Uncategorized

رواية أسيرة النسر الفصل الأول 1 بقلم سامية صابر

 رواية أسيرة النسر الفصل الأول 1 بقلم سامية صابر

رواية أسيرة النسر الفصل الأول 1 بقلم سامية صابر

رواية أسيرة النسر الفصل الأول 1 بقلم سامية صابر

آسيرِة النِسر ????
_”الخيانه كالخنجر الذي اتي علي غفله، لكنهُ لم يقتلك بل نبهك لمن يُريد قتلك خِفية”_
____
_ القاهرة _
حَسيت انِي رجلي مش قادرة تشيلنِي ،كُنت قاعدة قلقانه عليهِ ومستنياه زيي زي اي ست مستنية جوزها حبيبها ،كان واحِشني، ده بقاله شهر غايب عن عيني وانا اللي سيبت كُل حاجة وروحتله، فجأة قلاقي تليفون الحقي جوزِك اتقتل! ازاي؟ مين قتله ؟ اسأله كتير جت فِ بالي … ف جريت زي الهبلة والعبيطة ع العنوان ، مركزتش انِ العنوان ف نفس البلد وانهُ مِش فِ دُبي مع انه المفروض يكون مسافر! بس مفكرتش ف حاجة غير فيه واي سُؤال تاني بعدين مش دلوقتِ! الراجل بالنسبة للست بمثابة عمود بتتكأ عليه وخصوصًا لو كان حُب عُمرها واغلي ما تملُك!! ..
وصلت للمكان بعقل فارغ، كُنت هتجنن دخلت المكان وسط الشُرطة والناس لاقيته علي الارض وملفوف ف ملايه، وجمبهُ واحِدة ست عريانة ، المشهد خلاني مش عارفة افكر ، ف حسيت اني الارض بتلف بيا ووقعت محستش بعدها بحاجة وتقريبًا مِش هحس، ضربتين ف الرأس توجع بيخوني واتقتل ف نفس الوقت!
ما ان وقعت علي الارضية التف حولها الأطباء يحملوها الي عربة الإسعاف مع زوجها وتلك المرأة، فقد فقدت الوعي كٌليًا وانطلقت السيارات الي المُستشفي بينما بقت الشُرطة تُحقق من البصمات وكُل شيء ،وبالفعل تم قتلهم من قِبل أحدهم الذي هرب فورًا.
____
_ أسيوط _
رُفِع آذان الفجر مع ضربة قوية تلقتها علي وجهها البريء ذُو الملامِح الطفولية وخُصلات شعرها التي انتشرت حوّل وجهها بكثرة، امسك إحدى ذراعيها يجذبها امامهُ ، امام عيناهُ التى تتميز بالحِدة والنظرة الثاقِبة، كانت ترتجف ك فريسة بين يدي المُفترِس، قال بنبرة عالية وقاسية
=انطقي ،خُنتيني مع مين.. مع كام واحِد ،انطقي بقووولك ..
انهار عليها بألم آخر قائلا ك الطير المجروح
=انا تعملي فيّا كده؟ ، انا محرمتكيش من حاجة، وديتك احسن جامعه خاصة ف القاهرة ووقفت قُصاد العائلة كُلها علشانك وعلشان تبقي زي وحاجة كويسة ف المُجتمع ،تقومي تعملي فيّا انا كده.؟ ده جزات اني وثقت فيكِ ؟ وانا حبيتك وخوفت عليكِ من اى حاجة ده جزاتي؟؟
نطقت وهي ترتجف ببُكاء
=إنت كداب عُمرك ماحبتني ولا هتحبني، انت اكيد بتعمل كده علشان الورث، ايوة علشان الورث، اشبع بيه بقا كفاية تحكُماتك فيّا وف لبسي وف حياتي كُلها ، وبتسمي ده حٌب انت بتعمل راجل عليا وبس ،واه انا خُنتّك مع هيثم اللي معايا ف نفس الجامعه طلقني بقا علشان هنتجوز انا وهو .
لم تدري العواقب حسب كلامها ولم تفعل أى حساب لهذا الكلام، فنظر لها نظرة ثاقِبة وهو يتنفس بقوة شديد جمح بها غضبُه، ثُم امسكها بقسوة مِن شعرها مرة اُخرى، كاد أن يختلع شعرها
=اللي بعمله ده تحكُم فيكِ؟ لا وكمان بعمل راجل عليكِ وبس وبتعترفي بخيانتك وعايزاني اطلقك علشان تبقي مع البيه، انا هوريكِ زين الجديد هيعمل ايهِ وهيوريكِ الرجولة بحق، وهخليكِ تتمني الطلاق ومتشوفيهوش..
جذبها بقسوة خارج الغرفة التي ينتظر خلفها الجميع بتوتر وخوف من زين وقسوته وتنظٌر والدتها التي تعلم بفعلة ابنتها الدنيئة بخوف وريبة ولكن والدها مُتوفي ولذالك ليس موجود وقف الحاج محمود امام زين قائلا بغضب وهو يمسكهُ من يديهِ
=بتعمل ايه يا زين ف وقت زي ده، بتضرب ملك ليه انت عُمرك مضربتها، سيبها بقولك وفهمنا ايه اللي حصل… سيبهاااا
قال زين بغضب وهو يمسك الأخرى التي تُكاد شبه غائبة عن الوعي
=الكلام ده بيني وبين مراتي، وغلطت وانا هعاقبها بنفسي ولو مخلوق تدخل مش هيعرف اللي هيحصله ايه …
=انت بتعمل كده ف ليلة فرحك، عايز تفرج الناس علينا ولا ايه .. وبعدين غلطت تكلمها بٌراحة مش تضربها، سيبها بقولك
= انا قولت محدش ليه دعوة، ولا الناس ولا غيره ،وسع يا أبي لو سمحت الموضوع خاص بيا وبيها وبس
اختفي زين من امام الجميع يحمل تلك صغيرة الحجم بين يديهِ ، ألقاها في غُرفة ظلمة لا يوجد بها نور قط كما أن بها حشرات قليلة فهي مُستودع للأشياء القديمة بجانب منزلهم ،فتحت عينيها قليلاً وهي تتألم قائلة بخوف
=لأ.. لأ متسبنيش هنا انا بخاف من الظلام يا زين بخاف…
نطق بنبرة قاسية لكنها مؤلِمة
=بتخافي؟ هو انتِ لسه شوفتي حاجة ده انا هطلع القديم والجديد عليكي يا بنت عمى ..
تركها واستدار بغضب شديد علي ملامح وجهُة،أقفل المُستودع جيدًا وامسك بالمُفتاح وصعد للاعلي والجميع مازال يقِف ، العائلة تتكون من والدة ووالد زين وشقيقتهُ الصغرى المخطوبة من شقيق ملك المُسافر عامِر وشقيق زين الاصغر الذي يُقيم ف الخارج ويعمل ك طبيب نفسي ،ووالدة ملك وعم زين وابنتهُ لارا وابنها أدهم .
ابتسمت لارا هي ووالدتها بخُبث شديد فهي تتمني أن تنتهي العلاقة ولو تحصُل علي زواجها من زين يا لها من فرحة، قال الحاج محمود بغضب
= ما تقولنا فيه ايه يا زين، انا مش فاهم حاجة وساكت علشان هي تخُصك بس هي بنت اخويا برضوا مرضاش تعمل فيها كده دي متبهدلة أوى، وودتها فين بالحالة دي وعملت ايه انطق قولي…
قالت لارا ببجاحة
=يمكن طلعت معيوبة ولا حاجة يا عمي.
قال محمود بغضب
=لارا لمي لسانك وعيب الكلام الوسخ ده ، ايه يا زين ما تتكلم..
قال زين بنبرة قاسية
=معنديش كلام اقوله غير أن دي مراتي ومحدش هيدخل بينا ..
=وعلشان مراتك تبهدلها بالشكل ده ؟ ما ترُد عليا يا زين فين ملك انا هاخُد تقعد معايا..
=انا هقول كلمتين اي حد هيدخل بيني وبينها هيندم مع احترامي ليك يا ابويا ،ملك تخُصني وياريت الكُل يفضل ف حاله ومحدش ييجي جمبها
أنهي زين حديثهٌ ودلف الي غرفته واقفل الباب خلفه بقسوة شديدة ،واستند علي ظهر الباب جالسًا بصمت وعجز، حين تكون عاجزاً عن أخذ قرار ما أو التفكير في اي شيء هو اسوء م قد يحصُل لك .. في حين غادر الجميع وبقيت والدة ملك ووالد زين، فقال بيأس
=انا اسف علي اللي بيحصل، بس مش قادر اتكلم قُدام زين وانا عارف اصل الموضوع وانها غلطانه ومن حقه يعمل كده
قالت والدتها بحُزن
=الحمدلله انك سترت علي بنتي ومتكلمتش لما سمعتها يا حاج ، خيرك مغرقنا ومش عارفة اودي وشي منك فين باللي بنتي عملته فينا… وهي تستاهل علشان كده انا مش هتكلم …
=روحي ارتاحي يا حاجة وبكرا ربك يحلها من عنده، ونبقي نشوف حل للموضوع.. لاني اللي حصل حصل ومفيش منه رِجُوع وانا هحاول اتصرف
هزت رأسها ودموعها علي وجهها في حين نظر لها الحاج بيأس وذهب الي غرفته وهو يعلم نوايا زين في مُعاقبتها ..
في حين أن زين لم يكُن ضعيفًا ، ولكن مؤسفة تلك اللحظة ان تكتشف أن ما أحببته خانك ببساطة وبدون سبق إنذار ، وانت الذي أحببته ووثقت بهِ… نهض زين بثُقل، واستلقى علي الفِراش مانِعًا لدموعه ان تهِبط، العِشق نارُ ومَشقة يا سيدى، كالحار يُحلِ الطعام ولكِن الإفراط في استخدامه يؤدي إلي عواقب وخيمة.
____
جلس الجميع على الأفطار في صباح الغد منهم مَن في حيرة ومنهم مَن في فرحة والاخر يتملكهُ الحُزن، وفجأةً هبط زين يرتدى ملابس غير العادة رياضية تُبين مفاتِنهُ ك شاب رياضي جميل ، انبهر الجميع بهِ ف ع العادة لا يرتدى ذالك ..
ابتسم بثقة قائلا
=صباح الخير يا جماعه .. ياريت الكُل يجهز نفسه النهاردة، لأن فيه حفلة هتتعمل ف الفيلا النهاردة ده غير اني محضر ليكوا مفاجأة.
قال محمود بتساؤل
=حفلة ايه ومفاجأة ايه وفيلا ايه ؟
=هننقل ل فيلا اكبر النهاردة، وهعمل حفلة والباقي هتعرفوه هناك .. ياريت الكُل يجهز من غير نقاش.
قال محمود بضيق
= زين ناوي يجنني معاه
قالت والدتهُ
= مش عارفة ماله ولا بيعمل كده ليه يا حاج ده عُمره ماكان كده ابدًا !
ترك الجميع في حيرة، و اتجه نحو المُستودع، فتحهُ ببطيء ليراها ممُده الارض بفُستان الزفاف، والجروح والكدمات أغرقت وجهها وهي تبدو ك عصفور جريح ،اقترب منها بضيق ملّس علي وجهها البريء المُغطي بالجروح برفق، ولكن تراجع فورًا عند تذكر كلِماتها الجارحة وفعلتها الشنيعة، نظر لها بقسوة ووضع دلو من الماء علي وجهها بقوة ، صرخت وهي تُفتح عينيها ناهِضة، نهض هو قائلا للخادمة التي اتت بأمر منه
=خُديها انتِ والخدم وغيرولها وداوا الكدمات دي ، وبعدين تلبس لبس الخدم زي ما قولتلك وتيجي علي مكتبي، مفهوم ؟؟
=حاضر يا زين بيه..
قالتها بإستغراب من تصرُفاته تجاه ملك الذي كان يعشقها ولا يُطيق اى شيء عليها…
خرج من المكان الي مكتبه يجلس بهِ بهدوء يُتابع الاعمال بتركيز شديد ودقيق.
جلست رنا شقيقة زين في الحديقة ،تنظٌر للهاتف بفراغ، تنتظِر كالعادة اتصال خطيبها المُسافر الي القاهرة يعمل في أحد الفنادِق، كان في البداية يهتم بها كثيرا لدرجة الجنون، ولكِن مع مرور الوقت بدء الاهتمام يقل لا يتحدث إليها الا قليلا بحجة الانشغال، ولكن يبدو أن فيه أسباب اُخرى، رنت مرة أخرى ولكن لا رد ولا كلام ،نظرت لنفسها بضيق، تعلم أنها ليست فاتنه، بل تمتلك جسد ثمين بعض الشيء وقصيرة القامة ليست بفاتنه ولكنها انسانه بالنهاية لم تختار شكلها قطِ!.
في حين علي الجانب الاخر ،نظر هو الي الهاتف بضيق شديد وبجانبهُ امرأة من العُمر الاربعون، اقفل الهاتف بسرعة وعاد إليها يضحك معها، بالفعل وصل بهِ الحال الي الزنا من أجل التسلية مع اي امرأة ثُم يأخُذ أموالها ويرحل كأي كلبٍ وقد نسي من تنتظِرهُ ولا ترى سواه !
_____
بعد مرور عدة ساعات علي تواجد زين في المكتب ،دلفت إليهِ ملك وهي ترتدى ملابس الخدم بغضب وعلي وجهها ملامح اعتداء وضرب وإصبعها مُجبس، قال بنبرة قاسية رغم أن رؤيتهُ لها بهذا الشكل تؤلمه
=ابقي خبطي بعد كده قبل ما تدخُلي، مِش وكالة هي.
قالت ملك بنبرة غاضبة وحانقة
=البيت ده بيتي زي ما هو بيتك ف ادخُل زى ما انا عايزة ،وبعدين ايه الخرا اللي انت خلتهولهم يلبسهولي ده ومنعوا لبسي، حد قالك اني خدامة عندك ؟؟
قال زين بنبرة جارحة غاضبة
=ابوكي مات ومالوش اي ورث، وانا اللي عملت الثروة دي وجبت البيت ف مالكيش بربع جنية فيه ، وبالنسبة للبس الخدم ف هو مُناسب ليكي بالظبط لاني برضوا انا اللي مشتريلك كُل اللبس وببساطة اخدتهم تاني !!
قالت ملك وهي ترفع رأسها للاعلي في محاولة لعدم البُكاء :
-عندك حق، بم اني ماليش اي حاجة ف البيت ف همشي دلوقتي …
-خليكي مش بمزاجك هتدفعي تمن تعليمك واكلك وطعامك وكُل حاجة عملتها بالشُغل عندى، الخدم هيروحوا الفيلا الجديد والعربية هتيجي تاخُد هتشتغلي معاهم زيك زيهم بالظبط ومش عايز نقاش.. لو حابة ان والدتك تفضل عايشة معززه مكرمه كفاية وطيتي رأسها…وكمان تدفعي شوية م اللي عليكي.
رمقتهُ بكبرياء لن يُكسر واستدارت تمنع نفسها من البكاء الا انها اول ما وصلت الي الخارج انهارت باكية وتدلف مع الخدم الي السيارة التي تأخُذهم، وهي تبكي خفية…
في حين نهض زين الي الأعلي ، يُحاول الصمود وعدم الخضوع لمعشوقتهُ بل التي ستبقي آسيرة لهُ…
رن هاتفهُ ف اجاب بنبرة حاسمة:
-أجهزى يا حبيبتى، وانا شوية وهاجي اخدك لفيلتنا الجديدة .
يتبع..
لقراءة الفصل الثاني : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية حطام عشق للكاتبة سارة علي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى