روايات

رواية خطاياها بيننا الفصل السادس عشر 16 بقلم هدير نورالدين

رواية خطاياها بيننا الفصل السادس عشر 16 بقلم هدير نورالدين

رواية خطاياها بيننا الجزء السادس عشر

رواية خطاياها بيننا البارت السادس عشر

رواية خطاياها بيننا الحلقة السادسة عشر

بدأت غزل تستمتع بالأمر اخذت تصرخ بفرح ضاحكة عندما بدأ جابر يدير الألة بطرق متعرجة لكن فى احدى تلك الحراكات فقدت اتزانها و سقطت فى الماء اخذت تتخبط فى المياة و الرعب يسيطر بينما تشاهد جابر يبتعد بالألة بدأت تتخبط و المياة تدخل بانفها و فمها لن تستطع الصمود حاولت رفع رأسها لكنها كانت تغرق للاسفل ..
لم تمر لحظات الا و سمعت صوت الالة يعود من جديد ثوان قليلة و شعرت بذراعين قوية تسحبها للأعلى و صوت جابر الممتلئ بالذعر يهتف اسمها بهلع
=غزل… غزل….
ضغطت على كتفه برفق محاولة ان تطمئنه انها بخير فلم تكن تستطع فتح فمها بسبب كم الماء الذى ابتلعته وضعها فوق الألة لكن هذة المرة امامه
احاط خصرها باحدى ذراعيه يضم جسدها الى جسده الصلب بينما اسندت رأسها الى صدره و هى شبه فاقدة للوعى بينما امسك بيده الاخرى زمام الالة
وقاد نحو الشاطئ و هو يكاد ان يختنق بالرعب الذى يشعر به فاذا اصابها مكروه لن يسامح نفسه ابداً ضمها بقوة اليها و هو يبتلع الغصة التى تسد حلقه يدعو الله ان ينجيها من اجله..

 

 

وصل الى الشاطئ هبط من الألة ثم اسرع بحملها بين ذراعيه متجهاً بها نحو سيارته الواقفة خارج منطقة الشاطئ بعدة اميال
وضع غزل برفق فوق المقعد الذى بجانب السائق ثم صعد الى جانبها يقود السيارة نحو المشفى وكامل جسده ينتفض انفعالاً و خوفاً عليها كان يتحسس وجنتيها الشاحبة كل حين و اخر هامساً باسمها بقلق كانت تفتح عينيها بصعوبة محاولة ان تطمئنه انها بخير رغم ارتجاف جسدها المستمر وشعورها بالغثيان الذى جعلها تكاد ان تفرغ ما بجوفها
فحصها الطبيب و اجرى لها عدة اسعافات اولية اخذت غزل تتقيئ مخرجة المياة التى ابتلعتها كانت تتقيأ و جابر يقف خلفها يساندها بكل مرة دون تركها و لو للحظة واحدة..
طمئنه الطبيب انها بخير لكنها تعانى من صدمة و الغثيان سببه كمية مياة البحر الكثيرة التى ابتلعتها اثناء سقوطها بالبحر لذا اعطاها عدة أدوية حتى يخلصها من تلك المياة و يوقف تقيؤها..
بعد ان اطمئن جابر عليها صحبها الى جناحهم بالفندق فور دخولهم حملها الى غرفة الحمام نزع ملابسها المبتلة و شغل الماء الساخن سحبها معه يمسك بها اسفل المياة الساخنة محاولاً دعمها لكنها دفعته بعيداً عندما ضربتها موجة من الغثيان اندفعت بتعثر نحو المرحاض مخرجة ما بجوفها ليلحق بها على الفور
و القلق و الخوف عليها يعصفان بداخله…جلس علي عقبيه بأرضية الحمام يحتوي بين ذراعيه جسدها المرتجف فقد كانت شبه منهارة تطلق تأوه متألم بسن حسن و اخر و هى تتقيأ ما بجوفها من مياة مالحة..
مما جعله يربت علي رأسها بحنان مبعداً شعرها للخلف محاولاً التخفيف عنها و قد ألمه رؤيتها تعانى بهذا الشكل بسببه فهو السبب فى كل هذا فلو استمع الى مخاوفها منذ البداية ما كان اصابها ما اصابها…

 

 

عندما انتهت اسندت رأسها بتعب للخلف علي كتفه و هى شبه غائبة عن الوعى و صدرها يعلو و ينخفض بقوة تكافح لألتقاط انفاسها بينما اخذ هو يمرر يده علي رأسها بحنان و عينيه ممتلئة بالقلق و الخوف يتفحص وجهها الذى كان خالى من اى لون يدل على الحياة و شفتيها الشاحبة المرتجفة
كان رؤيته لها بحالتها تلك تجعل صدره ينقبض بألم….
ظل يتحسس شعرها برفق حتي شعر بتنفسها اللاهث المنقطع ينتظم و يعود الي طبيعته..
نهض و هو يحملها بين ذراعيه متجهاً بها نحو الدش يقف اسفله يغسل وجهها المحتقن المتعرق و فمها …
اغلق المياة ثم خرج الى غرفة النوم و هو يحملها بين ذراعيه واضعاً اياها بلطف فوق الفراش قبل ان يتجه نحو الخزانة و يخرج منها ملابس نوم مريحة لها
ساعدها فى ارتدائها ثم وقف ممسكاً بمنشفة مجففاً شعرها ثم اخرج حبة من الدواء الذى وصفه الطبيب لها وساعدها فى تناولها.
بعد ان تناولتها جعلها تستلقى على الفراش ثم استلقى بجانبها يحتضنها بقوة اليه
دفنت وجهها بعنقه لتلامس انفاسها الدافئة جلده مما جعل دقات قلبه تزداد بعنف حتي ظن انه سوف يغادر جسده تأثراً بحركتها تلك طبع قبلة فوق رأسها منحنياً هامساً باذنها بصوت اجش
و هو يشعر بالذنب يعذبه
=حقك عليا يا حبيبتى…
همست بصوت متعب ضعيف و هى تعقد ذراعها حول خصره

 

 

=و انت ذنبك بس ايه يا حبيبى انا اللى ممسكتش فيك كويس… و وقعت
زفر بعمق قبل ان يقبلها فوق جبينها رافعاً يدها الى فمه يطبع قبلة فوق راحتها و هو يتمتم بخوف و ألم
=لو كان حصلك حاجة انا كنت ممكن اموت فيها..
رفعت وجهها عن عنقه واضعة رأسها فوق وسادته ليصبح وجههما متقربان همست بصوت اجش ممتلئ بالعاطفة
=بعيد الشر عليك يا حبيبى
ثم قبلته برفق فوق شفتيه قبلة حنونة قصيرة اخذ جابر ينظر اليها عدة لحظات و عشقه وشغفه يملئان عينيه همس باذنها بحنان
=نامى يا فراولة و ارتاحى
ضحكت غزل قائلة بتعب
=فراولة ايه بس ده انا بحالتى ده محصلتش خيار
طبع قبلة فوق خدييها مقاطعاً اياها بصوت اجشص
=فراولة و غرقانة بالنوتيلا كمان
ضحكت غزل مما جعله يبتسم
ضمها بقوة الى جسده تنهدت غزل براحة مغلقة عينيها متمتعة بدفئه و حنانه حتى غرقت بالنوم بين ذراعيه
༺༻༺༺༻༻

 

 

بعد مرور يومين..
وقفت غزل بمنتصف الغرفة ترتدى فستان طويل رائع ترتب الطعام الذى اوصلته خدمة الغرف تنتظر جابر الذى ذهب للاسفل لكى يتمشى قليلاً فقد رفضت الذهاب معه حتى تعد هذة المفاجأة له
راغبة بصنع جو رومانسى من اجلهم..
استقامت واقفة عندما فتح باب الجناح و دلف جابر الذى ما ان شاهدها تجمد مكانه و عينيه مثبتة عليها تحترق بالرغبة فور رؤيته لها بفستانها الضيق ذون اللون الازرق الزهى الملتصق بجسدها

اقترب منها وقد فز قلبه داخل صدره بعنف عندما انخفضت نظراته الي جسدها يتفحصه باعين مشتعلة بنيران الرغبة حيث اظهر فستانها الذى ترتديه جمال قوامها الذي كان اشبه بالساعة الرملية بينما شعرها الحريري العسلى منسدلاً بنعومة على ظهرها يصل الي اسفله جاعلاً اصابعه تتوسل لكي يدفنها به و يتلمس نعومته الحريرية
انخفضت عينيه الي شفتيها الوردية الممتلئة باغراء بينما كان خديها ممتلئين بشكل محبب جعله يرغب بقضمها باسنانه
اتخذ خطوة نحوها هامساً بصعوبة بأنفس ثقيلة و هو لا يستطيع تجميع افكاره
=ايه ده يا غزل!!! انتى ازاى كده
اجابته مبتسمة و هى تشير بيدها الى فستانها الرائع الذى كان هدية من حلا و صفا صديقتيها
=ايه رأيك..؟!
اقترب منها جاذباً اياها بين ذراعيه قائلاً بانفس محتقنة و عينيه مشتعلة بالرغبة
=صارو.خ ارض جو..
ضحكت عاقدة ذراعيها حول عنقه هامسة باذنه باغراء
=ارقص معايا
انتبه جابر الى الموسيقى الناعمة التى تملئ الغرفة لف ذراعيه حول خصرها جاذباً اياها نحوه ليصبح جسدها اللين مستنداً على صلابة جسده اخذوا يرقصون على النغمات الناعمة للموسيقى بينما دفن جابر وجهه بعنقها موزعاً قبلات رقيقة فوق جلدها الحساس تأوهت غزل باستجابة مما جعل النيران تشتعل بعروقه اسرع بحملها بين ذراعيه مما جعلها تصرخ بمفاجأة اتجه بها نحو الفراش واضعاً اياها فوقه ثم استلقى بجانبها مستولياً على شفتيها فى قبلة شغوفة لحوحة ليغرقوا سوياً بعالمهم الخاص.
༺༺༺༺༻༻༻༻

 

 

بعد مرور اسبوع…
عاد كلاً من غزل وجابر الى المنزل بعد انتهاء رحلتهم فور دلوفهم الى داخل المنزل شاهدوا عثمان والد جابر يجلس بالردهة الداخلية للمنزل و على وجهه يرتسم الحزن اتجهت نحوه غزل هاتفة اسمه بفرح
=بابا عثمان…
فور ان رأها اشرق وجهه بالفرح و قد اختفى حزنه دفع مقعده للامام لمقابلتها انحنت
غزل تحتضنه بقوة غمغم بصوت فرح
=حمد لله على السلامة يا حبيبتى… البيت من غيركوا كان ضلمة..مالوش كطعن
ربتت على ظهره برفق قبل ان تبتعد عنه مغمغمة بلطف
=الله يسلمك يا بابا..
التف عثمان نحو جابر قائلاً باشتياق
=ازيك يا جابر… عامل ايه يا حبيبى
اجابه جابر باقتضابه المعتاد معه
=بخير
غمغم عثمان قائلاً بلهفة سائلاً اياه و هو يحاول مواصلة الحديث معه
=اتبسطتوا هناك..؟!
ظل جابر صامتاً و لم يجيبه وعلى وجهه يرتسم تجهم مما جعل غزل تسرع باجابته بارتباك
=اها يا بابا اتبسطنا… كانت سفرية تحفة
اقترب عثمان من جابر قائلاً بحزن
من تجاهله له
=مبتردش عليا ليه يا بنى… لسه برضو شايل منى… و مش عايز تصفى
ليكمل و غصة من الألم تجتاحه
=انا قولت بعد جوازك من غزل هتنسى و تسامح لكن انت قلبك اسود يا جابر و عمرك ما هتسامح
قاطعه جابر بسخرية حادة لاذعة
=قلبى اسود زيك بالظبط ولا ناسى
ليكمل وعينيه تلتمع بالقسوة و الغضب
=عايزنى اسامحك على ايه…اسامحك على بهدلتك فينا و فى امى علشان واحدة رخيصة متسواش
هتفت غزل بحدة مقاطعة اياه و قد ثار غضبها من اهانته لوالدتها

 

 

=جابر.. اللى متنساش اللى بتتكلم عليها دى تبقى امى
التف ينظر اليها و عينيه تنطلق منها الشرارات ضيق عينيه بغضب محدقاً بها
=متقلقيش ما المصيبة ان انا عارف كويس انها امك… و ده اللى بحاول انساه و مفتكرهوش
جفلت و خطت خطوة إلى الخلف و ذراعاها تلتفان حول نفسها بينما
التف هو الى والده قائلاً بغضب
=عايزنى انسى ايه قولى.. بهدلتك فينا تفضيلك لها علينا و لا امى اللى ماتت بحسرتها بسببك علشان مش عايز تزعل الهانم و تلومها حتى على محاولتها لحرق مراتك ام عيالك
اختنق عثمان بالدموع قائلاً بصوت مرتجف
=انت مش فاهم حاجة يا بنى
قاطعه جابر بقسوة و يضغط على اسنامة بقوة
=مش عايز افهم حاجة و لحد اخر لحظة فى عمرى.. مش هسامحك
تابع حديثه مردفاً و هو يهدر بصوت غليظ ممتلئ بالقسوة و الغضب
=انت و لا حاجة بالنسبالى… انت مت يوم ما امى ماتت بحسرتها بسببك
هتفت غزل بغضب به فور رؤيتها لعثمان ينهار باكياً
=جابر كفاية… حرام عليك
استدار اليها أمراً من خلال أسنانه المشدودة و كان هناك تهديد مشؤوم في هديره المنخفض لصوته
=مسمعش صوتك و متتدخليش
ثم انصرف مسرعاً دون ان ينتظر ردها مغادراً المنزل بخطوات غاضبة بينما وقفت غزل تنظر بارتباك نحو عثمان الذى التمعت عينيه بالدموع جلست على عقبيها امامه قائلة بلطف محاولة مواساته
=معلش يا بابا.. متزعلش منه
هز عثمان رأسه هامساً بصوت مختنق مكروب
=عمره ما هيسامحنى يا غزل.
ربتت على ذراعه بحنان و هى تدرك مدى الألم الذى يعانيه من جفاء جابر له
=هيسامحك والله…جابر بحبك و مالوش غيرك فى الدنيا..
هز رأسه قائلاً بصوت مختنق
=لا ده بيكرهنى… من يوم ما امه ما ماتت و هو بيكرهنى.. مش قادر يصدق ان امه كانت كدابة ازهار يومها كانت معايا ازاى هتحرقها و هى كانت معايا
ده كان فخ من عمايل لبيبة و وفاء كانوا فاكرين انى مسافر ميعرفوش انى رجعت يومها الفجر قبل ما يعملوا عملتهم السودا بنص ساعة بس
شحب وجه غزل فور سماعها ذلك و اكتشافها ان والدتها بريئة مثلها و قد نصبوا لها فخ كما فعلوا بها امسك بيدها عثمان قائلاً
=علشان كدة عارف انك بريئة يا حبيبتى من موضوع بسمة…

 

 

ضغطت على يده شاعرة بالامتنان من ثقته بها ليكمل هامساً بتعب
=وصلينى اوضتى يا حبيبتى…معلش
طبعت قبلة على خده قبل ان تنهض و تدفع مقعده نحو غرفته ساعدته على الصعود الى فراشه ثم قامت بتغطيته جيداً تمنت له ليلة سعيدة قبل ان تصعد الى الغرفة الخاصة بها و بجابر..
بعد ان بدلت ملابسها استلقت فوق الفراش ملتقطة من فوق الطاولة التى بجانب الفراش هاتفها الذى قد نسته بالمنزل و لم تأخذه معها الى رحلة شهر العسل وجدت شحنه قد نفذ لذا نهضت و وضعته على الشاحن انتظرت قليلاً قبل ان تقوم باعادة تشغيله..
فور ان فتحته وجدت رسائل عديدة من رقم مجهول كلها تحتوى على شتائم و سب لها ارتجف جسدها بالغضب عندما هذا الرقم يتصل بها اجابت بحدة
=الو مين معايا….
قاطعها صوت حاد لاذع
=سافرتى معاه… سلمتى نفسك له يا رخيـ.صة
صرخت غزل بغضب
=انت مين يا حيو.ان و ازاى تشتمنى كدة
اجابها بصوت عاصف
=انا كرم… كرم اللى ضحكتي عليه من 7 سنين و وقعتيه فى شباك حبك…و ضحكتى عليه من تانى و وهمتيه انك هتهربى معاه بقى انا تسيبنى و ترجعى لابن عثمان
همست غزل بانفس لاهثة متقطعة وهى لا تصدق ما تسمعه
=وقعت مين فى حبى انت مجنون… انا عمرى اتعاملت معاك اصلاً و عمرى ما قابلتك الا فى حضور جابر
صاح بصوت يصم الاذان
=ليه ناسية ضحكك معايا… و نظراتك الملعونة ليا
قاطعته غزل وهى تهز رأسها بقوة
=انت مجنون… مجنون و مش طبيعى..
زمجر بصوت شرس وهو يبدو خارج السيطرة
=ايوة مجنون… و هتطلع جنانى ده عليكى قسماً بالله لأخد حقى منك يا غزل مش هرحمك سامعة مش هـ…..
اغلقت سريعاً الهاتف ملقية اياه من يدها بخوف لا ترغب فى سماع المزيد من جنونه هذا ارتمت فوق الفراش تبكى وكامل جسدها يرتجف لا تعلم لما يحدث هذا معها فعندما بدأت تشعر بالسعادة مع جابر يظهر هذا المجنون ليخرب حياتها فهى بحياتها لم تعده بشئ او اظهرت له الاعجاب كما يدعى.. فالجميع كان يعلم انها عاشقة لجابر واقعة فى حبه منذ الصغر فلما يدعى هذا..
فور دخول جابر الغرفة وقعت عينيه على تلك المستلقية فوق الفراش تبكى بشهقات ممزقة اسرع نحوها هاتفاً بهلع و قلق
=فى ايه ياحبيبتى بتعيطى ليه؟

 

 

عندما لم تجيبه جذبها بين ذراعيه يحتضنها بقوة قائلاً بقلق
=انت زعلانة منى علشان زعقت فيكى تحت مش كدة
ليكمل و هو يربت فوق رأسها بحنان
=حقك عليا يا حبيبتى.. بس غصب عنى كل ما بشوفه بفتكر اللى حصل لامى
تابع بقلق عندما استمرت فى البكاء و جسدها يرتجف بشدة
=فى حاجة تانية حصلت..؟؟ حد فى البيت عمل فيكى حاجة
هزت رأسها غير راغبة باخباره بتهديد كرم لها فاذا علم انها حاولت الهرب معه لن يرحمها
=مفيش حاجة.. كل الحكاية ان ماما واحشتنى بس
زفر جابر براحة و قد كان يعتقد انه اصابها شئ ضمها اليه مقبلاً اعلى رأسها قائلاً
=طيب اهدى يا حبيبتى… بكرة روحى زوريها هخلى منعم يوصلك
اومأت برأسها هامسة بصوت مرتجف
=عايزة انام فى حضنك
نزع جابر سترته وحذائه قبل ان يستلقى على الفراش بجانبها سحبها نحوه ممسكًا بها بشدة لدرجة أنه شك في قدرتها على التنفس قام بدفن وجهه في شعرها وأغمض عينيه مستنشقاً رائحتها و امتص إحساسها بين ذراعيه اسرعت غزل بالاندساس بحضنه دافنة وجهها بعنقه تستنشق رائحته و هي ترتجف من الرأس إلى أخمص قدميها انزلقت ذراعيها حول خصره وأغلقت ملامح جسده القاسية في اتصال أكثر حميمية مع نعومتها الخاصة. أرادت أن تشعر به حتى تشعر بقليل من الاطمئنان دفنت وجهها بعنقه اكثر ظلوا على وضعهم هذا حتى غرقت اخيراً بالنوم بين ذراعيه و دموعها تغرق و جهها
༺༺༺༻༻༻
باليوم التالى..
استيقظ جابر و ارتدى ملابسه لكى يستعد للذهاب الى عمله انحنى على الفراش موزعاً قبلات متفرقة فوق وجه وعنق تلك المستغرقة بالنوم تلملمت غزل فى نومها فاتحة عينيها ببطئ ليشرق وجهها بابتسامة فور رؤيتها لجابر منحنى فوقها
=صباح الخير يا حبيبتى عاملة اية دلوقتى..
ابتسمت هامسة بصوت اجش من اثر النوم
=صباح النور .. الحمد لله كويسة
طبع قبلة سريعة فوق شفتيها قبل ان يغمغم بحنان
=لسه زعلانة…؟!
هزت رأسها رغم شعورها بغصة من الخوف تضرب قلبها فور تذكرها تهديد كرم لها الا انها حاولت عدم اظهار شئ له
=لا ياحبيبى اطمن انا كويسة..
مرر يده الدافئة فوق طول ذراعها فى حركة مطمئنة قائلاً بهدوء
=طيب قومى يلا البسى هوصلك عند مامتك…
ابتسمت وهى تسرع جالسة قائلة بلهفة فهى لم تكن بحاجة الى حضن والدتها كما تحتاج اليه الان
=بجد هتودينى لماما…
اومأ برأسه اسرعت بالنهوض راكضة نحو الحمام لكنه امسك بذراعها موقفاً اياها قائلاً وهو يشير نحو صينية من الطعام موضوعة على الطاولة بجانب النافذة

 

 

=تفطرى الاول وتشربى العصير بعد كدة اجهزى براحتك انا لسه هنزل اقابل العمروسى ارتب معاه شغل النهاردة قبل ما نسافر… هوصلك تقضى اليوم مع مامتك و انا هروح اخلص ورق…
امسكت غزل بيده قائلة باعين تلتمع بعشقها له
=ربنا يخاليك ليا ياحبيبى…
جذبها الى صدره يحتضنها بقوة طابعاً قبلة فوق حنايا عنقها هامساً باذنها بصوت اجش ممتلئ بالعاطفة
=انا مستعد اهد الدنيا و ابنيها من اول و جديد ولا انى اشوفك بتعيطى زى امبارح تانى…
.
انزلقت ذراعيها حول خصره تحت سترته و احتضنته بقوة مستمتعة بدفئه وحنانه فقد كان موشوم على كل جزء من قلبها روحها
ظلوا محتضنين بعضهم لبعض الوقت قبل ان يتركها جابر و يغادر تاركاً اياها تتناول افطارها…
انتهت غزل من تناول فطورها و بدأت بارتداء ملابسها عندما اعلن هاتفها عن وصول رسالة فتحتها بيد مرتجفة وقلبها يخفق سريعاً فقد كانت تعلم هوية مرسلها جيداً
“عايز اقابلك… و اياكى ترفضى اقصرى شرى وقابلينى بدل ما اطربق الدنيا فوق دماغك و اعرف جوزك المحروس انك كنت هتهربى معايا يوم فرحكوا…”
اتصلت غزل به على الفور و هى على وشك البكاء فور ان اجاب هتفت به بصوت مرتحف
=عايز منى ايه يا كره.. بتعمل كدة لية ؟!!
قاطعها قائلاً ببرود
=عايز اشوفك… فى موضوع مهم عايز اتكلم معاكى فيه
ليكمل سريعاً عندما همت بالرفض
=و قبل ما ترفضى.. فكرى كويس فى جوزك و لو عرف هيعمل فيكى ايه.. معايا تسجيلات كل مكالمتنا و اتفاقنا…
انسابت دموعها على خدييها و كامل جسدها اخذ يرتجف بعنف التقطت نفساً طويلاً محاولة تهدئة نفسها قبل ان تهمس
=انا… انا نازلة المنصورة مع جابر اشوف ماما فى مستشفى الـ….. اول ما جابر يسيبنى هكلمك و نتقابل
لتكمل بصوت حاولت جعله حاد وصارم قد الامكان

 

 

=هما 5 دقايق يا كرم و مفيش دقيقة زيادة….
همهم كرم بالموافقة مغلقاً معها ثم اخذ نفساً طويلاً متراجعاً الى الخلف فى مقعده وابتسامة واسعة ترتسم على شفتيه مهمهماً بصوت منخفض محدثاً نفسه
=والله و وقعتى يا بنت مجاهد… فاكرانى هرحمك…
ليكمل بقسوة وعينيه تلتمع بالغضب
=ارحمك ازاى… بعد ما سلمتى نفسك لراجل تانى وحرقتى قلبى بنارك…
والله لأهد الدنيا فوق دماغك و اخليه يرميكى رمية الكلاب فى الشارع
همس وعينيه تلتمع بالجنون
=وقتها مش هتلاقى غيرى.. يلمك من الشوارع…
هز رأسه اعجاباً بفكرته تلك نهض مسرعاً كى يتجهز و النظرة الجنونية مرتسمة بعينيه
༺༺༻༻༻༻
فى وقت لاحق
وقف جابر مع غزل امام المشفى محتضنا يديها بين يديه
=هسيبك تقضى اليوم مع مامتك انا متفق مع الممرضات على كل حاجة و هياخدوا بالهم منك اى حاجة تعوزيها تطلبيهم منهم على طول…
ليكمل وهو يمد يده بجيب سترته مخرجاً حافظته واخرج مبلغ كبير من المال وضعه بيدها
=خلى الفلوس دى معاكى…
رفضت غزل اخذها منه قائلة بارتباك
=لا يا جابر انا مش محتاجة فلوس
وضعهم بيدها قائلاً بتصميم
=خليهم معاكى.. اعتبريهم مصروف الاسبوع بتاعك لو احتاجتى حاجة تجبيها
اومأت رأسها و خدييها يشتعلان بخجل هامسة
=شكراً يا حبيبى..
ابتسم جابر قائلاً وعينيه تلتمع بالرغبة و الشغف

 

 

=يا دينى على حبيبى دى يا ناس انا لو فى البيت كنت اكلتك اكل
اشتعل وجنتيها بالخجل اكثر مما جعل جابر يبتسم ربت على خدها بلمسة خفيفة قبل ان يدفعها بلطف نحو باب المشفى..وقف و ظل منتظراً حتى اطمئن انها اختفت داخل المشفى بأمان قبل ان يستدير و يصعد الي سيارته و يغادر….
༺༺༺༺༻༻༻༻
كادت غزل ان تصل الى غرفة والدتها عندما اتصل بها كرم و اخبرها انه ينتظرها عند الباب الخلفى للمشفى و انه بانتظارها ذهبت اليه على الفور اخبرها ان تصعد الى السيارة حتى يتمكنوا من التحدث لكنها رفضت و اصرت بالتحدث معه بالخارج
=عايز ايه يا كرم..؟.
لتكمل بحدة عندما وجدته يعبث بهاتفه غير منتبه اليها
=هتنطق ولا امشى.. انا مش فضيالك
أخفض هاتفه قائلاً من بين اسنانه بغضب
=على اساس انه بمزاجك ولا ايه
هتفت به وهى تتلفت حولها بخوف من ان يشاهدها احد معه
=ما تنطق عايز ايه؟
اجابها ببرود و عينيه مسلطة عليها
=عايزك
تراجعت خطوة للخلف مغمغمة بارتباك و صدمة
=انت بتقول ايه… انت مجنون
امسك بذراعها يجذبها بجانبه هاتفاً بقسوة
=لا انا مش مجنون… انا بحبك… بحبك من و انتى لسه عيلة صغيرة بحبك من قبل جابر اللى فضلتيه عليا.
ليكمل بشراسة وعينيه تنطلق منها شرارات الغضب
=جابر اللي سلمتيه نفسك و قبلتى تسامحيه بعد كل اللي عمله فيكى.. سبتينى و روحتيله بعد ما اتفقتى معايا انك تهربى من الفرح و تفضحيه… انا احق بيكى منه..انا اللى بتحبيه

 

 

نفضت غزل ذراعها من قبضته هاتفة بحدة
=انت مجنون ومش طبيعى… انا عمرى ما وعدتك بحاجة.. طول عمرى بعتبرك اخويا و عمرى ما فكرت بيك بشكل تانى….
نظر اليه بعنف مما جعلها تشعر بالخوف منه خاصة عندما مد يده بجيب سترته لكنها شعرت بالراحة عندما رأته يخرج هاتفه من جيبه بدلاً من سكين او مسدس يهددها به.
شاهدته يكتب شئ على هاتفه لكنها لم تعيير الامر اهتماماً فكل ما تهتم به هو ان تنهى الامر معه الان قبل ان يصل الامر الى جابر فاذا علم فلن يرحمها فسوف يقوم بقتلها
فى ذات الوقت….
كان جابر فى السيارة بطريقه الى عمله عندما وصلت اليه عدة رسالة من كرم ابن عمه فتحها لكن تصلب جسده فور قرأته اياها
“مراتك كانت هتهرب معايا يوم فرحكوا و لو مش مصدقنى راجع كاميرات اليوم ده.. الباب اللى ورا الحظيرة الساعة 3.30..وعلى فكرة هى رجعت فى قرارها ومهربتش معايا خافت لما شافت رجالتك واقفة على الباب”
اوقف جابر السيارة بجانب الطريق وكامل جسده ينتفض من شدة الغضب اتصل به لكنه لم يجيب زمجر بشراسة وهو يضغط بقوة على الهاتف
=يا ابن الكلـ.ب و حياة امك ما هرحمك…
اتصل سريعاً باحدى الرجال المسئولين عن تأمين المنزل قائلاً بحدة
=ابعتلى تسجيل الكاميرات يوم الفرح الساعة 3.30 عند الباب اللى ورا الحظيرة
ليكمل بصرامة و قسوة
=محدش يفتح الفيديو ولا يشوف اللى جواه فاهم
ثم اغلق معه دون ان ينتظر سماع اجابته.
ظل جالساً بمكانه بجمود ينتظر و هو يتطلع امامه باعين مظلمة غائمة و نيران الغضب تحترق بداخله فسوف يقتله اقسم من بين انفاسه المحتقنة بانه سوف يقتله سوف يجعله يعانى ويصرخ ندماً على فعلته تلك
انتفض جسده بترقب فور ان وصل اليه رسالة تحتوى على الفيديو اسرع بفتحه لكن انسحبت الدماء من جسده شاعراً بلكمة قوية تصيب صدره فور ان رأى غزل و هى تتقدم من كرم الذى كان يقف امام الحظيرة و امسك بيدها ثم اتجهوا نحو الباب الخلفى للحظيرة لكنها تركته و ركضت عائدة لداخل الحديقة.
اخفض الهاتف و كامل جسده متصلباً بينما تضيق به الانفاس كما لو قد منع عنه الهواء فجأة يشعر كأنه وسط جحيم يشعل جسده بنار لا يستطيع تحملها كان هناك غمامة من الغضب العاصف تعمى عينيه..
قاد سيارته عائداً الى المشفى حتى يواجهها وصل امام المشفى اوقف سيارته وظل جالساً بها عدة لحظات يحاول استجماع سيطرته على نفسه هبط من السيارة و كاد ان يصعد الدرج عندما لفت انتباهه سيارة تقف بالجانب الاخر من الطريق فقد كان يعلم هذة السيارة جيداً فقد كانت ملك عمه رأفت والد كرم اتخذ عدة خطوات حتى يرى ما اوقفها هناك لكن تسارعت انفاسه و احتدت بشدة شاعراً كأن ستار اسود من الغضب يعمى عينيه فور ان رأى غزل واقفة مع كرم بالجانب الاخر للسيارة كانوا يتحدثون سوياً شعر بضغط شديد يسيطر على قلبه يكاد يسحقه عندما رأى كرم يمسك بيدها بين يده و يرفعها الى فمه مقبلاً اياها

 

 

اهتز جسده من شدة الغضب وقد تنافرت عروق عنقه بينما ازداد وجهه احتقاناً من عنف و وحشية افكاره فى تلك اللحظة فسوف يقتلهم
هتفت غزل بكرم بينما تسحب يدها من بين يده
=قسماً بالله يا كرم لو لمستنى لا انا اللى هقول لجابر عل كل حاجة و وقتها شوف هيعمل فيك ايه
اجابها كرم بسخرية لاذعة
=قصدك هيعمل فيكى انتى ايه… ده مش بعيد يقتلك
قاطعته بقسوة و هى تكاد تفقد السيطرة على اعصابها
=يقتلنى يولع فيا ميخصكش
لتكمل بحدة و انفعال وهى تستدير حولها خوفاً من يراها احدى معه
=انت عايز ايه بالظبط يا كرم.. انا…
لكنها ابتلعت باقى جملتها و قد شحب وجهها مختنقة بالذعر عندما وقعت عينيها على جابر يقف بالجهة الاخرى من الطريق و عينيه تندلع منها نيران الغضب العاصف مسلطة عليهم ارتجف جسدها بعنف بسبب الخوف اتخذت عدة خطوات للخلف عندما رأته يعبر الطريق متجهاً نحوهم و ونيتخ بالقتل مرتسمة على وجهه

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية خطاياها بيننا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى