رواية حمزة الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم الكاتبة ميمي عوالي
رواية حمزة الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم الكاتبة ميمي عوالي |
رواية حمزة الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم الكاتبة ميمي عوالي
بعد مرور مايقرب من خمسة أشهر وفى غرفة من غرف افخم فنادق القاهرة، كانت تجلس رقية تحت ايدى أمهر العاملات فى مجال التجميل.. فاليوم اخيرا ستجتمع مع عشق السنين تحت سقف بيت واحد وعدت نفسها ان يكون جنتهم على الارض
حياة : يابنتى اثبتى شوية جننتى الست معاكى
رقية : مش قادرة ياحياة.. هموت… انا رجعت فى كلامى… مش لاعبة
حياة بتنمر : نعم…. مش فاهمة سيادتك تقصدى ايه
رقية بارتباك وهى تزيح يد خبيرة التجميل عن وجهها : مش عاوزة اتجوز، انا عاوزة اروح، خلاص فركش
حياة وهى تنظر اليها بحنان فقد تذكرت يوم زفافها على عادل وهى وحيدة دون امها تشعر بالضياع والرهبة : اهدى بس ياحبيبتى وقوليلى مالك
لترتمى رقية باحضانها وهى على وشك البكاء : خايفة ياحياة… خايفة…. خايفة اوى
حياة : من الجواز واللا من خالد
رقية ببعض الخجل : من الاتنين
حياة بهدوء : اسمعى يارقية…. ان كان على الجواز فالجواز مسئولية كبيرة لكن انتى قدها… كفاية انك كنتى مهتمة بالبيت وحمزة سنين طويلة رغم سنك الصغير، فعندك خبرة كفاية انك تديرى مملكتك بنجاح، وأن كان على خالد…. خالد بيحبك وعمره ابدا ماهيفكر انه يأذيكى او حتى يوجعك فى يوم من الايام، بكرة تبنوا مع بعض حياتكم وتكبروا سوا وتربوا ولادكم على حبكم لبعض
حبيبتى ام عقل كبير
لتلتفت حياة على صوت حمزة الذى لم يشعروا بدخوله لتنكس رقية رأسها بخجل.. فياخذها حمزة باحضانه ويقبل مفرق رأسها قائلا : قردتى كبرت وبقت احلى عروسة
لتوكزه رقية بخفة قائلة : بطل بقى تقولى قردتى دى خديجة بقت تقلدك وتندهلى بيها من ساعة ما اتعلمت تتكلم عربى
حمزة ضاحكا : انا بنتى براحتها لا مؤاخذة، وياللا خلصوا احسن خالد بيهدد انه يخطفك كده
رقية بعدم فهم : كده اللى هو ازاى يعنى
حمزة وهو يشير اليها ضاحكا : كدة اللى هو نص مكياچ على نص لبس ثم وهو يتفحص قدميها…… اللي حافية
حياة : طب ياللا يا دكتور على برة خلينا نخلص، ماتضيعش وقتنا وابعتلى خديجة عشان البسها
حمزة : لولا خديجة كان خالد اتجنن، دى هى اللى شغلاه شوية
حياة : خلاص…. نص ساعة وابعتهالى
حمزة وهو يقبل رأسها : حاضر ياحبيبتى
ثم استدار للانصراف ولكنه عاد ليسأل حياة : كلتى ياحبيبتى
لترد رقية : لا ياحمزة، مااكلتش حاجة، وكل اما اقولها تقوللى لما أفضى لحد ماهتقع من طولها
حمزة : وبعدين ياحياة…… انتى بقالك فترة اكلتك مش عجبانى، وشك باهت بقالة فترة، وكل ما اكلمك تقوليلى ماليش نفس…. هبعتلك اكل حالا ولو مااكلتيش برضة انا هوديكى بكرة للدكتور، فياريت تسمعى الكلام
حياة بقلة حيلة : حاضر ياحمزة، بس والله ماقادرة ااكل، مش جعانة
حمزة بحزم : انا قلت اللى عندى
…………………..
فى جناح العرائس بالفندق بعد انتهاء الزفاف، تجلس رقية بخوف واضطراب ليبتسم خالد على نظراتها المترقبة لكل حركة يقوم بها وهو يخمن مايدور بعقلها، ليقول لها بهدوء : بقولك ياحبيبتى
لتنظر له رقية بترقب دون أن ترد عليه ليكمل قائلا : انا عارف ان اليوم كان مرهق عليكى واكيد جعانة و تعبانة، فقومى غيرى هدومك واتوضى عشان نصلى ركعتين السنة وناكل وننام والصباح رباح
لتبتسم رقية بفرحة قائلة : بتتكلم جد
ليدعى خالد عدم ملاحظة تعبيراتها ويقول : ايوة طبعا، انا كمان تعبت اوى النهاردة وجعان وهموت من قلة النوم فيلا بسرعة قبل ما انام منك قبل مااكل
لتنهض رقية مسرعة إلى داخل غرفة النوم وهى تعده بالاسراع، وبالفعل خرجت له بعد خمسة عشر دقيقة وهى ترتدى إسدال صلاتها ومستعدة للصلاة لتجده هو الاخر قد ابدل ثيابه بملابس بيتية أنيقة
خالد وهو يتاملها : صليتى العشا
لتنفى رقية برأسها فى خجل ليرد عليها خالد بابتسامة : يبقى نصليها الأول جماعة وبعدين نصلى السنة
لتومئ رأسها بطاعة وهى سعيدة مطمئنة النفس فكم من مرة دعت الله ان يؤمها فى صلاتها وها قد استجيبت دعواتها، وبعد انتهائهم من الصلاة والدعاء النبوى لم تعى رقية بالوقت الا صباحا وهى زوجة خالد قولا وفعلا
……………………
فى فيلا حمزة بعد عودتهم من الزفاف
كانت خديجة على ذراع حمزة تقاوم النوم الذى يداعب جفونها، فانزلها فى حجرتها حتى تستطيع حياة ان تبدل لها ثيابها، وهو يتحدث مع خديجة حتى لا تنام أثناء تغيير ثيابها
حمزة : ماقلتيليش ياديجا.. حلو الفرح؟
خديجة : القردة كان فستانها حلو اوى يابابا
حياة ضاحكة : عاجبك كده
حمزة مبتسم : معلش، لما تصحى الصبح هفهمها
حياة موجهه حديثها لخديجة : جعانة ياديجا… اعمللك سندوتش قبل ماتنامى
خديجة : لا ياماما، انا كلت سندوتش الشاورما كله ومش جعانة
حمزة بنصف عين وهو ينظر لحياة بتنمر : ومين جابلك ساندوتش الشاورما ده ياديجا
خديجة : ماما وهى بتلبسنى اكلتهولى كله
حياة بهمس مختنق : ااه يافتانة
حمزة وهو يثبت الغطاء على خديجة ويقبلها : طب يا اميرتى تصبحى على ايه؟
خديجة : على رضا الرحمن
حمزة متبسما : شطورة ياقلب بابا
ليخرج من الغرفة ساحبا حياة فى يده بشبه غضب حتى وصلوا إلى حجرتهم وأغلق الباب وما ان التفت اليها وهو ينوى تعنيفها لقلة طعامها حتى وجد عينيها تترقرق بالدموع فامسكها من كتفيها ببعض الحزم وهو يقول : ياترى دموعك دى عشان ايه، خايفة!…. المرة دى بجد هعاقبك ياحياة انا مش هستنى لما تقعى من طولك واللا يحصللك حاجة وانا واقف اتفرج عليكى، انا هنزل اشوفلك اى حاجة جاهزة فى المطبخ وهتقعدى تاكليها قدامى كلها بدون نقاش واللا هيبقالى معاكى تصرف تانى، واعملى حسابك بكرة الصبح هنطلع على المستشفى نشوف ايه حكاية الكلام اللى جد عليكى ده
ليذهب حمزة دون أن يدع لها فرصة للتحدث ولكنه عند عودته تفاجئ بحياة قد بدلت ثيابها واندست بالفراش وراحت فى سبات عميق، ليضع الطعام على المنضدة بجواره ووقف وهو متحير من أمره، ايوقظها ويطعمها عنوة، ام يتركها لنومها الذى يبدو على ملامحها انها كانت تنتظره وتحتاج اليه بشدة، فهى أهلكت نفسها مع رقية فى التحضير للزفاف إلى جانب اهتمامها الكبير بخديجة، واعترف بينه وبين نفسه انه هو ايضا قد أنهكها عشقا، فقد أصبح يتنفسها شغفا وحبا
، ليزفر أنفاسه الحارة بشدة وهو يتوعد لها حين تفيق من سباتها
……………………
صباحا عند خالد ورقية
تتقلب رقية بالفراش وهى تفرد ذراعاها كما تعودت لتهبط بيدها بشدة على أنف خالد الذى كان مستغرقا فى النوم فيصحو مذعورا وهو يقول : ايه ده فى ايه
ليجد رقية مازالت تحرك جسدها فى كل اتجاه حتى سقطت رأسها للأسفل وضربته بكعب قدمها فى كتفه ليضحك خالد بشده بأعلى صوته لتفيق رقية على ضحاته وهى تحاول باستماته الحفاظ على توازنها من السقوط لتتفاجئ بانف خالد شديد الاحمرار وهو يمسك بكتفه ويتأوه وسط ضحكاته، لتنظر اليه بنصف عين وقد استوعبت للتو ماحدث لتعتدل جالسه وهى ترتب شعرها المشعث بيدها قائلة : بشوف فى الأفلام العريس يصحى من النوم يحضر الفطار والورد لعروسته ويجيبهولها لحد السرير وانت صاحى تضحك عليا
خالد وهو لا زال على ضحكه : مانا كنت ناوى ياحبيبتى قبل الحادثة، انا اول مرة افهم الواد حمزة اما كان يقعد يشقلبلك فى دماغه ويقولك خفاش
رقية بغيظ : ماتستعجلش على رزقك واصبر اما ابقى اصحى قبلك عشان اقوللك انت من أنهى فصيلة
ليسحبها خالد إلى احضانه قائلا : حبيبتى انتى لو فصيلة العنكبوت الأسود برضة هموت فيكى
رقية باشمئزاز : و اشمعنى يعنى العنكبوت الاسود
خالد : بعد خناقة الذكور على التزاوج من الأنثى، لما بيتم التزاوج فعلا الأنثى بتسمم الذكر وبيموت
رقية : ياساتر يارب، وده تشبيه تشبهنى بيه برضة يوم صباحيتى
خالد متبسما : صدقينى يارقية لو مت دلوقتى هموت وانا عملت كل اللى كنت بتمناه
رقية بحب : بعد الشر عليك، بس انا لسه معملتش كل اللى نفسى فيه
خالد وهو يمسح على وجهها : وياترى نفسك فى ايه
رقية : نربى ولادنا سوا لحد اما نجوزهم واعجز انا وانت سوا واحنا بنتسند على بعض واغير عليك من البنات الصغيرين لما يعاكسوك وانت تقوللى انا مايملاش عيونى غيرك
خالد : مش هتزهقى منى
رقية : عمرى
خالد : ولا هييجى يوم تقولى انا ايه اللى خلانى اربط نفسى بالعجوز ده
رقية : العجوز ده كان زى الترياق لروحى
ليميل عليها خالد مقبلا عينيها : وانتى كنتى حلم بعيد ولحد دلوقتى مش مصدق انه بقى حقيقة
……………………….
عند حمزة
تصحو حياة بكسل وإرهاق شديد وهى تشعر انها ليست بخير لتجد حمزة جالسا على الاريكة مرتديا كامل ثيابه متأهبا للخروج وينتظرها ان تفيق من نومها
حياة : صباح الخير ياحبيى
حمزة ببعض الوجوم: تقصدى مساء الخير ياحبيبتى
حياة : ليه هو احنا امتى
حمزة : الساعة أربعة العصر
لتهب حياة من الفراش بسرعة وهى تهمس باسم لخديجة ولكنها ما أن حركت قدمها خطوة واحدة الا ووجدت نفسها تتهاوى بعدم اتزان ليلتقطها حمزة فى اخر لحظة قبل ان ترتطم رأسها بالارض
حمزة بقلق شديد : حاسة بأية ياحبيبتى مالك
حياة وهى تحاول الظهور بالثبات : انا كويسة ياحبيبى ماتقلقش انا بس عشان قمت مرة واحدة
كانت تتحدث وهى تتحاشى النظر الى عينيه لتجده قد حملها ووضعها على الاريكة بجواره وهو يلملم لها جديلتها التى استطالت بشده : مالك ياحياة….. انتى مخبية عنى حاجة.؟
ليتفاجئ حمزة بحياة وهى منكسة رأسها وتتساقط دموعها، ليفزع من بكائها ليسحبها ويجلسها على قدميه محتضنا اياها بشدة قائلا : قوليلى ياحبيبتى مالك وبالراحة كده من غير قلق ولا توتر وكل حاجة ليها حل بس فهمينى مالك، تعبانة واللا زعلانة واللا فيكى ايه بالظبط
حياة وأثر البكاء على صوتها : انا خايفة
حمزة باستغراب : خايفة من ايه ياحبيبتى قوليلى
حياة : خايفة يبقى وهم ياحمزة….. خايفة يبقى حلم جميل واصحى منه على كابوس
لينظر لها حمزة وهو يضيق عينيه بتفكير وهو يحلل كلماتها وماهى الا ثوانى حتى برقت عيناه بلمعة فرحة سعيدة ولكنه كتم انفعالاته حتى لا يؤثر عليها فقال بهدؤ حذر : انتى ماعملتيش تحليل؟
لتهز رأسها يمينا ويسارا
حمزة : تصدقى انك عبيطة…. بقى هو ده اللى عامل فيكى كل ده، احنا نعمل التحليل وعلى حسب نتيجته نتصرف ومهما كانت نتيجته خليكى دايما فاكرة انتى مين… انتى حياة حمزة..
يتبع..
لقراءة الفصل التاسع والعشرون والأخير : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات لرواية : اضغط هنا
اقرأ أيضاً رواية اتخطفني لأكون له سجية للكاتبة وفاء كامل