روايات

رواية نجمة في سمائي الفصل الرابع 4 بقلم دعاء أحمد

رواية نجمة في سمائي الفصل الرابع 4 بقلم دعاء أحمد

رواية نجمة في سمائي الجزء الرابع

رواية نجمة في سمائي البارت الرابع

رواية نجمة في سمائي الحلقة الرابعة

بعد اسبوعين في فيلا دوريدار
استيقظت شمس بنشاط و جدية
فهي تشعر بعد تلك المدة البسيطة التي قضتها برفقة صفاء أنها سيدة حنونة جدا و رقيقة و الأهم من ذلك انها تعاملها كابنتها و ليست كمرافقة.
و الأهم من ذلك تقرُبها من جميع الخدم بالقصر السيدة سلمي مدبرة المنزل و تلك الفتاة التي تدعي سارة.
تشعر و كأن دعوات أمها استجابت حين رُزقت بتلك الوظيفة.
لكن ما تخاف منه هو خفقات قلبها حين تتابعها سواداوت عيناه القاتمة و حين يصوب نظره الحاد عليها، تشعر حينها بارتجاف مخيف.
هي ترهب التواجد معه في مكان وحدهما. تشعر أحيانا و كأنه يكرهها لكن لا تعرف لماذا؟!، نظراته قاسية و حادة نحوها هي فقط
خرجت من الحمام و هي تجفف شعرها في استعداد للنزول.
انهت ارتداء ثيابها و حجابها الانيق ثم خرجت من الغرفة.
كانت تقف في المطبخ تقوم بتحضير طعام الإفطار للسيدة صفاء
ثم اتجهت نحو غرفتها لتساعدها.
اطرقت على الباب بخفة قائلة بود:
=صباح الخير يا هانم
ابتسمت صفاء قائلة بحب:

 

 

=صباح الورد يا شمس
ابتسمت شمس و هي تدلف للغرفة ثم توجهت للشرفة تسحب الستائر ليتغلغل ضوء الشمس يداعب المكان بخفة
صفاء:
الجو النهاردة جميل جدا.
شمس بحماس:
فعلا الجو رائع، تحبي حضرتك تفطري في الجنينة.
ردت صفاء بابتسامة بسيطة:
=تمام يا شمس خلينا نفطر سوا برا، صحيح والدتك أخبارها ايه؟
شمس: بخير الحمد لله.
ساعدتها شمس في الجلوس على الكرسي المتحرك ثم مغادرة الغرفة و الخروج الي الجنينة
كان يقف أمام المرآة يهندم حلته السوداء الأنيقة أخذ ساعته الفخمة يرتديها في معصمه.
خرج من الغرفة على أمل أن يراها، منذ اليوم الذي قابلها به و هو يشعر بالفوضي العارمة بداخل مشاعره
كلما يلتقيها و تنظر له بتلك العيون البنية المرتبكة و البريئة تشتعل بداخله رغبة غريبة بالنظر اليها أكثر و تأملها أكثر و أكثر.
لكن في النهاية يعطيها نظرة أكثر قسوة و حدة
و كأنه ينفر من النظر اليها و ينفر من رغبته تلك،
ينفر الشعور بأنه يريد شيء كهذا. في حين تشعر شمس بالخوف أكثر منه….
ما كل هذا الهراء؟! لما يحاكيه قلبه بكل هذة التفاهات؟
لما يشعر بكل تلك الفوضى فقط بعد مرور اسبوع واحد من تواجدها معهم؟
و كأن تلك البهية بعثرت روحه التي لم تختبر اي نوع من المشاعر من قبل.
ابتسم حمزة بود و هو يرى جدته تجلس في جنينة القصر بدون مرافقتها و لكن أين هي؟

 

 

حاول الخروج من تشتيت افكاره ليخرج نحوها قائلا :
=صباح الورد يا صافي
=صباح النور يا حبيبي.
جلس جوارها و هو يقبل يديها برفق قائلا:
=فطرتي؟
=لا لسه صاحية شمس بتجهز الفطار ايه رايك نفطر سوا
كاد أن يرفض معلقاً برغبته في الذهاب إلى عمله مبكراً كعادته الا انه صمت عندم
دخلت شمس عليهما و ألقت التحية بصوتها ذو البحة المميزة،
تلاقت أعينهم وجدته يتطلع لها بنظرة لأول مرة ترآها بعينه و كأنه استباح و حلل لنفسه الان النظر اليها.
اشاحت شمس بعينيها عنه و هي تنظر لصفاء و شقت شفتيها ابتسامة حنونة قائلة:
=الفطار يا هانم.
وضعته أمامهما على مضض و هي ترغب في الفرار الان من ضراوة نظراته تلك و التي باتت تشعرها بالاستياء من نفسها.
صفاء :طب ياله اقعدي افطري معانا.
ردت شمس بامتعاض قائلة :
=أنا فطرت من بدري، بعد اذن حضرتك
انسحبت سريعاً قبل أن ترفض صفاء، فرت و هي تحمد الله أنها ابتعدت عن مرآي عيناه
صفاء: صحيح يا حمزة، بكرا الخطوبة و خالص كل حاجة جاهزة يعني متشلش هم.
رد عليها على مضض و هو يشعر بالاختناق قائلا بحدة غريبة لاحظتها صفاء :
=تمام، انا لازم امشي دلوقتي لان عندي اجتماع معليش خلينا ناجل الفطار سوا النهاردة، خالي بالك على نفسك
ردت صفاء بارتياب قائلة بشك:

 

 

=ماشي يا حبيبي ربنا يحميك
خرج من الفيلا متجهلا النظر نحوها مرة أخرى، متجها نحو شركته.
جلست شمس في غرفتها و هي تضم ساقيها الي جسدها و تستند على ركبتيها، أطلقت تنهيدة حارة و هي تفكر بجدية و عقلها يدور به العديد من الأسئلة.
هل ارتبكت أي خطأ ليعاملها بتلك الطريقة على
مضض و استياء حاد و كأنها عدوته!!
شمس بضيق :ايه الغُلب دا يارب هو أنا ناقصة مشاكل استر يارب أنت عالم بيا.
في شركة دويدار
وصل حمزة و ترجل من سيارته بشموخ و ثقة لكن اليوم على عكس اي يوم آخر يبدو في غاية الحدة و الخشونة مع أي شخص يتحدث اليه
و كأنه يفرغ بهم طاقة الغضب الغير مبرراه بداخله
على عكس ما هو متوقع أن يكون سعيد فالغد هو موعد خطبته بهند الحسيني تلك الفتاة باهرة الجمال
دلف الي مكتب رئيس مجلس الإدارة، اتجه نحو مكتبه و جلس خلفه
فك رابطة العنق و هو يشعر بالاختناق يزداد عليه
و كأن الهواء ينخفض من حوله هو فقط، حاول التركيز في عمله الا ان صوت الطرقات على الباب جعلته يرفع رأسه
ينظر للطارق فلم يكن الا يونس أبن عمته
دلف يونس الي المكتب و هو يبتسم بود قائلا بنبرة مزاح:
=مالك يا عريس الموظفين كلهم خايفين منك، عامل مشاكل ليه يا حموزي
نظر حمزة نحوه باشمئزاز قائلا بضيق:

 

 

 

=أنجز يا يونس عايز ايه و بطل غتاته.
=في ايه يا جدع اللي يشوفك يقول أنك مش طايق نفسك في ايه كدا على الصبح؟
و لا تكونش البنت إياها عملت مشاكل؟اسمها ايه؟ شمس؟!
نهض حمزة بسرعة افزعت يونس قائلا بنبرة حادة مخيفة :
=اطلع برا يا يونس قوم من ادامي بدل ما ربي و ما أعبد هتزعل.
=لا لا دا الموضوع كدا شكله كبير في ايه يا حمزة؟
زفر بضيق قائلا و هو يجلس مرة أخرى :
=مفيش يا يونس بس شوية ضغط زيادة. سبني دلوقتي و ابعتلي فنجان قهوة سادة
يونس بجدية: تمام يا حمزة بس حاول تهدأ كدا علشان تعرف تركز في الشغل.
لم يعقب يونس و بداخله رغبة قوية في رؤيتها الان و تفريغ كل هذا الغضب بها
و ما ذنبها هي؟!
تلك الفاتنة الجميلة تبدو كاللعنه إصابته، الشعور الأسوء أنه لن يعترف بتلك العاصفة الهوجاء التي سببتها، فقط ينظر لها بتلك الطريقة التي تجعلها تتمنى بعدها الفرار من أي مكان يجمعهما .
بعد مرور عدة ساعات
وصل حمزة الي قصر دويدار
و اصطحب معه يونس للقصر حتى يقابل جدته
و فور أن عبرا البوابة ترجلا من السيارة حتى يسلم على صفاء في الحديقة و أقترب منها فوجداها تجلس بجوار شمس و ما أن رآها محمد حتى قال لحمزة باعجاب واضح في عيونه الزيتونية:
يونس:ايه القمر الي قاعد جنب صافي ده؟

 

 

حمزة بضيق:احترم نفسك دي بنت بتقرا لصافي وتقضي معاها اليوم
ابتسم يونس باتساع و عيناه تتاكلها من شدة الإعجاب، ضغط حمزة على قبضة يده و هو يدلف معه إلى بهو القصر
:بس بجد ده مش ممكن ده ملكة جمال
حمزة بعنفوان غاضب :امضي الورق وامشي علطول انت فاهم
يونس:انت مش كنت عازمني عالغدا ولا رجعت فكلامك؟
زفر حمزة بضيق قائلا من بين اسنانه
:طيب تقعد بادبك انت فاهم، البنت دي مش زي البنات الكسر اللي حضرتك بتصيع معاهم أنت فاهم؟!
ضحك يونس بخفة قائلا
:حاضر هحاول
كانت شمس تجلس وسط أشجار الياسمين التي باتت تعشق عبيرها الرائع و كانت تقرأ قصة برفقة السيدة صفاء التي جلست على كرسي مريح و ساقاها ممددتان أمامها و كأنها في عالم آخر مع صوت شمس العذب و جمال القصة و رومانسيتها و التي باتت تحب سماعها بصوت شمس الناعم
.
ابتسم يونس و هو يقترب منهما و لم يستطيع إخفاء بريق عيناه التي لمعت عندم أقترب منهما و رأي ملامحها عن قرب، لا هي حقا مميزة و بالأخص تلك الابتسامة الرقيقة الناعمة آآهات من تلك النظرة بداخلهما .
يونس:ازيك يا صافي وحشتيني
غمغمت صفاء بفرح و سعادة
:يونس حبيبي عامل ايه؟

 

 

رد محمد و هو يتابع شمس التي أخفضت رأسها بحرج غافلة عن نظرات ذلك الذي يقف يشتعل من الداخل بمنتهى العنفوان
:تمام تمام اوي
تمتم حمزة بنبرة حادة
: انا جيت مع يونس عشان نتغدى معاكي
يونس :ايوه و كمان عشان توقعي على شوية أوراق مهمة
صفاء:شوفت شمس يا يونس؟
ابتسم يونس و هو ينظر نحوها قائلا بنبرة خافته مرحة
:شوفتها من اول ما نزلت من العربية، ازايك يا شموس
ابتسمت شمس بلطف قائلة بطيبة
:الحمد لله
يونس:انتي خريجة ايه بقا؟
شمس:أنا لسه في الكلية تالتة صيدلة
يونس باعجاب:ربنا يوفقك يارب
شمس: شكرا
زفر حمزة مقاطعاً عليهما ذلك الحوار المليئ بالنظرات من ناحية يونس، احرقته لوهلات
قائلا من بين اسنانه
:مش هنتغدى بقى و لا ايه؟

 

 

صفاء:دقايق والغدا يكون جاهز
دخل الجميع الى القصر و استأذنت شمس في الصعود الى غرفتها لكن صفاء اعترضت:
:لا يا شمس انتي هتتغدي معانا
شمس:معلش عشان تبقوا براحتكم
صفاء:انتي عايزة تزعليني و لا ايه ؟
شمس:بس…..انا عندي
رد يونس مقاطعاً اياها
:عشان خاطري يا شموس
رد باسل و هو على وشك الانفجار
:انا طالع اغير هدومي
رد يونس ممازحا ايوه:خد راحتك خااااااالص
دخل حمزة الى غرفته و هو غاضب دون ان يعرف سببا لذلك و لما شعر بالضيق من مغازلة يونس لشمس و الغضب الأكبر منها هي على تقبلها لطريقته و كيف لها أن تسمح له بالتحدث معها بتلك الطريقة
و أراد أن ينهرها لكنه تماسك , وقف حمزة تحت المياه الدافئة محاولا التفكير بهدوء………….
نزل حمزة بعد أن بدل ملابسه ليجد الجميع ينتظره على المائدة لتناول الغداء و وجد يونس قد جلس بجوار شمس و هما يتبادلان الحديث و كانت شمس تضحك حتى دمعت عيناها
جلس حمزة بجوار صفاء وهو يحاول كتم غيظه مما يحدث لكن يونس استمر في اطلاق نكاته و صفاء و شمس تضحكان بينما باسل لا يشاركهم الضحك .
بعد انتهاء الغداء توجهوا الى الصالون لتناول القهوة
و استمر يونس في الحديث الممتع و كانت شمس مستمتعة بوقتها فقد كانت هذه هي المره الأولى في حياتها التي تضحك وتنسى مشاكلها العديدة

 

 

 

و كم أحست بالراحة في وجود يونس واهتمامه بها , لكنها لاحظت وجوم حمزة و استغراقه في التفكير
و تساءلت ترى ما الذي يشغله , و فجأة أقتحمت هند المكان و قد جاءت لزيارة السيدة صفاء و فور ان رأتها هند حتى قالت:
هند بذهول و تعالي
:ايه ده ؟ حضرتك بتعاملي اللي بيشتغلوا عندك بعطف زيادة عن اللزوم يا طنط
صفاء :في ايه يا هند؟
هند بحدة :هو احنا المفروض نشرب القهوة مع الخدامين بتوعنا!!!!!
و بعدين انا عايزاة اعرف الفلاحة دي بتعمل ايه هنا، مش اظن كفاية عليها كدا اوي
أحست شمس بالإهانة الشديدة و لم تشعر بنفسها إلا و هي تركض متوجهه الى غرفتها و أغلقت الباب
شعرت بالضعف و الذل و هي تجلس مكانها خلف الباب، ضمت جسدها بضعف و دموعها تنساب بحزن و قهر رغما عنها…
بالطبع هي مجرد مرافقة … أو خادمة كما تراها هند … ليس لها الحق بالضحك أو الاستمتاع بوقتها
……………………..…………
احتدت نظرات حمزة و انتفض من مكانه بقوة و هو يطرق بيده على الطاولة و هو يشتعل من شدة الغضب بعدما رآها تغادر
:هند!….. حصليني على المكتب.
نهض يونس محاولات تلطيف الجو بينهما لكن صمت عندك رمقه حمزة بنظرة محذرة، متجها نحو المكتب بهيبة تليق به جداً
ارتجف جسد هند من شدة الخوف من مواجهته
فهي تعلم أنها تهورت في الحديث معها دون ادراك وجوده،
و لكن من أول لقاء لها بشمس
و هي تشعر بالغيرة منها و الغضب كلما نظرت نحوه و وجدته ينظر لها بعمق يفتك بكل ذراته و تملك واضح و غريزي.
دخلت الي المكتب بارتباك فوجدته يقف أمام الشرفة معطيا لها ظهره واضعه يده خلف ظهره.
خرج صوتها أخيراً بعد أن حاولت جاهدة في الحديث اليه اقتربت منه بتغنج لتقف خلفه واضعه يدها على كتفه لعلها تثير مشاعره نحوها و لو قليلا
=ايوة يا حبيبي.

 

 

 

اغمض عينيه و سبها بشدة قبل أن يستدير لها بوجة صخري حاد مزمجرا من بين أسنانه بشدة و هو يجذبها من ذراعها بعنف هامساً في اذنها بفحيح:
=بمنتهى الهدوء دلوقتي حالاً هتطلع تعتذريلها انتي فاهمة.
كادت أن تعترض لكنه ضغط على يدها بعنف قائلا بقسوة لتائن بوجع مصدرة بعض الهمهمات :
=و لو فكرتي تعترضي افتكري أسهم شركة ابوكي اللي بكرا الصبح و معها هيعلن افلاسه، و متنسيش نفسك بعد كدا لأني لما بفوت و أعدي مواقف ببقى مديكي فرصة تفهمي و تعتذري من نفسك لكن أنتي مبتحسيش
دلوقتي حالا يا تبتسمي و تطلعي معايا تعتذريلها يا تمشي من هنا و ساعتها انا مش آسف على هعمله و ساعتها فعلا هتتمني لو رجع بيكي الزمن و اعتذرتي.
أبتعد عنها بمنتهى اللباقة و هو يحاصرها بين عيناه الخالية من اي ذرة مشاعر
تأكدت هند من شكوكها التي باتت مؤخر تحوم بعقلها، و هو الآن اثبت لها بمنتهى الهدوء أنه وقع في فخ تلك الفتاة
لكن لن تسمح بذلك كبريائها يمنعها هو من حقها هي فقط، حمزة سالم دويدار حقها هي وحدها،
ستعتبر ما يحدث الان نزوة عابرة في حياته لأنها لن تسمح بخسارتها، كيف لها أن تترك رجل يتمتع بكل هذة الهيبة، الهينمة و السلطة.
لكن لن تترك شمس تتلاعب به اكثر من ذلك، كفا الي هذا الحد، لكن عليها ان تكتسبه الي صفها أولا ثم تعليمها درس قاسي.
=و أنا موافقة يا حمزة بيه هعتذرلها بس دا لاني بحبك و مش عايزه أخسرك مش عايزه أبدا يا حمزة.
نظر لها بسخرية جالية في سوداوات عيناه لكن لم يتحدث بكلمة أخرى و هو يغادر المكتب و هي خلفه راضخة لاوامره.
نظر يونس لصفاء و هما يتابعان صعود حمزة و هند الدرج لتقول صفاء بتوتر:

 

 

=تفتكر هيحصل ايه؟ أنا أول مرة أشوف حمزة بالحالة دي يا يونس.
صمت يونس ثم أضاف قائلا بهمس لا يكاد يصل لمسامعها:
=فعلا يا صافي حمزة متغير جداً من وقت ما شمس جيت القصر بس عنده حق دي صااروخ.
صافي بضيق:بتقول ايه يا ولد ما تعلى صوتك
ضحك يونس قائلا بمزاح:
=لا أنا بقولك سيبك منهم و تعالي بقا ندور على عروسة ليا و لا انا هفضل قاعد جانبكم زي برطمان المخلل كدا
ضحكت صفاء بيأس و هي تنظر للأعلى بارتياب.
_________________________
وضعت حقيبتها على الفراش و وجهها أحمر من شدة البكاء و شعورها بالإهانة التي لن تتقبله طوال عمرها، جمعت أغراضها و متعلقتها البسيطة، كادت أن تبدل ثيابها لتغادر القصر الا أنها توقفت عندما استمعت لصوت طرقات قوية و حادة على الباب.
وضعت حجابها بأحكام على شعرها قبل أن تفتح الباب لكنها تفاجأت بوجوده أمام غرفتها بهيئته الضخمة تلك
و يده تحاوط خصر هند بطريقة مصطعنة لكن كيف لها أن تفهم ذلك.
تحدث حمزة بنبرة جادة قائلا:
=هند جاية تعتذرلك يا شمس.
أخفضت بصرها تنظر نحو هند التي اشتعل وجهها بحمرة الشر و الغضب و كأنها ستنفجر بوجهها قائلة بخبث و دلال :
=أنا آسفة يا شمس بس انتي عارفة انا بجهز لخطوبتي انا و حبيبي فكنت مضغوطة جداً و بعدين أنا متوقعتش أنك تزعلي حقك عليا.
غمغم الاخر بقوة قائلا:
=ها يا شمس قابله اعتذارها؟

 

 

نظرت له بعمق يفتك بكل ذراته، عمق نابع عن فطرة و براءة لم يراهم طوال حياته و لكن الآن آتت لتهشم كل ذلك الجمود دون أن تدرك
ذلك الرجل صاحب الثلاثين عاماً ينهار جليد مشاعره أمام أنثى لا تفقه شيء.
ردت شمس بهدوء بعد أن أسلبت جفنيه عنه بحرج من قوة نظراته معلقة:
=أنا محتاجة افضل لوحدي لو سمحت.
ردت هند بخبث قائلة ببراءة زائفة:
=خالص يا حمزة يا حبيبي واضح إن شمس زعلانة مني اوي، و أنا ميرضنيش زعلها ممكن أنت تنزل و أنا هصالحها بطريقتي.
شعر بشئ غير مريح مغمغما بحدة :
=هستناكي تحت متتاخريش.
أومأت له بابتسامة باهرة الجمال فالقي نظرة اخيرة على شمس قبل أن ينسحب من بينهما.
انتظرت هند حتى تأكدت من مغادرته فقالت بهدوء:
=ايه يا شمس انتي لسه زعلانة يا حبيبتي، خالص بقا بلاش تكبري الموضوع.
ثم اقتربت منها هامسه بخبث:
=شوفي يا بت أنتى و اسمعي الكلام دا كويس، بلاش احلام اليقظة تأخذك لمكان أعلى من سقف الواقع.
و بلاش يا حبيبتي شغل السهوكة و النظرات دا، حمزة دا بتاعي أنا، فاهمة يعني ايه بتاعي، يعني خط أحمر و اوعي تفكري ان أمور السهوكة اللي بتعمليها دي هتخيل عليا فوقي دا انا هند الحسيني. “

 

 

ضيقت شمس ما بين حاجبيها بعدم فهم و هي تستمع لحديث هند التي أضافت بمكر:
=صحيح بكرا لازم تحضري الخطوبة بس يا ترى عندك حاجة مناسبة تحضري بيها و لا هتكوني موجودة بعباية فلاحي .
انهت جملتها و هي تنظر لها باشمئزاز و تقزز حتى كادت شمس أن تنقض عليها من شدة الغضب.
رات هند ذلك الشرار المتطاير بعينيها لتبدو و كأنها فتاة أخرى شرسة، غادرت سريعا قبل أن تهجم عليها.
أغلقت شمس الباب خلفها ثم اتجهت تلك على الفراش، نظرت لحقيبتها بضيق لكنها في النهاية قررت البقاء، و الاتصال بشقيقتها و والدتها للاطمئنان عليهم.
*************************
في اليوم التالي
أستيقظت شمس على أصوات تصدر من الطابق السفلي فأغتسلت و نزلت لتستطلع الأمر
لتجد السيدة سلمي مديرة المنزل تشرف على جميع الخادمات اللاتي يقمن بتجهيز القصر لحفل الخطوبة فقالت شمس مستفسرة:
شمس:صباح الخير يا مدام سلمي
سلمي:صباح الخير يا شمس
شمس:غريبة هو كل التجهيزات دي للخطوبة
سلمي بجدية: ايوة طبعا حمزة بيه عازم ناس مهمين جدا و بعدين دا ابن سالم ديدوار عضو في البرلمان
يبقى لازم تكون حفلة كبيرة اوي
شمس:طيب تحبي أساعدك في حاجة؟انا ممكن اكنسل الكُلية النهاردة
سلمي:ميرسي يا شمس , روحي كليتك انتي و بعدين لازم تستعدي بقى عشان تحضري الحفلة بالليل
شمس بتفكير :آه ان شاء الله، مدام صفاء صحيت؟
سلمي:لا هي لسه نايمة بس متقلقيش اول ما تفطر انا هحضرلها الفطار و الدواء،
حمزة بيه ماكد ان علينا أن يوم الكلية بتاعك نهتم بصفاء هانم علشان دراستك.
ابتسمت شمس بسخرية و للحظة شعرت و كأن أمرها يهمه لكن نفضت ما بعقلها و هي تخرج من الفيلا متجها نحو كليتها
**************************

 

 

في كُلية الصيدلة
كانت شمس تجلس بجوار صافية و هي تتحدث معها عما يحدث معها في قصر دويدار.
صافية :غريبة طب و هي ليه قلتلك كدا؟
شمس :و الله يا بنتي ما عارفة أنا أصلا بفكر ادور على شغل تاني بس أكمل حتى الشهر دا معاهم بصراحة أنا مش فاهمة في ايه؟
يعني أستاذ حمزة أول ما روحت كان بيتعامل معايا بلطف لكن بعد كدا بقيت احس انه عايز يولع فيا لو شافني ادامه.
و كملت باللي أسمها هند دي.
صافية :هي ممكن تكون غيرانة منك؟!
نظرت شمس لها بسخرية قائلة:
=و دا من ايه ان شاء الله على العموم فكك من الموضوع دا و احكيلي أنتي عاملة ايه، بقالنا كتير مش بنتكلم.
اقتربت صافية منها و هي تمسك يدها بقوة قائلة:
=و أنت كمان وحشاني اوي بس الحمد لله انا كويسة جدا، صحيح احنا كدا خلصنا محاضرات انتي مش هترجعي؟!
صمتت شمس و عبس وجهها مردفة بخفوت:
=بصراحة مش عايزة ارجع النهاردة كلهم مشغولين في الخطوبة و…انا مش عايزه احضر الخطوبة و… ياله نمشي يا صافية انا أصلا عارفة ان اليوم دا مش هيعدي على خير
وصلت شمس الي القصر في تمام الساعة الرابعة عصراِ
لكنها وجدت الحديقة و قد تغيرت تماما فقد ملأت بالأضواء و الزينة معلقة في كل مكان و الطاولات مغطاه بمفارش لونها ذهبي.
صعدت شمس الى غرفتها و دعت الله أن لا يتذكرها الجميع، و بالتحديد تلك الحية هند فهي بالتأكيد سترغب في اذللها أمام الجميع
فتحت باب الغرفة و زفرت بتعب لكن ما ان دخلت عقدت ما بين حاجبيها بشك،
و هي ترى صندوق اسود متوسط الحجم موضوع على الفراش مغلف بطريقة جميلة.
اتجهت نحو الفراش لكن تملكها شعور بالشك اكثر عندم وجدت أسمها على الصندوق
وقف حمزة أمام المرأه يهندم حلته السوداء ارتدا ساعة فخمة واضعا عطره المميز و تخيل للحظات كيف ستكون بذلك الثوب!!!
بالطبع ستكون الأجمل و الأرق لكن هل سيتحمل نتيجة أفعاله

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية نجمة في سمائي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى