روايات

رواية ومقبل على الصعيد الفصل السادس 6 بقلم رانيا الخولي

رواية ومقبل على الصعيد الفصل السادس 6 بقلم رانيا الخولي

رواية ومقبل على الصعيد الجزء السادس

رواية ومقبل على الصعيد البارت السادس

رواية ومقبل على الصعيد الحلقة السادسة

أستيقظت صباحًا لتنتفض من نومها عندما نظرت في ساعتها وقد وجدتها تعدت الثامنة ، أسرعت بالدلوف إلى المرحاض وقامت بتبديل ملابسها
ونزلت الدرج مسرعة وقد تأخرت على محاضرتها الأولى لتجد والدتها تخرج من المطبخ لتسألها بدهشة
_ على وين بدري أكدة؟
أجابت ليلى وهى تسرع بالخروج من المنزل
_ عـ الچامعة لاحسن أخرت جوى
خرجت من المنزل وهى تسرع الخطى لـ تمر بجوار المضيفة وتسمع صوت تحطيم قوى مما جعلها تتسمر مكانها خوفًا من أن يكون أحد اللصوص أقتحم المنزل، دفعها فضولها لإلقاء نظرة سريعة وقد تناست تمامًا أمر ذلك الغريب الذي يقيم في تلك الغرفة.
فتحت باب الشرفه بهدوء لتلقى نظرة سريعة داخلها لتتفاجئ بذلك الغريب مستلقيًا على الفراش لتتذكر فورًا أمره فتنسحب بهدوء لتعاود الخروج

 

لكن مهلًا هل سمعت صوتًا يناديها؟ أم خيل لها، التفتت إليه لتجده صوت أنفاسه وكأنه يعافر كي ينظم انفاسه
أقتربت منه بحذر لتجده واضعًا يده على قلبه ويتعرق بشدة، وقد أزدادت وتيرة تنفسه مما جعلها تيقن بأنها أزمة قلبية لتسأله بفضول مهني
_ انت مريض قلب؟
لم يستطيع الرد عليه فاكتفى بإيماءة من رأسه
فأسرعت بإخراج هاتفها والاتصال على أبيها الذي كان يتناول إفطاره ورد بدهشة
_ خير يا ليلي في حاچ؟
انتفض مسرعًا عندما أجابته بهلع
_ الحج يابوى أتصل عـ الأسعاف بسرعة وخليها تاچي.
سألها برعب جعل الجميع ينتفض بجواره
_ في أيه بس عرفينى أنتي زينه؟
ردت بخوف
_ مش أنى ده الضيف اللي عندينا، بسرعة الله يخليك
أغلق جمال معها ثم أمر جاسر
_ ألحج بسرعة أتصل عـ الأسعاف وحصلنى عـ المضيفة
سألته وسيلة بخوف
_ بتي مالها؟
أجابها جمال وهو يخرج ويسرع خلفه توأمه وجاسر
_ متجلجيش ده الضيف اللي في المضيفة
دقائق معدودة وكانت الأسعاف تأخذه إلى المشفى

 

لم تستطيع ليلى تركه وأصرت على البقاء معه داخل السيارة تحسبًا لأى ظرف
شعر جاسر بالضيق من فعلتها وقال بانفعال
_ ايه يابوي هتسيبها تركب معاه وحديها؟
رد جمال بضيق
_ مش وجته يا ولدي، وبعدين دي مهنتها مش حبًا فيه يعني، يلا نلحجهم بسرعة ربنا يستر.
تذكر جاسر هاتفه ليقول لوالده
_ أستنى لول أچيب تلفونه يمكن نحتاچه
أمر حازم بالذهاب الى المضيفه وجلب هاتفه وصعد سيارته بجوار والده وانطلقوا بها خلفه.
رن هاتف أمجد الذى كان بحوزة جاسر ليجد المتصل مدون بإسم الدكتور عصام
فقال لوالده وهو يقود السيارة خلف سيارة الإسعاف
_ دا باينه الدكتور اللى بيعالچه رد عليه وخبره باللي حُصل
تناول جمال الهاتف من يده وأجاب مسرعًا
_ السلام عليكم
اندهش الطبيب من صاحب الصوت وأجاب بقلق

 

_ وعليكم السلام، اومال فين أمجد؟
رد جمال بقلق وهو ينظر إلى السيارة أمامه
_ أمجد تعب شوية ورايحين بيه دلوجت على المستشفى
قال الطبيب بقلق
_ هو تعب أمتى وايه اللى حصل؟
لم يستطيع جمال أجابته بشئ سوى ما علمه من ابنته أزمة قلبية
فقال الطبيب بأمر
_ لازم دكتور متخصص اللي يتابعه وأنا هاجي على اول طيارة جايه عـ الصعيد.
اغلق جمال الهاتف وقال بقلق
_ الموضوع شكله واعر جوى ربنا ينچيه منها على خير
تحدث جاسر بقلق
_ يارب يابوي.
تحولت نظرات جاسر إلى غضب عارم عندما تذكر ذلك الأمر وسأل والده باتهام
_ بس أيه اللي وداها عنديه؟ كيف يعني تدخل المضيفة وهى خابرة أن فيها راچل غريب.
انتبه جمال أيضًا لذلك الأمر لكنه رد بإمتعاض
_ مش وجته ياجاسر لما نطمنوا عليه لول.
كتم غيظه حتى يعودوا إلى المنزل منتويًا لها بأشد عقاب.
❈-❈-❈

 

وقف الجميع بقلق أمام غرفة الرعاية حتى خرج الطبيب وخلفه ليلى التى طلبت من الطبيب وأستاذها أن تدلف معه وسمح لها بذلك.
أسرع إليه جمال وجاسر الذي سأله باهتمام
_ خير يادكتور
أجاب الطبيب قائلًا
_ الحمد لله هو جاه في الوقت المناسب والفضل يرجع لليلى اللي عملت اللازم لحد ما وصل لينا، بس أنا بفضل أن الدكتور المتابع لحالته يكون موجود دلوقت.
أكد جاسر
_ كلمناه وجال إنه هياچي على أول طيارة
أكد الطبيب
_ يستحسن بردوا، بعد أذنكم
أنصرف الطبيب وأقترب جاسر منها يجذبها من ذراعها قائلًا بحده
_ أيه اللي دخلك المضيفة وأنتي خابره إن فيها راچل غريب.
نهره جمال بحده
_ بكفياك عاد، الكلام ده مينفعش أهنه
نظر إله أبنته وتابع بحزم
_ روحي دلوجت على چامعتك ولما تاچي هيكون لينا حديت تاني.

 

أومأت ليلى برأسها وذهبت إلى جامعتها.
اما جاسر فقد حاول بصعوبة التحكم في أعصابه لينهره جمال
_ ميبجاش دمك حامي أكده، أستنى لما نروحوا وبعدين نعرف أيه اللى حُصل
رد بـ احتدام
_ هيكون عرفت منين يعني أنه مريض إلا إذا دخلت وشافته
يأس جمال من أبنه ومن الجدال الذي لا يكف عنه ولا يعى بالمكان حوله، مما جعله يفضل الصمت حتى يعودوا للمنزل
❈-❈-❈
ظل جالسًا في مكتبه يفكر في حيلة حتى يأخذ باقي حقه منهم، كان عليه التودد إليهم حتى يستطيع أخذ ذلك المال بالتراضي وكى لا يشك أحدًا منهم بأنه يطالب بحق من حقوقه في ميراثه.
ظل يزرع الغرفة ذهابًا وإيابًا حتى تذكر أمر خالد.
هو الوحيد الذي باستطاعته التحدث مع جمال أخيه
إذًا عليه ان يطلب بحقه عن طريق خالد
سيذهب إليه ويطلب منه أن يحدث جمال في ذلك الأمر.
.❈-❈-❈
أستيقظ أمجد ليجد نفسه في المشفى ووجد الممرضة واقفة تبدل له المحاليل فأبتسمت له قائله
_ حمد لله على السلامه
رد بوهن

 

_ الله يسلمك، أنا جيت هنا إزاى؟
أجابت الممرضة بعد ما أنهت مهمتها
_ مش عارفه، كل اللى اعرفه إن حضرتك تعبت وجابوك هنا حتى هما لسه قاعدين بره
ايقن أمجد بأنهم جاسر ووالده، لابد أنه تسبب بذعر هم
_ طيب خليهم يدخلوا
خرجت الممرضة ليدلف بعدها جاسر وجمال الذي نظر إليه بسرور عندما لاحظ تحسن حالته وقال
_ حمد لله على السلامه، ينفع يعني تجلجنا عليك بالشكل ده؟
رد أمجد بامتنان وقد تذكر ما حدث
_ معلش تعبتكم معايا
رد جاسر بصدق
_ متجولش إكده تعبك راحه، بس مكنش لازمن تداري علينا تعبك ده، كنا حتى لحجناك من الاول
رد أمجد باعتذار
_ معلش محبتش أقلقكم، الحمد لله أنها عدت على خير.
كان يود أن يسألهم عنها لكن الممرضة دلفت قائله
_ كفاية كده عشان صحة المريض
أخرج جاسر هاتفه وأعطاه إياه قائلًا
_ ده تلفونك چيبته معايا
تحدث أمجد بامتنان
_ متشكر جدًا
_ لا شكر على واچب، إن أحتاچت حاچه رني علينا وأحنا نچيك طوالي هنطر نستأذن ساعة بالكتير وهنرچع على طول
خرج جمال وجاسر ليتركوا أمجد الذي ما ان أختلى بنفسه حتى تذكرها
وخاصةً عندما تذكر ملامحها التي كانت تنظر إليه بزعر وتحاول مساعدته قدر الإمكان
من أين أتيتِ أيتها الفاتنة، هل ظهرت من العدم لتدبي الحياة في قلبٍ زهد الدنيا وروح تنتظر أجلها؟
أم لتكتبي على قلبك أنت الشقاء والتشبث بأحبال ذائبة
❈-❈-❈

 

أنتهت محاضراتها وقررت الذهاب إلى المشفى كي تتابع تدريبها مع ذلك الطبيب
فقد وعدها بحضور إحدى العمليات لجراحة القلب التي ستتم اليوم، لكن عليها العودة إلى المنزل قبل ذهابها واستأذن والدها.
عادت إلى المنزل لتصادف جاسر على الدرج ينظر إليها متحدثًا بحدة
_ غيري خلجاتك وانزلي
اومأت له ثم صعدت غرفتها لتبدل ملابسها وهي لا تعرف ماذا تقول لهم، هل تخبرهم بفضولها الذي دفعها للولوج إلى ذلك المكان ظنًا منها أنه أحد اللصوص، وإذا كان ذلك ما الذي جعلها تدخل إليه وتخاطر بحياتها، لكن ما لا يعرفهم كلاهما أنها مشيئت الله كي تكون سببًا في إنقاذ حياته
حزنت لأجله ولأجل شبابه عندما علمت بمرضه وكم آلمها قلبها وهى تنظر إليه وإلى شبابه الذي لم يسعد به
تذكرت ملامحه الهادئه التي جذبتها بشدة وتجعل من يراها يتمنى رؤيتها مرة أخرى
مهلاً هل جُنت حتى تفكر في مريض لديها بتلك الطريقة، أم ما يجعلها تفكر به هو الشفقة والتعاطف
هكذا أقنعت نفسها متعلله بذلك كي تحلل رغبتها برؤيته
خرجت من الغرفة
وجدت والدها يخرج أيضًا من غرفته فتقترب منه بترقب عندما وجدته يقف وينظر إليها بـ وجوم وتقول بتحشرج
_ على فكرة يابوى أنا مدخلتش عنديه زي ما انتوا فاكرين لا؛ اني كنت رايحة الچامعة وفجأة سمعت صوت خبطة چامدة وكنت ناسيه خالص أن في حدا چوه، دخلت أشوف في أيه اتصادفت بيه وچيت أخرج بسرعة لجيته بالحاله دي، والله هو ده اللي حُصل.
ربت على كتفها وقال بتفاهم
_ مصدجك بس مكنش ينفع واصل اللي عملتيه ده
همت بالتحدث لكنه منعها
_ بس نرچع نجول أن ربنا عمل أكده لجل ما نلحجوا، ياريت اللي حصل ده ميتكررش تاني واصل لأى سبب من الأسباب، المره دي چات سليمة إنما المرة الچاية نركنوا فضلونا ده على چانب ونخلينا في طريجنا.
أومأت برأسها
_ حاضر ياسيد الناس مش هتتكرر تاني

 

بس…..
قطب جبينه متسائلًا
_ بس أيه تاني؟
تحدثت بارتباك وهي تفرك يديها
_ أني عندي تدريب كمان ساعة في المستشفي وجاسر كيف مـ انت خابره مش هيوافج بعد اللى حصل.
اومأ لها مبتسمًا
_ متجلجيش اني رايح عنديه عشان مينفعش يضل لوحده في المستشفى اكتر من إكده ويبجى روحي معاي
احتضنته ليلى بسعادة بالغة وهي تقول
_ تسلملي ياغالي
ضحك جمال لسعادتها
_ أنى كل اللي يهمنى سعادتكم وبس، يالا نتغدوا ونروح.
أما عن جاسر فلم يستطيع النطق بشئ إذ وجدها تنزل مع والده والابتسامة تشرق وجهها فعلم حينها أنها ثبتته بمهارة ولن يستطيع التحدث، فليلزم الصمت إذًا فليس هناك ما قد يقال بعد أن أخذته لصفها تلك الماكرة.
❈-❈-❈

 

ذهبت مع والدها إلى المشفى وهى تشعر بسعادة غامرة إذ وعدها الدكتور عامر بمساعدته في تلك العملية الكبير، عليها أن تكون جديرة بتلك الثقة التى أعطاها لها. وفور ولوجهم شعرت بحنين جارف يأخذها لرؤيته لتتردد كثيرًا قبل أن تقول لوالدها
_ لو سمحت يابوى كنت رايده أدخل معاك عنده اعرف الحاله وصلت لحد فين لأن زي ما جولتلك ان ده تخصصي؛ يعني هكون بصفتي دكتورة
هز جمال رأسه بيأس منها وقال
_ وبعدهالك عاد يادكتورة، طلباتك كترت جوي
تحدثت ليلى برجاء
_ بس ده بيفدني في دراستي، ولا رايد يعني تقديرى يجل عن كل سنة.
كالعادة تثبته بكلمة واحدة منها فتجعله يرضخ لكل ما تريد ليرد باستسلام
_ لا طبعًا ميرضنيش يالا معايا
أتجهوا إلى غرفته ليطرق جمال الباب ثم يدلف وهى خلفه فوجدت أستاذها يقف مع أحد الأطباء وفور ولوجها أشار لها دكتور عامر قائلًا
_ تعالي ياليلى

 

نظر إلى الدكتور عصام الذي وصل لتوه من القاهرة كى يطمئن بنفسه على حالته. وتابع
_ دكتورة ليلى هى اللي قامت بدورها لحد ما جالنا هنا تقدر تسألها عن أى حاجة عايز تعرفها، ليلى طالبة مميزة الأولى على دفعتها كل سنة.
رحب بها عصام
_ أهلًا يا دكتورة ليلي شكلك هتبقى دكتورة مميزة
كانت عيناها تأخذها إليه وهو مستلقيًا على السرير ساندًا ظهره على الوسادة ينظر إليه بامتنان وترد بثبات زائف
_ إن شاء الله
تحدث عامر باعتذار
_ مطر اسيبكم دلوقتى أستأذن أنا لأن عندي عملية كمان نص ساعة ولازم نستعد لها بعد أذنكم.
خرج الطبيب ثم نظر أمجد إليها باشتياق
ثم تحدث جمال
_ كيفك دلوجت؟
ابتسم بامتنان قائلًا
_ الحمد لله أحسن بكتير
ثم نظر إلى ليلى وأردف
_ والفضل كله يرجع للدكتورة ليلى.
ارتبكت ليلى ونظرت إلى والدها بإحراج وهي تقول بأقتطاب
_ على أيه لا شكر على واچب، أنا جومت بدوري بس
بدا الدكتور عصام يسألها بعض الأسئلة وهى تجاوب بدقة أذهلت الجميع وخاصةً ذلك الذي لم يستطيع مطلقًا التحكم في نظراته وكأنه يدرسها كما تدرس هى حالته فينتبه على عصام وهو يقول بإعجاب
_ ما شاء الله، ربنا يوفقك
إزداد إحراجها عندما وجدت أمجد ينظر إليها بإبتسامه

 

وأردف عصام
_ أيه رأيك لو تشتغلي معايا في مستشفى…….
اتسعت عيناها ذهولًا ولم تصدق ما تسمعه أذنها فلم تحلم يومًا بالعمل داخل ذلك المكان فنظرت لـ والدها برجاء أن يوافق ليرد جمال بحكمته المعهودة
_ ربنا يسهل المهم بس تخلص السنه دي بنفس التجدير ونشوف ظروفها هتسمح بأية
أخرج عصام الكارد الخاص به وأعطاه لجمال قائلًا
_ ده الكارت بتاعى وقت مـ تقرروا رن عليا.
أومأ جمال
_ تمام، بس هو أمچد هيخرج ميتى؟
تطلع إلى أمجد وقال
_ انا بفضل إننا نرجع النهارده، بس هنخليه بردوا تحت الملاحظة وإن لقينا استقرار في حالته هنسافر بكرة إن شاء الله.
تذكر جمال أمر حساب المشفى واستاذن قائلًا
_ طيب أنا دجيجتين وراجع يالا يا ليلى
خرجت ليلى تحت نظرات أمجد الذى ظل ينظر إليها حتى خرجت من الغرفة.
❈-❈-❈
خرجت مع والدها لتقول بفرحة
_ أنا مش مصدجه نفسي، معجول هشتغل في المستشفى دي، أنى حاسه إني حلم.
ضحك جمال وقال بدهشة

 

_ للدرچة دي؟
أكدت ليلى
_ واكتر كمان، انت مخابرش إن المستشفى دي فيها دكاترة كبيرة جوى تدريبى فيها هيبجى ميزة في الملف بتاعي.
اراد ألا يكسر فرحتها وأيضًا لا يريد ان يعطيها أملًا كاذبًا ليقول بجدية
_ الأهم خليكي دلوجت في دراستك، ولما تتخرجي نشوف الموضوع ده؟
سألته بقلق
_ بس أنت وعدتني يابوى.
تحدث جمال بحيادية
_ أنا بجولك حسب الظروف لا رفضت ولا وافجت، وياعالم.
يالا بجى شوفي الدكتور بتاعك وأنى هروح أشوف حساب المستشفى، هستناكي عنديه لحد ما تخلصي.
أومأت برأسها في صمت وذهبت إلى عملها.
❈-❈-❈
فور خروجهم قال عصام بجدية لأمجد
_ على فكرة ياأمجد الحاله كل مدى بتسوء وللأسف عضلة القلب كل مدى مـ بتضعف إن أستمريت على كده مش هيكون أدامنا بديل غير التبرع، ودي حاجه صعبه اوى.
تنهد بألم وقال برضى
_ خليها على الله، كلها أعمار بإيد ربنا.
أكد عصام
_ ونعم بالله بس عدم الأخذ بالأسباب حرام، فالمطلوب منك اليومين دول الراحة التامة لحد ما الدكتور ليونايدس يرد عليا، وهو أضافك على أول القائمة.
_ إن شاء الله بس أهم حاجه إن بابا ميعرفش حاجه عن الموضوع ده.
رد بإستسلام
_ مع إني بفضل أنه يكون عنده علم عشان يجبرك ترتاح شوية بس خلاص اللى تشوفه.
❈-❈-❈

 

_ أنت بتقول أيه؟ أنت باين عليك اتجننت
هكذا قال خالد عندما أخبره منصور بطلبه ليقول منصور بحده
_ مجنون عشان بطالب بحقي؟
رد خالد باحتدام
_ حقك وأخذته ولا نسيت!
أجاب مسرعًا
_ لأ منسيتش بس دي حاجه تانيه خالص، دي فلوس اخدتهم من أبويا يعني ملهاش دعوة بحقي في الأرض
وشوف أنت بقى ٢٨ سنه الأرض هتكون طلعت فلوس أد أيه.
هز رأسه بيأس منه، لم يتغير ولن يتغير
_ أنت عارف أخوك تعب وشقى اد أيه عشان يرجع الأرض دي……
قاطعه منصور بحده
_ أكل من خيرها اللي دفعه وزيادة كمان.
ذهل خالد من تحدثه عن أخيه بتلك الطريقة وتحدث بأنفعال
_ أنت أيه ياأخي مش بتفكر غير في نفسك وبس؟ انت عارف أخوك اتبهدل وشقى اد أيه لحد مـ سدد الديون دي؟
اهتزت نظراته لكنه استطاع التغلب على ما تبقى بداخله من حنين
_ أنا محتاج فلوس ضروري ومينفعش يبقى ليا حق واسيبه وأجرى على قروض
جدال عقيم لن يجدي نفعًا ليقول خالد بجدية
_ تمام مدام انت عايز كده ماشي هكلم جمال النهارده وهـ قوله وأنا واثق إن جمال مش هيغدر بيك زي مـ عملت معاه
يعنى لو ليك حق هتاخده وزيادة كمان.
❈-❈-❈

 

جلس جميعهم في حديقة المنزل كعادتهم بعد العشاء
لينظر إليهم عمران بحب ولكنه عندما يتذكر ولده الغائب تتبدل ملامحه لحزن أرهقه.
يتساءل دائمًا ألم يشتاق لهم كما يشتاقوا له؟
ألم يتحرك قلبه شوقًا لرؤيتهم كما يأن قلبهم شوقًا لرؤيته.
ماذا فعل له كي يقسوا عليهم بتلك الحده وكأن ما يجري في أوردته ليس دماء واحدة
ولم يخفى على جليلة حزنه الشديد وأشتياقه للغائب قاسي القلب
لتربت على يده وتقول بتعاطف
_ مسير الغايب يعود.
أومأ برأسه دون قول شيء لينظر إلى جمال ويسأله باهتمام
_ أمچد كيفه دلوجت؟
رد جمال
_ الحمد لله بجى زين وهيرچع بكرة الصبح مع الدكتور اللي بيعالچه
تحدث عمران براحة
_ الحمد لله، ربنا عالم بابوه اللي محلتوش غيرة
نظر إلى ليلى وتابع بعتاب
_ بس ياريت اللي حُصل ده ميتكررش تاني

 

ردت ليلى بخفوت
_ حاضر ياچدي.
قال معتز لحازم توأمه
_ شايف جاسر أخوك الود وده يجوم يعلجها من رجليها، ماخبرش أخوك ده طالع اكده لمين؟
نظر حازم إلى والده وقال
_ مع إن أبوك على حدته دي بيبجى كيف العاشج الولهان وهو بيبص لأمك حتى شوف.
نظر معتز لوالدته التي تضع القهوة بأهتمام أمام والده الذي ينظر إليها بنظرات عشق لم تخفى على أحد
_ اللي يشوفهم ميجولش واصل أنهم مخلفين جاسر أخوك ده، تحس أنهم لجيينوا على باب چامع
ضحك كلاهما ليكمل معتز
_ إنما ليلى أختك دي خليط ما بين أبوك وأمك، چمالها اللي مبيتغيرش واصل، وعجل أبوك وحكمته.
لولا يدها اللى عايزة جطعها دي، بستغرب هى بتاكل بأيديها دي كيف بعد ما بترچع من المشرحة.
هز جمال رأسه بيأس منهم ليقول لوسيلة
_ مفيش فايدة في الولاد دول، تعبت منيهم، يتمسخروا على خلج الله وخلاص
ردت وسيلة بيأس
_ عندك حج ياجمال، مش عارفه مالهم مـ طلعينش لخواتهم ليه
وجه نظره إلى جاسر الذي يرمق أخته بتوعد بين الحين والآخر وقال
_ على أساس أن كبيرهم اللي زين جوى، الواد ده دماغه ناشفه جوى وحجيجى الله يعينها بنت وليد، ماخبرش هتعشجه على أيه؟

 

هتستحمله كيف ده، دي البنت كيف النسمه.
قال معتز وهو يغمز لوالده قائلًا
_ هتفضلوا تتودودوا أكده كتير؟
رد حازم مصطنع الجدية
_ يظهر أنهم فرحانين إن ليلى دخلت العمليات النهارده عجبال المشرحة.
ردت ليلى بغيظ
_ المشرحة دي اللي هحطكم فيها لو مبطلتوش تتريجة عليا
قالت جليلة بخوف
_ الشر بره وبعيد ربنا يكفينا شرها، هما يعنى جالوا أيه، بيهزروا معاكي
إزداد غيظها من دفعها عنهم وقالت باستياء
_ لا ياچده مش هزار هما أكده بيفضلوا يتريجوا عليا
تحدث جمال بأمر
_ كفاياكم أكده ويالا على اوضتكم
نهض التوأم بامتعاض تلاهم ليلى التى قالت
_ وانى كمان هطلع عشان أذاكر.
بعد انصرافهم قالت وسيلة بيأس

 

_ مفيش فايدة ناجر ونجير
تحدثت جليلة بحب لأحفادها
_ زين وملاح ربنا يحميهم
رن هاتف جمال الموضوع أمامه على الطاولة ليجده خالد تناول هاتفه ليقول لوالده
_ ده خالد أكيد چاليبلنا أخبار عن منصور
قالت جليلة بلهفه
_ طب ردي ياودى وطمني عليه
أجاب جمال بترقب
_ السلام عليكم كيفك ياخالد
رد خالد بتهذيب
_ وعليكم السلام الحمد لله زين ياچمال كيفك أنت وكيفه عمي
_ زين الحمد لله
تحدث خالد بتردد
_ أنى…كنت…..يعني…
علم جمال من تردده بأن الأمر شاق عليه فقال بثبات
_ جول ياخالد على طول
أخذ خالد نفس عميق وقال

 

_ منصور أخوك رايد … أقصد محتاچ مبلغ أكده وبيجول أنه رايده من حجه
نهض جمال مبتعدًا من جوار والديه كي يتحدث بأريحية وقال بتروي
_ حج ايه اللي بيتحددت عنيه؟
_ بيجول حجه في الأرض لأنه محتاچ فلوس ضرورى عشان شغله
_ لو ليه حاچه ياچي بنفسه يطلبها، الأخوات مبينهمش وسيط.
جولوه الكلمتين دول.
أنهى جمال المكالمة معه ثم عاد إليهم ليسأله عمران بأهتمام
_ خير ياولدى
رد بأبتسامه لم تصل لعينيه
_ مفيس حاچه يابوى ده كان بيطمن عليكم.
علم عمران ان ابنه يخفي عليه شيئًا هامًا ليسأله بجدية
_ جولت في أيه؟ ولا شايفني كبرت واتركنت على جانب خلاص.
رد جمال مسرعًا
_ العفو يابوى بس كل الحكاية إني مش عايز ازعلك
اهتزت نظراته وهو يتابع
_ منصور أخوي عايز حجه
التزم الجميع الصمت ولم يستطيع أى منهم التفوه بكلمة
عمران الذي سقطت عليه الكلمة حتى ألجمت قسوتها لسانه
وجليلة التي انهار أملها في تغييره وعودته إليه
أما وسيلة فقد نظرت إليهم بإشفاق على حال ابنهم الذي لم ولن يتغير

 

وكذلك جاسر الذي إزداد بغضه لعمه الذي لم يراه يومًا لكن ما سمعه عنه كافيًا لأن يبغضه كل هذا البغض الذي يحمله له
وأول من تحدث هو عمران الذي خاب أمله في عودته للمرة التي لا يعلم عددها
_ لو ليه حج ياچي أهنه ويجف جدامي ويطالب بيه
وافقه جمال قائلًا
_ وده اللي جولته يابوى
نظر عمران إلى جاسر وقال
_ عاودني لمجعدي ياجاسر
_ حاضر ياجدي
ساعده جاسر على النهوض وذهب به إلى غرفته لا يريد أن يتحدث بشئ الآن
عليه التفكير مليًا قبل اتخاذ أى قرار
ساعده جاسر على الاستلقاء بفراشه وسأله بقلق
_ چدي أنت زين؟
ربت عمران على يده التي وضعها على صدره وقال بوهن
_ زين ياولدي متجلجش بس رايدك بكره الصبح في مشوار ضروري.
اوما له بطاعة
_ إن شاء الله ، لو احتاچت حاچه أبعتلي وأنا تحت طوعك
تحدث عمران بحب
_ تسلم ياغالي
خرج جاسر وبقي عمران وحيدًا لينتهز الفرصة ويخرج ما يكتمه بداخله كل تلك السنين.
عاد جاسر إلى والده كي يعرف ما ينوى فعله ليجده جالسًا بوجوم ولكنه لم يجد جدته التي من المؤكد أنها وجدت مكانًا خاصًا لكي تنهار به بعيدًا عن الجميع.
جلس أمامه يسأله باهتمام

 

_ هتعمل أيه يابوى؟
رد جمال بحيرة
_ العمل في يد چدك مش أني، مع إني خايف يخالف شرع ربنا ويعمل اللى منعته منيه جبل سابج.
شعر بالضيق من تصرف والده وقال بضيق
_ بس يابوى ده حجك انت اللي تعبت وشجيت فيه.
تحدث جمال بتحذير لولده
_ ولا كلمة زيادة، ونبهتك جبل سابج بلاش تدخل في الموضوع ده بالذات
نهض جاسر من مقعده وهو يقول باستياء
_ اللي تشوفه يابوى
ثم تركهم ودلف إلى المنزل.
نظرت وسيلة إليه وقالت بعتاب
_ مليكش حج ياجمال
قاطعها جمال بانفعال
_ مـ عيزتش حديت كتير جولت الموضوع ده يخصني أنا وأبوي وأخوي محدش يدخل فيه واصل حتى انتي.
نهض هو الآخر صاعدًا إلى غرفته لا يرد التحدث مع أحد.
أما وسيلة فقد قامت وذهبت إلى غرفة ابنها كى تطيب خاطره فدلفت لغرفته وهى أكثر من يعلم بحالته الان فكلما ذكر أسم منصور أمامه كلما شعر بالضيق منه
وبالفعل كان جاسر في قمة غضبه من ذلك الشخص الذي أُرغم أن يكون له عمًا مثله
دلفت وسيلة لتجده بتلك الحالة فاقتربت منه لتقول بتعاطف
_ متزعلش من أبوك أنت خابر الحديت معاه في الموضوع ده بيعصبوا جد أيه.

 

نهض من مقعده ليقترب منها قائلاً بحيرة
_ ليه يااماى. ليه ساكت أكده وبيتحدت بكل هدوء
حجه ايه اللى بيتحدت عنيه بعد اللى عمله
عايز يورث چدي وهو لساته عايش؟! عايز أيه تاني بعد اللى خده.
تحدث وسيلة بخوفٍ عليه
_ شاغل نفسك ليه بس ياولدي، الكلمة في الأول والآخر لچدك هو اللي بيده كل حاچه
_ وچدي اللي طلب منيه أنه يكتب الأرض باسمه رفض ليه؟ نسي التعب والمرار اللي شافه وهو هناك عايش بيتمتع بالفلوس اللي اخدها منيه، ولا دريان بحاچه
ابويا هيتكلم عن عدل ربنا بس اللي بيجول عليه ده مفهوش عدل واصل، ده كله ظلم لأبوى
ردت وسيلة بهدوء
_ وأبوك راضي بالظلم ده تاعب أنت نفسك ليه؟
ياابني صدجني جدك عمره مـ يظلم ابوك واصل، وبعدين من ميتى وانت بتهمك الفلوس والحاجات دي
رد جاسر بصدق
_ عمر الحاچات دي مـ همتني بس كل الحكاية إني مش ناسي تعب أبوي وشجاه فـ الأرض دي لحد مـ خلص ديونها وهو عايش حياته مفكرش حتى يسأل عن ابوه وأمه، وياچي في الاخر يطالب بحجه؟
صاح بها

 

_ حجه أيه يااما حج أيه؟!
شعرت بالخوف عليه لتربت على صدره وتحاول تهدئته قائله
_ طيب أهدى ياولدي أهدى الله يرضى عليك وإن شاء الله الموضوع ده هيعدي على خير.
استهدى بالله أكده وادخل اتوضى وصلى ركعتين.
تنهد بضيق وحاول السيطرة على حريق قلبه وهو يقول بثبات زائف
_ حاضر يااماي بس اللي جدي هيأمرني بيه هنفذه من غير مـ ارچع لحد.
تركها ودلف المرحاض قبل أن تستفهم منه معنى كلامه لتنسحب بهدوء إلى غرفتها.
ياترى عمران هيعمل أيه

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ومقبل على الصعيد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!