Uncategorized

رواية لمن القرار الفصل الرابع عشر 14 بقلم سهام صادق

  رواية لمن القرار الفصل الرابع عشر 14 بقلم سهام صادق

 رواية لمن القرار الفصل الرابع عشر 14 بقلم سهام صادق

 رواية لمن القرار الفصل الرابع عشر 14 بقلم سهام صادق

صوت جدال والديها يعلو من حولها وهي ما عليها إلا المشاهدة في صمت.. الصدمة ما زالت تُلجمها لا تُصدق إلى الآن أنا خالتها وميادة جاءوا لها بذلك العريس.. ” ميادة ” كانت الصدمة الأكبر لها التي لم تستوعبها
– وماله العريس ياعبدالله.. ماشاء الله عليه من عليه محترمة وعنده وظيفة وشقة في مكان راقي
– أنتِ شايفة بنتك رافضه يا ناهد.. والبنت مش كبيرة عشان نغصبها على حاجة
– وهي قعدت معاه عشان ترفض
تجهمت ملامح عبدالله ينظر لها مستنكراً بل ويستنكر الأمر
– أومال كاميليا هانم اللي عملته النهاردة كان أيه.. تاخد بنتي تعرفها على واحد في النادي من غير أذننا
غادر عبدالله بعد تلك المجادلة التي باتت شيئًا عاديًا بينهم منذ أن أصبح يتهمها أنها لم تعد تُحب ملك كما كانت
جلست على الأريكة تزفر أنفاسها…وألتقطت هاتفها حتى تُحادث شقيقتها وتلغي تلك المقابلة التي حددتها
اطمأنت ملك بعدما أستمعت لِجُزء من حديثهم.. وجلست على فراشها تهاتفه ولكن لا إجابة كانت تحصل عليها إلا تلك الرسالة التي حفظتها
– ناهد أنتِ بتقولي أيه عريس أيه اللي رفضته .. ما له الولد أيه عيبه
– عبدالله مش موافق يا كاميليا.. وبصراحه أنا مش عايزة أتجادل معاه بخصوص ملك أكتر من كده.. عبدالله بقى ديمًا شايفني أني خلاص مبقتش أحبها
– وأحنا عايزين أيه غير مصلحة ملك.. أنتي ناسية أن من حق أي عيلة تعرف حقيقة ملك..
ألتفت كاميليا تُطالع أعضاء الجمعية الجالسات خلفها وأردفت بعدما نظرت نحو ساعة معصمها
– قبليني بعد ساعة يا ناهد أكون خلصت أجتماع الجمعية
والساعة مضت وها هي تجلس أمام شقيقتها تتلاعب بها الشكوك
– مش معقول يكون رسلان بيحب ملك.. انا فاكره أنه قبل ما يسافر كان بيتريق ديماً على جسمها
أرتشفت كاميليا من كأس الشاي خاصتها تنظر نحو الوافدين لذلك المطعم
– ناهد أنا مش بقول أن رسلان بيحب ملك.. لكنه معجب بشخصيتها وده اللي بقيت ألحظه من كلامه مع ميادة عايزها تكون زي ملك
وتنهدت وهي تتذكر حاله الذي أنقلب منذ أن عاد
– ميادة مش بتبطل كلام عنها… وطبعًا التغير اللي حصل لملك واتفاجأ بي لما رجع من سفره خلاه معجب بيها وملك ماشاء الله عليها ليها حضور
– رسلان بيحب ملك يا كاميليا وأنتِ بتحاولي توصليلي ده بصورة تانية مش كده
هي تعلم أن شقيقتها ليست بالغبية ولكنها تبحث عن أفضل الطرق حتي لا تجعل أحدًا خاسرًا.. أكملت إرتشاف الشاي خاصتها بتمهل وهدوء عكس ما يدور داخلها
– وأنا هلف ودور عليكي ليه يا ناهد.. انا كل اللي بقوله بلاش تفضل ملك في وش رسلان بمميزاتها لأن ده هيضيع فرصة مها ولا أنتِ مش عايزه رسلان لمها
– ديه الحاجة الوحيدة اللي بقيت عايزاها يا كاميليا وأنتِ عارفه ده
هتفت بها ناهد بإصرار تنظر نحو شقيقتها تُدير الأمور بعقلها
– بس أنتِ عندك حق طول ما ملك قدام رسلان عمره ما هيشوف مها.. رغم ان مها أجمل لكن ملك مميزة
أسترخت ملامح كاميليا بعدما وصلت لهدفها الذي لا تراه إلا هدفًا مشروعًا
– وهو ده اللي أقصده يا ناهد.. العريس هيجي أخر الأسبوع أقنعي عبدالله بطريقتك.
………….
وضعت أطباق الفطور بسرعة بالغة حتى تعود للمطبخ..أصبحت تشعر وكأنه ينتظر لها خطأ ليصرفها من عملها وهي لشدة تعلقها بالمكان وصاحبه لا تُريد الرحيل
– فتون
توقفت في مكانها دون النظر إليه تقبض على قماش ثوبها.. ألتفت نحوه تُسلط عيناها نحو أي شئ حتى لا تتلاقى عيناها به
– نعم ياسليم بيه
جلس على مقعده وكأنه لم يكن يُناديها منذ لحظات.. تجاهلها بعمد ولكن حديثه كان بعيداً تمامًا عن تجاهله
– الست اللي بتحبيها عملت أيه مع أبنها
أخرجت نفسًا عميقًا لعله يزيح ذلك الثقل الذي يجثم علي روحها الهشة
– هتسافر معاه..
طالعها متأملاً ملامح وجهها المنطفئة.. خشيت أن تبكي أمامه فتمالكت حالها قبل أن تُدير جسدها متجها نحو المطبخ
– محتاج مني حاجة تانية يابيه
– لا يافتون شكراً
تعلقت عيناه بها.. الشيء الذي نسي موضعه يتحرك.. يتحرك بعاطفة يخشى عليها منها.. ذلك الشيء يخبره أنه أفتقد تلك النظرة التي كانت له وحده
وعبارة واحدة أصبح دائمًا في ترديدها
” سامحكِ الله يا سيدة ألفت..”
أخذ يسعل بشدة دون توقف فأنتفضت من علي مقعدها بالمطبخ تُسرع إليه وقد أنتفخت أوداجه من شدة السعال
تناول كأس الماء يرتشف منه.. ولكن السعال لم يتوقف وكأن شيء بحلقه قد عُلق.. طالعته مُترددة من تلك الحركة التي أعتادت رؤيتها …
دبت فوق ظهره تنتظر النتيجة.. وكانت لها في النهاية ومن حظها أن السعال قد توقف
– بقيت كويس يابيه
أبتلع كأس ماء آخر دفعة واحدة
– الحمدلله.. شكراً يافتون
وهي لم تكن تنتظر منه أكثر من هذا.. شكر ونظرة حانية تُشعرها أنها ما زالت من جنس البشر
………….
إنه يوم الوداع… ذلك الشعور الذي تشعر به الآن هو نفس شعورها عندما ودعت أهلها وقريتها.. ضمتها السيدة إحسان إليها بقوة
– أسفه يابنتي سامحيني… غصب عني
وهي كانت خير من يعلم.. عصام ضغط على كل جزء من مشاعرها سواء أم او جده يشتاق إليها أحفادها
بكت السيدة إحسان كما بكت هي
– دافعي عن حقك يافتون يابنتي
وفتون لم تكن تفعل شيء إلا إنها تشم رائحتها التي ستشتاق إليها
أبتعد عصام عنهم بعدما أغلق الشقة بإحكام وأطمأن على كل شئ وحمل الحقائب لأسفل
طالعت السيدة إحسان خطواته على الدرج وابتعدت عنها تُخرج لها ذلك المفتاح الذي خبأته لها
– ده مفتاح الشقة يافتون يابنتي… خلي معاكي محدش ضامن اللي جاي
دارت عيناها بينها وبين المفتاح تنظر إليها لا تفهم السبب
– امسكي يابنتي قبل ما عصام يجي
وضعته السيدة إحسان داخل كفها وقبضت عليه
– اعتبريه بيتك يابنتي
عاد عصام ينظر نحو والدته يصطحبها للأسفل برفق ولكنه وقف وهو يرى إحتضان والدته لفتون مره أخرى وكأنها بالفعل أبنتها
ظلت فتون ساكنه في مكانها بعدما أختفت السيدة إحسان من أمامها… لم تتحمل وقوفها هكذا ولا ذلك القرار الذي أتخدته ألا تودعها امام السيارة
ركضت على الدرج ولكن جسدها أرتدي للخلف وعصام يقف أمامها
– انا عارف يافتون أن أمي أستأمنتك على مفتاح الشقة
أماءت برأسها تفتح له راحة كفها تنظر نحو المفتاح كما نظر هو
– هنضفها وأخد بالي منها ديما يا أستاذ عصام
– أنا هأجر الشقة يافتون… وأنتي عارفه مدام هتتأجر هتبقى ملك للمستأجر ومينفعش حد تاني يبقى معاه المفتاح
ألتقط المفتاح من يدها بعدما مدته نحوه تعطيه إليه
جلست على الدرج كطفلة صغيرة تنظر حولها تستوحش المكان دونها .. ضمت جسدها بذراعيها خائفة تذرف دموعها
َ………
تعجب سليم من تأخيرها كلما نظر لساعة معصمه… صنع فنجان القهوة خاصته وجلس يرتشفه وهو يراجع أوراق قضيته الجديدة
رنين الجرس أخرجه من عالمه الذي ينفرد به وسط أوراقه
أستعجب من التوقيت.. فمن سيأتي إليه في الصباح
وقف أمامها فطرقت عيناها أرضاً
– أسفه يابيه نسيت المفتاح في البيت
مرت من أمامه بعدما أتخذ بجسده جانباً
– اتأخرتي يافتون.. وأنتِ عارفاني بحب الألتزام في مواعيدي
– أسفه ياسليم بيه
عيناها ما زالت عالقة نحو أصابعها المتشابكة ببعضهما
– ياريت ده ميتكررش تاني يافتون… ولو هتتأخري بعد كده بلغيني او خلي حسن يبلغني
رفعت عيناها نحوه سرعان ما أخفضتهما.. صدمته هيئتها وذلك الجمود الذي يتخذه طريقًا معاها تلاشي تمامًا وهو يقترب منها يمدّ أنامله نحو ذقنها دون أن يُلامسها
– أرفعي عينك يافتون
عادت ترفع عيناها إليه فأزدادت دهشته.. عيناها كانت شديدة الاحمرار وكأنها قضت ليلتها باكية
– أيه اللي حصل خلاكي تعيطي كده.. هو حسن ضربك
– ماما إحسان سافرت وسبتني
أنهارت في البكاء تحت نظراته ترثي له حالها.. لم تكن تشعر بخطواتها ولا كيف ألقت نفسها بين ذراعيه تبكي على قميصه
تجمد في وقفته وهو يراها بين ذراعيه… يداه ظلت ثابتتين في مكانهما
والمشهد يُحرك فيه عاطفته.. عاطفة الشفقة كما يُقنع حاله
لم يتحرك ولم يتحدث بشيء إنما وقف يبتلع لعابه فتحركت تفاحة آدم خاصته إلي أن ابتعدت هي فحرر أنفاسه أخيراً
غير مصدقًا أنه وقف هكذا مسلوب الإرادة مسحور بشيء لا يعرف هويته … الخادمة بها سحر غريب إنها تُجبره أن يكون رجلاً أخر
ومع كل لحظة ضعف كان يخوضها مع نفسه لا يكف عن تمتمت تلك العبارة
” سامحكِ الله ياسيدة ألفت…”
تعالت شهقتها تنظر نحو ما أحدثته دموعها على قميصه تنظر إليه مذعوره.. وكأن هذا ما كان ينقصه تلك اللحظة أن يرى النظرة التي تُشعره أنه يرى طفلة في السادسة من عمرها
– أنا أسفة.. معرفش عملت كده أزاي يا سليم بيه… بلاش تطردني أرجوك مكنش قصدي صدقني
هرب سليم بعينيه ينظر نحو البقعة التي توسطت قميصه ثم طالعها بعدما تمالك نفسه
سار نحو غرفته يُلقي بقميصه على أرضية الغرفة يدور بها عاري الصدر ينفث أنفاسه بضيق
” أنت أيه اللي بيحصلك ياسليم… مش معنى إنك بتشفق عليها تسيبها تنسى نفسها.. ديه خدامة عارف يعني أيه خدامة”
ألتقط قميص أخر يرتديه ولكن كان هناك شئ عالق بأنفه.. ليست رائحة عطر…بحث عن هوية للشئ العالق رائحته بأنفه إلى أن وجد الإجابه.. إنها رائحة صابون إستحمام ورغم رخصه إلا أن رائحته جميلة
………….
وقفت أمام والدها لا تستوعب ما يُخبرها به.. فعن أي عريس هو يتحدث
هرب من نظرتها الراجية.. يؤلمه قلبه عليها فهو خير من يعرف حبها لرسلان كما أصبح يعلم حب رسلان لها ولكن ناهد بتأثيرها الأكبر عليه أجبرته… ومنذ متى وهو يقول لها لا مهما أمتدّ جدالهم فقررها هو ما يكون في النهاية
– عريس أيه يا بابا..
– الأستاذ أحمد المحاسب يا ملك
بهتت ملامحها تتذكر ذلك العريس السمج الذي أتت به خالتها
– بس انا مش عايزه.. ومش عايزه اتجوز دلوقتي
– ادي نفسك واديه فرصة يا ملك
أقتربت ناهد منهما وقد خشيت من تراجع زوجها في قراره بعدما أقنعته
– وماله العريس ياملك.. شاب ما شاء الله عليه ومن عيله محترمة
تعلقت عيناها بوالدها تنتظر منه أي حديث.. والدها يعلم بحبها لرسلان فلما يُجبرها على ذلك العريس
– ملك بلاش دلع بنات… أنتِ دلوقتي أتخرجتي وأشتغلتي وأختك كلها شهور وتخلص جامعتها ورسلان يُخطبها
ألقت عبارتها وتفرست النظر في ملامحها لتجد ما أخفته كاميليا عنها… ملك تكن مشاعر لرسلان ظنتها يوماً أنها مشاعر عادية ولكن رفض ملك للعريس وحديث شقيقتها وتلك النظرة التي تراها في عينيها كانت خير من مُجيب على دواخلها
– رسلان مقلش إنه عايز يتقدم ل مها يا ناهد… فبلاش توهمي البنت بأحلامك
– هو لمح لكاميليا بده يا عبدالله.. وخلينا دلوقتي مع بنتك اللي رافضة تقابل العريس ومش عارفه هتفضل لحد أمتي ترفض كل حد بيتقدملها
صوتهم كان يقتحم عقلها وكأنه أتى من بعيد.. لم تعد تشعر بساقيها اللاتي أصبحت كالهلام.. ثقلت أنفاسها تنظر إليهم
– العريس جاي على بليل.. جهزي نفسك
– ماما…
– لو مطلعتيش تقبلي العريس ياملك قلبي هيكون غضبان عليكي
والعبارة كانت قاتلة بالنسبة لها إنها لا تتحمل خصامهم ولا غضبهم..
طالع عبدالله خطوات زوجته زافراً أنفاسه بتخبط نحو ما يعيشه
– بابا أرجوك أنت عارف أني مقدرش
اقترب منها يضمها بين ذراعيه.. بكت داخل حضنه فما السبيل لديها والكل يسلب منها سعادتها التي مجرد أن تعيشها ينهدم كل شيء فوقها وكأن الأيام تُخبرها أن هذا الحب ليس لها
– قابليه يا ملك وبعد كده أوعدك لو مرتحتيش أنا هتصرف
………
ارتدت ملابسها في عجالة فقد كانت بحاجة لميادة ومعاونتها.. العريس موعده الليلة وهي لن تتحمل أكثر .. تشعر وكأن حبلًا مُلتفًّا حول عنقها.. ميادة دومًا تجد معها الحلول وهي من ستنقذها حتى لو ادعت عدم اهتمامها بها تلك الفترة بسبب مشاغلها
وقفت أمام المكان الذي تعمل به ميادة كمتدربة في إحدى الشركات الخاصة بمجال الحاسوب
أقتربت منها ميادة تتحاشي النظر إليها.. فالذنب يقتلها ولكنها تعلم أن الحقيقة إذا عرفتها ستقتلها أكثر
– ألحقيني يا ميادة ماما مصممه أقابل العريس.. لأول مره تكون مصممة بالشكل ده.. رسلان.. رسلان كمان تليفونه مقفول
– أهدى ياملك وتعالى نقعد في أي مكان ونتكلم
تحركت خلفها تمسح دموعها العالقة بأهدابها
– كل العياط ده عشان العريس وفيها أيه لما تقابلي مش يمكن يا ملك تتفهمه
– أنتِ بتقولي أيه ياميادة ورسلان.. أنتِ عارفه أني بحب رسلان… هو وعدني أننا هنعلن حبنا وهنسافر سوا
– ملك أنتِ ورسلان أطباعكم مش شبه بعض وبصراحة تعلق مها ورغبة خالتو أنه يتجوزها الموضوع بقى معقد أوي
بهتت عيناها لا تُصدق أن من تُحادثها بذلك الثبات هي ميادة صديقتها وأبنة خالتها
– قصدك أيه يا ميادة
– بلاش تخلي رسلان يخسر أهله ولا أنتِ كمان تخسري.. أدى نفسك فرصة مع شخص تاني.. أنتِ طول عمرك مش شايفة غير رسلان فعمرك ماهتعرفي تحددي مشاعرك ناحية راجل تاني
أشاحت ميادة عيناها بعيداً عنها.. لو استمرت بذلك الدور أكثر ستنهار باكية.. ترى الذهول والصدمة في عينين صديقتها فما أبشعه من قرار اتخذته
نهضت ملك بعدما أطالت النظر نحوها تُحرك رأسها يمينًا ويساراً مصدومة .. تعلم أن بها شيء غريب ولكنها لم تظن أن ميادة ستُسمعها ذلك الحديث بتلك النبرة الباردة
سارت من أمامها وعينين ميادة لا تحيد عنها.. قبضت على كفها بقوة وانحدرت دموعها تُطالع خطواتها الضعيفة
وقرار واحد كانت تتخذه لن تستمر بتلك المسرحية الهزلية.. ألتقطت هاتفها تبحث عن رقمًا ما.. فعليها أن تجد حَلًا ويعود شقيقها
…………
عادت لغرفتها خائبة محطمة..خالتها تجلب لها عريس، والدتها تُصِر علي مقابلتها، والدها يُخبرها عليها أن تعطي لها وله فرصة وميادة ترى أن علاقتها برسلان ستكون سبب لمشاكل عدة.. ميادة التي كانت تُشجعها على الدفاع عن حبها وتصبح أنانية لمرة واحدة باتت ترى حبها عائق للعائلة
عقلها يكاد ينفجر من شدة التفكير.. لما الجميع لا يرونها مناسبة لرسلان، لما حبها لا بد أن يُدفن لما هي وحدها حبها صعب المنال
أقتربت من المرآة تنظر نحو نفسها لعلها تجد بها شيء مُعيب فلم تجد إلا صورة عادية بملامح منطفئة ولكنها من البشر
– ست ملك.. ست ملك العريس أعتذر وقال مش جاي حصلت عندهم حالة وفاة.. والله ياست ملك كنت بدعيلك
دلفت الخادمة غرفتها تصرخ بذلك الخبر تنظر نحو سيدتها الشابة التي تُحبها لرقة وطيبة قلبها
أنصرفت الخادمة بعدما أخبرتها بالخبر السعيد كما ترى.. ولكن السعادة كانت بعيدة تمامًا عنها إنها تشعر بالخذلان والضياع وسط أحب الناس إليها وكأنها ليست منهم
……….
– على علاقة بالرقاصة ياحسن.. ومن أمتي ده
طالعه حسن وهو ينفث دخان الأرجيلة في القهوة الجالسين عليها
– من ساعة ما رجب أخدنا الكباريه
– ملقتش غير الرقصات
– مالهم الرقصات يا مسعد.. حاجه تفتح النفس
– سكتك وحشة يا صاحبي.. انت مش شايف رجب حياته عامله أزاي.. ده ضيع فلوسه عليهم
– رجب ده عيل خايب.. أنت عارف صاحبك
طالعه مسعد مستنكراً تلك الثقة التي يتحدث بها وكأنه دنجوان عصره
– والله يا صاحبي مش بيقع غير الشاطر
– يييه بقولك أيه يا مسعد متضيعش الحجرين اللي عملتهم
صمت مسعد يرتشف كأس الشاي وينفث دخان الأرجيلة هو الآخر
– بقولك أيه صحيح قولتلي أنك دفعت فلوس لحماك عشان مشروع المواشي اللي كلمك عنه ودخلت شريك.. متدخلني معاكم في المشروع ده
– أنت باصص في حتة المشروع يامسعد.. يا أخويا أستنى أما أشوف هكسب أيه من وراه الأول
رمقه مسعد وقد أقتنع بحديثه لأول مره
– أومال أنا ليه مضيته على الشيك.. هو اه حمايا بس الواحد مش ضامن وده شقايا ياعم
– يعني هتسجن حماك لو المشروع خسر.. قول كلام غير كده ياراجل
– الحق حق … هما العشر تلاف جنية دول حاجة قليلة.. وبقولك أيه القعده ديه ضيعت حجرين الشيشة انا مروح ولا أقولك ما تيجي نروح الكباريه
………..
طالعت ملامحه المُرهقة مترددة في الإقتراب منه .. حسمت قرارها واقتربت منه تعطيه كأس الماء
– شكلك تعبان يابيه.. ادخل أرتاح في أوضتك
أرتفعت عيناه نحوها يتناول منها كأس الماء.. أرتشفه وعيناه عالقة بها.. حاول أن ينهض ولكن قواه كانت منهكة
ألتقطت منه الكأس تضعه جانبًا وأقتربت منه أكثر تمد له يدها تُقدم مساعدتها
تعلقت عيناه بيدها الممدودة نحوه… وشيطانه يأخذه للنظر نحو شفتيها ” صغيرة هي وفاتنة كما إنها لذيذة وسهلة المنال” هكذا كان الصوت يتردد داخله
مالت نحوه حتي تتمكن من مساعدته بعدما تراجع للخلف.. والصوت يتردد مُجددًا داخله ومع تلك الحرارة المنبعثة من جسده كان شيطانه يشتهي لمس تلك التفاحة المحرمة
يتبع..
لقراءة الفصل الخامس عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً نوفيلا ورطة قلبي للكاتبة سارة فتحي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى