روايات

 رواية وهبني القدر بدراً الفصل السادس 6 بقلم نسمة مالك

 رواية وهبني القدر بدراً الفصل السادس 6 بقلم نسمة مالك

رواية وهبني القدر بدراً الجزء السادس

رواية وهبني القدر بدراً البارت السادس

رواية وهبني القدر بدراً الحلقة السادسة

الفصل السادس..
وهبني القدر بدرًا..
✍️نسمة مالك✍️..
..بسم الله الرحمن الرحيم.. لا حول ولا قوة إلا بالله..
“يُقال أن الرجل يُحب ليسعد بالحياة، أما المرأة تحيا لتسعد بالحب”..
سطعت شمس نهار يومًا جديد، استيقظت “حبيبة” منذ بكرة الصباح، وقفت بمطبخها تطهو أشهى المأكولات و ألذ الحلويات خصيصًا لشقيقتها العروس، أنعشت المنزل بل المنطقة بأكملها برائحة الطعام الذكية التي تُسيل لعاب كل من يستنشقها،
برغم أنها تشعر بتعب يُهاجمها من حين لأخر، أجبرها على التقيأ أكثر من مرة لكنها لم تهتم، و تابعت ما تفعله حتى أنتهت من إعداد أصناف متنوعة من كل ما لذ و طاب..
“يا صباح الجمال على حبيبة قلب أيوب”..
قالها “أيوب” و هو يخطو لداخل المطبخ، و اقترب منها حاوطها بذراعيه، ظهرها مقابل صدره..
كانت واقفة مستندة بكلتا يدها على طاولة أمامها، غالقة عينيها تنتظر ليهدأ هذا الدوار الذي يُطيح برأسها كلما نهضت من مقعدها..

 

 

شعر “أيوب “بالقلق حين وجدها ملتزمة الصمت ، لم ترد عليه، و لا حتى إستدارت له، فمد يده و قبض على ذقنها بأطراف أصابعه يحثها على النظر له و هو يقول بلهفة..
“مالك يا حبيبة؟!”..
خرج صوتها لاهث، مجهد تقول بضعف..
“مش عارفه يا أيوب مالي انهاردة.. بدوخ و الدنيا بتلف بيا و رجعت كذا مرة و!! “..
توقفت عن الحديث فجأة، و لفت وجهها نظرت له بأعين جاحظة، لتجده يبتسم لها بعبث مرددًا..
“و أيه؟”..
أقترب بفمه من أذنها، و تابع بهمس بصوته المزلزل قائلاً..
“و متأخرة بقالها أسبوع مش كده؟ “..
تهربت من عينيه، و اعتدلت بوقفتها، دفنت نفسها داخل حضنه و هي تحرك رأسها له بالإيجاب بخجل شديد، ضمها له بقوة مردفًا بفرحة غامرة..
“شكلك عملتيها و هتخاوي أحمد و أيمن و تجبلنا بنوتة طعمة زي مامتها”..
رفعت رأسها و نظرت له نظرة عتاب أخفت السعادة التي غمرتها مدمدمة..
” اممم.. مامتها اللي أنت هتسيبها و تسافر من غيرها!!”..
طبع قبلة رطبة على خدها و تحدث برزانته المعهودة قائلاً..
“ممكن متفكريش في أي حاجة تضيقك أو تعكر مزاجك على أصبح كده من دلوقتي لأخر الشهر “..
عقدت حاجبيها و تحدثت بستفسار قائلة..”و اشمعني يعني لأخر الشهر؟! “..
أبتسم لها ابتسامته الجذابة و هو يقول..
” عشان أنا واخد أجازة أسبوعين ليكِ مخصوص”..
“بجد يا أيوب!”.. صرخت بفرحة و هي تقفز بين يديه، ليلتقطها هو بلهفة و حملها من خصرها رفعها عن الأرض داخل حضنه مغمغمًا..
“أيوه بجد يا عيون أيوب.. بس هاخدك المستشفى معايا انهاردة عشان أطمن عليكي قبل ما أوديكي ل هبة”..
قالت” حبيبة “برجاء.. “لا يا أيوب بالله عليك وديني لأختي الأول .. أنا منمتش طول الليل من قلقي عليها بسبب اللي حصل إمبارح بعد ما أنت روحت توصل ماما و عمو أحمد”..
” أيه اللي حصل ؟! “..
وضعت أصابعها أسفل ذقنها بتعجب و هي تجيبه..
” بدر جوز أختي طلع عنده أخت إسمها شروق أكبر منه جت الفرح إمبارح وعرفنا عليها و الغريب أنها مشيت بسرعة من غير حتى ما تستني باباها و الأغرب أنه عمره ما جاب سيرتها لا ل هبة اللي اتفاجأت بيها إمبارح و حتى والده لما جه معاه يطلبوا ايديها قال لبابا إن بدر إبنه الوحيد بعد وفاة مراته و بنته!! “..

 

 

التزم” أيوب ” الصمت مصطنع الدهشة بملامحه ولم يخبرها بحديثه مع” بدر” الذي استأمنه على سره..
” متعلميش أيه اللي في النفوس يا حبيبة و بعدين أنتي عارفة كويس المشاكل اللي بتكون بين الأهل.. المهم تطمني على أختك عشان أنا أطمن عليكي “..
أبتسمت له بدلال و هي تقول..
“طيب مش لازم نروح المستشفى.. هجيب إختبار من الصيدلية و نتأكد هنا”..
مسد على وجهها بأنامله بكل ما يملك من رفق، و همس بنبرته العاشقة قائلاً.. “هنزل أنا أجيب ليكي اللي أنتي عايزاه بس ادخلي أرتاحي شوية على ما أحضر لك فطار معتبر يعجب السيادة و بعد كده هعملك اللي أنتي عايزاه و برضوا هاخدك المستشفى عشان اطمن عليكي أكتر “..
زمت شفتيها و هي تقول..
“عارفة إنك مش هترتاح إلا لما تكشف عليا بنفسك يا دكتور أيوب.. بس أنا مليش نفس دلوقتي.. هدخل أخد شاور و بعدين أصحى الولاد و ماما زينب و نبقي نفطر كلنا سوا”..
شهقت بخفوت حين مال عليها وحملها بخفة على ذراعيه، و سار بها خارج المطبخ قاصدًا غرفتهما..
“حيث كده يبقي خليني أكشف عليكي دلوقتي عشان قلبي يطمن”..
……………………….. لا إله إلا الله وحده لا شريك له……..
” بدر “..
فتح عينيه التي تضوي ببريق العشق، لوهلة ظن أنه استيقظ للتو من إحدي أحلامه برفقة معشوقة روحه، لكنه تنهد بارتياح و فرحة تغلف قلبه حين أيقن أن ما عاشه هذه المرة كان حقيقة و ليس حلم..
“هبة” زوجته هنا معه تحت سقف واحد ، يجمعهما فراش واحد..
غارقة في نومًا عميق داخل حضنه بين ضلوعه، تأملها بنظراته المُتيمة، يتفرس ملامحها، و يغمرها بقبلاته الرقيقة التي تُشبه رفرفة الفراشات على كل أنش بوجهها..
صدح صوت جرس الباب جعله يبتعد عنها على مضض، فتململت هي مدمدمة بأسمه أثناء نومها جعلت قلبه يخفق بجنون من شدة سعادته..
نهض مسرعًا ،و ارتدي ثيابه أرتداها على عجل، و سار لخارج الغرفة غالقًا بابها خلفه، مر بطريقه على الطعام الذي أعده ليلة أمس نسي أمره تمامًا، فكيف يشتهي للطعام و هو غارق في أنهار من العسل..
فتح باب الشقة ليجد شخصًا غريب حامل بيده صندوق هدايا كبير ..
“صباح الخير يا فندم.. أنا مندوب شحن و معايا أوردر بأسم مدام هبة محمد بلغها أنه مدفوع بالكامل و تقدر تستلمه بعد ما تمضي على وصل الإستلام بنفسها”..
“مين اللي باعته؟!”.. قالها “بدر” بملامح بدت مخيفة، و قد ظن أن المدعو “سيف” هو من أرسله..
ليجيبه المندوب بعملية قائلاً..

 

 

“حضرتك اسم المرسل مكتوب في الإيصال تقدر مدام هبة بس اللي تقراه قبل ما تمضي”..
” في أيه يا بدر؟! “..
قالتها” هبة” التى ارتدت إسدالها و خرجت من غرفتها تبحث عن زوجها، وقفت بعيدًا عن فتحة باب الشقة..
نظر لها “بدر” نظرة لا تخفي غضبه الذي بدأ يتفاقم، ارتجف قلبها بين ضلوعها حين رد عليها بهدوء عكس قسمات وجهه..
” في أوردر جاي عشانك واقف على أمضتك “..
أنهى حديثه و مد يده للمندوب الذي اعطي له الإيصال المغلق و معه قلم، أخذهم منه و أعطاه لزوجته دون أن يفتحه..
حبست “هبة” أنفاسها قبل أن تمد يدها و تأخذه منه، و فتحته بتوتر نجحت في إخفاءه، لتتهلل أساريرها و تدون إمضاتها بلهفة و هي تقول..
” ده من حبيبة أختي”..
أقتربت من الباب وأعطت الإيصال للمندوب في يده، و أخذت من الصندوق وضعته على طاولة صغيرة خلف الباب، و إستدارت تطلع لزوجها الذي أغلق الباب وهو يتنهد بارتياح، و قد عادت ابتسامته الدافئة لملامحه الوسيمة..
“صباحية مباركة يا أجمل عروسة”..
توردت وجنتيها بحمرة قانية حين جذبها من خصرها و عانقها بقوة داخل صدره، لتبادله هي عناقه هذا بلهفة، و قد اختفت الفرحة الزائفة التي رسمتها على محياها، و تطلعت للصندوق الموضوع خلف ظهر زوجها بذعر شديد..
بينما رحل المندوب بدراجته البخارية، ليوقفه” سيف” الذي قطع عليه الطريق بسيارته و تحدث بنبرته الصلبة قائلاً..
“هاا.. عملت اللي قولتلك عليه بالظبط؟”..
“أطمن يا سيف باشا.. الأمانة وصلت و المدام لما قرت الوصل قالت إن أختها اللي بعته الاوردر”..
انبلجت إبتسامة أمل على ملامح “سيف” الذي أخرج من جيبه حفنه سخيه من المال واعطاها للمندوب و هو يقول..
“خد دول مش خسارة فيك.. بس لما أكلمك تسيب كل اللي في أيدك و تجيلي جري عشان الهدايا اللي جاية هتبقي كتير”..
………………………………….. صلِ على الحبيب……
داخل غرفة مظلمة أضاءتها أشعة الشمس، جلست “ورد” طول الليل بمفردها، لم يغمض لها جفن بعدما استمعت لحديث زوجها مع والدته، و كلماته الجارحة التي مزقت فؤادها..
لم تنطق بحرف واحد و سارت بخطي شبة راكضة لغرفة مقابل الغرفة المتواجد بها زوجها، و دلفت للداخل غالقة الباب خلفها بقوة كادت أن تحطمه،ظلت تطلع بصورة والدها الظاهرة على هاتفها ، و تردد بحسرة..
“الله يرحمك يا أبا.. معرفتش معني الإهانة و الذل إلا بعد موتك يا حبيبي”..

 

 

كانت مدللة أبيها، لم يجرُء أحد على مسها بكلمة واحدة حتى و لو كانت والدتها و جدها، كان والدها محاوطها بحمايته جعل شخصيتها قوية تُشبه الرجال بجرئتها،بينما هي أرادت تعويضه عن خلفه الولد الذي كان يتمناه،
ليبدأ هو في تلبية كل طلباتها مهما كانت من شدة حبه و فرحته بها، حتى خطفه الموت منها و هي بعمر الثانية عشر عام، ليقرر جدها تزويجها بأبن عمها “جبل” بعد وفاة والدها بعام واحد..
و برغم أنها كانت تظن أنها لا تكن لزوجها أي مشاعر بقلبها، ليأتي أسم تلك ال “سارة” لينفض الرماد الموضوع فوق نيران عشقها المتآجج تجاه رجلها التي لم تكن تعلم حتى بوجوده، لتضع قبضة يدها فوق قلبها الملتاع، و تهمس بسرها بملامح منذهلة..
“قلبك بيغلي ليه كده أنتي غيرانة عليه ولا أيه يا ورد؟! معقول أكون بحبك يا جبل!”..
انتفض قلبها و تسارعت نبضاته حتى كاد أن يغادر صدرها من عنف دقاته حين استمعت لصوت حمحمته، قفزت من مقعدها وقفت أمام المرآة تتأمل هيئتها، لتجحظ عينيها من أثر اللكمة الذي لكمها لها جدها التي حولت لون خدها من الأحمر إلى الأزرق..
شعرت بألم مبرح يفتك برأسها، و على جسدها بأكمله،فخلعت كنزة منامتها ببطء متأوه بألم بصوتٍ مكتوم، و من ثم سروالها و بقت بقميص قطني أسود قصير للغاية، لتلجمها الصدمة للحظات حين رأت فخذها المجروح جرح يشبة شق السكين و أيضًا تحول لون جسدها الحليبي للأزرق و الأحمر معًا بسبب ضربة قوية من العكاز أدت لكسره..
“أما دفعتك تمن العلقة اللي كلتها بسببك دي يا جبل يا ابن وفاء مبقاش أنا ورد الجبل”..
همست بها من بين أسنانها بوعيد، و هي تعدل منامتها حتى ترتديها مرة أخرى..
شهقت بخضة حين طرق باب الغرفة، و استمعت لصوته ينطق إسمها بنبرة دغدغت حواسها..
“ورد أنتي صاحية؟..لو صاحية أخرجي من فضلك عايز أتكلم معاكي “..
برغم أن أسلوبه مهذب و راقي جدًا معاها، إلا أنه لم يروقها بتاتًا، أثار غضبها جعلها تصطك على أسنانها كادت أن تهشمهم من شدة غيظها، ألقت منامتها أرضًا، و اندفعت نحو باب الغرفة وقفت خلفه و تحدثت دون أن تفتحه قائلة..
“بقي أنا تقولي من فضلك!! ليه شايفني لابسة بورنيته؟ ما تقولي يا آنسة ورد أحسن و لايق عليا أكتر كمان يا جووزززي”..
تعمدت الضغط على كل حرف بأخر كلمة بطريقة أفقدته أعصابه،لتطرق هي على الباب بكف يدها بغضب شديد مكملة..
“يا بتاااع ساااارة”..
هنا هو الذي عض على قبضة يده من لسانها السليط، دار حول نفسه عدة مرات هامسًا بسره..
“و دي أتكلم معاها إزاي بس ياربي ؟!”..
مسح على خصلات شعره الفاحم مكملاً بتمني..
” أنا نفسي أدخل أحدفك من الشباك و أريح البشرية من لسانك”..
أخذ نفس عميق زفره على مهلٍ كمحاولة منه ليهدأ، و تحدث بتعقل قائلاً..
“يا ورد أنا بتكلم معاكي بإحترام يبقي تردي عليا بإحترام و متحاوليش تختبري صبري عشان متغباش عليكي”..
ضحكت ضحكة خليعة جعلت عينيه تتسع على أخرها، مردفة بلامبالاة..

 

 

” هتتغابي عليا هتعمل أيه يعني؟ هتضربني مثلاً! مش هتلاقي في جسمي مكان بعد العلقة اللي كلتها بسببك”..
” بسبب لسانك اللي عايز قطعه.. و أخرجي بقي خلينا نتكلم بالعقل قبل ما المأذون يجي “..
رباااه!!!
شحب لونها فجأة ،و كأن قلبها توقف عن النبض بعد جملته هذه، لم تنتبه على حالها و هي تفتح الباب بلهفة لتصدمه بهيئتها الفاتنة التي حبست أنفاسه..
” و المأذون جاي ليه؟ “..
لم يقوي على رفع عينيه من عليها، و كأنها ألقت سحرها عليه، ابتلع لعابة بصعوبة قبل أن يُجيبها ..
“عشان هطلقك يا ورد”..
“و هو أنت اتجوزتني أصلًا عشان تطلقني يا جبل؟!”..
قالتها بنبرة ناعمة لم تنطق بها من قبل خاصته هو وحده بها،
شملها بنظرة متفحصة من عينيه التي أشتعلت بها نيران الرغبة تمكن من إخفاءها ببراعة،و تحدث بنبرة جادة لا تحمل الجدال قائلاً..
“أنتي بالنسبالي بنت عمي وبس”..
سارت نحوه حتى توقفت أمامه مباشرةً، و نظرت لعينيه بعينيها المُدمرة و تحدثت بنبرة يملؤها التحدي..
“و أنت بالنسبالي ابن عمي و جوزي”..
عقدت ذراعيها أمام صدرها الذي جعله على وشك فقدان صوابه ، فكور قبضة يده كمحاولة بائسة منه لتلجيم نفسه عنها حين تابعت بإصرار..
” جوزي يا جبل.. حقي اللي مش هفرط فيه بسهولة و هعمل اللي ميتعملش عشان أحافظ عليك”..
ساد الصمت بينهما لبرهةً، قطعه” جبل” مردفًا بأسف..
” أنا جاي من مصر مخصوص عشان أخلص حكايتنا دي و هرجع انهاردة لشغلي و دراستي و حبيبتي اللي مستنياني فياريت لو ليكي طلبات قبل الطلاق تقوليلي عليها هنا.. لأننا في الأخر أهل و مينفعش نتكلم قدام الناس الغريبة اللي هيشهدوا على طلاقنا “..
مدت يدها و ربتت على كتفه ببعض العنف مرددة ..
” يعني ده أخر كلام عندك؟! “..
رفع حاجبه لها بحركة جعلته بغاية اللطافة مغمغمًا..
” أه أخر كلام عندي”..

 

 

” تمام.. أنا كنت عايزة أحافظ على بيتي عشان ميتخربش زي ما بيقولوا بس مدام أنت مصمم و واخد قرارك يبقى تبعت تجيب المأذون”.. قالتها و هي تستدير و تعود لداخل الغرفة، دون إرادة منه عض على شفتيه السفلية و هو يتابع تمايل خصرها بغنج كاد أن يطير اللُب من عقله..
“و لو على طلباتي فاطمن أنا مليش طلبات لأننا زي ما أنت قولت إحنا في الأخر أهل يا جبل”..
…………………………….. سبحان الله العظيم…….
أصوات مرعبة تُصم الأذان بين طلق ناري حي، و قنابل، و أسلحة نارية متعددة، تكبيرات و صراخات بكلمات تُحث على الجهاد تستيقظ” شروق ” عليهم كل صباح..
و أحيانًا تفتح عينيها على هجوم مسلح حقيقي من جماعات أخرى على عداوة مع جماعة زوجها،و ليس إحدي التدريبات مثل الآن..
رمشت بأهدابها، و فتحت عينيها ببطء لتجد إحدي خادمتها ممسكة بسلاح ناري مصوب على رأسها..
“اتشاهدي على روحك؟! “..
بلمح البصر و بمنتهي الإحترافية كانت استحوذت “شروق” على سلاحها و أطلقت عليها النار أسقطتها أرضًا في الحال، و انتفضت من فراشها ليظهر قميصها النبيذي الحريري ذو فتحة على طول قدمها تظهر الرابطة حول فخذها التي تحتوي على سلاح ناري سحبته هو الأخر، و وقفت خلف نافذة غرفتها تبحث عن زوجها الذي يقف في قلب المعركة ، و بدأت تطلق النار بدقة قناصة ماهرة على كل من يحاول إصابته ..
أستمر إطلاق النار المتبادل لفترة ليست بقليلة حتى قضوا على كل غريب دلف لمنطقتهم، و صدح صوت التهليل و التكبير دليل على إنتصارهم..
ركض “وليد” مسرعًا تجاه الغرفة المتواجده بها زوجته، اقتحمها و عينيه تبحث عنها بلهفة..
كانت تعيد تلقين خزانة أسلاحتها غير عابئة لوجوده..
“أنتي كنتي بتضربي نار من الشباك و أنتي بقميص النوم ده؟!”..هدر بها بصوتٍ يشبه زئير أسد غاضب..
تطلعت له بنظرات ذائغة تدل على خوفها من نوبة غضبه، و اجابته بصراخ قائلة..
“متقلقش محدش شافني.. كنت واقفة ورا الستارة”..
أقتربت منها و خطفها بعناق محموم ، يضمها بتملك مجنون مدمدمًا..
” اممم.. و بدافعي عني ليه لما أنتي بتكرهيني.. أنا علمتك عشان تعرفي تدفعي عن نفسك مش عني”..
“ما أنا بدافع عنك عشان أعيش يا وليد”.. همست بها و هي تطلع له بنظرتها التي تُذيب قلبه المُتيم بها عشقًا، و تابعت بأنفاس متهدجة..

 

 

“أنا مقدرش أعيش من غيرك لو إتصابت أنا اللي هموت”..
“عشان كده عايز أخلف منك ولد يا شروق قبل ما أنفذ العملية اللي هنول فيها الشهادة بأمرالله “..
كانت تصيح بغضب عارم في وجهه كلما ذكر تلك الجملة و تمنع نفسها عنه قدر استطاعتها حتى لا تحمل منه، وإن حدث الحمل تتخلص منه قبل أن يعلم هو بوجوده، لكن اليوم أذهلته حين بادلته عناقه هذا، و أعلنت له استسلامها لطلبه، مما دفعه للشك بأمرها فقبض على عنقها فجأة، و ونظر لعينيها نظرة متفحصة و هو يقول ..
” أنتي في حد جندك يا شروق؟!”..

يتبع..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وهبني القدر بدرا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى