روايات

رواية ومقبل على الصعيد الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم رانيا الخولي

رواية ومقبل على الصعيد الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم رانيا الخولي

رواية ومقبل على الصعيد الجزء الخامس والعشرون

رواية ومقبل على الصعيد البارت الخامس والعشرون

رواية ومقبل على الصعيد الحلقة الخامسة والعشرون

وقف منصور أمامها ينظر إليها باشتياق وعينيه يدقق في ملامحها الجميلة وقال
_ مبروك ياحبيبتي
رغم شعور الخزي الذي تشعر بها تجاهه إلا أنها حقًا أشتاقت أيضًا إليه فردت بمصابرة
_ الله يبارك فيك يابابا.
تقدم منها ليقبل جبينها بشوق ثم نظر إليها قائلًا
_ مش مصدق إن بنوتي الصغيرة كبرت واتجوزت وخلاص هتبعد عني، بس أنا اديتك للي هيصونك وهيشيلك جوه عينيه.
صحيح هو قفل شوية ومدب بس أنا واثق أنه فعلًا بيحبك.
هزت رأسها بتأكيد مزيف منها لذلك الحب المزعوم الذي يتحدث الجميع عنه
لم يعرف أحد انه في الحقيقة حب مزيف أجاد إتقانه كي لا يعلم أحد منهم بحقيقة الأمر.
حتى إخفاءه ليس بدافع خوفه عليها بل خوفًا من معرفة جده ويؤثر ذلك على صحته
انتبهت على صوت والدها
_ حبيبتي انا مُطر انزل واسيبك وإن شاء الله في أول فرصة هجيلك على طول
ذهب منصور وأغلقت الباب خلفه لتعود إلى الغرفة التي ستشهد على مآسيها منذ اليوم..
❈-❈-❈
تفاجئ عمران وهو ينهض من فراشة بطرق الباب ودخول جاسر عليه
_ صباح الخير ياچدي.
اندهشت جليلة التي تساعد جده على النهوض و سألته بدهشة
_ جاسر ياولدي أيه اللي جومك من چامب مرتك بدري أكدة
حاول ان يداري الوجع الذي آلم به ورد بثبات
_ عادة بجى ومش عايزين نجطعها.
تقدم من جده وساعده على النهوض فقال عمران بعتاب
_ مكنش ينفع ياولدي تسيبها أكدة، وبعدين انا مش تعبان للدرچة دي.
قبل جاسر يده ورد بصدق
_ ربنا يديك الصحة وطولت العمر، احنا عايشين في البيت بحسك إنت وچدتي، ربنا يديمكم في حياتنا.
خرج جاسر من الغرفة وهو يساعد جده على السير ليتفاجئ بها تنزل الدرج وتنظر إليه بعتاب.
أما نظراته لها فكانت تعبر تعبير قاتل على عدم طاعتها له.
تقدمت منهم ليبتسم لها عمران ويسألها
_ وانتي بجى جايمة تساعدي مين؟
قبلت سارة يده بحب وأجابت
_ انا قلت نفطر كلنا مع بعض قبل ما يسافروا
تحدثت جلية
_ زين مـ عملتي تعالي ياغالية
جلسوا جميعهم على المائدة يترأسها عمران الذي تحسنت صحته كثيرًا بعد عودة الجميع
❈-❈-❈
في منزل الشرقاوي
كانت حلم تنزل الدرج وهي تحمل حقيبتها بجوار والدتها التي أخذت توصيها ألا تعرض نفسها لغضبهم كما تفعل كل مرة
كان جدها يجلس على رأس الطاولة بجبروت لا ترى مثله من قبل
مات اولاده لكنه لم ينكسر بل إزداد تجبره وسطوته على كل من حوله
وصنع من مهران نسخة اخرى منه
تقدمت منه بوجل لتقبل يده
_ صباح الخير يا چدي
أشار لها بعينيه
_ أجعدي.
نظرت إلى والدتها التي ظهر الخوف عليها ثم جلس على المقعد وهى تقول بريبة
_ نعم ياچدي.
نظر إليها بقوة وهو يقول
_ اللي حصل امبارح ده اني هخليه يعدي من غير عقاب وهجول بأنها صاحبتك وحبيتي تچامليها بما إن فرحك جرب
رفع أصبعها في وجهها وأردف بتحذير جعل الدنيا تلتف من حولها
_ بس لما حصل وخرچتي من البيت تاني بدون علمنا إنتي خابرة زي اني هعمل أيه؟
فاهمة ولا لا
قال كلمته الأخير بصوت جهورى جعلها تنتفض في مقعدها وأومأت برأسها دون النطق بشئ.
فتابع حديثه
_ اتفضلي دلوجت عشان ميعاد الطيارة واعملي حسابك، زي ما في هنا رجيب هناك بردك فيه وبيوصلني كل أخبارك.
إزدرأت تلك الغصة التي انحشرت في جوفها وحملت حقيبتها وخرجت من المنزل لتجد السيارة في انتظارها..
انطلقت إلى وجهتها ولم تجف دموعها لحظة واحدة
حتى وصلت إلى المطار..
……….
في الطائرة
جلست ليلى تنتظر صعودها الطائرة حتى وجدتها تدلف للداخل
اشارت لها بالتقدم لتجلس بجوارها وتسألها بقلق
_ انتي اخرتي كدة ليه انا قلت إنك مش هتيجي
جلست حلم بجوارها واجابت بتأييد
_ اني فعلًا مكنتش هاچي نهائي بعد مـ مهران شافني وانتو بتوصلوني امبارح، وكان يوم منيل.
اندهشت ليلى وسألتها
_ هو اللي كان واجف جدام الباب ده مهران ابن عمك؟
اومأت بصمت فقالت ليلى بأسف
_ حجك عليا لو كنت اعرف مكنتش خليت مصطفى يوصلك.
ابتسمت حلم بحزن وقالت
_ خلاص اللي حصل حصل وهو ده اللي انا عايشة فيه
كانوا يتحدثون ومصطفى خلفهم يسمع كل شئ
قرر التمسك بها وانتشالها من جحيمهم حتى لو اطُر لخطفها
بعد قليل أشار لـ ليلى انا يبدلو أماكنهم
حاولت ليلى الرفض لكنها وافقت تحت اصراره
كانت حلم تنظر من نافذت السيارة بشرود عندما شعرت بحركة بجوارها
تفاجئت عندما وجدته هو من يجلس بجوارها اتسعت عينيها بخوف شديد وقالت
_ انت بتعمل ايه اهنه؟
اجاب مصطفى ببساطة
_ راجع القاهرة وانتي؟
ظلت تتلفت حولها بخوف وقالت برجاء
_ أرچوك الله يكرمك جوم لو حد وعيلنا دلوجت هنروح في داهية
اجاب بأريحية
_ متقلقيش محدش في البلد يعرفني وبعدين ده مكاني أصله مش باص هو هتحددي من يقعد جامبك.
تحدثت بغيظ
_ انت شكلك ناوي على موتي، ابعد عني وخايك في حالك
اجاب بمزاح وهو يقلد لهجتها
_ اخليني في حالي كيف وانتي بجيتي كل حالي.
إزداد غيظها منها فنهضت لتتركه لكنه منعها
_ ارجوكي اسمعيني هما كلمتين بس وهسيبك براحتك.
نظرت إليه بشك فأكد
_ صدقيني هما كلمتين.
جلست تستمع إليه على مضد حتى تحدث
_ حلم صدقيني انا اخد الموضوع جد وعايز اتجوزك
ابتسمت بسخرية ثم تحدثت بتهكم
_ بالبساطة دي؟
ضايقته بتهكمها عليه ثم تحدث بجدية
_ انا عارف عنك كل حاجة……
قاطعته بحدة
_ انت متعرفش أي حاچة واصل لإنك لو تعرف مكنتش جلتلي الكلام ده، مكنتش فكرت حتى انك تجعد چاري إكدة بكل سهولة
ابعدي عني وابعد حالك عني لإن اللي انت بتجوله ده مش هنچني من وراه غير الموت.
تركها تنهض من جواره وهو يفكر في كل كلمة نطقت بها
❈-❈-❈
عادوا جميعًا إلى القاهرة لكن كلًا إلى وجهته
عاد منصور إلى شركته
ومصطفى الذي أخذ ينظر في اثرها حتى استلقت السيارة التي كانت بانتظارها
عاد إلى منزله ليندهش عندما لم يجد والدته في المنزل فظن أنها في العمل وبدأ هو في مراجعة ما فاته تلك الأيام التي ابتعادهم عن دراسته
أما ليلى فقد تركت حقيبتها داخل الغرفة وقامت بأخذ حمام سريع وأسرعت إلى المشفى
طرقت الباب لتدلف بعدها عندما سمح لها بالولوج
فوجدته مستيقظًا في فراشه وقد ازداد شحوبه عن ذي قبل فتبسمت في وجهه وهي تقول بسعادة
_ صدقت في وعدي ولا لأ؟
تبخر استياءه منها على تركها له كل هذه المدة وقال بنفي
_ لأ
قطبت جبينها بعدم فهم وسألته وهى تتقدم لتجلس على المقعد بجواره
_ إزاي بقى؟ انا وعدتك اني هرجع يوم السبت الصبح واديني رجعت.
صحح لها
_ بس احنا بقينا الضهر يعني مش الصبح زي مـ وعدتي.
تظاهرت ليلى بالغضب
_ تصدق انا غلطانه إني سايبة فرح أخويا عشانك وبردوا زعلان
ابتسم وهو يقول باشتياق
_ وحشتينى
ارتبكت ليلى وغيرت مجرى الحديث
_ ممكن اعرف ايه اللي عملته ده؟
عقد حاجبيه متسائلًا
_ عملت ايه؟
تحدثت بعتاب
_ رفضت تاخد العلاج واصريت تخرج من العناية
تنهد أمجد وقال بتعب
_ انتي عارفة كويس إني مش بحب جو العناية ده بس بستحمله لما تكوني معايا، انتي عارفه إن وجودك بيهون عليا حاجات كتير آوي، ولما بتغيبي كل حاجة بتبقى صعبه مهما كانت سهولتها
تورد وجهها رغم الخجل الذي يعتريه وخاصةً عندما اردف
_ الحياة من غيرك صعبة آوي
لاح الحزن على ملامحها وقالت وهى تنظر داخل عينيه لأول مرة بأسى
_ انا كمان كنت زيك، واللي تعبني اكتر إني مكنتش قادرة اعبر عن اللي جوايا
بضحك وبهزر بس كان جوايا ليك أشتياق ولهفة عمري مـ حسيتهم قبل كدة
حاولت اتأقلم واتوه بس لما سهى كلمتني وقالتلي إنك رافض تاخد العلاج، كنت زي العاجزة وانا متكتفه ومش قادرة اعمل حاجة، والأدهى لما رفضت تكلمني فـ الفون….
قاطعها بعذاب
_ صوتك مكنش بيرحمني وبيخليني اشتقتلك اكتر وعشان كدة رفضت اكلمك، حتى المكالمة الوحيدة اللي كانت بينا تعبتنى اوى وعشان كده قفلت على طول ورفضت اكررها.
ليلى انتي الوحيدة اللي بتديني دافع للمقاومة اوعي تبعدي تاني
اومات له بابتسامة جعلت تماسكه يتلاشى وقال بكمد
_ نفسي اعيش عشان اعوضك عن المآسي اللي عيشاها بسببي، مش هخليكي تبعدي لحظة واحدة بس بعيد عن حضني
شعرت بأن حديثة يأخذ مجرى آخر فتطرقت إلى حديث آخر وقبل أن تتحدث سبقها هو
_ عارف هتهربي بأيه؛ أكيد مفطرتش! لا ياحبيبتي فطرت من بدري واخذت العلاج
نظرت إليه بشك ليأكد هو
_ حقيقي فطرت، بصراحة بعتولي ممرضة جديدة بس ايه حاجة من الآخر ولما جابت الفطار غصب عنى مقدرتش أرفض لها طلب وخصوصًا إنها كانت مستعدة تأكلني بأديها.
زمت فمها بغيظ وتحدثت بتعنيف
_ تصدق انا غلطانه إني فضلت من غير فطار عشان افطر معاك؟!
رفع حاجبيه متسائلًا بعدم تصديق
_ عايزة تفهميني يعني إنك ماكلتش حاجة كدة ولا كدة في الطيارة أو قبل ما تركبي حتى
تظاهرة بالتفكير
_ أمممم يعني ساندويتش اتنين مش أكتر يعني.
ضحك أمجد وقال
_ بالهنا والشفا المهم احكيلي العريس اخباره أيه؟ تعرفي كان نفسي أحضر فرحه اوي
_ عارفة لإني لقيتهم بيتكلموا عن باباك أنه اعتذر وقالهم إنك مسافر وهو صعب يسيب الشركة.
تحدث بتمني
_ كان نفسي يبقى الفرحة فرحتين
طرق الباب ودلف عصام الذي ما ان رآها حتى رحب بها بشدة
_ ازيك ياليلى حمد لله على السلامة، اخبارك ايه؟
أجابت بابتسامة مجاملة
_ الحمد لله بخير
نظر إلى أمجد وتحدث برجاحة
_ اظن كدة معندكش مانع ترجع العناية
هم بالمعارضة لكنه منعه بحزم
_ مش هسمح بأى تهاون بعد كدة، تواجدك في العناية ضروري الفترة دي.
نظرات الرجاء التي رمقته بها جعلته يرضخ كعادته ووافق مجبرًا
❈-❈-❈
دلفت الخادمة غرفة مصطفى لتسأله عن غداءه
_ لأ مش هاكل دلوقت خليه لما ماما ترجع.
اندهشت الخادمة وقالت
_ بس مدام سمر عايشة في بيت باباها من وقت العزا
قطب جبينه بعدم أستيعاب
_ عزا مين؟
ارتبكت الخادمة عندما شعرت بجهله عمّ حدث فصاح بها عندما التزمت الصمت
_ مـ تردي، عزا مين؟
ارتدت للخلف بخوف عندما لاحظت انفعاله وقالت بارتباك
_ جدك حضرتك تعيش انت.
اتسعت عينيه ذهولًا مما نطقت به الخادمة وقال بصدمة
_ انتي بتقولي ايه؟ وامتى الكلام ده؟
_ من أربع أيام
أسرع مصطفى بالخروج من غرفته منتويًا الذهاب إليها
لما لم تخبره، لما أخفى عليه والده ذلك الخبر
أسئلة كثيرة تدور بخلده ويريد إجابة
❈-❈-❈
عاد الاثنان إلى غرفتهم بعد إصرار من جليلة ليغلق باب العذاب خلفه كما يطلق عليه.
كان يشعر برغبة شديدة في النوم، فقد بات ليالى ساهدًا لا يستطيع النوم
نظر إلى الفراش برغبة ملحة في الاستلقاء عليه وشعرت هى بذلك فتحدثت بجدية
_ تقدر تنام على السرير براحتك وانا هذاكر شوية.
أومأ لها واستلقى على الفراش ليغمض عينيه على صورتها وهى تتناول كتابها وتجلس على المقعد لتبدأ في مراجعته.
كانت تنظر إلى كلمات الكتاب وكأنها نسيت أبجديته واخذتها عيناها إليه وهو نائم بكل هدوء على فراشها
دققت لأول مرة في ملامحه التي تشبه إلى حد كبير ملامح أبيها، لكن ملامحه هو أكثر رعونة وشدة.
عينيه الرمادية التي تتحول لسوداء عندما يغضب
وخصلاته التي تحتار في وصف لونها مزيج من الأسود والبُنيْ معًا
تاهت في ملامحه وتساءلت
ماذا لو نجحت في خطتها الأولى وجاءت إليهم وتعرفت عليه وهي نقائها وقبل أن يحدث ما حدث؟
شعرت هى أيضًا برغبتها في النوم لكنها لا تعرف أين تنام
فكرت ان تنام هي على الأرضية لكنها تعلم جيدًا انها لن تستطيع النوم هكذا.
استلقت على الفراش بجواره بعد تردد كثير عندما اقنعت نفسها بأنها ستستيقظ قبله ولن يشعر بها.
كان يوليها ظهره لهذا استطاعت النوم بسهولة دون قلق.
❈-❈-❈
أسرعت سمر بالخروج من غرفتها اثر صوت طرقات عنيفة على الباب
ذهبت الخادمة لتفتح لكنها اوقفتها
_ استني انتي انا هفتح
نزلت الدرج وذهبت لتفتح لتتفاجئ بمصطفى أمامها ومن هيئته شعرت بأنه قد علم ما حدث نظرت إليه باشتياق وهى تردد اسمه بشوق
_ مصطفى.
…….
جلس مصطفى بجوارها على الأريكة بعد أن عادوا من سيارة جده، فحدثها بعتاب
_ ليه ياماما مقولتليش؟
إزاي جدي يموت ويدفن من غير مـ اعرف.
ربتت سمر على ساقه وهي تقول بروية
_ محبتش اكسر فرحتكم، وبعدين انا نفسي ملحقتش أودعه
احتار مصطفى وسألها
_ بس انا كنت سايبه كويس أيه اللي حصل؟
ها قد جاءت فرصتها ولن تضيعها
شرحت له ما حدث منذ البداية حتى تلك اللحظة وإندهشت هى عندما شعرت بأنه لم يبدي اى رد فعل فسألته بتوجس
_ سكت ليه؟
تنهد مصطفى
_ عايزاني اقول أيه؟
_ في ايه مالك
ابتسم بسخرية وهو يقول
_ في إني عرفت كل حاجة
ضيقت عينيها بعدم استيعاب
_ تقصد أيه؟
نظر إليها بقوة وهو يقول
_ انتي فاهمة كويس انا اقصد ايه
اهتزت نظراتها وقالت بتلعثم
_ أنا كنت بعيد تمامًا عن الموضوع.
وبعده هو عمل كدة لإنه عارف إن أخوه ادها وهيقدر يخرج من المشكلة دي بسهولة
إنما بقى لو كان دفع الفلوس اللي معاه مكنش هيقدر يعمل حاجة ولا يقدر يوصل للمستوى ده.
تحدث مصطفى بحدة
_ بس دول اهله وكان لازم يقف جانبهم، كان لازم يبقى ضهر وسند زي مـ عمي عمل، إنما هو كان اناني وانتي شجعتيه على كدة
أجابت بنفي
_ لا هو اللي كان جاي وعينيه بتطلب مني أشجعه على ده، انا مكنتش معاهم وعمك بيطلب منه الفلوس
مكنتش معاه لما سابهم في أزمتهم وفي مرض أبوه ومشي
هو صحيح اخد رأيي وانا قلتله ده مستقبلك ولازم تفكر فيه كويس، وده اللي حصل لا اكتر ولا اقل
جدال عقيم لن يخرج منه بشئ
فقال بجمود
_ وانا كمان قررت اشوف مستقبلي وهخلص السنة دي واسافر اكمل دراستي بره
قطبت جبينها بعدم فهم وسألته
_ يعني ايه الكلام ده؟
أجاب ببساطة
_ زي ما سمعتي، انا هروح البيت اجيب شنطتي وآجي اعيش معاكي لأن أصولي تمنعني إني أسيبك تعيشي لوحدك
ثم تركها وغادر
❈-❈-❈
أستيقظ جاسر ليفتح عينيه بتثاقل وقد وجد الغرفة تسبح في ظلام دامس إلا من إضاءه خافته من الشرفة
رفع جفنيه أكثر ليتفاجئ بوجهها في مد بصره وقد احجبت خصلاتها جزء كبير منه.
تفاجئ بفعلتها لكنه لا ينكر سعادته بذلك
مهما عاند او انكر إلا إنه يعلم جيدًا أنه عاشق حتى النخاع
وكم جابه شوقه الذي يحسه على طوي صفحات الماضي وبدأ صفحة اخرى بيضاء، لكن عقله يرفض ذلك.
دقق النظر في محياها ويده التي تحركت دون إرادة منه ليرفع خصلاتها التي احجبت وجهها عنه
اخذ يتطلع إليها بأريحية ويحفر ملامحها في عقله ربما يلين ولو قليلًا
نزلت يديها إلى شفتيها التي استبغت بحمرة طبيعية دون زيف، نعم يعترف لنفسه بأنها لا تتصنع ولا تزيف، واضحة كوضوح الشمس أمامه
حارب شوقه الذي يأخذه لتذوق تلك الشفاه برغبة ملحة، لكن عقله يأبى الرضوخ لمشاعره
أكتفى بأن مرر إصبعه على شفتيها الرخوة ليشعر بنعومتها مما جعل تحكمه يزداد صعوبة.
ارتدت يده سريعًا عندما وجدها ترمش بعينيها فأسرع هو بتغميض عينيه متظاهرًا بالنوم كي لا يخرجها.
فتحت عينيها بتثاقل لتندهش من ظلام الغرفة
أسرعت بالنظر إلى جاسر لتتنهد براحة عندما وجدته مازال نايمًا
نهضت بريبة ثم نظرت في ساعة يدها لوحدها السابعة مساءًا
كيف استطاعوا النوم كل هذه المدة.
لكنها حمدت ربها بأنه لم يستيقظ ويجدها بجواره على الفراش.
همت بالولوج إلى المرحاض لكنها سمعت طرق خافت على الباب
ذهبت لتفتح لوحدها وسيلة التي قالت باحراج
_ معلش يا سارة اني جلجتكم بس جبتلكم لجنة تاكلوها، انتو مـ اكلتوش حاچة طول النهار.
رد جاسر وهو ينهض من فراشه
_ خلي الوكيل تحت ياامي هننزل نتعشا معاكم.
_ كيف ده يا ولدي…
قاطعها بلهجه لا تقبل نقاش
_ مفيش حاچة اتغيرت ياأمي قلتلك هنزل اتعشا معاكم
نظرت إلى سارة كي تقنعه لكنها أيضًا أيدته
_ أنا بردوا عايزة اتعشا معاكم
ردت باستسلام
_ اللي تشفوه
خرجت من الغرفة واغلقت الباب خلفها
أما جاسر فتحدث بجدية
_ اللي هجوله دلوجت يتنفذ بالحرف
حياتنا قبل الچواز زي بعده، مفيش حاچة اتغيرت…
قاطعته سارة بجمود
_ من غير مـ تقول انا فاهمه ومش محتاجة اللى يعرفني.
دول مش أهلك لوحدك، ومش انت بس اللى بتحبهم
انا حاربت كتير اوي عشان اوصلهم
ومش عايزة اقضي ثانية واحدة بعيد عنهم
يعني مجتش هنا عشان أداري عاري زي مـ اتهمتني.
شعر بأنه قد تمادى في قسوته عليها
تركها ودلف المرحاض صافقًا الباب خلفه بحدة.
❈-❈-❈

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ومقبل على الصعيد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى