روايات

رواية فتاة من رماد الفصل الأول 1 بقلم نرمين قدري

رواية فتاة من رماد الفصل الأول 1 بقلم نرمين قدري

رواية فتاة من رماد البارت الأول

رواية فتاة من رماد الجزء الأول

رواية فتاة من رماد
رواية فتاة من رماد

رواية فتاة من رماد الحلقة الأولى

لم اعد أبالي لقد تعلمت اترك الاشياء التي كنت اتشبث بها بشده لقد امسكتها أكثر من اللازم حتي انجرحت يدي من كثرة التشبث بها فقررت التخلي و لقد وصلتُ إلى مرحلة اللامبالاة ، تجاوزتُ كل شيء دفعة واحدة ، مرة واحدة نعم لقد نضجت أكثر من اللازم ، و قد هرمت مشاعري وظل عندي شعور التخلي ، تقيّأتُ كل ما في معدتي فهدَأت أوجاعي ، لم أعُد أهتم لشيء ، لأولئك الأشخاص الذين كانوا هواء أتنفّسه ، لم يعُد يحزنني تجاهلهم لرسائلي ، ما عدتُ أنتظر أحد ، ولا سؤال أحد ، لم يعُد يهمّني ترتيب كلامي أمام أحد ، تحررتُ من كل شيء كبّلني طويلاً ، أصبحتُ أرى في مِرآتي شخصاً آخر لا يُشبهني ، شخص قوي جداً…الكثير من الآلام تغيّرنا يا صديقي ، تجعلنا نكتشف كم نحنُ أقوياء وأنّ بداخلنا شمعة مضيئة لن ولن يُطفئها أحد أي كان..سأظل اتراقص علي انغام التخلي حتي اتجاوز ما أنا فيه ساترك كل شيء خلفي يعبر دون ادني التفاته مني انا مهره أو ميكا زي ما كان بيناديني صوته مازل عالق في آذاني رغم افترقنا وهذه اغرب حكايته ممكن احد أن يسمعها
في منتصف الطريق تقف فتاه تبلغ من العمر الخامسة والعشرون وقد طبع الحزن علي معالم وجهها ظلت تتلفت حولها وكأنها تبحث عن شيء ما. إللي أن توقفت أمام فيلا صغيرة ظلت واقفة امامها وقد اعتصر الحزن قلبها وكأن الذكريات تمر شريط قاسي أمام عينها فاهي قد خذلت من اغلي الناس لها
ظلت مهره تتلفت يمين ويسار تحاول جاهده أن تري ما يحدث داخل هذه الڤيلا الصغير ولكن دون جدوى فكان الباب مغلق بأحكام
جلست بجوار البوابة تضع يدها على رأسها وتتساقط الدموع من عينها ولكن وفقت ناهضه عندما لمحت الباب يفتح ظلت واقفة مكانها تترقب من سيخرج من البوابة وجدت فتاه اصغر منها بعامين تخرج بصحبة سيده كبيرة
ظلت مهرة تنظر إلي هذه السيده بحزن وقهر شديد وكأن العالم أجمع علي خذلان هذه الفتاه مسحت دموعها وبظهر يدها و ارتدت قناع القوة
و جرت مسرعة علي هذه السيده وقفت امامها وقالت باستحياء مصتنع :
صباح الخير يا هانم انا نوارة اللي مكتب التخديم كلم حضرتك عليا
نظرت لها السيده بتمعن فكانت ملامحها هاديء ترتدي حجاب قصير علي شعرها و فستان يغطي معظم جسمها وتدتدي نظاره طبيه تغطي معظم معالم وجهها وفجاءة تغير معالم وجهها وقالت لها :
هو انا شوفتك فين قبل كده الشكل ده مؤلوف عليا
ابتلعت مهره ريقها بصوت مسموع وقالت:
-يخلق من الشبه اربعين يا هانم
هزت نوال رأسها نافيا وقالت بتأكيد :
-لا لا انا متاكده أن شوفتك قبل كده واتكلمت معاكي كمان طرقتك مش غرببة عليا
ثم وقفت برهه وكأنها تذكرت شيء ما وقالت ببعض من الحزن :
-تعرفي انك بتفكرني بحد اعرفه قوي
ضحكت مهره بسخرية وقالت:
– يارب يكون حد حلو ما فتكرش اننا اتقابلنا في يوم إلا إذا كنتي حضرتك من اسكندريه علشان انا من هناك المهم يا هانم انا عاوزة اخش اتعرف علي زمايلي وعلي الشغل
رفعت نوال حاجبها باستغراب وقالت
تمام بس اهم حاجه انك معاكي شهاده علشان من أهم اختصاصك في البيت انك هتراعي بنتي الصغيرة في كل حاجة واهم حاجة دروسها و يكون في علمك لما شغلك يخلص مع نهوان هتنزلي تساعدي تحت في شغل المطبخ يعني من الاخر مافيش حاجة مش هتعمليها
قالت نوارة بابتسامة مرسومة :
متقلقيش يا مدام انا فاهمة بلظبط طبيعية شغلي و تحت امر ساعتك
التفت نوال اتجاه الفتاه التي تمسك يدها وقالت لها:
– خلاص بقا يا رندي خلينا نروح المشوار ده بكرة انا اصلا مليش مزاج أخرج وكنت خارجة علشان متزعليش خلينا بكره نشتري كل اللي انتي عاوزاه غير أن اختك كمان زعلانه أن سبتها
وتعالي نعرف نوارة علي البيت و علي شغلها الجديد
زفرت رندي أنفسها بضيق ونظرة اللي نوارة وقالت بغضب مبالغ فيه:
-ماشي يا ست ماما ولا يهمك مش عاوزة اصلا خالص عادي بقا خليكي مع ست نوارة انا رايحة لغاده اقعد معها حبه
بدأ الغضب علي ملامح نوال لفور سمعها اسم غاده ولكن رندي لم تبالي براي امها
ثم تركتهم و رحلت الي الفيلا المجاورة لهم و عيون نواره عليها
ارتعش قلب نوارة فور سمعها لاسم غاده ولكنها تماسكت
دخلت نواره خلف نوال التي كانت بدورها غاضبة مما تفعله ابنتها وهي تعلم مدي كرهها لهذه العائلة دخلت نواره وهي تقدم رجل وتأخر الأخري
وكان شيء بداخلها يأبي الدخول
دخلت وهي تعتصر حزنها وذكريتها داخلها هذا المنزل فقد كان لها يوما ما مبسابه الامان ولكن الآن هي كضالة الطريق تحتمي بمجرد حوائط
وقفت نوال في منتصف البهو تفتع ذراعيها الاثنين لفتاه نزل علي الدرج مسرعة و شعرها يتطاير خلفها
ركضت الفتاه نحو نوال وهي تبتسم وتقول بمرح :
– ماما انتي مخرجتيش مع رندي ليه ثم التفت حولها
وهي تبتسم وتقول بمكر :
-احسن برضوا أنك مخرجتيش علشان تسرحيلي شعري علشان داده رقيه مش عارفه تسرهولي و رندي كانت مصممة انها تخرج احسن احسن انها مخرجتش
تضحك نوال علي عفوية صغيرتها و تقول لها وهي تشير اتجاه نوارة
– خلاص بقا اشكري نوارة هي اللي مخلتنيش أخرج
ولكن نواره كانت في عالم اخر سرحت بخيالها للواراء الي ملجاء الأيتام
فلاش بااااااك
في احدى الاحياء الشعبيه وتحديدا في منزل مكون من طابق واحد يقف مجموعه من الاطفال في حلقه دائريه ويدهم حول فمهم من هول ما يرؤون من احداث تجلس فتاه صغيره في منتصف الدائرة وقد تساقط جميع شعرها بجانبها تبكي الفتاه بشده و تهذي بكلام غير مفهوم
يقترب منها طفل اكبر منها بعامين يجلس القرفصاء
ويحاول الاقتراب منها ليهدئ من روعها ترفع الفتاه عينيها وتبتسم شبه ابتسامه باهته ولكن تغلبها دموعها يقترب منها الولد ويضع يده عليها في حنان ويمد لها يده
ويقول لها
عادل:
ارفعي راسك يا نوارة ما تعيطيش والله لاخذك حقك منهم ما تزعليش نفسك كله يتعوض وبكره شعرك يا ستي يطول متزعليش بس والله لهجبلك حقك
يصدر من وراه صوت ضاحك ويقول بحذر شديد؛
هاني
لما انت راجل قوي كده يا اخويا ما دفعتش عنها ليه واحنا بنخليها عبره ونحلق لها شعرها قدامكم. ووقفت تتفرج زيك زيهم
ثم يرفع يده للجميع ويقولوا بجهر :
الكل هنا لازم يعرف أن عبير هنا هي الكل في الكل هي ملكة الدار كلها وأي حد فيكم عنده اعتراض يوريني نفسة
تراجع جميع الأطفال للخلف
ثم التفت وراءة يغمز لبنت في نفس عمره تقريبا
قامت الفتاه من مكانها واتجهت نحو البنت الملاقاه علي الارض تجذبها من ملابسها وتقول لها بحده ممزوجة بغل :
– دي شدة ودن صغيرة ليكي علشان تحرمي تقولي ليا علي حاجة لاء و اللي مرضتيش تعمليه بكفيك هتعمليه دلوقتي غصب عنك اتفضلي الحمامات دي كلها لازم تنضف قبل الظهر و علله اشوفك برا حمام قبل متخلصي
فاهمة
ثم ألقتها بحده وقعت البنت علي وجهها
نزل عادل القرفصاء و مد يده يرفعها وهو ينظر لهم نظرات توعد
قامت نوارة معه و هي تبكي بشده ثم تركت يده واتجهت نحو الحمامات تعمل ما طلب منها في صمت
عادت نوارة من ذكرياتها علي صوت نوال تنادي عليها وتقول:
– نواره نواره ايه يا بنتي سافرتي لحد فين
نزلت كلمة بنتي كالخن*جر علي قلبها وانقلبت ملامح وجهها لعداوة غير مبررة وقالت بنوع من الحده :
– مع حضرتك معلش سرحت شوية بعتذر

نوال: المهم قوليلي معاكي شهادات يعني دخلتي مدارس بتعرفي تكتبي
قطعت البنت الصغيرة كلام ولدتها وقالت بعفويتها المعتادة وهي تشير اتجاه نوارة:
-ماما دي كبيرة اكيد يعني بتعرف تقرا
ابتسمت لها نوارة و خفضت نفسها لمستواها وقالت لها :
-وانتي اشعرفك بقا أن بعرف اقرا يمكن ملقتش حد يعلمني ازاي اعرف اقرا
مسكت الطفلة يدها وقالت:
-خلاص انا أعلمك اصل انا مامتي كل يوم بتقعد معايا تعلمني ازاي اكتب واقرا
ابتسمت لها نوارة ورفعت نظرها اتجاه نوال ونظرت لها بغضب وقالت :
-ممكن حضرتك بس تقوليلي مكان الاوضة اللي هنام فيها وإذا كان علي بياناتي فاهي مجوده كلها في مكتب الخدم اللي حضرتك طلبتيني منه و اطمني يا مدام بعرف اقرا كانوا بيعلمونا في الملجاء ثم تركتها دون أن تنتظر منها إجابة

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية فتاة من رماد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى