روايات

رواية جبروت الفصل الثامن والأربعون 48 بقلم أسماء أبو شادي

رواية جبروت الفصل الثامن والأربعون 48 بقلم أسماء أبو شادي

رواية جبروت الجزء الثامن والأربعون

رواية جبروت البارت الثامن والأربعون

جبروت
جبروت

رواية جبروت الحلقة الثامنة والأربعون

كانـت تجلـس بجـوار والدهـا وسـط جمـع مـن النـاس الذيـن أتـوا ليسـلموا على ليلـه و مـروان ويرحبـوا بهـم، ولكنهـا نظـرت إلى عمـر لتجـده يشـارك النــاس في الحديــث البســيط دون تَكــبُر او اســتعلاء، و مــن حــبن إلى آخــر تجـده ينظـر إليهـا بأشـتياق رغـم انهـم يجلسـون بنفـس المـكان، رأتـه ينظـر في هاتفـه وقـد بـدى عليـه الارهـاق نسـبيا، بعدهـا تحـرك إلى الخـارج ويبدوا أنـه لديـه مكالمـة و لكـن اسـتغربت عندمـا عـاد و أشـار إلى ادم الـذي سريعـا مـا تحـرك إليـه، شـعرت بالتوتـر مـن ذلـك وذهـب تفكيرهـا إلى جسـار، تُرى هـل علـم جسـار بعودتهـا وفعـل شـيئاً اهوجـا ؟
تحركـت خلـف ادم سريعـا دون حتـى ان تسـتأذن مـن والدهـا او ماريـا التـي تجاورهـا..
اقترب ادم من عمر في تعجب: في حاجة ولا ايه؟
عمــر : ادم بــدون تهور، دلوقتــي الحــرس شــافوا عربيــة واقفــة قريبــة جــدا مــن البيــت لمــا طالــت وقفتهــا شــكوا فيهــا واســتعلموا عنهــا ( ثــم أكمــل ببـطء وهـو يـرى ريتـال التـي وقفـت خلـف ادم بتوتـر ) العربيـة صاحبهـا اسـمه بـدر حسـن الشرقـاوي.
لترد ريتال بقوة قبل أن يتحدث ادم : و احنا مالنا يقف زي ماهو عايز، ايه المشكلة؟
ليقول ادم بأنفعال : ريتال ….
قاطعتــه ريتــال: ادم انــت اكيــد عــارف مــن قبــل مــا نرجــع انــه هيحــاول يشــوفها و يطلــب السـماح زي مــا عمــل يــوم طلاقهــم.
ادم بذهول من منطقها : والمفروض بقى اني اسيبه يقرب منها و يعتذر صح؟
لتجيبه بهدوء : لاء مـش مطلـوب منـك كدة نهائي ، مطلـوب منـك انـك تثـق في ليلـه وبـس.
ادم : الموضــوع مــش ثقــة يــا ريتــال، بــس مســتحيل اســمحله يقــرب منهــا ولازم يفهـم أنـه خـلاص ليلـه بقـت ملـكي و مافيـش اي شـئ يربطـه بيهـا.
تحـدث عمـر الـذي كان يراقـب في صمـت: انـت ارتباطـك بيهـا لسـه مـش مُعلــن و مفــروض ان قاســم بيــه هييجــي بكــرة علشــان يزورهــم ويطلــب ليلـه ليـك رسـمي، صـح !
ادم وهو يحاول الحفاظ على هدوئه: صح.
عمر: اكتب كتابك على ليله بكرة.
نظر إليه ادم وكانت الفكرة على هوى قلبه و عقله
ريتــال بأبتســامة: احـلى فكــرة، و بكــدة البلــد كلهــا تعــرف ان ليلــه ســالم شــاهين بقــت حــرم ادم رســلان.
ادم بتوتر: تفتكري ليله هتوافق ؟ وعمي سالم ممكن يرفض؟
عمر: متقلقش سيبهم عليا كلم انت بس عيلتك وعرفهم.
ريتـال: واذا على ليلـه برضـو سـيبها عليـا، انـا متأكـدة انهـا مـش هترفض ابـدا.
في اليــوم التــالي .. كان ســالم في غرفتــه صباحــا يجلــس على ســجادة الصلاة وقـد انتهـى مـن صلاة الضحـى، فهـو لم ينـم ابـدا طـوال الليـل، ذهـب إلى المسـجد ليصـلي الفجـر ومـن ثـم عـاد ليجلـس وينظـر إلى شروق الشـمس، يشـعر اليـوم أنهـا مختلفـة و كأنهـا تضحـك لـه فقـد عـاد أبنائـه إلى حضنـه،
كان يشـكر اللـه و يحمـده على عودتهـم سالمين ومـن ثـم دعـى لهـم بصلاح الحـال.
دخلــت خديجــة إلى الغرفــة وهــي تحمــل لــه كــوب الحليــب كَكل يــوم ولكــن هــذا اليــوم يختلــف فــالان وجههــا باسـمـاً يشــع نــورا
خديج ة: تقبل الله يا حاج.
سالم: منا ومنك يا غالية، محدش صحي من الولاد ؟
خديجـة: لاء محـدش صحـي لسـه، بـس انـا هاخـد لـبن واطلـع للبنـات يمكن يكونــوا صحيوا.
سـالم: ماشي بـس لـو لقيتيهـم لسه نايميـن سـيبيهم لحـد مايصحـوا براحتهـم، وانـا هطمـن على الاسـتاذ شريـف وبعـد كـدة هشـوف مـروان و ادم ليكـون حـد في الضيـوف صاحـي ومكسوف يخـرج ولا حاجـة.
خديجـة: ماشي يـا حـاج ربنـا يديـك الصحـة، وانـا جهـزت الفطـار لـو حـد صحـي أحطلـه علطـول علشـان متعشـوش امبـارح كويـس.
سالم بتأثر: عيالنا رجعوا يا خديجة.
خديجـة بعيـون دامعـة: ايـوة رجعـوا و نـوروا البيـت بعـد مـا كان ضلمـة و فـاضي علينـا.
سالم: الحمد لله، الحمد لله.
اسـتيقظت ماريـا مـن نومهـا و نظـرت إلى صديقتيهـا بجوارهـا على الفـراش، ريتـال على اليمـن و ليلـه على اليسـار، يـا اللـه شـعور ممتـع حقـا.
ليله بخفوت: بطلي تفركي بقى.
ماريا بعدم فهم : افرك.
ليله وهي تبتسم بسعادة وتعتدل لتنظر لها: بتحاربي وانتي نايمة.
ماريا: اعملك ايه سريرك صغير و انا بحب اخد راحتي في النوم.
ريتال: صباح الرغي.
ليله: احلى صباح على زقزقة العصافير.
ريتال: حاسة اننا نايمين بقالنا كتير ، شوفوا كدة الساعة كام.
ليلـه: تقريبـا ٧ انـا هقـوم البـس وانـزل يـلا علشـان تنزلـوا معايـا ولا هتنامي تـاني يـا ماريا.
نفضت ماريـا الخمول عنها وقالت بحماس : لاء طبعـا انـا عايـزة اخـرج و اتفـرج على الـزرع و الأراضي و اشـوف المـكان كلـه وكل حاجـة كنتـي بتحكيـلي عنهـا.
ليلـه: ايـوة طبعـا هنخـرج انـا كل حاجـة هنـا وحشـتني بـس يـلا علشـان اكيـد مامـا وبابـا صحيـوا مـن بـدري و مسـتنينا تحـت.
ريتال وهي تحاول الاعتدال من الفراش : ليله اصبري الاول علشان عايزة اكلمك في حاجة قبل ما ننزل.
ليله: اتكلمي يا ري ري، كلي أذان صاغية.
دخلت خديجة من الباب بعد أن فتحته بهدوء
خديجــة بأبتســامة: انتــوا صحيتــوا وانــا اللي داخلــة بشــويش علشــان لــو نايميــن متصحــوش.
وقفـت ليلـه سريعـا و أخـذت مـن والدتهـا الطبـق الـذي تضـع عليـه ثـلاث أكـواب مـن الحليـب و مـن ثـم قبلـت يدهـا
ليلـه بحُب: لسـه صاحييـن وكنـا هنلبـس وننـزل، وحشـني اللـبن مـن ايديـكي يـا مامـا يـا اطيـب ام في الدنيـا.
خديجـة وهـي تملس على شـعر ابنتهـا لتسـاوي خصلاتـه: وانتـي وحشـتيني يــا نــور عينيــا، انتــي واخــوكي وحشــتوا قلبــي ( ورفعــت بصرهــا إلى ريتــال و ماريــا اللتــان اعتدلتــا على الفــراش ) وانتــوا كـمـان واللــه وحشــتوني و معزتكـم في قلبـي زيهـا بالظبـط وحاسـة أنكـم بقيتـوا حتـة منـي يـا بنـات.
جلسـت خديجـة معهـم لعـدة دقائـق ومـن ثـم تركتهـم لـكي يسـتعدوا و ينزلـوا سريعـاً
بعــد خــروج الســيدة خديجــة نظــرت ريتــال إلى ليلــه لتخبرهــا بأمــر عقــد القـران اليـوم وان ادم خـشي ان يتحـدث معهـا و ترفـض لذلك طلـب منهـا هـي أن تحدثهـا وايضـا لانه بالطبـع لـن يسـتطيع الانفـراد بهـا هنـا قبـل موعـد وصـول قاسـم رسـلان و زاهـر رسـلان ، ولم تخبرهـا بوجـود بـدر الـذي لم يتحـرك مـن امـام المنـزل حتـى المسـاء ،، وقبـل أن ينامـوا علمـت مـن عمـر أنـه قـد ذهـب.
لم تعـترض ليلــه رغـم أنهــا اســتغربت الامـر و لكــن لمــا الإعتراض فهــذا هـو ادم، يكفـي انـه ادم و أخبـرت ريتـال ان اذا وافـق والدهـا وقَبِـل بالامـر فهـي لـن تعـترض.
نزلــن بعــد أن ارتــدن ملابسهن و قــد حدثــت ريتــال عمــر قبــل نزولهــا
وطمأنته انهـا بخيـر وهـو طمأنها أنـه سـوف يأتي قبـل معـاد الغـداء اي قبــل معــاد جدهــا وخالهــا.
ذهبـوا الرجـال إلى المسـجد ليصلـوا صلاة الظهـر.. أثنـاء ذلـك ألحـت ماريا ان تخـرج لتـرى المـكان مـن حولهـا و بالطبـع ليلـه تحمسـت للفكـرة، و ريتـال لم تعتـرض ولكنهـا أخـبرت عمـر قبـل خروجهـا و هـو اخبرهـا ان الحـرس سـوف يكونـوا خلفهـم حتـى اذا مـا حـاول بـدر الاقـتراب منهـم او إيـذاء ليلـه يتدخلون فورا .
ريتـال بداخلهـا كانـت تعلـم أن بـدر سـوف يحـاول التحـدث مـع ليلـه ورغم علمهـا بذلـك لم تحـاول منـع ليلـه مـن الخـروج، هـي تـرى أن ليلـه بحاجـة إلى ذلــك اللقــاء، لــن تســتطيع الاســتمرار بحياتهــا و بداخلهــا اي مشــاعر سـوداء تجـاه أشـخاص، عليهـا أن تنهـي الماضي قبـل أن تبـدأ مـن جديـد كمـا فعلـت هـي، لا مسـتقبل قبـل أن يكـون مـا فـات قـد انتهـى وأصبـح ماضي بالفعـل ليسـتمر الحـاضر ويبـدء المسـتقبل.
ذهبـت بهـم ليلـه إلى أرض والدهـا وهـي تتطلـع إلى كل ماحولهـا بأشـتياق، ومـن بعيـد كان هـو لا يـزال موجـود، منـذ الامـس لم يعـود إلى منزلـه وحتـى هاتفـه لم يـرد على اتصـالات اتتـه مـن والـده امـس، فهـو يعلـم مـا مضمـون الحديـث الـذي سـوف يـدور بينهـم وهـو مسـتعد لهـم ولكـن يتمنـى أن يراهـا فقـط، لـن يعـود إلى المنـزل و يبـدء حربـه مـع الجميـع قبـل أن يراهـا و يـروي اشـتياقه إليهـا ولـو بنظـرة مـن بعيـد، ولكنـه ابتعـد بالسـيارة حتـى لا يعلـم احـد بوجـوده، وهـا هـي أمامـه.
يــا اللــه لقــد ازدادت جـمالا وســحرا، كــم يليــق الشــعر القصيــر بهــا وهــو يلتـف حـول وجههـا، هـا هـي ليلـه أمامـه، تبتسـم بسـعادة وهـي تنظـر إلى كل ماحولهـا، تبتسـم تلـك الابتسـامة التـي تسـحر كل مـن يراهـا ،،، تحـرك إليهـا كالمسـحور لا يفكـر بشـئ ولا يبـالي لأي شـئ، حبيبتـه أمامـه و سـوف يقـترب منهـا ليراها، ليخربهـا كـم اشـتاق لهـا و كـم تـألم في بعدهـا،،،
كانـت مـع صديقتيهـا تشـاور لهـم على الأراضي و تتحـدث عـن كل شـئ واي شـئ يخـص الارض بلهفـة وسـعادة، قطـع استرسالها في الحديـث اقتـراب ظـل مــن بعيـد لرجـل تعرفـه تمام المعرفــة ، نظـرت ريتـال خلفهـا إلى ماجعـل صديقتهـا تصمـت فجـأة و رأت ان ماتوقعتـه قـد حـدث.
اقـترب بخطـوات سريعـة تباطـأت قبـل ان يصـل اليهـا ،،، ليناديها بصـوت ملئته العواطـف: لييييلـه.
نظـرت إليـه مـن الاسـفل إلى الاعـلى وإلى جسـده الـذي أصبـح نحيـل و وجـه الــذي جعلــه يبــدو اكبــر مــن عمــره، اقتربوا حــرس عمــر سريعــا مــا ان رأوه يقـتـرب منهــم، وقبــل أن يتدخلــوا أشــارت لهــم ريتــال بالتوقــف ونظــرت إلى ليلــه.
لتسأل ريتال بحذر : ليله الحرس يتدخلوا ؟
لترد ليله بنظرات ملئها الكبرياء : ويتدخلوا ليه، مافيش حاجة واستاذ بدر ماشي علطول.
اما بدر فلم يعي إلى مايدور حوله بل ظل ناظرا لها و يسمع صوتها و خاصة عندما نطقت بأسمه : ليييله.
ردت عليه بهدوء : اسمي الدكتورة ليله.
تجاهل ماقالته واخبرها بصوت ملئته المشاعر و قلب يتضخم من فرحة اللقاء : وحشتيني.
كانت ليله التعامل معه بهدوء و احترام ولكن كلمته تذكرها بألم كان في الماضي عميق : امشي من هنا حالا.
بدر: لسه مسامحتنيش يا ليله؟
تنهـدت ليلـه وهـي لا تعلـم مـاذا تشـعر تجاهـه ولكـن بالطبـع هـو ليـس حـزن ولا الم، فهـو انتهـى مـن حياتهـا، انتهـى هـو وكل مايخصـه: انـا مـش زعلانة علشـان اسـامح.
بـدر بأمل : بجـد يـا ليلـه، يعنـي خـلاص مـش زعلانـة منـي، نسـيتي اللي حصــل و ســامحتي.
ردت عليه بأستنكار لكلمة النسيان : انـا منسـيتش اللي حصـل ولا عمـري هنسـاه ابـدا، لكـن نسـيتك انـت و نسـيت اي حاجـة ربطتنـي بيـك و انـا مـش زعلانة مـن حـد لان الحمـد للـه ربنـا عوضنـي عـن كل اللي حصـل.
بـدر: ليلـه ارجـوكي اسـمعيني، انـا عـارف اني غلطـت، انـا بمـوت مـن غـيرك، روحـي غابـت عني ضاعـت بضياعـك منـي.
في تلك اللحظة شعرت انه لم يعد سويا في مشاعره ف ردت عليه بحزم : ممكـن متنطقـش اسـمي بالشـكل ده ولا تتكلـم معايـا اصلا كـدة، ولا اي كلام نهائي و امـشي مـن هنـا حـالا.
بـدر: انـا همـشي يـا ليلـه، همـشي لكـن انـا عايـز اقولـك اني مـش هيـأس وهفضـل اطلـب منـك السمـاح لحـد ماتسـامحيني وقلبـك يرجـع يـدق ليـا وهصلــح كل حاجــة.
ليلـه بذهـول مـن حالتـه: انـت مجنـون صـح؟ اكيـد مـش طبيعـي، بـص انـا مـش هضيـع وقـت في اي كلام معـاك، بـس حقيقـي كل اللي قولتـه ده وهـم و خيـال في عقلـك ، انـت بقيـت ماضي، ماضي اسـود مـش بفكـر فيـه نهائي.
@@@@@@@@@@@@@@

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جبروت)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى