روايات

رواية لأجلك نبض قلبي الفصل الثاني عشر 12 بقلم أسماء عادل المصري

رواية لأجلك نبض قلبي الفصل الثاني عشر 12 بقلم أسماء عادل المصري

رواية لأجلك نبض قلبي الجزء الثاني عشر

رواية لأجلك نبض قلبي البارت الثاني عشر

لأجلك نبض قلبي
لأجلك نبض قلبي

رواية لأجلك نبض قلبي الحلقة الثانية عشر

نظر عمر لاوجه الجميع بعد ان قص عليهم مقتتفات مما حدث لخديجه من اعمامها دون التطرق لامر المساس بشرفه فاخذ يقص ما فعلوه من تجاوزات للاستيلاء على اموالها ليقطع نظراتهم الصامته صوت سميره المستفز ” و هى يعنى عندها اطيان قد ايه و لا فلوسها كتير اوى يطمع فيها ده عبده الله يرحمه كان افقر واحد فى اخواته ”
نظرت حياه بضيق فتدخلت فى الحديث لتردد بحنق ” يمكن كان اقل من اخواته فى اللى عندهم بس مكانش فقير ”
اوقف عمر بحده تناقرهما فى الحديث و ردد بقوته المعهوده “سيبنا المهم و دخلنا فى شغل الحريم بقى و الرغى ”
نهرته عمته بصوره جعلت الكل متخوف من رده فعله بعد ان استطردت باستهزاء ” بقى شغل حريم يا عمر، انت خلاص مبقاش يهمك حد و بتغلط فى الكبير و الصغير ”
نظره حانقه اتبعها انتفاضته من على مقعده ليردد بصوره فجه غاضبه ” خدى بالك من كلامك معايا يا عمتى…بلاش تخلينى انسى نفسى و اغلط ”
حاولت الرد و لكن اوقفها طه بدبلوماسيه ” خلاص يا سميره، عمر فيه اللى مكفيه ”
نظر عدى بتساؤل ” انا بجد مش فاهم، هم عايزينها تتنازل عن ورثها ليه ناقصهم ايه؟”
هاله باستنكار ” البحر بيحب الزياده ”
لتعقب سميره على حديثها ” و انت دخلت مع جلال فى حرب و ده نابه ازرق انت متعرفوش كويس اسالنى انا و ابوك عليه”
” ولا يقدر يعمل حاجه بس ده ميمنعش اننا ناخد حذرنا بس الفتره الجايه انا مش عايز حد يمسك اى غلطه علينا ” يردد عمر كلماته و هو ينظر لاخيه ليخصه بالحديث فينظر عدى بعدم فهم لحالته و يردد بتعجب “انت قصدك ايه؟ ما تتكلم على طول يا عمر”
يتنهد عمر بضيق و يردد بهواده ” من الاخر كده انا علمت عليهم جامد اوى فى البلد و الاكيد ان كبار البلد مش حيسكتو على اللى حصل و اللى جاى مش خير، و الاكيد حيكون فى قاعده مع كبار البلد ”
يردد عدى بتفهم ” طيب و ماله ما الحق معانا و اللى انت عملته اكيد هم يستحقوه يبقى فين المشكله؟”
يردد طه بتوضيح ” عمر مش عايز ينشر فى البلد ان خديجه اتخطفت ولا عايز يجيب سيرتها فى الموضوع عشان سمعتها انتو عارفين البلد هناك بيفكرو ازاى خصوصا ان محمود كان عاوز يتجوزها ”
تلمع عينا عدى و يشعر بالضيق و الرهبه من حديث والده و يردد بفضول حاول اخفاءه ليوجه حديثه لخديجه الصامته “و انتى رفضتيه؟”
تومئ بالموافقه دون التحدث فيردد عدى بغضب ” يعنى ايه الكلام ده؟ كانو عايزين يجوزوهاله بالعافيه و لا ايه؟”
يقف من مكانه و ينظر لعمر بغضب و يردد بصياح و ضيق “معتقدتش انك حتسكت على الكلام ده!ايه خلاص مش حنعرف نحمى بنت عمنا؟”
ينظر له عمر ضاحكا باستهزاء و يردد بسخريه ” اقعد يا شبح، انا خلاص قومت بالواجب متخافش ”
يمتعض عدى من اسلوبه المهين فيهدر به صارخا ” هو عشان انت الكبير لازم كل كلمه منى تألس عليها كده، انا مش عيل صغير عشان تتكلم معايا كده ”
” لا يا سيدى مش عيل….انت راجل و سيد الرجاله، يا ريت بقى تورينى رجوله فى التصرفات و تلم دنيتك شويه و تبطل تنطيط عشان مش عايزين حد يتكلم علينا و انت فاهمنى ”
تنظر سميره بتوجس فتردد بحيره ” و اهل البلد لما يعرفو ان بنت عبده و امها قاعدين عندنا؟ تفتكر بعقلك كده حيسكتو واحده ارمله و التانيه بنت بنوت عايشين فى بيت كله رجاله”
هتفت بتلك الكلمات و هى لا تعلم بحقيقه الامر فبالطبع هى لا تعلم بزيجه عمر و خديجه على عكس اهل بلدتهم بعد ان انتشر خبر زواجه منها كالنار فى الهشيم فاخذ عمر يفكر فى تلك المعضله حتى يسكت لسان عمته المزعج فهتف موضحا و هو يشير الى ابيه و نفسه ” ده عمها و قد ابوها و انا الوصى عليها، يبقى مفيش مشكله غير عدى ”
تردد سميره باستخفاف ” و مشكله عدى حتحلها ازاى؟”
يردد مازحا و هو ينظر لاخيه مبتسما ” عادى ممكن اطرده من البيت لو حد اتكلم ”
ليهتف عدى باغاظه ” و ممكن اتجوزها و نحل الموضوع من جذوره ”
سعل طه بعد ان دخلت المياه بانفه من حديث عدى و نظر عمر لاخيه بضيق و ردد بحده زائده ” انت بتستهبل، اتلم و اياك اسمعك تقول و لا تتكلم كده تانى….فاهم؟”
تتلبس عدى الدهشه من رد فعل اخيه العنيف جدا و الزائد عن الحد فنظر له مستنكرا تصرفه و حاول الحديث و لكن استاذن عمر بالانصراف و غارد المكان و خرج للحديقه يجلس على احد المقاعد الارضيه المبطنه و الموضوعه امام المسبح ليشعل سيجارته و ينفث بها عن غضبه
فور الانتهاء من التطرق لاحاديث جانبيه كثيره بخصوص موضوع اختطاف خديجه نظرت ليان لها نظره استعطاف و رددت بريبه ” انا خايفه اوى،ابيه عمر شكله مضايق خالص و اعتقد انه مش حيكتفى باللى عمله ”
تردد خديجه بحيره ” طيب ايه الحل؟مفيش حاجه فى ايدينا نعملها ”
تنظر بساعه هاتفها و تردد بخجل ” معلش يا ديچا انا حقوم انام الوقت اتاخر اوى و عندى كليه بكره، خلينا نكمل كلامنا بكره لما ارجع ”
تصعد لغرفتها فتجد حقائبها موضوعه فتتجه راسا الى اله التصوير الخاصه بها و تتفحصها لتتاكد انها سليمه ليس بها اى خدوش او كسور و تقوم بفتحها لتتفاجئ بكم الصور الموجوده بها لجلال و صفوت مقيدان بالارض و آثار الضرب واضحه عليهما و ما فاجئها هى تلك الصور الخاصه بمحمود ابن عمها بتلك الاوضاع الغريبه و هو يرتدى عبائه نسائيه و حجاب للراس و يضع حمره للشفاه و يركب الحمار معكوسا لتبرق عيناها بفرحه و تشعر لوهله بالشماته و لكنها سرعان ما تنهر نفسها و تردد بضيق ” اللهم لا شماته مع انك تستحقها ”
تجلس على فراشها تشعر بالضيق بعد ان ظنت ان عمر تقاعص عن اخذ حقها و لكنه ها هو يثبت لها رجولته و حمايته لها فيرق قلبها ناحيته قليلا لتعود و تنهر نفسها و تردد بصرامه مصطنعه ” انا اقسمت انى انساه….و حنساه ”
تقف فى شرفه غرفتها تجده يشعل السيجاره العاشره و ربما العشرون لا تعلم بالظبط و لكنه كان لا يتوقف عن اشعال سيجارته بالاخرى التى اوشكت على الانتهاء حتى وجدته كور علبه سجائره الفارغه و القى بها بعيدا و هو يزفر اخر انفاس بسيجارته الاخيره ليتجه بعدها للصعود
وقفت منتصبه امام باب غرفتها تنتظر صعوده فهتفت مناديه له فور مروره امامها ليتوقف و ينظر لها بعيون متعبه و مجهده فيقف محنى ظهره قليلا للامام دليل على تعبه الشديد فتقترب منه بخطوات ثابته و نظرت لعينه و رددت بقلق ” شكلك تعبان اوى ”
يبتسم بجانب فمه و يردد باجهاد ” انا تقريبا عجزت ”
تحاول اخفاء مشاعرها المختلطه فتردد ” انا شفت الصور على الكاميرا…بس مش كتير اللى عملته؟!”
لمعت عيناه و تحفز جسده بنزق و زادت ابتسامته و لكن بسخريه فهتف محتقنا ” لو انتى شايفه انه كتير فانا شايف انه قليل و لولا ان بابا جه و لحقنى كان زمان عيله الباشا بتاخد فيه العزا، بس عموما انتى صغيره و مش مقدره حجم الكارثه ”
ينتفض جسدها مستنكرا لتردد بحده ” انا مش صغيره و فاهمه كويس قد ايه الموضوع كبير، بس برده بفكر ان اللى حصل حيخلى الحكايه تفضل مفتوحه و مش بعيد الدنيا تقوم فى البلد و انا مكنتش عايزه كده ”
استفزه حديثها و ما زاد من وهج غضبه شعوره باستخفافها لما فعل من اجلها فردد بشراسه ” هو انتى قاصده تنرفزينى….مش بابا تحت قال ان اسمك مش حيجى فى الموضوع، يبقى بقى الموضوع يتفتح يتقفل يكبر يصغر ملكيش فيه ”
تتجمع العبرات بمقلتيها و تحاول التماسك امامه حتى لا تزرف دمعاتها الغاليه لترد بصوت مختنق ” هو انا بتكلم عشانى…انا مش هاممنى ان حد يعرف باللى حصل، انا بتكلم عشانك انت”
يجيبها عمر بغضب قاسى ” و انا بقى مش عايز حد يعرف و لا كنت ناوى احكى حاجه لاهلى و لا لمامتك بس انتى اللى اتسحبتى من لسانك…..”
قاطعته باسلوب جاف و تجهم فى قسمات وجهها و رددت “انا شايفه انك تقفل على الحكايه دى بدل ما توسع اكتر من كده و يا سيدى شكرا على الواجب الجامد اللى عملته عشانى ”
ترتعد اوصالها من نظرته الثاقبه فور ان هتفت بكلماتها فاخذ يتنفس ببطئ محاولا استجماع هدوء زائف حتى لا يخرج غضبه عليها فيعود و يندم بعدها ليردد بصوت هادى و بارد حاول اكتسابه” مش محتاج منك شكر لانى عملت اللى عملته عشان نفسى و كرامتى و اللى لو كنت سكت كانت اداست بالجزم يعنى انتى اصلا بره الموضوع فريحى نفسك و ادخلى نامى ”
تلمع عينها من قساوه حديثه معها فتنظر له باستهجان و تردد بصوت رقيق مصطنع بعض الشئ ” تصبح على خير يا ابيه عمر”
يضحك عمر مستنكرا و يقوس فمه بابتسامه ساخره و يردد وسط ضحكاته ” و انتى من اهله يا قلب ابيه عمر ”
ليتجه الى غرفته وسط شرود خديجه بكلماته الاخيره الساحره و التى زعزعت اوصالها و جعلتها تعود لنقطه الصفر فى مشاعرها نحوه
※※※※※※※※※※
بعد مرور ايام من حادثه اختطاف خديجه و استدعاء كل من عمر و طه للعوده لمسقط راسهم حتى يتحدثوا مع كبيرها عن تصرف عمر غير المفهوم و بالرغم من محاولات صفوت و جلال انهاء الموقف و اخبارهم بموافقتهما على عقاب عمر لمحمود الا ان رؤس البلد قد رات ان عمر قد تخطى كل الحواجز بفعلته
جلس عمر مزهوا بنفسه امام جمع لكبار العائلات الموجوده بالبلد و ردد مجيبا على سؤال كبيرهم عن سبب عقاب محمود بذلك العقاب القاسى ” انا مش حقول عمل ايه بس حخلى ابوه يقول اذا كان عقابى له بالشكل ده مناسب و لا انا كنت رحيم بيه؟”
نظر لجلال بعيون قاسيه و كارهه له فردد الاخير بتلعثم و خوف ” ايوه يا كبير، اللى عمله عمر اقل من اللى يستحقه ابنى”
يردد الكبير هاتفا بتساؤل ” ما احنا لازم نفهم لان الموضوع ميخصكوش لوحدكم ”
ينظر له عمر بحده و يقف من مكانه ليحاول والده اثنائه عن غضبه فيفشل الاخير ليردد بصوره هادره ” حضرتك كبير البلد اه…انما ابويا هو كبير عيله الباشا، و انا و ابويا و ابوه شفنا ان العقاب ده مناسب لعملته…لكن تيجى تقولى عمل ايه؟ و لازم نعرف حقولك بكل بساطه دى حاجه تخصنا احنا عيله الباشا فى قلب بعض و محدش من حقه يسال على اللى حصل”
تنتهى الجلسه بعد ان رمى قنبلته و اسكت الجميع فلم يستطع احد ان يتحدث بعدها فقد وجدوا انه معه حق فلا شأن لهم بما يدور داخل العائله الواحده الا من افرادها و انهى كبيرهم حديثه موجها لطه ” ابنك كبر يا طه و سندك و ظهرك راجل تقدر تتسند عليه ”
ابتسم طه بزهو و فخر و غرور و اشرأب بجسده يشعر و كأن الهواء يدخل لرئتيه لاول مره بذلك النقاء فهو قد احسن تربيه ابنه البكر و اصبح يتفاخر به امام كبار الرجال
&&&&&&&&&&&&&
انتظمت خديجه بدارستها بجامعه عين شمس و حاولت ان تعوض ما فاتها لاختلاف المناهج قليلا عن جامعتها و لكنها و بالرغم من بعدها عن مسقط راسها الا انها ظلت تحدث رفيقاتها بالهاتف لتشكى لهما وحدتها و اشتياقها لهما
ظلت نورهان و رنا تحاولا اخذ اى معلومات منها لتاكدهم من وجود مشاعر ناحيه عمر من قبل خديجه و لكنها ظلت دائمه الانكار لتلك المشاعر
تقرب عدى جدا من خديجه حتى اصبحا اصدقاء مقربين و كان احيانا ياخدها معه للعمل بالفندق كتدريب لها و اصبح هو يشعر بمشاعر قويه و لاول مره بحياته فهو دائم اللعب و التسليه بالجنس الاخر و لكنه تنبه لوجود شئ مختلف ناحيه خديجه فاخذ يتقرب منها على امل ان تشعر به و لكنها لم تكن تنتبه ابدا لتلك المشاعر
★★★★★☆☆☆☆☆☆★★★★★
فى ڤيلا الباشا
يوم العطله و الجميع بالمنزل جالسين على مائده الافطار فى انتظار نزول عمر الذى تاخر على غير عادته لتصعد هاله حتى تستدعيه فتجده منتبه تماما لحاسوبه المحمول
هتفت هاله بحميميه ” عمر….الفطار يا حبيبى ”
يلتفت لها كانه انتبه لتوه لدخولها فاقتربت منه بتوجس و رددت بقلق” فى ايه يا عمر؟”
يجيبها عمر بهدوء ” لا يا ماما مفيش حاجه يا حبيبتى بس فى كذا خبر بره بمنظمه كده بتفجر سفارات لكذا دوله و مركز بس معاهم ”
تجلس بجواره و تهتف متسائله ” يعنى حصل ده فى مصر؟”
يجيبها عمر برزانه ” لحد دلوقتى لا…بس ربنا يستر لان الموضوع فى كذا بلد و ممكن ييجى مصر ”
” طيب و انت قلقان ليه من دلوقتى ان شاء الله ربنا يستر ”
يبتسم لها و هو ممسك بيدها يقبلها و يردد ” قلقان عشان سفارات الدول اللى بتتضرب دى فى منهم كذا واحده رجالتى هى اللى بتحميها يا امى….قلقان عشان مش عايز لا اخسر رجالتى و لا تحصل مشاكل و لازم أامن الاماكن دى اكتر من كده ”
تنظر له بعدم فهم و تردد بفضول ” المفروض الحكومه هى اللى تعمل كده ”
” يا امى الحكومه بتأمن المنشئآت…انما انا بأمن الافراد ما تتحرق المنشئآت، الخساره البشريه اهم كتير من الخساره الماديه”
و بالاسفل تجلس خديجه بغرفه المعيشه فى انتظار تجمع العائله لتناول وجبه الافطار بعد ان اعتادت نظام عمر الصارم فى تدقيقه للمواعيد و لكنها تنبهت لحضور هؤلاء الضيوف الذين طالما لم يشعروها بالراحه
دخل امير ابن اخو هاله و جلس الى جوارها و تحدث معها بلباقه ” بعطلك عن حاجه؟”
تغلق خديجه الكتاب بيدها و تردد بذوق ” لا ابدا…اتفضل ”
يبتسم لها و يردد برقه ” ماشيه كويس فى الجامعه؟ يعنى اخدتى على الجو هنا؟”
تومئ راسها بالموافقه و تردد ” الحمد لله قدرت احصل كل اللى فاتنى و ان شاء الله السنه دى تعدى على خير ”
يخفض مستوى صوته و يردد متسائلا بهمس ” و عامله ايه مع ابو لهب؟”
تنظر له متعجبه من اسلوبه و تردد بحنف و استنكار ” هى ايه حكايتكم؟ كلكم مطلعين عليه ابولهب…طيب و الله عيب عليكم ”
يقطع حديثهما صوته المخيف و هو يقترب منهما و يردد بحده ” ما تقريبا لازم اعلقه من رجليه هو و عدى عشان يبطلو يطلعو عليا الاسم ده ”
يرتبك امير من وجوده المفاجئ له و يردد بتلعثم ” و الله ده احنا بنهزر يا عمر ”
يبتسم عمر بخبث و هو يردد متوعدا ” و انا برده حبقى بهزر و انا بلعب البخت فى عنيك انت و الزفت التانى ”
يجرى امير مسرعا خارج الغرفه عندما هم عمر بالاقتراب منه لتصدح ضحكه عاليه من خديجه من شكله الخائف و هو يهرول بعيدا فنظر لها عمر بحنق و اقترب منها بشده حتى اصبح لا يفصلهما انشا واحدا و قرب فمه من اذنها و هتف محذرا اياها بصوره صارمه ” لا اشوفك قاعده معاه لوحدكم تانى و لا اسمع ضحكتك بالشكل المستفز ده، متنسيش نفسك”
يمتعض وجهها غضبا من اسلوبه فتنظر له بضيق فيبتسم لها ابتسامه بجانب فمه و يامرها بالخروج لتناول الافطار فتتبعه و هى مطئطئه راسها غير منتبهين للوچين التى كانت دائما ما تراقب تصرفاتهما معا و تشعر بالغيره و الغضب تجاه خديجه
جلس الجميع على المائده و اخذ كل من عدى و امير يمزحان معا و يطلقان النكات و الكل يضحك على نكاتهما ما عدا عمر الجالس يتابع الاخبار بهاتفه و خديجه الجالسه تتناول افطارها فى صمت ليقطع صمتها عدى بفضوله المعروف “مالك يا ديچا ساكته ليه و لا دمى تقيل انهارده؟”
تحاول الاجابه عليه و لكن تتدخل لوچين بصوره مستفزه و تردد بخبث ” اصل عمر لسه مزعقلها على هزارها مع امير و معتقدتش انها حتقدر تفتح بوقها اليوم كله ”
نظرات ناريه و متضايقه من عمر موجهه للوچين و اتبعها تغيير وجه خديجه للضيق فهتف عدى غاضبا ” هو انت ليه مصر تخلى الكل شبهك ”
التفت عمر ليستفهم حديث اخيه الارعن و نظر اليه بنظره متفحصه و ردد بهدوء على غير عادته ” شبهى؟!! شبهى ازاى يعنى؟”
نطق بحده و صياح ” يعنى مضايق و مكشر و معقد طول الوقت…يا ريت متجيش على حد يا عمر و سيب كل واحد على راحته اللى عايز يضحك و اللى عايز يهزر و اللى عايز يبقى كئيب هو حر….سيب كل واحد على راحته ”
لوى عمر فمه بضيق و اشعل سيجارته و هو يستمع لحديث اخيه الاصغر و ردد بنهايه حديثه ” خلصت؟”
عدى بحده ” لا مخلصتش و مش معنى انك الوصى عليها تعمل فيها ولى امرها و لا ابوها انت مش حتربيها ”
حاولت هاله ايقاف عدى عن اسلوبه الفج و لكن اوقفها عمر بحركه يده دون التحدث فنظر لخديجه الجالسه لا تتحدث مطلقا و حدثها مستفهما ” و انتى رايك كده برده؟”
ابتلعت لعابها بغصه و صعوبه و نظرت له بحرج فكرر سؤاله عليها مره اخرى فور ان نظرت لعينه ” و انتى كمان يا خديجه مش عيزانى ادخل فى حياتك؟!”
” اااصل يا ابيه…ااانا ” اخذت تتلعثم و تقطع بالحديث و اخيرا استجمعت شجاعتها و رددت بنفس واحد ” انا مش حاسه انى عملت حاجه غلط عش….”
قاطع حديثها رافعا يده امام وجهها و انتصب واقفا من مكانه و اخذ هاتفه و سجائره و مفاتيجه ووضعها بجيوبه و ردد و هو يتجه للخارج ” تمام…من انهارده انا مليش دخل بيكى، خدى راحتك على الاخر ”
هرول خارجا قبيل ان يستطيع اى فرد التحدث معه فنظرت هاله لهم بضيق فانحنى عدى لامير هاتفا بسخريه ” دلوقتى مرات ابويا تبهدلنا عشان زعلنا ابنها ”
يضحك امير فتحدقه هاله بنظرات ناريه و تقف منتفضه من على مقعدها و تردد باسلوب تحذيرى ” لو اللى حصل ده اتكرر تانى يا عدى صدقنى مش حيهمنى شكلك قدام الناس و حقل منك بعد كده ”
ثم نظرت لابن اخيها و رددت بحنق ” و انت لو حتيجى كل اجازه عشان تعمل حزب مع عدى على عمر يبقى متجيش احسن يا امير ”
ثم نظرت للوچين محذره ” و انتى يا ريت متتدخليش فى حاجه يا لوچى متخصكيش عشان انا حايشه عمر عنك بالعافيه”
استدارت وواجهت حياه و رددت بصوره صارمه” هاتى بنتك و تعالى نقعد فى المكتب شويه ”
و بالفعل نفذت حياه طلب هاله التى جلست تنظر بضيق و حده و رددت بعصبيه هادره ” اسلوبك مش عاجبنى يا خديجه و اعرفى انى ساكته على تصرفاتك بس عشان عمر هو طلب منى ده ”
تحاول حياه التحدث و لكن توقفها ابنتها و هى تردد مدافعه عن نفسها ” انا عملت ايه غلط؟”
تجيبها هاله بتفسير ” مكانش ينفع تحرجى عمر بالشكل ده ابدا خصوصا فى وجود لوچى و امير و هو لما سالك كانت اجابتك المفروض تكون غير كده خالص بس انتى الظاهر من كتر ما بتقوليله يا ابيه نسيتى انه جوزك ”
تتضايق خديجه من طريقتها باتهامها فتردد بحده و صياح “هو اللى عايز كده….هو اللى مصر يخلى الوضع بينا كده، متجيش حضرتك و تحاسبينى انى سمعت كلامه فى الاخر و نفذت اللى هو عاوزه ”
تفهم هاله المعضله فتقترب منها و تحدثها برقه ” عمرك سالتى نفسك ليه عمر بيبعدك عنه بالشكل ده و انا و انتى متاكدين انه بيحبك ”
يعتصر الالم قلبها و تترقرق الدموع بعينها و تردد بصوت مختنق ” عمر مبيحبش حد و هو حر يعمل اللى هو عاوزه ”
تبتسم هاله و تردد بمداعبه ” يا بت…عيب عليكى ده اللى ربى خير من اللى اشترى و انا زى ما فاهمه ابنى فهماكى كويس اوى ”
تهتف بضيق ” طيب فسرليلى حضرتك سبب اللى بيعمله ”
تتنهد هاله بحزن و تردد بانكسار ” عمر يا قلبى اللى شافه مينفعش يتحكى و صدقينى فى حاجات كتير اوى هى السبب فى اسلوبه ده، بس اللى انا متاكده منه ان شويه دلع على حبه حنان على كلمتين رومانسيه حيبقى زى العجينه فى ايدك خصوصا انه بيحبك يا ديچا ”
تشعر خديجه بقلبها ينتفض من مكانه على اثر كلمات هاله المحفزه و تردد بفضول ” هو قالك كده يا طنط؟”
” ايوه يا روح طنط قالى و اعترفلى انه بيحبك و من زمان كمان من وقت الفرح اللى اتقابلتو فيه بس هو صعب و اللى حتعيش معاه لازم تتعلم تتقبل اسلوبه عشان ميكونش فى صدام بعدين ”
تبتسم من زاويه فمها و تشعر بقلبها سينفجر من مكانه لتهتف حياه بتمنى” ربنا يقدم اللى فيه الخير ”
★★★★★☆☆☆☆☆☆★★★★★
فى مقر شركه الباشا
بعد مرور اسابيع من تحدث عمر لخديجه امام عائلته اصبح يقضى معظم اوقاته بشركته فلا يراها الا على الافطار و العشاء و كان يحاول دائما تحاشى التحدث او التعامل معها الا فى اضيق الحدود حتى مع محاولتها الدائمه للتحدث معه
جلس عمر ينظر لصورتها الموضوعه باطار زجاجى على مكتبه و اخذ يملى عيناه منها فعلى الرغم من انها تعيش معه ببيت واحد الا انه لا يراها الا عندما يسرق اللحظات الخاطفه حتى يمتع نظره بملامحها الرقيقه
دخل معتز بعد ان طرق الباب فلم يجد رد ليجد عمر محدقا بصورتها فردد مازحا ” يا بنى دى مراتك…بتحسسنى انها قصه حب من طرف واحد ”
يبتسم عمر بغصه و يردد بتنهيده “و الله انت ما فاهم حاجه”
” طب فهمنى….اتفاجئت بيك متجوز و دلوقتى عايشه معاك فى البيت، بس مخبى على اهلك…مش فاهم و ربنا ما فاهم حاجه ”
يضحك عمر ساخرا من حديث مساعده و رفيقه و يردد بحيره ” و لا انا فاهم…بس المهم انها جنبى و بعد كده كل حاجه تانيه امرها سهل ”
” بس فى حاجه واقفه بره و امرها صعب ” يهتف بها معتز بتشويق فينظر اليه عمر بفضول ليستطرد معتز حديثه ” لارا بره و عيزاك ”
يجلس باريحيه و برود و يامره بادخالها و التى فور دخولها اخذت تتحدث بسرعه و حده بكلمات روسيه غير مفهومه لعمر فابتسم لها بابتسامته الساحره و حك طرف ذقنه و ردد بعجرفه و وقار ” ان كنتى تسبيننى فاحب ان اسمع سبابك بالانجليزيه حتى استطيع الرد عليكى ”
نفثت النيران من انفها و راسها و اخذت تصرخ بكلمات بالروسيه لغتها الام غير عابئه بعدم فهمه لما تقول فردد باسلوب تهكمى صريح ” حسنا فانا عندما اجد قناه تلفزيونيه بلغه غير معلومه لى اغيرها على الفور او ابحث عن ترجمه بالانجليزيه لذا…….بالانجليزيه من فضلك ”
حاولت ان تهدأ و استجمعت شجاعتها و جلست امامه على المقعد الجلدى الاسود و شابكت قدميها واضعه واحده فوق الاخرى و نظرت له نظره لم يفهم مغزاها و رددت ” حسنا عمر ساحدثك بالانجليزيه، متى تزوجت؟”
رددتها و كانها تفتح معه تحقيق بالشركه ليبتسم هو بمرح و يردد “قاربت على اتمام عام و لكن لم نكن نعيش معا ببيت واحد”
” ماذا تعنى؟”
” بمعنى اننا تزوجنا ورقيا فقط و لم تنتقل للعيش معى الا من اسابيع قليله تحديدا يوم اتصالك و تحدثك معها ”
تحدث بصدق و ثقه فهو لا يهاب احد او يحتاج للكذب او التجميل من اجل احد لتنظر له بضيق و غضب و تردد مستنكره ” و ماذا عنى؟”
” لقد اتفقنا انها علاقه عابره و هى لم تكن ابدا اكثر من ذلك بالنسبه لى ”
ترقرقت الدموع بعينها حزنا و نظرت له بتوسل و رددت برجاء ” و لكنى احبك عمر و اذا كانت علاقتنا فى البدايه كذلك فانت تعلم جيدا ان مشاعرى قد تغيرت و اصبحت مثل الهواء بالنسبه لى ”
” تلك مشكلتك و لا شأن لى انا لم اعدك بشئ و على العكس تماما انتى من وضعتى تلك القوانين لنا اول مره….اتريدين ان ارمى على مسامعك ما قلته لى باول لقاء لنا؟”
تهتف هى برجاء و توسل و عبراتها تنزل على صدغها “عمر ارجوك ”
يكمل حديثه بقسوه و تاكيد ” لقد قلتى لى تلك علاقه عابره عمر و لليله واحده فقط فانا اشعر بالملل سريعا و سوف نكن رفقاء فراش لليله واحده و بعدها نعود لنصبح اصدقاء”
يصمت و ينظر لها بتدقيق و يردد بتساؤل ” هل نسيت شيئا مما قلته ام هذا فقط؟”
” انا موافقه ان اكون بعلاقه مع رجل متزوج…الم تعرض على هذا العرض و الان انا موافقه ”
وقف واضعا يده بجيب بنطاله و استدار ناحيتها و جلس بالمقعد المقابل لها و انحنى قليلا بجزعه حتى يقترب منها و نظر بعينها بنظرات تفحصيه ثم مد يده ناحيه اطار صوره خديجه و ادارها لتواجه لارا و تحدث بصوت اجش و لسان لاذع ” هل ترين كتله النقاء و الطهاره تلك؟ هذه زوجتى….هل تعتقدين بعقلك الصغير حجم عقل اليمامه اننى ممكن ان اخون ذلك الملاك؟!”
” و لكنك قلت…..”
يقاطعها بسرعه ” كل ما فى الامر اننى كنت اداعبها ليس الا لانها رات رسائلك و تضايقت و اردت ان اتلاعب معها قليلا و لكنها تعلم اننى احبها و لن اخونها ابدا ”
تبتلع لعابها بالم و تصرخ به باكيه ” اذا انتهى ما بيننا اليس كذلك؟!”
” نعم ” رددها بثقه و شموخ فوقفت من مكانها و اخذت حقيبتها و اتجهت للباب حتى تخرج و لكنها توقفت فجأه و يدها على مقبض الباب و استدارت لتحدثه بصرامه و قوه “ستدفع الثمن عمر…فانا لارا ايڤانوڤيتش و الذى لم يسبق و ان تركنى رجل قط و….”
يقاطعها عمر بسخريه مستهزءا بها ” هناك اول مره لكل شيئ لارا ”
تومئ راسها بغضب و هى تصر على اسنانها بحنق و تردد متوعده ” و انا اقسم لك انك ستدفع الثمن و قريبا جدا “

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لأجلك نبض قلبي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى