Uncategorized

رواية تحت مسمى الخطيئة البارت السادس 6 بقلم نورهان نادر

 رواية تحت مسمى الخطيئة البارت السادس 6 بقلم نورهان نادر

رواية تحت مسمى الخطيئة البارت السادس 6 بقلم نورهان نادر

رواية تحت مسمى الخطيئة البارت السادس 6 بقلم نورهان نادر

كـان يـومـاً مـلـيـئـاً بـالـمـشـاحـنـات لـديـه ، خـاصـةً بـعـد مُـشـاجـرتـه مـع “اكـرم” ، رحـل مـن مـكـتـبـه مـُتـجـهـاً إلـي أقـرب مـشـفـي والـتـي كـانـت عـلى بُـعـد نـصـف سـاعـة مـن مـنـزلـه ، قـامـت طـبـيـبـة مـا بـعـلاج كـدمـات وجـهـه مـطـمـئـنـة إيـاه بـتـعـافـيـه وزوال الـكـدمـات خـلال أيـام ، خـرج مـن غُـرفـة الـكـشـف مُـتـجـهـاً إلـي الـخـارج ، اصـطـدم مـع أحـدهـن دون انـتـبـاه مـنـه ، رفـع رأسـه مُـبـادراً بـالإعـتـذار عـن مـا حـدث ولـكـنـه تـفـاجـأ بـأخـر شـخـص كـان مـن الـمـمـكـن أن يـلـتـقـيـا مـعـاً مـرة أخــري ..!
-“إيـلـيـن” بـتـعـمـلـي إيـه هـنـا ..؟
قـالـهـا وهـو يـدقـق الـنـظـر فـى مـلامـحـهـا جـيـداً ، وكـيـف لا يـعـرفـهـا وهـى مـن ولِـدت عـلـى يـديـه ، تـصـغـره بـعـشـرة أعـوام لـتـصـادف عُـمـر حـبـيـبـتـه ، تـلـك الـمـرأة الـذي لـم يُـحـب أحـد سـواهـا كـانـت زمـيـلـتـهـا بـالـجـامـعـة ، الـتـقـيـا مـعـاً فى أول مـرة هـُنـاك دون مـوعـد سـابـق ، دون تـخـطـيـط لـشـئ ودون تـرتـيـب الـكـلـمـات ؛ ابـتـسـمـت “إيـلـيـن” كـعـادتـهـا ابـتـسـامـة مـُشـرقـة قـائـلـةً لـه :-
-عـامـل إيـه يـا “أمـجـد” ..!!
.….…..…..….…..…..…..…
نـحـن لا نـدرك قـيـمـة مـن نُـحـب إلا فـى وقـت الـرحـيـل ، كـان مـيـتـاً فـى رحـيـلـهـا عـنـه ، ذاق مـرارة الـفـراق فـى بُـعـدهـا ، نـظـر بِـجـانـبـه لـتـأكـده مـن وجـودهـا مـعـه فـى نـفـس الـغُـرفـة عـلـى نـفـس الـفـراش ، مـعـطـيـة ظـهـرهـا لـه و وجـهـهـا لـلـجـهـة الأخـري الـذي يـمـنـعـه مـن رؤيـة مـلامـحـهـا ، لكـنـه يـشـعـر بـهـا جـيـداً ، هي فى حالة صراع مع نفسها وتأنيب لقلبها على ما حدث بينهم ، ارتـفـع صـوت نـحـيـبـهـا عـن الـحـد الـلازم ، لـم تـُدرك مـا فـعـلـتـه إلا الٱن ، وكـأن مـا حـدث بـيـنـهـمـا أعـاد شـريـط ذاكـرتـهـا مـن جـديـد ؛ ولـكـن مـُتـأخـراً ..!!
جـاءهـا صـوتـه الـهـادئ مُـخـرجـاً لـهـا مـن شـرودهـا قـائـلاً :-
-كُـنـت عـارف إن بـعـد الـلـي هـيـحـصـل بـيـنـا هـتـنـدمـي عـلـى الـلـي عـمـلـتـيـه ، لـكـن انـا كُـنـت مـحـتـاجـك يـا “رانـدا” ، انـا بـمـوت فـى غـيـابـك عـنـي ، انـا كـان عـنـدي امـل انـك تـكـونـي سـامـحـتـيـنـي أو عـلـى الأقـل ادتـيـنـا فـرصـة نـبـدأ مـن جـديـد ، لـو كـُنـتِ بـتـحـبـيـنـي أو بـتـحـبـي “تـرنـيـم” بـنـتـنـا ..!!
أجـهـشـت فـى الـبـكـاء فـور أن اسـتـمـعـت إلـي اسـم ابـنـتـهـا ، مـلاكـهـا الـهـادئ وتـرنـيـمـة حـيـاتـهـا ؛ تـرنـيـمـة الٱلـم والـهـجـر والـفـراق ؛ مـعـهـا شـعـرت بـالأمـومـة ، شـعـرت “رانـدا” بـحُـب والـدتـهـا لـهـا ولأخـيـهـا الـوحـيـد ، تـعـلـمـت عـلـى يـدهـا الـحـُب والـحـنـان والـعـطـف ، عـلـمـتـهـا رغـم صـُغـرهـا مـا لـم تـقـدر عـلـى تـعـلـيـمـه لـنـفـسـهـا طـوال حـيـاتـهـا ، حـتـي بـعـد مـوتـهـا أدركـت مـشـاعـر والـدتـهـا وقـت رحـيـل أخـيـهـا وهـي عـلـى قـيـد الـحـيـاة ، ظـلـت تـسـأل نـفـسـهـا كـثـيـراً :-
“لـمـا يـخـلـقـنـا الـلـه ويـزرع فـى قـُلـوبـنـا الـحُـب تـجـاه اشـخـاصـاً لـن يـبـقـوا مـعـنـا دائـمـا .! “
نـطـقـت بـعـدة أحـرف كـانـت كـافـيـة لإنـهـاء الـحـديـث بـيـنـهـم :-
-لـو سـمـحـت سـيـبـنـي فـى الأوضـة لـوحـدي ..!
ثـم نـظـرت إلـيـه مُـكـمـلـة حـديـثـهـا بـألـم :-
-ده لـو بـتـحـبـنـي أو كُـنـت بـتـحـب بـنـتـك بـجـد .!!!
.….…..…..….……….…
كـانـت الـمـشـفـى فـى حـالـة مـن الـفـوضـي والإضـطـراب خـاصـةً بـعـد ان قـام الـطـبـيـب “يـوسـف” بـإخـراج كـافـة الـمـمـرضـات مـن غـُرفـة “روسـيـل” ، الـتـي كـانـت تـجـلـس فـى زاويـة مـا فـى غـُرفـتـهـا مُـنـكـمـشـة حـول نـفـسـهـا بـخـوف ، تـُراقـب كُـل مـا يـحـدث بـتـوتـر غـيـر قـادرة عـلـى الـتـفـوه بـحـرف واحـد ، وضـعـت يـدهـا عـلـى اذنـيـهـا فـى مـُحـاولـة مـنـهـا لـعـدم الاسـتـمـاع الـى مـا يـحـدث او بـالأحـري فـى مُـحـاولـة مـنـهـا لـمـقـاومـة ذاكـرتـهـا ؛ سـقـطـت دمـعـة مـن عـيـنـيـهـا وهـى تـحـاول الـصـراخ بـهـم لإيـقـافـهـم عـن مـا يـفـعـلـون ، لـكـنـهـا وجــدت نـفـسـهـا تُـردد بـألـم :-
-ابـعـدوا عـنـي ، ابـعـدي عـنـي يـا طـنـط “إنـجـي” ، ابـعـد عـنـي يـا عـمـو …!!
اقـتـرب “يـوسـف” مـنـهـا بـقـلـق مـُشـاهـداً الـحـالـة الـتـي اصـابـتـهـا ، يُـحـاول تـهـدئـتـهـا قـدر الإمـكـان بـاعـثـاً بـالإطـمـئـنـان بـهـا ، صـرخ بـأحـد الـمـمـرضـات بـعـصـبـيـة مـُفـرطـة هـادرا بـغـضـب :-
-هـاتـيـلـي حُـقـنـة مـهـدئـة بـسـرعـة ، بســــــــررعـــة ..!!
.….…..…..…..….…..….
ورغـم شـعـورهـا بـالإشـمـئـزاز بـمـا قـام بـفـعـلـه ، أبـتـعـدت عـنـه فـور أن شـعـرت بـبـدء مـفـعـول الـسـم الـذي وضـعـتـه لـه فـى مـشـروبـه ، اقـتـربـت مـنـه بـبـرود واضـعـةً يـدهـا عـلـى ذراعـه مـُقـتـربـة مـن أذنـه هـامـسـة لـه بـمـكـِر مُـريـب :-
-واضـح ان الـسـم مـفـعـولٕه بـدأ ، نـسـيـت اقـولـك اصـل حـطـتـلـك الـسـم عـشـان امـوتـك رغـم انـي نـدمـانـة عـلـى الـلـي عـمـلـتـه ، كـان لازم مـوتـك يـكـون بـتـعـذيـب زي مـا عـذبـت نـاس كـتـيـر مـكـنـش لـيـهـم ذنـب غـيـر أن حـظـهـم الـمـقـرف هـو الـلـي وقـعـهـم فـى طـريـقـك ..!!
نـطـق بـأحـرف جـاهـد إخـراجـهـا رغـم انـخـفـاض مـعـدل نـبـضـات قـلـبـه :-
-انـتِ عـمـلـتـي كـده لـيـه يـا “سـيـلـيـا” ، انـتـي لـو خـلـصـتـي مـنـي هـتـفـتـحـي عـلـى نـفـسـك ابـواب جـهـنـم ..!!
ضـحـكـت بـخـفـة وهـي تـقـتـرب مـنـه أكـثـر قـائـلـةً بـخـُبـث :-
-هـو فـيـه حـد بـيـفـتـح عـلـى نـفـسـه بـاب جـهـنـم وهـو أصـلا مـيـت ..!!!
….….….…….…….……..
وكـيـف تـمـنـع قـلـبـهـا مـن الـنـبـض بـحُـبـهـا لـه ، رغـم تـحـطـيـم قـلـبـهـا فـور أن عـلـمـت بـحـبـه لـصـديـقـتـهـا “سـوزان” إلا أنـهـا لـم تـكـرهـهـا أبـداً ، هـو لـم يـراهـا سـوي أخـتـه الـصـغـيـرة مـُنـذ وعـيـهـا عـلـى تـلـك الـحـيـاة ، وهـى رضـيـت بـتـلـك الـمـكـانـة مـُنـذ زمـن ، لـكـن الٱن الـوضـع اخـتـلـف ؛ وعـلـى الرغـم مـن يـقـيـنـهـا بـحـُبـه لـهـا إلا أنـهـا لـم تـمـنـع نـفـسـهـا مـن الـوقـوع فـى حُـبِـه مـجـدداً ، سـحـبـت سـيـجـاراً مـن مـوضـعـهـا مـشـعـلـةً إيـاهـا تـحـت نـظـراتـه الـمُـراقـبـة لأفـعـالـهـا فـتـحـدثـت بـإسـتـهـزاء :-
-إيـه مـبـتـحـبـش الـسـتـات الـلـى بـتـدخـن ولا مـسـتـغـرب تـصـرفـاتـى ..!!؟
رد “أمـجـد” عـلـيـهـا بـهـدوء شـديـد :-
-اتـغـيـرتـى كـتـيـر يـا “إيـلـيـن” ، كـُنـت مـفـكـر أن الـتـغـيـيـر فـى مـلامـحـك بـس ، لـكـن واضـح أنـى قـاعـد قـُدام واحـدة مـعـرفـهـاش أو عـشـان اكـون صـريـح ، انـا قـاعـد قـدام بـِنـت بـكـتـشـفـهـا مـن جـديـد ..!!
ابـتـسـمـت “إيـلـيـن” إلـيـه وهـى تُـدخـن سـيـجـارتـهـا نـاظـرةً إلـى الـدُخـان الـمـُنـبـعـث مـنـهـا ثـم تـحـدثـت :-
-مـحـدش بـيـفـضـل عـلـى حـالـه يـا “أمـجـد” ..!!
اومـأ “امـجـد” لـهـا مـؤكـداً عـلـى حـديـثـهـا :-
-على رأيك مفيش حد فعلا بيفضل على حاله ..!!
لـمـح فـى إصـبـعـهـا وتـحـديـداً فـى كـفـهـا الأيـسـر دبـلـة زواجـهـا ، فـأكـمـل حـديـثـه بـإيـجـاز مـُتـسـائـلاً :-
-اتـجـوزتِ..!!؟
نـظـرت تـجـاه خـاتـم زواجـهـا بـألـم ، أعـادت خُـصـلات شـعـرهـا خـلـف اذنـهـا مـطـفـئـة سـيـجـارتـهـا بِـهـدوء مـُريـب ، قـائـلـة بـسـخـريـة :-
-اتـجـوزت واطـلـقـت ، ولـحـد دلـوقـتـى نـدمـانـة انـى اتـسـرعـت بـ جـوازى مـنـه …!!
سـألـهـا بـهـدوء وكـأنـه يـُريـد أن يـعـرف سـبـب فـشـل زواجـهـا :-
-اتـجـوزتى امـتـى ، ولـيـه انـفـصـلـتـوا …؟
هـربـت مـن سـؤالـه بـإشـارتـهـا لــ أحـد الـعـامـلـيـن بـالـكـافـيـه مـُتـحـدثـة إلـيـه بـإحـتـرام :-
-قـهـوة مـظـبـوط لـو سـمـحـت …!
ثـم أشـارت إلـى “أمـجـد” مُـتـسـائـلـة بـحـُب :-
-اكـسـبـريـسـو زى زمـان ، ولا ده كـمـان اتـغـيـر مـعـانـا ..؟
ابـتـسـم إلـيـهـا مـن أعـمـاق قـلـبـه ، ورغـم صِـدق حـديـثـهـا إلا أن الـشـئ الـوحـيـد الـذي ظـل يـُرافـقـه مـن الـمـاضـي حـتـي الٱن هـو مـشـروبـه الـمـفـضـل ، أشـار إلـي الـعـامـل مـؤكـداً عـلـى حـديـثـهـا ، رافـعـاً نـظـره إلـيـهـا هـادراً بـإبـتـسـامـة عـذبـة :-
-لـسـة فـاكـرة مـشـروبـي الـمـُفـضـل …!!؟
ردت عـلـيـه بـحـُب دفـيــن :-
-مـفـيـش حـاجـة تـخُـصـك قـدرت انـسـاهـا يـا “أمـجـد” ..؟!!
انـتـهـى الـبـارت ..????
-مـيـن “سـيـلـيـا” وهـل لـيـهـا عـلاقـة بـ “سـوزان” ..؟ والـشـخـص الـلـى حـطـتـلـه الـسـم يـبـقـي مـيـن ..؟
-“روسـيـل” إيـه الـلـى حـصـلـهـا فـى طـفـولـتـهـا خـلاهـا تـقـضـي بـقـيـة حـيـاتـهـا فـى مـصـحـة نـفـسـيـة والـسـؤال الأهـم إيـه عـلاقـتـهـا بـقـصـة الـروايـة ..؟
-“اكـرم” و”امـجـد” هـيـقـدروا يـوصـلـوا لـحـل لـغـز قـضـيـة “سـوزان حـسـيـن” .؟
-“رانـدا” هـيـحـصـلـهـا إيـه بـعـد الـلـى حـصـل بـيـنـهـا وبـيـن “اكـرم” وهـل هـتـقـدر تـتـجـاوز مـوت بـنـتـهـا ..؟ والأهـم مـن كـده الاوراق الـلـى “سـوزان” شـالـتـهـا مـعـاهـا قـبـل مـوتـهـا تـخـص مـيـن ، وهـل مـمـكـن يـكـون مـعـاهـا مـفـتـاح حـل للـقـضـيـة وهـى مـتـعـرفـش …!!؟
يـــــــــــتــــبـــــــــــع…
لقراءة البارت السابع : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!