Uncategorized

رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم نرمينا راضي

 رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم نرمينا راضي

رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم نرمينا راضي

رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم نرمينا راضي

صرخ بها يوسف وهو يضع المسدس برأسها
— اخررسسسيي متجبيييش سسييرته على لساااانك انتي فااااهمه…لساااانك ده مينطقش غيير اسمي وبس…يووسف وببس…انتي فاااااهمه 
اومأت له بخوف لتهمس ببكاء مكتوم
— متسيبش صاحبك يموت 
ابتسم يوسف بسخريه…ليقوم بتشغيل سياارته ثم قادها بأقصى سرعه كالعاده…منطلقاً لمكان لا أحد يعرفه غيره هو فقط  …
ساد الصمت لدقائق بين ذاك الذي لايعرف للرحمه طريق من وجهة نظر مارينا وبين تلك الحمقاء الصغيره كما يراها يوسف..
خرجت مارينا عن صمتها لتتنهد بحزن ثم همست بخوف قليلاً
— انت ليه وحش كده  ! ليه مصمم تخلي الكل يكرهك  !
نظر لها يوسف بدهشه لحظات وتحولت ملامحهه للحزن ثم أدار وجهه بشرود دون أن ينطق بأي كلمه..
فقد كانت تلك الجمله التي قالتها مارينا بتلقائيه..كفيله لجعل قلبه يصرخ ويبكي مثل الطفل
ولأن يوسف لا يحب اظهار ضعفه لأحد ولايستطيع التعبير عما يشعر به..ففضل الصمت سامحاً لعقله بإستذكار مايؤلمه..
قد يظن الجميع أن مايجعله قاسياً هكذا هو اقباله على الشُرب بشراهه وتعاطي المخدرات…ولكن في الحقيقه أنه اتخذا المخدرات سبيلاً للنسيان…نسيان ماذا  !! 
ماحدث له من ذكريات مؤلمه وحزينه في طفولته..فـ يوسف لم يحظى بطفوله مرحه مثله مثل أي طفل..
..
تنهّد بحزن ثم تنفس بعمق وهو يغمض عينيه يمنع دموعهه من الهطول حتى لايفقد هيبته أمامها..
شرد بحزن وضياع متذكراً ذاك الموقف الذي حطم برائته كطفل ونشب في قلبه القسوه والكُره..
“FLash Back”
كان يوسف طفلاً بريئاً طيب القلب كبقية الأطفال في مثل عمره…
خرج من غرفته حاملاً في يده كرة قدم وعلى وجهه علامات السعاده والفرح..
دلف لغرفة والده بعد أن طرقها بضع طرقات خفيفه بأدب…فأذن له بالدخول..
دخل يوسف يمشي بخطوات هادئه مطأطأ الرأس بإحترام يشوبه الخوف قليلاً..
كان والده حينها يعبث في بعض أوراق المرضى أمامه..نعم فهو جراح القلب المشهور ميخائيل باتريك 
تشجع يوسف ليردف بهدوء
— بابا…ممكن أطلب من حضرتك طلب 
لم يعطيه والده أي اهتمام ولم ينظر له أيضاً بل أجابه بدون إكتراث وهو مازال يعبث في أوراقه
— اخلص مش فااضيلك…عااوز اييه 
شعر يوسف بالخوف قليلاً فمعاملة والده له تجعله يرتعب حين يود الحديث معه..
ولكنه تشجع ليردف بأدب 
— أنا خلصت الواجب بتاعي وعاوز أطلع ألعب مع وائل شويه 
وضع والده الأوراق أمامه بغضب ثم نظر له نظرة غضب مخيفه جعلت يوسف يرجع للوراء بضع خطوات بتعثر وخوف شديد…حتى أنه من شدة خوفه من نظرات والده..أفلت الكره من يده رغماً عنه
قام والده من مجلسه ليصرخ عليه بغضب وغيظ
— تااااني وااائل…هو مش واائل ده اللي بيطلع الأول علييك كل سنه…عاااوز تلعب معاااه…  !!
يوسف بخوف وتأتأه
— أنا…أنا…لم يكمل الجمله وصاح والده ثانيةً بصوت عالي جعل يوسف يرتجف مثل الورقه حتى صار في ذروة خوفه فقد كان حينها في بداية التاسعه من عمره أي مازال طفلاً صغيراً على كل تلك القسوه التي يتلقاها من أبواه..
ميخائيل بصراخ
— انت كمااان لييك عين تكلم وترد عليااا…بقااا الوااد اللي ابووه شغاال نجاار يبقا اشطرر منك ويجيب درجاات اعلى منك..وانت ياللي ابووك وامك دكااتره تطلع خااايب وفااضحنا قداام النااس كدده
في تلك اللحظه وصل صراخهه لأذان ماتيلدا زوجته ووالدة يوسف…فجاءت سريعاً وقبل أن تنطق أسكتها ميخائيل بإشاره من يده ليصيح بغضب
— تعااالي شووفي اببنك اللي هيموتني بحسرتي ده
هرول اليها يوسف ليختبئ بأحضانها من صراخ والده عليه..ولكن للأسف الشديد لم تحتويه أمه مثلما تفعل بقية الأمهات…بل دفعته بعيداً عنها…لتستكمل ما بدأه والده فصااحت هي الآخرى بغضب 
— عممملت اييه تاااني…هوو مفييش غييرك انت اللي جايبلنا المشااكل داايماا…انت عااوز تموتناا ياابني 
وقف يوسف في المنتصف لايعلم لأين يلجأ أو لمن يحتمي فيه…شعر حينها بالضيااع والكُره من والديه والجميع وأنه طفل منبوذ غير مرغوب فيه…فلم يكن بمقدوره سواا البكااء والعويل 
بكى يوسف وتعالت أصوات شهقاته ليتحدث من بين بكائه المسترسل 
— أنا…أنااا خلصت الوااجب كله..و..وأخدت جايزه كمان..من…من المستر بتاعي…حتى…حتى بصوا كده 
أنهى يوسف جملته وهو يبكي بشده ليركض للخارج حتى يحضر شهادة التقدير التي نالها من مدرس الرياضيات خاصته لحصوله على الدرجه النهائيه في الرياضيات…وقبل أن تخطو قدماها للخارج أوقفه صوته والده وهو يصيح 
— انااا لسسه مخلصتش كلااامي 
نظر له يوسف بخوف وبكاء ثم نظر لوالدته يحاول أن يستنجد بها ثانيةً ولكن قابلته بنظرات غضب واستياء منه جعلت يوسف يبكي أكثر..
تابع والده بغضب وتحذير
— عاارف ان سمعتك بتقول عااوز العب تااني…هقطعلك لساانك….رجلك متخطيش برا البيت الا وانت رايح المدرسه…مفيش خروج من البيت نهاائي غير وانت رااايح الززفت المدررسه..سااامع
يوسف بإيماء وخوف شديد
— حاا..حااضر 
تدخلت والدته لتقوم بجذبه من ذراعيه ثم صاحت بتوبيخ 
— انت مش زي بقييت اخوااتك لييه…اشمعناا انت اللي تااعبناا وجاايبلناا الهم دايماً…اخوااتك اهم عمرك شفت حد فيهم جاابلناا مشكله…مفيش غيررك انت اللي مسمع النااس بيينا كل يووم والتااني..حراام علييك ياابني 
قاطعها ميخائيل ليتابع بغضب وتحذير
— لوو الوااد ده مطلعش الأول السناادي ولاا عرفت انه طلع يلعب براا وساايب وااجبه…كل اللي في البيت هيتعااقب معاااه سمعتوااا 
أومأت ماتيلدا بخوف منه
ثم نظرت ليوسف بغضب لتردف بلوم 
— ولاادتك كانت شؤم عليناا..يااريت كنت مت قبل ماتيجي.
.لم يعقب ميخائيل على كلماتها التي ذادت من ألم قلب صغيرها بل تركهم  ليخرج وهو يزفر ويتأفف بغضب وضيق 
أما يوسف كان يشهق ويبكي..لايعلم لما يحدث له كل هذا! هو يتجهد ويبذل قصارى جهده قدر الإمكان كي يحصل على الدرجات العاليه لينال رضا والديه والجميع..
ولكن مالايعرفه الآباء…أو يعرفونه ويجهلونه…هو أن الصرااخ الدائم وتوبيخ طفلك ومقارنته بالآخرين لا يعود بفائده عليه…بل يعد هذا أولى طرق الإنحراف أو الإصابه بأمراض واضطرابات نفسيه فيما بعد 
حيث يولد هذا الكُره والقسوه فيه…وهذا ما هو عليه يوسف الآن…
“Back”
———————–
تنهّد يوسف بحزن ثم اتسعت عينيه بذهول وشهقت مارينا بخوف لتنحرف عجلات السياره عن مسارها الصحيح..ثم اصطدمت بشجره كبيره على جانبي الطريق…
ولكن لم يحدث لكلاهما شئ…فقد قام يوسف سريعاً بجذب مارينا من شعرها ليخفي وجهها في صدره..ثم أحاطها بذراعيها…فقابل هو الإصطدام بالكامل بنصف ظهره وكتفيه..
دقائق مرّت عليهم كانت مارينا ترتعش من الخوف والصدمه بينما تلاحقت أنفاس يوسف بإضطراب شديد…لي خوفاً عليه…بل على صغيرته الحمقاء..
شعر يوسف برعشة الخوف تسري في جسد مارينا من بين أضلعه..فمسّد على ظهرها وشعرها بحنان حتى يمنحها الشعور بالإطمئنان والهدوء
شهقت مارينا بخجل وابتعدت سريعاً عندما أحست بأنفاسه الساخنه فوق شعرها..
فاابتعدت لتنظر له بشرود ثم نظرت أمامها وتحسست وجهها وجسدها بخوف فاأطمئنت أنهم على مايرام….تنهّدت برّاحه ثم تحولت ملامحهها للغضب والإمتعاض…لتنظر ليوسف هاتفه بحنق
— هو انت فاااكر إن أروااحنا دي لعببه…انت اييه القسوه والجحوود اللي في قلببك ده…انت عااوز تموتني ولاعاوزني ليك ولاعااوز اييه بالظبط..انا تعبت منك ومن نفسي 
زفرت بضيق لتتابع بغيظ 
ياارريت كنااا  دخلنا في عربيه احسن كاان زمااني مرتااحه منك دلوقت 
أنهت جملتها لتعقد يديها على صدرها ثم زمت شفتاها ونظرت أمامها بغضب..
تأملها يوسف للحظات مبتسماً بهدوء..ثواني وقضب حاجبيه بدهشه عندما لاحظ شيئاً عليها..
اقترب منها ببطئ…اقترابه هذا جعلها تشعر بالتوتر والخوف منه…فصاحت بخوف
— هـ…هتعمل اييه  !! يوووسف حراام علييك كفااياا كده…انا معتش فياا حيل اتحمل اكتر من كده…عشاان خااطر أي حد بتحبه كفاياا…مش هقولك عشاان خاطري لأن لو ليا خاطر عندك مش هتعمل فيا كده…لو سمحت ابعدد…كفاايا…كفاايا اللي انت عملته في واائل 
تحولت ملامح يوسف للغضب والقسوه ثانيةً عندما ذكرت أمامه ذاك المعتوه الذي يكرهُ أكثر من أي شئ آخر…ولكنه تغاضى عن ذلك وتملك نفسه….ثم امتدت يده لتحيط رقبتها دون الإكتراث لما يتفوه منها من توبيخ له..
أرجع خصلات شعرها وراء أذنيها بحذر…ثم قام 
بإبعاد بعض الخصلات  برّقه التي تشابكت مع حلقها
لينجح في ذلك بعض لحظات…تحت نظرات مارينا المتأمله لوجهه بتعجب..
ابتعدت يوسف عنها ليبتسم بهدوء ثم قبْلها من جبينها ليهمس 
— متخافيش..مش هعمل حاجه تزعلك تاني 
رمقته مارينا بسخريه لتهتف بغضب
—كذااااب…انت كذااااب ياايوووسف…كل مره تقولي متخاافيش ومع ذلك بترجع ابشع من الأول….ده انت…ده انت ضربت صحبك بالناار وسبته مرمي ومشيت…انت ايييه…معندكش قلب مفيش رحممه خاالص  !!! 
تأملها يوسف للحظات بغضب وغيظ فقد تملك منه الشعور بالغيره الشديده كلما تحدثت عن وائل وخافت عليه هكذا…
فكانت نظراته تحثها على السكوت وكأنما يتوسلها بألا تنطق اسمه أمامه وكأنه يقول لهاا
كفــى….لا تكرري مافعله والداي…فهذا حقاً سبب تعاستي  !
كادّ أن يتحدث ليدافع عن نفسه ولكنه فضل الصمت ثانيةً وكأنما هربت الأحرف منه وجف حلقه وشُل لسانه فلم يستطيع النطق…
قام بتشغيل سيارته ثانيةً ليعدل من مسارها…ثم قادها منطلقاً لڤيلته الحديثه بحى آخر من آحياء عروس البحر المتوسط الراقيه وهي “زيزينيا” المشهوره بقصورها وحدائقها الراقيه والفخمه..
خيم الصمت ثانيةً بينما يوسف يقود بهدوء محاولاً مراراً وتكراراً ألا يشرد بذهنه في أي شئ قد يعكر مزاجه حتى لايفتعل حادث أشد قد يؤدي لضرر حمقائه الصغيره…وكانت هذه أول مره يقود فيها يوسف سيارته بهدوء..
أما مارينا شعرت بالنُعاس فمالت برأسها على نافذة السياره…لحظات وانتبه يوسف لذلك…فجذبها بخفه من ذراعيها ليجعلها تنام على فخذه حتى لاتؤلمها رقبتها….
نصف ساعه آخرى من القياده ووصل يوسف لڤيلته الراقيه والحديثه بهذا الحي..
فُتحت بوابة الڤيلا آلياً…ثم دخل يوسف بسيارته…ليصطفها بجانب الحديقه الواسعه…ليترّجل منها بعد ذلك…ثم فتح الباب الآخر ليقوم بحمل مارينا بخفه حتى لايوقظها…
دلف بها لإحدى الغُرف الواسعه والمنظمه بأحدث الأثاث الراقي..
ثم انزلها برّقه على الفراش المنظم والحديث…القى عليها نظر سريعه فلاحظ اتساخ القميص الذي ترتديه والذي يعود له…اتجه لخزانة الملابس الخاصه به والمجهزه بأرقى الملابس الرجاليه واغلى الماركات 
أحضر قميصاً له… ثم اتجهه اليها ليجلس بحانبها وهي نائمه… ازاح خصلات شعرها ليتأملها قليلاً بحنان ومشاعر مضطربه بدت عليه.. 
تنهّد بتعب… ثُم خلع لها حذائها… لينتقل بعد ذلك ليخلع ملابسها… ومن ثَم ألبسها القميص الخاص به والذي بدا متسعاً عليها مثل الذي سبقه.. 
انهى تبديل ملابسها بهدوءٍ تام حتى لايوقظها.. ليصعد بعد ذلك ويتسطح بجانبها فقد شعر بالنُعاس أيضاً… 
كادّ أن يضع رأسه على الوساده جانبها ولكنه ابتعد سريعاً… عندما وجدها تنتفض بشهقه من مكانها وهي تردف بذهول
— انت… انت بتعمل ايه  !!  انت ناايم جنبي لييه… عملتلي ايييه تاااني…
انتبهت للقميص الجديد الذي ترتديه فااتسعت عينيها بتوتر وخوف لتهتف بتوبيخ
— انت ايييه اللي هببته ددده  !!!  عملت فيااا كده ليييه  !!!  انت مبتحررمش!!!  كفااايااا… كفااايااا اللي بتعمله ددده… انااا زهقققت منك… ربنااا ياااخدك… ربناااا ياااخدك يااايوووسف…
سكتت قليلاً لتتنفس بصعوبه ثم تابعت ببكاء وانهيار
— يااارب تمووت ياايووسف يااارب تمووت 
أغمض يوسف عينيه بألم شديد… لايعلم مالذي يجب عليه فعله كي يستحق الحب مثله الآخرين… لايعلم لما يكرهُ الجميع دائماً حتى اذا فعل الخير  !! 
أحقاً الموت افضل له من أن يعيش منبوذاً هكذا  !؟ 
تنهّد يوسف بحزن ثم أحاط وجهها رغماً عنها ليهمس بهدوء
— أنا معملتش حاجه… صدقيني معملتش حاجه يامارينا 
أزاحت مارينا يده بإشمئزاز لتهتف بغضب
—انت واااحد حقييير وعمري مهصدقك ابدااا… وهفضل اكرهك طوول عمرري… وعاارف ياايوسف نفسي يجي اليوم اللي اعرف انتقم فيه منك 
أطرق يوسف رأسه بحزن ليهمس بندم
— حقك.. حقك تعملي فيا كل اللي انتي عاوزاه… بس ممكن تسمعيني للآخر  ! 
مارينا بتعصب وصرااخ
— اسمممعك  !!!  كنت فيين لمااا كنت بترجااك متأذنيش.. هاااه… كنننت فيين سااعتها ياايوسف واناا بمووت من العياااط واقلك ارحمني وسيبني امشي… وجااي بكل بجااحه كده تقولي اسمعيني  !! 
لاااا… لاااء ياايووسف كاان زماان… دلووقت معتش خاايفه منك… خلاااص مبقااش عندي حااجه اخااف عليهاا ولو جبتني آخر الدنيااا برضوو مش هسكت ولاهرتااح غير لماا اخد حقي منك 
تأملها قليلاً… ثم اقترب منها ببطئ… فرجعت هي للوراء خوفاً منه… نعم.. كل ماقالته يجعلك تظن أنها لم تعد تخافه  !  ولكن مهلاً.. هذا يوسف… الذئب الذي يخشاه الجميع ولايخشى أحد  ! 
مارينا بتوتر وخوف من اقترابه
— هـ… هتعمل اييه  !!  … هتضربني بالمسدس زي وائل… هتقتلني زي صاحبك  ! 
هزّ يوسف رأسه بنفي ثم ابتسم بسخريه ليجذبها رغماً عنها يعانقها بشده.. حتى مارينا تفاجأت بذلك
عانقها يوسف بكامل قوته وكأنه العناق الآخير له… فكاد أن يمزق اضلاعها من قوة عناقه.. 
ثم ابتعد عنها بعد دقائق تحت نظرات الدهشه الشديده منها.. 
همس بهدوء 
— محتاجك جنبي الفتره اللي جاايه 
رمقته مارينا للحظات بعدم فهم.. ثم أردفت بسخريه
— مفيش داعي تاخد الإذن مني… عاادي برااحتك كده كده أنا من املاكك زي.. زي عربيتك اتصرف فيا برااحتك… تااخد الإذن مني ليه وانت في ايدك تعمل كل حااجه… هااه لييه  !! 
ابتسم يوسف نصف ابتسامه ثم أردف بهدوء
— لأني هسيبك… هسيبك تمشي يامارينا 
نظرت له بدهشه تامه لتجيب بعدم تصديق
— تسيبني  !!… قصدك  !!  قصدك تسيبني أمشي  !! 
أومأ يوسف مبتسماً 
— ايواا ياماارينا… هسيبك تمشي… مش هقدر أجبرك تقعدي مع واحد بتكرهيه… وبالنسبه للقميص اللي انا لبستهولك ده… فااطمني انا غيرتلك هدوم اه بس صدقيني أنا ملمستكيش يامارينا… من وقت اللي حصل وأنا سكران وأنا قرفان من نفسي بجد… عارف انك مش مستوعبه اللي بقوله ولامصدقه ان اللي بيقول الكلام ده يوسف الوحش الشرير اللي الكل بيكرهُ من أفعاله… بس لاء.. صدقيني المرادي يامارينا 
تنفس بعمق ليتابع بتوضيح
— أنا مقتلتش وائل يامارينا 
رمقته مارينا بعدم تصديق… فتابع يوسف بصدق
— أنا مش مجرم ولا قاتل… وحتى لو قتلت مش هقتل صاحبي الوحيد اللي بيحبني يامارينا… وائل الوحيد اللي بيحبني ويخاف عليا… بس غصب عني كرهته… كرهته عشان اهلى والناس كلها شايفين أن وائل احسن مني في كل حاجه
في تلك اللحظه خانته دموعه لتنهمر على وجهه لحظات وبدأ يبكي بصوت مسموع حتى أنه خارت قواه فنزل على ركبتيه ليشهق ببكاء كالأطفال تماماً 
— أنا مش عارف انا عملت ايه وحش في حياتي عشان يحصلي كل ده… لييه ياماريناا… لييه معشتش طفوله حلوه زي باقي الأطفال… لييه معنديش اب وأم حنينين عليا وبيحبوني زيكم… ليه أنا الوحيد في اخواته اللي كنت بنضرب دايماً… مع اني كنت شاطر وبسمع الكلام وعمري ماعصيت لحد فيهم أمر… ليه كانو بيعاملوني وحش وشايفين إن وائل أحسن مني
إشمعنا وائل أبوه كان دايماً يطبطب عليه ويشجعه وأمه حنينه وبتحبه وأنا لااء… ليه ياامااريناا  !! 
نظر لها بيأس وهو يبكي فوجدها تبكي بصمت وهي تتأمله بعطف وحزن 
فتابع يوسف وهو يشير بيده للخارج
— امشي يامارينا.. امشي…
مسحت مارينا دموعهاا… فقد شعرت لوهله أن تلك لعبه من ألاعيبه… لذا لم تتأثر إلا لحظات من كلامه
هتفت بسخريه وتساؤل
— ولماا انت عااوزني أمشي وخاايف علياا أووي كده… جبتني هنا ليه أصلاً… والڤيلاا الفخمه دي جاايبه منين… من المخدراات  !!  سبت الطب وقلت تتاجر في المخدراات  !! 
تأملها يوسف للحظات بدهشه غير مصدقه ماتقوله 
أجاب بتلقائيه وصدق 
— أنا ليا رصيد في البنك كتير وعندي ڤيلتين وكذا عربيه وصيدليه بإسمي بس لسه مفتحتهاش… كل ده جدي كتبهولي قبل مايموت… جدي كان الوحيد اللي حنين عليا من أهلي… ولما مات مقدرتش اعيش في وسطهم وأنا شايف الكره ليا في عينهم كأني جاي من الشارع مش ابنهم… عشان كده سبتهم وعيشت لوحدي 
استشعرت مارينا صدق حديثه ولكنها نفضت سريعاً ذلك الشعور وقررت هذه المره بصدق ألا تضعف أمامه لأي سبب كان… فهتفت بعدم اهتمام وسخريه
— امممم الله يرحمه كان غني أووي 
أحس يوسف بنبرة الإستهزاء منه… ولكن تغاضى عن ذلك… فما فعله بها يشفع لها أي خطأ وأي ظن سئ ترتكبه… 
أردف بقلة حيله
— اناا جبتك هناا عشاان تساعديني في اللي ناوي أعمله… لكن أنا بقول كفايا عليك لحد هنااا… انا بهدلتك كتيير معااياا… انا اسف يامااريناا.. تقدري تمشي  
رفعت حاجبيها بدهشه وسخريه ثم صفقت بيدها بإستهزاء لتهتف
— برااافو… خلاااص كده المشهد خلص… امشي بقاا !! يعني خلااص مش هتحتااجني في أي مشااهد تاانيه  !!  اتفضل امشي بقااا  !!  
زفر يوسف بضيق ليهتف بنفاذ صبر
— طييب عااوزه اييه يااماارينااا  !.. اييه اللي يرضيكي واناا اعممله  !!  
تجمعت الدموع بعينيها لتهمس بيأس
— مفيش في ايدك حااجه تعملهاا… وأنا مش هقدر أممشي 
رمقها يوسف بدهشه وعدم تصديق ليردف
—  مش هتمشي  !!  
مارينا بإيماء وضعف
— ايواا… مش هينفع أمشي يايووسف… مش هينفع.. انا كنت بزن عليك كل شويه تسيبني امشي.. بس كنت عارفه انك كل مره هترفض… بس بجد انا مش هقدر امشي….اصل لو مشيت هقول لأهلي اييه… هودي وشي منهم فين لما يعرفوا الحقيقه وان بنتهم جابتلهم العاار… أناا عندي الموت أهوون يايوسف من إني اشوه سمعة أهلي… بس لو انت مش عاوزني افضل معاك… أناا همشي… بس مش هروح لأهلي… هروح لمكان بعيد عنكم كلكم 
نظر لها يوسف بسعاده ثم جذبها ليدخلها في أحضانه هاتفاً بفرح
— وأنا مش هسيبك أبداً…. تاابع بغضب قليلاً 
—قاال تمشي قااال.. لييه يااروح امممك فكرااني بقروون ولاا لاابس طرحه عشاان اسيبك تمشي… ده انا اكسر رجلك قبل ماتبعدي عني… انا ااه جيت على نفسي وسمحتلك تهربي مني… بس الحقيقه انا كنت بغلي وأنا بقولهاالك… ولو كنتي سمعتي كلامي ومشيتي يامارينا كان هيبقا آخر يوم ليكي انهارده 
دفعته في صدره بدهشه لتبتعد وهي تصيح بغضب 
— هوو انت بمييت حاااله… اناا مش فهماااك انت عااوز اييه بالظبط  !! 
يوسف بمرح ومشاكسه
— عااوزك 
كورت مارينا يدها بغضب ثم هوت بصفعه شديده على وجهه لتصيح بإستحقار منه
— انت وقح ومش محترم… عمرررك مااهتتغير أبداااً 
تنفس يوسف بغضب شديد واحتقن وجهه بالدماء.. 
فكيف للفريسه أن تنتصر على الذئب  !!؟ 
نظر لها يوسف بغيظ وغضب شديد مما جعلها تتوتر وتشعر بالخوف 
هتف بغضب وهي يهئ نفسه للإنقضاض عليها كالذئب
— انااا فعلااا عممرررري مااهتغييير أببددااا ياامااريناااا… أناا هعلممك ازاااي تتكلمي معااياا بأددب بعد كددده يابنت الـ****
فهل سترد له مارينا الصاع صاعين هذه المره… أم سيفعل يوسف ما يجعله يندم طيلة حياته  !!؟ 
______________________
في ڤيلا يوسف الآخرى التي بها وائل
_______
خرج اصدقاء يوسف الثلاثه من الغرف بعد أن استفاقوا من الثمل.. 
وجدوا وائل متسطح على الأرض وكأنه نائم
نظر ثلاثتهم لبعضهم ثم أردف واحد منهم بسخريه
— الوااد ده انا عاارفه… ده وائل صااحب يووسف… بس شكله هو كماان ليه في السكه دي وباينله كده شرب كتير
أجاب الآخر
— هو يوسف فين… مش باينله لا حس ولاأثر كده 
تدخل الثالث ليجيب بسخريه
— باين خد المزه اللي جايبها تبسطوا امبارح وراحوا انبسطوا في مكان تاني لوحدهم 
ضحك ثلاثتهم بسخريه… ثم اتفقوا ان يتركوا وائل ليفيق بنفسه… واتجهوا ليركبوا سيارتهم.. ذاهبين لمقاصدهم.. 
دقائق وبدأ وائل يتململ مكانه بتعب… ثم انتفض بفزع عندما تذكر ماحدث قبل أن… قبل أن يصوب يوسف مسدسه عليه ويطلق رصاصة المخدر.. التي اصابت ذراع وائل… فخدرته سريعاً مما جعلته ينام لبضع ساعات لايدري بما يحدث حوله.. 
ولأن مارينا لم ترا مثل هذه الاشياء الحديثه من قبل ولم تسمع عن ذلك الرصاص المخدر الذي لايصيب صاحبه ولكنه يخدره فقط كالحقن… ظنت أن يوسف قتل وائل… 
والحق أن وائل تم تخديره فقط.. 
تحسس وائل ذراعهه بألم… ثم تحامل على نفسه ليستند على الحائط وهو يردف بتصميم
— مااشي يايووسف… بقااا بتخدرني عشان تاخد مارينا وتهرب  !!  مش هسيبك برضو وهعرف مكانك وهجيبك يايوسف وابقى قولي هتهرب بعد كده ازااي
خرج يوسف من الڤيلا ليركب سيارته البسيطه ومن ثم انطلق قاصداً صيدلية الدكتور سعيد 
وصل للصيدليه.. واصطف سيارته بالقرب منها ثم ترجل من السياره ليدلف للداخل
رمقه سعيد بدهشه فقد كانت علامات الغضب تبدو جليه على ملامح وائل 
جذب وائل الدكتور سعيد من يده ليذهب معه بعيداً عن أعين الناس 
سعيد بتساؤل ودهشه من تصرفات وائل 
— في ايه ياوائل… حصل اييه  !! 
وائل بنرفزه وغضب
— يوسف خدرني وخد مارينا وهرب 
سعيد بذهول
— هررب  !!  هررب رااح فيين  !! 
مسح وائل على وجهه بنرفزه ثم تنفس بعمق محاولاً أن يهدأ.. 
أردف بتفكير
— احناا لاازم نلااقي حل… مارينا في خطر طول ماهي مع يوسف… ويوسف اصلا ذاات نفسه في خطر… احناا لاازم نلااقي حل 
سعيد بهدوء
— عمر… المهندس عمر جوز اختك… هو الوحيد اللي يقدر يتصرف في الموقف ده 
وائل بعدم فهم 
— وعمر ايه اللي دخله  !! 
سعيد بذكاء
— عنده نفوذ وسلطه تخليه يعمل أي حاجه 
وائل بإستفسار أكثر 
— مش فااهم… حضرتك تقصد ايه بالظبط  ! 
تابع سعيد بتخطيط
— المهندس عمر يقدر يوصل لمكان يوسف في أقل من يوم… وساعة مايعرف مكانه.. يكون مكلم مستشفى مكافحة المخدرات… يجوا ياخدوا يوسف ويتعالج غصب عنه 
ابتسم وائل بثناء على كلامه
— معاك حق… عمر هو اللي هيقدر على يوسف 
… أنا هكلمه واشوفو هينزل مصر امتى  
فكيف ستكون معركة الأفعى مع الذئب   !!؟ 
_____________________
بالمنزل الذي يتجمع به الضباط 
……………
كزّ حمزه على أسنانه بغيظ ثم كور قبضة يده بغضب شديد لينظر أمامه بحِده وغموض هاتفاً بتصميم
— أقسم باللي خلقني وخلقك ياسامح..لكون لافف حبل المشنقه على رقبتك وشنقك بنفسي قدام العالم كله يااكلــب…حساابك معاايا تقل…اصببر بس 
دقائق…وانتفض كل من حمزه وزميله أمجد على صوت ناادر يصيح 
— عملوهااا يااباااشااا….سااامح عملهاا ياباااشااا
تجمد الدم في عروق حمزه خوفاً من أن يكون نادر يقصد بذلك إختطاف ريناد 
بينما أمجد سأله بدهشه وتوتر
— اييه اللي حصل..انطططق..في اييه ياانااادر 
نادر بحزن وتوتر
— الجنديّ محمد عبد الحفيظ اللي حضرتك ياحمزه باشا كلفته أنه ينقلك أخبار سامح أول بأول 
حمزه باإضطراب
— مسكووه  !!
هزّ نادر رأسه بحزن ثم اشار لصندوق بجانبه على الأرض
— الصندوق ده لاقوه قدام وزارة الداخليه 
اتسعت عين حمزه بذهول خوفاً من أن يكون مايفكر به صحيح…بينما قضب أمجد جبينه بعدم فهم..ثم انحنى ليفتح الصندوق…ماإن فتحه حتى ترااجع للوراء بذعر وخوف شديد بينما حمزه تعلقت أنظاره بالصندوق للحظات واعتلت الصدمه ملامح وجهه غير مصدق ماتراه عينيه…
أما نادر أطرق رأسه بحزن فقد عرف مالذي يحمله الصندوق قبل أن يجلبه لحمزه..
ابتلع حمزه ريقه ثم أردف بحزن شديد 
— الله يرحمك ويكتبك من الشهداء يامحمد 
نظر امجد لحمزه وهو مازال في صدمته غير مصدق تماماً…فقد كان محمد يضحك ويمزح معهم منذ يومين وهو يخبرهم بأن موعد زواجهه من حبيبت طفولته قد اقترب…وحينما سينهي مهمته سيعود لبلده كي يعقد قرانه ويتزوجها وتصير ملكه أمام الله والجميع…
ولكن ماحدث…هو أن القدر لم يكتب لمحمد البقاء حياً…واشتاقت الجنه لريحه الطيبه…فأمر الله بقبض روحهه وصعودها طاهره لرب السماء..
أردف أمجد بحزن وعدم تصديق
— دول مش قتلوه وبس…دول جابولنا راسه مقطوعه في صندوق…  !!  حممزه انت مستوعب اللي انا شاايفه  !!  محمد مات أبشع مووته 
أخرسه حمزه بغضب مردفاً
— محمد ماات شهييد…محمد عند اللي احسن مننا كلنا 
رمقه أمجد بدهشه ليردف بيأس
— وهنعمل اييه  !!  هنفضل قااعدين ايدنا على خدنا كده لحد مايخلصوا علينا وااحد وراا التااني  !
أغمض حمزه عينيه بغضب شديد وكزّ على أسنانه بغيظ ليهتف بحنق
— احنا مش هنجيب حق محمد بس  !! احنا هنجيب حق بلد كاامله من خااين…فلاازم نلعب معاه صح عشاان نكسب…
سكت قليلاً ليفكر بذكاء…ثم رفع هاتف الشرطه خاصته ليتحدث بغموض 
— هاتهولي عالقسم 
نظر اليه نادر وأمجد بعدم فهم…فهما يعلمان الخطه كامله…ولكن حمزه نفسه لا احد يستطيع فهمه بسهوله…
لا أحد يستطيع معرفة ما يفكر به الجنّ…لذا فضلا مراقبة مايفعله حمزه بصمت ودون مقاطعه..
وضع حمزه سلاحه بجرابه ثم أمن نفسه ليردف وهو يهم بالذهاب
— كل واحد يبدأ تنفيذ المهمه المكلف بيها وبلغوا بقيت الفريق 
نادر وأمجد بتحيه عسكريه وبصوت واحد
— آوامرك ياباشا 
اتجه حمزه ليركب سيارته قاصداً مركز الشرطه..
بينما اتجه كلاً من أمجد ونادر لتنفيذ مهامهم…
وقبل أن يركب نادر سيارته…آتاه إتصال من سااندي 
فأجاب سريعاً
— آيوا ياساندي…وصلتي المطار 
ساندي بخوف كأن أحداً ما يهددها 
— ناادر…تعالى على المكان اللي هبعتهولك 
وافق نادر واغلق معها الهاتف ولكن بدأت الشكوك والهواجس تتساير داخل قلبه… فشعر بأن شيئا ما خاطئ…ولخبرته كضابط شرطه…قام على الفور بإرتداء القميص المضاد للرصاص والذي كان بحوزته في السياره…ثم أمن ذخيرته وسلاحهه جيداً…واتصل على بعض العساكر والجنود في الكتيبه التي يشرف عليها..
واعطاهم الموقع الذي أخبرته به ساندي…لكي ينطلقوا متخيين في أي زي آخر حتى لايتعرف عليهم رجال سامح وتنكشف الخطه..
انطلق نادر بسيارته سريعاً خوفاً من أن يكون قد حدث لها مكروه على يد سامح ورجاله…فهو الوحيد الذي له مصلحه في قتلها بعد كم المعلومات الهائله التي جلبتها ساندي اثناء العمل مع سامح و استفادت بها الداخليه…
________
أماا في مكان ما بالصحراء 
……
كانت ساندي مقيده بحبال غليظه ويجلس أمامها سامح ينفث دخان سيجارته بسخريه…ومن جانبه فاديه تنظر لها بغيظ 
تحدث سامح بغرور
— بقا حتة عيله زيك فاكره انها تقدر توقعني  !!
أناا سااامح الصعيدي اللي مدوخ بلد كامله بقالي ازيد من عشرين سنه تيجي واحده زيك وتفكر انها تلعب عليا وتوقعني…هههه لااا يااحلوه ده انا اوقعك واوقع بلدك بحاالها…اصبروا عليااا بس ياشوية كلااب 
ساندي بخوف وبكاء 
— عايز اييه من ناادر  !!
رفع سامح حاجبيه بدهشه ثم ضحك بسخريه مردفاً
— هو…في قصة حب بينك انتي وسيادة المقدم ولاإيه  !!
تابع بسخريه 
انا مبحبش الكدب فهقولك انا ناوي على ايه بما إن البيه بتاعك آخر يوم في عمره انهارده 
شهقت ساندي بخوف….لم يكترث سامح لذلك وتابع بوقاحه
— أنا عارف انك مهمه اوي عندي حمزه بيه والأشكال اللي شغاله معاه…مش هنكر ان حمزه صعب أوصله مره واحده كده…فقلت اعملك طعم اصطاد بيه الظباط الصغيرين واللي بيساعدوا حمزه 
وطبعاً نادر يعتبر من أول القايمه اللي حمزه بيعتمد عليهم…فلازم اخلص عليهم واحد ورا التاني ويتبقا حمزه لوحده…..وهنا بقا تغمز السناره ونقول باي باي لحمزه وللداخليه كلها 
ساندي بسخريه 
— متحلمش….آخرتك على ايد حمزه باشا 
نظر لها سامح بغضب شديد…كيف لها أن تهزأ منه وتعلى من شأن هذا الأحمق أمامه  !!
لحظات دوى اصوات الرصاص بالخارج وكأنه كالسيل الشديد…
كانت اصوات الرصاص كثيره وأيضاً أصوات الصراخ من رجال حمزه..
فقد انقض عليهم رجال نادر بأسلحتهم يفجرون ذخيراتهم في كل خائن وإرهابي يظهر أمامهم 
ولأن رجال سامح لم يكونوا بذكاء رجال الأمن والجنود التابعه لنادر…فلم يعدوا نفسهم للقاء تلك المفاجأه…التي أسقطت الكثير منهم 
دبّ الخوف في جسد فاديه وسامح ونظرا لبعضهم بإضطراب وخوف شديد 
هتفت ساندي وهي تضحك بسخريه
— اجمد كده ياسامح بيه…انت لسه شوفت حاجه 
تلاحقت أنفاس سامح بخوف واضطراب وكذلك فاديه…فلم يكن الوقت متسع للجدال والشجار…
هتف سامح بخوف موجهاً حديثه لفاديه وهو يمسك مسدسه ويستعد للهروب من مخرج آخر 
— تعاالي ورااياا 
تبعته فاديه بخوف وتوتر شديد…واستطاع كلاهما الهروب قبل أن يصل نادر إليهم 
هدأت أصوات اطلاق النيران…ودلف نادر سريعاً وهو يتنفس بتوتر خوفاً على ساندي 
وجدها مقيده بالحبال على كرسي…هرول اليها سريعاً يحررها من ذاك الحبل الغليظ وهو يهتف بلهفه
— انتي كويسه…حااسه باايه…عملك حاااجه  !!
تأملته ساندي للحظات بدهشه شديده فلم تكن تتوقع أن يخاف نادر عليها هكذا..
أجابت بهمس 
— متخافش يانادر..أنا كويسه 
أحاط وجهها وهو يتفحصه بخوف وبلهفه مردفاً
— لاا خاايف…ازااي مخاافش وانتي كنتي في ايد الخاين ابن الكلب ده…ازااي مش عااوزاني اخااف 
تراقص قلب ساندي بفرح شديد وابتسمت برّقه لتجيب 
— أول مره أحس إن بجد في حد خايف عليا 
“ساندي”
تأملها نادر للحظات… ليستوعب آخيراً ما أردف به
ابتعد عنها ليجيب بتوتر
— اكيد هخاف عليكي… انتي واحده مننا لازم كلنا نخاف على بعض لأننا فريق واحد 
ابتسمت ساندي نصف ابتسامه… فهو له الحق في ذلك… من هي كي يقع في حُبها من تتهاتف عليه أكثر النساء جمالاً…. ومع ذلك لا يوليهم أي اهتمام… فلطالما أحب نادر عمله بالداخليه وفضله عن أي شئ آخر…. ولكن مشاعره تجاه ساندي مازالت مضطربه بعد… لا يستطيع أن يحدد أهو يُحبها حقاً.  !  أم ذلك مجرد إعجاب سيرحل عندما ترحل هي  !! 
اتجه نادر للخارج مردفاً بلهجة آمره
— انا هوصلك المطار بنفسي… يلاا عشان المكان هنا مش آمن 
قامت ساندي ورائه وما إن وصلت للسياره… شعرت بالدوار ثم وضعت يدها على فمها وركضت سريعاً  بعيد عن نادر… لتقوم بالإستفراغ بتعب شديد.. 
هرول نادر إليها مسرعاً… ليتفحصها متسائلاً بدهشه وخوف
— في اييه ماالك  !! 
نظرت له ساندي بتعب ثم هزّت رأسها بنفي هامسه 
— مفيش.. انا كويسه… حسيت بس بشوية دوخه كده 
انحنى نادر ليحملها على الفور دون أن ينتظر منها إعتراض… رمقته ساندي بحُب حاولة جاهده أن تخفيه ثم أحاطت رقبته بيدها وأسندت رأسها على كتفه.. 
“نادر”
أجلسها في السياره برّفق ثم انطلق قاصداً منزله
ساندي بتساؤل وتعب بدا عليها
— هتروح فين  !! 
نادر بتلقائيه
— مش هينفع تسافري وانتي تعبانه كده… هوديكي بيتي ترتاحي شويه وبعدين اوصلك للمطار
كادت أن تعترض ولكنه اسكتها بوضع إبهامه على شفتيها هامساً
— ولاكلمه… اللي اقوله يتسمع 
أومأت بطاعه وهي تحاول ألا تظهر عشقها له أمامه حتى لاتعلق نفسها بأملٍ كاذب 
وصل نادر لمنزله المتواضع… ثم ترجل من السياره وفتح لها الباب الآخر… وقبل أن تلمس قدماها الأرض
كان هو أسرع منها… فحملها سريعاً وهو ينظر أمامه بجمود وبلهجه الضُباط الواثقه أردف
— مفيش داعي تتعبي نفسك… انا معاكي 
ابتسمت بسعاده… فكم تتمنى حقاً لو يبقا معها للأبد 
دلف نادر بها للداخل غرفته ثم أنزلها برفق ليتجه للخارج وقبل أن يغلق الباب ورائه التفت ليردف بتساؤل
— جعانه  !! 
هزّت رأسها بنفي وهي تبتسم قائله
— لااء… هحاول أنام شويه… شكراً يانادر
ابتسم نادر ليجيب بعمليه
— متشكرنيش على واجبي
أومأت له ساندي… ليقوم نادر بإغلاق الباب ورائه.. 
وما إن أغلق الباب… حتى قفزت ساندي من السرير لتدخل المرحاض سريعاً.. 
أخرجت اختبار حمل كانت قد جلبته سابقاً بسبب أمراً ما وشكٍ يراودها دائماً… منذ تلك المره التي أقامت بها علاقه محرمه عن طريق الخطأ مع نادر
أثناء تلك الخطه التي اتفقت على تنفيذها من قبل حمزه كتمويه والذي لم يعرف بها نادر الا منذ أيام.. 
اقبلت ساندي على الشرب بشراهه وشاركها نادر ذلك ومن ثم تمت تلك العلاقه التي أنكرها الاثنين وتناسوها تماماً.. 
خرجت ساندي بعد دقائق وبدا على وجهها السعاده والخوف والتوتر أيضاً… مشاعر باتت مختلفه ظهرت عليها لأول مره.. 
نظرت للإختبار عدة مرات وهي تمسكه بيدها وتتفحصه غير مصدقه أنه إيجابي.. أي أنها حامل  ! 
فتحت باب الغرفه ثم هرولت سريعاً وهي تصيح 
— نااادر…. نااااادر
خرج نادر من غرفته على الفور وهو مازال بالزي الخاص بالشرطه فمهمته لم تنته بعد 
كاد أن يتحدث ولكن قاطعته ساندي لتندفع تعانقه بشده وهي تهتف بسعاده
— أناا حاامل… أنااا حاامل ياانادر 
ابعدها نادر عنه برّقه ليتأملها بدهشه وهو ينظر للإختبار بيدها ولوجهها الذي بدا عليه السعاده الشديده
نادر بعدم فهم 
— حاامل  !!  اناا… اناا مش فااهم حااجه  !! 
تحولت ملامح ساندي للخوف والتوتر فقد خافت أن ينكر حملها منه 
ابتلعت ريقها لتجيب بتوتر 
— انت نسيت  !! 
تأملها قليلاً ثم أجاب بحيره
— امتى… وحصل ازااي ومن مين  !! 
رجعت ساندي بضع خطوات للوراء وهي ترمقه بنظرات حزن وخوف 
ترقرت عيناها بالدموع لتقبض يداها على الاختبار بقوه وهي تهتف ببكاء
— ارجووك متنكرش اني حاامل منك… ناادر والله ماحصل غير منك انت… والله العظيم انا حامل منك
طيب بص… لو… لو مش عاوزه… انا هختفي من حياتك خالص… وهسافر ومش هتشوفني تاني.. بس متنكرش انه منك وخلي الحمل يكمل… نااادر عشان خاطري متقوليش أنزله…. ناادر اناا مليش حد خاالص والطفل ده انا في أشد الاحتياج لييه… مش هقلك اتجوزني… بس سيبني أكمل الحمل 
مسح نادر على وجهه بهدوء وتنفس بعمق محاولاً أن يهدأ كي يستطيع مواجهة تلك الكارثه الجديده التي لم يكن يضعها في الحُسبان… 
فترى ماذا ستكون ردة فعله  !!؟ 
يتبع..
لقراءة الفصل الثالث والعشرون : اضغط هنا

‫3 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!