روايات

قصة سيدنا زكريا عليه السلام بقلم شيماء هاني شحاتة

قصة سيدنا زكريا عليه السلام بقلم شيماء هاني شحاتة

مجموعة قصص الأنبياء كاملة (جميع القصص) بقلم شيماء هاني شحاتة
مجموعة قصص الأنبياء كاملة (جميع القصص) بقلم شيماء هاني شحاتة

قصة سيدنا زكريا عليه السلام

«قصة النبى زكريا عليه السلام»

“من هو النبي زكريا”

جرت أحداث قصة سيدنا زكريا عليه السلام فى عصر غريب يعج بالمتناقضات..
آلاف الأشياء المختلفة والمتضادة تعيش معا فى صراع لاينتهى…

فهاهو الايمان يضئ أنوار بيت الله فى المقدس، بينما على بعد خطوات وفى الشوارع القريب، يعيش الكذب والنفاق فى اسواق اليهود المجاورة للمسجد!!

وفى ظل هذا العصر. كان هناك نبى وعالم عظيم يؤمان الناس ويصلون بهم، أما النبى فاسمه “زكريا” عليه السلام، وأما العالم فهو سيدنا “عمران” عليه السلام..

كانت زوجة سيدنا عمران عليه السلام تتمنى أن يهبها الله ذرية، وظلت تدعو الله حتى استجابت لها رحمة المولى القدير. فنذرت زوجة سيدنا عمران مافى بطنها أن يكون خادما لله وبيت الله طوال حياته، يتفرغ فقط لعبادة الله وخدمة مسجده!!

“إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ”

وكانت السيدة الكريمة تتمنى أن تضع مولودا ذكرا لكى يستطيع خدمة الله والوفاء بالنذر التى نذرته!!

ولكنها وضعتها أنثى، وقررت زوجة عمران ان تفى بنذرها أيضا، ودعت الله أن يحفظ بنتها وذريتها من بعدها، أن يحفظهم من الشيطان الرجيم، وأسمتها مريم!!

{فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}

استجاب الله لدعاء المرأة الصالحة زوجة سيدنا عمران، وكافئهم الله بأن تكون السيدة مريم هى أعظم نساء العالمين، وسيدة نساء أهل الجنة!!

“ فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا”

ولكن يشأ العزيز القدير أن عمران والد السيدة مريم قد تُوفى قبل ولادتها..

وإكراما لهذا العالم الجليل، فقد تسابق الشيوخ والعلماء فى هذا الزمان على من يكفل ابنة هذا الكريم، ويرعى ابنته ويربيها!!
فقد كان شرفا لهم ان يربوا ابنة سيدنا عمران عليه السلام

كانت زوجة سيدنا زكريا عليه السلام هى خالة مريم. فقال لهم سيدنا زكريا أنه يريد أن يكفلها هو!!

فاختصم القوم واعترضوا قائلين: أن هذا فضل عظيم لايمكنك أن تناله بغير اقتراع واختيار ورضا الجميع!!

وتقرر إجراء قرعة لاختيار الذى سيكفل مريم..

وضع سيدنا زكريا قلمه مع أقلام كل الشيوخ والعلماء الطامعين فى شرف كفالة مريم. وأثوتى بطفل صغير ليختار..

شاء الله أن يختار الطفل قلم سيدنا زكريا، فاعترض القوم وقالوا لا بل نجرى القرعة ثلاث مرات!!

فقرروا إجراء قرعة أخرى بطريقة يصعب بها فوز زكريا مرة أخرى..

قرروا إلقاء أقلامهم فى النهر، والقلم الذى سيسير عكس تيار المياه، صاحبه هو الذى سيكفل مريم!!

وفعلوا ذلك وكان أمر الله بأن يكفل زكريا مريم، فسار قلمه ضد التيار، وسموه اياها. فحتى لو قاموا بإجراء القرعو مرة أخرى فقد فاز هو بها مرتين.

كفل زكريا مريم ورباها حتى كبرت، وأصبح لها محرابا خاصا فى المسجد تتعبد فيه وتصلى..

وكان سيدنا زكريا عليه السلام فى حيرة دائمة من أمره، فكلما دخل على مريم يزورها فى محرابها وجد عندها شتى أنواع الثمار والخيرات..

فحتى إذا كان الوقت شتاءً، وجد عندها فاكهة الصيف، واذا كان صيفاًن وجد عندها فاكهة الشتاء، حتى سألها يوما من أين تأتى بذلك الرزق. فتجيب بأنه من عند الله!!

” ۖ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ “

وقد كانت خالة مريم وزوجة سيدنا زكريا عاقرا لاتستطيع الانجاب!!

ولم يخبر سيدنا زكريا أحدا ابدا بأفكاره لواتحدث بها لمخلوق، ولكن الله سبحانه كان يعلم أن زكريا قد كان يتمنى ولداً، يورثه علم النبوة ويصير نبيا من بعده!!

ولما كان زكريا خائفا من ضياع قومه من بعده بدون نبيا يدعوهم الى الله فقد دعا زكريا ربه بغير أن يرفع صوته أن يرزقه الولد الذى يرث النبوة من بعده..

فحينما رأى مريم فى محرابها تحركت فى نفسه مشاعر الأبوة

“هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ ۖ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ۖ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ”

ولم يكد زكريا ينتهى من دعائه حتى أرسل الله له الملائمة تبشره بمولد سيدنا يحيى عليه السلام:

“فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ”

فاندهش سيدنا زكريا عليه السلام من قدرة الله عز وجل. فهو شيخ طاعن فى السن وزوجته عاقر:

“قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ ۖ قَالَ كَذَٰلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ”

وطلب سيدنا زكريا من الله جل وعلى علامة يعرف بها حين تحمل زوجته بهذا الطفل الذى بشرته الملائكة..

فأخبره الله سبحانه، أن علامته هى فقدان النطق لمدة ثلاثة أيام..

فسوف يكون سليم الجسم معافا يكلم الناس بالاشارة، ولكنه لن يستطيع الكلام حينها، فقط عليه أن يذكر ربه ويسبح له!!

” قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً ۖ قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا ۗ وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ “

وما إن خرج زكريا فرحا بالبشرى، حتى إذا وجد نفسه لاستطيع النطق، فعلم أن وعد الله قد تحقق!!

فأشار للناس بأن يذكروا الله ويسبحون، وذكر هو وسبح كثيرا..

“قصة وفاة سيدنا زكريا عليه السلام”

تعددت الآراء والروايات فى قصة وفاة سيدنا زكريا عليه السلام، ولكن أكثرها واقعية بالدلائل هى كما يلى:

أن القوم قد تآمروا على قتل سيدنا زكريا عليه السلام، وقد علم ذلك زكريا، انطلق يختبأ فى الغابة..

وأوحى الله سبحانه وتعالى إلى شجرة أن تنفتح ليختبئ بداخلها زكريا ثم تنغلق مرة أخرى لتحفظه بداخلها ممن أرادوا قتله!!

وبمجرد دخول سيدنا زكريا إلى الشجرة، أمسك إبليس بطرف ثوب زكريا عليه السلام، فكان زكريا بالشجرة، وطرف ثوبه ظاهرا خارجها..

ذهب إبليس الى المتآمرين وأخبرهم بمكان زكريا، وأراهم طرف ثوبه لكى يصدقوه!!

فأتوا بالمناشير لتقطيع الشجرة التى اختبأ بها سيدنا زكريا عليه السلام..

“ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ” [آل عمران:112].

“آيات قصة سيدنا زكريا عليه السلام فى القرآن الكريم”

ذكرت قصة سيدنا زكريا عليه السلام في القرآن في ستة مواضع وهي :

1. {فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ }آل عمران37
2. {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء }آل عمران38
3. {وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ }الأنعام85
4. {ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا }مريم2
5. {يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاً }مريم7
6. {وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ }الأنبياء89

يتبع قصة سيدنا يحيى عليه السلام …

لقراءة الجزء التالي : اضغط هنا

لقراءة جميع قصص الأنبياء اضغط على : (مجموعة قصص الأنبياء)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى