روايات

رواية وهم الحب الفصل الثالث عشر 13 بقلم زهرة الربيع

رواية وهم الحب الفصل الثالث عشر 13 بقلم زهرة الربيع

رواية وهم الحب الجزء الثالث عشر

رواية وهم الحب البارت الثالث عشر

رواية وهم الحب الحلقة الثالثة عشر

بين النصيب والقدر مقبره دفنت فيها نصف مشاعر البشر .
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
في صباح اليوم التالي استيقظت نغم من نومها وكأنها تعيش حلمًا جميلًا ، فبعدما أفضت بما في جعبتها ومايكتمه صدرها لوالدتها ، وحبيبها
شعرت بالراحة ، وقد أخذت عهدًا على نفسها أنها لن تضعــــف أبدًا بعد اليوم……
نعم مرت بأيام صعبة ومرهقة ، ولكن حينها كانت وحيدة ، اليوم حبيبها سيكون معها وجوارها دائماً لن يتركها وحيدة تصارع أوهامها وأوجاعها ، هو وعدها بذلك ، وسوف يفي بوعده
تذكرت كيف كان خائفـا عليها ، كيف وقف أمام والدتها واحتوى ضعـــفها وأحاطها بدفء كلماته …..
نغم : خلاص ياماما بنتك تعبت من كل حاجة حواليها …..قالت ذلك وجلست تبكـي على الأرض…
أمسكت والدتها بيديها :
قومي يانغم أنا مش زعلانة منك حبيبتي ، أنا كنت عايزاكِ متخبيش حاجة عليا ، أنا زعلت منك لما اتكلمتي مع واحد غريب ، مهما كنتى بتحبيه ، بس دا مايمنعش إنك عملتي حاجه غلط ، اقعدي مع نفسك كدا ، وافتكري كلامك معاه وخروجك معاه وإختلاءه بيكي ، تخيلي لو مجاش وخطبك أو كان بيضحك عليكي ، وإنتي إتجوزتي واحد تاني هتكوني مبسوطة بنفسك وراضية عن مبادئك اللي خسرتيها ف سبيل حبك ..دا غير نظرتك لنفسك قدام جوزك….

 

 

حبيبتي أنا أكتر واحدة بخـــاف عليكم ، وأكتر واحدة بتتمنى ليكو السعادة ، زعلت إنك تكوني واحدة متربية ومتعلمة ومثقفة وتعملي الغلط
لم تتحدث نغم ، نعم هي تدرك أنها أخطـــأت في حق نفسها وحق والدتها بل والأهم ف حق دينها ،
نظرت إلى الفراغ ثم قالت:
أنا آسفه مكنتش نعم البنت اللي حضرتك ربتيها واتمنتيها….
دموعها تتساقط بغزارة على ماوصلت إليه أمام والدتها ونظرة الخذلان والعتاب المرفقة بعيونها وأنها خيبت ظنها..
في هذه الأثناء كان ريان قد وصل لمسكنهم وقام بطرق الباب
نبيلة : مين هيجينا دلوقتي ، إنتوا مستنين حد من صحابكم ؟
تيقنت همس أن الطارق هو ريان ، عندما نظرت إلى هاتفها ووجدته فارغ الشحن
همس : أنا هفتح ياماما ممكن تكون طنط سناء ، كانت قالت لي ممكن تعدي علينا النهاردة لما حضرتك خرجتي ومروحتيش الشغل النهاردة….
نبيلة : خليكي أنا هشوف مين
فتحت نبيلة الباب لتري من يطرق الباب بهذه العجلة والعنف
نبيلة : ريان في حاجة يابني رجعت ليه ؟
ريان : بعد إذن حضرتك محتاج أشوف نغم ، هي فين ؟
نبيلة : ودا ينفع يادكتور تيجي الساعة عشرة وتقول عايز نغم وإنتوا لسة مفيش بينكم إرتباط رسمي ، الجيران يقولوا ايه يابني ؟

 

 

ريان بصرامة : يقولوا اللي يقولوه أنا دلوقتى عايز أشوف نغم ، جاي أشوف مراتي
ذٌهلت نبيلة من حديثه ، على الرغم من لهفته الواضحة وتيقنها بحبه لإبنتها و للمرة الثانية يُثبت أنه الرجل الذي تمنته لإبنتها ، ولكنها وقفت بطريقه :
مينفعش يابني اللي بتقوله دا… أولا نغم لسه مابقتش مراتك ولا حتى خطيبتك بأي حق جاي دلوقتى وبتقول الكلام دا ؟
نظر إليها ولم يعجبه حديثها ، ولكنه قال بثقة :
بحق الحب اللي بينا بحق الوعد اللي أخدته من حضرتك ، هو مش حضرتك من ساعة قولتي خلاص موافقة ؟
ناقص ايه ، حتة ورقة عشان تثبت أنها مراتي ؟ حاضر هنشوف موضوع العقد والورقة اللي حضرتك عايزاه ، بس عايز أعرَّف حضرتك حاجة مهمة
اللي في قلبي لو مش نقي ونضيف من ناحية بنتك ولا ميت ورقة هتحميها ، أنا مفيش حاجة تانية أهم من نغم عندي
وبعد إذنك ممكن تسمحيلي أشوفها أنا عارف أنها تعبانة ، وأنا أولى واحد أكون جنبها ، على الرغم إني أكتر واحد ممكن أكون أذيتها….
هنا حدقت نبيلة بهمس عندما تأكدت أنها هي التي أخبرته ، ولكن كيف وهي كانت تقف بجوار أختها ….. ثم فكرت أن ريان هو الوحيد الذي سيخْرج ابنتها من حالتها … هي تعرف نغم ستعــاني بعد كل ماأخرجته من قلبها ، ومن الممكن تعرضها لأزمة نفسية كعادتها
أفسحت له الطريق : ادخل ياريان بس ياريت متتأخرش ، اتفضل وأنا هناديها
كان يتلظي بنيران حارقة كلما تذكر بكائــها فينكـــوي قلبه ويحترق لألمها…..
وصلت نبيلة عند نغم : قومي حبيبتي ، ريان برة معرفش عرف اللي حصلك إزاي وعايز يشوفك ، هو مصمم يشوفك ، شفتي جاي وبيقولي بكل بجاحـة عايز أشوف مراتي ، تكونوش إتجوزتوا من ورايا…. ؟
على الرغم من أن نبيلة قالتها بمزاح حتى تخرج ابنتها مما هي فيه ، إلا أن كلماتها جــرحت نغم كثيراً…
لدرجادي ياماما وصل تفكيرك ببنتك أنها ممكن تعمل حاجة زي كدا ، وبدأت تبـــكي بصوت مرتفع….

 

 

سمع ريان صوت بكائها فأشار لهمس : لو سمحتي ياهمس ابعتيلي نغم بسرعة…. قال ذلك لأنه لا يستطيع الدخول إليها وهي بهذه الحالة
جلست نبيلة بجانب ابنتها على الأرض :
حبيبتي أنا كنت بهزر معاكي والله ، قومي بس تعالي معايا وبطلي عياط ، تعالي إلبسي مينفعش يشوفك كدا……
نظرت إلى والدتها وعيونها مليئة بالدموع :
مش قادرة أقوم ياماما ، رجلي حاولت أقف عليها أو أحركها مقدرتش ….
حاولت نبيلة أن توقفها ولكن لم تستطع هي وهمس
نغم : خلاص ياماما روحي قولي لريان ، إن أنا نمت وهو هيمشي ، وإنتي عارفة أنا شوية كدا وهتحرك…
همس : هاتي ايدك ياحبيبتى وأنا هرفعك حاولي معايا تقعدي على الكرسي اللي هناك دا وهجبلك إسدال ، وهو يجي هنا ، إيه رأيك ياماما ؟
حاولت نغم مع همس وأمها أن تقف وبالفعل وقفت ولكن قدميها لم تحملاها ووقعت على الأرض
سمع ريان سقوط شئ ما على الأرض ، فأسرع إلى الداخل وجد محبوبته على الأرض وتبكي….
ريان : حبيبي قومي ، هاتي إيدك وحاول أن يرفعها
ولكن والدتها تمتمت : هو ينفع يابني اللي إنت بتعمله دا…
إنت محرم عليها…
وصل ريان إلى حالة لا يستطيع فيها الإستماع لأحد
فغمغم يجز علي أسنانه : هو حضرتك مش شايفة حالتها ، وهفضل أقولك لحد إمتى إن دي مراتي خلاص ، أنا وعدت وحضرتك وافقتي ، وغير كدا أنا وهي وعدنا بعض ، فمن فضلك ابعدي عنها عشان أعرف أشيلها ، ولا هتسبيها على الأرض لحد أما تقوم لوحدها !!!!
جلس بمستوى نغم وأبعد شعرها عن عيونها الباكية الحزينة ، التي ما إن رأت ريان بهذه الحالة حيث خوفه ولهفته عليها ، لم تتمنى شئ آخر غير أن الإختباء داخل أحضانه فقط فهو دائها ودوائها ؛ فهي تشعر بالراحة والأمان بحضرته….
قام بحملها وقال لهمس:
فين أوضتها ياهمس ،
أشارت له همس على غرفتها….
أخذها ريان وشدد عليها داخل أحضانه
أجلسها على فراشها وتحدث إليها : أنا هخرج برة لحد ماتلبسي حاجة وتلمي شعرك دا ، بس دا مش عشان والدتك ، لا عشان متجبليش بوليس الآداب .. قالها غامزاً بعينيه ، ثم تركها وخرج من الغرفة…

 

 

دخلت همس وناولتها إسدالها ، ووقف هو بالخارج يتحدث مع والدتها :
عايز أعرفك إني أكتر واحد في الدنيا دي ممكن تقدري تأمني على نغم معاه ، أنا بخاف عليها أكتر مابخاف على نفسي ، وأنا بوعدك إني هحافظ عليها من أي حد حتى من نفسي….
نظرت إليه بإعجاب : ربنا يسعدكم يا حبيبي
ربنا أعلم أنا حبيتك قد إيه وحاسة من جوايا كأم أنك الشخص اللي اتمنيته لنغم ، هروح أعملك قهوة وأعملها عصير لمون ، وإنت اتكلم معها شوية لحد ماأجي
أماء لها برأسه شاردًا بحبيبته
أتت همس وأذنت له بالدخول…
دخل إليها بنظراته المتلهفة والدافئة …
جلس بجوارها على طرف الفراش…..
كدا تخضيـــني عليكي ، عارفة من كتر عمايلك دي مش هنجيب عيال ياحبيبي….. قالها مازحًا
أصبحت خدودها باللون الأحمر ، نظر إليها ثم ضحك بصخب
لا إنتي كدا حالفة إن والدتك تجبلي بوليس الآداب
أخيراً بعد صمت دام للحظات من جانبها :
وإنت هتفضل كدا تحرجني وتكسفني بكلامك مينفعش اللي إنت بتقوله دا
إقترب منها : هو فيه حد يتكسف من جوزه برضو
نغم : لا والله على رأي ماما إنت كنت بتحلم ولا إيه ياحضرة الدكتور المحترم مين دا اللي جوزي يابتاع مراتي إنت ….
همس لها بصـوته المبحوح المفعم برغبته ف القرب : إنتي حبيبي….
ريان قالتها بصوتها الرقيق هامسة له : مينفعش كدا وياله من غير مطرود عايزة أنام ، مالكش بيت تروح عليه……
وقف بطوله المهيـــب ثم نظر إليها قائلًا : ليا وهروح عليه حاضر ،إنتي تؤمري يانغومتي
بس في حاجات كتير لازم نتكلم فيها وأولها طبعا لازم نشوف دكتور كويس عشان موضوع رجلك دا….
نغم : شكلك هتتعب كتير قوي لو عايز تكمل معايا يادكتور…..
جلس على ركبتيه أمامها : شكلك إنتي اللي متعرفيش إنتي عملتي فيا إيه ياروح الدكتور!!!!!!
ظلت نغم تنظر إليه وتتمعن ف قربه وكلماته واحتواءه فتمنت أن تستكين ع صدره وتتركه يربت ع رأسها ويتخلل بأصابعه خصلات شعرها فتتغلغل رائحته بداخلها
قطع همسهم دخول والدتها حيث باب الغرفة مفتوح….
وقف عندما رآها قد دخلت…
استغربت جلسته بهذا الشكل ، ولكنها قالت :
عملتلك قهوة مظبوطة ، مش إنت بتحبها مظبوط لاحظت كدا لما كنت هنا من شوية…..
ريان : لا أنا خلاص انطردت تقريبا لازم أمشي….
نبيلة : وياترى مين اللي طردك!!!!!

 

 

ضحك ريان على طريقتها عندما علم أنها تمزح معه : امممممم أنا كدا عرفت نغم طالعة لمين… وعلى العموم بنتك اللي طردتني
نبيلة : هههههههه لا و انت من شوية عامل فيها أمير الشعراء ، ومراتي ومش مراتي وأهي أول واحدة عايزاك تمشي…..
رفع ريان حاجبه من طريقتها المستفزة ثم قال والله….
ضحكت نغم كثيراً عليهما ، نظر كلًا من ريان ووالدتها إليها وارتاح كلا منهما عندما رأوا ضحكتها تملأ الغرفة……
نظر ريان إليها نظرة عاشق تغلب عليه العشق ولكن عليه أن يتركها ويرحل…….
ريان : أنا همشي بقي يانغومتي عايزة حاجة ؟
على الرغم من أنها تعرف أنه سيتركها ويرحل ، إلا أنها حزنت عندما قال ذلك….
لاحظت والدتها حزنها : خلاص اقعد اشرب قهوتك وبعدها امشي!!!!!
ريان : لا متشكر لحضرتك وآسف مرة تانية بجد على طريقتي معاكي بالكلام ، أنا بس كنت قلقان وعايز أطمن عليها ، أرجو أنك تسامحيني…….
نبيلة : ولا يهمك أنا عارفة نيتك ، بس بلاش كل شوية مراتي دي لو حد سمعك قبل كتب الكتاب هيقولوا علينا إيه بس…..
نزل بقامته إلى مستوى نغم الجالسة على فراشها….
هو إنتوا ليه محسسني إني بعمل جريمة لما بقول كدا……
ثم نظر داخل عيونها التي أسرته من أول نظرة وقال : هو مش إنتي بقيتي مراتي ياصاحبة العيون الزيتونية…..
إلى هنا لم تتحمل نبيلة : بقولك ايه بلاها قهوة وروح يالا…..
وقف وظل يضحك ويقول : لا كدا كتير أنا انطردت شر طردة…. وخرج وهو يضحك وقف على الباب ثم نظر إليها : عايزة حاجة قبل ماأمشي ، حاولي تنامي ومتفكريش في حاجه ، هعدي عليكي الصبح….
نبيلة : بلاش تروحي الشغل ولا الجامعة بكرة حبيبتي
نغم : أنا مش هروح الجامعة بكرة الخميس معنديش محاضرات بس لازم أروح الشغل….
مالوش لزوم ياريان تيجي عشان فريدة أصلا بتعدي عليا وبنروح مع بعض…..

 

 

ريان : خلاص خدي بالك من نفسك ولو حسيتي إنك لسة تعبانة بلاش تيجي…. وأنا هعدي عليكي على بالليل نجيب الدبل…..أمأت برأسها موافقة كلامه فتركها بعد ذلك وغادر
عودة للحاضر ** ابتسمت على ليلة أمس وما كان فيها من مصارحة ومصالحة وملاطفة جعلتها اليوم ف أحسن حالاتها ….
قامت لتأدية روتينها اليومي ، ثم ذهبت إلى الشركة مع فريدة وبدأت تقص لفريدة ماحدث لها من زيارة أهل ريان وطلبها للزواج ، ولكنها لم تحكي قصة مواجهة والدتها ولا تعبها……
فريدة : أنا فرحانة قوي قوي عشانك يانغم شوفتي دا دليل أنه بيحبك إنتي دايما متسرعة يانغم…..
نغم : معرفش يافريدة دايما حاسة إن فرحتي دي مش هتكمل…….
فريدة : خرجي كل الخزعبلات دي من دماغك وعيشي فرحتك مع حبيبك…..
ربنا يسهل حبيبتي…. هذا ماقالته نغم عندما دخلتا
كانت مرام تجلس علي مكتبها تراجع بعض الملفات
دخل عليها شريف قائلاً :
بشمهندسة مرام ممكن آخد من وقتك عشر دقايق ؟
نظرت إليه وقالت :
طبعا أكيد اتفضل ، مشيرة له بالجلوس ….
جلس شريف أمامها ، فسألته :
تشرب ايه ؟
أجابها :متشكر ، فيه موضوع كنت حابب آخد رأيك فيه ، ومحتاجك تسمعيني للآخر
مرام :- أكيد طبعا ياشريف ، إنت صديق غالي عليا ، بغض النظر عن علاقتي بمها أختك ، اتفضل سمعاك
شريف :- أنا مش هلف وأدور معاكي في الكلام ، أنا هتكلم بصراحة …..
مرام أنا معجب بيكي وعايز أعرف رأيك فيا وفي فكرة الإرتباط بشخص زيي
على الرغم من معرفة مرام أنه يكن لها بعض المشاعر ، لكنها لم تكن تدرك أنه سيعترف لها بهذه المشاعر أو أن يطلب الإرتباط بها لقد تفاجأت حقا بصراحته ووضوحه
نظرت إليه بذهول وحرج ، متفاجأة ومتحيرة فهي تقدّره وتحترمه ، ولكن قلبها ليس ملكا لها إنه ملك معذبها الذي رفضه تاركاً إياها تعاني مرارة الرفض وحدها ، ورغم ذلك لم تشفى من جراح ووهم الحب ،
فردت عليه : عايزة أقولك إنك شخص جميل ومحترم وأي بنت تتمناك ، إنت غالي عندي قوي ياشريف ، بس للأسف كصديق أنا آسفة بس أنا عمري ما فكرت فيك كحبيب أو زوج …. قالتها بنبرة حزينة خرجت متشحة بالحرج من هذا الموقف الصعب…….

 

 

حزن شريف من ردها فهو تمناها بكل جوارحه ، ولكن احترمها لصراحته معه عوضًا عن اللعب بمشاعره ، كان حبًا من طرف واحد ليس بيديها شيء ، نظر إليها حزينا :-
على الرغم إني كنت أتمنى إن علاقتنا تكون أقوى من كدا ، بس بجد هتفضلي صديقة عزيزة عندي ، وأنا بشكرك لصراحتك معايا …
مرام :-أشكرك إنك تفهمتني ياشريف ، وأنا بتمنى إنك تلاقي البنت اللي تستحق حبك ….
استأذنها وخرج حزينًا شاردًا ف وجع قلبه الذي أحب من ليست له …..
بعد خروج شريف تذكرت مرام آخر مقابلة بينها وبين معذبها …..
**فلاش باك
عمر :-هفضل أقولك لحد امتى ، إنك أختي ومعني إني مضايق من وقفتك مع الزفت شريف دا غيرة أخ على أخته…
مرام :-
إنت كداب ياعمر ، سامعني كداب ، وبكرة تعرف دا ، وقفت بالقرب منه ونظرت داخل عينيه
أنا عارفة ومتأكدة إنك بتحبني زي مابحبك ، قولي وريح قلبي يا حبيبي
وقعت كلمة حبيبي على عمر فهزت مشاعره وأصبح ضائع لا يعرف ماهية شعوره ؟
ولكنه أوهم نفسه أنه أخ لها وأي مشاعر تجاهها هي مشاعر أخوة لا أكثر ، نظر إليها:-
أنا أخوكي ودا آخر كلام عندي ، وعشان ترتاحي أنا معجب ببنت وهخطبها قريب وإنتِ أول واحدة معزومة ، نزلت كلماته على قلبها الضعيف مزقت..ه إلى أشلاء
مرام :-إنت أكيد بتكدب مش كدا ، قولي إنك بتضحك عليا وأنا هصدقك ، وهستناك ياعمر بس ريّح قلبي…..
أمسك عمر بأكتافها بقوة ، وبدأ يهزها :-
اخرجي من الوهم اللي إنتي عيشاه دا …
أنا أخوكي وبس ، وعمري ما فكرت فيكي غير كدا
نظرت إليه مليًا ثم أنزلت يديه بهدوء …
: تمام وصلت خلاص ، أنا فعلاً كنت واهمة نفسي وعايشة حلم بطله طلع سراب مش حقيقي ، بس وحياتك عندي وحياة كل نبضة ياعمر لأدوس على قلبي دا بكل قوة وجبروت وأعدي ، وإفتكر دا كويس …..ثم تركته وغادرت
أخرجتها نغم من ذكرياتها المؤلمة …..
: حبيبتي هتيجي معايا ولا إيه ؟
لكن قطعت حديثها عندما وجدت دمعة شريدة من عينيها تقف أعلي جفنها تأبي النزول ……
جلست نغم في مقابلها

 

 

متسائلة :- مالك يامرام بتعيطي ليه ؟
مسحت مرام دموعها سريعا
: مفيش ياقلبي افتكرت حاجة كانت غالية عليّا قوي وضاعت للأسف
: عمر مش كدا ، هذا ماقالته نغم
نظرت إليها نظرة قهر علي قلب مكبل بحبٍ ليس متبادل ….
مش بإيدي يانغم ، حاولت ومقدرتش ، والله ماقدرت
مسحت نغم دموعها قائلة :-
لازم تنسيه حبيبتي ، عشان ترتاحي من وجع قلبك
مرام:-إنتي اللي بتقولي كدا يانغم ، أومال لو مكونتيش عانيتي زي !!
نغم :- فيه فرق بينا ، أنا وريان بنبادل بعض الحب والمشاعر ، يعني هو بيحبني زي ماأنا بحبه ،إنما إنتي
قاطعتها مرام :- قصدك عمر مابيحبنيش مش كدا ، لا هو كداب ، أنا عارفة إنه بيحبني ، بس لازم أندمه
نغم :-مش عارفة أقولك ايه ؟
: ولا حاجة هتقولي إيه ، بس عايزة أقولك أنا مش ضعيفة يانغم عشان أخلي قلبي يتحكم فيّا أنا بس افتكرته ، لما شريف جه يطلب إيدي……
نغم :- ايه شريف طلب إيدك ؟
نظرت إليها مرام متهكمةً :-
أيوة شوفتي الحظ ، سيبك انتي وتعالي قوليلي
إنتي ماروحتيش مع أبو جهل جبتوا الدبل ليه ؟
نغم :-انتي مش هتيجي معانا ؟
ضحكت مرام :-
لا ياقلبي أنا محبش أكون عزول ، إنتي ناوية أبو جهل يرميني من العربية ولا إيه
بس يابت ماتقوليش عليه كدا ، هذا ماقالته نغم
مرام :-الله الله يابنتي دا انتي لسة من يومين كنتي بتقولي الوحش القاسي ، وأبو جهل وأبولهب ، دلوقتي خايفة عليه ….
نغم :- لا دا كان ، دلوقتي خلاص ….
ضحكت مرام : والله ماعارفة أقولك ايه ، غير الحب ول..ع في الدرة
وضعت يديها على أيدي نغم ،ثم قالت :-

 

 

ربنا يسعدكم حبيبتي يارب إنتي جميلة قوي يانغم وتستهلي واحد يحبك الحب الكبير دا
استعجبت نغم كلامها قائلة :-
لا والله على أساس يعني إن أخوكي ميستهلش حبي ولا ايه !!!!!!
ضحكتا سويًا وفجأة قطعت نغم ضحكتها ، ثم نظرت إلى مرام – ايه طبيعة العلاقة بين ريان وسها يا مرام ؟
وفعلا ريان بيحبني زي ما بتقولي ، ولا بتقولي كدا علشان تريحيني ؟
تعجبت مرام كثيرا من حديثها -انتي ليه بتقولي كدا يانغم بعد كل اللي ريان عمله لسة شاكة في حبه ليكي ، دا إنتي بعد كام ساعة هتكوني مراته يانغم !!!
ثم أكملت حديثها : عايزة أقولك اطمني من ناحية ريان هو بيحبك والله ، أنا أكتر واحدة عارفة أخويا ، ريان كان ضايع وتايه وحزين طول الفترة اللي فاتت لحد ما راح لعندك وطلب ايدك ..بعدها حسيته رجع لطبيعته لا أحسن منها كمان فرحان ومطمن وعيونه بتلمع ..عايزة إثبات علي حبه ليكي أكتر من كدا إيه ؟
نغم :-معرفش عندي إحساس مش كويس ، في أوقات بحسه غامض مش مفهوم بالنسبالي ، على قد حبه ، على قد ماساعات بخاف منه ، أنا بحبه جدًا منكرش ، وهو بيحبني عارفة ، بس فيه حاجة ناقصة……
مرام :- نغم حبيبتي متخليش أوهام في دماغك تضيع حبك وسعادتك ، عايزة أقولك مفيش حاجة بين ريان وسها ، كانت علاقة عابرة ، هي ممكن سها تكون بتحبه حتى دي أنا شاكة فيها ……
نغم سيبك من دا كله فكري في فرحتك… بكرة هيكون خطوبتك ومش بس كدا ، كتب كتابك كمان ..
يعني لو ريان مش بيحبك أو في حاجة في دماغه ، كان أقل حاجة ، مااتمسكش إنه يكتب كتابه ، والكل معارض …
نغم : هحاول أصدق ، وأبعد الخوف عن قلبي ….
مرام :لازم تعملي كدا علشان مضيعيش حبك من مجرد أوهام ….روحي يالا لزوجك المستقبلي زمانه مستنيكي ..مينفعش أروح معاكم وأضيع لحظاتكو الحلوة وبعدين مامتك شرطت إن همس تكون معاكو ، كفاية هي عليكو !!!!!
نغم : تمام ياقلبي ، أنا هقوم أمشي حالًا لأنه عمّال يتصل ، باي باي
تركتها نغم وغادرت متوجهه إلى حبيب القلب
وصلت لعند هدير :-
ريان موجود يا ديرو . …
هدير :-اه لسه داخل حالًا ، كان عنده اجتماع ، وعلى مااعتقد هيخرج ، هو طلب مني ألغي كل حاجة ..
نغم :-تمام حبيبتي أنا هدخله لأنه مستنيني

 

 

هدير :-بس هو مقلش يانغم ، آسفة لازم أستأذنه
تفهمت نغم موقفها أكيد حبيبتي طبعا ، أنا هستني ، وإنتِ ادخلي عرفيه إني برة …
: تمام هدخل استأذنه وسامحيني هذا ماقالته هدير السكرتيرة …..
دخلت هدير عنده :- بشمهندس ..أستاذة نغم برة وعايزة تدخل لحضرتك
وقف سريعا ، ثم قال :-دخليها على طول وبعد كدا لما تيجي دخليها من غير ماتستأذني ياهدير ، نغم خطيبتي يعني مش محتاجة إذن عشان تدخل
أمأت هدير برأسها مستغربة حديثه وبدأت تحدث حالها : نعم خطيبته طب ازاي و سها اللي كل ماتيجي تقولي أنا خطيبة البشمهندس ، أنا مش فاهمة حاجة ….
خرجت وأذنت لنغم بالدخول ولكن قبل دخول نغم نظرت إليها هدير مستفسرة :-حقيقي اللي قاله البشمهندس ، إنك خطيبته يانغم ؟
على الرغم من حالة هدير التي لم تعجب نغم ، ولا تعلم لماذا!!
أجابتها مؤكدة :-أيوة إن شاءالله بكرة هنعمل حفلة بسيطة لتلبيس الدبل ، وكتب الكتاب ، بس الحفلة الكبيرة بعد الإمتحانات إن شاء الله ، أنا خلاص إمتحاناتي بعد أسبوعين ، وهنعمل الحفلة في إجازة الترم ……
هدير :- ربنا يسعدكو حبيبتي ، إنتي تستاهلي كل حاجة حلوة
ضحكت نغم عليها -لا ياقلبي أنا مش عايزة أستاهل غير ريان ، كان ريان قد وصل عندها عندما سمعها تتحدث إلى هدير …
أمسك بيديها وخرج دون كلمة …
نغم :- ريان سيب إيدي إنت ماسك حرامي ، ولكنه كان كالأصم ، لايسمع ولا ينطق ، إلى أن وصل إلى المصعد
دخل وهو على حالته معها ، لا يتحدث إليها ، كان يحاول أن يكبت مشاعره حتى لا يفعل شيئا سافر يندم عليه …… يعطيها ظهره ، لأنه يدرك تماماً أنه لو نظر إليها بعد ما استمع إلي كلماتها لا يعلم ماذا سيفعل بها ، وهي أمامه كقطعة الشيكولاته التي تذوب من نعومتها وجمالها …..
وقفت نغم خلفه وأمسكت بذراعه حتى تديره إليها
فقد ملت من تجاهله لها ….
إستدار إليها ببطء حتى يهدأ نابضه ، هي الآن معه بين يديه ، وغدا ستكون ملكه !!!!!!
استغربت نغم سكوته :-ريان مالك فى إيه ، إنت تعبان ولا حاجة ، لو تعبان بلاش نروح النهاردة ، وممكن نأجل الموضوع ، مش شرط بكرة ….

 

 

وضع يديه على شفتيها ، التي كانت بلون حبات الكرز :- هشششش ، إنتي بتقولي إيه أنا بعد اللحظات والدقايق اللي بتفوت ع ناااار عشان أوصل للوقت اللي هتكوني فيه ملكي بتاعتي لوحدي ، وإنتي بتقولي ممكن نأجل ، دا أنا كنت روحت فيها ، اقترب منها حتي أصبحت في أحضانه ، ونظر إلى عينيها الجميلة التي حاول قديمًا أن يبتعد عنها ، حتى لايقع صري..عا في عشقهما ، وها هو قد وقع ….
نظرت إليه ضائعة من قربه -:ريان ابعد ماينفعش كدا لو سمحت ، متخليش ثقتي فيك …قاطعها بعد أن ابتعد عنها واستفاق من لحظته الهوجاء ….
اوعي في يوم ثقتك فيّا تقل أو تروح .. إنتي ماتعرفيش إنتي بالنسبالي إيه!!!!
إنتظر أن تتحدث أو تنظر إليه ، ولكن وجدها تفرك يديها لا تعلم ماذا تقول له ….
رفع ذقنها :- نغم اوعديني إنك دايما تكوني واثقة فيّا ، لو جيتي في يوم ثقتك فيّا قلت واجهيني ، اسأليني وسبيلي فرصة دايما للتوضيح اوعي تهربي من المواجهة وتحكمي من غير مانتكلم ونفهم بعض …..
شعرت نغم بأن قدميها لم تعد تحملاها من لذة قربه ، ورائحته التي ملأت رئتيها !!!!
أوعدك ، بس إبعد لو سمحت….قالتها ووجها ملون بلون حبات الرمان مصبوغا من الخجل …باليوم التالي وهو اليوم الموعود يوم الجمعة الذي سيقام به عقد القران ، فلقد اتفقوا على عقد قرانهما بالمسجد المجاور لبيت السيدة نبيلة ….
جاء المساء سريعاً ، ذهب ريان وأسرته إلى بيت معشوقته ، فأخيرًا ستصبح زوجته
كلما تذكر ذلك أصبح قلبه ينبض بنبضات عنيفــة
وصل إلى منزلها ومعه الشيخ الذي سيعقد ويوثق وثاق الحب بينهم
ذهب الرجال إلى المسجد وظلت النساء في المنزل
كانت حفلة صغيرة تتكون من عائلة ريان وعائلة نغم وبعض أصدقائها المقربين ، وعمر الذي جاء خصيصاً عندما عرف من ريان أنه سيعقد قرانه اليوم
جلست الفتيات وبدأن يرقصن ويغنين لنغم التي كانت تشعر بأنها طائر يحلق بالسماء من فرط سعادتها ، فأخيرًا ستصبح ملكه إنه هو فارس أحلامها وحبيب صباها ستصبح ملك من خـــطـف قلبها منذ سنوات……
بدأت مراسم عقد القران حيث أرسل الشيخ إليها أحدهم حتى يعلم من هو موكلها ، هل توافق علي الزواج من ريان أم لا…كان قلبها حين ذلك ينبض كفراشات رقيقة تزهو في حقلٍ مليئٍ بالأزهار…
نظرت إلى الرجل الذي بصحبة المأذون وعمر وقالت لهم بخجل فتاة بكر بريئة لم تعرف من الدنيا سوى البراءة النقية والحب الصافي
وكيلي دكتور محمود ، وأنا موافقة أن أكون زوجة لريان محمود المصري…
لم تعرف كيف نطقت تلك الكلمات .؟؟ شعرت حينها كأنها في عالم آخر لا يوجد به أحد غيره ، تذكرته فقط ، تذكرت كل همساته ، كل نظراته ، كل مايخصه أصبح لها وحدها وأخيرًا…..
نذهب إلى المنصورة……
عند يوسف الذي وصل أخيراً إلى بلده التي ولد وترعرع بها ، قرر أن يبحث عنها بنفسه ، ولكنه قرر أن يبدأ ببيت خالها أولا ليعلم مالذي حدث لهم حتى قرروا ترك المنصورة والذهاب ولم يعرف أحد طريقهم ، تمنى ألا يكون أحدا آذاهم فهو لايعلم ماذا سيفعل إذا تجرأ أحد علي أذية محبوبته!!!!!!!!!

 

 

ترى ماذا سيفعل ريان بعدما أصبحت نغم ملكه ؟؟
ترى هل فعل ريان ذلك لعشقه بالفعل لنغم أم له نية اخرى؟؟؟
ماذا سيفعل يوسف، بعدما يجد نغم ، هل سيترك حبه الوحيد لشخص آخر ، هذا ماسنعرفه في الفصول القادمة!!!!!!!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وهم الحب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى