روايات

رواية قلوب منهكة الفصل السادس والعشرون 26 بقلم جهاد وجيه

موقع كتابك في سطور

رواية قلوب منهكة الفصل السادس والعشرون 26 بقلم جهاد وجيه

رواية قلوب منهكة الجزء السادس والعشرون

رواية قلوب منهكة البارت السادس والعشرون

قلوب منهكة
قلوب منهكة

رواية قلوب منهكة الحلقة السادسة والعشرون

ها أنا ذا عائدة لموطنك، متلهفة لذراعيك ، نادمة على الذهاب وقد حان وقت اللقاء….. فهل ستغفر بدافع الاشتياق!
صوت تبدل الرياح من حولها جعلها تستكين لبعض الوقت، سابقاً وقبل ستة أشهر كانت تهاب تغير الرياح، الآن تطمئن بتغيرها، لابد من التغيير والإختلاف لتتحرك مسيرة الحياة، ابتسمت بسخرية لقدرها العجيب، أول مرة صعدت للطائرة المؤدية لذلك البلد كان الخوف هو هاجسها الوحيد والقلق مهربها منه، قبل ذلك كانت ترتجف وتتصنع القوة حتى تستعد لمواجهة طوفان شره، ولكن الآن!!
الآن تبدل حالها بل نُزِعَ خوفها وحل الأمان وهدأ ضجيج عقلها وحل الصمت محله، الآن قلبها سعيد وستكتمل سعادته بعد هبوطها من الطائرة ووصولها لبلدها الحبيب وزوجها الغالي، زفرت بحنق، لقد اشتاقته كمدمن فقد جرعته المخدرة ويتوسل لأخذها، ولكن هل سيغفر شوقها لهجرها له!!
عادت بزاكرتها لذلك اليوم المشؤم، يوم إفاقته وعودته التي لم تلوذ بها …..
فلاش باك….
سارت برواق المشفى ضالة طريقها، هي قررت الإبتعاد من قرارة نفسها حتى لا تتسبب له بالمزيد من الألم، احتضنت نفسها لا تعلم من برد الأجواء أم من برد قلبها بفراقه، كانت شاردة ولم تنتبه سوى لاصتدامها بجسد أحدهم، لم يقوى جسدها وسقطت بضعف على الأرضية البشرية، لم ترفع عينيها لتعلم هوية من صدمها وإنما نهضت ناوية الرحيل ولكن أوقفها صوت بدا مألوفًا لها…. التفت بهدوء وابتسمت بحزن فور علمها بصاحب الصوت، فركت عينيها بتعب وهمست: سامح…!
كانا على وشك الخروج، تركها حتى يدفع مصاريف المشفى والتف عائدًا وهو يدندن باستمتاع، جحظت عيناه عندما رأى زوجته تكاد تبكي أمام إمرأة يعرفها جيداً!!!
ابتلع ريقه بصعوبة ويدعو الله بسره حتى وصل أمامهم، اقترب من زوجته الخائفة وهمس لها لكي يطمئنها، تلاقت نظراته مع رزان، كانا منكسرة، ضعيفة، شاحبة، هزيلة، فقدت الكثير من وزنها حمحم بصوته الرخيم وهتف: إزيك يا رزان
ابتسمت بحزن وأزالت دمعة خائنة فرت من مقلتيها وهتفت: كويسه
صمتت ثم تابعت وهي تشير لسلمى المستفهمه: مراتك؟!
هز رأسه بهدوء واحتضن سلمى لصدره وهتف بطيبة: مالك… شكلك مش كويس
هزت رأسها بالنفي وتمتمت بحزن: مراتك جميلة يا سامح
ابتسم بتوتر وعاود سؤاله عن حالها الذي هو واضح بجدارة أمامه: رزان شكلك مش بخير… مالك؟
حينها تدخلت سلمى الشاحبة بابتسامة مزيفة وهتفت: ممكن تتفضلي في أي مكان ونتكلم لأن واضح إنك تعبانه
لقد كانت بحاجة لأحدهم جوارها فلم تتردد وذهبت خلفهم وتوجهوا لكافيتريا قريبة من المشفى، جلست سلمى بجوار سامح وأمامهم رزان، لم تختفِ بسمتها، لقد رأت نظرات الغيرة بعيني سلمى، لها كل الحق ولكنها غبية حقاً، ألم ترى نظرات عشق زوجها لها! عيني سامح تفيض بالحب لزوجته ولكن طبع الأنثى يغلب…
كانت الأجواء متوترة وسامح يخفي نظراته عن زوجته التي أثبتت له ذكاؤها بمعرفتها بمن هي رزان بمجرد ذكر اسمها، ابتسم بتوتر وهتف: احكي في إيه بقا…
شبكت أصابعها معا وزاغت نظراتها بعيداً عنهم وشرعت بالحديث، قصت لهم بداية من علاقتها بيونس وحتى غيبوبة ماجد وأفاقته، لم تتوقف دموعها ولم تهدأ نيران قلبها، بكت كثيراً حتى آلمها قلبها ولكن بلا فائدة فلم يعد البكاء يريحها على أية حال….
بكت سلمى على ما عانته تلك الفتاة، لقد قاست الكثير بينما هي فقط لم يحبها زوجها في البداية واستسلمت، يا لها من إمرأة قوية وشجاعة لتقف بعد كل تلك الطعنات، لن تنكر أنها حجبت غيرتها بعدما اعترفت رزان بعشقها الجارف لزوجها ماجد…..
بينما سامح ألمه فؤاده على تلك الملاك الذي خبأها بين ثناياه ذات يوم، يعترف بقوتها وصلابتها، ابتسم بصدق وهتف: ناوية تعملي إيه؟!
ابتسمت شاردة وهتفت: يونس باعت حد يراقب أوضته، مش هيسيبه حي!!
سب ذلك الحقير بنفسه وهتف بنفاذ صبر: يبقى مفيش غير حل واحد
طالعته سلمى بشك وضيقت عينيها وتمتمت بتوجس: حل إيه يا سامح
سحب يده من أعلى الطاولة ووضعها بحنان على كفها المرابط فوق فخذه وهتف بقوة: تاخدي حقكوا منه وبنفس طريقته
عقدت رزان حاجبيها بتعجب وهتفت: مش فاهمه
ابتسم بثقة وهتف: يونس أهم حاجه عنده نفسه وشغله وأنتِ! واحنا هنلعب على الوتر دا…
صمت يستشف ردة فعلها وأكمل بتأكيد: هنعذبه قبل موته وهو بعد كدا يختار موته وأنتِ بنفسك هتكوني معاه بل هتكوني أول شوكه في كفنه.. هتسافري معاه…
#بااك
عادت من ركن زكرياتها المظلم، لقد خطط سامح وإيهاب زميلها وصديق سامح لكل شيء، لقد عرفت من سامح بسفر إيهاب لاستراليا للعمل بعقد هناك بعدما اتم زواجه من هند صديقتهم، وبالفعل سافرت وتولى إيهاب اختيار المنزل وساعدها سامح بجلب المخدرات وشرح لها متى تضعها ومتى توقفها، وجلب لها إيهاب أفعى الموت والتي موطنها الأصلي باستراليا، كانت خطتهم محكمة وسار عليها يونس وأصبح دمية ماريونيت بين أصابعهم، فقد اتزانه وصبره ومن هنا فقد ثروته وبهذا تمت خطتهم….
ابتسمت بحنان متذكرة بقية ذلك اليوم، ذهبت مع سلمى للبيت وأعطتها بعض الثياب وحجاب مناسب لها وذهبت لأخر محطة لها والاهم!!
فلاش باك
وقفت بتوتر تفرك كفيها أمام منزل شقيقته، لا تعرف عواقب تلك الأمور ولكن عليها خوضها لتثأر لكل شيء، طرقة عدة طرقات وسرعان ما أتاها الرد من ذلك الكفل النبيه «ماجد» ابتسمت بحب لحب شقيقة زوجها لزوجها، فُتح الباب وطل منه الصغير وعندما وقعت عيناه عليها ابتسم بسعادة وهتف وهو يجرها خلفه للداخل: ماما… ماما طنط… طنط اللي جاتلك… أهي
خرجت تقى من الغرفة على صوت صياح الصغير المزعج، عقدة حاجبيها عندما علمت هوية المرأة ابتي يمسكها طفلها، إنها زوجة شقيقها، اقتربت منها وأمرت الصغير بالدخول وتركهم بمفردهم….
جلست رزان بتوتر وجسدها المتحفز يلتقط إشارات تقى المتعجبة، حكت أنفها بخجل وهتفت: عارفه إنك مستغربة وجودي بس أنا جايه اطلب منك طلب
صمتت قليلاً ثم تابعت بترجي: ماجد… ماجد بين الحياة والموت
هبت تقى من جلستها وشهقت بخوف ولطمت صدرها بقوة وهتفت بقلق شديد: أنتِ بتهزري صح!! أكيد بتهزري… ماجد كويس..
هزت رأسها بنفي وتمسكت بكفها وأجبرتها على الجلوس وتابعت حديثها بألم: ماجد محتاجك دلوقت… مش هقدر أقولك غير إني هسافر أخد حق ماجد وحق مامتك…. لما تشوفي ماجد هتعرفي هاخد حقه ليه…. عوزاكِ جنبه… هو محتاجك…. مش هغيب…. لو سألك عني متقوليش ليه أي حاجه….
نهضت متوجهة للباب ودموعها تسابقها وتهطل كالأمطار، تركت تلك المصدومة مكانها، التفتت هاتفة بحزن: متسبيش ماجد يا تقى… ملوش حد من بعدي غيرك… أرجوكي متتخليش عنه…
بااك
꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧂
تحركت ببطء حتى وصلت لزجاجة المانجو بجانبها، رفعتها على فمها وأنزلتها فارغة وتنهدت بتلذذ، حركت لسانها على شفتيها المنتفختين بنهم وشرعت في فتح علبة النوتيلا وهمست بتفكير: افتحك منين يا حلوة بقا؟!
لم تكمل حديثها فسرعان ما خُطفت منها العلبة من شخصٍ تعرفه، إنه زوجها هادم اللذات ومفرق الجماعات، جعدت ملامحها ونظرت له بغيظ وهتفت بغضب: هات النوتيلا يا سامح
صك على أسنانه بغضب وتحدث من بين أسنانه: مش عاوزه كتف سامح بالمرة
رفعت حاجبيها وضحكة بتهكم وتمتمت بسخرية: دا صوباع رجلي الصغير اتخن من كتفك… اتوكس
سقط فكه من وقاحتها التي ظهرت بجدارة بداية من أشهر حملها الأخيرة وهتف بتحسر: هو أنا لاقي أكل يمفترية، دا حتى علبة الجبنة بتخلصيها في ساندوتش، الصبح هات معاك غدا لأني مش قادرة اطبخ وأجي ألاقيكي طابخة واجبة دليڤري عائلي وبالليل بتقضيها خفيف خفيف كدا خمستاشر كيس شيبسي وخمسة نوتيلا وباكتة مانجة وخمسه شاورما…. حراااااام فلست
بثانية كانت فاركة عينيها بقوة وهتفت بصوتٍ باكٍ: يعني بتعدلي…. بتحسدني يا ساااامح….. عاااااا…. طلقنااااااي
كتم أذنيه من حديثها اليوم الذي يرغب بتسميعه معها وأراح ظهره على الفراش وهتف بلامبالاة: صحيني لما تخلصي وصلة كل ليلة…. أصلي حفظتها
تبدل حالها الباكي لآخر متدلل واقتربت بأصابعها تتلاعب بأزرار قمصيه المفتوح من بداية صدره وهمست بدلال: عشان خاطري يا سموحه… هاتها وهنيمك جنبي الليلة
فتح عينيه ونظر لها بتوجس من بينهما وضحك بتهكم وتمتم بسخرية: لا الله الغني يختي… لا أقوم ناقص دراع ولا ورك
تأففت بغيظٍ منه ومن عِناده الدائم حول شهيتها، هي نفسها لا تعرف فبداية حملها كانت تتقزز من الطعام والآن بنهايته ترغب دوماً به ولا تتوقف عن تناوله، تلتهم كل ما تطوله يداها، لقد واد وزنها أضعافًا مضاعفة ولكن لا بأس ستجري حمية غذائية بعد ولادتها ولكن الآن عليها أخذ العلبة منه حتى وإن اضطرت لقضم ذراعيه!!!
ابتسمت بخبث ورفعت أناملها ممسكة بكفه مربتة عليها بنعومة وهمست بغنج: لا يا موحه متهونش عليا أبداً… عشان كدا أنا هسمع كلامك ومش هاكل عشان البيبي
رفع حاجبه بتوجس من حديثها الذي لا يعلم باطنه وحك ذقنه بخوف وهتف: ناوية على إيه يا سلمى؟
ابتسمت بشر ورفعت كفه غارسة أسنانها الحادة به تبعها صرخة منه وصوت تأوه عالٍ، نفضت يده من بين أسنانها وعلى غفلة منه سحبت علبة النوتيلا كبيرة الحجم ووضعتها على قدميها وشرعت بأكلها باستمتاعٍ شديد، رمقها بنظرة حارقة وتمنى سحبها من خصلاتها وصفعها عدة صفعات حتى تتوقف عن الطعام، لقد حذرهم الطبيب من كثرة الطعام وخاصة المُعلب والدسم وكأنه يترجاها لتناوله لا تكف عن طلب الأوردارات الجاهزة، رغم ضيقه الشديد منها إلا أنه ابتسم بحب لهيئتها، لقد كبرت حجمها بشكلٍ بات يزعجها ولكنها تحاول إخفاء ضيقها، لقد ازداد وزنها بالأماكن الصحيحة التي تجعلها متكاملة الأنوثة، تنهد بعشق واقترب بيده ماسحًا بعض الشيكولاتة من فوق شفتيها وهمس وانفاسه تداعب بشرتها: مش كفايه أكل كدا يا حبيبتي
ابتلعت ما بقى بجوفها بصعوبة وتهدجت أنفاسها وهمست بخفوت: سامح
تنهد بحرارة من همسها الناعم لحروف اسمه، تأثيرها بات خطرًا عليه، اقترب ملتقط بشفتيه أجزاء الشيكولاتة المتناثرة حول شفتيها وهمس بنَبرته الرخيمة: يا قلب سامح…. يا اللي مطلعه عين سامح…
ابتسمت بمشاكسة واقتربت أكثر حتى تلامست شفتاهم ورفعت أناملها وأحاطت عنقه مداعبة خصلاته بدلال وهمست: عيونك حلوة أووي
فصل المسافة الواهية التي كانت لأنفاسهم والتقط شفتيها بقبلة عاصفة بهم وابتعد هامسًا بأنفاسٍ لاهثة: والله حرام….
صدحت ضحكاتها المرحة والمدللة على تذمره الشديد، صدقاً تشمت به، لقد منعه الطبيب من أن يقترب منها وهذا ما تلعب عليه وتشاكسه به…..
꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧂
وضعت الطعام فوق الطاولة الخشبية بالمطبخ وجلست كعادتها منذ رحيل صديقتها، لقد تبدل الجميع، حماها الصامت، زوجها المنعزل وقلبها المحطم، لم تكن قطعًا صديقه جيدة، لقد انشغلت بهمها الصغير وتركت صديقتها وسط موجات العالم لتغرقها بمفردها، منذ رحيل «رزان» وزوجها يبتعد عنها وكأنه يخبرها أنها السبب، أنها من شغلته عنها، يذهب لعمله صباحًا ويعود يجلس بمفرده بغرفة شقيقته، لا يتحدث معها فقط السؤال والإجابة فقط، هجر غرفتهم، لقد اشتاقت لرفيقة دربها، بحث عنها بكل مكانٍ قد تتواجد به، حالهم يشبه السماء بلا نجوم، تركتهم نجمتهم العالية وهجرت واقعهم، تود عودتها لتحتضنها ومن ثم تعنفها على ما جعلتها تعيشه، رفعت رأسها المُتعب لترمق ساعة الحائط، إنها الحادية عشر قبل منتصف الليل، وقت حضوره، نهضت بضعف واضعة الطعام بالثلاجة وكادت أن تغادر لولا استماعها لخطواته تقترب منها، رأته، خسر الكثير من الوزن، عيناه ذابلتين، الهالات السوداء تغطي أسفل عيناه، لقد أنطفأ زوجها، رمقته بنظرة معاتبة واقتربت منه وهتفت بلوم: متعتبتش من البعد!
فرك عينيه بتعب وهتف ببرود: صاحية ليه لدلوقت؟
هزت كتفيها بسخرية وتساقطت دموعها الساخنة وهتفت بحرقة: مستنية جوزي…. جوزي اللي هجرني بعد جوازنا بشهر ونص…. جوزي اللي بيحملني سبب غياب اخته اللي هي صاحبة عمري…. جوزي اللي كسرني…. جوزي اللي شيفاه بيموت قدامي ولما بقرب منه بيهرب مني
تهرب بنظراته منها وأولاها ظهره وهتف ببرود مصطنع: اطلعي أوضتك يا نورسين
هزت رأسها بهيستريا وتحركت ضاربة الطاولة الخشبية بعنف وهتفت بألم وكسرة: لييييه….. ليييييه بتبعد عني….. في أكتر وقت كنت محتاجاك بعدت….. ليييه مجتش تحكيلي….. ليييه حملتني ذنب مش ذنب وهم مش بسببي….. تعرف اللي مشيت دي مين!!!…. صاحبة عمري…. بيني وبينها أكتر من اللي كان بينك وبينها….. اللي متكسفتش تتعرى قدامي…. اللي غابت دي رووحي…. استنيتك كل ليلة تيجي أحضنك وتشكيلي وجعك بس مجتش…. استنيتك تفهمني وحطتلك أعذار بس مجتش….. كل مرة استنيتك فيهل ومجتش ندمي في كل مرة فضل يتراكم لحد ما لهفتي ليك قللت….. أنا هطلع بس مش أوضتي…. أنا هطلع من حياتك يا مهند…..
لم يتحرك ولم يمنعها، تركها حتى تهدأ، لا يعلم أن النيران لو تُركت حتى تهدأ لإلتهمت ما تبقى من البيت، لقد جرحها، ماذا يفعل… صغيرته وطفلته متغيبة منذ ستة أشهر ولا يعلم أحد مكانها، روحه سُلبت منه، كل ركن بالبيت يذكره بها، جلس على الأرضية الصلبة واستند برأسه بين كفيه وتساقطت دموعه، لقد قهرته شقيقته بغيابها، قمر لياليه غاب وترك سماؤه فارغة ومظلمة، بكى بحسرة على ضعفة وعدم اهتمامه بها، لقد خسر كل شيء، زوجته وصديقه وشقيقته…..
꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧁꧁꧂꧂
ترجلت من مقعدها من السيارة بهدوء يغلفه الحنين، لقد رجعت لوطنها الأم وهو بيتها، اشتاقت لوالدها الحنون وشقيقها الحبيب، ورفيقتها…
ابتسمت بلهفة وهرولت للداخل ولكن اختفت بسمتها فور رؤية نورسين تخرج مسرعة من المطبخ متوجهة لأعلى ودموعها تهطل بحرقة!! ألقت حقيبتها وتصلبت بوقفتها عندما لمحت مهند الجالس ببداية المطبخ يبكي بحسرة ودموعه هو الآخر من الواضح أنها كانت رفيقة لياليه، تحركت ببطء متوجهة لشقيقها، جثت على ركبتيها أمامه وانفها يستنشق رائحته التي غابت عنها لاشهر، رفعت يديها لخصلاته الغير مرتبة ومسحت عليها بحنانٍ جارف وهمست بشوق: وحشتني يا دود
رفع رأسه بصدمة كمن يتخيل، رآها امامه!! أنها شقيقته!! فرك عينيه بزهول ليتأكد من انه بكامل وعيه ولم يغفل وللعجب كانت أمامه وتمسح على خصلاته!! جذبها بعنف بين ضلوعه وشدد من احتضانه القوي على خصرها مما جعلها تتآوه ولكنه لم يقلل ضغطه وإنما زادت لهفته ورفع وجهها وقبل جبهتها بعمق ودموعه توالت فوق وجهها الباكي وهمس بضعف: لي تعبتي قلبي كدا… ليييه
رفعت كفيها وأحاطت وجهه ومحت بإبهاميها عبراته وهمست بحب: كنت باخد حقنا كلنا…. وحشتني
تمسح بوجهه بين كفيها وأوصد عينيه براحة، وضعت رأسها على صدره لتستمع لضربات خافقه العالية، ظلا على حالهما لعدة دقائق لم يقطعها سوى صوت عكاز والدها القوي على الدرج!! رفعت وجهها ونظرت لعيني مهند الذابلتين وهمست بتفهم: هعرفك كل حاجه بس مش قبل ما اشوف الكل….
نهضت مسرعة لوالدها الذي تلقاها بأحضانه وكأنه يعلم ويعرف خطواتها إليه بل ويعرف بوجودها!! ظلت ممسكة بأحضانه لمدة لا تعلمها تملأ رئتيها بعبقه الغائب عنها، بينما هو!!
زارته روحه من جديد بعودة طفلته، شعر بوجودها، قلبه استشعر طيفها الغائب، لقد طغت ظلمة لياليه بلا ضحكاتها المجلجلة وها هي تعود لتنير محياه من جديد، تشبه الضياء المنبعث من مصباحٍ بقاع البحر، سقط عكازه فور رؤياها فمن عادت هي عصاه التي يتكئ عليها وتتحمل ثقل همومه، تحركا لأقرب أريكة وجلسا ومازالت متمسكة بأحضانه رافضة الإبتعاد…
على مضد ابتعدت ومسحت دموعها ومعنت النظر بوالدها، لقد أرهقه غيابها كما أرهق الجميع، ابتسمت بحزن وهتفت: هحكيلك كل حاجه بس مش دلوقت …
قالت كلماتها ونهضت متوجهة لأعلى وسط نظرات مهند المعاتبة ووالدها المستريحة، لم تطرق الباب وانما دفعته بقوة لينفتح على مصرعيه….
نهضت الأخرى مسرعة لتسب الغبي الذي دفع الباب ولكن غابت حروفها وحلت دموعها، هرولت الفتاتان ليقعا بأحضان بعضهما ويتشبسان بقوة كغريقٍ وجد طوق نجاته الوحيد، بكت كلتاهما كما لم يحدث من قبل، كأن دموعهم هي السبيل الوحيد لإخراج مخاوفهم، بعد وقت… من الدموع المعاتبة والحزن والألم خرجت رزان من احضان نورسين وهتفت بحب: وحشتيني
ابتسمت الأخرى بحنين ومسكت كفيها وقبلتهم وهتفت بحب: روحي رجعتلي تاني برجوعك يا زان
نهضت رزان متوجهة لاسفل بدون كلمة واحدة وسط نظرات والدها وشقيقها ونورسين التي هبطت خلفها، وقفت أمامهم وضحكة بحب وشرعت بقص ما حدث معها منذ غياب ماجد وحتى عودتها!!!
꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧂
دلفت لغرفتهم بهدوء، ذلك الفراش الذي ضم جسديهما، تلك الوسادة التي جمعتهم، تلك الشرفة التي بكت بها وضمها هو ليطمئن قلبها، كل ركنٍ بذلك البيت له ذكرى أكثر من رائعة معها، بمجرد إنهائها لحديثها مع عائلتها لم تنتظر لترى ردود أفعالهم بل هرولت إليه، لموطنها الأول، ابتسمت بحنان عندما رأته يجلس على مقعده أمام الشرفة، تقدمت حتى وصلها صوت أنفاسه، لقد شعر بها!! سقطت دموعها بحرارة وأسرعت لتصبح خلفه مباشرة وهمست بتوتر: وحشتني….
لم يفزع بل لم ينصدم، لقد شعر قلبه بها، رآها ليلة أمس بأحلامه، أخبرته بعودتها، شوقه لها بلغ عنان السماء، التف لها وعيناه لم يخفيها الظلام من حولهم، وميض سوداوتيه يجذبها، لم يتحدثا!! وصلت نظراتهم لنقطة تمناها كلاهما، القت نفسها بين ذراعيه ملتفة بقدميها حول خصره ويديها حول عنقه، حاصرته بجرأتها وشوقها، دعوة صريحة منها له!!
سار بها للفراش وصوت انفاسهم مع صوت تداخل الرياح يعزف سنفونية بسيطة غاية في الروعة والعزوبة، وضعها بعناية على الفراش وكأنها رجاجٍ رملي يخشى كسره، هبط لمستواها وأنفاسه المضطربة تداعب بشرتها البيضاء، سارت عيناه على كافة ملامحها، لقد اشتاق لكل شبرٍ بوجهها، لم تكن مدة طويلة ولكنه دوماً كان بمفرده وعندما عادت جعلته يتمسك بها ومن ثم ذهبت!! تلامست شفتاه مع خاصتها بقبلة حارة بث بها حنينه وشوقه وعشقه الجارف لها، قبلة خالية من الشهوة ولا الرغبة فقط قبلة متعطشة بسبب شوقه!! سارت شفتاه تتبع أنفاسه حتى بلغ عنقها!! فك حجابها برقة وابعده عنها ودفن وجهه بين ثنايا عنقها، لم يتحرك بل بقى يتنفس فقط بين ثنايا جيدها الناعم، بعد مدة من صمتهم همس بنبرة خافتة: ليه؟
هل عليها قص كل شيء له!! لن تمل ولن تتوقف عن الحديث ولكن ترغب بإتمام زواجهم، فقط ستخبره بما يعتمر قلبها الآن!!
رفعت أناملها لتمسح بحنو على خصلاته الناعمة وهمست بنعومة وثقة: عشانك
وضع قبلاتٍ متفرقة على عنقها وشفتاه تسير بحرارة بين ثناياها وهمس من بين قبلاته الملتهبة: وقلبي؟
توتر جسدها من قربه الشديد وأنفاسه التي تلفح عنقها بقوة ولكنها ابتسمت بخجل وشددت على خصلاته: مفارقنيش لا بحياتي ولا بأحلامي
حينها فقط سقطت دموعه التي انتظرت ستة أشهر وعشرة أيام وخمس ساعاتٍ وتحدث بقهر: هونت عليكِ؟
أحست بدموعه تحرق بشرتها، لقد سقطت دموعه بقلبها لتشعل نيرانها الخامدة وهمست بلوعة نادمة: عمرك ما تهون على قلبي…. دا أنا قلبي بيحيا بحبك…
رفع وجهه المُبلل وبلل شفتاه بطرف لسانه وهبط بشفتيه يقنتص حقه الذي غاب عنه، التهم بشفتيه كل نقطة وقع عليها، تعمق بقبلاته وشدد من قربها منه، أغمض عيناه براحة وتخطت شفتاه حاجز وجهها وعبرت عنقها بقبلاتٍ ملتهبة عصفت بمشاعرها وصبرها، شددت من خصلاته مقربة جسده منها وتنهدت بحرارة وشوق، سرقا من الليل ما لم يقدرا عليه من قبل، كانت ليلتهم كمواجهة قاسية بين قلبيهما، تخطا كليهما حاجز الصمت واجتازوا نيران شوقهم ولهيب عشقهم المستعصي، تخلل لحظاتهم الفريدة صوت تأرجح الرياح الرعدية من حولهم، كانت الرياح شاهده على فراقهم كما تجمعهم، من الليلة أصبحت زوجته، صك كامل حقوقه وملكيته عليها، تخلت هي عن صمتها الدائم ونشبت مخالبها وغلفتها بحبها وهيامها به…..
꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧂
كشفت الغيوم عن شمسٍ حارة وسط سماءٍ صافية، بداية جديدة على قلوب الجميع، نورٌ فقده قلوبهم منذ مدة، بعضنا يبغض الصباح لأنه يقضي على الليل، والبعض الآخر يهيم به لكشفه عن ستائر نهارٍ مشرق!!
تململت بغفوتها وفتحت عينيها على نظراته الهائمة، لقد أصبحت بمنتصف شهرِها السابع، لم ينزعج من تقلباتها المزاجية، لم يشمئز من تقيؤها الدائم بل يساندها دوماً وينتظرها، تشعر به يطالعها ليلاً ويُقبل جبينها، لو أخبرها أحد أنها ستُعشق منه مثلما الآن لنهرته وضحكت بسخرية على حديثه، علا ثغرها بسمة متيمة لم ولن تظهر لسواه، اقتربت جاذبة ذراعيه، وضعت رأسها على ساعده والآخر لفته بحرص على بطنها البارزة، اخفت نفسها بين حنايا صدره القوي وهمست بنعاس: تعرف إني بحبك!
هل يتوجب عليه الآن التهامها؟! عينيها الناعستين تدعوه لتقبيلهم، شفتيها المنتفختين تجبره على اقتناص حقه منهم، تلك الجنية البسيطة زوجته ومعشوقته الوحيدة، ابتسم بحنان لفعلتها البسيطة التي تيقظ شياطينه النائمة وتجعله يرغب بشدة لتناولها كوجبة دسمة ليسد جوعه، لاحت بذاكرته قول رزان له ذات مرة أن زوجته هي نصفه الضائع، تُكمل روحه الهائجة، صدق قول أحدهم بأن كل منا خُلق له نصفه الخاص بمكانٍ ما، ضمها لصدره بقوة فور نطقها بتلك الكلمات العفوية التي تقطر منها، أيتوجب عليه إخبارها بحبه مع كل ثانية تمر عليهم!! علا ثغره ببسمة عاشقة وهمس بحنو: قوليها علطول عشان أعرف
احتضنت كفه المرابط فوق بطنها ودفنت وجهها الناعس بعنقه وهمست: هتفضل تحبني لامتى
رفع أحد حاجبيه بتعجب وتمتم بأنفاس مضطربة من قربها المُحرم عليه بسبب حملها: لحد ما سنانك تقع وشعرك يبقى ابيض كله وتبقي كركوبة وانا ساندك وتيجي كل ليلة نقعد سوا في البلكونه بتاعتنا ونشاكل بعض بعد ما ولادنا يتجوزوا ويسيبونا لواحدنا وميبقاش لينا غير بعض
دمعت عينيها من حديثه الصادق، عوض الله يجبرك على شكره بكل دقيقة وثانية تحياها، لقد رزقها الله لصبرها وها هي تستمع لكلمات زوجها الحنون عن مدى حبه لها، ابتسمت لأصابعه التي تمحو عبراتها وهمسه لها: اتفقنا مفيش دموع…. لو الزمن رجع بيا كنت هتمنى أشوفك وأحبك وتكوني أول وأخر واحده تسكني قلبي…. صحيح قلوبنا مش بإيدينا بس تاني نظرة أحنا اللي لينا سلطان عليها…. بس اللي إتأكدت منه إن أول وتاني وآخر نظرة كانت وهتفضل ليكِ يا سلمى
طبعت قبلة خفيفة كرفرفة الفراشات بين ثنايا عنقه وهمست بخجل: ربنا يديمك نعمه ليا ولولادنا إنشاء الله
꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧂
لم يغفل كلاهما بعد ليلة أمس، احتضنها وضمته هي وساد الصمت القاتل بينهم، صوت انفاسهم المتوترة يجول الغرفة من حولهم، عقدة لسانهم طغت على تلك اللحظة الخاطفة، رفعت زوقاوتيها الصافيتين وطبعت قبلة حارة أسفل ذقنه النابتة وهمست بعشق: مش عاوز تقول حاجه؟
أغمض عينيه وعلت أنفاسه وتسارعت نبضات خافقه وهمس بنبرة رخيمة: قرب منك؟
كانت تتوقع سؤاله ذلك فمهما حدث تبقى غيرته بمقدمة كل شيء، أخفت وجهها بين ثنايا صدره وهمست بعذوبة وصدق: ولا قرب لطيفي يا غالي على عيني
مسح بحنان فوق خصلاتها الناعمة وشرد بعيداً بنقطة فارغة، أسوأ مخاوفه تحققت وكانت زوجته بين براثين ذلك القذر، كان يخشى ذلك وحدث بالفعل ولكن ما لا يعلمه هو لماذا؟….
رفعت وجهها مقابل وجهه وتمتمت بصدق وعيناها لم تفارق مقلتيه اللامعتين: كان لازم أقولها من وقت طويل…. يا ابن الأنصاري أنا محبتش غيرك ولو رجع الزمن بيا هحبك في كل مرة أقابل طيفك فيها…. أنا محبتكش من يوم وليلة ولا حتى إسبوع، أنا وقعت فيك مع أول نظرة عيني لمحتك بس فضلت أكابر، حاولت مخوضش تجربة زي اللي فاتت واصون قلبي بس مكنتش اعرف إني قلبي حبل الود نهايته لقلبك، الشهور اللي فاتت كنت مش عايشه وعلطول معايا، زي ما بيقولوا لو عارف نهايتك هتواجهها ولا تستنى لما تجيلك! انا اخترت اواجه على الاقل عشانك
بقت تعابيره جامدة عكس ما يجول بصدره، تمنى منذ وقع بعشقها سماع اعترافها ومبادلتها حبه والآن تخبره، هذه الساذجة تلعب على أوتار صبره ورجولته، لن ينكر أن قلبه كالوتد وينتظر تفسيرها لما حدث ولكن عليه أن يخفي سعادته بامتلاكها لحين اعترافها، فك يديها من حول جسده وحاول النهوض ولكنها جذبته ليجلس أمامها واعتدلت لتصبح بمواجهته، لقد حان وقت البوح بكل ما يجول بصدرهم حتى تصفى نفوسهم المتعبة وتخمد نيران قلوبهم المرتعبة…
شابكت كفيها بين خاصته وتنفست بقوة وهتفت بثبات: سافرت عشانك…. كنت هبعد…. بس لقيت إنها أول مواجهه ليا اثبت نفسي وأثبت ليه قبل الكل إني مش رزان الضعيفة، سافرت بمساعدة سامح وإيهاب، خليته زي لعبة في إيديا، أثبتلي إن الحب بيخلي صاحبة بأعلى درجات الغباء، بالنسبة لشخص زيه مكنش سهل أوقعه واقنعه ببعده عن مملكاته وحراسته، سافرنا ومع كل محاولة يقرب فيها مني كنت سبقاه بحبة مخدر مع المخدرات الأساسية اللي مش بتفارق أي شراب بيشربه، مع بعدي عنه ومنعي لنفسي عنه ومع تأثير المخدرات فقد أعصابه وخسر مكانته وقوته وسط المافيا، كان بيتعذب كل يوم لما اتأخر عنه بالجرعه، افتكرتك مع كل ندبة في جسمك، كنت مرعوبة، مهما كانت قوتي كانت ولا شيء قدام جحوده ومرضه، مكنش سيكوباتي ولا سادي بس زي ما قولتلي دا أبعد من دا بمراحل، لو حد قالي إني هيجي يوم وأكون مع شخص قتل ودبح وعذب واغتصب وبيشتغل في المافيا في بيت واحد مستحيل اصدقه، بس الواقع خالف كل دا وعشان قلوبنا اللي اتكسرت بسببه عيشت معاه في نفس البيت أكتر من ست شهور والرعب بيتملك مني كل يوم عن اللي قبله ومعنديش حد يطمني عليك كنت خايفه أكلم تقى يكشفني، مرضه ساعدني في أني أسيطر عليه، حبه ليا كان غبي،…..
أجهشت ببكاءٍ مرير وصوت نشيجها بعلو شيء فشيء، وضعت كفيها تخفي وجهها من نظراته وارتجف جسدها بقوة، مر بعض الوقت وصوت بكاؤها يهدأ تدريجياً، لم تجف دموعها ولكنها ابتسمت وأكملت حديثها: كان دافعي الوحيد هو شكلك وأنت في الغيبوبة، بيقولوا لما بننضرب في نفس المكان أكتر من مره بيجي وقت والمكان دا يصيبه شلل والعصب المؤدي ليه بيتقطع، نفس اللي حصل معايا، لما كنت بشوف شكله وهو عدواني وعصبيي وبيموت بسبب سحب المخدرات من جسمه مكنتش بحس بوجعه ولا قلبي بيشفق عليه، أنا مش قاسية ولا كنت بنتقم منه، أنا كنت باخد حقك وحقي، خدت الملف بتاعك من الستشفى عشان كل ما أخاف أو اضعف اشوفوا وخبيته عنه، مكنتش ناوية أقتله بس هو اللي اختار نهايته، الأفعى اللي كانت جنبه بتكره الحركه والإزعاج….
ختمت كلماتها بثقة متناهية ورضى تام عن ما صنعته، نهضت متوجهة للشرفة وفتحتها بهدوء لتبدأ نسمات الهواء الصباحية تداعب خصلاتها الحريرية، ضمت نفسها بقوة وزفرت أنفاسها وهتفت بتوجس: كنت عارف إنه ملمسنيش؟!
لم يأتيها صوته ولكن كانت يداه تلتف حول خصرها مقربة جسدها من صدره العاري وأنفاسه الملتهبة تلفح صفحات عنقها الأبيض، أغمضت عينيها براحة وتنفست بهدوء لفعلته التي بعثرت كيانها الانوثي وأنستها لحظة عتابها له، فكت يديها ووضعتهم على ذراعيه المُحكمين لخصرها وهمست بلوم: ليه مقولتليش…. سبتني خايفه من أول ليلة لينا سوا
همهم باعتراض على حديثها السخيف وطبع قبلة متملكة على عنقها وهمس بنبرته القوية التي اذابت جليدها وجعلتها كعلكة سهلة التشكيل: كنت عاوز تكون مفاجأة ليكِ…. أنتِ ليا ومحدش قرب منك غيري
أدارت نفسها لتصبح بمقابلة وجهه وهمسها يلفح ملامحه الخشنة وهمست بعشق: بحبك….
ابتسم بسمته الجذابة التي اوقعتها بحِباله وما زاد وسامته تلك الندبة أسفل شفتيه، أغمض عينيه باستمتاع عندما تجرأت ووضعت قبلة شغوفة على ندبته وكأنها تعتذر له عليها، جذبها بقوة لتلتصق بصدره أكثر لتشعر بحرارة قربها منه وبنبرة خبيثة تحدث: اثبتيلي
رفعت أحد حاجبيها بدهشة من فعلته وحديثه وهمست بزهول: اثبتلك إزاي ؟!
مط شفتيه للأمام بعدم معرفة وتمتم بمكر: أنتِ وقلبك بقا
زفرت بقنوط من أفعاله وسرعان ما أتتها فكرة جعلتها تذوب بوقفتها وهربت بعينيها بعيداً عن عوينتيه وهمست بخجل: ماجد يلا نروح عند بابا ومهند
شهق بدراما ورفع حاجبيه بدهشة وهتف بصدمة : عوزاني انزل في يوم صبحيتي عشان الناس تقول عليا كلام بطال
صدحت ضحكاتها الخجلة على حديثه المرح ورفعت كفها لتمسح على خصلاته الطويلة نسبياً وتمتمت بحذم مصطنع: يبقى تقعد بأدبك وتتلم
كان جوابه عندما انحني وحملها بين يديه متوجهاً للفراش وعيناه تقطران بمكرٍ شديد، وضعها بحرص واعتلاها وهمس أمام شفتيها بحنان: ست شهور مشوفتش النور من وقت ما غيبتي عني، ست شهور لساني عاجز عن الكلام مع غيرك، خسرت أمي وبعدها اتعلقت بيكي ولنا فكرت بس بخسارتك لقتني بموت وروحي بتتسحب مني، روحت عشان أواجهه بس الكثرة تغلب الشجاعه، كان همي الوحيد مع كل وجع جديد بشوفوا إني اشوفك واقولك حبيني وسامحيني لو مقدرتش أحميكي، أنا مش ضعيف بس بعدك عني كسرني…. أنا آسف لخوفك وقلقك…. كان مفروض أنا اللي احميكي
قاطعته بشفتيها التي التصقت بخاصته بقوة وكأنها تعنفها على تفوهها بمثل تلك الكلمات الساذجة، تولى هو قيادة تلك القبلة التي صدرت عنها وتحولت لأخرى شغوفة وثائرة كقلوبهم التي تختفي بصدورهم ولكن صوت خفقاتها يعزف ترانيمه الشجية بلحظاتهم، غاب كليهما خلف سحابة وردية قد فارقتهم لأيامٍ عديدة قد ياس قلبيهما من عودتها ولكن ها هي تزهر لهم من جديد….
꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧂
شاردة بحالهم، كانت تود إخباره بتعافيها الكامل واستطاعتها للإنجاب منه ولكنه هدم جميع تطلعاتها وتبخرت مع الرياح… دمعت عينيها عندما تذكرت المأساة التي عاشتها رفيقتها ولكن ما أسعدها هي كونها طاهرة ولن تخفض رأسها مجدداً، شعرت بحركة الأرجوحة الخاصة بها فلم تلتفت لتعلم هوية القادم لأنها استنشقت رائحته، تغلغلت رائحة شوقه لها، وضعت الكتاب الذي بيدها على سور الشرفة ونهضت متوجهة للفراش، إنها الثانية ظهرا لا ترغب بالنوم ولكن عليها التهرب منه والابتعاد عنه! تجاهلت نظراته الاسفة وتمددت على الفراش وكادت أن تجذب الغطاء عليها لولا قبضته التي عصرت كفها وصوته الغاضب: قولتلك مليون مرة متلعبيش معايا لعبة التجاهل
خرجت منها ضحكة تهكمية وتمتمت بسخرية: التجاهل دا لناسه يا مهند باشا
أخفض رأسه باسف لفعلته واقترب منها محالاً جذبها لأحضانه ولكنها نشبت أظافرها الحادة بكفه وساعده مما جعله يبتعد صارخًا بحدة وحرقة : عوزاني اعمل اي وأنا مش لاقي أختي ومعرفش مكانها…. أختي اللي أنتِ عارفه كويس إنها ضعيفة لو كانت لواحدها…. وصاحب عمري بيتعالج ومش بيتكلم ولا بيتحرك…. وبابا حابس نفسه… وكل دول تفكيرهم في نقطه واحده إن القذر يكون خطفها معاه واختفى…. أنتِ عارفه رزان بالنسبالي إيه…. بتلوميني ليييه يا نور…. عارف إني غلط وكان مفروض مبعدش بس ضميري بيثبتلي يوم عن اللي قبله إني عشان اهملتها ضاعت مني…أنا آسف
لالا لن تتحمل ضعفه أمامها فذلك الرجل مصدر صلابتها وقوتها، نهضت بسرعة واقتربت منه، رفعت يديها أمامه كدعوة صريحة له بإلقاء همومه وما يقلقه بين طيات قلبها الحنون، لم يتردد بل سارع بدفن وجهه بصدرها وتنهيدة حارة خرجت من جوفه، رفع ذراعيه ليضم خصرها له ورفعها حتى اصبحت على قدميه ومازال وجهه بين ثنايا صدرها، يسمع خفقات قلبها واضطراب انفاسها، ابتعد بعد مدة طويلة ورفع وجهه أمام زيتونيتيها وهمس بنبرة راجية: أسف يا نور… سامحيني
هزت رأسها بنفيٍ قاطع وتساقطت دموعها السعيدة بعودة زوجها وهمست بخفوت: متتأسفش… مهما كان أوعك تتأسف لأي حد… حتى لو الحد دا أنا…
رفع أنامله الخشنة وأزال عبرات مقلتيها وهتف بتأكيد وصدق: الأسف مش عيب ولا الاعتراف بالغلط جريمة…. مش من الضعف إني أتأسف بالعكس دا منبع القوى…. وأنتِ تستحقي كل شيء جميل شبهك مش بس اسفي وضعفي قدامك… أنتِ مراتي ومصدر قوتي وسندي…
هل يسمع أحدهم صوت رفرفة قلبها وتهليله الآن! بالطبع لمعان عينيها الآن ما هو سوى سعادة وبهجة لتصريح زوجها الخارق والأفضل على الإطلاق، تعجز كلماتها عن وصف محاسن ذلك الرجل، وكأن الرجولة تجسدت به، ابتسمت بسعادة وفركت كفيها بتوتر وتمتمت بحب: مهند…. الدكتورة… قالتلي إني يعني …
تعجب من توترها المجهول سببه وهتف بطمأنة: اهدي يا نور… قالتلك إيه…
تشجعت واخفت توترها وخجلها وهمست: قالتلي إني بقيت كويسة ومفيش أي مانع لحملي.. وإني اقدر اخلف
توهجت ملامحه سعادة من حديثها المبهج الذي غلف قلبه بفرحة جليه وهتف بحماس: يعني… يعني مفيش مشكلة وعادي يعني
ضحكت بسعادة على حديثه الغير مرتب واقبلت وجنتيه وهمست بدلال: لا مفيش مشاكل
تغضنت ملامحه بحزنٍ ولوم على إهماله الذي أوصله لتناسي علاجها واهمية حملها، أدار وجهه بعيداً عنها ونهض مبتعداً، علمت هي ما يجول بخاطره ونهضت خلفه واحتضنته من الخلف، رفعت كفيها أعلى صدره ووضعت رأسها على ظهره وتمتمت بنبرة شغوفة: كل حاجه وكل حزن انتهى… علاجي كان فترة مؤقته والحمد لله خفيت….أنا عارفه رزان عندك إيه ومكانتها تفوق مكانتي في قلبك ودا سبب كافي يخليني أحبك، مش هكدب واقول مش بغير منها بالعكس بغير بس بفتكر إن لولا رزان مكنتش شوفتك ولا حبيتك ولا قلبي اطمن وارتاح زي ما هو دلوقت، غياب رزان أثر فينا كلنا مش أنت لواحدك، هي رجعت ورجعت الفرحة لينا وخدت حقها بنفسها، لازم تكون فخور بيها وتساندها لحد ما ترجع لماجد وتشوف فرحتها كامله، أنا مش زعلانه والله، كنت مقهورة من بعدك وجفاك معايا بس كنت ديما بحطلك أعذار، أنا قلبي مش قادر حتي يزعل منك ولا يبعد عنك مجرد بعدي عبارة عن كام كلمه وخلاص
التف لها وأطل بجسده عليها مما جعل ابتسامتها العاشقة تتسع، لقد ارهق قلبها بعشقه، لم تعلم أنها ستقع له كما الآن، عندما اخبرتها الطبيبة بتحسن حالة رحمها وانها على الاستعداد الكامل للحمل لم تدري بنفسها من فرحتها وجميع أحلامها تتلخص بطفلٍ منه، رفعت أناملها وسارت بنعومة على وجهه وصولاً لشفتيه مما اصابه برعشة قوية بأواصلة وهمست بدلال: عاوزه بيبي
فتح عينيه على بسمتها الفاتنة ومال عليها واستندت بجبهته على خاصتها وهمس بصوته الذي بعثر وجدانها: عاوزه كام
ضحكت بخجل ورفعت يديها لتحيط بعنقه وأنفاسها تداعب صفحات وجهه مستمتعة بتأثيرها عليه وتمتمت بتفكير : امممم… دسته… المهم أنهم منك
بلحظة كان منقض على شفتيها بقبلة بربرية تصف لها شوقه وحنينه لها وبعده عنها لستة اشهر، قبلة بث بها اشواقه وعذابه وعذاب ضميره، أحاط خصرها عندما شعر بعدم اتزانها وحملها حتى التفت بقدميها حول خصره وسار بها لفراشهم وصمتت جميع الاصوت إلا صوت قلبيهما…..
꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧂
فتحت عينيها بعد غفوة على صوت إغلاق الخزانة، نهضت بتعجب عندما رأته يضع بعض الثياب بحقيبة والتي تبين انها ثيابه!! نفضت الغطاء عنها واقتربت منه بخطواتٍ متعثرة وأمسكت بيديه وتحدثت برجاء: بتعمل إيه؟!
نفض يديها عنه وتجاهل حديثها وأكمل إغلاق حقيبته وحملها متوجهًا للباب إلا انها سبقته وحالت بينه وبين الباب وهتفت بغضب: بقولك رايح فين يا ماجد
ضحك بتهكم وهز رأسه بسخرية وتمتم: ماشي…
لمعت عينيها بدموعٍ مكتومة وهمست وكأنها تحدث نفسها: ماشي…!!
هز راسه بتأكيد وربع ساعديه وهتف بقوة: كنتِ مفكرة إن كدا خلاص… تختفي ست شهور من غير ما حد يعرف وبعدين ترجعي وتقولي كنت باخد حقك وعوزاني انسى!! … بالسهولة دي اقول لقلبي انسى وعدي…!!
تهاوت دموعها فور وصول باطن حديثه لها، لالا لن تسمع بابتعاده مرة أخرى، لن تُعايش ذلك الألم مجدداً، التصقت به واحتضنت وجهه بين كفيها وهتفت من بين دموعها: بالله بلاش… بالله قلبي تعب… بلاش نبعد تاني…. أنا اتسرعت بس كفاية وجع كدا…
حن قلبه اللعين لدموعها الغالية وكاد أن ينهي عذابها ولكنه نفض يديها عنه واشاح بوجهه عنها وهتف بصلابة: وقلبي اللي مات ببعدك… تفتكري كان سهل افضل اتعالج من غيرك…!! حتى أختي كنت عاوز احضنها أو ابادلها حضنها لما رجعتلي بتعيط وفضلت جنبي بس مكنتش قادر… كنت عاجز… كنت عاوزك… محتاجك…. عارفه كام مرة صحيت على أمل أشوفك جنبي بس كنت بتخذل!!! عارفه اتمنيت الموت قد إيه وأنتِ مش هنا وأنا عاجز عن الكلام وبتعالج!!!
على صوت نحيبها وزادت شهقاتها وارتجف جسدها وهتفت بتعلثم: تعرف انت أنا عيشت إيه؟! تعرف كنت بموت مليون مره في الدقيقة وانت مرمي في المستشفى وحالتك بتسوء وانا عاجزه، زي زيك… عاجزه عن مساعدتك… عارف كام مرة اتمنيت اشوفك قدامي وتحضني!! عارف أنا مكنتش بنام… ست شهور منمتش فيهم غير أيام معدودة، أنا يمكن اتسرعت بس مش ندمانه ولو الزمن رجع بيا كنت عملت كدا مليون مره… أنا قلبي مل وتعب من الوجع… قلبي الوجع بينهش فيه…. ليك حق تلومني وتغضب عليا وتعمل كل اللي نفسك فيه بس مش من حقك تبعد تاني وأفضل طول عمري لواحدي… أنا تعبت والله تعبت…..
لم يتحمل المزيد من دموعها فالتف جاذبًا جسدها ليخبأة بين حنايا صدره وشدد من احتضانها حتى يهدا جسدها ويقل بكاؤها، مسد بيده على خصلاتها وذراعيها العاريين وهتف بثقة: مبقاش في بعد يا زان…
لم تجب عليه بل رفعت نفسها وقبلت شفتيه بجرأتها الكامنة وعملت يديها على فك ازرار قميصه العلوية، انتعش لفعلتها الجديدة عليها وحملها دون فصل قبلتهم ووضعها على قدميه بوسط الأريكة المجاورة للخزانة وحان دوره ليفك حِبال قميصها البيتي المكشوف وسقطت جميع الحواجز بينهم وصمت كل شيء…..
꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧂
صرخت بفزع صرخة جعلته ينتفض من نومته ويتطلع حوله كمن يبحث عن ضالته، هتف بزعر وعينيه تحمل آثار النعاس: إيه في إيه
تألمت بعنف ولكزته بكتفه بقوة وصاحت بغضب: بولد يا عديم الدم والشعور بوللللد
تأفف بغضب وملل من أفعالها وصاح بغضب مماثل: بتولدي في نص السادس يا اخرة صبري لييي كنتِ حامل في معزة
أخفت ضحكتها من مظهره المشعت وعينيه الغاضبتين وهتفت بحدة: أنت مبتحسش بقولك بوللد
اقترب ممسكًا تلابيب منامتها وهمس من تحت أسنانه: هتتخمدي في ليلتك اللي مش معديه دي ولا أجبلك طلق مبكر وتولدي فعلا
ابتلعت ريقها بخوف وهزت رأسها موافقة وتمددت ساحبة الغطاء حتى أعلى رأسها وهتفت من اسفله: طلقنااااااي يا سااامح…. أنت السبب
زفر بغصب من هرموناتها اللعينة وحملها الذي طال وكأنه عام وهتف: بكره لما نصحى هطلقك وتولدي في بيت أهلك عشان أنا جالي شلل رعاش من قلة النوم بسببك
فرغ فاهها من وقاحته ونهضت بعنف منقضة عليه ممسكة تلابيب قميصه وصاحت بشراسة: ليه مش كل بسببك وبسبب قلة ادبك لبستني بحمل وولاده وبعده رضاعه وتغير بامبرز وجاي تقولي جالك معرفش إيه… لا اظبط كدا لا اطرقها فوق دماغك
رمش عدة مرات ليستوعب تمردها وغضبها الغير مبرر وهتف بمهادنه: طب تعالي ننام وبكره نطربقها على دماغ ابن الكلب اللي جاي في السكة دا…. ابقى كلب وابن كلب لو قليت أدبي تاني
تصنعت التفكير للحظات ورمشت باهدابها وطالعته بدلال وهمست بغنج: سامح
اغمض عينيه من ما تنوي فعله وهتف بنفاذ صبر: مينفعش… دكتورة البهايم بتاعتك مانعه… اتخمدي بقا يبنت الناس
تلاعبت بأزرار منامته ومطت شفتيها الكرزيتين وهمست بدلال: ليه بس يا قلبي… فكك منها وتعالي بس… ما تيجي بقا…
انهت حديثها بغمزة من عينيها وعضت على شفتيها مما جعله يتنهد بجزع وبلمحة حطت شفتيه فوق خاصتها بقبلة شرسة عنيفة قاسية تبدلت بلحظة لاخرى ناعمة ورقيقة جعلتها تتنهد بسعادة وأحاطت عنقه ووضعت رأسها ببهجة على كتفه وهمست بعشق: بحبك
تنهد بهيام وسعادة من تلك الجنية التي لونت حياته وجعلتها كتلة من الإثارة والمشاكسة وهمس بتتيم: بعشقك
꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧁꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧂꧂
بعد مرور خمسة أعوام….
جلست رزان وسط أحضان زوجها بشرفة منزلهم الواسع، لقد انتقلوا لڤيلا جديدة اشتراها ماجد بعد عمله بمدة مع شقيقها وتأسيسه لعمله الخاص بعدها وفضل الانتقال لها….
ابتسمت….ثم….
طالعت سامح وزوجته سلمى بسعادة لعلاقتهم الاكثر من رائعة، كان سامح يحمل طفلته الأولى « أثير» ويطعم سلمى بحب وعناية ويهتم بها بسبب حملها الثاني… لقد عوضها الله بخير زوج، لقد حزن قلبها وخبأت حبها ولكن عندما حن وقت الجهر به كان الله يجهزها لسعادة خفية، دائما تكون مشاكستهم سر فرحتهم، بعد كل لحظة غاضبة بينهم يحتضنها سامح ويخبر جملته البسيطة « مليش غير قلبك يحن عليا فمتزعليش مني»…. يقبل يديها بين الحين والآخر بتجمعهم الدائم وكأنه يهمس لها بحجم حبه العظيم…
ابتسمت… ثم
رمقت نورسين التي تعنف صغيرها باسل بسبب كثرة تناوله للطعام وزيادة وزنه وتحذير الطبيب لهم بمضاعفات ذلك، كان مهند يتابع حديثهم بصمت ولكنه نهض عندما شعر بقرب بكاء نوره من أفعال ذلك الصغير الشيطاني، اقترب مقبل رأس زوجته ويشرح لكفله ضرورة تخفيفه للطعام فوزنه يفوق عمره، رغم صغر سنه إلا ناضج كمراهق، لقد رزقها الله بباسل صاحب الاربع اعوام وهاهي تنتظر طفلها الجديد، روح شقيقها مُعلقة بها، رابط الوِد بينهم يستحيل قطعه فصلابة شقيقها لا يلينها سوى حنان ومزحات نورسين…. أولفة قلوبهم بعدما أُنهكت طغت على مصاعب الحياة…
اتسعت بسمتها عندما نظرت لوالدها الحامل لصغيرتها « تيا»….
تلك الفتاة التي جاءت بعد عامٍ من الادوية والكورسات المكثقة، يُضيقها ليرجعك إليه، لقد ذاق قلبها الهوان وجفت دموع عينيها ولكن بالنهاية ها هي قابعة بين أحضان زوجها الغالي وحبيبها الأول والأخير وعشقها الأبدي، العالم عادل بما فيه الكفاية مع الجميع، مهما طال الظلم سينبثق الضوء ولو لثُقبٍ صغير بقلوبنا المنكهة، عدالة الخالق عظيمة وهو الكريم بعطاؤه، لا تخلو حياتهم من العقبات ولكن لن تسير الحياة على وتيرة واحدة مطلقاً…. وهي راضية بما هي عليه…
التفتت لتطالع حبيبها، تحركت ببطء بسبب كِبر حجم بطنها فهي على مشارف شهرها السابع، وضعت يديها بين قبضته وسارت معه لفراشهم وجلست ببطء وهو يطالعها بحنان، جلس جوارها ووضعت رأسها على كتفه واغمضت عينيها وهمست بنبرة حُفرت تعاويذ العشق بها: بحبك
أغمض هو الآخر عينيه براحه وضم جسدها لجسده وقلبه الثائر يُحلق بعنان السماء نافضًا قلبه المُنهك سابقًا وهمهم بهيام: دا انا قلبي تاه فيكِ يا موج….
رِباط الود وإن تنسلت أجزاؤه ستبقى قوته سبيل لقاؤنا الأبدي….
تمت بحمد الله

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قلوب منهكة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى