روايات

رواية ابن الشوارع الفصل الخامس 5 بقلم Lehcen Tetouani

رواية ابن الشوارع الفصل الخامس 5 بقلم Lehcen Tetouani

رواية ابن الشوارع الجزء الخامس

رواية ابن الشوارع البارت الخامس

رواية ابن الشوارع الحلقة الخامسة

…….. كان المدير قد اصبح هرما وقد انهكه المرض وتغيرت ملامح وجهه تماما كان وجهه المصفر كثير التجاعيد وقد اهمل لحيته وشعره الاشيب وعينه كانت طبيعيه منذ اكثر من ثلاثة عشر سنة فاصبحت شديدة الاحمرار وكانت تدمع كان يقضي اغلب وقته في الصلاة والدعاء لله سبحانه وتعالى بالمغفرة والتوبة وحسن الخاتمة
قال السائق للمدير: سيدي لقد اصبح وضعك مزر لقد طلبت لك الطبيب والان هو في طريقه الينا
نظر المدير الى السائق وهز برأسه موافقا
كانت عينه تكاد ان تخرج من مكانها ونهض واقفا واتجه الى الحمام متكئ على عصاه وترك الباب مفتوح
قرع الباب دخل الطبيب وقال له السائق: اهلا وسهلا
قال الطبيب: هل انت المريض
قال السائق :لا وهو مذهولا عندما نظر الى عنق الطبيب
قال الطبيب: ماذا اصابك ياعم لماذا تنظر الي هكذا؟
قال السائق: لقد سبق لي لن رايت هذه القلادة
ابتسم الطبيب وقال: وهل كنت بين المشردين؟
اعاد السائق ذكرياته وقال للطبيب: منذ فترة اعطيت نقودا لولد مشرد كان يجلس في الشارع وكان لديه مثل هذه القلادة
فكانت عيني الطبيب كانت تكاد ان تأكل السائق
فقال الطبيب: عماه انت من اعطاني تلك النقود واسرع الى احتضان السائق
قال السائق :نعم، لكن من تبرع بالنقود هو المريض
سيخرج من الحمام بعد قليل
تفضل بالجلوس وقص لي كيف اصبحت طبيبا ريثما يخرج المريض من الحمام
قال الطبيب : كنت طفلا صغيرا اجلس في حضن امي وكانت تداعب شعري سقطت من عينها دمعه دافئة على خدي نظرت الى وجهها وقلت: لماذا تبكي يا امي؟
قالت :لاشيئ ياحبيبي
قلت : انت بعين واحده اين عينك الثانية؟
قالت: اعطيتها لمن احب اخذها ورحل
قال الطبيب: فقلت لاتحزني يا امي
عندما اكبر سوف اصبح طبيبا وسوف اشتري لك عينا جميلة واضعها لك ضمتني الى صدرها وبدأت تبكي
لقد انهكنا الفقر والحاجة واتذكر جيدا عندما كنت صغيرا
كانت تطلب مني ان انام فأقول لها: انني جائع لا استطيع النوم يا امي ولم يكن لدينا الطعام فكانت تلف منديلها على شكل ساندويش وتضع على مقدمته القليل من الماء والسكر
وتعطيني اياه فكنت امضغه لكن من دون نتيجة كنت اتلذذ بطعم السكر فقط من دون ان اقضم منه اي شيئ حتى يتعب فمي من المضغ ومن ثم اخلد الى النوم
وقبل ان تموت امي اوصتني ان والدك يحبك كثيرا ابحث عنه ولاتتركه فلعل مكروها قد اصابه لقد اخفت عني امي الكثير من الاشياء ولم ادركها الا بعد ان كبرت
ماتت امي وبعدها تسولت في الشوارع وهاجرنا نتيجة الحرب الى هذه البلاد و بعد ان توقفت الحرب عدنا الى بلادنا واكملت تعليمي واصبحت طبيبا والان اشتقت الى اصدقائي في هذا البلد فعدت لأراهم
واشكر صاحب الشركة الذي علمت مأخرا انه هو من جمع كل المتشردين من بلاده وقدم لهم المسكن والمدرسة على حسابه الخاص فذهبت الى الشركه لاشكر صاحبها على ماقدمه لي
فلم اجده وقالو لي لقد افلس ولم يعد احد يعرف عنه شيئا هل تعرف عنه شيئا يا عماه؟
قال السائق : نعم انه نفسه المريض
فقال الطبيب : يال حظي الجميل ان التقي به هنا
قال الطبيب: لدي سؤال اخير يا عماه هناك رجل بعين واحدة انه ابي هل رايته من قبل؟
خرج المدير بعد أن كان يسمع كل الحديث الذي دار بين السائق والطبيب فنظر الطبيب الى والده وأمه معا ومد يده لتعانق السماء
وأتجه إلى والده وهو ينادي أبيييي أمييي وعانقه بقوة بدموع الابوة ودموع السائق الذي لم يصدق ماذا يحدث معه
من هنا عرف لماذا كانت عين المدير تدمع عندما كان يرى تلك الطفل المتشرد وكيف عاش وكيف تقابلا
وتبقى دائما الأم أهم ما في الحياة أن رضيت عليك فلا تخف من الدنيا أو يصيببك مكروه

تمت

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ابن الشوارع)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى