روايات

قصة سيدنا إدريس عليه السلام بقلم شيماء هاني شحاتة

قصة سيدنا إدريس عليه السلام بقلم شيماء هاني شحاتة

مجموعة قصص الأنبياء كاملة (جميع القصص) بقلم شيماء هاني شحاتة
مجموعة قصص الأنبياء كاملة (جميع القصص) بقلم شيماء هاني شحاتة

قصة سيدنا إدريس عليه السلام

«قصة سيدنا إدريس عليه السلام»

*مولده ونشأته -عليه السلام-:
القول الأرجح في مولده-عليه السلام- أنه بمدينة بابل بالعراق، وقد قال بعض العلماء أنه بمصر ولكنه قولٌ ضعيف، وقد استقى في بدايته من علم نبي الله شيث -عليه السلام– فأخذ منه العلم والحكمة، ولما بلغ أشدّه أتاه الله الرسالة.

ذكر ابن منظور في مختصر تاريخ دمشق، عن ابن عباس قال إن سيدنا إدريس عليه السلام هو أول نبي بعث بعد موت سيدنا آدم عليه السلام، فكانت الفترة بين موت آدم وبعث إدريس هى 200 عاما، حيث أنه يعتقد أن آدم قد عاش ألف سنة إلا أربعين عاما (960 سنة)، وأن سيدنا إدريس قد وُلد وآدم مازال حيا. وحين موت آدم عليه السلام كان سيدنا إدريس قد بلغ المائة سنة من العمر.

ثم نزلإليه الوحي والنبوة بعد موت آدم بمئتي سنة أخرى، وظل في نبوته لمدة مئة وخمس سنين. وكان الناس من آدم إلى إدريس أهل ملة وعقيدة واحدة متمسكين بالإسلام وتوحيد المولى وحده جل وعلي ولما رفع إدريس أو مات كان الاختلاف من جديد.

*نسبه -عليه السلام-:
نبي الله إدريس-عليه السلام- ينتهي نسبه إلى شيث -عليه السلام– بن آدم -عليه السلام-ومن ثمّ فيصل نسبه إلى أبي البشر آدم ، وقد قيل إنه إدريس بن يرد بن مهلاييل، ويسمى عند العبرانيين (خنوخ) وترجمته بالعربية (أخنوخ)، وقد أدرك من عُمر آدم حيث أن آدم كان قد عاش ألف عام.

*سبب تسميته -عليه السلام-:
قيل إن اسم نبي الله إدريس-عليه السلام- مشتق من الدراسة، حيث كان كثيرًا ما يدرس الصحف التي أنزلت على شيث -عليه السلام- وآدم -عليه السلام-.

قصة دعوة إدريس عليه السلام-:
قيل إن نبي الله إدريس-عليه السلام- كان يعلم الناس الشريعة السمحة ودين الله الحق وهم حينئذٍ كانوا مسلمين بالفطرة فلم ينتشر الكفر والضلال بعد، ولكن بعد وفاة نبي الله إدريس -عليه السلام-آتاهم إبليس اللعين وأوعز إليهم بصنع تماثيل لخمسة من الصالحين، وكان حينها لم يكن محرمًا صنع التماثيل، فقاموا بذلك ثم مرت فترة بعدها، وكعادته في الإيقاع بالبشر من خلال خطواته اللعينة، قام إبليس بفتنتهم عن دينهم وبوسوسته لهم لكي يقوموا بعبادة هذه الأصنام الخمسة، فما كان منهم إلا أن أطاعوا أمره وساروا في طريق الضلال والشرك، وقد قصّ علينا القرآن الكريم حكايتهم فقال تعالى: {وَقَالُوا لاَ تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلاَ تَذَرُنَّ وَدًّا وَلاَ سُوَاعًا وَلاَ يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا}[نوح/23] وهذه هي أسماء هؤلاء الصالحين الذين ماتوا وصنع لهم قومهم تماثيل.

*آدابه -عليه السلام-:
اشتُهر نبي الله إدريس-عليه السلام- بين الناس بتعليمه إياهم الشريعة السمحة والآداب والمواعظ التي تؤدي بهم إلى اتباع الإخلاص في العبادة لله وحده لا شريك له، وكان يحث الناس على الزهد في الدنيا الزائلة والنظر إلى ما عند الله تعالى من الثواب في الآخرة، وكان يأمر قومه بالبعد عن المحرمات كالخمر وأمرهم ببعض بالآداب والمبادئ الفاضلة كالعدل وعدم الجور والظلم وأمرهم بالصلاة والزكاة وصيام بعض الأيام؟

*بعض مواعظه اللفظية -عليه السلام-:
مما قيل عن نبي الله إدريس-عليه السلام- في موعظته للناس أنه قال: «من أراد بلوغَ العلم والعمل الصالح فليترك من يده أداة الجهل وسىء العمل»، وقال : «حياة النفس الحكمة»وقال : «لا تحلفوا بالله كاذبين»

معجزة سيدنا ادريس القلم:
سدناإدريس عليه السلام هو أول من خط بالقلم، وأول من خاط الثياب بالخيط والإبرة وارتداها، وأول من تعلم الاستدلال بمواقع النجوم حين السير والسفر، وأول من قام بصنع الأدوات والمعدات، وأول من استخدم الدواب و الحصنة للسفر والحروب. ويقال أنه فى زمان نبوته قد أشرف علي إنشاء مايقرب من 188 مدينة متطورة فى وقتها..

يذكر بعض أهل التفاسير وأخبارالسابقين أن سيدنا إدريس عليه السلام قد اشتهر بالحكمة، ويقال أيضا إنه كان في زمانه اثنان وسبعون لغة مختلفة لأهل الأرض يتحدث الناس بها، وقد علمه الله سبحانه وتعالى جميع تلك اللغات وفهمها له لُيوصللهم رسالة الله كلٍ بلغته.

_ النبي إدريس هو من كان يعمل في الخياطة، وهو من الأنبياء الذي ذكر أسمه في جميع الكتب السماوية التوراة والإنجيل والزبور والقرآن الكريم نسبه للنبي شيث وهو من أقرب الأنبياء سيدنا آدم عليه السلام وعرف عنه علمه الواسع كما اشتهر بعمله وأول من أخذ النبوة من جده النبي شيث وذكر اسمه في التوراة وهو إدريس بن يارد بن مهلائيل بن شيث.

“عمل سيّدنا إدريس عليه السلام”
• سيدنا إدريس هو أول من خط بالقلم وجاء اسمه من كثرة دراسته ومعرفته للكتب السماوية فتعلم الكتابة وقام بتعليمها لقومه.
• قام بكتابة العديد من الصحف.
• هو أول من اختراع أدوات الكتابة واستخدمها، وكان سيدنا إدريس يعمل بالخياط وهي منه وراثه من أبيه.
• كان يقوم بخياطة الثياب للناس حيث كان يعمل بحرف ومهن الأنبياء في مهنة بسيطة الخياطة و هى الحرفة التي عمل بها جميع الأنبياء كان الناس في عصره يلبسون ثياب من جلود الحيوانات.
• كما كان يقوم بصناعة الملابس من أصواف الحيوانات يقوم بغزلها أولاً ثم يقوم بعد ذلك بتخطيها بالإبرة.
• كان هو من يقوم بخياطة الثياب البيضاء التى كانت زياً للصابئة في عصره.
• أول من قام برسم قواعد تمدين المدينة وبناء مئة وثماني مدينة ، قام بناء عشرات المدن من أجل إعمار الأرض مع من أمن معه
• بالإضافة إلي العمل بالخياطة ودعوته للناس بالتوحيد كان أول من ركب الخيل واستخدمها في التنقل والهجرة.

*رفع نبي الله إدريس -عليه السلام-:
قال تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا*وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا}[مريم/57:56]

ذكر أهل التفسير عدة أقوال عن تلك الآية فقد روي عن مجاهد أنه قال: (إدريس رُفع ولم يمت،كما رفع عيسى) وقال أيضًا أنه : (رُفع إلى السماء الرابعة) وقال البعض إلى السادسة ولكن الأرجح إلى الرابعة وأنه مات على الأرض وليس في السماء.

ايات القران التي تتكلم عن قصة ادريس عليه السلام
ذكره الله جل وعلي في كتابه الكريم مرتين من دون أن يتم ذكر قصته تفصيلا أو تحديد القوم الذين أُرسل إليهم

سورة مريم

وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (56) وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا (57) (مريم)

سورة الأنبياء

وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ ۖ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ (85)الأنبياء

“رسالة إدريس عليه السلام”
كانت رسالة سيدنا إدريس عليه السلام تدعو الناس إلى عبادة الله وحده بعد أن ضلوا بعد موت آدم وجده شيث، حيث كثرت المنازعات بينهم والظلم لعدم اتباع شريعة الله والابتعاد عنها، ولما يلتفت إلى إدريس إلى فئه قليلة ومحاربته الفئة الأكبر فذهب بهم إلى مصر حتى توصل إلى النيل فأخذ يسبح ويدعو الناس لمكارم الأخلاق.

• ويعلم الناس الصلاة والصوم وسائر العبادات وكذلك أيضا ذكر الله ويمنعهم عن شرب ما يذهب العقل.
• كما علمهم الطهارة ومهنهم لتعليم التحضر.
• ومكث إدريس في الأرض يدعو الله ويبلغ رسالة الله ثلاثمائة عام حيث كانت هذه هى أعمار الأنبياء قديمًا، بعدها رفعه الله عز وجل إلى السماء الرابعة كما جاء في قول الله سبحانه وتعالى (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا).

“الدروس المستفادة من قصة سيدنا إدريس”
•التأكيد على أن شريعة الأنبياء جميعهم من سيدنا آدم إلى خاتم المرسلين سيدنا محمد صلي الله علية وسلم هي التوحيد.
•الدعوة دائما إلى مكارم الأخلاق والتحلي بها.
•العلم والبحث والمعرفة والاستزادة من كل علم حيث أن العلم هو أساس تغير الحياة.
•التفكير والتأمل في خلق الله وملكوته وما خلق الله من عجائب.
•الصبر والتحمل من صفات المؤمن في تبليغ رسالة ربه.
•تأكيد تكريم الله عز وجل لجميع أنبيائه في الدنيا والآخرة كما كرم سيدنا إدريس ورفعه إلى السماء الرابعة.
•ومن أهم ما يستفاد منه من هذه القصة هو أن إعمار الأرض والسعي في مناكبها يأتي من الأخلاق واستعمال العقل والتدبر.

يتبع قصة سيدنا نوح عليه السلام …

لقراءة الجزء التالي : اضغط هنا

لقراءة جميع قصص الأنبياء اضغط على : (مجموعة قصص الأنبياء)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى