رواية حكايات سنفورة الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم روان رمضان
رواية حكايات سنفورة الجزء الثالث والعشرون
رواية حكايات سنفورة البارت الثالث والعشرون
رواية حكايات سنفورة الحلقة الثالثة والعشرون
هل للجليس الصالح علامةٌ أعرفه به
إنّه الشخص الذي تقوم من عنده وأنت تنوي خيرًا تفعلُه..
أكثروا من صحبة الصالحين.
_____________
أظن من حقى إنى.. أشوف وشك”
نظرت له حور بضيق، لا مفر امامها.. فهو من حقه رؤيه وجهها، ولكنها مازالت لا تريد بعد، ليس ليث من بقيت تنتظره وتراسله كل تلك المده، وتكتب له ما فى جوفها على الرغم من أنه شاب ثرى ووسيم أيضا واى فتاه تتمناه، ولكن حور تختلف عنهن جميعا
رفعت يدها بتوتر لكى تفك رابطه نقابها، كان ليث ينتظر رؤيه وجهها بفارغ الصدر، ويأكله الفضول، فأخيرا سوف يرى وجهها بعد تلك المده، نزعت حور رابطه نقابها
نظر ليث لها بصدمه، ياللهي!! ماهذا الجمال، للحظه تخيل لو أنها لم ترتدى هذا الذى يخفى وجهها، كيف كان سيتقبل أن يراها الجميع، لم يدرى هل هي بهذا الجمال، ام هو من يراها هكذا، ظل يحمد ربه على نعمه تلك الحجاب الذى يُخفى جمالها، سوف يُخفيها عن أعين الجميع ولن يسمح لأحد رؤيه وجهها الملاكى هذا، هو فقط من يحق له برؤيتها
ظل مطولا النظر لها، لاحظت حور نظراته المنصدمه نحوها حتى أمسكت نقابها وارتدته مره أخرى، زفر ليث بحنق فهو مازال لم يشبع من ملامحها بعد
قام ليث من مكانه، وتوجه ناحيه ابيها، فهو لم يعد يُطيق الإنتظار بعد يُريد أن تكن له الان
وعلى الطرف الاخر قدمت أمسك چون بُعبله الحلوى وهو يُقدمها إلى رغد
“جلبتُ لكِ تلك الحلوى خصيصا لاجلكِ يا قبيحه” قالها چون بلطف شديد ليس وكأنه لم ينعتها منذ قليل، نظرت له رغد بغضب وهى تردف
“شايف يا عم محمد، عشان لم اغلط فيه متزعلش”
ضحك على مزاحهم، تقدمت رغد ثم أخذت الحلوى من يده وهى تتصنع الخجل، حتى انفجر چون عليها ضحكا
، خرج لهم ليث وهو يتحدث بجديه
“ممكن بعد اذنك يا عمى نلبس الدبل النهارده ونقرأ الفاتحه، وانا عايز كتب الكتاب على طول عشان نكون على راحتنا”
صُدم الجميع من حديثه وخاصه والده، تصرفاته أصبحت صبيانيه ولم يعد يفكر بالحديث اولا
“ولمَ الاستعجال يا رجل الم نتفق بأننا سنتزوج معا.. ماذا فعلتى به هور؟!”
تفوه جون بكلماته تلك لينظر له ليث نظرات اخرسته
تحدث والد حور اولا
“لسه بدرى يابنى مش لما تتعرفوا على بعض الاول، احنا حتى لسه منتفقناش”
“مش محتاجين اتفاق انا هاخدها بشطنه هدومها، وقبل ما تعترض دا اللي المفروض يحصل شرعا، تاني حاجه مش محتاجين نعرض بعض الآنسه حور شغاله عندي من فتره ونعرف بعض كفايه”
كانوا الفتيات يتابعن الحوار من خلف تلك “الستاره” وهم سعداء لاجل صديقتهم، حتى تقدمت “ياسمين” من “حور” وهي تردف
“هنمشي احنا بقى يا حور عشان زين اخويا مستنيا تحت”
رفضت حور بشده أن تجعلهم يذهبوا، تريد أن يكونوا معها وأقتنعتهم بأن تجعل أخيها ينتظرهم هنا، رفضت هي ولكن “حور” أصرت على موقفها وذهبت لليث وهى تردف ببعض الضيق منه
“لو سمحت اخو ياسمين وروان منتظر تحت، ممكن تنزل تجيبه هنا عشان مينفعش يقف تحت”
“لأ”
كلمه من حرفان، جعلت حور تنظر له بصدمه وخجل من رده الوقح، ماذا إن كان المنزل منزله!! كان ليث يشعر بالغيره من أن يأتى رجل آخر ويراها، ولكن الاهم هل هذه غيره عليها ام شك!!
“يابنى لو كان بيت ابوكم عرفنا” وبالطبع لم نكن بحاجه لمعرفه المتحدث
أقتربت حور منهم وهي تردف بصوت مازح
“معلش هو دايما بيحب يهزر كدا، كلميه يا ياسمين وعرفيه أن بشمهندس ليث هينزل ياخده”
“ادخلى غطي عيونك الاول”
تحدث ليث بغيره من رؤيه أحد لعيناها
“كنت هدخل من غير ما تقول”
تحدثت “ياسمين” مع زين وأصرت عليه بالمجئ بعدما شرحت له الامر ولكنه رفض، تحدث معه ليث ليقنعه ولكنه رفض ايضا أصر عليه ليث ولم يوافق زين أيضا إحتراما لحرمه المنزل، حتى عرض عليه زين بأن يأتي ليث لهم ويجلس معه فى المسجد ويحتفلون به على طريقتهم الخاصه، وافق ليث على إمتعاض
نزل كلا من چون وليث اسفل بإنتظار زين
حتى اتى زين بالقرب من منزل حور ومجرد أن رأهم توقع انهم هم اقترب منهم وهو يتحدث ببسمه:
“السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اهلا يا شباب ازيكم”
ردوا عليه التحيه وبعد قليل من التعارف اخذهم زين للمسجد، كان قد أخبر الشباب بالامر
رحبوا بيهم بشده ثم تحدث أحمد
“بصراحه انا كنت زهقان جدا، بس طالما معانا عريس يبقى نستغل الفرصه دي وننبسط.. اول فقره هنعملها هنغنى ونرقص وبعدين تاني فقره هنعملها هناخد خطبه جميله اوى من اخ لينا وتالته فقره خلوها مفجأه”
صاح جميع الشباب بمرح وهم يستعدون، كان ليث يشعر بالضجر من هذا الجو، كيف لهؤلاء المشايخ أن يفرحوا بتلك البساطه!! بالطبع سيكون الامر ممل
اما عن چون كان يشعر بالربي وخرج من المسجد، غاب بعض الدقائق ثم عاد وهو يحمل ما يسمى “بالطبله”
ثم بدأ بالطرق عليها بشده وهو يغني
“الليالدي نورك بادي وقلبي ينادى بالفرحادي دا انت القمر الليله…….. نورتي…..
نور الليله نور مش عادي بيخطف قلب الناس ع الهادي ويحبسها تملى…. نورتى
دا عريسنا قمر قلب سكه الاشواك.. دا ناداه ياقمر انزلى انا مشتاق…. دا عريسنا قمر قلب سكته الاشواك… دا ناداه ياقمر انزلي انا مشتاق….. غنى وقول… على طول… ياحسد وليي
ياسلام يابشر بصوا على الحلوين ازاي… مقصور وقصر بالشبكه اللي ملهاش ذاد… صلوا عليه. وادعولى… ياحسد ولى…
ظل احمد ينشد بفرحه مع الطرق على الطبله مع رقص الشباب وچون يرقص معهم بفرحه شديده
كان زين يحرك يده ببعض الرقصات مع الشباب ثم اقتربوا من ليث وجعلوه يفعل مثلهم عنوه بعدما رفض، ظل ليث يزفر فى البدايه حتى اندمج معهم
وهو مازال لم يستوعب الامر بعد لقد نسى نفسه وهو معهم، اخذ يضحك عليهم بشده، كيف يتكونوا بتلك البساطه والمرح
وعلى الجانب الاخر كانت تقف رغد على طرف المقعد وهى تُمسك” غطا الحله” وتقوم بالطرق عليه بشده، في
حين تقوم “ياسمين هى الانشاد وحور تردد معها، وروان تضحك بشده وتكتفى بالتصفيق لانهم لم تحفظ تلك الانشودات بعد
انتهت ياسمين من الانشوده حتى طالبها الفتيات ب آخرى غيرها، وافقت ثم بدأت بالغناء مره اخرى مع تصفيق روان وطرق رغد وحور تتوسط الدائره وهى تحرك يدها وتقوم بالرقص ثم تدور حول نفسها والفتيات يقمن بالدوار معها
تناست حور أمر ليث وحاولت الشعور بأنها عروس واليوم خطبتها، فكم تمنت ذلك اليوم، حتى ولو كان ليث ليس الشخص الذى تتمناه ولكنها تثق بإختيارات الله له
” جمع ووافق… بنت الاصووول لابن الاصووول.. جمع ووفق….طيب ونول طيبه وكنوور…. عيله ونسب.. وجمال وحسب…. جمع ووفق…. وكفايه لتنين عندهم
الديين…ويارب ووفق.. جمع ووفق…..
من بين بنااات وبنااات وبنااات حبها هي الوحيييده…. وان شاله يجيبوا صبيان وبنااات… ويعشيوا دنيا سعيده… دنيا سعيده… جمع ووفق… بنت الاصوول لابن الاصووول…. عيله ونسب… وجمال وحسب…جمع ووفق… وكفايه لتنين عندهم الدين.. ويارب ووفق
هتعدي ايام واياام واياام والحب هيكبر فيهم… ويحققوا كل الاحلام وتحلى وتحلى لياليهم.. جمع ووفق.. جمع ووفق
اخذوا يمرحون ويضحكون، كانت روان سعيده بتلك الاجواء، لم تتخيل أنها من الممكن أن تفرح بتلك الاجواء، فالملتزمون ليسوا متشددين كما ترى، بل يضحكون ويمرحون ولكن فى ما لا يغضب الله
عند العوده الى الشباب، كانوا قد توقفوا عن الرقص وهم يأخذوا انفاسهم بصعوبه، عدا چون الذى مازال يرقص ويقوم بتقلد الشباب بطريقه مضحكه، إنفجروا ضحكا عليه
“وكدا خلصنا أول فقره، هنبدأ تاني فقره اولا زين زين هيكلمنا عن الجنه، وبعدها جابر هيشرحلنا قصه، أعتذر چون معللا أنه ذاهب لعمل ضرورى ثم رحل وبقى ليث معهم
، جلسوا هم جميعهم دائره حول بعضهم البعض وتوسطهم زين
ثم بدأ بالحديث
” فجأة واحنا في الجنة هنلاقي ملائكة بتنادي في طرقات الجنة “يا اهل الجنة ، ان الله يستزيركم ! فحيّ علي زيارة الرحمن ”
تخيل ربنا جل جلاله يدعونا لزيارته!
يحكيلنا حبيبنا النبي ﷺ اننا ساعتها هنخرج ونلاقي قدام قصورنا حاجة اسمها النجائب ، وهي ركوبة ربنا خلقها مخصوص عشان يركبها اهل الجنة وهما رايحين يزوروه ﷻ
فنركب النجائب ، و نوصل للوادي اللي هنزور فيه رب العزة
وفجاة .. هنسمع صوت عذب يُنادي: “يا اهل الجنة سلام عليكم”
فنرد كلنا في نفس اللحظة وقلبنا طاير من الفرحة ونقول : “اللهم انت السلام ومنك السلام ، تباركت يا ذا الجلال والاكرام”
فيقول الله ﷻ : “يا اهل الجنة هل رضيتهم؟”
فنقوله يارب وكيف لا نرضي وقد غفرت ذنوبنا وادخلتنا الجنة
فيقول الرب ﷻ :” يا اهل الجنة اسألوني ما شئتم..
فنقول له يارب ارض عنا..
فيقول ﷻ : يا اهل الجنة لو لم ارض عنكم لما ادخلتكم جنتي ، فسألوني شيئا اخر..
فنجتمع علي كلمة واحدة..
يارب ارنا وجهك ننظر اليك..
فيقول سيدنا النبي ﷺ :” فتُكشف الحُجُب ، فما أُعطوا لذّة احب اليهم من النظر الي وجه الله الكريم”
كنا دايما في الدنيا لما بنشوف حاجة جميلة اوي نقول : الله ! بس يومها هتبقي اول مرة نقولها بجد .. الله!
ومن شدة سعادتنا تفضل وجوهنا ناضرة مستبشرة :
﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبها نَاظِرَةٌ ﴾
فاللهم ارزقنا هذه اللحظة ولا تحرمنا لذه النظر لوجهك الكريم ”
كان ليث يشعر بشعور غريب… ياللهى كيف يكونوا هكذا
كانوا يمرحون ويضحكون منذ قليل دون أن يفعلوا شيء حرام… وهاهم نفسهم يتحدثون عن الجنه، كان يشعر بقشعريره تسرى فى جسده مع كل كلمه تخرج من فم زين
، كان زين له تأثير خاص وهو يتحدث، لذلك حينما يتجمعوا الشباب يجعلوا زين هو من يعطي لهم الدريس
انتهى زين ثم قام صديقهم جابر بالحديث
“قبل ما اتكلم عن الدريس الاساسى حابب اقولكم قصه حصلت معايا انا شخصيه
مره كنت في محافظة تانيه بزور صديق مريض وساعتها كنت لسه متزوج من فتره بسيطه والحال مش متسير معايا اوي
وتكلفه مواصلاتي لرجوع بيتي حوالي اربعين جنيه
وكان معايا في محفظتي اخر خمسين جنيه
ركبت اول مواصله وبدفع الاجره اتفاجئت بصديق ماشوفتوش من خمس سنين
اصر يدفعلي الاجره
خدنا بعض بالاحضان واتكلمنا في امور الحياة لحد مانزلت
ولما نزلت علشان اركب تاني مواصله من الموقف
لقيت حد واقف بعربيته وبيزمرلي
ببص لقيته جاري اللي ساكن في الشقه اللي فوقيا
ركبت معاه وانا مذهول من الصدفه
جاري يدوب نزلني تحت البيت وسابني علشان يركن العربيه
لقيت زوجتي بتكلمني ان الدوا بتاعها خلص ومحتاجه منه ضروري
زعلت وبصيت لربنا في السماء بقوله يارب انت عالم ظروفي ، كنت اجلت موضوع الدوا كم يوم بس ، ده انا ممعيش غير يادوب خمسين جنيه
رحت الصيدلية اجيبه لقيت العلبه ب ٢٠٠ جنيه اربع شرايط
قولتله اديني شريط
جيبتهولها وانا بسأل نفسي
لو دفعت فلوس المواصلات كنت هاتصرف ازاي !
معقول يارب مرتب الاحداث بالشكل ده !
كده ايقنت انها مابقتش صدفه ، ده سيناريو الهي مكتوب بعنايه
رغم فرحتي ب اني جيبتلها الدوا
الا اني بسأل نفسي ، بكره هناكل ايه واخر خمسين جنيه اتصرفت
مكملتش نص السلالم لقيت تليفوني بيرن ان الشغلانه اللي كنت هاعملها لحد من ٣ شهور واتلغت ، قرر يكملها وهايبعتلي الصبح اول عربون ليها
مراتي بتفتحلي الباب وبتقولي ” ايه ده ! انت بتعيط ليه !! ”
مالقتش رد على لساني اقوله غير ده شريط الدوا ، وبكره هايجيلك العلبه كامله ❤️
كل امور حياتنا سيناريو الهي
وارد يحصل مواقف نحس ان السيناريو درامي وحزين
لكن دايما الحلقه الاخيره بتكون نهاية اي الم ووجع
انتظر الحلقه الاخيره في كل موقف تمر بيه
اكيد هاتبكي من الفرحه اكتر من البكا اللي بكيته من صدمة الاحداث ❤️
ربنا زي ماعارف ايه اللي جاي عارف كمان ايه اللي معاك
هايدبرها بشكل لا تتوقعه وهاتبهرك الاحداث 🙏❤️
انتهى من سرد قصته ثم بدأ بالدرس الاساسى
حتى انتهى،
“كدا خلصنا اول فقرتين… وباقى اخر فقره ودي هتكون بره المسجد… تعالوا معايا”
كان يتحدث وعلى وجهه ترتسم علامات الخبث والعبث
وهو يستعد، شعر الشباب بالريبه منه فهم يعرفون افكار احمد
خرجوا جميعا من المسجد فى الشارع، غاب عنهم احمد ثم عاد وهو يُمسك لفه كبيره من “سلك المواعين!! ويهرول لهم بسعاده، اخذ يعطي لكل واحد منهم جزء ثم قاموا بتشغيله وهم يلقوه على بعضهم البعض ويهرولوت فى الشارع، لم يشارك ليث وظل يتصنع التقل ولكنه يود حقا من داخله تجربه الامر، حتى قرر التخلى اليوم عن شخصيه ليث الجامده وتجربه العبث معهم
اخذء جزء من احمد وقام بتشغيله وهو يفعل مثلهم
كان صوتهم مرتفع حتى جذبوا انتباه من حولهم
سمع الفتيات صوتهم من الخارج حتى خرجوا من الشرفه يروا ماذا يحدث وكان الامر غايه فى الضحك
ولكن امرتهم حور
أمرتهم حور بغض البصر واغلقت النافذه ، ظلوا يهرولون وراء بعضهم البعض حتى اتى لهم من عكر مزاجهم وهو يهتف بقوه
” اى اللي بيحصل هنا دااا”
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حكايات سنفورة)
جميله