Uncategorized

رواية إشارة الحلقة التاسعة 9 بقلم دعاء الأنصاري

 رواية إشارة الحلقة التاسعة 9 بقلم دعاء الأنصاري 

رواية إشارة الحلقة التاسعة 9 بقلم دعاء الأنصاري 

رواية إشارة الحلقة التاسعة 9 بقلم دعاء الأنصاري 

_اول مرة أعرف ان صوتك حلو، كل يوم بتبهريني

_هو مش حلو.. بس ماشى شكرا????

_واضح انى بطبقك؟ ????

_مفضوح????

_بس بجد حبيت الكلمات اللى غنتيها.. ثوانى بس

_أيه ده؟ 

_خدى أكتبيلى حاجة من اللى قولتيها دلوقتى 

_بقيت تشيل ملاحظات معاك… يا ترى مين اللى علمك ده؟ 

_اخلصى! 

_اخلصى؟  انت بقيت شبهي.. لا مسمحلكش.. ده انتحال شخصيه اروح فيك ف داهيه????

_من عاشر القوم صار منهم????

_ممكن تسكت شوية علشان افكر أكتب ايه

_هو أنتِ هتألفيها..مهى اغنية كاملة وبقولك اكتبيلى منها حاجة

_خد..خد قلمك كدة وورقتك..انا غلطانه اصلا

_استنى..بهزر يا هبله….اقصد يا دُنيتي❤

أمورة أهى بتكتب…ورينى كدة

“غيمةً غيمةً سوف يكبر فينا المطر”

طلعتى بتفهمى والله

_عُمر انا ماشيه  قبل ما افتح دماغك

_يا بت اهدى… ايه!  بوتجاز معدى! 

مهزرش يعني مع مراتي

_ايه مراتك دي؟  احتا كاتبين الكتاب بس

_آه..كاتبين مع بعض كتاب وهننشره

متعصبنيش مهو كاتبين الكتاب يعني متجوزين شرعاً 

_عُمر!

_عيونه????

_متهزرش تانى لو سمحت..لأنه هموت ف يوم..بجد!????

“دينا؟”

بصيت لقيت خالد ونادين واقفين عند الباب،اتكسفت من خالد شويه لانه واضح انهم واقفين من بدرى واحنا مكناش حاسين

_نعم يا نادين

_أنتِ كويسه؟  “قالتها وهى بتبتسم” 

وقبل ما ارد خالد بص لعمر 

_عُمر بجد حبيت الجو الرومانسي ده جداً.. ايه رأيك ننزل نجيب محمد يحبه معانا؟ 

_محمد؟  طب ايه رايكوا تنزلوا انتوا الاتنين وتقعدوا مع محمد  تحت وتخليكوا ف حالكو

“بصت نادين لعمر” 

_بجد ايه قلت الذوق  دى.. لأ لأ يا دينا  ده مش هينفعك.. أنتِ  تلمى هدومك يا حببتى وتيجي بيت اختك وانا هجوزك سيد سيده

_ألم هدومي من فين يا نادين مهى فى بيتي مش ف بيته! ????

_هى كدة الجملة بتتقال باكيدچ مع بعض????

كنت فرحانه  بلمتنا.. فضلنا نتكلم كلنا مع بعض شويه وبعدين نزلنا تحت.. وبعد ربع ساعة تقريباً  مشينا

كانت ليلة جميلة وحبيتها بكل تفاصيلها 

وفضلت أفكر مع نفسي ان عُمر معاه حق

هو بيعمل علشانى كتير وبقاله كتير مستنى، وانا دايماً  الطرف اللى مش بيدى العلاقة دى اى حاجة، قررت اتخلص من خوفى وأشيل قناعى وأعامله زي ما قلبي بيقولى

_بقولك يا دينا، انا وخالد هنعمل فرحنا  اول السنه.. يعنى بعد5شهور.. متيجى تعملوا فرحكوا أنتِ  وعُمر وتبقي الفرحة فرحتين

_لا يا نادين  ، ايه اللى بتقوليه ده!؟ 

_بقول ايه انا غلط؟  مش انتوا كاتبين كتابكم وعُمر جاهز وأنتِ جاهزة، مستنين ايه؟ 

_نتعرف على بعض اكتر

_نعم؟ 

_ايوة يا نادين.. مش معنى انه كاتبين الكتاب يبقي خلاص هنتجوز.. ده من وجهة نظرى واللى عارفة انها غريبة 

بس انا اصريت نكتب الكتاب لأنه كنت خايفه يحصل اى تجاوز ف فترة الخطوبه  إنما واحنا كاتبين الكتاب مش هيبقي فيه أثم

_ثوانى بس علشان بجد ايرور 

يعنى انتِ  ممكن تسيبي عُمر؟ 

_لأ طبعاً، ايه اللى بتقوليه ده

_فهمينى طاب.. علشان مضربكيش قبل ما افهم

_انتوا بقيتوا عصبين كدة ليه؟ ???? هو انا عديتكم اوى كدة؟ ????????

_مهو بُصى اهو وشوفى نفسك بتقولى ايه،  يا شيخة منك لله تعبتى الراجل معاكى.. بجد ربنا يعينه

_بغض النظر عن اللى قولتيه!  بس افهمينى…. عارفة الفترة دى اللى عايشاها مع عُمر هى اجمل فترة ف حياتى، اللى هى ولا قريبين اوى ولا احنا بعيد… عاملة  زى لما تمسكى مغناطيس وتفضلى تقربي فيه وتبعديه عن حتت الحديدة… اوقات نبقي قريبين واوقات نتخانق   خناقة لطيفة كدة بس لازم برضو هو يصالحنى حتى لو انا غلطانه!

_كل ده جميل، بس مين قالك ان ده مش هيحصل وانتوا متجوزين؟  عاوزة اقولك ان اللى بيتغير بعد الجواز، بيتغير لانه بيرجع لشخصيته وطباعه الحقيقيه لانه طول فترة الخطوبه بيتصنع انه كويس ومفيش منه اتنين.. لكن اللى بيبقوا على طبيعتهم من الاول عمرهم ما يتغيروا يا دينا مهما حصل..ولو انتِ خايفه من ان علاقتكم تتغير ف احب اقولك ان ده مش هيحصل بإذن الله عارفه ليه؟ 

_ليه؟ 

_علشان ده حُب من بعد كُره????

_تانى؟ ????

_طلع معايا حق اهو ف الآخر…. انتِ  وعُمر كل واحد فيكم شاف الحلو والوحش اللى ف التانى، صدقينى انتوا مع بعض لآخر العمر بإذن الله

_إن شاء الله،  بس انا مُصرة على رأيى ولازم نستنى شوية الأول

_انا غلطانه أصلا  اللى بتكلم مع واحدة مُعقدة زيك… يا شيخه روحي قفلتيني منك، ربنا يعينك يا عُمر ????

نزلت شغلى وكنت حاسه ان روحى خفيفه… من زمان  محستش بالأمان 

مبسوطة بكل تفاصيل حياتى 

بوجود نادين معايا دايماً  وبوجود محمد اللى دايماً هو سند ليا

فضلت طول ما انا بشتغل بسبح ربنا وبستغفره ومع كل تسبيحه كنت بتخيل 

الجنة واللى فيها.. ياترى شكل الأشجار فيها ازاى؟  الأنهار ازاى؟  ولبس اهل الجنة واكلهم وبيوتهم عاملة ازاى

اكيد هى هتكون عوض عن كل اللى شافوه ف الدنيا.. وما ادراك وما عوض الله… اكيد هيكون عوض يمحى كل ألم ويجبر القلب

وف وسط انشغالى، بصيت بطريقة تلقائيه وعيني لمحت عُمر.. بصيت تانى لقيته واقف مبتسم وبيبصلى

_عُمر!  بتعمل ايه هنا؟ 

_جيت اشوفك وانتِ بتشتغلى

_طبعاً  زي القمر. 

_طب اديني فرصة انا اللى اقولها????

_بجد بتعمل ايه هنا

_غداء عمل يا ستى????

_طب وبتعمل ايه هنا؟ 

_لسه محدش وصل قولت اجى اتطمن على خطيبتي

_خطيبتك؟ 

_أقصد الست اللى كاتبين كتابنا انا وهى بس هي مش مراتي  وريني كدة طابخة ايه

_عُمر، مش فيقالك.. يلا من هنا

_شكراً  يا مصر

_هصالحك 

_كذابة، انا اللى كل مرة بصالحك.. حتي لو انتِ غلطانه

_المرة دي بجد هصالحك.. بس عندى شغل كتير دلوقتى 

_تمام، بينا اتصال

بالليل، كنت بجهز السفرة وبحط الاطباق على السفرة وف لحظه كانت كل حاجة جاهزة مشيت وبصيت ع البحر

قد ايه عُمر معاه حق يحب للمكان ده

رغم انى بشتغل فيه من فترة كبيرة إلا  أنى  اول مرة اخد بالى من جماله الساحر 

كل يوم هو بداية جديدة وكل لحظة حب او إشتياق هى بداية جديدة لمشوار هيكمل طول العمر… النهاردة حبيت ابدأ بداية جديدة، بداية مفيهاش خوف من انى اخسر او اتخان او حتى افقد، النهاردة ان رجعت سيفي لغمده ورفعت ايديا مستسلمة لمشاعرى واللى لأول مرة هسمحلها تتحكم فيا… يمكن قلقانه شوية من القرار ده بس قررت اخوض التجربة 

لأنه اى علاقة بين اتنين هى حرب يا إما تكسب فيها او تخسر، لكن انا حالياً  شايفه انها حرب فى كل الحالات هطلع منها كسبانه 

لو بيحبني كسبانه 

لو مبيحبنيش وسابني ف هتعلم من تجربتي كتير وبرضو انا كدة كسبت

حجزت الدور العلوى كله ف المطعم وعملت الأكل اللى هو بيحبه وغيرت الأضواء وكمان حطيت ورد كتير ف كل مكان.. وبعتله صورة للبحر..خدتها وانا واقفه عند السور وكتبت تحتها 

“لقد حان موعد هطول المطر… مستنياك”

_دينا؟ 

_أهلاً يا عُمر.. تعالى بُص البحر شكله حلو ازاى

_وانتِ  كمان حلوة… حبيت الدريس ده عليكي

_…. 

_اهو انتِ كدة.. تعرفى تتخانقي بس.. نيجي ندور على لسانك علشان يرد ع الكلام الحلو مبنلاقيهوش

_… 

_دينا؟  مالك ساكته، اتخرستى ولا ايه؟ 

_بحاول مبوظش كل اللى عملته واتعصب

_انتِ  اللى عملتى كل ده؟ 

_ايه رأيك حلو.. صح؟  صح؟ 

_آه طبعاً  هو انا اقدر اقول غير كدة????

_تقصد ايه.. ها؟ 

_مقصدش????. قوليلى بقه جيبانى هنا ليه؟.. عارفه اول ما بعتيلى وقولتيلى مستنياك مش عارف ليه جى ف بالى انك مثلاً هتعمليلى أكل وتسميني… قوليلى صحيح.. انتِ  عاملة اكل؟ 

ضحكت ضحكة شريرة 

_عاملالك أكل يجنن

_تقصدى يموت؟ 

_طيب خلاص بقه،  المفروض انه عشا رومانسي ومش عاوزين نتخانق

_رومانسي؟ وليا انا؟  انا مش مصدق والله! 

_أيه يا عُمر اللى يشوفك يقول انى كنت بطفى السجاير ف رقبتك! 

_معلش، اصل متعود ع الخناق بس،  ف سبينى كدة نص ساعة ولا ساعة وانا هظبط معاكى ف المود????

_هو الليل فيه كام نص ساعة.. تعالى كدة إلهى تنستر.. اقعد هنا

_ إلهى تنستر! أنا قولت ان المسلسلات التركى دى كلها كذب????

_عُمر،عاوزة اقولك حاجة مهمه،ف ركز معايا بعد اذنك

_حاضر..انا سامعك 

_عُمر..تقريباً انا ليا سنين لوحدى…حواليا ناس كتير..انت تعرف معظمهم واهمهم أصلا وهما محمد ونور ونادين ومؤخرا خالد اللى بعتبره اخويا التانى،بس كنت دايماً بحس ان فيه حاجة ناقصه،كنت لما بدخل اوضتى واقعد لوحدى بحس قد ايه انا وحيدة بعد وفاة ماما..مهما كان فيه ناس قريبة بس مكنتش بحس بالونس 

زى ما حكتلك قبل كدة..وفاة ماما كانت صدمة بالنسبالى وفضلت الصدمة دى موجودة بس..

_بس ايه؟

_بس ف الفترة الأخيرة كانت الصدمة دى بتروح واحساسي بعدم الامان بيتلاشي 

كان ده بيحصل وانا مش واخدة بالى 

وكل ده حصل لما انت دخلت حياتى يا عُمر….عملت حاجات جديدة ومُختلفة،مكنتش اتخيل انى اعملها زى مثلاً انى زورت دار ايتام ودار مُسنين وزورت ناس.معرفهاش ف الستشفى وطمنتهم وحاجات كتير،كلها حسستنى احساس حلو????

_كملى..

_سألتنى آخر مرة إذا كنت خايفه من علاقتنا…الحقيقة انى فعلاً خايفه بس مش من علاقتنا نفسها،خايفه من الفقد 

خايفه ف يوم كل حاجة تنتهى بعد ما اكون عشت معاك كل التفاصيل..عارف!

_ايه؟

_كتير كان بيجى ف بالى انهى كل حاجة قبل ما اتعلق بيك..بس كل يوم كنت بأجل الموضوع ده لحد ما لقتنى أتأثرت “بسحر عُمر”

_سِحر عُمر؟ بس انا مش دجال

_بذمتك ده وقت هزار!

_خلاص آسف..كملى????

_أكمل أيه..ما انت فصلتنى خلاص

_أكمل أنا؟

_تكمل أيه؟

_اللى عاوزة تقوليه

_أنت عارفه؟

_آه طبعاً عارفه….أنتِ النهاردة شيلتى قناعك وسيبتى كل القيود وواقفه قدامى بقلبك ومشاعرك..عارفه  ،كنت خايف ميجيش اليوم ده..بس النهاردة انتِ خليتينى أسعد إنسان

_أنا آسفه لأنه خليتك تحس إحساس مش حلو…بس خليك متأكد من مشاعرى،إحنا كتبنا كتابنا يعنى بينا ميثاق وعهد ومستحيل أنا أخون العهد ده…أوعدك

_أوعدك

أبتسم وأبتسمت 

_أتفضل دوق الأكل وقولى رأيك

_رأيى أنتِ  عارفاه من زمان

بصلى  بطريقة جميلة ودايما بتسحرنى

_جميل لأنه اللى بتعمله بنت رقيقه وجميلة وخطفتني بكل تفاصيلها

_ممكن متقولش حاجة تانيه زي كدة طول ما احنا قاعدين مع بعض النهاردة

_ليه؟ 

_لأنه مببقاش عارفه اقول ايه

_بس بحب اقول علشان شكاك بيبقه حلو وانتِ  مكسوفه

_آآ…. النهاردة كنت مشغولة ف مفتحتش السوشيال خالص… بس من شوبه كدة فتحت الإنستا ولقيتك حطيت الكلمات اللى كتبتهالك ف الورقة على إنستا

_حطيتها.. بس لتكونى اتدايقتي

_لا أبداً  بالعكس يعني شيئ لطيف وخلانى أبتسم

_أنا حطيتها لأنه حابب أشارك الناس شيئ يخصك بما أنك مش موافقه تظهرى خالص معايا ع السوشيال ميديا

_كفاية اني ابقى موجودة ف حياتك ااحقيقة.. السوشيال ميديا بما فيها من صور ولايكات وكومنت.. كلها بحسها حاجات مُصطنعه ومش حقيقة ، ف خليني بغيد احسن

_اكيد اللى تحبيه

وصلنى البيت وسلمت عليه ومشيت

كان قلبي سعيد لأنه اخيراً لقى اللى شبهه

اللى مهما جرحته الدنيا ووجعته هيجي ويطبطب عليه وياخده ف حضنه

اول ما دخلت الشقه نادين  طبعاً مسابتنيش ف حالى إلا  لما عرفت كل حاجة بالتفصيل.. حكيتلها رغم انى كنت تعبانه  بس كنت بنسي كل تعبي لما بفتكر عُمر او اتكلم عنه مع اى حد 

نمت وأبتسامتي على وشى وقلبي بيدعي… “يارب أجعل الأيام  الجاية كلها  خير وسعادة” 

صحيت الصبح على رنت موبايلى

_الو… 

_دينا معايا؟ 

_ايوة.. مين؟ 

_واضح من صوتك انك كنتِ نايمه،  معلش ع الإزعاج 

_ولا يهمك… بس مين معايا

_انا اسمى سارة… قريبة عُمر خطيبك

_أهلاً  بحضرتك،  بس معاكي رقمى من فين؟ 

_مش مهم… بس انا عاوزة اقابل حضرتك ضرورى واتمني مترفضيش

_لما اعرف الاول تقربي لعمر ايه وجبتي رقمى منين،  مهو معلش انا مش اى حد يقولى عاوز اقابلك.. هروح واقابله وانا معرفوش

_معاكى حق.. بس انا لو قولتلك انا اقرب ايه لعمر ف كدة الموضوع اللى انا عاوزاكى فيه هنفتحه.. وانا عاوزة اقولك ع الموضوع  ده وجهاً لوجه

_ايه اللى يخليني اقابلك؟  

_هتقابليني لأنه  الموضوع يخص عمر وممكن يغير وجهة نظرك تماماً  ف الجواز منه

_قولى كدة من الأول… عامةً كنت متوقعه ده،  انا وعمر كاتبين كتابنا والموضوع منتهى ف روحي يا شاطرة العبي بعيد عننا 

قفلت السكة ف وشها وشوفت الساعة كانت لسه مجتش  6 قفلت الفون بتاعى علشان متتصلش تانى ولا واساسا اتدايقت من الحوارات اللى ع الصبح دى

وصلت شغلى متأخر شوية وده بسبب زحمة المواصلات…. جت زميلة ليا ف الشغل قالتلى ان فيه واحدة سألت. عني وعاوزة تتكلم معايا… بيني وبين نفسي شكيت تكون هي اللى اتصلت بيا بس شيلت الفكرة من دماغى لانها هتعرف من  فين انى بشتغل هنا!   

طلعت فوق اشوفها، اول ما دخلت.. لقيت ناس كتير موجودة ف معرفتهاش بس بصيت لقيت واحدة قامت من الترابيزة بتاعتها وجت ناحيتي 

_آنسه دينا؟ 

_أيوة.. حضرتك اللى بتسألى عنى؟ 

_أيوة أنا

_مين حضرتك؟ 

_بُصى قبل ما أقولك مين، ممكن تسمعيني للآخر 

_أنتِ  اللى اتصلتى الصبح؟ 

_أيوة أنا! 

_تعرفى عُمر منين؟

_طب مش هنتكلم واحنا واقفين كدة.. اتفضلى اقعد معايا وانا هوضحلك

مشيت وقعدت معاها… كان واضح عليها  انها من نفس الطبقة.. اللبس الشيك  وطريقة الكلام اللى انا من وجهة نظؤى بكرها بصراحة وبشوفها مُستفزة ومُتكلفة جداً… كانت جميلة بس بشعرها! 

_أوعديني انك تسمعى للآخر

_لو الكلام مقبول بالنسبالى ف أوعدك

_معتقدش أنك هتقبليه بس اتمني تسمعى

_اتفضلى

_كان فيه اتنين اتربوا مع بعض وعاشوا كل التفاصيل مع بعض ولما كبروا كأى بنت وشاب حبوا بعض وكانت العيلتين فرحانين بالإرتباط ده..لكن زي ما أنتِ عارفه الدنيا واللى بتعمله فينا! حصلت مشاكل وانفصلوا بس كان هو بيحبها وخد سنين بيفكر فيها وكمان كان بعيد عن كل البنات وهى كمان كانت بتحبه و.. 

_لو سمحتى ممكن تتكلمى بوضوح! 

_حاضر

_أنا آسفه لحضرتك بس انا عندى شغل..ولازم أبدأ دلوقتى..ف ممكن بإختصار تقولى اللى عاوزاه

_مُتفهمه طبعاً…اللى عاوزة اقوله بإختصار  هوريهولك دلوقتى

مسكت الشنطه بتاعتها وطلعت الموبايل..فتحته واديتهولى..للحظه اتصدمت..للحظه ضربات قلبي دقت وايديا كانوا بيرعشوا..للحظة كل الطيور بطلت ترفرف وكل القطارات وقفت وكل حاجة ف الكون كانت ماشية وقفت واتصدمت معايا 

_الاتنين اللى بحكيلك عنهم..هما عُمر وأنا!

“كانت هى وعمر قاعدين وهى حاطه ايدها على ايده وهو مكنش مُعترض على ده!”

_أنتِ ايه اللى بتورهولى ده..أنتِ بجد حيوانه

_أستاذة دينا..انا بوريكي الحقيقة..عُمر ف حياته محبش غيرى…تقدرى تقوليلى هو ليه فضل السنين اللى عدت دى كلها لوحده؟ ليه.مكنش فيه حد ف حياته رغم انه متوفرة ليه كل الفرص انه يرتبط

انا وعمر هنرجع لبعض وحبيت اوضحلك ده علشان بس متتصدميش

خدت موبايلها وقامت ومشيت 

كانت دماغى بتلف،قلبي كان فيه ألم ودموعى من صدمتهم هربوا ومكانوش قادرين ينزلوا…للحظه كل العالم كان صامت وكأنه خالى من الأحياء

“إنما الصبر فى الصدمة الأولى” 

اوقات بيبقي الإنسان صامت.. مش عارف هو ليه صامت.. مش عارف إذا كان صمته زعل او هدوء.. كل حاجة فيه باهته وكل العالم ملوش اى قيمة ف نظره، كل العلاقات مجرد كذبه ودايماً بيفضل الإنسان حزين وعايش ف الضلمة لوحده

_دينا… يا. دينا حرام عليكي  اللى بتعمليه ف نفسك ده.. يا بنتي ردى عليا 

يا دينا عدى شهر وانتِ ع الحال ده، ردى عليا طيب

_نادين عاوزة اقعد لوحدى.. مش طالبه اكتر من كدة.. ممكن لو سمحتى تخرجى وتسيبني لوحدى

_يا دينا يا حببتي.. أنتِ  بعدتي عن عُمر منغير حتي ما تتصلى بيه او تحاولى تفهمى منه،  ده هيتجنن عليكي وكل يوم بيتصل يسأل عنك… يا حببتي دى انسانه مريضه واكيد هو عنده مُبرر للى حصل 

ردى عليه وافهمى منه. حتي لو ناويه تسيبيه وقررت خلاص.. لازم تعرفى الحقيقة.. أنتِ  مش بتقرأ القرآن وعارفة الآيه اللى بتقول  “يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم فاسقً بنبأ فتبينوا”  ليه مش عاوزة تتبيني.. 

_… 

_ردى عليه لما يتصل لو سمحتى 

مشيت نادين وكلامها أثر ف قلبي.. معاها حق ف اللى قالته بس اللى شوفته خلى قلبي موجوع وكل حاجة فيا كانت حزينه

قد ايه نفسيتي تعبت لما شوفتها ماسكة ايده.. اتقهرت من جوايا وحسيت ان حلمى الجميل بيتلاشى 

ف لحظه رن موبايلى.. بصيت لقيته عمر.. مسحت دموعى اللى نزلوا اول ما. شافوا اسمه ورديت عليه.. الحروف هربت منى ومعرفتش اقول حاجة فضلت ساكته وهو كان ساكت مقالش حاجة

 وبعدها اتكلم

_ليه بتعملى فينا كدة؟ كنت فاكر انك مصدقانى.. بصى خلاص انا مش هتكلم بالطريقة دي… الصورة اللى أنتِ  شوفتيها دى حقيقة بس مش زي ما أنتِ  فاكرة 

ف لو سمحتي ممكن اقابلك وافهمك كل حاجة؟ 

_تمام

_هشوفك فين؟ 

_ف المكان اللى تحبه

_فيه كافيه قريب من بيتك.. هبعتلك العنوان بتاعه.. انا نازل دلوقتي  .. هستناكى

لبست هدومي بسرعه ونزلت وقابلته 

_عامله ايه

_الحمدلله 

_مش عارف هى قالتلك ايه…بس انا هوضح موضوع الصورة الاول… اولاّ انا شوفتها صدفة ف المطعم و هى جت وقعدت معايا.. وف لحظة افتكرت الماضى وحطت ايدها على ايدي زى ما شوفتى ف الصورة بس اللى متعرفيهوش انى سحبت ايدى فوراً  وزعقتلها ومشيت.. لكن هى تقريباً  كانت قاصدة تعمل كل ده من الاول وكان فيه حد معاها وصورنا الصورة دي و.. 

_ذكريات ايه اللى بينكم؟ 

_كنا مخطوبين

_وانا معرفش ليه؟ 

_لأنه انا طلعتها من حياتى  نهائيا واعتبرتها شخص مدخلش حياتى.. ده غير انه كان هيفيد بإيه انك تعرفى

_لو كنت اعرف مكنش حصل اللى حصل ده دلوقتى

_لو كنتِ واثقة فيا مكنش حصل اللى حصل

_اتخيل العكس… يعني انت شوفتني وحد ماسك ايدي بالطريقة دي وبعدين يجي ويوريك الصورة ويمسح بكرامتك الأرض  وهو بيقولك انك متسواش وان انا احسن منك… متخيل؟ 

_عارف ان قلبك اتجرح… بس دي كل الحقيقة يا دينا وانا  مبكذبش عليكي

_سبتوا بعض ليه

_….. 

_عُمر! 

_خانتنى

_ايه؟ 

_خانتنى مع ابن عمي وسيبتها

_وايه كمان؟ 

_عاوزة ايه يا دينا؟ 

_عاوزة اعرف كل قصتكم! هى قالتلى انك كنت بتحبها وانك مدخلتش اى واحدة ف حياتك بسبب حبك ليها!

_كان حب اطفال.. كبرنا مع بعض.. اتعودت عليها واتعودت عليا.. عارفين تفاصيل بعض ومستقبلنا كله بنيناه سوا 

هى كانت الوحيدة  اللى بتفهمنى.. حياتي كانت مُستقرة بابا وماما واخواتى وهى واهلها.. كنا كلنا متجمعين سوا وبنحب بعض… فجأة كل حاجة اختفت وكل الناس اللى ف حياتى بقوا يمشوا ويتلاشوا شويه شويه لحد ما بيتي بقه فاضى زي ما شوفتيه.. كلهم مشيوا وسابوني عايش مع ذكرياتهم 

وف يوم رجعت البيت زي ما برجع كل يوم… ولقيت حورية نايمه  ع المخدة 

معرفش ليه بس كل حاجة جوايا اتغيرت اول ما شوفتك.. كل ملاحظاتك وذكرياتك واحاسيسك.. كل حاجة  اتغيرت وفجأة لقيتني بسأل عنك وعرفت اجيب الاكونت بتاعك وبقيت براقبك وبتعمد اشوفك واقنعك انها صُدفه

دخلتى ولونتي حياتى وغيرتيني 

مستحيل حد يجي ياخد مكانك ومستحيل يجي حد غيرك 

انا متمسك بيكي ومش عاوز غيرك

مد ايده وحطها على ايدي

_لو كل البنات اللى ف العالم لو جت اجملهم واذكى واحدة فيهم.. لو جت البنت المثاليه ومسكت ايدي. انا هسيبها واجى امسك ايدك أنتِ  ، لأنك ببساطة أنتِ  اللى شبهي وانتِ  اللى روحى بتحنلها

دموعى فضلوا ينزلوا وفضلت اعيط. زي الطفلة.. اللى فرحانه وف نفس الوقت  خايفه وحزينه.. فضل يطبطب عليا بكلامه اللى ريحني وبنظرته وابتسامته اللى على وشه،، 

فضلنا مع بعض واتكلمنا كتير وسيبنا بعض واحنا مقررين ان فرحنا هيكون قريب

وبعد فترة كنت لابسه الفستان الأبيض وهو واقف جنبي وبنسلم على نادين ومحمد ونور وخالد وقرايبي وقرايبه  ومشيوا وسابونا ف بيتنا 

الفرحة اللى جوايا كنت عاجزة عن وصفها

_وأخيراً يا دينا! 

_وأخيراً  يا عُمر????بس انا زعلانه منك

_ليه ؟ 

_علشان خليني اغير الديكور ف الدور اللى فوق بس واللى تحت فضل زي ما هو

_لانه زي ما قولتلك يا حببتي.. ذكرياتي كلها هنا 

_بس ذكرياتك مش ف الجنينه… عارف. مكان الكراسي اللى هناك ده مش عاجبني.. تعالى نغيره

_كراسي؟  نغيره؟  دينا النهاردة احنا اتجوزنا.. واخدة بالك؟ 

_مش فاهمه اى اللى دخل ده ف تغير الكراسي… تعالى بس

_يا دينا استنى… يا بت أنتِ 

_بص انا هشيل دى واحطها هنا.. وانت شيل الترابيزة وحطها هناك

_ترابيزة ايه؟  ده يوم فرحنا..  

_عُمر! 

_حسبي الله… ايه التدبيسه اللى اتدبستها دي

_يلا بسرعه.. علشان انا هروح اعملنا اكل بعد ما تخلص 

_هتطبخي؟ 

_آه  طبعاً.. هطبخ لزوجي قرة عيني

_قرة عينك مش جعان.. وبعدين أنت  هتطبخي بالفستان؟ 

_آه ماله الفستان… اصل فرحانه بيه ومش عاوزة اغيره

_…. 

_عُمر عُمر.. مالك…. انت متدايق من حاجة؟ … 

مش متدايقه.. طب تمام 

هروح اعمل الاكل أنا

لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا

نرشح لك أيضاً رواية انتقام ثم عشق للكاتبة فاطمة محمد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى