روايات

رواية السيميائي الفصل الأول 1 بقلم بيتر نيدفيد

رواية السيميائي الفصل الأول 1 بقلم بيتر نيدفيد

رواية السيميائي الجزء الأول

رواية السيميائي البارت الأول

السيميائي
السيميائي

رواية السيميائي الحلقة الأولى

إستحضار ،
رجوتك يا أشيائيل الشمالي ياصاحب الربيع الناري مع خادميك فرعرئيل وطائيل ، ايها الملاك الضال والمعتدل الظاهر في الاعماق والخفى عن البصر الجالس فوق فوهة هيلاكار بلهيب قاتل وحار ، وبأسم الارقام الثلاثة ( صفر ، سبعة ، تلاته ) ان تشتت قرية ندمان ولا تجعل ساكنها ينام وتنشر اهوالك في كل مكان وأن تذوب المتاريس والعمدان ، رجوتك بالخمس حروف اولهم الشين واخرهم النون ياصاحب الالام والسجون ومزعزع الامان ان تحضر هنا والأن ..
انتهى الدجال مريد من كلمات وعبارات الإستحضار وولع اربع شمعات ووزعهم في الاربع زوايا للغرفة
واقترب من قفص خشبي وخرج من جواه أرنب أسود، قطع رقبته ، وساب دمه ينزف بالكامل في مبخرته كانت نار المبخرة على وشك انها تنطفئ من الدم اللي نزل فيها ، ولكن فجأة خرج منها دخان كثيف بدرجة تفوق الوصف وبدات تتشكل الأدخنة على هيئة أرقام وحروف وكانت بتلف حواليه بشكل بطئ ، ردد مريد عبارات الإستغاثة وطلب المساعدة من ملوك الجان ، وماكنش فيه استجابة لطلباته وازدادت سرعة دوران الدخان من حواليه اللي أخد اشكال الحروف والارقام وفضلت سرعة الدوران تزيد وبقت اشبه بالدوامه ، صرخ مريد وهو بيطلب مساعدة اي حد من الجيران صراخه كان بيزيد قوة كان بيحاول يهرب لكن رجله اتشلت عن الحركة وكأنها اتمسكت من قوة خفية ..
ظهرت اصوات مريبة من حوالية وبدأت شعلات الشموع تهتز وتقاوم الانطفاء ، وحصل صوت قوي أشبه بالانفجار فانطفأت الشموع مع صوت صرخة ألم اخيرة خرجت من مريد واتحولت الغرفة لظلام تام ..
الساعة ٣ فجر يوم الاثنين ..
صحى باهر على صوت إنفجار قوي ، أنتفض من على سريره وقام فتح شباك غرفته وبص باتجاه السما ،لأنه أعتقد ان الصوت ده كان صوت الرعد ولكن في خلال ثواني من مراقبته للسما اكتشف انها صافية تماماً من السحب والقمر ظاهر قدامه بكامل نوره ..
ابتلع ريقه ومسك إزازة ماية من جانبه وشرب منها وقال لنفسه ” معقول الصوت ده كان حلم ”
بص على علبة السجاير ، ومد ايده وفتحها وخرج منها سيجاره وولعها وحاول يستعيد هدوئه قبل مايرجع تاني للنوم ، ولكن شئ جواه خلاه يقوم من مكانه ويتحرك بإتجاه باب غرفته عشان يطمن على أبوه وأمه ،..
مشي في الصالة بخطوات بطيئة وهو بيراقب بعينيه كل مكان فيها ووقف للحظات وسأل نفسه وقال ” هو انا خايف كده ليه ؟”
سرع من خطواته واتجه لغرفة أبوه وأمه وفتحها لكن الصدمة ان الغرفة كانت فاضية تماما ً مافيهاش حد ، أبتدا ينور انوار الشقة ويدور عليهم في كل مكان ، المطبخ ، الحمام والغرفة التالته اللي كانت ديماً مقفولة ، لكنه ملاقش ليهم أي اثر ، اختفوا ..
الرعب والقلق سيطروا على قلب باهر ، فضل ينادي عليهم وهو بيجري في الشقة ووقع وقام كذا مرة وفتح الباب وخرج يدور عليهم في الشارع وشاف إن القرية هادية ومافيهاش اي أصوات ولا حركة ..
مرت اكتر من ساعة وهو بيدور عليهم زي المجنون وبيناديهم فى كل طريق يدخله ، لحد ماقابله راجل لابس جلباب أسود فأتسمر باهر في مكانه وواقف يتأمل الشخص الغامض ده اللي كان بيقرب منه بخطوات واثقة وثابتة ، تراجع باهر خطوات للخلف وهو مركز بعينيه على صاحب الجلباب الاسود اللي كانت ملامحه مش واضحه ، لحد ماسمع صوت بيقوله :
– انت خايف مني ؟ مالك مش على بعضك ليه ؟
أتعلثم باهر وهو بيقول :
= مين حضرتك ؟
– انت مش فاكرني ولا أيه ؟ انا عمك فرج !
= عم فرج مين ؟
– عم فرج مين يعني ايه ؟ انت فيك ايه ياباهر ايه اللي حصلك وبتعمل ايه فى الطريق ده السعادي؟
= انا مش عارف في ايه ! انا صحيت من النوم على صوت انفجار ومن بعدها ملاقتش ابويا وامي ؟
– ملاقتهمش ازاي هيكونوا راحوا فين يعني ؟ يمكن سهرانين عند حد من جيرانكم ؟!
= مش بتوع سهر دول بيناموا بدري وبعدين انا كنت شايفهم نايمين قبل مانام ..
– طب تعالى ، تعالى ياباهر يابني نشوف حكاية ابوك وامك دي وخير ماتقلقش
= انت عم فرج مين ؟ وايه اللي مخرجك في الوقت ده ؟
– وهو الناس بتقوم الفجر ليه الا عشان تصلي ياعديم الصلاة ، خلينا نشوف ابوك وامك وهما هيقولوك مين هو عمك فرج مادمت انت ناسي ..
مشي باهر وفرج باتجاه طريق الرجوع للبيت ، وكان فرج مستمر في الكلام والحكايات والذكريات لكن باهر ماكنش سامع ولا مركز كان كل تفكيره مشغول باهله اللى اختفوا وكان بيحاول يعصر دماغه عشان يوصل لاي خيط يوصله بيهم او يفكره بأي حاجه تدله على طريقهم ، وبعد وقت من المشي الطويل غضب فرج وقال :
– جرا ايه ياسي باهر هو انا بكلم نفسي ماتاخد وتدي معايا في الكلام يااخي
= اتكلم اقول ايه ياعم فرج ابويا وامي ضايعين عايزني اتكلم في حكايات وذكريات مش وقتها ..
– ومين اللي قالك ضايعين انت هتنجم ، ده حتى بيقولك كذب المنجمون ولو صدقوا ، علمت الغيب انت وشوفت انهم ضاعوا انت باين عليك مخك ضرب ..
= امال لما مايكونوش في البيت في وقت متأخر زي ده هيكونوا راحوا فين ، بيلعبوا استغماية ؟
– ضحكتني ، صحيح هم يضحك ، طب بقولك ايه احنا وصلنا عند بيتك اهو ، ادخل شوفهم جوه ولا لاء وطمني ..
أتجه باهر لمدخل البيت وقرب من باب الشقة اللي كان لسه موارب زي ماسابه ، انتبه لصوت حركة ، فتح الباب بحذر ولكنه تراجع عن الدخول واستدار عشان يخرج بسرعة ينادي عم فرج ولكن استوقفه صوت بيقوله :
– كنت فين يابني السعادي انا بحسبك نايم في اوضتك !!؟
صعق باهر من الصوت اللي سمعه ولف بحركه سريعه وقال :
= أمي ! انتوا هنا ؟
– ايوه هنا امال هنروح فين ادخل يالا عشان ابوك لو صحي ولاقاك لسه جاي من بره السعادي مش هتعدي على خير ..
دخل باهر الشقة وهو في حالة صدمة وذهول وبعد خطوات بسيطة وقف في مكانه وقال :
= أنتوا هنا من امتى ؟
– هنا من امتى ؟ هو احنا كنا خرجنا عشان تسألني هنا من امتى انا لسه صاحيه وقومت عشان أصلي واعملك الفطير اللي طلبته مني عشان تفطروا بيه ..
= كنتوا نايمين في اوضتكم ؟
– في ايه يابني ماتفهمني حصل ايه ولا فيك ايه ؟
= جاوبيني معلش كنتوا نايمين فين ؟
– نايمين في اوضتنا ! امال احنا بنام فين !
= يعني ابويا نايم دلوقتي في الاوضة دي
– ادخل طل عليه بنفسك عشان تتأكد
اتحرك باهر وفتح باب الغرفة وبص على السرير فلاقى ابوه نايم فى مكانه المعتاد وقف للحظات وهو بيحاول يستوعب اللي بيحصل ويستعيد الاحداث في دماغه وبعدها قفل الباب ودخل المطبخ يكمل كلامه مع امه ، لكن ملاقهاش
فقال بصوت عالي :
لاء بقى ايه الشغل ده ، هو انا مش كنت لسه بكلمها دلوقتي راحت فين ، ياماااا ، يامااا ، بقى ينادي بصوت عالي وهو بيلف عليها
لحد ماسمع صوت بيقول :-
– في ايه ياباهر انا ع السطح تعالى
طلع جري للسطح فشاف امه قاعده بتعجن الفطير وبتجهزه عشان يدخل الفرن .
– ايه مالك بتنادي كده ليه مش قولتلك هعمل فطير ، زمانك قلقت ابوك
= انا دماغي هتنفجر ، انا مش فاهم حاجة
– الف بعد الشر فيك ايه ياضنايا مالها دماغك
= انا نازل انام كويس انكم بخير
– نام ياحبيبي ، وانا لما اخلص الفطير هصحيك تفطر وتروح شغلك
نزل باهر من السطح ودخل الشقة وبعدها لاوضته ، وفرد جسمه على السرير واخد علبة السجاير من فوق الكومودينو وفتحها وطلع منها سيجارة وولعها ومسك دماغه وهو بيحاول يفكر في تفسير لكل اللي حصل معاه من اول ماصحي ..
ولكنه انتبه لعلبة السجاير انه كان بيفتحها لأول مرة ، وطلع منها اول سيجارة ، وسرح شوية وهو بيقول لنفسه
” انا فتحت ألعلبة دي اول ماصحيت وخدت منها سيجارة ! ازاي العلبة زي ماهي وكاملة ؟ معقول يكون صابني مرض نفسي او عقلي ، كل اللي حصل ده كان مجرد تهيأت ،..
طب انا خرجت ولفيت في الشوارع ليه ؟ وعم فرج …
عم فرج !! عم فرج انا سيبته بره وماخرجتلوش تاني معقول يكون لسه واقف ؟”
قام باهر وفتح الشباك وبص حواليه وهو بينادي فرج ولكن ماكنش في اجابة ، قفل شباكه ورجع سريره وغطى جسمه بالكامل لحد وشه وحاول يفصل مخه عن كل اللي حصل ويقنع نفسه ان مافيش حاجة غريبة حصلت وجايز يكون حلم واختلط بالواقع ، وبعد محاولات كتير قدر انه ينعس اخيراً ودخل في نوم عميق
وبعد ساعات صحي على صوت خبط على باب أوضته وسمع صوت امه بتقوله :
– قوم يابني عشان تتغدا كفياك نوم ..
اتعدل باهر وقعد على سريره ومسك موبايله عشان يبص فى الساعه بنص عين وهو بيحاول يفوق ، وأنتبه ان الساعة بقت ٤ العصر ،..
مسك علبة سجايرة وابتدا يركز فيها واتصدم لما لاقاها لسه بقفلة مصنعها وماتاخدش منها ولا سيجارة ، رماها ع الأرض بغضب ومسك راسه وضرب عليها خبطتين بأيده وكأنه بيحاول يفوق ، وكان عايز يتأكد اذا كان صاحي ولا لسه نايم قام من السرير وشاط علبة السجاير برجليه وفتح باب اوضته وهو في حالة غضب ، وخرج الصالة وبص على ابوه وامه اللي كانوا قاعدين ع التربيزة قدام الاكل في انتظاره ، شد باهر كرسي وقاعد قدامهم وقال بنبرة حادة :
– انتوا كنتوا فين الفجر وايه اللي حصلكم وايه اللي حصلي ممكن تردوا عليا بصراحة ؟؟؟
رد ابوه ( نجيب ) وقال :
*انت صاحي علينا بعفاريتك ولا ايه ، مالك ياض وبتتكلم كده ليه ؟
– جوبوني انتوا كنتوا فين ؟ و ايه اللي بيحصل في البيت هنا وايه كان صوت الانفجار ده ومين عم فرج ؟
*انتي فاهمه حاجة ياام باهر ؟! ماله الواد ده اتجنن ولا ايه ؟ ايه اللي كنا فين وصوت انفجار ؟ ومين فرج ده كمان ؟
قامت زهرة من مكانها وقربت من باهر وطبطبت عليه بلمسات حنونة وقالتله :
– انت شكلك كنت بتحلم ، باين عليه كان كابوس استعيذ بالله مافيش حاجه واهدى كده احنا كلنا كويسين اهو مافيش حاجه ..
= انت ماتعرفوش مين فرج ؟ ده يعرفكم كويس ووصلني لحد هنا الفجر لما كنا بندور عليكم وفضل يحكيلي عن ذكرياته معاك وعن … عن … هو انتوا مش عارفين عم فرج بجد؟
ياضنايا انت نايم من امبارح بليل ماخرجتش وقومت الصبح فطرت معانا وقولت مش هتروح الشغل ورجعت نمت تاني ولسه صاحي دلوقت اهو

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية السيميائي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى