روايات

رواية القديمة تحلى الحلقة الثالثة 3 بقلم نرمين

 رواية القديمة تحلى الحلقة الثالثة 3 بقلم نرمين

رواية القديمة تحلى الحلقة الثالثة 3 بقلم نرمين

رواية القديمة تحلى الحلقة الثالثة 3 بقلم نرمين

بعد مرور اسبوع…

” اهو جبتلك طلبك…ايدك بقي ع الحلاوة…”..

تعلقت عينا زهرة بما بيد تلك الممرضة بسعادة مرضية وهي تتأمل ذلك المسحوق الابيض الذي بيده راحتها وسعادتها كما تظن …مدت زهرة يدها حتي تلتقط الكيس الصغير لكن الممرضة أبعدته عن مرمي يديها قائلة…

_ لاااا…حلاوتي الاول …

عبست زهرة قليلا وهتفت بصوت باكي…

_ الله يخليكي اديهوني …ااا..اانا مش معايا حاجة عشان اديهالك..

حولت الممرضة عيناها الي الحلقة الذهبية الملفوفة حول اصبعها فلم تتردد قط في نزعها واعطائها لها وتركت لها الممرضة الكيس وخرجت فرحه بما حصلت عليه من هذه المريضة الساذجة…

بالداخل اسرعت زهرة بفتح الكيس ووضعت بعضا منه علي يدها واستنشقته باستمتاع وكذلك حتي انهت الجرعة كاملة وخبأت الكيس بداخل ملابسها الداخلية حتي لا يراه أحد وذهبت في سبات عميق…

باليوم التالي استيقظت زهرة علي ضوء الصباح يغزو الغرفة ففتحت عيناها ببطء ليطالعها وجه ناير المبتسم وهو يقول…

_ صباح الفل يا زهرتي…عاملة ايه النهارده …

ابتسمت زهرة بشرود قليلا وهتفت..

_ انا الحمد لله…احسن

_ طيب الحمد لله…عملتي مشاكل الاسبوع اللي فات لحد م ربطوكي كالعاده ..

قالها ناير بمشاكسة الزهرة وهو يداعب أرنبة أنفها …

رفعت زهرة قدميها ويديها حتي تريه كيف يقيدونها وقالت بسخرية…

_ حبيت اتسلي شوية..خصوصا انك سبتني الاسبوع اللي فات كله ومجتليش خالص…

ناير يأسف…

_ سماح المرادي يا زهرتي صدقيني كان عندي شغل ضروري ومكانش ينفع يتأخر…

رفعت حاجبيها الكثيفين بطريقة ساخرة وهي تمط شفتاها…

_ اممم…شغل …ضروري…وميتأخرش…الكلام ده مبيفكركش بحاجة؟؟…

تغيرت معالم وجهه الي الجمود والألم ونهض من مكانه يقرب منها الطاولة الموجود عليها الطعام …

_ سيبك من شغلي يا ستي اديني رجعت اهو وهجيلك كل يوم كمان …اتفضلي افطري بقي…

_ عاوزة العلاج الاول…

ابتسم ناير بخفة واقترب منها حتي يحرر يدها قائلا…

_ تاكلي الاول وبعدين تاخدي علاجك..يلا انا هفطر معاكي اهو ..

اضطرت زهرة أن تتناول طعامها اولا حتي تحصل على ما تريده …

_ بالهنا…كده بقي تاخدي علاجك..

تناولت علاجها ثم بدأ الصداع يخمد قليلا ونظرت إليه قائلة…

_ عاوزة اروح الحمام ممكن تفكني ؟؟…

ضحك ناير بقوة ثم هتف..

_ قولي انك عاوزاني افكك مفهاش مشكلة بس بلاش حوارات يا زهرتي..انت عارفة انا مش بخاف منك يعني..

ابتسمت له بسماجة هاتفة…

_ فعلا…ممكن بقي تفكني ؟؟..

_ طبعا بس ثواني صغيرين أد كده…

قام ناير من مكانه واوصد الباب بالمفتاح ووضعه بجيب بنطاله وسار نحوها وفك قيدها…

_ اهو يا ستي …ها بقي تعالي استحمي كده وسرحي شعرك ده وخلينا قاعدين مع بعض اليوم كله النهاردة…

_ مش عاوزة …عاجبني نفسي كده …وكمان مش عاوزاك تقعد معايا اصلا …

كان ناير ينظر إلي بقعه ما بغضب شديد حتي رفع بصره إليها وهتف…

_ مين؟؟..

_ مين ايه؟؟…

_ مين اللي لبسك بنص كم؟؟..

ابتسمت زهرة بتشفي وفرح وهتفت بابتسامة عريضة وعيون مدمعة…

_ امبارح يا سيدي طلبت منهم استحمي رفضوا..ف قولتلهم ع الأقل اغير هدومي وواحدة م الممرضين اخدت رأيي ف اللي هلبسه وانا اخترت ده اصل الجو حر جداااا…

نهض من مكانه وسار الي الحقيبة الموجودة وأخرج محتواها حتي عثر علي كنزة أخري بأكمام طويلة أمد يده بها …

_ خدي البسي ديه…

هزت رأسها نفيا ببراءة مصطنعة..

_لا …ديه مريحاني اكتر ..مش عاوزة اللي ف ايدك..

_ البسيها يا زهرة بدل م البسهالك غصب عنك…يلا..

ربعت يديها والتفتت للجهة الأخري واردفت..

_ لا …مش هلبسها انت جاي تقعد معايا ولا تدايقني..

زمجر بغضب واقترب منها يحاول تبديل تلك الكنزة التي ترتديها بالموجودة بيده لكنها نهضت من مكانها بسرعة وركضت في الغرفة وهي تضحك بطريقة غير طبيعية جعلته يجعد جبينه في شك…

_ زهرة انت مالك النهاردة فيه ايه ؟؟..

_ مفيش حاجة بس عاوزة اجري وطبعا مش مسموحلي اني انزل الجنينة ف بحاول اعمل ده ف الاوضة الكبيرة ديه…

_ ماشي يا زهرة بس غيري التي شيرت ده الاول والبسي التاني..

_ لا..انا هفضل بده يا اما انت تمشي لو مدايق …

زفر ناير بضيق وحنق قائلا…

_ خلاص ماشي ..تعالي اقعدي بقي …

“*******************

بالسرايا …تجلس زمزم بالمطبخ وتطهو الطعام كما امرتها السيدة نجاة وتمسك بهاتفها تنتظر رسالته بفارغ الصبر بابتسامة رقيقة علي شفتيها الي أن أعلن هاتفها عن وصول رسالة ما…

“انا الحمد لله كويس…انت اخبارك ايه ؟؟”…

فتحت الرسالة بلهفة وكتبت…

” الحمد لله..كويسة”..

“اخبار رجلك ايه؟؟…احسن ؟؟…

ظلت تنظر الى الهاتف بيدها بابتسامة فرحة وشعور بالكمال لاول مرة فها هي لأول مرة يهتم أحد لامرها سوي شقيقاتها وعمها وابنته …قطع شرودها صوت وقاص وهو يدلف الي المطبخ …

_عاوز ميه

لم تستمع إليه زمزم من الاساس فقد كانت شارده في الرسالة كما هي …حول بصره ناحية ما يلهيها عنه فوجد الهاتف بيدها فاقترب منها وهزها بقوة قليلا…

ذعرت زمزم من الحركة المفاجأة وسقط هاتفها منها ..

_ نن..نعم..

كانت تتهرب بعينيها من نظرات عيناه التي ثبتت عليها واخترقتها ..

_ عاوز مية..مش سامعاني ؟؟…

اخفضت رأسها عندما شاهدت إصراره علي تفحصها وهتفت بصوت خافت…

_ كنت عاوز حاجه..

_ اه…مية وتجيلي ف اوضتي يمكن تفوقي م السرحان ده شوية …

وخرج من المطبخ وانحنت هي حتي تجلب الهاتف الذي سقط منها وذهبت الي البراد حتي تجلب له الماء….

دق باب الغرفة ففتحت شيما الباب ونظرت إلى زمزم باستهزاء…

_خير!!…

امدت لها يدها بزجاجة مياه وكوب قائلة برقتها المعهودة…

_ وقاص كان طالب مية وقالي اجبهاله ف الاوضة …

_ طيب هاتيها ممكن تمشي بقي؟؟…

التفتت زمزم حتي تغادر لكن صوت رنين هاتفها فردت بسرعة غافلة عن هذه المرأة وراءها وهي تتسمع علي مكالمتها ..

_ الو..انا الحمد لله..لا كنت بعمل حاجات كده ف المطبخ ومعرفتش ارد …

جاءها صوت ياسر يقول…

_ مروحتيش شوفتي الأشعة ليه ؟؟..استاذ عبد القادر قالي ديه رجلك مينفعش تسكتي عليها كده خصوصا أن منظرها كان صعب جدا..

_ لا لا…انا اصلا مبحبش الدكاترة …والمرة اللي فاتت بابا هو اللي أصر على دكتور عشان رجلي ..وسبحان الله يعني ارتحت لحضرتك وخليتك تكشف عليا …يعني تجارب الدكاترة مش سهلة اوي كده بالنسبالي …

_عقدة صح؟؟…بسبب الحادثة اللي سببتلك الاعاق…الو ..الو..

علي الجهة الأخري …

اغلقت زمزم الهاتف دون قصد فقد ارتعشت يداها بسبب خروج وقاص من الغرفة علي حين غرة وهو يستدعيها حتي تتبعه الي غرفتها …فأغلقت الهاتف وإزالة اخر مكالمه من سجل المكالمات …

_ تعالي ..اقعدي بقي مش هفضل اقولك كل حاجة كده…

سارت زمزم حتي جلست علي الكرسي وانتبهت له …

_دلوقتي انت واحدة بس..انا وشيما اتنين ..طبعا من ساعة م جينا واحنا بنام ف الاوضة الصغيرة ديه..وانت بتنامي ف الكبيرة لوحدك …ف احنا عاوزين الاو…

قاطعته زمزم قائلة…

_ مفيش مشكلة انا اصلا كنت عاوزة استأذن نجاة هانم اني اخد الاوضة اللي ف الجنينة…عاوز حاجة تاني مني؟؟…

نهض وقاص من مكانه قائلا…

_ لا هو ده الموضوع اللي كنت هكلمك فيه بس…انت كنت بتكلمي مين ف التليفون؟؟…

ابتلعت ريقها بتوتر وهتفت…

_ ااا الرقم كان غلط…

وقاص بشك..

_ الرقم كان غلط…اممم طيب…

وخرج من الغرفة وهي وراءه حتي تعود لعملها بالمطبخ وتنهيه…

******************

بمنزل “عابد سلمي ” كانت تمارا تجلس علي الاريكة وبجانبها طفليها بمنزل جدتهم عندما دلف الي المنزل عابد بهيبته الطاغية …

امسك بيد والدته وقبلها قائلا…

_ عاملة ايه يا ست الكل؟؟…

ربتت والدته علي كفه قائلة…

_ الحمد لله يا حبيبي…انت اخبار شغلك ايه؟؟…

عابد بابتسامة ونبرة ذات معني …

_ الحمد لله..الشغل كويس جدا ..حتي اني اخدت اسبوع إجازة وهقعده كله هنا عشان زينب سافرت لأهلها ..

ارتعشت تمارا رغما عنها بعد أن صرح بمكوثه معهم لمدة أسبوع كامل وبالطبع لن يتنازل عن حقه فيها …فمنذ يومان اخذها لموعد استشارتها مع الطبيبة التي طمأنته بتمكنها من وقف النزيف وأنهم بامكانهم ممارسة حياتهم بطبيعية…

_ يلا يا تمرة قومي اطلعي مع جوزك …

زاغت بعينيها تحاول الهروب وهتفت..

_ طيب بس اقفلك ع الاكل الاول …

_ لا يا حببتي خلاص كتر خيرك انك عملتيه انا هتابعه…

حاولت تمارا الحديث لكن والدته أوقفتها وهي تقول بصرامة وقوة…

_ قولت مع جوزك يلا …جاي م الشغل تعبان وعاوز يرتاح …

نهضت تمارا من مكانها بضيق شديد وسارت نحو الباب يتبعها عابد …

دلفا الي الشقة بهدوء شديد لم يتفوه أحدهم بكلمة فقط الصمت هو الذي يسود الأجواء ..

_ انا جعان حضريلي الاكل لو سمحتي..

اومأت تمارا برأسها إيجابا وسارت الي المطبخ حتي تطهو الطعام..بعد الانتهاء من الطعام نظر عابد الي تمارا قائلا…

_ شيلي الاكل وتعالي الاوضة…

اغمضت عيناها بقوة وهي تهدئ من روعها …تعلم أنه نسخة من والدها ولذلك رفضته عندما تقدم لها …لكن والدها وطغيانه أصر علي إتمام تلك الزيجة وبسبب خوفها من والدها لم تتمكن من أخباره بعدم رغبتها فيها ….وكحال شقيقتيها اختارت التأقلم مع الظروف والتلوي معها اينما انجرفت بدلا من الاعتراض عليها من البداية…

_ سيبي النور مفتوح…

أجابت بصوت باكي…

_ لو سمحت خليني اقفله الله يخليك…

كانت تتوسل اليه وهي تعلم أنه لن يجدي معه …عابد لا يضعف ولا يتأثر أمام دموعها فقط الجمود هو ما يسود الأجواء بينهم …ولكن ذلك لم يمنعها من المحاولة مرة أخري …

_ يا عابد ااا…

_ خلصنا تعالي يلا…

سارت بخطوات بطيئة مثقلة نحوه …عندما بدأ بتجريدها من ملابسها اغمضت عيناها تحاول استرجاع ذكريات شبابها مع شقيقاتها حتي تنعزل عن الواقع وينتهي عابد مما يفعله ….تعلم جيدا بل إنها متيقنه انه تفرغ لها هذا الاسبوع لا لشئ سوي ليربيها علي امتناعها عنه ويضع الأمور في نصابها الصحيح بعلاقتهما وهي علاقة الخادمة بمخدومها..

الفصل الرابع…

بعد مرور اسبوع كان ناير يجلس أمام زهرة بالمقعد الموجود بالغرفة ينظر إليها بغموض وهي تبادله نظراته بابتسامة غريبة وغير متزنة …

_ الا قوليلي يا زهرة انت مرتاحه هنا ف المستشفي؟؟…

اومأت زهرة برأسها إيجابا وهتفت..

_ امممم… مبسوطه جدا هنا…المستشفي حلوة اوي..

ابتسم ناير بخفة وهتف…

_ طب الحمد لله انها عجباكي ومرتاحة فيها…

نظرت اليه زهرة بضيق حنق قائلة…

_ هو انت ليه مبقتش بتفكني ؟؟؟….

ناير بجدية…

_ مش لازم ..انا باجي اقعد معاكي ساعتين تلاته بالكتير ملهاش لازمة اني افكك يعني…

_ بس انا بستني الساعتين اللي بتجيلي فيهم عشان تفكني شوية …انا زهقت وانا مربطة كده…

عبث ناير بخصلات شعرها قليلا ثم قال..

_ بكرة تخفي وتبقي حصان ومحدش يربطك…بس ده بيعتمد عليكي اذا كنت عاوزة ولا مش عاوزة…

ردت زهرة بلهفة…

_ أيوة عاوزة…

_ خلاص يبقي تشدي حيلك بقي عشان تخفي كده وتشوفي اللي ف بطنك ده…انت طبعا عارفة أن الحاجات المخدرة اللي بتاخديها ديه بتضره عشان كده بيحاولوا يخففوهالك وده اللي بيزودلك الصداع والتعب…

وبنبرة ذات مغزى…

_ بس عشانه تستحملي اي حاجة مش كده بردو؟؟..

ارتعشت زهرة بداخلها قليلا ثم قالت بابتسامة مهتزة…

_ ااه..اي حاجة استحملها عشانه ….

مرر يده على وجنتها وانحني يقبلها بجبينها ثم انحني الي اذنها هاتفا…

_ صدقيني يا زهرة العيل ده لو نزل هعيشك ف جحيم ..انا ماشي دلوقتي …عندي شغل هجيلك بكرة ..

أشار لها بيده مودعا وغادر المشفي …اما هي فبعد مغادرته صاحت بأعلى صوتها تستدعي تلك الممرضة حتي تطلب منها جرعة اليوم مقابل ما يتركه ناير تحت الحساب بالمشفي تأخذه الممرضة وتعاود مطالبته بدفع الحساب….

يتبع..

لقراءة الحلقة الرابعة : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى