روايات

رواية بنت المعلم الفصل العاشر 10 بقلم حسناء محمد

رواية بنت المعلم الفصل العاشر 10 بقلم حسناء محمد

رواية بنت المعلم الجزء العاشر

رواية بنت المعلم البارت العاشر

رواية بنت المعلم
رواية بنت المعلم

رواية بنت المعلم الحلقة العاشرة

في يوم جديد طلت شمسه كعروس تزين السماء الصافية، بعد ليل يحمل خبايا مجهولة،

بعد أن تناولت فطورها في غرفتها الخاصة لأن والدها لم يحضر الفطور اليوم، جاءها اتصال من أختها بأن تخرج لمقابلتها في أحد محلاتهم الخاصة بالتوزيع لوجود مشكله ما، كانت ترتدي عباءة من الحرير باللون الازرق الداكن مطرزه يدوياً باللون الفضي، ذات أكمام واسعه، واختارت حجاب باللون الفضي وحذاء نفس اللون، وهرولت بعجله بسبب تأخرها في اختيار العباءة فعددهم واشكالهم المختلفة ليس بقليل لأن زيهم موحد هي واخواتها السبع، ليصبحوا مميزين عن باقي فتيات البلدة من أناقتهم وجاذبيه اختيار ثيابهم،

كانت تسير بعجله، ولكن وقفت لوجود والدها في أحدي الشوارع، اتجهت إليه مبتسمه لتقول بتسليه :

ايه يا معلم الحلاوه دي، دا أنا بفكر أشوفلك الرابعه

ابتسم المعلم سالم بصفاء عكس حاله منذ دقيقه قبل رؤيتها، فسألها بفضول:

بعيداً عن أنك بكاشه، ونشوف موضوع الرابعه مع أمك في البيت، رايحه فين

إجابته مروه وهي تنظر إلي اعمامها والمعلم عزيز الآتين خلف والدها :

هند رنت عليا بتقول في غلط في توزيع في المحل الـ عند أول الشارع الرئيسي

امأ سالم إليها قائلا بحذر:

متتأخريش أنتِ واختك وكلمي حد من ولاد عمك عشان يكون معاكم ويوصلكم

انصاعت إليه مروه لتسأله بفضول :

حاضر، بس يعني هو انتو كلكم بوزكم مترين ليه

ردد سالم كلمتها :

بوزكم، الله يصبرني عليكِ

أمسكت مروه يده بمزاح قائله بحده :

قولي بس مين مزعلك وأنا أولع في البلد بالـ فيها صدقني

ابتسم سالم إليها مردف بسخرية :

لا هو بصراحه مفيش عقاب اكتر من أن يعقد معاكي، يلا امشي

 

 

 

 

تحركت مروه بعد أن ألقت التحية علي عبده وعزيز، ثم اتجهت الي الطريق الرئيسي فـ الهاتف سوف ينفجر من رنين هند عليها بسبب تأخيرها،

من يري صرامة المعلم سالم في حديثه وجديته الحاده يشفق علي عائلته من أسلوبه الجامد، ولكن عندما يروا معاملته معهم، وابتسامته التي لا تفارق وجهه، والهدوء المغمور بالحنان في نبره صوته يجزم أنه شخص آخر غير ذاك الذي يهابه الجميع

هذا ما أصاب عزيز عندما تغيرت ملامح سالم عند رؤيته لابنته من الغضب إلي اللين والهدوء، استعجب من أسلوبه المتناقض في ثوانٍ، بينما لم بتعجب عبده فهو يعلم مدي حب أخيه الي بناته ومعاملته الهينه معهم

؛************

” ليتك تعرف مدي حزن قلبي علي فراقك، وكيف بهتت روحي في غياب ظلك، أصاب عقلي بالتشتت من آلام روحي بقربك وبعدك، فـ ليتك تعرف مدي جروحي من فتور قلبك اتجاهي، ولكن أوعدك يا عزيزي بأن اتحمل قسوة غيابك بدلاً من موتي المحتوم في حبك ” –

بقلم حسناء محمد

انتهت هند من مراجعة الأوراق للمرة العاشرة ولا يوجد ملاحظات، أرجعت بظهرها للخلف منهكه في إيجاد المشكلة التي أدت إلي نقص المخزون في المحل دون إيجاد فواتير ببيعها، رفعت نظرها منتبه للواقف يتأملها مستند علي الحائط

رمقته هند بتعجب :

أنت واقف كدا ليه

اقترب سالم ابن عمها جابر ليجلس علي المقعد المقابل للمكتب التي تمكث عليه :

بشوفك وأنتِ محتاسه كدا

نظرت إليه هند بغرور مردفه بثقه:

مش بنت المعلم الـ تحتاس يا سالم

تطلع سالم إلي الأوراق أمامها بسخريه، فسألته هند بضيق عندما فهمت نظرته الساخرة منها :

أنت ايه جابك هنا وسايب محلك

أجابها سالم وهو يخرج علبه التبغ من جيب جلبابه المميز بلونه الابيض الناصع :

مروه كلمتي وقالت استناكم تخلصوا عشان اوصلكم

وبختها هند بحده:

وتكلمك قبل ما نخلص ليه وبعدين هي فين الكلحه دي

ابتسم سالم بعد أن أشعل التبغ وضعها بين شفتيه :

اه لو سمعتك كانت فرجت علينا البلد

ابتسمت هند علي حديثه فهو محق فتذكرت آخر مره اجتمع المارين في الطريق علي صوتها المرتفع اثر وصفها سعد بالغباء ولولا وجود عمها جابر في ذلك اليوم لم تنتهي من وصله التوبيخ خاصتها خوفاً من علوم والدها

( : طبعا أنا اسف أن هقطع عليكم الجو الرومانسي دا لكن كنت جاي اسال الاستاذه علي حاجه )

قبض قلب هند عندما استعمت لصوت أحمد الساخر فرفعت نظرها لتجده يقف مكتوف اليدين ونظراته لا تبشر بالخير، بينما لم يتحرك سالم من مكانه بل ظل يزفر هواء تبغه وكأنه لم يستمع إلي شيء، جعل هذا التصرف المتجاهل اليه أن يغضب من بروده، فاقترب ليقف أمامه قائلا بحده:

ممكن تخرج بره عشان عايز مراتي في كلمتين

ضغط أحمد علي أحرف وصف هند بزوجته ليؤكد لـ سالم رسالته، نظر سالم إليه ببرود :

مراتك في البيت مش هنا دا محل أكل عيش

رد عليه أحمد بسخريه لينقل بنظره في آخر حديثه الي هند المتوترة :

وأنت جاي تاكل عيش بقا

وقفت هند بتوتر لتتحدث بتعلثم فلا تريد أن يصل الأمر بالشجار بينهم بسبب طريقه احمد الساخرة:

أحمد لو سمحت اتفضل قول عايز ايه لان ورايا شغل كتير

لف أحمد إليها يمسكها من مرفقها بعنف قائلا بغضب :

كلامنا مش هنا لما نروح لينا كلام تاني

 

 

 

 

وقف سالم أمامه ليقطع عليه طريقه مشير علي يده الممسكة إلي هند :

سيبها

ابتسم أحمد بتهكم :

ابعد عني وشي ومتتدخلش بين واحد ومراته

صاحت هند بغضب :

أحمد سبني وبلاش فضايح قول الانت عايزه هنا وامشي

غضب أحمد من تقليلها إليه أمام سالم فشدد علي مرفقها بعنف جعلها تتأوه بألم :

مش هسيبك يا هند وهتمشي معايا من سكات احسلك

جاء صوت سالم الغاضب :

تروح تقول الكلام دا للمعلم سالم ولو وافق انتو حورين إنما طول ما هو مأمني عليها مش هتمشي معاك يا أحمد وسيبها عشان انا خلقي ضيق

دلفت في ذلك الوقت مروه التي تعجبت منهم، لتسأل بفضول:

في ايه

سحبت هند يدها عنوه، لتردف بترجي :

امشي يا أحمد بالله عليك وبلاش مشاكل

تطلع إليها أحمد بكسره من ترجيها من رحيله، فود أن يخبرها بحبها الموقد داخل قلبه بل عشقها الساكن لروحه، فلم يذق طعم النوم منذ رحيلها بعيداً عنه، ولكن أحيانا تكن نهاية المرء علي كبريائه، وتعجرف مشاعره، وجد أحمد الحل الأمثل بأن يشوش ثقة هند في ذاتها حتي ترجع عن طلب الطلاق، لا يعرف أنه يقطع الخيط الرفيع بينهم بهذه الطريقة، فقد اختار طريق بلا رجعه بينهم باعتقاده الخاطئ وغروره سيؤدي إلي دفن حبها للابد

: انا همشي كدا كدا هو أنتِ مفكره أنك حلوه مثلا وانا ميت في دباديبك يكون في علمك انا صممت أن مخلفش منك عشان خايف اظلم ابني ويطلع شبهك، لولا أنك بنت خالي ومشفق عليكي انك تفضلي لوحدك طول عمرك من بعدي كنت طلقتك من زمان

دفعه سالم بعنف ليقطع حديثه قائلا بغضب :

طيب متشكرين لكرم أخلاقك اطلع بره بقا بدل اقسم بالله ما ادفنك هنا

وقفت مروه بينهم لتفصل سالم عنه، ثم صاحت بضيق من حديث أحمد:

امشي يا ملك زمانك من هنا، روح شوف ملكه جمال تليق بخلقتك العره بعيد عننا

نظر أحمد إلي هند ليري نظره غريبه لم يرها من قبل هزت مشاعره ليشعر بغصة وقفت في منتصف صدره، فخرج هرباً من تلك الأعين التي ستؤدي بحياته، مع شعوره بالندم في اختيار تلك الطريقة،

جلست هند بهدوء علي مقعدها تشعر بدوار أصاب كيانها، رمشت بأهدابها بتوتر ثم قالت بتعلثم :

تـ تعالي يا مروه عشان نخلص و. وبعدين نروح

تبادلت مروه النظرات مع سالم بخوف علي حالها الهادئ، فأشار إليها سالم بالانصياع إليها دون أن تتحدث

؛**************

في منزل عبده دلفت سمر حامله طبق فواكه وكوبين عصير لتضعهم علي الطاولة أمام خلود ومي مرحبة :

والله منورين يا بنات يعني هو لازم حد يتعب عشان نشفوكم

إجابتها خلود بابتسامه :

معلش يا سموره بس عشان الفرح قرب مش فاضيين خالص

أشارت سمر علي مي قائله :

طيب أنتِ وعرفنا أنك مشغولة في ترتيب للفرح، وأنتِ يا ست مي

اخذت مي كوب العصير لتردف متصنعة الحزن :

والله مش هكدب عليكي يا سمر من ساعة ما سبت مصطفي وأنا مش بخرج خالص

 

 

 

 

رمقتها خلود بضيق من سيره ذاك المدعو بخطيبها السابق، بينما رتبت سمر علي يدها لتقول :

يا حبيبتي بكرا ربنا يعوضك

رسمت مي الحزن ببراعة لتردف بصوت منكسر :

منها لله الـ كانت السبب

تعجب سمر لتسألها بفضول :
مين

نظرت إليها سمر بفضول لتعرف المقصودة من حديثها، فالجميع يعرف سبب فسخ خطبتها من مصطفي، وما كان ينوي صديقه فعله بعلمه مع رحمه ابنة عمهم

بينما تعجبت خلود من حديث أختها التي أول مره تسمعه، فنظرت إليها بشك فما تفعله، أخفت مي ابتسامتها بحرفيه لنجاح لما بدأت به اتباع لخطوات رسمها إليها مصطفي خوفاً منه حتي لا تفضح كما هددها،

نفذ صبري سمر لتسألها بضيق :

هو في ايه ما تنجزي يا بنتي وتقولي مين دي

تعلثمت مي بتوتر :

رحمه

سألتها سمر بصدمه :

رحمه مين، بنت عمنا

إجابتها مي بتأكيد :

ايوا

تطلعت خلود الي مي بصدمه، فهي تعلم مدي كرهها وما تكمن من مشاعر حقد وغيره اتجاه بنات عمهم إلا أن حياتها لا ينقصها شيء بالإضافة إلي طبع والدهم الهين بعكس عمهم سالم وصارمته المعهودة، ولكن لم تتوقع أن تفكر في تشويه سمعة أحدهن،

فوقفت بضيق مردفه بحده:

يلا يامي عشان اتأخرنا

أمسكت سمر يد خلود لتجلسها مره اخري مضيفه بفضول :

لا تمشوا ايه مش قبل ما اعرف كل حاجه بالتفاصيل

نهضت خلود مره أخري ممسكه بيد مي بغضب تسحبها خلفها وهي تبتسم إلي سمر بمجامله:

مفيش تفاصيل ولا حاجه دا كلام فاضي

لم تضيف مي حديث اخر مستسلمة الي خلود، مستعدة لخوض معركة حاسمه معاها، ومؤهله نفسها لسماع موشح تهذيب عن احترام أولاد عمها التي تتمني اختفائهن من الحياه لتسترح،

بينما ظهرت ابتسامة عريضة علي ثغر سمر بتسليه، متنهدة براحه :

وأخيراً حد فيكم طلع عن قاموس سالم يا بنات المعلم

أنهت حديثها لتتجه الي والدتها لتخبرها بما علمت من اخبار جديدة تخص بنات عمها لتروي عطش حقدها هي الأخرى بسعادة

؛**********

دفعتها خلود بعنف داخل غرفتها بعد أن دلفوا الي منزلهم قائله بحده :

ايه الهبل الانتِ بتقوليه دا أنتِ اتجننتي عشان تتكلمي كدا قدام سمر

اعتدلت مي في جلستها واضعه قدم فوق الأخرى مردفه بـ بخبث:

وانا قولت ايه

استفزتها ببرودها واللامبالاة علي ملامح وجهها، وكأنها لم تفعل شيء، فنطقت من بين أسنانها :

متستعبطيش وتسوقي الهبل عليا أنتِ قصده أنك تقولي كدا عشان عارفه أن سمر هتروح تقول لأمها وميصدقوا يمسكوا في كلام أهبل عشان يوقعوا الدنيا

 

 

 

 

رفعت مي كتفيها ببراءة:

طيب وأنا مالي

نفذ صبر خلود من أسلوبها الاستفزازي، فنظرت إليها وهي تقول بحديث متأكدة منه :

بطلي برود واستفزاز، علي العموم أنا عارفه أنك بتغيري من بنات عمي وبتكرهي..

وقفت مي بعنف مقاطعة سمر بحده لترد عليها بصوت مرتفع :

مين دي أنا أغير منهم ليه أن شاء الله ناقصه أيد ولا رجل، يكون في علمك أنا أحسن منهم كلهم ومش بنت المعلم جابر الـ تتقارن بحد تاني

ابتسمت خلود بسخرية مشفقة علي تفكيرها المغرور، ثم تركتها لتغادر الغرفة وقبل أن تخطو خارج الباب دارت بجسدها لتكن مقابل لها مردفه :

نظرتك ليهم، والحقد الـ باين في عينيكي بيقول غير كدا يا بنت المعلم، علي العموم انا مش هقف اتفرج عليكي وأنتِ بتوقعي في دايره الغيره العاميه وتسحبي رحمه معاكي، ويكون في علمك أنا شاهده لما كنتي بتتحيلي علي رحمه عشان تروح معاكي، وشوفي عمك هيعمل ايه لما يعرف أنك بتشوهي سمعة بنته

بعد أن أنهت تهديدها تركت الغرفة ورحلت تدعي إليها بالهدايا فتصرفاتها غير طبيعية في آخر فتره

؛****

خلعت مي حجابها بعنف وأخذت هاتفها تسير اتجاه الشرفة تجري اتصالا به حتي تخبره بالمستجدات،

: الو

لوت فمها بتهكم من فتوره في الحديث معها، لتلعب بسلاحها الأنثوي لعله يلين معها قليلاً، سألته بغنج وهي تلوي خصلات شعرها :

ازيك يا مصطفي

أجابها الآخر مقتصر :

كويس، ها ايه الجديد

وضعت مي الهاتف أمامها تبصق بصوت منخفض حتي لا يسمعها، ثم وضعته مره اخري لتجيبه بملل:

مفيش جديد

احتد صوته لينهرها بغضب :

لا بقولك ايه اتعدلي كدا بدل أقسم بالله ابعت صورك علي تلفونات البلد كلها واقولهم معايا الاوسخ وشوفي ابوكي وعمك هيعملوا فيكي ايه

بلعت مي لعابها بتوتر، مردفه بصوت مهتز :

في ايه يا مصطفي هو دا جزاتي عشان حبيتك ووثقت فيك……

تهللت أسرارها عندما استعمت لصوته الحنون، مقاطعها بهيام:

وأنا كمان بحبك يا مي

نسيت أمر تهديده إليها المستمر، لتكن كـ الكفيفة بحب مسموم، ربما أن كان مختل عقلياً لكان فهم ما يرمي إليه، والفخ المنصوب بقواعد حب وهمي، سألته بسعادة بلهاء:

بجد يا مصطفى

أكد إليها الآخر باستماته قائلاً :

بجد يا قلب مصطفي من جوه

شعرت بسعادة غمرت قلبها اثر حديثه، جعلتها كفراشة تحلق في حقول الأزهار في منتصف فصل الربيع، ولكن نزلت الي أرض الواقع عندما تذكرت أمر تهديده فسألته بحيره :

طيب لما أنتِ بتحبني ليه بتهددني كل شوية

تصنع بنبره حزينة قائلاً :

مقدرش اهددك بس أنتِ مش بتساعدني اخد حقي وحقك من الـ فرقنا وكان هضيع حبنا يا قلبي

وكـ المغفلة تصدقه وتطلق العنان لعقلها البائس ليرسم أحلام ورديه مع ذلك اللعين، غير مهتمة بأمر سوي ان تسمع كلام معسول وغزل يروي أنوثتها :

يعني كل دا بتعمله عشاني

جاءها الرد سريعاً :

اكيد حبيبتي، وعشان نرجع لبعض علي طول

 

 

 

 

ابتسمت ببلاهة، مردفه بسعادة مأمنه عليه :

يارب امين يا حبيبي

ظهرت ابتسامه خبيثة علي ثغره ثقه بنفسه في كل مره يتحدث معاها ويجعلها تحت طوعه، أخرج علبه التبغ خاصته ليشعل واحده واضعه بين شفتيه، فسألها بمكر :

ها قوليلي لابسه ايه اصلك وحشتني

ضحكت مي بميوعة قائله بدلال:

بجد وحشتك

زفر هواء التبغ بشراهة وبدأ في تشغيل جهاز الكمبيوتر المحمول (اللاب توب) الموضوع أمامه، ثم ضغط علي ملفاته الخاصة ليظهر أكثر من 30 ألبوم صور خاص بفتيات، بحث عن اسمها وضغط عليه لتملأ الشاشة بصورها العديدة بملابس منزلية وبدون حجاب، ابتسم بمكر وهو يشاهد الصور بوقاحه مجيبها بشوق :

وحشتني بس، أنتِ شكلك متعرفيش غلاوتك جوه قلبي قد اي،

ثم أكمل بـ لهفه :

ابعتلي صوره بقا عشان أملي عينا بمراتي

خفق قلبها عن سماع وصفه بزوجته لتذهب كـ المغيبة أمام المرأة :

طيب شويه كدا وهبعتلك

أرسل إليها قبله مودع بحرارة :

مستني علي نار يا روحي

أغلقت الهاتف محتضنها وهي تدور بسعادة في أرجاء الغرفة، ثم اتجهت إلي الخزانه لتخرج سروال ضيق ويعتليه بلوز بأكمام شيفون لتبدل ثيابها مصفصفه شعرها تاركته بحريه، ثم اتجهت إلي المرأة ممسكه بقلم أحمر شفاه صارخ ترسم به شفتيها بحرفيه، وبعد أن نظرت إلي انعكاسها برضا، أمسكت الهاتف تفتح الكاميرا تلتقط عدة صور لترسلها إليه منتظر رده بفضول من كلمات جريئة ووقحه بتغزل،

؛**************
كانت تسير مع أختها مغيبة كانسان آلي ينفذ أمر عقلها بالرحيل عن أرض الواقع من شدة كسرتها من حديثه المميت، صوب كلماته كـ سهم يخترق ضلوعها ليصب فؤاد قبلها، ليعلن الآخر نزيفه مستسلم لقسوة ما مر به من معشوقه،

تطلعت إليها مروه بحزن علي حالها منذ رحيل أحمد، فهي تعلم مدي قسوة ما وقع علي أذنها وكيف جرح كبريائها، نقلت بنظرها إلي سالم الذي يسير بجانبهم كي يوصلهم المنزل بحيره هل تتحدث معاها أم تتركها، فأشار إليها بالصمت تارك إياه لبعض الوقت بمفردها حتي تكن جاهزة للحديث، أو البوح بما تشعر به،

قبل أن يدلفوا من البوابة الحديدية الخاصة بالمنزل وقفوا لمقاطعة أحدهم

( لو سمحت )

نظر سالم لصاحب الصوت ليجد شاب غريب عن القريه فهو يعرف جيداً أهلها، فسأله باستفهام:

نعم

أجابه عامر وهو يتفحص مروه وهند الواقفتين خلفه :

هو دا بيت المعلم سالم

غضب سالم من نظراته فوجه حديثه لبنات عمه ليأمرهم بضيق استطاع عامر فمهمه:

 

 

 

 

ادخلوا أنتوا

ثم رجع بنظره الي عامر مردف بحده:

نعم

رمقه عامر ببرود :

دا بيت المعلم سالم
ود سالم أن يلكمه بقوه من بروده، ولكن تذكر أنه ربما يقرب للمعلم فأشار اليه بالدخول قائلا بجمود:

اتفضل ميصحش ضيف المعلم يقف بره

دلف معه يجلس في مجلس الضيوف، وبدأ في فك زر الحلية ليكن بأريحية قائلا بامتنان :

شكراً، ممكن تبلغه أن عامر الخولي موجود

أشار إليه في صمت وخرج يبلغ المعلم بوجوده، ثم اتجه ليعطي لنساء المنزل بوجود ضيف ليقوموا بتحضير الضيافة بناءً علي أمر عمه، فـ يعرف منزل المعلم سالم بالكرم دائماً،

؛*********

: مروه

ألتفت مروه لتجد محمود ابن عمها عبده يقف في بهو منزلهم، تعجبت من نظرته الحاده ثم قالت باستفهام :

محمود، ايه موقفك هنا مدخلتش ليه

تجاهل حديثها ليقول بضيق واضح :

كنتي مع سالم فين

كادت مروه بإجابته، ولكن استنكرت لهجته معاها فقالت بحده طفيفة :

نعم، وأنت مالك

اقترب محمود منها يقف أمامها ثم قال من بين أسنانه بغضب:

مالي ازاي ولما أسألك رودي علي طول

رفعت مروه حاجبيها بتعجب :

والله وأرد عليك بناءً على ايه مثلاً

امسك كفها ثم قال بصوت حزين يكسوه الحنين، فقد طفح كيله، من صمته وهو يراها تضيع من بين يديه، وأعمي القلب بالغيرة :

بناءً علي أن بحبك يا مروه

؛**********

 

 

 

 

دخلت الي غرفتها متجها الي المرأة تتأمل انعكاس صورتها في صمت، هدوء يغمر عقلها، وسكون حل علي قلبها، تستطع سماع أنفاسها بوضوح وكأنها منفصله عن العالم، ظلت لبعض دقائق محلها، تتأمل ملامح وجهها تارة، وتاره منحنيات جسدها وتاره أخري تتمعن في لون بشرتها، رفعت يدها تخلع حجابها محرره شعرها الطويل،

بدأت ترجع بخطواتها للخلف حتي وصلت لمنتصف الغرفة، تتفحص هيئتها من بعيد وكأنها تنفي حديث أحمد عنها وتعكس لعلقها ما وصفها به، ربما تشعر بتشتت وعدم اتزان ذهني، وربما بكسره وآلام علي حالها ولكن ما تحتاج إليه الآن هو الخلود للنوم لتنعم بقسط من الراحة لأنها لم تستطع الصمود اكثر من ذلك،

اخذت المنشفة متجها إلي المرحاض تاركه خلفها كل هموم العالم حتي لا تصاب بمرض يؤدي بموتها من الغصة والحصرة التي تشعر بها.

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بنت المعلم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى