Uncategorized

رواية عروس من باريس الفصل العاشر 10 بقلم سارة علي

 رواية عروس من باريس الفصل العاشر 10 بقلم سارة علي

رواية عروس من باريس الفصل العاشر 10 بقلم سارة علي

رواية عروس من باريس الفصل العاشر 10 بقلم سارة علي

دلف كمال مسرعا الى منزله ثم صعد الى الطابق العلوي حيث غرفته كي يتحدث مع نورا زوجته ..
فتح باب غرفته ودلف الى الداخل ليجد نورا تجلس على كنبتها تقرأ في احدى الكتب التاريخية كما اعتادت ان تفعل في هذا الوقت من الصباح …
رفعت رأسها نحوه تنظر اليه بدهشة فهو جاء في منتصف النهار على غير العادة والاختناق والضيق يسيطران على ملامحه وجهه ..
كان يتأملها بعينين حزينتين مشتاقتين فشعرت بالألم يعتصر قلبها .. تعترف انها قست عليه كثيرا الايام الفائتة وعاقبته على ذنب لم يقترفه وماضي انتهى قبل دخولها حياته .. 
ولأول مرة تشعر بمدى سوئها وحقارة ما فعلته .. كيف طاوعها قلبها ان تفعل بزوجها الحبيب هكذا .. زوجها الذي لم يحبها فقط بل صانها واحترمها وعاملها بالمعروف طوال سنوات زواجهما التي تعدت الاربعة وعشرين عاما .. زوجها الذي لم يهتم يوما للفوارق الطبقية بينهما ولم يشعرها أبدًا بالدونية بل على العكس تماما دائما ما كان سعيدا بها يفتخر بجمالها واخلاقها ودفئها امام الجميع .. يدللها ويلقي على مسامعها اعذب الكلمات التي ترضي انوثتها .. لم يهتم يوما لرأي باقي عائلته بها ولا بزوجات اخوانه اللذين يتطلعون اليها بدونية كونها اقل منهن بل كان يتعمد ألا يسمح لهن بأن يضايقنها بكلمة واحدة مما جعل فريال وجيجي لا تجرؤان على مضايقتها بحرف واحد …
زوجها الذي ساندها ودعمها في حياتها التعليمة والمهنية حتى اكملت الماجستير والدكتوراه واصبحت استاذة جامعية بل وتحمل مسؤولية اولاده طوال فترة دراستها …
كيف استطاعت ان تفعل هذا به ..؟! كيف نست كل هذا وتعاملت معه بهذه القسوة بسبب غيرتها العمياء من امرأة لم تعد حية ..؟! كمال كان يستحق معاملة اخرى منها .. كان يستحق احتواء وحنان لطالما منحته اياه .. كان يستحق منها ان تسانده وتقف بجانبه بعد صدمته بحقيقة وجود فتاة من صلبه حرم منها بسبب طمع وجشع والده ..
نهضت من مكانها وقد استوعب اخيرا ما فعلته غيرتها العمياء وحبها الشديد لكمال بها بل واستوعبت مدى الضرر الذي سببته لزوجها حبيبها ولفتاة لا ذنب لها سوى انها ولدت لرجل يمتلك عائلة لا تهتم سوى بالمظاهر الخداعة ..
اقتربت منه ثم احتضنته بهدوء بشكل جعله يتصنم للحظات محاولا استيعاب ما فعلته فحتى صباح اليوم كانت نورا تتجنبه تماما كمرض معدي حتى انها رفضت ان تنام بجانبه مما جعله يتخذ الكنبة مكانا لنومه كي لا يراهما ابنيهما لأول مرة في وضع كهذا وهما اللذان وعيا دائما على مدى حب وتفاهم والديهما ..
ابتسم اخيرا حينما استوعب ان نورا عادت اخيرا الى طبيعتها وعادت تمنحه دفئها الذي افتقده الايام السابقة .. اغمض عينيه وهو يتنهد بحرارة ويفكر أنه لا يتخيل حياته بدونها فنورا كانت النور الذي أضاء حياته بعدما فقدانه لرونزا لتأتي هي بدفئها ورقتها وتسرق قلبه وتجعله يدرك ان الحب لا ينحصر بشخص واحد ولا ينتهي من أول حب فاشل وأن القلب قادر أن يخفق من جديد بوجود شخص صادق نقي كنورا ..
شعر بها تبتعد عنه اخيرا فود ان يطلب منها البقاء على وضعها لكن ابتسامتها الدافئة الرقيقة أسرته كالعادة ..
” اسفة ..” 
خرجت منها خجول خافتة بينما عينيها انخفضتا ارضتا لتجده يرفع ذقنها عاليا ويقول بحب :
” لإمتى هفضل اقولك متوطيش راسك ابدا وتفضلي رافعاه على طول ..”
ادمعت عينيها من فيض حب وحنان هذا الرجل الذي سامحها ببساطة على جفائها السابق بل تشك أنه تضايق منها من الاساس ..
” مكانش ينفع اعمل كده .. غيرتي عمتني وخلتني أاذيك وأاذي بنت ملهاش ذنب فأي حاجة ..”
شعر بالراحة تستوطن قلبه حينما ذكرت نورا ليديا بهذا الشكل فقال وهو يحتضن وجهها بين كفيه :
” بعيدا عن اني مبسوط بغيرتك دي وحبك ليا … بس انا متفهم كل ده ومش بلومك .. انا عارف انوا كل ده كان غصب عنك وانك عمرك متقدري تقسي على حد .. “
” يعني سامحتني ..”
قالتها بتردد ليرد بخفوت :
” مزعلتش منك عشان اسامحك … بالعكس انا زعلت من نفسي عشان أذيت مشاعرك بس والله مكنتش اعرف ..”
قاطعته وهي تضع اناملها على شفتيه :
” متكملش .. انا عارفة انوا عمرك ما فكرت تأذيني وعارفة انك والبنت اللي هي بنتك ووالدتها ضحية لعمي الله يرحمه … انا مش زعلانه يا كمال وهرجع واقولك اللي عملته كان بسبب حبي وغيرتي … “
ضمها اليه بقوة وهو يتنهد بحرارة ويحمد الله على زوجته التي منحه ربه إياها … نورا الشيء الوحيد الجيد الذي حصل عليه من عائلته لدرجة يشك أحيانا أنها تحمل دماء عائلة السيوفي ..
ابتعد عنها بينما نظرت هي الى عينيه وقالت وهي تجذبه بجانبها على الكنبة :
” احكيلي … مالك …؟! شكلك بيقول انك تعبان وفيه حاجة شغلاك ..”
ابتسم بهدوء فنورا كالعادة تفهمه من نظرة عينه …
اطلق تنهيدة حارة ثم قال بجدية :
” مصيبة … مصيبة وحلت فوق دماغي ومكنتش حاطط ليها حساب ..”
ابتلعت نورا ريقها وظهر الخوف جليا في عينيها وهي تسأله :
” حصل ايه يا كمال ..؟! انت قلقتني ..”
رد كمال شارحا لها ما حدث قبل ساعة في مكتب ابن اخيه بإختصار حيث ذهابه اليه بعدما اخبرته ليديا بدفعه ثمن جميع مشترياتها …
” قالي عاوز يتجوزها .. اتجننت .. اتمنيت انوا بيهزر مع اني عارف ادهم مش بتاع هزار … لما شاف الصدمة على وشي اتكلم وياريته ما اتكلم … قالي انوا بيحبها .. حبها من اول نظرة وانوا هيسيب عليا ويخطبها ..”
تطلعت نورا اليه بذهول وهي تحاول ان تستوعب ما قاله زوجها .. ادهم يترك عليا .. إنه امر من سابع المستحيلات … كما ان عليا نفسها لن تسمح له بذلك …
اضافة الى صدمتها من قرار ادهم وحبه السريع لليديا والغير مفهوم .. حتى لو كانت ليديا جميلة فعليا فائقة الجمال اضافة الى كونها مدللة وراقية وخلابة لدرجة تجعل اي رجل يخر صريعا امام حسنها وبهائها وكان واضحا مدى اقتناع ادهم بها وسعادته بهذا الارتباط …
اذا لماذا غير ادهم رأسه وبهذه السرعة ..؟! هي تعرف ادهم جيدا فهو ليس من النوع العاطفي كما انه ليس من الممكن ان يتأثر بجمال تلك الفتاة …
فكرت نورا للحظة ان تكون تلك الفتاة من جذبته اليها بعدما اعجبها لكنها عادت وازالت هذه الفكرة من رأسها فأهم ليس بالرجل الذي يخضع لأي فتاة مهما بلغت درجة مكرها ودهائها .. كما ان من غير المعقول ان تفعل ليديا شيء كهذا ولم يمر على وجودها شهر واحد والاهم من ذلك أن ادهم مرتبط فلو كانت ليديا وصولية تريد ان تثبت وجودها في عائلة السيوفي كان بإمكانها فعل  هذا مع حسام فهو على الاقل غير مرتبط …
تطلعت نورا اخيرا الى كمال وقد تأكدت في داخلها من كون ليديا غير مسؤولة عن مشاعر ادهم واحتمال واحد فقط هي ان تكون ليديا تبادله تلك المشاعر فهذا شيء معقول كون ادهم شخص وسيم وجذاب للغاية ..
” هي بتحبه ..؟!”
جاء سؤالها صادما ليهدر كمال بضيق :
” ايه الكلام ده يا نورا ..؟! هو ده وقته …؟!”
ردت نورا بجدية :
” مشاعر ليديا مهمة بردوا ..”
قال بنفاذ صبر :
” مشاعر ليديا مش مهمة لإنها مش هتغير حاجة من ده .. ادهم لا كان ولا هيكون ليها … فيه مليون سبب يمنع ارتباطهم والاهم من ده انوا مظنش ليديا بتفكر فيه اصلا لانوا كلام ادهم كان عن نفسه بس ولو كان مشاعره متبادلة اكيد كان هيقول ده …”
أومأت نورا برأسها فكمال محق لو ليديا تبادل ادهم في مشاعره لقال ادهم ذلك بغرور وثقة …
قالت نورا بجدية :
” يبقى تبعد ليديا فورا عن ادهم وتكلم ادهم تفهمه يبعد عنها .. بس كمال انت ليه رافض ادهم بالشكل ده ..؟! عشان خاطب عليا ..؟!”
رد كمال بعقلانية :
” اولا عشان خاطب وكمان بنت اخويا .. عليا برنسيسة العيلة … اللي مستحيل حد هيقبل انوا ادهم يسيبها وكلهم ساعتها هيفتحوا النار عليه ومش هيرحموه والاهم من ده كله انوا محدش هيرحم بنتي وساعتها هيعتبروها خطافة الرجال اللي غدرت ببنت عمها ولعبت على ادهم وكأنه عيل صغير ..
ولعلمك حتى لو ادهم مكانش خاطب عليا ولا غيرها مكنتش هوافق لانوا محدش هيوافق على ارتباطها ادهم بإعتبار انوا ادهم كبير العيلة ويستحق واحدة شبهه مش ليديا اللي نصها فرنساوي وعاشت حياة بسيطة طول عمرها ..”
كانت نورا تدرك ان كمال معه كل الحق فكون ليديا ابنة كمال لن يشفع لها وتجعل احد يتقبلها فهي بالنسبة لهم فتاة بسيطة عاشت حياة متواضعه لا ترقى لحياة عائلة السيوفي الارستقراطية …
نظرت نورا لكمال وقالت بحزم :
” يبقى مستني ايه ..؟! ابعد عن الشر وغنيله .. هات ليديا بسرعة وابعدها عن بيت العيلة …”
قال كمال بفرحة :
” يعني موافقة انها تعيش هنا ..؟!”
ابتسمت نورا بهدوء وقالت :
” ده بيتك يا كمال يعني بيت ابوها وليها فيه زي ما انا وولادي لينا بيه ..”
قال كمال بجدية :
” عارف كل ده يا نورا بس بردوا موافقتك مهمة انا عاوزك دائما مرتاحة ..”
ربتت نورا على كتفه وقالت :
” قوم هاتها يا كمال .. وانا هكون مرتاحة لما تعيش هنا جمبك ..”
طبع كمال قبلة على جبينها ثم نهض من مكانه متجها بسرعة الى بيت عائلة ليجلب ليديا معه …
………………………………………………………………
جلست ليديا بجانب كمال الذي اخذ يقود سيارته وهو يبتسم بسعادة .. لم تستوعب بعد ما حدث سوى انه جاء وهو يسأل عنها وكم ظهرت الراحة على وجهه بوضوح حينما علم انه لا يوجد احد سواها وهي ووالدته في المنزل ليطلب منها ان تلملم اغراضها بسرعة حيث ستأتي معه الى منزله .. فكرت ان ترفض للحظات فهي تدرك ان زوجته رافضة لوجودها حتى لو أخفى الجميع عنها ذلك … لكنها تراجعت عن رفضها وهي تفكر ان هذا سيجعلها بعيدة عن ادهم وتحكماته المملة واذا وجدت استقبالا سيئا من زوجة والدها كما تتوقع ستمكث حينها في غرفتها ولا تتعامل معها فهي بكل الاحوال ستترك هذه البلاد قريبا وتعود الى موطنها الاصلي فرنسا فهي اشتاقت لحياتها القديمة هناك وتريد العودة بأسرع وقت لذا ستنتظر ايام معدودة وتخبر والدها برغبتها تلك على وعد ان تزوره بإستمرار …
عادت تتأمل والدها السعيد والمرتاح بشكل غريب بينما كان كمال يفكر ان الجزء الاول مما يريده تم بنجاح فهو استطاع اقناع والدته بضرورة عيش ليديا في منزله فهو والدها واحق بها وهذه فرصة كي تتعرف على اخويها ونورا ..
اقتنعت والدته اخيرا بعد عدة محاولات ليتنهد كمال براحة وهو يفكر ان ليديا واخيرا ستبتعد عن محيط ادهم وتصبح معه وتحت انظاره …
اوقف سيارته امام باب الفيلا خاصته ليهبط من مكانه وتهبط ليديا بدورها من مكانها وهي تتأمل الفيلا بإعجاب …
كانت جميلة وراقية ذات تصميم هندسي جذاب …
شعرت بيد والدها تقبض على يدها وهو يجرها معه الى الداخل فدب التوتر لا اراديا داخلها مما ينتظرها …
فتحت الخادمة الباب لتلج الى الداخل فتجد يوسف ومراد ومعهما امرأة تبدو صغيرة نوعا ما في الاربعينات من عمرها ذات ملامح جذابة وناعمة للغاية تطالعها بنظرات هادئة حانية استغربتها …
كان مراد اول المرحبين وهو يجذبها نحوه ويضمها قائلا بمرح :
” واخيرا يا ليدي .. نورتي بيتك يا مزة ..” 
تنحنحت ليديا بحرج وهي تبتعد عنه وتبتسم له بخجل بينما تردد بخفوت دون ان تفهم حرف واحد من كلام مراد :
” ميرسي ..”
تقدم يوسف نحوها مرحبا بها ضاما إياها بأخوية خالصة قائلا :
” نورتي بيتك يا ليديا ..”
ابتسمت ليديا بحب خاص وشعور الامان بجانب هذا الشاب الذي يصغرها بحوالي عام يسيطر عليها …
اتجهت بأنظارها الحذرة نحو نورا التي تقدمت نحوها وهي تبتسم بحنو وتقول :
” ازيك يا ليديا … انا نورا يا حبيبتي مامت يوسف و
ومراد … نورتي بيتك ..”
ابتسمت ليديا بحذر رغم شعورها بطيبة المرأة إلا انها قررت ألا تنخدع بهذه الابتسامة فربما هي تفعل هذا فقط امام زوجها وابنيها :
” ميرسي ..”
قال كمال بتساؤل :
” جهزتوا اوضة ليديا ..؟!”
ردت نورا بجدية :
” اه جهزت ليها الاوضة الكبيرة اللي جمب اوضة يوسف … “
اشار كمال لليديا قائلا :
” حبيبتي تحبي ترتاحي فوق قبل الغدا ..؟!”
قالت ليديا :
” ياريت انا محتاجة انام فترة طويلة … وكمان مش عاوزة اكل لاني فطرت من حوالي ساعة ..”
قالت نورا بهدوء :
” روحي يا حبيبتي ارتاحي فوق … ولما تفوقي هتلاقي الاكل موجود ..”
ثم نادت على الخادمة والتي جاءت على الفور تطلب من ليديا أن تتبعها كي توصلها الى غرفتها بينما جاء الحارس وهو يحمل حقيبة ليديا الصغيرة ويتبع بها الخادمة نحو غرفة ليديا ..
……………….::…………………………………………
دلف ادهم الى مكتب حسام والذي تفاجئ بوجود اخيه امامه في مكتبه في هذا الوقت ..
جلس ادهم على الكرسي الجانبي لمكتب اخيه دون ان يلقي السلام ليطالعه حسام بتعجب وقبل ان يتحدث وجد ادهم يقول :
” انا قلت لعمي كمال اني بحب ليديا وعاوز اتجوزها ..”
جحظت عينا حسام وهو يستمع لما يقوله اخيه الكبير ليقول اخيرا بعد صمت استمر للحظات :
” انت اتجننت ولا ايه ..؟! ادهم انت واعي للي عملته ..؟!”
قال ادهم بهدوء غريب :
” مش عارف .. كل اللي عارفه ومتأكد منه اني بحبها .. بحبها جدا ..”
” والعيلة ..؟! وعليا ..؟! والناس ..؟! والشركات اللي هتضيع من ايدك ..؟! وعيلتك اللي هيتبروا منك ..؟! والورث اللي هيحرموك منه ..؟!”
تطلع ادهم اليه بحيرة ليقول حسام بجدية :
” الكلام ده انت تنساه واحمد ربنا انوا عمك كمال عاقل ومستحيل يقول الكلام ده قدام حد ويفضحك ..”
قال ادهم بخفوت :
” وحبي لليديا ..؟! هنساه بردوا ..؟!”
قال حسام بنبرة قاطعة :
” لازم تنساه .. مفيش حل تاني قدامك ..”
منحه ادهم ابتسامة متهكمة فهم حسام مغزاها ليهتف بجدية :
” متقارنش نفسك بيا .. انا غير عنك … لا طموحي شبه طموحك ولا تفكيري شبه تفكيرك غير اختلاف الشخصيات الكبير ما بينا … انا ممكن ابعد عن العيلة … ممكن اسيب القصر والخدم والعز .. انا كفاية عليا اعيش حياة بسيطة مع البنت اللي بحبها وبرتاح معاها .. انما انت لا .. مش هتقدر تتخلى عن كل حاجة حتى لو حبك لليديا كان حقيقي .. دي شخصيتك يا ادهم .. متخليش مشاعر الحب الاول تسيطر عليك لدرجة تخليك تتصرف بدون وعي وبعدين ترجع تندم ..”
نظر ادهم اليه بقلة حيلة فيشعر حسام بالشفقة لأجل اخيه وتمنى في تلك اللحظة لو كان اخيه مثله لا يهتم لاي شيء سوى راحة باله وسعادته لكنه يعرف ادهم اكثر من اي شخص ومتأكد من كونه اخر من يخسر مكانته ومركزة في سبيل مشاعره تلك …
قال بجدية :
” خلينا نروح البيت .. انا تعبت من الشغل وانت بردوا محتاج ترتاح شوية …”
نظر ادهم اليه بصمت وهو يشعر برغبة قوية بالنوم .. النوم فقط لا غير … 
اومأ برأسه وهو ينهض من مكانه ليحمل حسام مفاتيح سيارته وهاتفه ومحفظته معه ويتجه خلفه ..
خرج الاثنان من مكتب حسام الهندسي واتجها الى المنزل ..
هبطا من سيارتهما ودلفا الى الداخل ليجدا المنزل هادئ ومصطفى يجلس على احدى الكنبات ينظر امامه بحزن ..
اقترب حسام منه متطلعا الى ملامح اخيه الحزينة بحيرة قبل ان يهتف بجدية بينما ادهم ينظر امامه بلهفة منتظر نزول ليديا في اي لحظة فرغبته في رؤيتها بتلك اللحظة تغلبت على كل شيء ..
” مالك يا مصطفى ..؟! قاعد زي الارامل ليه ..؟!”
” راحت ..”
قالها مصطفى بحزن ليتطلع اليه حسام بحيرة وهو يسأله بينما ادهم شارد بملكوته  الخاص :
” مين اللي راحت ..؟!”
رد مصطفى :
” المزة راحت .. الحتة الطرية راحت خلاص والجو هيرجع خنقة ..”
جذبه حسام من ياقة قميصه وقال بنفاذ صبر :
” متتنيل يلا وتقول مين اللي راحت ..”
انتبه ادهم اخيرا الى حسام وشعر بنبضات قلبه ترتفع كليا ليجيب مصطفى :
” ليديا .. راحت مع عمو كمال وهتعيش هناك فبيته ..”
حرره حسام بصدمة بينما اتسعت عينا ادهم بعدم تصديق قبل ان يهتف بغضب :
” يعني ايه راحت …؟! كده فجأة من غير ما حد يعرف .. فين بابا ..؟!”
هم بالاتجاه نحو غرفة مكتب والده ليجذبه حسام نحوه بصدمة ويجره خلفه نحو الطابق العلوي فهذا الغبي سوف يفضح نفسه لامحالة وعليه تهدئته واعادته الى وعيه ..
يتبع ….
لقراءة الفصل الحادي عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية توأمان وقلب واحد للكاتبة إيمان المهدي

‫5 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى