Uncategorized

رواية بيت العجايب الفصل السادس والعشرون 26 بقلم سهام العدل

 رواية بيت العجايب الفصل السادس والعشرون 26 بقلم سهام العدل

رواية بيت العجايب الفصل السادس والعشرون 26 بقلم سهام العدل

رواية بيت العجايب الفصل السادس والعشرون 26 بقلم سهام العدل

-دخل الشاب والمهدي ثم تبعهما بقية شباب العائلة الغرفة المخصصة للضيوف… 
-سأله المهدى : متعرفتش بك. 
-قال الشاب بثقة : أنا كابتن طيار حمزة المناوي  ٣٧ سنة  وجاي طالب إيد الآنسة وسيلة من حضرتك.
-نظر الشباب كل منهم للآخر في ذهول… 
-قال الجد : أهلا بك يابني بس أنت تعرف وسيلة منين؟ 
-قال حمزة : حضرتك أختي بتشتغل مع الآنسة وسيلة في الإرشاد السياحي وأنا شوفتها أكتر من مرة بس الحقيقة متكلمتش معاها في حاجة تخص الجواز… أنا عرفت من أختي أنها مش متزوجة فبحثت وعرفت العنوان وجيت أدخل البيت من بابه
-رد الجد بترحيب : أهلا بك يابني ونعم الأخلاق… بس أنت بتقول الآنسة وسيلة… هو أنت متعرفش إنها كانت متجوزة قبل كده؟
-تعجب حمزة فهو بالفعل لم يعلم وأخبرته أخته أنها غير متزوجة: الحقيقة معرفش. 
-الجد بإحراج : طب يابني هي اتجوزت من ابن عمها فترة بسيطة لكن النصيب اتقطع مابينهم. 
-حمزة بتساؤل : وأظن مفيش معاها أولاد منه؟ 
-الجد : لا مفيش. 
-شعر حمزة بالارتياح من ذلك وقال بثقة : مفيش مشكلة طبعاً… لأن أنا مطلق….وأظن إن وسيلة عندها علم بكده بحكم صداقتها مع ريم أختي. 
-شعر المهدى بالقلق تجاهه فتساءل : طب وأنت طلقت مراتك ليه؟ 
– أحس حمزة بقلق الجد فأراد طمأنته قائلاً : أنا طبعاً مقدر قلقك… بس أنا اتجوزت ٦ شهور من لبنانية ومع الوقت اختلفنا بسبب اختلافها مع عاداتنا وتقاليدنا وخصوصاً إني من أصل ريفي… وعشان تطمن أكتر أنا هسيب لحضرتك عنواني وعنوان أهلي في قريتنا تسأل وتطمن  ولو حبيت كمان أسأل عني في شغلي… أنا إنسان جاد وبفهم في الأصول وكل أمنيتي إني أستقر وأكون أسرة قبل ما الزمن يسرقني وبصراحة انا ملقيتش بشخصية وسيلة اللي جمعت ما بين التدين والأخلاق والتحضر. 
-شعر المهدى بإرتياح من حديثه ولمس فيه الصدق فوافق وأخذ عناوينه كي يتقصي عنه. 
◾ بعد أن غادر الضيف وقام معاذ وأدهم بمرافقته حتى بوابة المنزل…. دخلت جوري مسرعة تقف على باب الغرفة التي كان بها الضيف ومازال بها الجد وأمجد حتى ترضى فضولها وتعرف لما أتى هذا الشاب الفاره الطول إليهم… 
-كان يجلس الجد شارداً في الأمر… فنهض أمجد وجلس بجواره متسائلاً: هتعمل إيه ياجدي؟ 
-المهدي : هسأل عليه ياأمجد ولو كويس يبقى اللي فيه الخير يقدمه ربنا. 
– دخلت جوري الغرفة واقتربت من جدها متسائلة بفضول : هو الأستاذ عضلات ده كان هنا ليه ياجدي؟ 
-المهدي بإبتسامة لها : جاي متقدم لوسيلة ياجوري. 
-جوري بإعجاب : بجد… يالهوي على جماله دا واد مز ولا ممثلين هوليود. 
-شعر أمجد بالغيظ منها والغيرة لما تفوهت به فنهض فجأة وأنقض عليها ممسكاً شعرها الأسود المجمع على هيئة ذيل الحصان خلف رأسها… فصرخت: آه آه جدي الحقني… 
قال لها : ماتحترمي نفسك يابت… إيه قلة الأدب دي!!
-نهره المهدى : سيبها ياأمجد عيب كده. 
-فتركها مغتاظاً : عاجبك كده ياجدي. 
-ضربته جوري في كتفه بقوة وهي تهرتل بغيظ : وأنت مالك… والله لأقول لخالي أحمد عليك… وتركته وغادرت تضرب بقدميها الأرض من الغيظ.
– عاتبه الجد : مش كده ياأمجد… مش كل أما تتجمعوا في مكان تتخانقوا كده… جوري لسه صغيرة. 
-جلس بجواره أمجد متحمساً : جوزهالي ياجدي.
-نظر له الجد وقال بتنهيدة : أجوز كبيرتهم الأول ياأمجد وبعدين أشوف أصغرهم. 
◾ عاد معاذ من مرافقة الضيف وجد جوري واقفة عند مدخل المنزل مكتفة ذراعيها ووجهها لا يشير بالخير… 
-معاذ في نفسه : ياساتر يارب البت هتطلع نار من ودانها… فرسم إبتسامة مجاملة واقترب منها : جوري… 
-ردت جوري بتذمر : نعم… 
-معاذ : جيهان فين؟ 
-جوري : فوق في الشقة. 
-معاذ : لوحدها؟ 
-جوري : لا… ماما طلعت لها. 
-بعد دقائق فتحت جميلة الباب بعد رنات متتالية من معاذ ورحبت به : معاذ… تعالي ياحبيبي… اتفضل. 
-دخل معاذ وفي هذه الأثناء خرجت جيهان من غرفتها : مين ياماما وإيه الدوشـ….. قطعت الكلام عندما رأته… 
-هو الآخر عندما رآها لم يرفع بصره من عليها… متفاجئاً بها وهي مرتدية منامة قطنية قصيرة عليها رسوم كرتونية وتاركة شعرها الأسود الناعم يتحرك بحرية على كتفيها وظهرها… كان جمالها قد فاق كل توقعاته… أنثي بزي طفلة… 
-قطعت جميلة صدمتها : ده ابن خالك ياجي جي… 
-ابتلعت جيهان ريقها بتوتر قائلة : مكنتش أعرف… هلبس حاجة وراجـ…. 
-قاطعها معاذ الذي اقترب منها وأنفاسه تعلو وتهبط… قائلاً بصوت متقطع : اسـ… استنى مش مستاهلة أنا نازل على طول. (لم يرد أن يقول لها أنه يريدها هكذا).. ثم نظر لعمته قائلاً : يرضيكي ياعمتي جيهان تسيب الشغل بدون إستئذان. 
-جميلة : أنا يامعاذ والله ماأعرف بينكم إيه ولا فيه إيه… دي بقت كل ساعة في حال…حتى كليتها بتروح يوم وتقعد عشرة. 
– قالت جيهان التي تحطمت آمالها لسبب مجيئة التي بنتها عندما رأته جاء إليهم في الشقة،،، فظنت أنه جاء معتذراً أو أنه سيفاتح أمها فيما انتظرته طويلاً: اعتبرني مستقيلة… وكمان حوش حوش الشغل… هو أنت أساساً عندك شغل.
-معاذ يدعي الحزن : سامعة ياعمتي… بنتك بتعايرني عشان لسه في بداية حياتي… وبكرة يبقالي اسم كبير. 
-جميلة بلوم : غلطانة ياجيهان… ملكيش حق تكسري بخاطر ابن خالك كده… اقعد ياحبيب عمتك أما أجيب لك حاجة تشربها ومتزعلش نفسك دي عبيطة… ودلفت إلى المطبخ. 
– ابتسم معاذ لها وقال بشماتة : عاجبك كده زعلتي عمتي… 
-نظرت له هائمة في ابتسامته التي تسرق قلبها… اقترب منها أكثر ثم تسائل  بإعجاب : بس إيه الجمال ده!!!
-ارتفعت دقات قلبها وأحمرت وجنتيها ولمعت عينيها المسلطة على عينيه… ابتسم وقال : الله… دا القمر بيتكسف. 
-نظرت إلى الأرض بخجل وقالت بعتاب : ليه يعني فاكرني مبحسش… أنت بس اللي واخد فكرة عني غلط. 
– معاذ بمكر وهو ينظر بهيام لخصلات شعرها الحريرية التي ترفض الثبات : طب خلاص ارجعي المكتب معايا وأنا هثبتلك إني نظرتي لك اختلفت تماماً… 
-فاجأته جيهان بردها : لا…ومبقتش نظرتك ليا تفرق معايا… وتركته ودخلت غرفتها….. أغلقت خلفها الباب ووضعت يدها على قلبها لعلها تهديء دقاته المرتفعة… ثم بدأت تدور في الغرفة بسعادة عما وجدته من إعجاب في عينيه ومن حب في نبرة حديثه معها… أحست الآن أن كلام وسيلة كان على حق… معاذ قد انشغل بها ويريدها بجواره ولكنها رفضت حتى يطلب منها أن تكون بجوار في حياته كلها وليس عمله فقط. 
◾ليلة طويلة من المناقشات الحادة بين وسيلة وأمها بسبب هذا العريس الذي جدد الأمل في قلب أمها من جديد  لتعيش ابنتها حياة زوجية سعيدة كباقي الفتيات كما تمنت دائماً…ولكنها قست عليها كثيراً ظناً منها أنها تضغط عليها لتوافق..
-تجلس وسيلة على فراشها حزينة ولاتعلم كم ساعة مرت عليها وهي كذلك… تفكر فيما وُضِعت فيه… فقد اكتفت بالأيام القليلة التي أمضتها في كنف مروان رغم أنها لم تجد منه الحب ولكن قلبها كان مرضياً أنه بجواره… ولم تفكر في لحظة أن ترتبط بآخر أو تتزوج من غيره وقررت تعيش حياتها مكتفية بما يحمله قلبها من حبٍ له… ولكن الآن انقلبت الدنيا على رأسها بسبب جدها وأمها بعدما تقصي المهدى عن حمزة ولم يجد خلفه سوي السمعة الطيبة وحسن الخلق… 
-دخلت عليها أمها تناديها : وسيلة… قومي افطري يابنتي. 
-وسيلة بحزن : مش عايزة افطر ياماما. 
-أشفقت عليها الأم فذهبت إليها وجلست أمامها على الفراش قائلة : أنتي لسه زعلانة مني؟ 
-وسيلة بدموع : لا ياماما… هو أنتي قولتي حاجة غلط… أنتي قولتي الحقيقة… أنا واحدة مطلقة و ٣١ سنة ومحدش هيرضي بيا بعد ماابن عمي اتجوزني شهر وطلقني… وإن دي فرصة عمري بس صدقيني مش عايزة الفرصة دي وخسارتي لها أكبر مكسب بدل ماتجوز وأطلق تاني. 
-ردت عليها الأم بندم : عارفة إن كلامي جرحك… بس كان لازم اوجعك عشان تفوقي… من حقي أفرح بك وانا عايشة… من حقي اشوفك في بيت جوزك زي أي أم بتتمنى لبنتها كده… ضيعتي سنين طويلة من عمرك لحد مالعمر جري بك ودلوقتي كمان جاية عايزة تحرميني وتحرمي نفسك من الفرحة دي. 
-وسيلة بإصرار : ياماما افهميني… 
-قاطعتها وداد بحدة : افهميني انتي وخديها نصيحة يابنت بطني… اللي وقفتي حياتك عليه مش عايزك… لو كان عايزك كان جه وضرب على بابك بعد ماطلق الهانم… وانتي انتظارك له بترخصي نفسك بزيادة وأنا مش هقبل بكده ياوسيلة. 
◾ عاد من عمله مُنهك كعادته في الفترة الأخيرة… فهو يتعمد أن يغرق نفسه في عمله بين المستشفي التي يعمل بها وعيادته الخاصة بجانب العمليات الجراحية التي ضاعف عددها في اليوم الواحد… كل هذا من أجل أن يهرب من حياته الخاصة إلى حياته العملية… دخل المنزل بهدوء وطلب من ميان إعداد عشاء خفيف له… وجلس يتناول العشاء بحالة الوجوم الذي تلبسته في الآونة الأخيرة… وميان تجلس أمامه تثرثر له عما أختارته مع أدهم من أثاث لتجهيز شقة الزوجية خاصتهما،،، وهو جالس يسمعها ويبتسم لها بمجاملة دون التركيز فيما تقوله… قطع ثرثرتها رنين هاتفها الموضوع أمامها على المائدة… التقطته وأجابت : أيوة ياآثار 
-………… أهم حاجة هي توافق. 
-………… أنا مطمنة لأني جدي سأل عليه وعلى عيلته وقال أنه هيقنعها. 
-………… يارب ياآثار، نفسي تفرح وتعيش حياتها بقى. 
-…………. ده فعلا اللي مزعلني أنها هتتجوز بعيد عننا. 
-عندما ذُكِرَ الزواج انتبه لحديث أخته والقلق بداخله تمكن منه… انتظر حتى انتهت وسألها : مين ياميان اللي هيتجوز؟ 
-ميان بتعجب : إيه يامروان…. هو أنت متعرفش؟ 
– تعالت أنفاسه وسأل بخوف : معرفش إيه؟ 
-ميان : إن وسيلة متقدم لها طيار وجدي سأل عليه وموافق عليه؟ 
-نهض مروان مفزوعاً ثم سأل بصوت متقطع : طب ووسيلة؟ 
-نظرت ميان لأخيها بنظرة شفقة فهي لاتعلم أنه يكن لوسيلة أية مشاعر… كل ماتعلمه أن وسيلة لا تمثل شيئاً في حياته سوي أنها ابنة عمه وطلاقه لها أثبت ذلك للجميع ولكن علامات وجهه ونظرة عينيه تقول غير ذلك… ردت عليه بهدوء : وسيلة متحيرة بين ضغط الجميع عليها ورفضها الارتباط بأي حد… بس جدي… 
-قبل أن تنهي حديثها كان قد تركها ودخل غرفته وأغلق الباب خلفه… نزع سترته وألقاها وجلس واضعاً رأسه بين يديه وكأن جسده لا يقوي على حملها… ولا يشغل باله سواها… كيف لها أن تتزوج وتكون ملكاً لرجل آخر… مجرد الفكرة جعلته نهض مفزوعاً ينزع قميصه من على جسده بعنف وكل ما يشعر به أن الدنيا أصبحت كتلة صخرية تطبق على صدره… كلما تخيلها بجوار غيره أصابه الجنون وبدأ يلقى كل مايجده أمامه في الغرفة… حتى شعر بالتعب… وقف حائراً من أمره مالذي أصابه… شعر أنه سيسقط من فرط التفكير والجنون… ففتح باب غرفته ودخل غرفة معاذ المجاورة له… 
-معاذ يجلس على فراشه يتصفح هاتفه… وجد باب غرفته يُفتح دون طرق ودخل منه مروان عاري الصدر وحاله يرثي له… شعر معاذ بالقلق عليه فنهض واقفاً واقترب منه متسائلاً : مالك يامروان؟ 
-مروان بأنفاس متقطعة : عايز أبات معاك. 
-معاذ : بات ياسيدي بس مالك… أنت تعبان؟ 
-مروان يهز رأسه مجيباً : تعبان أوي. 
-معاذ بتساؤل : طب أجيب لك حاجة… انادي لك ماما؟
-مروان نافياً : لا… وتركه وذهب ليجلس على طرف الفراش ينحني برأسه مسلطاً نظره على نقطة في أرضية الغرفة… 
-جلس بجواره معاذ : مالك يامروان… حاجة مزعلاك؟ 
-مروان بصوت خافت : الدنيا اللي زعلتني. 
-تأكد معاذ أنه في حالة نفسية سيئة فحاول أن يخفف عنه : طب وإيه الجديد… مين فينا مزعلتوش الدنيا. 
-مروان بحزن : الدنيا جت عليا أوي يامعاذ وحكمت عليا أعيش وحيد وسط ذكريات مُرة… بس أنت عارف؟؟ أنا استاهل…. 
-قلق عليه معاذ بشدة… فمد يده على وجهه وأداره ناحيته ورفع رأسه ناظراً لعينيه الممتلئة بالدموع وقال : فيه إيه لكل ده يامروان فهمني… مالك ياحبيبي؟ 
-مروان بقهر : نفسي أعيط يامعاذ… مخنوق.
-جذبه معاذ لأحضانه قائلا بصوت حزين : عيط يامروان يمكن ترتاح. 
-انخرط مروان في البكاء لعدة دقائق حتى هدأ ونزع نفسه من أحضان أخيه واستلقي على الفراش متوسداً رأسه بذراعيه من الممكن أن يكون ارتاح قليلاً ولكن ناره مازالت متأججة منذ أن علم بخبر زواجها وتجمع الحزن بداخله وكأنه ينعي هموم العالم بأكمله ولم يستطع أن يحدد مالذي جعله ينهار هكذا… استلقى بجواره معاذ وتساءل : ممكن بقى تقولي مالك؟ 
-مروان بشرود : مش عارف… عايز أنام بس يمكن أقدر أهرب من الواقع المر ده. 
-معاذ : طب ارتاح ونام. 
-نام مروان على جنبه الأيمن مولياً ظهره لمعاذ… وبعد دقائق قليلة عاشها شارداً في وسيلة تحدث فجأة : هي فعلا وسيلة ممكن تتجوز يامعاذ. 
-انتبه معاذ لحديثه فرد : وليه لا… حقها… المؤلم في الموضوع إنها هتبعد عن البيت ومش هتبقى هنا. 
-شعر مروان بطعنة في قلبه وكأنه سأل وتمني أن يخفف معاذ عنه ولو بالكذب ولكن حدث العكس… لايعلم أن جميع من البيت كل ما يعرفونه أنه لايحمل لوسيلة أية مشاعر… لذا أستبعد الجميع عودته لها…. ظل شارداً قليلاً ثم غلبه النعاس. 
◾يقف متوترا فى الحديقة يدور بها حول نفسه بخوف عميق، خوف لم يعرف طريقه إليه إلا بسببها، بسبب تلك الملاك الرقيقة التى اكتشف أنها سكنت قلبه، منذ متى لا يعلم ولا يهتم كل ما يهم أنه غارق بغرامها لأذنيه، ارتفعت دقات قلبه فارتسمت ابتسامة تلقائية على فمها وهو يلتفت على صوتها الناعم ” خير يامروان… فيه حاجة… معاذ قالي إنك عايزني في موضوع مهم ” 
تأملها قليلا وقد هربت الكلمات من فمه قائلا أغبي عبارة ليبدأ حديثه معها “أنا طلقت سارة” 
ارتفع حاجبيها بتعجب رغم سعادة قلبها لتجيب باقتضاب “عارفة ودى حياتك يا مروان أنت حر… هو ده اللى أنت عايزنى فيه؟؟؟ ” 
أغمض عينيه مجيبا بحنق “لا مش ده كنت عايزك فى حاجة تانية”
 ناظرت حالته الغير مفسرة سائلة بهدوء “عايز إيه يا مروان؟؟ ” 
أجابها بأغبي رد مرة ثانية “أنتي هتتجوزي الطيار ده” 
لثاني مرة يرتفع حاجبها بتعجب قائلة بخفوت “أنا حرة يا مروان مقلتش عايز إيه؟؟ ” 
جلس على المقعد بتعب قائلا بترجئ مستتر “أنتي بتسمعي للكل يا وسيلة اقعدي واسمعي ليا أنا كمان” 
أشفق قلبها الخائن عليه لتجلس أمامه سائلة بحنان ” مالك يا مروان أنت مش عملت اللى كنت عايزه”
 رد سريعا بغضب من نفسه ” كنت أعمي يا وسيلة، بس لما فتحت عينى بقيت مخنوق وحاسس نفسي مغفل  ومضحوك عليه، خدت الشهادة اللى كنت عايزها وبنيت نفسي زي ما كنت عايز، وفى الآخر طلع كل ده مالوش لازمة” 
شبكت يدها قائلة بهدوء “إزاى مالوش لازمة التعليم مهم يا مروان، وأنت ما شاء الله سيرتك الذاتية مشرفة وترفع الرأس”
 ابتسم باستهزاء مجيبا بنفس الاستهزاء “ونفعتني فى أيه لما خسرت أهم شخص فى حياتي” 
حزنت لحاله مجيبة بخفوت حزين وهى تعتقد أنه يتحدث عن سارة “ليه طلقتها أدام بتحبها كده” 
رفع رأسه سائلا بحيرة “مين؟ بتقصدي مين؟” 
  وقفت قائلة بنبرة هادئة حزينة وهى تهم بالمغادرة “سارة طليقتك” 
انتفض واقفا ليسرع يسد عليها الطريق قائلا وهو يهز رأسه بنفي سريع “لا سارة أكبر غلطة فى حياتي، ضيعت مني أهم شخص فى حياتى”
 نظرت إليه بتساؤل مملوء باللهفة ليجيب بعض برهة صمت بتوسل “وسيلة أنا بترجاكي ما توافقيش على العريس ده” 
دمعت عينيها بحزن وهى تعاتبه بنظراتها بقسوة ولسان حالها يقول “ليه عملت فيا كده”، ودون أن تعطيه جواب يريح قلبه تركته وصعدت للأعلى بحزن، هتف من خلفها ببؤس “وسيلة أنا بحبك ومقدرش أعيش من غيرك متتجوزيهوش وتقتلينى”
 توقفت خطواتها بصدمة وقد ترقرق الدمع فى عيونها بينما قلبها يضحك بفرحة غامرة، ورغما عنها ارتسمت ابتسامة  مرتعشة على فمها وهى تكمل خطواتها للأعلى ركضا، حتى تخفي  فرحتها عن العالم أجمع، فى حين أطرق مروان رأسه أرضا مكملا لنفسه بنبرة يائسة “ومش هحب غيرك في حياتي”
-استيقظت من نومها فجأة لتجده حلماً… جلست تتذكر الحلم وتفاصيله التي تمنتها أن تكون واقعاً… انتظرته طويلاً وفي النهاية جاءها في الحلم وكأنه يثبت لها أن حبه لكِ مستحيلاً ولم تريه سوي بأحلامك…. 
-نهضت من الفراش بخيبة أمل وذهبت لغرفة أمها التي وجدتها جالسة على سجادة الصلاة وتمسك بالمصحف ومن الواضح أنها كانت تصلي قيام الليل. 
-انتبهت لها الأم وأغلقت مصحفها متسائلة : خير يابنتي… إيه اللي مصحيكي.
-وسيلة بحزن : أنا موافقة ياماما… موافقة على العريس.
يتبع..
لقراءة الفصل السابع والعشرون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية أنتِ لي للكاتبة سمية عامر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!