روايات

رواية حليمة الفصل الأول 1 بقلم أحمد محمود

رواية حليمة الفصل الأول 1 بقلم أحمد محمود

رواية حليمة الجزء الأول

رواية حليمة البارت الأول

رواية حليمة
رواية حليمة

رواية حليمة الحلقة الأولى

الحكاية بدأت من 30 سنه في الصعيد ، مهران و عُمران اتنين إخوات ، كانوا عاملين زي التوأم رغم إن الفرق بينهم 3 سنين، علاقتهم ببعض قوية جداً وبيتضرب بيهم المثل في الأخوة و الترابط لحد ما جه اليوم إللي قلبهم يحب فيه نفس البنت!

ومع أول شرارة حب بدأت أول شرارة في فتيل الفُرقة والعداوة بين الأخين ، كل يوم كانت بتزيد العداوة والمنافسة لحد ما فاز بقلبها عُمران وقرر يتجوزها رغم علمه بحب أخوه ليها!

كان طبيعي أبوه يرفض و يمنع الجوازة دي بأي شكل لكن سحر الحب عماه و خلّاه يختارها هي ويفضلها على كل أهله ويتحداهم ، اتجوزها وهرب بحبه و ساب البلد بحالها ، وفضل مهران عايش بحسرته لحد ما أبوه جوّزه بنت عمه يمكن الجواز ينسّيه!

ماقدرش ينسى لكنّه تعايش مع الوضع وساب الأيام تتصرف يمكن تداويه بمرورها!

عُمران أول ما خلّف ولد رجع بيه لأبوه يمكن يرضى عنه لكنّه مالقاش من كل أهله غير الرفض والطرد فقرر يهاجر والمره دي من غير رجوع.

 مرت الأيام والسنين وانقطعت أخبار عُمران وفي السنين دي مهران خلّف 4 بنات أصغرهم اتولدت في نفس اليوم إللي وصلهم فيه خبر موت مراة عُمران ، فسمّاها أبوها على اسم حبيبته ، ” حليمة ” ، هي الوحيدة إللي بميلادها قدرت تنسّي مهران حزنه لكن ما قدرتش تمحي كرهه لأخوه ، كانت دلوعة أبوها و الوحيدة في إخواتها إللي قررت إنها تكمل تعليمها وأبوها وعدها يساعدها تحقق كل أحلامها لآخر نفس في حياته ، عشان كده كان بيرفض كل خُطّابها عكس اخواتها إللي اتجوزوا كلهم في سن صغير…

مات أبوهم و حط شرط من شروط فتح الوصية وجود ابنه عُمران ، رجع عُمران، اتفتحت الوصية و كانت المفاجأة لكل الموجودين ، كل أملاك الأب هتتوزع على ولاده في حالة واحدة بس هي إنهم يتصالحوا ويلموا الشمل من تاني وبناءً عليه قرر الجد إن توزيع الميراث مايتمش غير لمّا واحد من ولاد عُمران يتجوز البنت الوحيدة إللي ماتجوزتش من بنات مهران ، فأصبح القربان أنا ” حليمة “….

بابا في البداية كان رافض كل إللي بيحصل وقال تغور الفلوس بس ما أعملش ف بنتي كده ، بدأوا كبار العيله يزنّوا عليه وعمّاتي عشان ميراثهم ده غير إن شرط الوصية لو ماتمش كل أملاك جدي هتتباع وتروح للجمعيات الخيرية وبابا أكتر واحد تعب مع جدي وبنا معاه كل حاجة ، بابا مرتبط أوي بالأرض، بالنسبه ليه كيانه وهويته ، ده غير المصنع إللي ضيّع عمره عليه ، حتى البيت إللي عايشين فيه هيتباع، و رغم كده هيضحي عشاني بكل ده ، كان صعب عليا أشوفه بيهد الكيان إللي بناه وبعد عزه يمد إيديه ، اتجمّعوا كبار العيله في البيت عشان ياخذوا من بابا الرد النهائي وإللي طبعاً كان ” لا” من غير ما يسألني ، وقبل ما ينطقها ندهت عليه ، دخلنا أوضتي وقولتله :

_ بقى ينفع كده تعمل حاجة من غير ما تاخد رأيي؟ من امته يعني يا سيد الناس!

_ مش هاخد رأيك عشان ده موضوع مفيهوش نقاش لو عرضوا عليا كنوز الدنيا برده هقول لأ إنتِ عندي أغلى

لمعت عيوني ، حضنت وشه بإيديا بعدين بصيت في الأرض وقلت :

_ ومين قالك بقى إني مش عاوزه اتجوز!

بصلي باستغراب فقلت :

_ كلها سنه وهتخرج وحتى لو هكمل دراسات زي ما اتفقنا ممكن أكمل في بيت جوزي

_ ده مش كلامك يا حليمة! و لو كان كلامك كنتِ بصيتِ في عيني وإنتِ بتقوليه

ضمّني و كمّل :

_ يا قلب أبوكِ ماتحمليش هم ربك هيعدلها إنما أنا بنتي ماتتجوزش بالشكل ده، مش هسمح لعمران ياخد مني أحب الناس لقلبي تاني

استخبيت في حضنه عشان ما يشوفش الدموع إللي بدأت تتجمع في عينيا وقلت :

_ بس أنا موافقة يا بابا عشان خاطري وافق

رفعت راسي من حضنه وقلت بحماس :

_ وبعدين لو ماحسيتش إني مبسوطة خلاص ننهي كل حاجة، اعتبرني سافرت أدرس في بلد تانية، بابا عشان خاطري وافق أنا عاوزه أجرب ماتخفش عليا

فضلت أقنعه لحد ما أخيراً وافق، تاني يوم عملوا قعدة صلح بين بابا وعمي وفي نفس الوقت قراية فاتحتي على ابن عمي إللي ولا أعرفه ولا حتى عمري شفته!

كل إللي عرفته من أمي إن عمي عنده ولدين أنا حتى معرفش هتجوز

 مين فيهم! مش مهم، بابا طول عمره بيضحي عشاني المره دي جه دوري…

إخواتي وبنات خلاتي كانوا بيتهامسوا ويوصفوا العريس بس ماكنتش مهتمة لا أعرف شكله ولا اسمه ، كان كل همي حياتي وأحلامي إللي خلاص في نظري اتهدوا ، خلاص هتطفي زي باقي اخواتي و كل البنات إللي حوليا ، طلبت منهم يخرجوا من اوضتي ، قفلت عليا الباب وفضلت أبكي بحرقة على الطريق المجهول إللي دخلته ، يا ترى هشوف فيه إيه؟! و يا ترى هبقى أدّه ولا لأ؟!

كانوا عاوزين يكتبوا الكتاب على طول بس بابا رفض وقال نأجلها لبعد الأربعين بتاع جدو وكمان عشان كان عندي امتحانات ، حاولت أركز في مذاكرتي وبابا ماكنش بيجيب سيرة الموضوع في البيت عشان أقدر أذاكر كويس ، خلال الفترة دي عمي كان قاعد معانا في البيت الكبير ، بابا رغم كل الكره إللي كان مبينه لعمي وكان دايماً يصرّح بيه إلا إنه مع أول حضن بينهم بكا بحرقة ، عمي كان بيتأسفله ويبوس راسه وإيديه رغم إن الأوان لكل ده فات خلاص بس بابا سامحه وكإنه ماصدق وكان مستني فرصة عشان يتصالح مع أخوه!

عمي كان بيتعامل معانا وكإن مفيش حاجة حصلت ولا فيه 30 سنه فاتوا من عمرهم في خلاف إلا إني ماقدرتش أصفاله يمكن لإنه كان السبب في عذاب بابا ووجع قلبه ويمكن لإن بسببه برده أنا هتحرم من حريتي ، أياً كان السبب المهم إني ماكنتش حابه أشوفه ، فعشان كده طول الوقت في أوضتي مابخرجش منها غير على الإمتحان، كنت باخد استراحة من المذاكرة في مرة وقاعدة في الجنينة لقيت واحد قعد جمبي، بصتله باستغراب فمد إيديه بالسلام وقال :

_ إزيك يا حليمة؟ أنا عمرو

خمنت إنه العريس فلقيت الغضب غصب عني بيحتل ملامحي وقلت وأنا متعصبة :

_ شيل إيديك مابسلمش على رجالة

دارى كسفته بضحكة وهو بيقول :

_ أنا آسف ماكنتش أعرف ، مبسوط جداً إنك هتبقي واحدة من عيلتنا ومبسوط أكتر إن هيبقالي أخت وأتمنى تعتبريني أخوكِ ولو احتجتِ أي حاجة ماتتردديش و

قاطعته :

_ كويس إنك عارف إننا هنبقى مجرد إخوات وبس وماظنش حتى دي هننفع فيها

_ امممم بصي أنا عارف إنك مغصوبة على الجواز ، هو صحيح عادل جد وشديد شوية بس حنين أوي وصدقيني عمره ما هيعاملك غير بمنتهى الإحترام

_ لحظة لحظة، عادل مين؟؟!

ضحك وهو بيقول :

_ ااااه إنتِ كنتِ فكراني العريس! حتى اسمه ماتعرفيهوش؟!

_ مش مهتمة أعرف و سواء إنت أو أخوك لازم تفهموا كويس أوي إني قبلت بالوضع ده عشان أبويا وبس لكن لو عليا أنا مش عاوزه أعرفكم أصلاً

قمت من مكاني وقبل ما أمشي سمعته بيضحك ويقول :

_ هو عادل ماينفعش معاه غير واحدة مفترية زيه كده

بصتله بغضب :

_ افندم!!!!

_ لا ولا حاجة خااالص

.

.

خلصت امتحانات وجه ميعاد كتب الكتاب ، قبلها بابا قالي أقعد مع ابن عمي شوية بس أنا سيبته قاعد في الأوضه ومادخلتش ، توقعت إنه هيقول لبابا أو هيعملي مشكلة لكن استغربت إنه فضل مستني ساعة وبعدها قام مشي وماعملش أي رد فعل ، ويوم كتب الكتاب اخواتي وبنات العيلة كانوا عاملين زي إللي كدب كدبه وصدقها! سيبتهم بيرقصوا ويحتفلوا وقفلت عليا أوضتي، بابا ماقدرش يدخّلي الدفتر، دخلي بيه جوز عمتي ، إيديا كانت بتترعش وأنا بمضي ، اترددت كتير بس لما افتكرت إني بعمل كده عشان بابا حسمت أمري و مضيت وبصمت على اتفاقية أسري في سجن راجل لحد دلوقتي ما شوفتهوش!

 حتى صورته إللي في العقد ما اهتمتش أبص عليها عيني كانت ملياها الدموع ، وبعد ما بقيت لوحدي فضلت أعيط بحرقة كإن ماتلي عزيز …

بابا كإنه كان بيتهرب مني معرفش عشان من جواه واثق إني مغصوبة فحاسس بالذنب؟ ولا عشان دي أول مرة هنبعد عن بعض؟

آخر يوم ليا في البيت كنت بودع كل ركن فيه ، ونهيت وداعي بالاسطبل ، رحت لمُهرة الفرسة بتاعتي و أعز صحابي، مش متخيله إني هغيب عنها، حضنتها وبكيت وأنا بشكيلها همّي ماكنتش حاسه بأي حاجة حوليا، مغمضة عينيا وفي عالم تاني معاها لحد ما خرّجني من العالم ده صوت عميق بيقول :

_ إنتِ ليه محسساني إنك اتحكم عليكِ بالإعدام ؟!

جسمي ارتجف من المفاجأة لإني كنت فاكرة نفسي لوحدي ، مسحت دموعي ولفيت ف اتفاجئت أكتر ، أنا كنت فاكرة نفسي طويلة لحد ما شفته! واضح إنه شخص رياضي من هيئة جسمه ، من أول لحظة شفته فيها عرفت إنه شبه مامته من الصورة إللي شفتها قبل كده في حاجات بابا القديمة ، وسيم ، واخد لون عينيها الرمادي ونفس الأنف ، عنده لحية وشنب لونهم إسود أوي زي لون شعره ، سأل بغرور :

 _إيه؟ وسيم مش كده؟

انتبهت بسؤاله إني بقالي كتير بتأمله! فاحتل الغضب ملامحي وقلت :

_ مين سمحلك تدخل هنا؟ وإنت مين من الأساس؟

_ أممممم عينيك بتقول إنك عرفتِ من أول جملة إن أنا ” عادل” أو نقول ” جوزك” بس سألتِ أنا مين عشان تكسري غروري إللي حسيتيه من الجملة إللي فاتت صح؟

” وطلع البيه كمان بيقرا لغة العيون!” قلتها لنفسي بسخرية ، حسيت بكره ناحيته وإني مش طايقه لا أسمع صوته ولا أشوفه لحظة كمان فماردتش على جملته وسبته ومشيت ،

كنت في طريقي لباب الخروج فجأة وقفت لما سمعته بيقول :

_ أنا كمان مغصوب ع الجوازة دي زيك فإيه رأيك لو نتفق اتفاق هيريحنا إحنا الإتنين؟؟

ايه هو ؟

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

الرواية كاملة اضغط على : (رواية حليمة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى