Uncategorized

رواية دمية في يد غجري البارت الثامن 8 بقلم سمسم

 رواية دمية في يد غجري البارت الثامن 8 بقلم سمسم

رواية دمية في يد غجري البارت الثامن 8 بقلم سمسم

رواية دمية في يد غجري البارت الثامن 8 بقلم سمسم

ظلت”وتين” عدة دقائق تفكر فى كلامه الذى سمعته منه فماذا تجيبه الآن فهو بانتظار قرارها فماذا تقول؟ فهى لا تريد عقد يحولها لعبدة له تأتمر بأمره وتلغى شخصيتها
ثائر:”قولتى ايه يا “وتين” قرارك ايه؟
وتين بهدوء:”وانا أسفة انا مش موافقة”
ثائر:” صدقينى يا”وتين”حياتك مش هتبقى صعبة معانا وهتعيشى فى مستوى كويس وهتعيشى معززة مكرمة وهتنسى حياتك اللى هنا خالص وكمان علشان”مريم”
وتين:”وايه علاقة”مريم”بموضوع جوازى منك”
ثائر:”مريم كانت حالتها النفسية مدمرة بسبب حادثة باباها ومامتها كانت عايشة كأنها معزولة عن العالم وديتها لدكاترة نفسيين قالولى هى محتاجة حد يكون جمبها يتكلم معها حد يكون قريب منها يشجعها تخرج من اللى هى فيه انا طبعا حاولت بس برضه عندى شغلى وكمان انا عمها ممكن يكون فى حاجات هى متقدرش تقولى عليها عايزة حد من سنها يفهمها بمعنى اصح عايزة صاحبة”مريم” كانت انطوائية جدا متعرفش فى حياتها غيرى انا و”رمزى”صاحبى والدادة بتاعتها ملهاش اصحاب حتى فى الكلية مش مصاحبة حد اوقات بترفض تروح الكلية بترفض تعمل اى حاجة غير انها تحبس نفسها فى اوضتها وتعيش مع نفسها بس لما ظهرتى انتى فى حياتها ابتدت”مريم” تتغير ابتدت تضحك تهزر حتى بقى عندها الرغبة انها ترجع تحضر فى كليتها تانى وتخلص دراستها
وتين:”هى “مريم”فى كلية ايه هى مقالتليش”
ثائر:”فى كلية هندسة فى سنة رابعة قسم الكترونيات”
وتين باستغراب:”غريبة اوى دى”
ثائر بتساؤل:”هى ايه دى اللى غريبة ياوتين”
وتين:”علشان انا كمان نفس السنة ونفس القسم فى الكلية”
ثائر بتفاؤل:’بتتكلمى جد ياوتين”
وتين:’ايوة وانا ينفع اهزر فى حاجة زى دى”
ثائر:’يعنى ممكن تحولى لجامعة القاهرة وتروحى الكلية مع “مريم” وتشجعيها تخلص دراستها صدقينى ده انا ان شاء الله هضمنلك مستوى كويس حتى لما ننفصل هأمنلك مستقبلك مش هخليكى محتاجة حاجة ابدا حتى لو قابلتى واحد وحبيتى ترتبطى بيه انا موافق معنديش مانع”
وتين:”ياااه للدرجة دى”
ثائر:”انا قولتلك الجوازة ماهى الا وسيلة علشان تقعدى فى بيتى بشكل رسمى علشان اهلك دول ميعملوش معايا مشاكل وشوشرة انا فى غنى عنها وانا اللى لما ييجى نصيبك الحقيقى ان شاء الله هجوزك زى ما هجوز”مريم” بنت اخويا يعنى اعتبرى نفسك زيك زى “مريم” عندى”
فكرت يالك من غبى هل انت من ستقوم بتزويجى من رجل بعدك ما هذا التفكير العقيم؟ هل يعلم انها إذا اصبحت زوجته ثم انفصلت عنه لن تحمل اسم رجل غيره لن تجعل احد غيره يدخل قلبها .قلبها اللعين الذى لم يصبح تحت سيطرتها قلبها الذى وقع فى غرام رجل لن يكون لها حتى بالرغم من انها يمكن ان تصبح زوجته..هل قالت انها وقعت فى غرامه متى حدث ذلك ؟ فهو لم يظهر فى حياتها سوى من مدة قصيرة فكيف اغرمت به ؟ ولكن احيانا يحب الانسان ويغرم ويعشق من نظرة واحدة وربما هذا هو حالها معه فهى اغرمت به منذ اللحظة الاولى التى رأته فيها ولكنه ليس حرا فهو مرتبط بأخرى فيالها من فتاة محظوظة ( خطيبته) انها سترتبط بشخص به كل تلك المواصفات التى تتمناها اى فتاة فى شريك عمرها
ثائر:”لسه برضه مصرة على رفضك يا وتين”
حاولت الحفاظ على كرامتها قدر استطاعتها فيجب الا يعرف ماذا اصبحت مكانته لديها يجب ان تخفى ذلك الحب الذى تشعر به
وتين بهدوء:”خلاص انا موافقة بس علشان خاطر”مريم” علشان انا حبيتها اوى وهى تستاهل كل خير دى اول واحدة تتعامل معايا بذوق”
ثائر:”تمام انتى تكلمى قرايبك دول وبلغينى اجى اتقدملك بشكل رسمى وزى ما قولتلك يا”وتين” انتى هتبقى زى مريم عندى”
ارادت الصراخ فى وجهه ان يكف عن قول تلك الكلمة هى لاتريد ان يعاملها كأبنة اخيه فهى تريد منه معاملة أخرى تريد ذلك الرابض بين ضلوعه نعم انها تريد قلبه وليس معاملة أبوية
نادى”ثائر” على مريم تقدمت”مريم” منهم تريد معرفة قرار”وتين” بشأن تلك الزيجة
مريم:”ها قررتى ايه يا وتين”
وتين:”موافقة علشان خاطرك انتى بس يا مريم”
مريم بفرحة:”يعنى هتيجى معايا البيت وتعيشى معانا”
وتين:”ومش بس كده وهاجى معاكى الكلية كمان”
مريم:”بجد هو انتى فى كلية هندسة انتى كمان تصدقى انا اعرف انتى فى كلية بس مسألتكيش مرة انتى فى كلية ايه”
وتين بابتسامة:”ايوة بس غريبة انا حكيتلك عن كل حاجة ما عدا انا فى كلية ايه”
مريم:”و لا انا كمان قولتلك انا فى كلية ايه بس صدفة جميلة”
وتين بابتسامة:”شكل القدر مصر يجمعنا سوا انا وانتى يا مريم”
مريم:’دا يبقى احسن قدر انا انا هيبقى عندى اخت وصاحبة بدل ما انا عايشة فى دنيا لوحدى”
احتضنتها”وتين” بقوة ابتسمت”مريم” رأى”ثائر” ذلك شعر بالسعادة ان سيستطيع تحقيق السعادة لتلك الفتاتين
وتين:”انا لازم امشى دلوقتى عن اذنكم”
ثائر:”مع السلامة وياريت الموضوع يخلص بسرعة علشان نرجع القاهرةعلشان عندى شغل وعلشان تقدروا ترحوا الكلية وتنتظموا فيها ولو حصل نصيب هخلى رمزى يحولك ورق كليتك على جامعة القاهرة”
وتين بابتسامة وجع:”ان شاء الله عن اذنكم”
قالت ذلك وانصرفت تشعر بوجع فى قلبها فلماذا تصر الحياة على معاندتها فمن أصبحت تهواه الآن لن يكون من نصيبها بالرغم من أنه سيصبح زوجها …على الورق فقط
عادت الى المنزل انتظرتهم حتى تجمعوا جميعاً على السفرة لاخبارهم بشأن زواجها من”ثائر”
وتين”سمير فى عريس عايز يتقدملى وطالب انه ييجى البيت علشان يتقدم بشكل رسمى”
سمير:”ماانتى عارفة ان عزيز عايز يتجوزك يا وتين”
وتين:”بالله عليك يا”سمير” لو بتحب ربنا توافق على العريس التانى ده وانا اوعدكم ان انا هختفى من حياتكم خالص ومش هتسمعوا اسمى مرة تانية انا عارفة انكم عايزين تخلصوا منى باى شكل وده هيحصل بس وافق على العريس ده وانا فعلا هختفى من حياتكم”
عايدة:”ويكون مين العريس ده بقى ان شاء الله”
وتين:”ده يبقى عم واحدة صاحبتى طلب منها تكلمنى فى الموضوع فقولتلها هقولكم وارد عليها”
سمير:”لما ييجى واشوفه الاول وبعدين ابقى اقول رأيى”
وتين:”يعنى انت موافق يا سمير”
سمير:”لما اعرف هو مين الاول واشوفه وبعد كده اشوف اوافق ولا لاء خليه ييجى بكرة على المغرب”
وتين بفرحة:”شكرا يا سمير”
قالت ذلك وذهبت الى غرفتها حتى تخبر “مريم” بموافقة “سمير” على مقابلتهم لطلب يدها فهى بالرغم من انها تعلم انها زيجة مزيفة ولكن لا تعلم سر تلك الفرحة التى انتابتها بعد معرفتها لموافقة”سمير” على مقابلة”ثائر”
وتين:”الو مريم”
مريم:”ايوة يا”وتين” معاكى”
وتين:”بلغى عمك ان”سمير” موافق يقابله بكرة ان شاء الله على المغرب”
مريم:”خلاص ماشى ان شاء الله يا حبيبتى”
وتين:”سلام يا مريم”
مريم:”مع السلامة وخلى بالك من نفسك”
وتين بسعادة:”ان شاء الله وانتى كمان”
كانوا الثلاثة اصابهم التعجب من سر فرحة هذه الفتاة بزواجها فهم اول مرة يروا على وجهها السعادة
عايدة:”هى مالها مبسوطة اوى كده ليه البت دى بالعريس اللى هيتقدملها”
هيام:”بس عم صاحبتها مين ده ليكون راجل كبير فى السن ياماما”
عايدة:”احنا مالنا بقى مش هى موافقة هى حرة خلينا نخلص منها ومن قرفها هى هتفضل قاعدلنا العمر كله”
سمير:”اما نشوف هو مين ده كمان اللى جيباه الست وتين”
دخلت “هيام” الى غرفة”وتين” فضولها يقودها تريد معرفة المزيد عن هذا العريس المنتظر
هيام:”مقولتليش بقى شكله ايه العريس ده يا وتين”
وتين بضيق:”بكرة هتشوفيه يا”هيام”متستعجليش على رزقك”
هيام:”يبقى اكيد مش حلو طالما مش عايزة تقولى بس يبقى حرام انا اتخطب لواحد وسيم وحلو وانتى يا حرام تتجوزى واحد اى كلام”
وتين باستهزاء:”اى كلام! بكرة هتشوفى اللى بتقولى عليه عريس اى كلام”
هيام باستفزاز:”اكيد طبعا مش هيبقى فى وسامة”أسامة خطيبى”
وتين:”ليه يعنى هو مفيش حد وسيم وحلو غير خطيبك فى الدنيا دى”
هيام:”انتى عارفة ان كل بنات الشارع كان عينهم منه بس انا بقى المحظوظة اللى فزت بيه”
وتين:’مبروك عليكى وربنا يتمملكم بخير ان شاء الله”
ثم اكلمت بهمس لم يصل الى اذن”هيام”
“او ياخدكم ميضرش برضه المهم ارتاح منكم”
هيام:”انتى بتقولى ايه كده بصوت واطى”
وتين:”ولا حاجة مبقولش حاجة تصبحى على خير عن اذنك هنام”
خرجت”هيام” من الغرفة تمددت”وتين” على سريرها ظلت تنظر الى سقف الغرفة بشرود تسأل نفسها هل هى مدركة ما مقبلة عليه هل باستطاعتها ان تتحمل رؤيته مع امرأة أخرى ؟ ماهذا الانقباض الذى تشعر به فى معدتها وقلبها ماهذا الاحساس الذى كان مثل النيران المشتعلة التى تشعر به فى قلبها من تخيلها له مع امرأة أخرى هل تغار؟ الغيرة هل هذه هى الغيرة ذلك الاحساس البشع الذى يصيب القلب يجعل الانسان غير مدرك لتصرفاته
وتين:”متبقيش طماعة هو هيساعدك عيزاه كمان يحبك فوقى لنفسك وبلاش غباء وارضى باللى هو هيعملهولك بلاس غيرة عامية متحاوليش اصلا تظهرى حبك وغيرتك دى متزديش الطين بلة متحطيش نفسك فى موقف مش هينوبك منه الا الوجع والقهر فوقى يا وتين فوقى”
ظلت تخاطب نفسها وتقنعها بان تقلع عن كل تلك الأحلام التى باتت ترسمها لها مخيلتها من انه ربما سيأتى الوقت وينظر لها”ثائر” نظرة مختلفة.”ثائر”ياله من اسم بات محفور وموشوم فى قلبها فى قلب تلك الفتاة التى عندما تحاول اقناع نفسها بأن تكف عن ذلك الحب لم يقتنع قلبها وتجد نفسها غارقة اكثر فأكثر فى عشقه ماهذا الاحساس الجميل الذى تشعر به لاول مرة فى حياتها فهى كانت تظن أنها تحب “أسامة” ولكن الآن اقتنعت ان هذا لم يكن حبا ابدا بل مجرد زهوة بشاب كانت تظنه انه سينقذها من حياتها البائسة ولكنه لم ولن يكون منقذها فهى عرفت الآن من هو منقذها الحقيقى ذلك الرجل الذى يملى عليها شروطه قبل ان يرتبط بها ما هذه الشخصية القوية التى يتمتع بها والتى تشعر بلذة الضعف أمامها
“فى الصباح”…اشرقت الشمس فاليوم هو اليوم الموعود بالنسبة لها او ربما سيكون يوم خلاصها بعد ان انتهت من أعباءها المنزلية وجدت نفسها تخرج من المنزل متجه الى قبر والديها فهى دائما ما تذهب اليهم حتى تفضى اليهم بمكنونات قلبها لأنها كانت لا تستطيع ان تتحدث مع احد بحرية وصلت الى المقابر جلست امام قبر والديها ابتسمت ابتسامة مهزوزة ممزوجة ببعض من دموعها التى بدأت فى التساقط من عينيها الجميلة
وتين بدموع:”بابا ماما انا جيت النهاردة علشان اقولكم ان انا خلاص ممكن اتجوز ده لو”سمير” وافق يعنى ومبوظليش الجوازة هو وامه وأخته انتوا عارفين هم بيعزونى شوية طبعا انتوا عارفين المهم النهاردة هييجى راجل يخطبنى اسمه”ثائر” انا مشفتش فى رجولته ولا شهامته ولا شخصيته برضه انا اتعرفت عليه عن طريق بنت اخوه ولما عرف اللى انا فيه صعبت عليه وعرض عليا يتجوزنى علشان ينقذنى منهم وكمان علشان خاطر اساعد بنت اخوه تخرج من حالتها النفسية بس مكدبش عليكم وكلام بينى وبينكم يعنى انا برضه وافقت اتجوزه علشان حبيته ايوة حبيته ومش عارفة ازاى وانا معرفهوش غير من مدة بسيطة اوى بس لما بشوفه بحس باحساس جميل اوى وان قلبى بيفضل يدق جامد اوى لدرجة بحس ان قلبى بيوجعنى من كتر الدق بس يا خسارة طلع خاطب وهيتجوز انا عارفة ان ابقى غبية لو فكرت انه ممكن يحبنى بس مش قادرة مفكرش فيه او ان ارسم فى خيالى انه ممكن يحبنى على العموم انا سايبة نفسى للظروف هشوف هتودينى على فين انا همشى دلوقتى كان نفسى تبقوا معايا فى يوم زى ده ربنا يرحمكم يارب”
وبعد ان انتهت من قراءة الفاتحة ذهبت وعادت الى المنزل لكى تستعد لما سوف يحدث هذه الليلة
***
كان فى غرفته ينتهى من تجهيز نفسه للذهاب لذلك المنزل لطلب يد تلك الفتاة خرج من غرفته وجد”مريم” و”رمزى” بانتظاره حتى يذهبوا معه
مريم بابتسامة:”ايه القمر ده ياعمو”
ثائر:”حبيبة قلبى انتى اللى قمر”
رمزى:”احم احم نحن هنا”
ثائر:”ايه يا فصيل انت”
رمزى:”مش يلا بقى ولا هتقضوها مجاملات فى بعض وتحبوا فى بعض وانا واقف غلبان كده”
ثائر:”وانت مالك انت واحد وبنت اخوه ايه اللى حشرك فى النص يا حشرى”
رمزى:”هتسكت ولا اقولها يا ثائر”
نظر اليه”ثائر” نظرة تحذيرية يحذر”رمزى” ان يخبر”مريم” بحبه لها الآن فهو يريدها ان تستجمع شتات نفسها اولا ثم سيخبرها هو برغبة”رمزى” فى الزواج منها
مريم بتساؤل:”تقولى على ايه قصدك ايه يارمزى”
ثائر:”مقصدوش حاجة يلا بينا وسيبك من”رمزى” المتخلف ده مش بقولك متخلف”
رمزى بغيظ:”غجررررى وشوارعى”
ثائر:”يلا يا مريومة احنا الظاهر مش هيخلص فى يومه ده”
رمزى:”اللى يشوفك كده يقول رايح تتجوز بجد يا أخويا”
ثائر:”يلا ياض بلاش قلبة دماغ بقى ايه الزن والرغى بتاعك ده”
ابتسمت”مريم” على كلامهم شعر ان قلبه سيخرج من مكانه عندما رآها تبتسم بهذا الشكل فمتى تصبح ملكه هى الأخرى فهو لم يعد لديه طاقة على الانتظار اكثر من ذلك
***
جالسا فى غرفته يتابع اخبار السوشيال ميديا عندما رن هاتفه فكانت خطيبته تأفف قليلا فماذا تريد منه الآن؟ ما الذى أوقع نفسه فيه ؟ هل كان يريد الثأر لكرامته من “وتين” فليتحمل نتيجة اختياره فتح الهاتف بضيق نوعا ما
أسامة:”الو ايوة يا هيام”
هيام بدلع:”اخبارك ايه يا أسامة”
أسامة:”الحمد لله فى حاجة ولا ايه”
هيام:”بطمن عليك بلاش يعنى هو مش انت المفروض خطيبى يعنى انت حتى مبتتصلش تطمن عليا”
أسامة:”انا الحمد لله كويس وبخير معلش بس كان الشغل واخد كل وقتى”
هيام:”اه نسيت اقولك مش فى عريس هيتقدم ل”وتين” النهاردة باليل”
سمع ذلك اعتدل فى جلسته يفكر من يكون هذا هو العريس؟ فتذكر ان”هيام” أخبرته بتقدم”عزيز”لطلب يدها
أسامة:”اه مش قصدك على عزيز ابن شعبان العطار”
هيام:”لاء ده واحد تانى خالص مش هو”
أسامة:”واحد تانى مين ده وتعرفه منين”
هيام:”بتقول عم واحدة صاحبتها فمعرفش بقى حاجة اكتر من كده”
أسامة:”عم صاحبتها مين دى”
هيام:”وانا ايش عرفنى انا بقى بالكلام ده على العموم هو زمانه جاى دلوقتى وهنشوفه”
أسامة:”آه طب مبروك ربنا يتمم بخير”
هيام:”الله يبارك فيك عقبال فرحنا”
انهى مكالمته معها زاد فضوله يريد ان يرى من هذا الذى يريد الزواج من وتين؟ وجد نفسه يقوم يرتدى ملابسه قاصدا منزل سمير بحجة رؤية خطيبته ولكنها ليست سوى حجة لمعرفة مايدور هناك
وصل الى المنزل قام برن الجرس فتحت”وتين” الباب عقدت حاجبيها استغرابا فما الذى اتى به فى هذا الوقت؟ فهى لاتريد افساد تلك الليلة برؤيته التى اصبحت لا تطيقها
هيام:”مين يا وتين اللى على الباب”
وتين:”ده الاستاذ”اسامة” خطيبك هو اللى على الباب”
هيام:”طب خليه يتفضل انتى سيباه واقف على الباب ليه”
دخل “اسامة” قابلته”هيام” بابتسامة عريضة فهى تعلم انه اتى بسبب فضوله فهو سيتأكد الآن من ان”وتين” فتاة ليست سهلة وفتاة متعددة العلاقات وسوف يزداد كرهه لها أكثر تخيلت ذلك شعرت بسعادة غامرة فيالها من فتاة حقودة بقلب اسود لايحب الخير لأحد
هيام:”اهلا اتفضل نورت البيت يا أسامة”
أسامة:”ده نورك انتى يا هيام”
عايدة:”اهلا يا حبيبى اتفضل”
أسامة:”تسلمى يا طنط”
سمير”اهلا يا “أسامة” دا انت جيت فى وقتك”
أسامة باستعباط:”ليه خير فى حاجة ولا ايه”
سمير:”النهاردة فى عريس جاى لوتين والخير على قدوم الواردين”
أسامة باستهزاء:”مبروك يا انسة”وتين” ربنا يتمم بخير”
وتين من غير نفس:”شكرا على ذوقك”
مرت بضع دقائق رن جرس الباب ثانية فتحت”وتين” ولكن هذه المرة تختلف عن المرة الأولى فبمجرد ان رأته وجدت نفسها تبتسم تلقائيا فظلت واقفة مكانها بدون ان تنطق بحرف واحد كأنها أصبحت جماد
مريم بهزار:”الووووواحنا هنفضل واقفين عل الباب ولا ايه يا وتين”
وتين بحرج:”لا انا اسفة اتفضلوا نورتوا البيت”
دخلوا الى المنزل كان بيده بوكيه ورد اعطاه لها لم تصدق انه يهديها شئ كهذا ولكنه ليس اى أحد فالورد هدية من خاطف قلبها
ثائر بابتسامة:”اتفضلى ده علشانك يا وتين”
وتين بخجل:”شكراً على ذوقك”
قامت باغلاق الباب بعد دخولهم وجدت نفسها تحتضن الورد تغمض عينيها تشم رائحته الفواحة يرتسم على ثغرها ابتسامة عاشقة افاقت لنفسها وضعت الورد على طاولة بجوارهم
عندما رأه”أسامة” لم يصدق عيناه فهذا هو الرجل الذى كان على وشك ان يتعارك معه على الشاطئ والذى وجده يتحدث مع”وتين” فى ذلك اليوم الذى ذهب ليتحدث معها بشأن سؤالها عن حقيقة الصور
رأت”هيام” الضيوف لم تصدق من يكون هؤلاء الناس فهم فتاة جميلة وأنيقة جدا ورجلين شديدى الوسامة ولكن احدهم يمتاز عن الاخر بملامح وجه جدية جدا بعكس الاخر الذى يبدو على وجه انه شخص لطيف يحب المزاح
اشتعلت فى قلبها الغيرة أكثر فهى كانت تظن ان العريس رجل كبير و لن يكون فى وسامة خطيبها .. خطيبها فهو الآن بجانبه لا شئ
سمير:”اهلا وسهلا اتفضلوا”
ثائر:”اهلا بيك يا استاذ سمير”
عايدة:”ومين فيكم بقى العريس ان شاء الله علشان نبقى عارفين”
ثائر ببرود:”انا حضرتك العريس ان شاء الله”
كادت تصاب”هيام” بنوبة قلبية هل هذا من ستتزوجه “وتين” هل سيصبح هذا الرجل من نصيبها فيالها من فتاة محظوظة
سمير:”وحضرتك شغال ايه بقى متأخذنيش انت باين عليك بسم الله ماشاء الله غنى يعنى باين على شكلك ولبسك”
ثائر:”انا عندى شركة وفعلا انا غنى بس عايش فى القاهرة مش هنا فى اسكندرية”
سمير:”وانت عرفت”وتين” ازاى طالما بتقول انك مش عايش هنا”
ثائر:”بنت اخويا تبقى صاحبتها”
مريم:”ايوة انا ووتين اصحاب جدا”
عايدة بقلة ذوق:”ومن امتى”وتين” بتعرف ناس نضيفة اوى كده”
ثائر باستفزاز:”من هنا ورايح حضرتك”وتين” تشرف اى حد هى هترتبط بيه وهو ده مقامها”
رقص قلبها طربا من كلامه ومن نطق اسمها من بين شفتيه بتلك النبرة الدافئة التى يرتعش لها قلبها فهى اصبحت تعشق اسمها بسبب نطقه من بين شفتيه
أسامة باستهزاء:”ياسلام للدرجة دى يعنى يا استاذ”
ثائر:”واكتر كمان انا مشوفتش فى ادب ولا اخلاق”وتين” فقولت ايه بقى يا استاذ”سمير” وانا مستعد لكل طلباتكم ولو فى قبول ان شاء الله اتمنى نتجوز بسرعة علشان انا ورايا شغل كتير ومقدرش اتأخر أكتر من كده”
سمير:”انت مستعجل اوى ليه كده”
رمزى:”علشان بس احنا عايشين فى القاهرة وورانا اشغال ومصالح”
عايدة:”وحضرتك مين بقى يا استاذ انت كمان”
رمزى:”انا”رمزى” صاحبه وقريبه ومحاميه كمان زى ما تقولى كده اكتر من الاخوات”
هيام:”باين عليك مهم اوى يا استاذ اه متعرفناش بالاسم”
ثائر”اسمى ثائر ثائر العمرى”
عايدة:”ثائر ايه الاسم الغريب ده كمان”
حاول تمالك اعصابه بقوة جبارة فهذه ليست عادته ولكنه يجب ان يكون هادئا حتى يمر الموضوع بسلام
ثائر:”امر الله بقى اصل جدتى هى اللى كانت مختارة الاسم ده”
عايدة:”جدتك وهى عايشة بقى ولا فين اهلك”
ثائر بغضب مكبوت:”انا مليش فى الدنيا دى غير”مريم” بنت اخويا”
عايدة:”اااه مقطوع من شجرة يعنى”
ثائر:”لاء حضرتك مش مقطوع من شجرة امال انا هتجوز ليه علشان الشجرة تكبر وتفرع”
كتم رمزى ضحكته فهو يعلم ان”ثائر” يحاول ان يتحكم فى غضبه بقوة هائلة فهو يتخيله الآن ثائراً عليهم فهو ليست من عادته ان يجعل احد يتمادى معه فى الكلام
خافت”وتين” ان يشعر بالضجر من هذا الاسلوب الردىء فى الكلام ويتركها ويذهب ولكنه عندما رأى هؤلاء الناس اصبح اكثر تصميما على خلاصها منهم
ثائر:”انت قولت ايه يا استاذ سمير”
سمير:”انتى رأيك ايه يا وتين”
وتين بخجل:”موافقة يا سمير”
هيام باستفزاز:”ياترى الموضوع فيه إن ولا ايه علشان السربعة اللى انتوا فيها دى وعايزين الجوازة تتم اوام اوام”
وتين:”انتى قصدك ايه بكلامك ده يا هيام”
هيام:”اسألى نفسك بقى هو عايز يتجوزك بسرعة ليه عملتوا ايه وعايزين تداروه”
مريم بغضب:”اظن ميصحش كده يا آنسة الكلام ميكنش بالطريقة دى”
عايدة:”ماهو صحيح مفيش جوازة كروتة كده”
ثائر:”هو ده اللى مضايقكم خلاص شوفوا انتوا عايزين ايه وانا اعمله”
وتين:”انا مش عايزة حاجة”
هيام:’يبقى شكى فى محله فى إن فى الموضوع”
ثائر:’انت موافق يا استاذ “سمير” مش كده”
سمير:”طالما هى موافقة هى حرة هى اللى هتتجوز مش انا”
ثائر:”تمام”وتين” بكرة ان شاء الله تنزلى مع”مريم” تختارى فستان انا هعملك فرح هنا قبل ما نرجع القاهرة
وتين:”فرح!”
ثائر:”ايوة ومش اى فرح فرح يليق بمقامك عندى يا وتين”
كفى يا”ثائر”قلبى لا يتحمل كل اكاذيبك الجميلة فهكذا سأحبك فوق حب المحبين حبا ارأف بحال قلبى كانت تتحدث مع نفسها بهذه الكلمات عندما سمعته يتفوه بهذه التصريحات التي يقولها انقاذا لها
مريم:”احنا هنختارلك احلى فستان يليق بيكى يا وتين”
وتين بابتسامة:”ربنا ميحرمنيش منك يا مريم”
هيام بغيرة:”باين عليكم اصحاب اوى”
مريم بثقة:”طبعا دا”وتين” هى اللى انقذت حياتى”
سمير:”انقذت حياتك ازاى يعنى”
مريم:”كنت هغرق وانقذتنى”
هيام:”هو انتى بقى اللى ادتيها الفستان”
مريم:”ايوة وياريت كنت اقدر اديها اكتر من كده”وتين” تستاهل كل خير وتستاهل الغالى كله”
يا الله هذه الليلة اجمل ليلة عاشتها منذ وفاة والديها فهى تسمع كلام بحقها لم تسمعه من قبل تسمعه من تلك الفتاة التى احبتهاومن عم تلك الفتاة الذى أصبح الآن يسكن في قلبها
ثائر:”المهم نقرا الفاتحة وبكرة”وتين”تختار الفستان والشبكة وبعد بكرة الفرح”
عايدة:”هو سلق بيض ولا إيه”
ثائر بدون وعى:”حضرتك مش مطلوب منكم اى حاجة غير ان انا اخد”وتين” وبس هى اللى تهمنى”
أسامة بهمس:”دا ايه الحب ده كله”
ظلت”وتين” تفكر ماذا سيحدث الآن هل سيوافقوا ام سيحاولون اضاعة فرصتها من الخروج من هذا المنزل عندما قال انه لايريد سوى اخذها هى وجدت نفسها تهمس لها
وتين فى سرها:”ياريت تقدر تاخدنى من هنا انا لو روحت معاك اخر الدنيا طالما انت معايا انا موافقة”
افاقت من كلامها مع نفسها على صوت”سمير” يهتف بها
سمير:”وتين وتين”
وتين:”ايوة فى ايه”
سمير:”انتى خلاص موافقة نقرا الفاتحة”
وتين:”ايوة موافقة”
تم قراءة الفاتحة كان”رمزى” صامتا لا يتفوه بكلمة فما الذى فعلع”ثائر” هو كان يعلم انه سيتزوجها ولكن لن يصل الأمر الى ان يتفق على اقامة زفاف لها
بعد الاتفاق انصرف”ثائر” و”مريم”و”رمزى” دخلت”وتين” غرفتها ظلت”هيام” و”عايدة” يتاكلهم الغيظ والقهر مما حدث
عايدة:”بقى البت دى تقع على واحد زى ده ازاى”
هيام:”مش قولتلك انها مش سهلة مصدقتيش”
عايدة:”لاء وشوفتيه وهو بيتكلم عنها ولا بيدافع عنها”
هيام بتوهان:”باين عليه حمش أوى الصراحة خسارة فيها”
عايدة:”يلا ادينا هنرتاح منها”
هيام:”دى هى اللى هترتاح وتشوف عز مشفتوش فى حياتها دا الساعة اللى لابسها بس تمنها قد كده”
عايدة:”ولا بنت اخوه دى كمان لابسة الماظ فى ايدها”
هيام:”اه وبكرة”وتين” تلبس زيها هى كمان اما انا مفروسة فرسة لا قبلها ولا بعدها”
وضعت الورود التى اهداها اياها بجوارها على السرير تتحسس وريقات الورد تبتسم لا تعرف سر هذه السعادة فهى تعلم ان كل هذا مجرد تمثيل ولكنها لا تريد ان تتذكر ذلك تريد ان تعيش فى اوهامها ولو قليلا فلماذا دائما هى محرومة من لحظات السعادة فعندما اتتها تلك اللحظات فهى سعادة زائفة
**
عادوا الى الشقة لاحظ”ثائر”صمت”رمزى” فهذه ليست عادته ان يظل بهذا الشكل
ثائر:”مالك ساكت خالص ومبتنطقش ليه”
رمزى:”هو ايه اللى انت عملته ده يا ثائر”
ثائر:”عملت ايه”
رمزى:”انت مش قايل هيبقى جواز كده وخلاص ايه لازمته الفرح”
ثائر:”مش عارف انا قولت ليه كده بس لما سمعت تلميحات البت دى مقدرتش امسك نفسى فقولت كده”
رمزى:”والله ولما يتعرف انك اتجوزت هتعمل ايه مع سيلا”
ثائر:”ماهو ده دورك بقى مش عايز حد يعرف”
رمزى:”هتعمل الفرح وانت لابس طاقية الاخفاء”
ثائر:’انت بقى متخليش حد من الصحفيين يعرفوا وتحجزلنا اى قاعة محدش يعرفنى فيها”
رمزى:”انت شكلك ناوى تخليها خل يا ثائر”
ثائر:”متخافش الموضوع هيعدى متقلقش انت”
***
تم اختيار فستان الزفاف وايضا القاعة وكل هذا بوقت قياسى ف”ثائر” يريد انتهاء كل شئ سريعا وتم كتب الكتاب أيضاً كان ينتظر فى القاعة بتلك البدلة السوداء التى يرتديها والتى زادته وسامة وجاذبية ينتظر دخولها الآن وها هى دخلت بذلك الفستان الأبيض الذى يجعلها تشبه الأميرات ناظرة فى الأرض لاتريد رفع رأسها من الخجل وصلت اليه مد يده اليها .بتردد وضعت يدها فى يده الدافئة تأبطت ذراعه اجلسها فى المكان المخصص لهم قام برفع ذلك الوشاح الابيض من على وجهها ظل ينظر اليها فكم هى جميلة وبريئة افاق لنفسه طلب منها ان تنظر اليه
ثائر:”وتين”
وتين بخجل:”نعم”
ثائر:”بصيلى يا وتين وانا بكلمك متحطيش وشك فى الأرض كده”
لم ترفع رأسها لماذا طلب منها ذلك فهى لاتريد ان ترفع وجهها حتى لايرى الحب الواضح على محياها
ثائر:”انا قولتلك ايه يا”وتين” مش بقولك بصيلى على فكرة مبحبش اكرر كلامى كتير الكلمة بقولها مرة واحدة بس”
اذعنت لطلبه ورفعت رأسها نظرت اليه بإمعان تتأمل ملامحه فالأن ليس حراما ان تنظر اليه كما تريد فهو اصبح زوجها وهى زوجته
وتين:”انت عايزنى ابصلك ليه”
ثائر:”علشان فى حاجة عايز اقولهالك”
وتين بقلق:”حاجة ايه دى”
يتبع..
لقراءة الفصل التاسع : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية حمزة للكاتبة ميمي عوالي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى