Uncategorized

رواية جحيم الفارس الفصل السابع 7 بقلم ايمان محمود

 رواية جحيم الفارس الفصل السابع 7 بقلم ايمان محمود

رواية جحيم الفارس الفصل السابع 7 بقلم ايمان محمود

رواية جحيم الفارس الفصل السابع 7 بقلم ايمان محمود

لم يُصدق “فارس” ما تفوهت به تلك الوقحة لتوها ليجذبها اليه بعنف هاتفاً بحدة أفزعتها:
-انتي عارفة انتي بتقولي ايه يا بت انتي!؟
ازدردت ريقها بتوتر وقد بدأ الخوف يتسلل لقلبها وهي تدقق النظر في ملامحه الغاضبة ، كانت نظراته حادة وغاضبة مما وترها قليلا لكنها صمدت امامه لتهتف بعد دقائق حاولت التحكم بنفسها خلالهن:
-انا اسفة حق الخالة درية علي راسي من فوق بس انسي اني اعتذر لسلمي 
دفعها عنه بحدة ليصرخ وهو يجذب خصيلات شعره بجنون:
-انتي عايزة تجنيني يا بت انتي؟ دنتي ضرباها ومامتك بتقول انك مورمالها وشها وبتقاوحي ومش عايزة تعتذري؟
-هي اللي غلطت الاول
بررت “زينة” ببساطة ليتأفف “فارس” بحنق وهو يكاد يفقد عقله ، الإرهاق متمكن منه بالفعل وتلك العنيدة تجعله يود لو يقطع عنقها ليتخلص منها ومن عنادها الممل هذا..
لم يتحدث مجددا بل تركها واقفة وتوجه للسرير ليجلس عليه بتعب ، أطفا تلك الاضائة الخافتة المنبعثة من احدي الـ”أباجورات” الموضوعة علي الكومود بجانب سريره ليتمدد علي السرير بتعب ، لم تصدق “زينة” انه ترك نقاشهما الحاد فجأة وذهب لينام لتناظره باستنكار هاتفة بهمس ساخر وصل لمسامعه لكنه فضّل تجاهله:
-بس كدا؟ مفيش ضرب بقي وتعذيب والحاجات دي؟ والله عال اوي دنت مية مية ثواني كدا.. دا قالي يا بت.. اتخانق معاه بقي ولا…؟
سمعته يتنهد بارهاق لتطبق فمها بحرج ، توجهت بعد ذلك لتطفئ باقي أضواء الغرفة وتتوجه الي اريكتها المحببة لتندس بين طيات أغطيتها مناجية النوم ليتلقفها سريعا علّها تريح عقلها المرهق هذا..!
~_~ ~_~ ~_~ ~_~
في اليوم التالي..
أفاقت “زينة” من شرودها علي صوت “دريّة” التي همست لها بضيق:
-هو فارس مش بياكل ليه؟ هو اي اللي حصل امبارح؟
رمقت “فارس” بنظرة متفحصة سريعة لتلوي شفتيها باستنكار وهي تراه يقلب طعامه دون أن يأكل منه شيئا ، هزت كتفيها بجهل لتقلب “دريّة” عينيها بحنق من تصرفات “زينة” تلك فهي تبدو لها غير مهتمة بولدها وبحاله وهذا يزعجها علي الرغم من كونها تعتبر “زينة” كابنتها لكن يبقي “فارس” ولدها الوحيد وتأتي مصلحته في المقدمة حتي وان كانت علي حساب “زينة”!..
مرت فترة ليست بالقصيرة نهض من بعدها فارس وقد بدا طعامه كما هو ليُلقي عليهم التحية قبل أن يغادر المنزل متوجها الي عمله..
~_~ ~_~ ~_~ ~_~
-بكام كيلو البطاطس دا يا ام فتحي؟
هتفت “سلمي” بصوت عالي بعض الشئ لتلفت انتباه تلك العجوز التي افترشت الأرض ببعض سلال الخضراوات والفواكه والتي تزاحمت حولها النساء لينتشلن ما يجدنه جيداً ومناسبا من بضاعتها ، رمقتها “أم فتحي” بنظرة شاملة وقد جذب انتباهها ذلك الاحمرار الواضح أسفل عينها والذي فشلت في حجبه بمساحيق التجميل لتتحدث بينما انشغلت يدها بوضع بعض ثمار الطماطم في أحد الأكياس بعدما قامت بوزنها:
-ايه اللي في وشك دا يا بت يا سلمي؟
تنهدت “سلمي” بضيق فهي كانت علي يقين بأن الأمر لن يمر سريعا لكنها حافظت علي هدوئها لتهتف بسماجة:
-حطيت كريم غلط علي وشي فالتهب ، البطاطس بكام يا ام فتحي عايزة امشي
تغاضت “أم فتحي” عن لهجتها الحادة لتهتف سريعاً:
-الكيلو بـ(…)
-طب هاتي الكفّة دي هاخد 2 كيلو
نازلتها “أم فتحي” احدي كفتي الميزان لتبدا “سلمي” بانتقاء حبات البطاطس وداخلها يكاد يحترق من ذك الموقف الذي وُضعت به والذي لا تري له سبباً سوي تلك الحمقاء.. “زينة”..!
~_~ ~_~ ~_~ ~_~
في منزل “عزت” عم “زينة”..
رفع “عزت” احدي حاجباه بتعجب وهو يري أن إصرار ابنه الغريب علي الزواج من “سلمي” قريبة “فارس” يندثر وراءه شيئا آخر عكس الذي يتحدث عنه ، رمق “عزت” ابنه بتفحص قبل أن يهتف بشك:
-انا نفسي افهم ازاي عايز تتجوز سلمي وانت من يومين بس كنت عايز تولع في البيت واللي فيه عشان زينة؟
-يا بابا زينة مين بس انا كنت عايز زينة عشان كنت عايز اكسرها اما سلمي.. فانا قلبي دق اول ما شافها
لم يصدق “عزت” ما قاله ولده وقد شعر “سعيد” بهذا ليهتف سريعا محاولا نيل استعطافه:
-يعني انا بحاول اتخطي زينة وانت مش عايز تساعدني؟
-انت مجنون يا سعيد؟؟؟ انت مش لسة قايل انك مش بتحبها هتتخطاها ازاي بقي مهي كدا كدا مش فارقة معاك
زفر “سعيد” وهو يري أن مهمة اقناع والده بما يريد صعبة بالفعل ليهتف وبعد ثواني وكأنها تلك هي حيلته الأخيرة لاقناعه:
-بابا انا عارف انك مش فاهمني وانا كمان مش فاهم نفسي صدقني انا بحاول اقنع نفسي انها مش مهمة واني بس كنت عايز اذلها وكسر غرورها دا بس مش عارف فانا مش طالب منك غير فرصة بس تساعدني بيها انساها ، انا بس عايزك تيجي معايا اتقدملها 
تنهد “عزت” بقلة حيلة ليقول بعد دقائق من التفكير بالأمر بجدية:
-تمام ، يومين كدا ونبقي نروح
ألقي “عزت” بكلماته بهدوء وسرعان ما ارتسمت ابتسامة واسعة علي ثغر سعيد الذي بدا كالذب الذي يتربص لفريسته التي ستأتي حتي قدميه بلا أي مجهود منه..
~_~ ~_~ ~_~ ~_~
زفرت “زينة” بضيق وهي تستمع لنصائح “دريّة” التي لم تمل من القائها علي مسامعها منذ رحل ابنها ، تكاد تقسم بأنها حفظتها جميعا لكن حماتها فقط مصرة علي تلقينها اياهم من جديد كي لا تنسي احداهن..
-اهتمي بيه شوية وادلعي عليه كدا ، يعني لو مش بياكل قوليله مش بتاكل ليه يا حبيبي هو الاكل مش عاجبك؟ لما يتعصب زي امبارح كدا متقفيش في وشه وتقعدي تزعقي عشان فارس ابني مجنون وممكن يمد ايده عليكي لو اتعصب ، اتلحلحي كدا شوية ودلعيه
-يعني عايزاني اعمله ايه يا خاله؟ اتحزم وارقص؟؟
رمقتها “دريّة” بحدة لتهتف باستنكار:
-وليه لأ هو مش جوزك؟
قلبت “زينة” عينيها بملل وقد بدت حانقة بحق من تلك النصائح الغريبة التي تعلم أنها لن تنفذ منها حرفاً ، انتهت “دريّة” من القاء كلماتها علي مسامعها للمرة التي لا تذكر عددها وما ان كادت تستاذن منها لتصعد لغرفتها حتي تجمدت وهي تستمع لها تهتف بحماس غريب:
-استني انا هاجي اساعدك تنقي حاجة حلوة تلبسيها عشان تصالحيه
كادت تصرخ عليها رافضة الامر لكن “دريّة” لم تترك لها مجالا للحديث واندفعت للأعلي قبلها لتبحث عما يناسب ما براسها ، ابتلعت “زينة” لعابها بتوتر وقد بدت مرتعدة مما سيحدث في الدقائق التالية ، فماذا ستفعل بها “دريّة” عندما تري الملابس الموضوعة بخزانتها والتي أخفت من بينهم جميع الملابس “الفاضحة” من وجهة نظرها!!.. فقط اللعنة!..
————-
-فين هدومك يا زينة؟
تسائلت “دريّة” بشك لتخفض “زينة” رأسها بتوتر تحاول البحث عن اجابة مناسبة فهي استغرقت بضع دقائق حتي استوعبت اختفاء “دريّة” من أمامها وصعودها الي غرفتهم لكنهم كانو كفيلين بجعلها تكتشف بأنها تخبئ جزءا كبيرا من ملابسها ولا تترك في خزانتها سوي الملابس المنزلية التي ترتديها أمامها ، فتحت فمها لتبرر موقفها ليُفاجآ كلتاهما بـ”فارس” يقف علي الباب وهو يناظرهما بعبوس ، تنحنح من جديد قبل ان يتحدث بتساؤل:
-واقفين كدا ليه؟
شعرت “زينة” بالحرج من الموقف برمته لكن “دريّة” لم تهتم واندفعت هاتفة:
-…..
يتبع…
لقراءة الفصل الثامن : اضغط هنا
لقراءة جميع فصول الرواية : اضغط هنا
 نرشح لك أيضاً رواية حبه عنيف للكاتبة ضي القمر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى