روايات

رواية غرام في المترو الفصل الحادي عشر 11 بقلم ولاء رفعت علي

موقع كتابك في سطور

رواية غرام في المترو الفصل الحادي عشر 11 بقلم ولاء رفعت علي

رواية غرام في المترو الجزء الحادي عشر

رواية غرام في المترو البارت الحادي عشر

غرام في المترو
غرام في المترو

رواية غرام في المترو الحلقة الحادية عشر

تولت اليوم الوظيفة الجديدة، أصبحت المساعدة الخاصة بيوسف وهذا بعد أن أشاد بها إلي والده بأنها من ساعدته علي معرفة المصنع المحتال الذي يقلد منتجاتهم ويغرق السوق بها بثمن بخس فذلك أدى إلي خسارة فادحة إليهم.
“ده فيديو فيه شرح بالصوت والصورة عن كل المهام اللي هاتطلب منك، و لو فيه أي حاجة أبقي أسأليني، أنا رايح علي مكتبي دلوقت و في البريك نتقابل”
كان قول يوسف وقابلته غرام بإيماءة يصاحبها ابتسامة امتنان
“شكراً أوي يا مستر يوسف، بجد بجد مش عارفة من غيرك كان ممكن أعمل إيه”
“العفو يا غرام، و بجد بجد لو قولتي مستر يوسف دي تاني مش هارد عليكي”
ضحكت وليتها ما فعلت ذلك، ملامحها تتسم بالبساطة وليست صارخة الجمال كالفتيات التي تركض خلفه أو مثل ماهي التي تلتصق به كالبق أينما رأته لكنه يرى في غرام ما هو ليس في بقية الفتيات، جمالاً ينبع من داخلها يطغى علي ملامحها فيجعلها ساحرة لمن يتحدث معها، تولج إلي القلب سريعاً دون استئذان.
“عارفة إن ضحكتك حلوة أوي”
إطراء بل كلمات عصفت بداخلها، ابتلعت لعابها بخجل، رسمت الجدية علي ملامح وجهها
“أوك يا مستر يوسف، هاشوف الفيديو و هاطبق الشرح و هابقي أبلغ حضرتك”
رفع يده وأخذ يعد بأصابعه
“مستر يوسف أدي مرة، و حضرتك أدى مرتين، طب والله ما أنا رادد”
اثار حديثه بأسلوب فكاهي ضحكتها مرة أخرى، نهض قائلاً
“مش هارد و لا هاعاكس برضو”
ذهب إلي مكتبه و كان من هناك ينتظر خروجه ليذهب هو إليها، طرق الباب حتي جاء صوتها إليه
“أتفضل”
فتح الباب و ولج إلي الداخل، نهضت وتحاول استرجاع ذاكرتها عن هويته
“خير، مين حضرتك؟”
ابتسم إليها و مد يده للمصافحة
“أنا مستر رامي، و تقدري تقوليلي يا رامي من غير ألقاب، مسئول عن قسم الـ IT في الشركة وصاحب يوسف ونور ويوسف أكتر”
رددت في عقلها
“و ده كمان جاي يقولي مفيش ألقاب، هو إيه الحكاية، أنا جاية أشتغل و لا أتشقط؟!”
“أهلاً وسهلاً بحضرتك يا مستر رامي”
ظلت يده في الهواء دون مصافحة، أعادها جانبه بحرج
“علي فكرة أنا مش جاي أضايقك، أنا برحب بيكي كموظفة جديدة عندنا، أصلنا كلنا هنا أسرة واحدة”
“تمام يا مستر رامي، أنا اسمي غرام وبشتغل سكرتيرة مستر يوسف، و شغلي بيقتصر علي طلبات قسم التسويق وبس”
تفهم رفضها الجلي للتعارف وتبادل الأحاديث بينهما، فزاد إصراره علي التقرب منها لكن في وقت لاحق ليس الآن حتي لا تنفر منه.
“تمام يا آنسة غرام، عن إذنك”
ذهب ولم ينتبه إلي يوسف الذي خرج للتو من غرفة مكتبه ليراه يغادر من غرفة غرام، داهمه الشعور بالانزعاج كثيراً، اقتحم مكتب الأخر دون استئذان
“رامي، أسلوب الشقط الرخيص اللي بتعمله مع أي بنت بتعجبك ده تنساه خالص هنا، إلا و أقسم بالله ما هخليك تعتب باب الشركة ده نهائي”
أوقفه رامي مدافعاً عن نفسه
“تعالي هنا فهمني، شقط و زفت إيه اللي بتكلمني عليه؟!، هي لحقت السكرتيرة تبلغك؟، واضح بدأت تشوف شغلها كويس”
“أنا لسه شايفك بعينيا وأنت خارج من المكتب عندها، طبعاً داخل بترحب بيها علي طريقتك”
وقف أمامه بتحدي
“اه كنت برحب بيها، بس بأدب وبإحترام، فيها حاجة يعني؟!، و لا رأفت بيه مانع الموظفين يتعرفوا علي بعض؟! ”
زفر يوسف بنفاذ صبر، رفع سبابته كإشارة تحذيرية
“لأخر مرة بحذرك يا رامي، ملكش دعوة سواء بيها أو بغيرها هنا في الشركة، و لسه علي تهديدي”
غادر في الحال تاركاً دماء الأخر تفور كماء المرجل، يتمتم بوعيد وحقد دفين
“واضح من كلامك إنها مش مجرد سكرتيرة وبس، لما نشوف يا يوسف مين فينا اللي هيفوز بيها الأول”
※ ※ ※
تتقلب علي فراشها وكأنها ترقد علي جمر من النار، تبكي بحسرة علي ما حدث لها في ليلة أمس، تذكرت كيف كانت مسلوبة الإرادة من تأثير المخدر الذي جعلها ما بين الوعي ونقيضه، شعرت بكل ما حدث معها، انتهاك جسدها بأبشع الطرق أمام كاميرات التصوير و أعين الرجال، وقعت ضحية لعصابة الإتجار بالبشر.
لما الندم الآن وهي من سلكت درب من دروب إبليس من أجل المال، باعت جسدها إلي عيون الرجال وتظن بإخفاء وجهها خلف الوشاح هذا سيمحو الإثم الذي اقترفته، و ها هي أصبحت سلعة للمشاهدة وللمس أيضاً، كانت تريد الشهرة والمال و لا يهم الوسيلة، لذلك لا تلوم في روايتها سوي حالها.
صوت صرير باب غرفتها وصل إلي سمعها، علمت من الزائر
“بت يا سماح، أنتي يا بت كل ده نوم، قومي ياللي تنام عليكي حيطة”
نهضت و لا تريد هم فوق همها، يكفي الجحيم الذي وقعت به
“نعم يابا، الأكل عندك في التلاجة”
“هو أنا هصحيكي عشام الأكل، أنا عايز فلوس”
زفرت وعلي وشك أن تنفجر
“مش لسه مدياك إمبارح 500 جنيه؟!، راحوا فين؟”
صاح بغضب زائف مثل كل مشاجرة ليبث داخلها الخوف من ثورته
“أختك عديت عليها إمبارح لاقيتها محتاجة فلوس أديتلها منهم و الباقي جبت بيه طلبات للبيت، و بعدين أنا حر أصرفهم زي ما أنا عايز ملكيش دعوة”
تمسك رأسها من ألم الرأس الملازم لها منذ أن استيقظت
“حاضر يابا، أنا معيش حالياً غير 200 جنيه”
وضعت يدها أسفل الوسادة لتأخذ محفظة نقودها فاختطفها منها وقام بفتحها ونهب كل ما بها من مال
“أخص عليكي، بت جاحدة، كل دي فلوس مخبياها علي أبوكي”
“يابا، دول شايلاهم لوقت زنقة، أنت أي قرش معاك بتخلصه علي الهباب اللي بتشربه ومعاشك برضو بتصرفه علي نفسك”
دفعها بعنف في كتفها
“ملكيش فيه، كيفي مش هبطله، وأعملي حسابك أنا أول حمار هيجي يتقدملك هوافق عليه، حتي لو كان شحات، أهو يخلصني منك، جاتك البلا وأنتي شبه أمك الله يجحمها”
غادر المنزل وتركها تنعي حظها، أب جاحد بلا قلب و حياة قاسية اتخذت كليهما حجة واهية لتفعل ما تريد دون رادع، كان أمامها طريقين الخير والشر، اختارت الأخير وعليها أن تدفع الثمن.
صدح هاتفها بتنبيه رسالة واردة، انتفضت لأنها تعلم من المرسل، قامت بفتح الرسالة فوجدت محتواها كالتالي
«صباحية مباركة يا فنانة، شوفتي وعدتك هتبقي نجمة، خليتك بطلة و الفيديو بتاع إمبارح هيشوفوا الباشوات اللي بيدفعوا بالدولارات، شدي حيلك بقي وبكرة زي ميعاد إمبارح هتكوني عندي و لو مجتيش مش هقولك أنا هعمل إيه، كفاية الحاج مليجي وأخوكي و كل أهل الحتة عندك يشوفو فيلمك و فيديوهاتك الخاصة علي التطبيق إياه، ده كله كوم و وصولات الأمانة اللي مضيتي عليها دي كوم تاني، قدامك تلات إختيارات يا تكملي معانا، يا لفضيحة أو السجن يا حلوة
سيدك ومعلمك عوني القرني»
※ ※ ※
صوت الموسيقي والغناء يتردد في منزل عائلة هند، فالليلة هي ليلة الحناء، بعد مرور سنوات من الحب والعذاب حتي جاء اليوم الذي ستصبح مع من تعشقه قلباً وقالباً
و بداخل غرفة هند كانت غرام تقوم بوضع لها الحمرة علي شفتيها
“و كدة خلصت يا عروسة”
نظرت هند إلي المرآة بفرح
“تسلم إيديكي يا غرام، عقبال لما أحضر يوم حنتك يارب”
“يا عالم بقي ده ممكن يحصل و لا لاء”
“قلبي بيقولي هيحصل وقريب أوي كمان، ربنا هيكرمك بإذن الله بعريس اسمه يوسف”
لكزتها غرام في كتفها بمزاح
“ده أنتي هتخليني أحرم احكيلك حاجة تاني، و بعدين دي مجرد أحلام، أنا فين و هو فين”
“مفيش حاجة بعيدة عن ربنا، أدعي وبإذن الله هايكون من نصيبك”
ابتسمت ودعت ربها بأن يرزقها بالخير وأن لا يعلق قلبها بحلم يستحيل تحقيقه، يكفي ما رأته في معاناة شقيقتها أحلام بسبب ما يسمي بالحب.
ولجت والدة هند
“ها يا بنات العروسة جهزت و لا لسه؟”
استدارت هند إليها، فتحت والدتها فمها بسعادة
“بسم الله ماشاء الله اللهم بارك، ربنا يحميكي يا بنتي من شر العين”
احتضنت الأخرى والدتها
“حبيبتي يا ماما ربنا ما يحرمني منك”
نظرت والدتها إلي غرام وشقيقتها ابتسام
“عقبالكم يا بنات”
“تسلمي يا طنط”
“يلا يا هند أطلعي سلمي علي حماتك وأخوات جوزك مستنينك برة”
انقبض قلبها وأثرت ذلك في نفسها، لكن لاحظت والدتها تغير ملامحها فجأة
“أنا عارفة إنك داخلة علي هم لا يعلم بيه إلا ربنا، خليكي ذكية وناصحة و حاولي تكسبي حماتك وبناتها عشان محدش فيهم يضايقك”
“ما تقلقيش يا ماما، حماتي في عينيا، أنا مقدرة سبب معاملتها عشان جمال ابنها الراجل الوحيد وخايفة لأبعده عنها أو أخليه يتغير من ناحيتها”
“حبيبتي عين العقل، يا زين ما ربيت”
ابتسمت هند وعقبت غرام تخبر والدة صديقتها
“ماتخافيش يا طنط علي هند، محدش يقدر يضايقها وجمال معاها”
“ما هو ده اللي مطمن قلبي يا غرام، أن جمال بيحبها و ما بيستحملش عليها حاجة”
“ربنا يهنيهم ويسعدهم يارب”
دعت غرام بذلك ردن جميعاً
“اللهم آمين”
و في الخارج كانت عطيات وبناتها الثلاث دلال و ثناء و رضوى، جميعهن في انتظار العروس القادمة نحوهما، همست رضوي إلي ثناء
“بت يا ثناء البت هند طلعت حلوة أوي”
حدقت إليها الأخرى بسخرية
“هي عشان حاطة شوية مكياچ تبقي حلوة؟”
“اه حلوة ماشاء الله عليها، ربنا يسعدها هي وأخويا”
“يارب أمي تسمعك”
نظرت رضوي إلي شقيقتها بابتسامة صفراء، بينما عطيات كانت تخبر ابنتها الكبري دلال
“افرضي بوزك، الناس واخدة بالها منك”
أخبرتها ابنتها بألم وحزن يشوبه الحقد
“عايزاني أفرح إزاي و جوزي سايب البيت بقاله أسبوع ومعرفش عنه حاجة”
“هتلاقيه مسافر في شغل زي كل مرة”
“لاء ياماه، قلبي بيقولي إن بقاله شهر متغير و سفرياته غير اللي قبل كدة، حاولت أدور وراه و أشوف مخبي عليا إيه، مش عارفة”
“عدي عليا بدري بكرة الصبح نروح عند الشيخة أم حسنات خليها تفتحلك المندل وتعرفلك المستخبي”
“بالله عليكي ياماه بلا أم حسنات و لا أم سيئات، أنا جتتي بتتلبش من الولية دي و من اللهم أحفظنا اللي عليها”
“ملكيش دعوة أنا اللي هروحلها، بس و انتي جاية هاتيلي حاجة من قطر جوزك”
انتهت هند من تلقي تهنئة أقاربها ومعارفها وذهبت إلي حماتها وبناتها اللاتي لم تنهض أي واحدة منهم لها سوي رضوي التي هللت بسعادة
“الله أكبر، زي القمر يا مرات أخويا”
ابتسمت هند وتبادلت معها العناق وقبلات الإستقبال
“ده أنتي اللي قمرين يا رضوي”
“أزيك يا خالتي”
مدت يدها لتصافح حماتها، فقامت عطيات بمد يدها بوضع انها تنتظر من هند تُقبل ظهر يدها
“ازيك يا حبيبتي”
نظرت هند إلي يد حماتها ثم إلي والدتها التي تقف بجوارها، أومأت إليها والدتها لكسب ود هذه المرأة التي ستقيم معها ابنتها الأيام القادمة
قامت هند بتقبيل يد حماتها علي مضض ورفعت وجهها فوجدت نظرة هذه السيدة تخبرها ما هي مقبلة عليه.
※ ※ ※
قامت غرام باستئذان صديقتها للعودة إلي منزلها لأن سيأتي إليهم ضيوف وستخبرها في الغد من هم و ما هي سبب الزيارة، كانت حريصة أن لا تبوح بشىء أمام شقيقتها ابتسام كما طلب منها حسن في مكالمته لها!
“أنا داخلة أنام عايزين حاجة؟”
كان سؤال ابتسام فأجابت غرام
“هتنامي و الساعة لسه ماجتش تسعة!، خليكي قاعدة معانا عشان جايلنا ضيوف”
“مين اللي جاي؟”
ابتسمت غرام فصدح رنين جرس المنزل
“هاتعرفي دلوقتي، أدخلي أنتي بس الأوضة و لما أندهلك تعالي”
تعجبت ابتسام من أمر شقيقتها واللغز الذي ستعلم به الآن، فتحت غرام الباب فظهر حسن يحمل علبة تحتوي علي حلوي وباقة ورود
“السلام عليكم”
“و عليكم السلام، أتفضل يا مستر حسن”
نظر إلي خلفه
“أتفضلي يا أمي”
ولجت سيدة عجوز برفقته، تزين الابتسامة شفتيها، ألقت التحية فاستقبلها كل من غرام ووالدتها التي كانت لديها علم بمجيئهم
“يا أهلاً وسهلاً، البيت نور”
عقبت والدة حسن
“منور بيكم يا أم ابتسام”
ذهبوا جميعاً وجلسوا علي المقاعد في الردهة، سألتهم غرام
“تحبوا تشربوا إيه؟”
أجاب حسن
“ما تتعبيش نفسك إحنا مش ضيوف”
عقبت عزيزة
“يا خبر و دي تيجي، أنتم فعلاً مش ضيوف، أنتم أصحاب بيت، بس لازم واجب الضيافة، روحي يا غرام صبي الساقع”
“حاضر يا ماما”
أوقفها حسن قائلاً
“استني يا غرام تعالي وبعد ما نتكلم هنشرب الساقع”
“خير يا بني؟”
“خير إن شاء الله يا أمي، أنا مهدت الموضوع لغرام قبل ما أجي، قولتلها أنا طالب إيد ابتسام علي سنة الله ورسوله”
اخترقت كلماته سمع ابتسام التي تختبئ خلف باب الغرفة، في حالة صدمة ودهشة، المعلم حسن جاء لطلب يدها للزواج!
“أنا غرام أول ما قالتلي بصراحة من فرحتي مصدقتش، من كتر ما بتشكر لي فيك غرام وقالتلي إنك مكنتش بتاخد فلوس الدرس منها وخلتها تفهم أختها إنها بتدفعلك عشان منظرها قدام أصحابها، بقيت أدعيلك في كل صلاة ربنا يكرمك ويرزقك باللي نفسك فيه”
ابتسم الآخر وقال
“و أنا نفسي أكمل نص ديني مع ابتسام، و زي ما حضرتك عارفة أنا بشتغل مدرس إنجليزي بقالي سنة متعين بعقد، عندي 25 سنة، حالتي المادية ميسورة والحمدلله، عندي شقتي في حدايق المعادي”
تابعت والدته
“الشقة جاهزة علي العفش واللي هتختاره عروستنا، حسن ابني وحيد ربنا رزقني بيه أنا وأبوه الله يرحمه بعد عشر سنين جواز، كنت خلاص فاقدة الأمل لحد ما ربنا رزقني بيه وعرفت بحملي في ليلة القدر”
عقبت عزيزة
“ماشاء الله، ربنا يباركلك فيه وتفرحي بأحفادك”
“ما هو لما حكالي عن ابتسام من أخلاق وأدب و جمال وإنها متفوقة كمان، فرحت طبعاً لأن طول عمري أدعيله ببنت الحلال، و من مجرد سيرتها و من غير ما أشوفها ارتحتلها نفسياً، أومال هي فين؟”
نظر غرام نحو باب الغرفة المفتوح قليلاً
“تعالي يا ابتسام”
انتفضت الأخرى وترددت قبل أن تخرج، ألقت نظرة علي هيئتها في المرآة ثم خرجت إليهم وتنظر بخجل
“اللهم بارك زي القمر عروستك يا حسن”
ابتسم حسن وينظر إلي ابتسام، يستمتع لرؤية حمرة خديها من الخجل
“تعالي يا ابتسام سلمي علي الحاجة أم حسن”
مدت الأخرى يدها فصافحتها والدة حسن واحتضنتها
“أزيك حضرتك يا طنط”
“الحمدلله يا حبيبتي، تعالي اقعدي جمبي”
سألت عزيزة ابنتها
“ها يا ابتسام بالتأكيد سمعتي طلب حسن، إيه رأيك؟”
رفعت وجهها ونظرت إليهم فوجدت حسن يبتسم إليها ونظرة الحب التي كان يخفيها دائماً الآن أصبحت واضحة للعيان.
“موافقة، بس بشرط”
قال حسن لها
“قولي و بإذن الله هعملك اللي أنتي عايزاه”
“نتجوز بعد ما أخلص الجامعة”
تفهم حسن طلبها لهذا الأمر، تخشي أن لا يجعلها تكمل دراستها
“و ممكن تكملي و إحنا متجوزين، و وعد مني قدام مامتك وأختك هفضل جمبك لحد ما تتخرجي بتقدير إمتياز، نجاحك هيبقي نجاحي ”
تراقص قلبها فرحاً، بينما هناك من تمكث في الظلام داخل الغرفة، تبكي و تنعي حظها بأنها قد تزوجت من سمير وانتهي الزواج و انتهت كل سعادتها مع كل لحظة ألم قد عاشتها معه.
بالعودة إلي حسن وابتسام، قالت والدة حسن
“طالما الحمدلله متفقين و كل حاجة متيسرة بأمر الله يبقي نقرأ الفاتحة”
نهضت غرام و نظرت إلي شقيقتها قائلة
“دقيقة نحط الساقع والجاتوه ونقرأ الفاتحة”
وبالفعل تم قراءة سورة الفاتحة صاحبها زغاريد أطلقتها غرام، كم هي سعيدة من أجل شقيقتها الصغري.
※ ※ ※
تتظاهر بغيابها عن الأجواء لكنها كانت كالصقر، تراقب الجميع عن كثب، تعلم ما يفعله زوجها من ورائها، لكن يبدو ليس لديها علم من هي غريمتها و ما الكارثة التي وقع بها زوجها وولدها الكبير!
تشرب آخر رشفة في فنجان القهوة وتنظر إلي هاتفها تنتظر إتصالاً هاماً، هاتفها يرن فأجابت
“ألو؟”
“صباح الخير يا منيرة هانم”
“قول اللي عندك علي طول”
“يوسف ابنك رجع للشغل في الشركة بقاله كام يوم”
“عارفة، فين الجديد؟”
“ما هو حضرتك ماتعرفيش السبب اللي ورا رجوعه، بنت جديدة اشتغلت سكرتيرة ليه، اسمها غرام، عرفت إنها جت تبعه و تبع نور، و عرفت إنها اللي عرفتهم عن اللي كان بيوقعنا في السوق و بيبيع تقليد البراند”
“قدامك لحد بالليل تجيبلي كل حاجة عنها عيلتها، ساكنة فين”
“من قبل ما حضرتك تطلبي، جيبتلك قرارها، اسمها غرام المصري، يتيمة الأب، عايشة مع أمها وأخواتها في حارة شعبية في دار السلام”
تجهم وجهها فسألته ما يتردد داخل عقلها
“علاقة يوسف بيها وصلت لحد فين؟”
“اللي أنا متأكد منه هو معجب أو حبها فعلاً”
“أنت لازم تتصرف قبل ما العلاقة تطور أكتر من كدة”
“حضرتك عايزة إيه و أنا تحت أمرك”
“هاقولك علي اللي هاتعمله و قصاده مليون جنيه هيكونوا في رصيدك لما تنجح في مهمتك”
“أمرك يا منيرة هانم”
“هاستني الجديد منك، سلام”
أنهت المكالمة وتركت هاتفها علي المنضدة، تضيق عينيها بوعيد قيد التنفيذ
“بقي كدة يا يوسف، ترفض جوازك من ماهي بنت الحسب والنسب عشان حتة بت من حارة، الظاهر دلعتك كتير أوي و جه الوقت اللي لازم أوقفك عند حدك”

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية غرام في المترو)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى