يا مدام تيا
قالتها “إيريني” وخرجت من الغرفة ثم عادت وفى يدها كيس دم أعطته إلى “تيا” وقالت:-
_ حطي على هدومك كأنكِ تعبانة وتتحجزي فى المستشفي
تبسمت “تيا” بمكر شديد وقالت:-
_ وكأني تعبانة ليه؟ ما تعبانة وبسقط
نظرت “إيريني” لها فعقدت “تيا” حاجبها وثالت بحدة:-
_ بسقط
هزت “إيريني” رأسها بهدوء فقالت “تيا” بجدية صارمة:-
_أنس لازم يلبس جريمة القتل دا ويفهم أنه خسر ابنه، وكسر القلب اللى كسرهالى ما هخليه يلمح طيفه
غادرت “إيريني” العرفة لتمثل أنها نائمة وتنفذ “تيا” خطتها فسكبت الدماء على ملابسها وصرخت بألم شديد مُصطنع لكنه لم يأتي فأتصلت بأخاها “غفران” بسبب إلحاحها الشديد فى صنع حجة غياب لها ……..
فاقت “تيا” من شرودها على صوت المُضيفة تسألها عن الإفطار وتشعر بجحود فى قلبها مما فعلته وكيف حولتها الخيانة إلى قاتلة؟ لكن شعور السعادة يغمرها بسبب ما ألت الأمور إليه والقبض على “أنس” ليدفع ثمن خيانته لها وأرتكبه هذه الجريمة فى حقها كزوجة لها وجرحه لكبرياء الأنثي الموجود بداخلها
_______________________
[[ قصـــر الحديدي ]]
عادت “قُسم” بعد أذان المغرب مُنهكة من التعب بسبب المستشفي وحزينة على صديقتها الغائبة عن الوعي بسبب قوة الطعنة، وجدت “غفران” جالسًا على الأريكة ينظر فى التابلت الخاص بيه ويضع قدم على الأخر وبدل ثيابه من بدلته الرسمية إلى تي شيرت بكم باللون الكحلي وبنطلون قطني رمادي اللون ويصفف شعره للأعلي، رفع رأسه للأعلي بعد أن سمع صوت “فاتن” ترحب بزوجته الجميلة:-
_ حمد الله على سلامتك ، دقايق وأخلى الخادمة تجهزلك الحمام
أومأت “قُسم” إليها بنعم وتقدمت نحو “غفران” ليترك التابلت جانبًا ببسمة خافتة مُرحبٍ بعودتها فجلست جواره ليحدق بها ووضع ذراعه خلف ظهرها وقال:-
_ شكلك تعبانة أوى؟
_ ملك فى غيبوبة ، وكانت حامل وسقطت
قالتها بحزن شديد، نظر “غفران” إلى زوجته المُنهكة وقال بدهشة:-
_ حامل!! هى ملك كانت متجوزة بجد؟
أومأت إليه بنعم بحرج من فعل صديقتها ووضعت رأسها على كتفه بتعب ثم أغمضت عينيه فقال بهدوء:-
_ مالكِ
أجابته بنبرة مبحوح من التعب وبشرتها شاحبة جدًا:-
_ تعبانة يا غفران، تعبانة أوى
فتحت عينيها بتعب ونظرت إلي يده الأخرى الموجودة على قدمه فلمستها بيدها ، نظر “غفران” إلي يدها التى تتسلل إلى قبضته الكبيرة جدًا مقابل قبضتها الصغيرة وأصابعها النحيلة تداعب راحة يده من الداخل كأنها تبحث عن الأمان فى يده فتبسم وأغلق قبضته علي يدها بحنان ثم قال بلطف:-
_ أخر الشقاوة دى أي بقي؟
_ خليني اتشقي شوية طيب
قالتها ببسمة لطيفة ليضحك “غفران” عليها بحب وأتكئ برأسه فوق رأسها ويده الموجودة خلف ظهرها طوقها بها، أغمضت “قُسم” عينيها براحة وأمان فتحدث “غفران” :-
_ أتشقي يا قُسم، أعملى كل اللى نفسكِ فيه، أنتِ الوحيدة اللى مسموح لكِ تعملى أى حاجة وفى أى وقت مهما كانت أى
لم يجد جواب منها، فقال بهدوء:-
_ قُسم؟
لم تجيب عليه لينظر بوجهها بخفة ورآها نائمة كالملاك من التعب الممزوج بالحزن على ما حدث لصديقتها، جاءت “فاتن” تقول بجدية:-
_ الحمام جاهز0….
قاطعها “غفران” بنظرة منه لتبتلع كلماتها بخوف منه، أشار إليها بأن تذهب ولا تقظ محبوبته ولبت “فاتن” طلبه، أعتدل فى الجلوس حتى سقطت رأسها عن كتفه على صدره فحملها على ذراعيه بلطف وصعد إلى غرفته ووضعها بالفراش ثم نزع عن قدميها الحذاء ووضع الغطاء عليه ثم قبلة على جبينها وترجل للأسفل، وجد “عُمر” فى أنتظاره بصورة من المحضر ونظر به ليُصدم حين رأى وجه “ملك” وهو يعرفه جدًا، فرفع رأسه للاعلى وعقله يترجم سريعًا أن الفتاة التى تزوجها “أنس” على أخته هى نفسها صديقة “قُسم”، تحدث “عُمر” بجدية:-
_ فى حاجة تانية حصلت؟
نظر “غفران” إليه بقلق ليتابع “عُمر” الحديث:-
_ مدام تيا مدخلتش العمليات والطفل منزلش
أتسعت عينيه على مصراعيها وقال:-
_ قصدك اى؟ كانت بتمثل يعنى؟ أنت هتخرف على المسا يا عُمر؟
تنحنح “عُمر” بهدوء مُحرجًا من هذا الحديث وقال بجدية خائف من رئيسه حين يسمع البقية:-
_ وسفرها برا مصر النهار دا خرف كمان
أعطته صورة من تقرير خروجه من مصر الذي جلبه من المطار، فحدق “غفران” بالورق بصدمة قاتلة ألجمته وعقله ترجم سريعًا ما حدث ونظر إلى “عُمر” الذي تحدث بجدية:-
_ اللى وصل لحضرتك هو نفسه اللى أنا فكرت فيه لما عرفت، مدام تيا عرفت بالجواز وهى اللى خطط للقتل ودخول المستشفي كان مجرد خديعة ووسيلة عشان يكن عندها حجة غياب لو ساءت الأمور
ظل “غفران” يحدق بالأوراق كثير وما زال عقله لا يستوعب ما فعلته أخته …….
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية غفران هزمه العشق)