روايات

رواية 7 أيام الفصل الثاني 2 بقلم أحمد سمير حسن

رواية 7 أيام الفصل الثاني 2 بقلم أحمد سمير حسن

رواية 7 أيام الجزء الثاني

رواية 7 أيام البارت الثاني

رواية 7 أيام الحلقة الثانية

– في سرير واحد في المكان أنا بنام عليه٬ وإنتي ضيفه عندي٬ تفتكري هتنامي فين؟
نظرت له بغضب وقُلت:
– هنام في أي حتة ان شاء الله في المطبخ
وذهبت لأغير ملابسي٬ وبعدها عُدت إلى حيث يقف والكعاده الهيدفون على رأسه والسيجارة في فمه٬ لا يبدو كإنسان طبيعي٬ طريقة كلامه توحي لك بأنه واحد من بطال الأفلام الأمريكية باردي المشاعر٬ أوقفت سيل أفكاري وقُلت له:
– أنا جاهزه٬ هنبدأ ازاي؟
لم يرد فقط ذهب إلى سريره وأنا اتابعه بعيني حتي جلس عليه وقال:
– تعالي
ذهبت إليه مُتردده٬ فقال:
– من دلوقتي التجربة هتبدأ وأتمنى تسمعي كلامي٬ لأن بعدها هيبقى عندك أفكار كتير جدًا تكتبي عنها روايات ناجحه
هززت رأسي بالموافقة فقال لي:
– اقعدي
فجلست فقام بتهدئة الإضاءة قليلًا
وقبل أن يبدأ حديثه نظرت إلى صدره العاري وقِلت له:
– استأذنك بس لو ينفع تلبس هدوم عشان اعرف اركز
ضحك لأول مره بصوت مُرتفع وقال:
– هو أنا مُثير للدرجادي عشان افقدك تركيزك؟
نظرت له بإشمئزاز٬ فليس هذا ما اقصده على أي حال٬ وكررت طلبي:
– ممكن؟
= لأ
جلست وأنا مُحرجه من الموقف ومن وقاحته٬ فقال لي:
– يلا نبدأ .. احكيلي عن اصعب موقف مريتي بيه في حياتك٬ موقف كسر قلبك
= زي ايه؟ في مواقف كتير؟
– زي الموقف اللي في خيالك دلوقتي٬ وإللي فكرتي فيه أول ما سألتك
نظرت إلى الأرض وقُلت له:
– هو ده لازم؟
هز رأسه بالإيجاب
– من سنتين كُنت بحب واحد
ابتسم وقال:
– استأذنك تستنيني ثانية
ونهض من مكانه٬ جلب كوبان من القهوة وقام بتشغيل أغنية لا اعرفها ولكن بصوت خافت بالكاد يُسمع
كانت الأغنية تقول:
“نفسى حقيقى اقابلك مره بعد سنين
واشوف انا فين وانت بقيت فين
نفسى حقيقى اقابلك مره بعد سنين
واشوف انا فين وانت بقيت فين
لسه فاكرنى
يا ترى مبسوط ولا حزين
لسه فاكرنى
فاكر لسه شقوتى وضعفى وحزنى وفرحى
لسه فاكرنى
لسه ملامحى بتبجى فى بالك
وبقيت ايه بالنسبه لك”
تأثرت بالأغنية كثيرًا وبدأت أحكى:
– كُنت بحب حد٬ كنت دايمًا جنبه وفي ضهره٬ كان بيحب الكتابة وكان نفسه يبقى كاتب٬ كُنت باخد روايته من غير ما يعرف واقعد الف على دور النشر واتحايل عليهم أنهم يقبلوا الرواية وينشروها وكانوا بيرفضوا٬ لأن افكاره كانت مُستهلكه٬ عاديه٬ كُنت بجري على حلمه أكتر منه٬ ولما علاقتنا طالت من غير أي خطوات وطلبت منه ييجي يتقدملي رفض٬ لما سألته ليه؟ هو أنا مش حبيبتك؟
قالي لأني حاسك عادية٬ مش مُلهمه٬ أنا راجل فنان ومحتاج حد شبهي .. مش زيك .. قالي إنتي متستاهلنيش
لم أشعر بنفسي وقتها إلا ويد السيد دياب تربط علي يدي٬ أدركت وقتها إنني استرسلت في الكلام وأن دموعي قد خانتني كالعاده
كلمات الأغنية تتردد في أذني ( لسه فاكرني؟ يا ترى مبسوط ولا حزين؟)
نظر لي في عيني وقال:
– لسه بتحبيه؟
قُلت له بصوت بالكاد يخرج من أثر البكاء:
– مش عارفه! أنا غضبانه حاسه أن كل اللي جوايا تجاهه غضب ونفسي انتقم٬ يمكن حبيت الكتابة بسببه وعايزه اكون أشهر كاتبه في مصر عشان أقوله أنا حققت إللي انت معرفتش تحققه من غير (مُلهم) وأنا لوحدي قادره اعمل ده٬ ولكن ..
= لكن ايه؟
– بتمنى ارجع معاه ولو يوم واحد٬ أنا كُنت مبسوطة معاه فعلًا٬ وعمري ما عرفت اتبسط فعلًا من بعده٬ شايف التشتت؟
ابتسم دياب وهز رأسه وقال:
– طبيعي
مت للحظات وبعدها استرد:
– ريحي راسك واستمتعي بالموسيقى
***
فتحت عيني بعد ساعات فوجدت نفسي كُنت نائمه على سرير واحد مع شخص غريب عني! بل كُنت بين أحضانه!
نهضت بسرعة ووضعت يدي على وجهي غير مستوعبه
وصرخت بغضب:
– أنت عملت فيا ايه!!
فتحت عينه٬ لم يستغرب الغضب٬ أظن أنه كان يتوقعه فقال بهدوء يُحسد عليه:
– إنتي اتهلكتي من العياط امبارح٬ كُل إللي عملته إني نيمتك جنبي وغطيتك٬ بس
= بس! وهو ده شويه يعني!
– ايه إللي فيها مش واثقه في نفسك؟
= لأ واثقه في نفسي٬ بس مش واثقه فيك أنت!
– لو مكنتيش واثقه فيا مُكنتيش جيتيلي من اخر الدنيا
نهض من السرير بعد جُملته وكانت الكارثه الأكبر أنه لم يَكُن يرتدي سوى (بوكسر) فقط
فنظرت إليه بذهول فضحك وقال:
– ايه وحش؟ ده بوكسر باتمان! ده أنا قُلت هيبهرك
خرجت من الغرقه بغضب وجلست على واحدة من كراسي (الليزي بوي) التي يملكها٬ فدائمًا ما كُنت أتمنى تجربة هذا الكُرسي٬ فجلست أجربه حتى بدأ انفعالي يهدأ شيئًا فشيء
حتى وجدته قادم نحوي وفي يده كوبان كالعاده وقال:
– أنا طلبت فطار٬ بس ممكن نشرب قهوة عقبال ما ييجي
نظرت نحوه فوجدته يرتدي ملابسه فقلت بسخرية:
– غريبه أول مره اشوفك لابس
ابتسم وقال:
– إللي حصل امبارح كانت تجربتك الأولى٬ مُلخص يومك الأول٬ أنتي نمتي في سرير واحد جنبي وانتي متعرفنيش إلا من ساعات بس .. وفتحتي قلبك واتكلمتي عن مشاعرك بصدق٬ ده مُلخص اللي تعلمتيه من اليوم الأول
= اتعلمته!! ايه العلام في كده؟
– هتعرفي في اليوم السابع٬ لما تخلص التجربة
= ويا ترى ايه تجربة اليوم التاني؟ هتنيمني في اوضة الكلب؟
ابتسم مُجاملة وقال:
– لأ مش هنيمك في أوضة الكلب ولا حاجه٬ عندك تجربة جديدة هتعمليها لوحدك المرا دي٬ وهتيجي اخر اليوم تحكيلي عنها
= ايه هي؟
وقف وأشعل سيجارته وهو يبتسم ابتسامه تَدُل على حماسه وقال:
– جيبتلك شوية لبس سبعيناتي٬ مع شوية برانيط وحاجات سبعيناتي٬ هتخرجي لوحدك في الغردقة تلفي وتقعدي في أماكن٬ وتتعاملي على أنك جايه من الزمن ده٬ في كلامك وفي طريقتك وفي لبسك وكُل حاجه
اتسعت عيناي وانا اسمع كلامه٬ لا أدري من أثر التوتر أو الإنبهار
– هااا اتفقنا؟
ابتسمت وقُلت:
– ممكن اشوف اللبس؟

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية 7 أيام)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!