رواية أسيرة النسر الفصل الثالث 3 بقلم سامية صابر
رواية أسيرة النسر الفصل الثالث 3 بقلم سامية صابر |
رواية أسيرة النسر الفصل الثالث 3 بقلم سامية صابر
آسيرة النِسر.????
____
_الحقيقة المُفِجعة لنا جميعًا هي أن الحياة ليست وردية كما نري في الأفلام والروايات ،لا أحد سعيد كُلنا ندَّعي السعادة ، ولا أحد يختار مصيرهُ بل المصير مَن يختار الشخِص “.
___
قبل شهر .
دلفت ملك إلى غُرفة صديقتها إيناس لكي يذاكروا معًا، جلست ملك ضامة قدميها إليها قائلة
=رغم قساوته عيونه فيها حنان الدُنيا كُلها بالنسبة ليا هو نِسر زي ما الكُل بيقول بس جواه حاجة شبه العصافير كده…
قالت إيناس بسٌخرية
=باللي بتقوليه ده يبقي معندوش قلب يابنتي مش فاهمة عايشة معاه ازاي ده بيتحكم في كُل حاجة فيكي!!
=بس ده علشان خايف عليا وبيحبني وبيهتم بيا، وغير ده كله سمح ليا بالدراسة هنا بالقسم اللي انا عايزاه وشجعني أهو.. المهم يلا نخلص علشان ارجع بسرعة بقا لانه مشدد عليا ما اتأخرش برا البيت …
=طيب يا ختي هخرج اجيب حاجة نشربها م المطبخ واجي.
=ماشي
ما هي إلا دقائق ودلف جمال الي الغُرفة بنظرة شيطانية ،نهضت ملك بغضب قائلة
=انت ايه اللي جابك هنا انت مش قولتلك ماتظهرش ف المكان اللي انا فيه ؟؟
قال لها بنبرة باردة
=ده مش بيتك بيت إيناس…
=ماشي خليك فيه انا ماشية ،يا إيناس.
امسك يديها بقسوة قائلا
=ايناس مشيت من بدرى يعني مفيش غيرى انا وانتِ مفهوم ..؟؟
صرخت بهِ قائلة
=سيبني يا جمال سيبني والا هقتلك والله هقتلك لو فكرت بس تقرب مني انت لسه متعرفش خطيبي زين لو شم بس خبر عنك هيقتلك…
=يا شيخة! لا انا خوفت بجد ما انا اصلاً هنا علشان زين حبيبك فرصة ودن صُغيرة بس كده….
هجم عليها فجأة وهي تقاومُه بشدة وتصرخ، ولكن قوتها لم تكفي لقوته، رُغم انها حاولت كثير وظلت تضربه ولكن خارت قوتها في النهاية ووقعت آسيرة بين يديَّ هذا الرديء، النساء مُعرفنْ بالضعف بعض الشيء رغم أنها في داخلها قوة فيّاضة، في حين أن الرجال يستخدمنْ قوتهم بإيذاء النساء بدلاً من حمايتهم وتنفيذ وصية الرسول “استوصوا بالنِساء خيرًا” ولكن ليست تنفيذ للوصية هذهِ اهمية والعقاب في النهاية مُطلقًا علي كُل مُاتصل ومُتحرِش!
في الصباح ، فتحت ملك عينيها لترى نفسها عارية تمامًا وفي احضان جمال الذي يرمُقها بأعيُن ثعلبية، صرخت وهي تبتعد عنهُ باكية تنظٌر حولها كالمجنونة وتضربه قائلة
=عملتلي ايه ، عملتلي ايه يا حقير يا حيوان
قال لها جمال وهو يمسكها بقسوة من شعرها
=ده عقاب زين علشان ما يدخلش في شُغلنا بعد كده مهما حصل، واسمعي لو نطقتي بحرف واحد اني انا اللي عملت كده زين حبيب القلب هيموت فاهمة… وعلشان وتصدقيني هوريكي نموذج بسيط للكلام ده…
فتح أمامها فيديو ل زين يقف في وسط الطريق يتحدث مع أحد العُملاء وعلي وشك الركوب للسيارة وعلي الناحية الأخرى من الطريق اثنان معهم أسلحة يُصوبونها نحو زين ،صرخت ملك وهي ترتجف قائلة
=لا يا جمال لا خلاص والله مش هقول اي حاجة خلاص …
نظر لها بإبتسامة قائلا
=اهو انتِ كده شاطرة يا ملوكه، يلا بقا قومي البسي وغورى من هنا ووعد مش هتبقي آخر مرة اشوفك فيها.. يمكن نتسلي مرة تانية ،اصلك طلعتي حلوة اوى…
صرخت ملك في وجهة وهي تبكي تتكأ علي نفسها بقهر ولا تعلم مع عليها ان تفعل هالحين!
نظر لها مُحذرًا قائلا
=ماتنسيش كلامي اي حرف ل زين فيها موته، وموت عائلتك كلها وده مش تهديد ده كلام هيتنفذ…
تركها وغادر من الغرفة نهائي تركها وسط دوامة من البُكاء والحيرة ،ظلت تضرب علي وجهها بضعف وحيرة ماذا تفعل وكيف ستقول ل زين …؟؟
الان..
التف الجميع حول ملك التي فقدت الوعي، جلست انا بجانبها ووضعت بعض الماء علي وجهها كي تستفيق، فقال محمود بإستغراب
=انت مين يابني ؟
=احم.. انا اخو هايدي يا عمي.
هز محمود رأسه قائلا
=وملك حصلها ايه؟؟
=حضرتك هي فتحت ليا الباب وفجأة وقعت من طولها وما أعرفش ايه السبب بصراحة…
قالها وهو يرمُقها بنظرات خبيثة، فنهضت رنا قائلة بثبات
=هي فقدت الوعي وهتفوق بعد شوية محدش يقلق..
بالفعل بدأت ملك في الاستفاق، نظرت حولها بتركيز لترى جمال يقف مع الجميع أمامها، ارتبكت بشدة وتغيّر لون وجهها للأصفر، نهضت بصعوبة وعاونتها رنا علي النهوض ،فقال الحاج محمود
=انتِ كويسة يا ملك يا بنتي ؟
=كويسة يا عمي، بس بعد إذنكُم محتاجة اطلع ارتاح شوية.
نهضت بسرعة تتفادي نظرات جمال لها وصعدت لإحدى الغرف واقفلت الباب عليها وانهارت باكية ،ما فقدتهُ ليس شيئًا يُعوضِ، يكفي كُره الجميع لها وزواج زين عليها وكرهٌ لها أنها فقدت الكثير ولا أحد يعلم…
عاد زين مع هايدي ومعهم أدهم ،فقد عملوا لها غسيل معدة بسيط فقد وضعت لها ملك حبوب الاسهال، اقبل عليهم محمود قائلا بقلق
=انتِ كويسة يا بنتي؟
هزت هايدي رأسها قائلة بأبتسامة مُصطنعه
=حاجة بسيطة جدا وانا كويسة.
قال لها زين بجمود
=الخدم هيوصلوكي لأوضتنا ارتاحي، وانا هاجي وراكي.
قالت وهي ترى جمال أمامها
=حبيبي انت جيت، تعالي هعرفك علي زين
نظر جمال ل زين قائلا بإبتسامة
=ومين ميعرفش زين بيه اهلا انا جمال اخو هايدي.
=أهلا بيك نورت، معلش علي حصل ، تقدر تطلع ترتاح وبكرا نتكلم علشان هايدي تعبانه بس…
بالفعل صعدت هايدي وصعد جمال إلي الغرفة الذي دله الخدم عليها، في حين قال زين
=ملك فين ؟؟
=فيه حاجة يا بني؟
قالها محمود بتساؤل، فقال زين بإصرار
=مفيش بس ملك فين؟
=طلعت الأوضة..
تركهم زين وصعد للأعلي دلف الي اكثر من غرفة ولم يراها حتي دلف أحد الغرف ليراها تجلس علي الفراش ضامه ساقيها إليها تبكي ،انتفضت عندما فُتِح الباب نظر لها بعيناهُ النسرية الثاقبة ،واقفل الباب جيدًا ابتلعت ريقها بقلق فقال بغضب
=خوفتي..؟! هُو انتِ لسه شوفتي خُوف يا ملك .. بقا بتحُطيلها حبوب ف العصير افترضي حصل ليها حاجة؟
قالت بغضب شديد
=ماهي زي القردة اهو ما حصلش ليها اي حاجة ،انت خايف عليها علي الفاضي وبعدين هي اللي استفزتني اعمل كده…
=وانتِ كمان بترُدي، انتِ ليلتك سوداء مش فاهمة حجم اللي عملتيه، واضح اننا دلعناكي زيادة عن اللازم وحان الوقت تتربي ..
قالت وهي تبكي بقوة
=انا متربية علي فكرا
=واضح ونمتي مع واحد متعرفيهوش قبل جوازنا، ده نسميه تربية صح !
نظرت لهُ بألم ولم تستطع أن تتحدث، فقال لها بغضب
=بكرا الصبح تبقي عندنا وتعتذري ليها والا قسمًا عظمًا هتشوفي الوش التاني مفهوم ؟؟؟ مفهووووم؟؟
هزت رأسها بغضب قائلة
=مفهووووم.
نظر لها بضيق ثُم غادر الي غٌرفته التي بها هايدي.
____
دلفت فتحي الي غرفة المُدير الخاص به ،وقال بنبرة مُتحمِسة
=هايدي وجمال بقوا في البيت رسمي، والخطط هتبدء تتنفذ من بكرا، أوراق الصفقات والميزانية والعملية الجديدة وكُل حاجة خاصة بالميزان هتبقي عندك ،وبعد ما تربح كُل حاجة هيتقتل زين وعائلته كلها …
هز رأسه بسعادة كبيرة ثُم التفت لهُ قائلا
=وبكده نقضي علي زين وميفكرش يتحداني ف اي حاجة تاني ،وشُغلهم كله يبقي ملكنا وبتاعنا، بس ركز كويس لاني زين ذكي وممكن يفهم كُل حاجة ،عملت ايه ف مرات اخوهم؟
=طبعا انت عارف ان ايمن سايبهم من زمان وسايب البلد كٌلها من فترة ف لما مراته ترجع فجأة هتبقي مفاجأة ليهم ،بس محدش لسه يعرف خبر موته ولا اي حاجة والبت كُل شوية تفقد الوعي، ومش عارف هقنعها ازاي تعمل كده شكلها هترفض تقتلهم…
=مفيش غير حل واحد هددها ب أهلها وخليها تعمل اي حاجة وتوافق عايز الموضوع يخلص بدري بدري، وحذر هايدي وجمال مفهوم..؟
=تحت امرك يباشا.
خرج فتحي من عندهم وذهب الي المُستودع حيثُ توجد نجلاء فاقدة الوعي، فقال لرجلهُ
=لسه مفاقتش تاني؟
=من ساعة ما قولتلها علي الكلام ده مفاقتش تاني.
اقترب فتحي منها يتأمل ملامحها عن قُرب، كم انها تشبه زوجته المٌتوفيه، نظر لها بِضع دقائق، فقال بتنهيدة
=انا عندي مشوار هعمله وارجع ،ولحد كده محدش يلمسها ولا يعملها حاجة غير لما ارجع وانا بنفسي اللي هقولها ع المُهمة، بس عيونكُم عليها اظُن كلامى مفهوم .
=مفهوم يا فتحي بيه ..
القي فتحي آخر نظرة عليها ورحل، في حين هي مازالت فاقدة الوعي من أثر ما تلقتهُ …
____
انتهي زين من تبديل ملابسه وخرج الي هايدي التي تجلس علي الفراش ترتدي فُستان أبيض اللون في غاية الجمال بدَّت مُغريه بالفعل ،نظر لها زين ولم يكترث، كيف لهُ ك رجُل الا يتأثر، الرجال الحقيقية وحدهم مَن تحكموا في نفسهم في تلك المواقف فهو لا يٌغريه سوي شعرَه مِن محبوبتهُ عفواً التي أصبحت آسيرتهُ التي يكرها ويحبها في الوقت نفسه …
قال بنبرة هادئة
=بقيتي احسن؟
هزت رأسها بأبتسامة ونهضت وهي تقترب منه بإغراء قائلة
=احسن بكثير طالما انا جمبك…
وقف للحظه لا يعلم ماذا يفعل ايقترب منها أم لا؟ ولكن هو لا يستطيع رؤية غير ملك التي خانتهُ ونامت مع غيرهُ ف لما لا يفعل هُو نفس الشيء ؟ اعماهُ الغضب بعض الشيء فقبَّل هايدي بقسوة كأنهُ يُعاند مع نفسه لِ نسيان ملك…
بينما الأخرى تأتي ذِهابًا وايابًا في الغٌرفة ،تٌفكر ماذا سيفعل زين الان؟، ترفُض فكرة انهُ مع غيرها بغضب، صرخت في نفسها بضيق هٌناك نار الغيرة التي لا تهدء، قضت الليلة في غيرتها ونارها، في حين تجاوز زين كُل شيء وأصبحت هايدي زوجتهُ بالفعل، نادِم بعض الشيء ولكن يري انهُ انتقم من ملك بطريقةٍ ما …..
____
في الصباح ..
كان أدهم يركُض لتمارين الصباح حتي توقف عند اُرجيحه رنا المفضلة التي تجلس عليها فقال بإبتسامة مٌشاغِبة
=أميرتنا صاحية بتعمل إيهٍ؟
قالت بإبتسامة رقيقة
=أدهم…
نظر لها قليلا فكم يعشق اسمهُ من شفتيها جلس بجانبها قائلا
=الحُب مسهرك أوي كده ؟
=مش عارفة انام داخلين ف تلات ايام مش بيتصل ولا بيعمل اي حاجة، ف الأول كان حاجة تانية خالص… ليه اتغير مابقتش فاهمة وخايفة يكون حصله حاجة، لسه باعته رسالة دلوقتي بس ما ردش…
=الله اعلم ايه اللي بيحصل معاه …!!
ما هي إلا دقيقة حتي اتت لها رسالة منهُ، صرخت قائلة
=رسالة رسالة…
فتحتها لترى صور فاجِعة ومُقرِفة، لهُ وبجانبه فتاة عارية، وقع الهاتف منها ولم تعد تري أمامها اي شيء نظر لها أدهم بصدمة وهو يلتقط الهاتف وينظٌر للصور بإشمئزاز، ثُم عاود النظر ل رنا قائلاً
=رنا انتِ كويسة؟ رنا….؟؟
وقعت رنا بين يديَّ أدهم فاقدة الوعي ،ظل أدهم يتلفظ اسمها ولكن لا حياة لمَن تُنادي، حملها بين ذراعيهِ وصعد بها بسرعة الي غرفتها حتي لا يري أحد ويقلق.
الفاجِعة أن الخيانه لا تأتِ الا مِن اقربهم لقلبك ،الغريب ف انت تعلم انهُ خائن، ولكِن الصديق هُو مَن تقلق منهُ توقع الخيانه من الجميع، ولا تثق زيادةً حتي لا تتألم فيما بعد …”.
_____
خرج زين من عرفتهم قائلا ل هايدي
=هقولهم يجيبوا الفطار هنا متنزليش
=ماشي يا حبيبي.
هبط زين للأسفل، في حين جاءت لتقفل الباب امسكهُ جمال الذي دخل معها وهي تصرخ بغضب قائلة
=بتعمل ايه يا مجنون لو حد شافنا هنروح في داهية…!!!
قال لها بغضب
=نام معاكي!!
قالت بضيق
=قولتلك ده شغل لازم يثق فيا اكثر ،بس انت اللي في قلبي مش هو… وع فكرا انا قايلاله اني متجوزة قبله واطلقت، ف اوعي تقع بلسانك بأي حاجة ويلا علشان محدش يشوفنا…
قال بغضب وهو يمسكها
=مش قادر اشوفكُم سوا خالص ، وحشتيني اصلا …
عانقها بقسوة وهي تتنفس بضيق ،ثُم بدء يُقبلها بقسوة، علي الجانب الآخر كانت ملك تمشي بجانب غرفة زين ،نظرت لها بتوتر وغيرة، حاولت استراق الإستماع لهم ،ف سمعت هايدي تقول
=انت كمان وحشتني يا جمال والله بس لازم نبين اننا اخوات قُدام زين لحد ما ناخُد كُل حاجة عايزينها ونقتله ونخلص…
وضعت ملك يديها علي شفاها بصدمة وهي لا تُصدق ما تسمعهُ ، افاقت من صدمتها علي صوت زين الذي يقف خلفها قائلا بحيرة
=ملك …!! بتعملي ايه عندك ؟
انتفضت ملك وهي تنظر خلفها لترى زين ،في حين انتفض جمال وهادي ايضًا في الداخل…
يتبع..
لقراءة الفصل الرابع : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية حطام عشق للكاتبة سارة علي