روايات

رواية سجينة قسوته الفصل الاول 1 بقلم أميرة مدحت

رواية سجينة قسوته الفصل الاول 1 بقلم أميرة مدحت

رواية سجينة قسوته البارت الاول

رواية سجينة قسوته الجزء الاول

رواية سجينة قسوته
رواية سجينة قسوته

رواية سجينة قسوته الحلقة الاولى

مش هتجوز واحد أعمــى أنا، على جثتي.
قالت الجملة دي بنت شكلها جميل، لكن متبهدل، وباين عليها التعب، رغم الغضب إللي على ملامحها.
وأسمها “يارا”… في منتصف العشرينات واقفة قدام واحد باين عليه أنه عنده أكتر 55 سنة، الراجل ده كان يبقى أبوها و واقفة وراه مرات أبوها إللي باين عليها القوة والصلابة من ملامحها ووقفتها، وبانت كمان قوتها في طريقة كلامها لما قالت لبنتها بثبات:
-إسمعي كلام أبوكي يا يارا، إحنا في الموال ده بقالنا أسبوع، وهو خلاص أدى كلمته للراجل، إيه؟!.. هتصغري أبوكي قدامه؟!..
زعقت يارا بعصبية وشعرها الطويل مغطي شوية من وشها إللي كله عصبية:
-قولت مش هتجوزه.
صرخت جامد فلقيت بدون مقدمات قلم جامد نازل على وشها لحد ما وقعت على الأرض وهي بتشهق بصدمة محاوزلة أنها تستوعب، لقت أبوها بيشدها من شعرها وهو بيقول بزعيق:
-عيدي تاني كدا، بتقولي إيه؟!..
زعقت بعصبية:
-سيب شعري بقى، أرحمني أومال لو إنت مش أبويا كنت هتعمل فيا إيه؟!..
-وعشان أنا أبوكي هتنفذي الكلام ورجلك فوق رقبتك.
بصتله بعيون واسعة قبل ما تقوله بذهول:
-عاوز تجوزني واحد أعمى؟!.. حرام عليك، هو أنا مش بنتك؟!.. للدرجة دي عنك أستعداد تبعني لأي حد، لمجرد رقم أدهولك، أنت لا يمكن تكون أب، أنتوا لو جايبني من الشارع المعاملة مش هتبقى كدا.
مسكها جامد لدرجة أنه كان هيخنقها وهو بيقول:
-أومال كل ده كنت بصرف عليكي ليه؟!.. عشان تفضالي أعدالي كدا ولا ليكي أي تلاتين لازمة، ولا تجبيلي واحد محلتوش جنية ولا يعرف يعيشك وتقوليلي عاوزة أتجوزه يا بابا.
حاولت تخليه يفك أيده عنها وهي بتقوله:
-ميهمنيش، مش هتجوز من أساسه، وأسبلكم الدنيا كلها طالمًا أنا تقيلة عليكم كدا.
وتجبلنا العاااار؟!.. أسمعي يا بت أنتي قسمًا بالله لو وافقتي تتجوزيه، لأعيشك أسود أيام حياتك، فااهمة.
-هتعمل إيييه؟!.. هتضربني؟!.. ما أنت طول عمرك بتضربني؟!.. من صغري ومن أقل غلطة بتضربني، ومراتك مبتعملش حاجة غير انها بتتفرج زي دلوقتي كدا.
بصتلها بذهول وهي بتقولها:
-والله أنتي ما أنتي فاهمة حاجة، يا بنتي إحنا قلبنا عليكي، وكمان الراجل هيعيشك في نغنغة، وهيعيشنا إحنا كمان، أبوه هيدفع لأبوكي نص مليون جنية، وأنتي جاية ترفضي؟!.. فاهمة يعني تتجوزي أدهم بيـــه الشناوي، إللي بتقولي عليه أعمى.
زعقت يارا بعصبية ودمها محروق من كلامها:
-فاهمة إنكم بتبعوني، فاهمة اني مجرد بضاعة هترموها للي هيدي أعلى رقم، فاهمة أن أبو أدهم ده بيشتريني خدامة لإبنــه، وأنا مش خدامــــة، ومش هتجوزه.
مستحملش أبوها الكلام ده بدأ يقلع الحزام وهو بيقول بلهجة كلها قسوة:
-الظاهر إن أحنا دلعناكي ونسيتي طعم لسعة الحزام إللي كانت بتنزل على جلدك، هخليكي تدويقيه دلوقتي يكش توافقي وتخلصينا.
وبعدين بدأ يضرب فيها، وصوت صراخهعا بيعلى في البيت كله، في حين أن مرات أبوها أتفرجت عليهم ببرود قبل ما تطلع برا الأوضة وتقفل الباب عشان صوت صراخها ميوصلش لجيرانها ويجوا يشيلوها من تحت إيدين أبوها زي كل مرة.

*****

مرت الأيام وفضلت يارا محبوسة في أوضتها من غير لا أكل ولا شرب، بتعيط بقهرة ووجع على حالها، بتفضل تبص على علامات جسمها من أثر الضرب، لغاية ما قررت تتخلص من عذابها وتبلغهم بموافقتها، وقتها الكل فرح، وأتحدد ميعاد فرحها، لكن بالنسبة ليارا كان ميعاد موتها.
أبتدت تنزل مع مرات أبوها يجيبوا الطلبات ويجهزوا كل حاجة، لغاية ما جه يوم الفرح، كانت زي الميتة، بتتحرك وخلاص و مستسلمة لمرات أبوها إللي بتحركها زي اللعبة، و وديتها للكوافير والبنات لبسوها الفستان، وتعمدت تختار فستان طويل الأكمام عشان يخفي أثار الضرب والعلامات إللي بتوضح أد إيه هي أتضربت كتير، وأتجوزت أدهم الشناوي خلاص.

*****

وقفت مايا زي المجنونة، وعمالة تمشي في اوضتها رايح جاي، هتجنن من فكرة جواز ابن عمها أدهم، لا وكمان بنت اقل منها في الجمال والغنى، حست ان نفسها تصرخ بس مش عارفة وعشان تخرج طاقتها مسكت كوباية الماية وحدفتها بعصبية على الحيطة، فوقعت واتكسرت 100 حتة ورغم كدا النار اللي جواها مبردتش بل زادت، لغاية ما امها دخلت وهي بتقول بتريقة:
-اتجننتي ولا لسة؟ اصل المفروض تجنني بعد ما طيرتي عريس زي أدهم، تحملي بقى يا شاطرة نتيجة أفعالك.
لفتلها مايا وهي بتقول بعصبية:
-مكنش ينفع أتجوزه، أنا مايا؟ تتجوز واحد أعمى وأفضل اخدمه؟
بصتلها مامتها بذهول وهي بتسألها:
-يا بنتي مش كنتي هرياني فيه حب وبحبه يا مامي مقدرش اعيش من غيره يا مامي.
حاولت تعدل اللي فهمته فقالت:
-بحب فلوس أدهم، بحب شكل أدهم، بحب هيبته، بس الفلوس عندي رقم واحد، انتي شايفة القصر اللي إحنا عايشين فيه؟! كل ده فلوس ابو أدهم وفي الاخر هتروح لمين غيره؟ لكن يا خسارة الحادثة جت ودمرت كل حاجة، دمرت كل اللي رتبته وبنيته.
ردت عليها مامتها بصوت قوي:
-وعشان الحادثة دي حصلت تقومي تفسخي خطوبتك؟! أديكي اهو سمعتي بنفسك انه هيتجوز ويعيش حياته وبكرا مراته تبقى ملكة القصر ده وملكة عليكي وعليا.
ردت عليها مايا بصوت كله غضب وفيه شيء من الجنون:
-مش هيحصل، مش هتيجي واحدة من الشارع تاخد مني كل حاجة بالبساطة دي.
ردت مامتها ببرود:
-مش هتقدر يا مايا، لان وقتها انا اللي هقفلها، مش هخليها تنسى هي مين، وأنها جاية هنا مش مراته بل خدامة ليه.
هزت مايا رأسها وهي بتقول:
-هنشوف.
-المهم دلوقتي نكسبه في صفنا ونخليه يرجع تاني يدوب في بحر غرامك.
-وده هيحصل إزاي بعد اللي عملته؟
-أنا هقولك، بس ركزي معايا وفتحي مخك.

*****

في قصر أدهم، كانت قاعدة يارا في أوضة النوم، بتبص حواليها بخوف، وجسمها بيترعش جامد، الأوضة كبيرة جدًا أد شقتهم بالظبط، ده غير الأثاث اللي كله فخامة وجمال، بس كل ده مكنتش بتفكر فيه، هي بتفكر في اللحظات الجاية، ولأول مرة تحس أن روحها بتتطلع بس ببطء شديد.
بصت على لبسها إللي كان عبارة عن قميص نوم نبيتي طويل ولابسة روب فوقيه طويل، حضنت نفسها برعب، وفي نفس الوقت بتمسح على دراعتها إللي عليهم آثارالضرب بالحزام، كانت بتمسح على دراعتها برفق وبحنية إللي مش لاقيها من أبوها وأمها، وغصب عنها دموعها نزلت.
أنتفضت من مكانها لما الباب خبط، وبعدين دخل هو ببطءٍ لكن بشموخ، بصتله يارا كويس، لقته وسيم.. تقريبًا أوسم راجل شاته في حياتها، عينيه رمادي، بتلمع بقسوة، وشعره طويل واصل لحد رقبته، وعلى وشه إبتسامة باردة، وقفت يارا بخوف وأبتدت ترجع لورا، قفل أدهم الباب وأتحرك كام خطوة، والغريبة أنه بيتحرك من غير لغبطة، وكأنه حافظ المكان كويس، وعارف فيه كل حاجة، كان سامع صوت تنفسها العالي، وبناءًا على ده أبتدى يتحرك ناحيتها قبل ما يقف فجأة ويسألها بمنتهى السخرية:
-مالك؟!.. خايفة ليه؟!..
ردت عليه بصوت حاد:
-أقف مكانك.
ضيق حواجبه وهو بيقول:
-إحنا هنزر ولا إيه؟!..
وبعدين كمل بتريقة:
-ولا مزاجك مش حلو النهاردة، وتحبي نأجل لبكرا؟!..
ردت عليه يارا بصوت قوي:
-لا النهاردة ولا بكرا ولا حتى بعدين، أوعى تفتكر أني هخليك تلمسني.
ضحك وقال بقسوة:
-في أتفاق يا يارا، مش إسمك يارا بردو؟!..
بصتله بعيون واسعة خايفة، لكنه كمل ببرود قاتل:
-في أتفاق ما بينا، في فلوس أتدفعت، حصل بيع وشرا، وأنا أشتريتك، وأشتريت جمالك، بمقابل مادي كبير.
هزت راسها بـ لأ وهي بتقول:
الفلوس اللي أتدفعت انا مخدتش منها جنية، الفلوس أتدفعت برفض مني، وبغصب على أني أوافق بالجوازة دي.
بصلها بإزدراء وسألها:
-وتفتكري أني هصدقك.
ردت عليه يارا بلهجة قوية:
-أنت لازم تصدقني، لاني مقدميش غيرك، أنا هنا غصب عني.
زعق فجأة أدهم بصوت جهوري:
-غصب عنك يا بت إنتي، ده أنتي لاهفة نص مليون جنية من أبويا، في مقابل أنك تكوني معايا، جاية تقوليلي غصب؟!..
نزلت دموعها وهي حاسة بأنهيار، وصعبان عليها نفسها أنها في اللعبة الحقيرة دي، ومش لاقية ضهر تتسند عليه، حست أن دماغها تقيلة وهي بتقول بعياط:
-صدقني أنا مخدتش حاجة.
قرب منها أدهم وهو بيزعق بصوت أرعبها:
-بلاش الشويتين دول عليا أحسنلك، مش عشان أنا كدا تفتكري أنه هيضحك عليا.
هزت راسها بـ لأ وهي حاسة بتعب كبير أبتدا يدخل جسمها من غير سابق إنذار:
-والله أنا مش بكدب عليك، أنا مخدتش جنية واحد، وتقدر تتأكد بنفسك، أنا وافقت بعد ما أتعذبت من الضرب، وأتحبست ليالي طويلة من غير لا اكل ولا شرب، لغاية ما كنت هموت، لدرجة أني فكرت أنتحر كتير، لولا خوفي من ربنا، صدقني أنا مش بكدب عليك.
بصلي بصدمة وقال:
-يعني أنتي هنا غصب عنك؟!..
هزت راسها وهي بتعيط، وأبتدت تحس بدوخة، فزعق بصوت مخيف:
-ما تردي؟!..
نسيت أنه مبيشوفش، فقالت بصوت مهزوز والدوخة بتزيد:
-آآ.. أيوة.
قرب منها أدهم لغاية ما وقف قدامها وهو بيسألها بحدة قبل ما يمسك فجأة دراعها جامد:
-وأضمن منين أنا، أنك مبتكدبيش و آآآ..
-آآآآه دراعي.
رجع إيده لورا لما لاقها بتصرخ من الوجع، فالأستغراب حل على تعبيرات وجهه وهو بيسألها:
-في إيه؟!..
غمضت عيونها جامد بوجع ونزلت دموعها غصب عنها وهي ماسكة دراعها بتعب، فقرب منها أدهم وهو بيسألها بحدة:
-مالك يا يارا؟!..
أبتدت تحس أن الأرض بتدور بيها، وأن الدنيا بتضلم من حواليها، وصوت بعيد بينده على إسمها، راسها تقلت أكتر وأنفاسها قلت، قبل ما تقع على الأرض مغمى عليها، لكن جسمها ملحقش يوصل الأرض وكان أدهم مد دراعه يستقبل جسمها، وهو بيقول بلهجة قوية وهو بيضرب بخفة على خدها:
-يارا، يارا فوقي، يارا.
وقبل ما يشيلها، إيده جت غصب عنه على دراعها إللي جزء منه اتكشف من الروب، وأول ما لمس دراعها حس بجروح موجودة في دراعها، جروح قوية، واضح أن محدش عالجها، وقتها فهم سبب وجعها إيه، فإزدادت ملامحه قسوة وهو بيقول:
-هي وصلت للتعذيب؟!! معقول ده يحصل؟!!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سجينة قسوته)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى